رواية ليالي الوجه الاخر للعاشق الفصل الحادي عشر بقلم رحاب ابراهيم
بعد اتصال تامر لهشام ، برزت العروق الحمراء بعنق هشام من الغضب وتوعد بشر :-
_ ماشي ، بترتبي عشان توقفي قصادي ،انا بقى هنسفك
واتصل برقم "وليد" ....
أجاب وليد سريعًا:-
_ ايوة يا اتش ..فينك واحشني من سهرة أول امبارح
ردّ هشام بايجاز مفسرًا سبب الاتصال دون أي مقدمات ستزيد من عصبيته:-
_ بقولك إيه شوفتلي اللي قولتلك عليه
وليد بمكر :-
_ انت عايز اللي راقب ولا بتتكلم على اللي هيهجم
تابع هشام بعصبية :-
_ اللي هيهجم طبعًا بس اللي راقب البيت ما شافش حاجة غريبة أو حد بيروح عندهم ؟
اجاب وليد بابتسامة خبيثة وهو ينفث دخان سيجارته:-
_ اخوك كان هناك امبارح وفي بنت نزلت من عربيته ودخلت البيت اللي انت موصي عليه ..تقريبا هي البت اللي بتتكلم عليها لأنه ما شافش حد بيطلع وبيخرج غيرها من البيت ده
زفر هشام بانفعال وقال :-
_ يبقى تنفذ بأسرع وقت النهاردة أو بكرا
اعترض وليد بشدة وقال:-
_ لا استنى ..مش كدا ،، المشكلة إن في ناس من المنطقة عرفوا الراجل اللي احنا بعتناه وأي حركة غريبة هيشكوا فيه وهيجيبوه ..كام يوم كدا وكله يبقى تمام
هتف هشام بغضب :-
_ هتقعد شهر يعني !!! بقولك بأسرع وقت يابني آدم
تابع وليد بمكر :-
_ وانا مش هعرض الناس اللي بتساعدني للخطر وبعدين مش شهر ولا حاجة اقل من اسبوع وطلبك يتنفذ ،السرعة مش هتفيدنا بالعكس ........
اجاب هشام بزمجرة غاضبة وقال:-
_ اما نشوف ...
واغلق الهاتف ثم القاه بحدة على مقعد في غرفته ،
زفر بضيق لأن هذا الفتاة التي يراها تافهة جعلته يمكث في المنزل ليراقب تصرفات شقيقه وإلى أي شيء يخطط
وقال بشر:-
_ لما هي بتشوفه وبتقابله ليه ماقاليش لحد دلوقتي !!!
بس عموما هعرف يا أمل وهدمرك ...اصبري عليا
**********************
بعد مضي أكثر من منتصف هذا اليوم
رفع تامر سماعة الهاتف الداخلي لمكتبه كي يتصل بمكتب عمر وردّ عليه الآخر بصوت عميق:-
_ ايوة يا تامر
ردّ تامر موضحًا وقال:-
_ الملف اللي انت اديتهولي سلمته ومالقيتش مكان انسب من الاستعلامات"الاستقبال" مع هايدي خطيبتي
إيه رأيك ؟ مافيش موظفين حواليها ولا حد غير هايدي
تنفس عمر بارتياح وقال موافقًا:-
_ تمام أووي
اضاف تامر باستغراب :-
_ الموظف اللي سلمته الملف قالي إن البنت دبلوم يا عمر ، انا نفذت رغبتك بس بصراحة هي غير لائقة لأي شغل هنا نهائي غير لو نظافة بقى
ضغط عمر على فمه بعنف وقال بصياح:-
_ تاااامر
اراد تامر أن ينفث عن غضبه ولكن الآوان لم يأتي وقرر تحاشي هذه العاصفة الآن ...قال بصوت ماكر ومحتال:-
_ انا آسف يا عمر ،مش هجيب سيرتها تاني خلاص
اغلق عمر الهاتف في وجهه ولم يتقبل حتى اسفه ثم عاد للأوراق أمامه من جديد ....
نظر تامر للسماعة التي تصدر صفير اغلاق الخط وعينيه تقدح شررًا ثم القاها بعنف على جهاز الهاتف وهتف:-
_ اصبر عليا يا عمر ..ده كله هخلصه في اللي هعمله فيكم
*******************
اخبر عمر الحاج محمد في نهاية اليوم أن عمل ليالي سيبدأ من الغد ....
اتصل الرجل على الهاتف الارضي لمنزل صديقه الراحل "جمال "
_ ازيك يابنتي عاملين إيه انتي واختك النهاردة
اجابت ليالي بتنهيدة عميقة وقالت :-
_ الحمد لله
عبّرت نبرة صوتها عن قلق وتوتر اكتشفه حدس هذا الرجل الطيب وقال:-
_ مال صوتك يابنتي ؟
اجابت ليالي بضيق واردفت قائلة :-
_ هبة صحبتي اتصلت بيا ومش عارفة ازاي عرفت اللي حصل امبارح والحيوان اللي اسمه ياسر بيتكلم عني وعن ....
عمر
قال الحاج محمد بقوة :-
_ قطع لسانه ده لو عمر بيه عرف هيوديه ورا الشمس ،،هو فاكر إن ده أي حد كدا !!
اعترضت ليالي بحدة وقالت:-
_ لا ما تقولوش انا مش عايزة مشاكل ،هبة ردت غيبتي بس اتصلت بيا وفهمتني إيه اللي حصل ومازعلتش إني سبت الشغل بالعكس بس هروح أخد صور ورق كنت وديتها عشان الشغل وصاحب الشغل مصمم إني انا اللي اجي بنفسي واستلم ورقي
تحدث الحاج محمد بتعجب وقال:-
_ انتي مش اديتيني ورقك امبارح عشان الشغل في الشركة !!
شرحت ليالي الآمر وقالت:-
_ اللي اديتهوملك الاصل لكن المصنع خد الصور بس
الحاج محمد بتساؤل:-
_ طب هتروحي امتي ؟ ده عمر بيه لسه قايلي إن شغلك هيبتدي بكرا
قطبت حاجبيها في ضيق وقالت:-
_ يبقى قوله إني مش هينفع اجي بكرا لأي سبب
تردد الرجل في حيرة وقال بعجالة :-
_ خلاص هشوف هعمل إيه ..هقفل دلوقتي عشان الشغل
اغلقت ليالي الهاتف وتنهدت بضيق ثم قامت لتكمل غسيل الثياب ومفروشات المنزل قبل أن تنشغل بالعمل .....
**************************
صعد عم محمد إلى مكتب عمر بعد فترة من إتصاله بليالي وأخبره بالحقيقة كاملة لقلقه على ذهاب ليالي بمفردها إلى هذا المكان مجددًا ....
نهض عمر من مقعده بعنف وقال:-
_ وهي لازم تروح بنفسها ليه ؟! ما تخلي صحبتها تجيبلها الورق وخلاص وانتهينا
وضح عم محمد الآمر وقال:-
_ صاحب الشغل عايز يسلمها الورق بنفسه وتقريبا عايز يفهم منها إيه اللي حصل بالضبط عشان كدا مش راضي يدي لحد ورقها ....
وقف عمر أمام طاولة التصاميم التنفيذية واسند يديه عليها بنظرة حادة وقال :-
_ خلاص هروح معاها بكرا
اندهش عم محمد وقال بريبة :-
_ بس يابني انت كدا هتزود الكلام عليها ..خليها تروح احسن
وقف عمر معتدلًا مرة أخرى وقال بتأكيد :-
_ ما تقلقش ..ثق فيا ،، انا هجيبلها حقها مش هضيعه وهخرس أي حد هيقول عليها كلمة .....
توترت نظرة الرجل بقلة حيلة وقال :-
_ ربنا يستر
**************************
اتى المساء
عاد عمر إلى منزله بوجه محتقن وراته والدته"فريدة " بتعجب من تغير حاله هذه الايام وقالت له وهم على مائدة العشاء
_ مابحبش اتكلم على الأكل بس بجد مش قادرة اسكت وعارفة إنك هتخلص وتجري على اوضتك
ممكن أعرف بقى إيه اللي حصل مع ريهام ؟!
اجاب عمر بتعجب وقال:-
_ ده على اساس إنه والدتها ما قالتلكيش كل حاجة اومال عرفتي ازاي إني فركشت الخطوبة !!
اجابت والدته بقوة :-
_ قالتلي امبارح بس ما حكيتليش التفاصيل وجيت اسال امبارح لما رجعت ولقيت شكلك مبسوط مارضيتش اعكنن عليك ...بس من حقي أعرف !!
تنهد عمر بقوة وقال:-
_ أمي ...انتي عارفة إني مابحبش ريهام ولا حتى في اعجاب ،،وصدقيني اديت نفسي فرصة وما عرفتش
الامور دي ما بتجيش بالغصب والضغط كدا !!
انا قولتلك إني هاخد قرار بأسرع وقت وخدته ..ليه بقى زعلانة ؟!
وضعت فريدة الشوكة في طبق أمامها وقالت بعبوس:-
_ عمر ..انت مش صغير ..انت عندك ٣١ سنة
نفسي افرح بيك قبل ما يجرالي حاجة واشوف احفاد ليا
وانت ماحدش عجبك لا ريهام ولا غيرها
تذكر عمر ليالي وظهرت طيف ابتسامة شاردة على وجهه وقال دون ان يشعر
_ يمكن في
نظرت فريدة بذهول وابتسمت فجأة وقالت :-
_ بجد ..طب هي مين ؟؟ قولي وانا والله العظيم هروح اخطبهالك من بكرا
اتسعت ابتسامة عمر وقال بتصحيح كلامه :-
_ انا اقصد اكيد في بنت هتعجبني ، وابقى عايز اخطبها ومبسوط
انكمشت تعابير فريدة وقالت بحنق :-
_ شكلي هستني كتير
ابتسم عمر وقال بشرود :-
_ ليالي
اتى صوت من خلفه وقال. مرددًا كلمته:-
_ ليالي !!!
جلس هشام أمام مائدة العشاء وهو مبتسم بمكر وتابع :-
_طب ما تقولنا كام ليلة عشان نبقى عارفين بس
رمقه عمر بنظرة متفحصه وغير مجرى الحديث وقال بجدية:-
_ انا مبسوط إنك ما بقتش تتأخر زي الأول وقللت السهر والكلام ده كله
أخذ هشام قطعة لحم مشوية ومضغها ببطء وهو يتأمل عمر ببسمة ماكرة ونظرة متفحصة
بادله عمر الابتسامة بعفوية وانهى طعامه ثم صعد إلى غرفته
*****************************
في صباح اليوم التالي
استيقظت ليالي واستعدت للذهاب إلى المصنع واخبرت أمل التي يزداد التعب ظهورًا عليها يوماً بعد يوم ....
هتفت أمل وقالت بعصبية:-
_ روحي ماطرح ما تروحي اووووف
تركتها ليالي بحزن ثم خرجت من المنزل ......
صعدت إلى الحافلة كالعادة وبعد فترة ليست قليلة وصلت أمام المصنع .......
حدق بها ياسر بحقد وغل وتركها تدخل المبنى ،لم تلقي عليه أي نظرة وكأنه لا يوجد من الاساس فأمثاله تجنبهم افصل
اسرعت إلى الداخل متوجهة إلى مكتب صاحب المصنع حتى صدمت .....وقالت بذهول:-
_ عمر !!!!!
ابتسم صاحب المصنع وصاح بحماس :-
_ اهي جت ،، اتفضلي يا انسة ليالي
ظهر ابتسامة خبيثة على وجه عمر ثم بعد نظرته الخبيثة عنها
ترقبت ليالي تصرفات الرجل بصدمة وقوة ترحبيه المثيرة للشك وقالت :-
_ انا جيت عشان أخد ورقي
والقت على عمر نظرة حادة متسائلة :-
_ هو في إيه ؟
أخذ عمر ملف اوراقها ثم نهض وقال لها بخبث:-
_ يلا يا ليالي عشان نمشي ورقك معايا
تفاجئت من منادته لها باسمها هكذا وشكت بنظرته الخبيثة وقالت :-
_ انت جيت ليه ؟
اجاب صاحب المصنع بنبرة منافقة مجاملة:-
_ استاذ عمره جه النهاردة وعرفت منه كل حاجة وانا هشوف شغلي من الغبي اللي اسمه ياسر
آمرها عمر بقوة مرة آخرى وقال :-
_ يلا عشان نمشي الموضوع انتهى خلاص
نهضت ليالي وهي ترمقه بغيظ ثم خرجت مسرعة بخطوات غاضبة ولحقها في الخارج أمام السيارة
قال مرة آخرى :-
يلا عشان هنروح الشركة
نظرت له بعصبية وقالت متسائلة :-
_ انت قولت إيه خلى صاحب المصنع عامل كدا وخدت منه الاوراق بأي حق
قال بنظرة ماكرة وظهرت على وجهه ابتسامة وقال:-
_ هقولك في الطريق غير كدا مش هقول ...يلا اركبي
دخل سيارته وهو يكتم ابتسامته ....
دخلت السيارة مرغمة حتى تكتشف ما حدث. .....
في الطريق
سألته مباشرةً بمجرد حركة السيارة ولم يجيبها ثم سألته مرة أخرى بعصبية ....نظر جانبًا وقال بابتسامة مستفزة
_ قولتلهم إنك خطيبتي 😊
فغرت شفتيها بصدمة واتسعت عينيها بذهول واستمرت للحظات متجمدة حتى صاحت به بغضب وقالت:-
_ يانهار اسود ..انت مجنون ازاي تقول كدا !!!! انت اكيد بني آدم مش طبيعي
ردّ عليها بهدوء مستفز :-
_ ليه ...يا ليالي 😊
غضبت أكثر منه وانتفضت في مقعدها واطرقت بيدها على المسجل مما فعّل زر التشغيل ...وذاع الصوت بنغمة اغنية
اتحدي العالم كله وانا بهواك 😂
ضحك عاليًا وقال لها باستفزاز أكثر:-
_ شوفتي ..القدر 😂
ضغطت على عدة ازرار حتى انطفأ مسجل السيارة وقالت بصياح:-
_ انت لازم تصلح اللي هببته ده دلوقتي حالاً
نظر لها بخبث ثم قال بهدوء:-
_ موافق جدًا اصلح غلطتي 😂
فهمت قصده وضيقت عينيها بغضب وقالت بصريخ :-
_ انت مش طبيعي ،والغلطة الوحيدة اللي ابويا عملها قبل ما يموت إنه سابنا في وصيتك
وقف فجأة بالسيارة مما كاد رأسها أن يصطدم للامام ونظر لها وقد غادرت الابتسامة وجهه وقال بضيق:-
_ هو ما ينفعش اهزر معاكي شوية واخرجك من اللي انتي فيه
على العموم انا قولتله الحقيقة وإني واصي عليكي واتصلت بعم محمد قدامه عشان يتأكد ..واتأكد فعلا
أما معاملته دي فبمنتهي البساطة عشان عرف أنا مين
انتي ليه بتعامليني كدا ،، انا اذيتك في حاجة ولا حاولت مرة ازعلك أو ادايقك ،، انا لما عرفت إنك اشتغلتي في مصنع جيتلك جري من خوفي عليكي واللي حسبته لقيته
بس انا فعلا غلطان ...بجد أنا آسف على اهتمامي اللي بيزعلك أووي كدا !!
شعرت بالحرج من نفسها وبسوء ظنها به وسقطت دموعها بحدة .....
تذكر حديثها بالآمس إنها بتفقد وعيها بمجرد إن ضايقها أحد ونظر لها بقلق وقال وهو يأخذ منديل من علبة بالسيارةةواعكاه لها بقلق:-
_ لا متعيطيش عشان ما يغماش عليكي تاني 😑
تحولت دموعها إلى ضحكة واسعة لم تستطع كبتها وتأملها بحنان وابتسامة وقال بشرود :-
_ أوعي تبطلي تضحكي وبالذات قدامي
مسحت دموعها بالمنديل واحمرت وجنتيها من حديثه واكتفت بابتسامة خجولة
قال مجددا وهو يضغط على مقود السيارة ونظرته للأمام :-
_ مش هتلاقي حد يخاف عليكي أكتر مني يا ليالي
عموما انا هوصلك على البيت ادام عايزة كدا
نظرة له بتوتر وقالت :-
_ هو مش المفروض النهاردة أول يوم شغل ليا في الشركة ؟
التفت لها بتفاجئ ونظر لها بعمق وابتسامة حنونة دافئة ولم يصدق إنها تريد بنفسها الذهاب اليوم وليس الغد
اشاحت وجهها بخجل ودقات قلبها تركض بعنف ولكن
نظرته دافئة حنونة توعد بالامان منذ اول مرة رآته
وإذا كان والدها قد وصاه عليهم فهذا أكثر دليل على صدقه ومدى امانته
************************
قبل الوصول إلى مقر الشركة توقف بالسيارة وقال بلطف
_ انتي عارفة الشركة ..على بُعد خطوتين من هنا ،، بس عشان محدش يتكلم عليكي هنزلك هنا
نظرت له شاكرة فهي كانت ستقول له ذلك ولكنه سبقها ...
ترجلت من السيارة ثم انتبهت لصوته وهو يقول :-
_ ما تقلقيش ،خمس دقايق واكون عندك
حركت ليالي رأسها بموافقة ثم تابعت سيرها إلى مبنى بالشركة ......حتى قابلت رجال الأمن على الباب الرئيسي
ودخلت إلى المبني بعد أن استفسرو عن سبب دخولها
أول شيء وقع نظرها عليه هو مكان كبير على شكل دائرة في اعلاه لوحة كبيرة مكتوب عليها "الاستعلامات"
نظرت لها هايدي بتعجب واشارت لها بالمجيء بعد أن رأت الحيرة والتوتر البادية على ليالي
انتبهت ليالي لها واقتربت منها بخطوات بطيئة .....
قالت هايدي متسائلة :-
_ اقدر افيدك بشيء ؟
كادت أن تتحدث حتى باغتها صوت عمر من خلفها بشكل مرح وقال لهايدي :-
_ دي اللي هتشتغل معاكي يا هايدي هنا
تفحصت هايدي ليالي جيداً وإلى ملابسها التقليدية والشعبية وقالت بدهشة :-
_ دي !!!!
اجابها عمر بحدة وهو يقول :-
_ مش عايزها تشتكي منك يا هايدي وإلا هيكون ليا تصرف تاني معاكي
ثم القى نظرة داعمة لليالي وصعد إلى مكتبه ........
دخلت ليالي خلف هذا الصرح الزجاجي ونظرات هايدي مصدومة ثم سألتها
_ انتي بتعرفي انجلش أو أي لغة تانية ؟
اجابت ليالي بنفي وحرج :-
_ بصراحة لأ
تمتمت هايدي بكلمات غير مفهومة ثم سألت مرة اخرى:-
_ عندك فكرة عن برامج الاوفيس أو دورات سكرتارية حتى !!!
بلعت ليالي ريقها بصعوبة وشعرت كأنها في محاكمة وقالت :-
_ لأ ...بس ....
هتفت هايدي بها بعصبية:-
_ أومال هتشتغلي معايا أزااااي وعل أي اساس
اتى تامر الذي وصل للتو واقترب من هايدي وقال متسائلاً:-
_ مالك صوتك عالي ليه ؟؟!
اجابت هايدي بعصبية :-
_ عمر جابلي دي وعايزني اعلمها الشغل وهي ماعندهاش أي فكرة عن اللغات ولا شغل السكرتارية ولا برامج الكمبيوتر ولا أي شيء ...تقدر تقولي هعلمها ازاااي دي عايزة قرن عشان تتعلم .....
لم تستطع ليالي الوقوف أكثر وركضت إلى مكتب عمر وهي تكتم دموعها واشفقت على نفسها كثيرًا
دخلت المكتب بدون ان تستأذن وقالت ببكاء :-
_ انت جايبني هنا عشان اتهان ،،انا ماشية ومش هشتغل هنا
واستدارت لتغادر لكن اوقفها صوت القوي
نهض من مقعده عندما رآها هكذا واقترب منها حتى وقف أمامها مباشرةً وقالت بضيق :-
_ هتستسلمي من أول خطوة !! وبعدين إيه اللي حصل
***************
وبخ تامر خطيبته هايدي بشدة وقال :-
_ انتي غبية ،ده موصي عليها جامد وأي حد هيكلمها هو اللي هيتأذي ،،تعالي معايا دلوقتي اعتذريلها
اعترضت هايدي بشدة:-
_ اعتذر لمين ،لحتت بت الخدامة اللي عندي بتلبس احسن منها ،،انت اكيد اتجننت !!
هتف بها تامر :-
_ خلاص خليكي زي مانتي كدا وبوعدك في ظرف يومين هتبقي برا وهي اللي هتقعد مكانك لوحدها وعلى فكرة هتفهم الشغل وهتعرف تتعامل مع الوقت ..محدش هيخسر غيرك
*********************
غضب عمر عندما اخبرته ليالي بما حدث وهي تبكي وقال :-
_ حقك عليا ، واوعدك محدش هيتطاول عليكي هنا تاني
اجابت ليالي بحزن وبكاء:-
_ بس هي عندها حق ،انا فعلا مش هنفع
ردّ عمر لتأكيد:-
_ وانا بقولك هتنفعي واعرف اكتر منك
قطبت حاجبيها بضيق من اصراره وقالت:-
_ هلغبط الدنيا
ابتسم عمر وقال:-
_ هعدل وراكي
وتابع بنظرة وترتها :-
ليالي ...ده مكانك ...والله العظيم ده مكانك
قصد عمر عالمه ولم يقصد الشركة كعمل .....ولكن هي لم تفهم ذلك وهجم الحزن والقلق وجهها حتى سمعت اصوات اقدام تقترب واستدارت لتقابل عين هايدي الماكرة التي ركضت عليها متظاهرة الندم وقالت:-
_ انا اسفة يا قلبي ماكنتش اقصد بجد ،بس انتي بتزعلي بسرعة ولسه ماتعرفيش هزاري
راقبها تامر وهو يقف خلفها بابتسامة ماكرة وقال :-
_ الحمد لله سوء التفاهم انتهى ،،يلا يا بنات على شغلكم
جذبت هايدي يد ليالي حتى تخرج وصدح صوت عمر محذرًا :-
_ هاايدي ،المرادي هعديها بس ما تختبريش صبري المرة الجاية .....
تظاهرت هايدي بالمزاح وابتسمت وهي تغلق الباب ومعها ليالي .....
قال عمر لتامر بتنبيه لا يقبل التكرار:-
_ انا مش هقول الكلام ده تاني يا تامر بس اللي هيزعل أو يدايق ليالي محدش هيوقفله غيري ....وانت عارفني لما بزعل
اجاب بتامر بمزاح زائف :-
_ يا عم بنات وبيهزرو مع بعض مالك اخدت الموضوع جد كدا وعموما خلاص هايدي اعتذرت مع إنها كانت بتهزر
جلس عمر على مكتبه وقال بتحذير :-
_ انا مستني حد يضايقها تاني