رواية جراح الماضى الفصل الحادى عشر 11 بقلم هالة السيد




رواية جراح الماضى الفصل الحادى عشر بقلم هالة السيد

.الألم...
الالم هو أسوء شعور يمكن ان يتملك الانسان فيجعله عاجز عن فعل اى شئ ..التفكير.. المواجهه... حتى القدره على التنفس.... جل ماتشعر به أن قلبك سوف ينشطر لنصفين ولا تعرف حتى كيفية وقوف هذا الاحساس... فأحيانا تشعر ان نبضات قلبك تتسارع وبشده... لدرجة انك تعتقد بأنه سوف يخرج من بين ضلوعك ثم تدريجيا يبدأ بالنبض ببطء حتى تعتقد بأنه اصبح على وشك الموت... بل لقد مات بالفعل... 
*********
أحيانا اخرى تشعر بسخونة جسدك فتظن انه قدأصيب بالحمى... ثم يفاجأك سريعا بأنخفاض درجة حرارته ....فتسرى فيه بروده كبرودة الموتى.. فلا تعد تشعر حتى بأطرافك... 
لاأعلم هل بهذا الجسد عله ما أم انه يتلاعب بى كما يتلاعب بعض البشر.. يااااااااالله لقد تعبت من الشعور بالالم.. الظلم.. والخزلان.. لقد أوشك قلبى على الانفجار من كثرت الالم والوجع المحاط به.... 
ااااااااه رحماك يالله لااعلم ماذا فعلت جل مااعلمه هو اننى منبوذه من اب يكرهنى ولا أعلم حتى ماذا فعلت له ..بل لا أحد يعلم هذا السر ،، واخ قد نبذنى انا وامى مثل أبيه وأيضا لا اعلم السبب فأمى فراق ابى لا يفرق معها ...فما يفرق معها هو فراق اخى الذى تتوق لرؤيته وبشده.... وهنا لا يعنى انها لا تشعر بالظلم والالم من أبى...فانه اكثر من تسبب لها بالقهر والالم فهو قد اخذ منها فلذة كبدها اااااااااه اخى لقد سببت انت وأبيك لأمى آلم جعلها فقدت النطق بل أصيبت بعدة أمراض.... لن أسامحكم أبدآ على ما سببتموه لنا...... 
ألم يقل رب الكون ،، سنشد عضدك بأخيك ،،إذا اين كنت عندما كنت أواجهه المشاكل وحدى من دون سند يقف بجوارى يقول لى... لا تقلقى فأنا معك صغيرتى.... لكن مع الاسف لم تكن هناك... والان وبعد كل هذه السنوات تأتى وتقولى.. انا أخيك.. لا تتركينى... ضحكت بسخريه عندما تذكرت قوله لها فى الحفل قبل ان تهرب للمره الثانيه من الاسكندريه ...فالاولى رأت فيها ابيها... اما الثانيه رأت اخيها... وللعجب المرتان قد فرت هاربه فيهما.. ثم اخذت تتذكر عندما عادت من عروس البحر المتوسط....... 
عندما وصلت السياره إلى الفيلا فتحت آلاء بابها وذهبت متجها للداخل بسرعه وتسبقها دموعها ظلت تبحث بعينيها عن والدتها فلم تجدها فصعدت لاعلى وذهبت تجاه غرفتها ثم دخلت دون ان تطرق الباب فوجدت أمها على سجادة الصلاه تؤدى فرضها.... فجلست بقربها على الارضيه حتى تنتهى... لكن تناهى لمسامعها صوت بكاء حار وهمهمات كأن احدهم يحاول الكلام ولا يستطيع على الرغم من المجهود الذى يبذله بحثت عن مصدر الصوت فى الغرفه فعلمت ان مصدر البكاء والهمهمات تأتى من والدتها الحبيبه فأذداد بكاء آلاء على بكاء امها لكنها حاولت على قدر الامكان ان تكتم صوت بكاءها وشهقاتها وأغمضت عينيها.. انتهت سميه من تأديه الصلاه ثم طوت السجاده والتفتت بجوارها وجدت ابنتها مغمضة العينين فمسحت دموعها سريعا حتى لا تلحظ ابنتها ذلك لكن مالا تعلمه بأنها رأتها وأستمعت لها... 
ذهبت سميه تجاه آلاء وهزت كتفيها بهدوء فأنتفضت آلاء على تلك الحركه فهدئتها سميه ثم جذبتها من يدها كى تقوم من على الارضيه وذهبو بأتجاه الفراش جلست سميه أولا ثم أشارت لآلاء بالجلوس ونظرت لها تستفهم عن سبب تلك الحاله التى هي بها....طالعتها آلاء بنظرات حزينه موجعه ودموعها مازالت تسيل مما أدى لقلق سميه وهى ترى ابنتها بهذه الحاله فجذبتها لاحضانها سريعا وأخذت تهدهدها كالاطفال وتربت على ظهرها بحنان امومى خالص. ..لحظات وشعرت بها سميه تهداء بين ذراعيها فابعدتها قليلا تنظر فى عينيها فوجدت فيهما مزيج من الانكسار ‘الخوف ‘ الحزن.... يااااالله لابد ان الامر جلل لتبدو بمثل هذه الحاله... 
نظرت سميه بجوارها تبحث عن ورقه وقلم لتسألها عن سبب تلك الحاله التى هي فيها... وجدت ماتبحث عنه ثم بدأت تكتب.... 
*مالك يالولو أيه مزعلك ياقلب ماما؟؟؟
لا تعرف ماذا تقول لها فهى ضائعه ياااااالله ااقول ام ماذا... قطع شرودها طرقات مصطفى على الباب فسمحت له بالدخول ...
*آلاء بصوت مبحوح من آثر البكاء :أدخل يا مصطفى... بعدما دخل.. 
*تسأل مصطفى بهمس لآلاء:قولتلها حاجه؟؟؟
هزت له رأسها برفض ثم أرته الورقه... وسألته بعينيها ماذا تفعل.... اما هو اجابها قائلا:
*قولى يا آلاء لازم تعرف... 
-اخذت آلاء نفس عميق وزفرته على مهل كى تلقى مافى جعبتها... ونظرت فى عيون والدتها مباشرا كى ترى رد فعلها على ما ستقول....آلاء بصوت مبحوح:انا....انا  شوفت أبنك ...قالتهابسرعه كأن أحد ما يلاحقها ...لم تستوعب سميه ماقالته آلاء فطلبت من ان تفسر ما تقول.... مش فاهمه؟
طالعت الاخرى مصطفى كى ينقذها من هذا الموقف فاوما لها بعينيه موافقا... ثم جلس بجوار سميه وأخذ كفيها بين كفيه ومسد عليهما بحنان. وقال بهدوء... 
*آلاء تقصد اننا لما كنا فى الحفله شوفنا. احم احم شوفنا ابن حضرتك عبدالرحمن.... انتفضت واقفه تدور بعينيها فى الغرفه ثم نقلت بصرها تجاه الباب.... ففهم مصطفى ماذا أعتقدت وهم ان يتكلم.. 
*هو مجاش معانا ياماما... كانت تلك من آلاء التى قالتها بنبره زاعقه... انطفء على أثرها بريق عيون سميه وفرحتها وهزت رأسها بتسأل.واللهفه ظاهره فى عينيها :ليه 
*ردت عليها آلاء بقسوه ظهرت فى نبرة صوتها.. 
علشان انا ماأدتهوش الفرصه دى ومش هديهالو.... 
*آلاء متكلميش مامتك كده.ومتعليش صوتك.... قالها بصرامه.. 
*أخفضت بصرها أرضا وردت بخجل وأسف من فعلتها تلك:أنا أسفه مأقصدش.......
**************
أخذتهم سميه من أيديهم ليجلسو جوارها كى يحكو لها ماحدث... 
أخذ مصطفى يسرد لها ماحدث منذ بداية لقاء آلاء بوالدها ثم أخيها وتركها له....عاتبتها سميه فألاولى...على أخفائها كل تلك الامور التى حدثت معها ...اما الثانيه على معاملتها لاخيها هكذا.... 
*تحدثت آلاء بمراره وحزن  :أيه ياماما بتبصيلى كده ليه ‘‘  زعلانه أنى سبتو ومشيت....
أيه كنتى عاوزانى أخدو بالحضن ولا أيه؟ وأقولو كمان أهلا وسهلا !......
*رد مصطفى عليها  بهدوء وعقلانيه :
ياحبيبتى هي برضو ليها عذرها لان دا أبنها برضو مهما عمل.... 
*هنا صاحت عليهم قائلا بأستنكار.:
أبنها أيه....  أبناها الى سابها وراح مع أبوه ومابصش وراه حتى.... ههههههههههه هههههههههه أبنها ههه ه
جذبتها سميه مره أخرى لاحضانها فأخذت آلاء تشهق بصوت عالى وتحتضن والدتها بشده كأنها خائفا ان تتركها  ‘‘..
وبادلتها سميه البكاء هى الاخرى ثم جذبت آلاء للاستلقاء على السرير وأخذت تقراء عليها ما تيسر من القراءن... بعد عدة دقائق غاصت آلاء فى النوم فخرج كلا من سميه ومصطفى للخارج..
*فى الخارج :
*بكت سميه وبكت حتى جفت عيونها ولم يعد فيهم أي دمعه.... 
-‘‘دموع فرحه بعودة الغائب ‘‘ ودموع حزن على ابنتها وعلى الحاله التي وصلت إليها... 
*خلاص ياماما أرجوكى كفايا عياط. ارجوكى ...قالها مصطفى بحنان وحزن على حالهم.... (باك) 
أفاقت آلاء من شرودها على يد أحدهم.......
***********
فى صباح اليوم التالى....  فى الطائره المتجهه للقاهره.. 
*كان نفسى خالد يكون معايا بس لازم حد يفضل فى الشركه.... 
لكزه زياد فى ذراعه قائلا :
وانا مش مالى عنيك ولا أيه 
*هتف الاخر بألم قائلا :اااه مش قصدى بس خالد بيدينى دفعه قويه ...
-ثم تسأل مستفهما:بس تفتكر ماما هترضى تقابلنى هى وآلاء... وهل هيسامحونى ؟؟؟؟
-رد عليه زياد بخوف مصطنع :
تفتكر انت أبويا هيكتشف زى كل مره انى مزوغ من الشغل ؟؟؟
-ههههههههههههههههه ههههههههه الله يخرب بيتك ياشيخ ضحكتنى وانا مليش نفس... 
-وضع زياد يده على خده وأخذ يندب حظه 
اضحك ياخويا اضحك..... منك لله انت وخالد من ساعة ماجيتو وانا بزوغ من الشغل وأبويا يكتشف ويخصملى من المرتب لحد مابقيت بكح تراب... انتم أيه الى جابكم...... ولا مصطفى الى لما يعرف انى خلفت بوعدى وقولتلك على مكان البيت. 
هيشعلقنى ومصطفى ايده طرشه أسألني أنا ياعينى عليك يازيزو يا أبن ام زيزو 
هنا لم يستطع عبدالرحمن كبت ضحكته اكثر من هذا وانفجر ضاحكا:هموت يخربيتك ههههههههههههههههههههههههه
-أضحك ياعم محدش واخد منها حاجه.. 
***************
فى مكان لم نذهب إليه مسبقا.. 
داخل إحدى الفلل الاشبه بالقصور بمحافظة الاسكندريه ....من أول وهله ترى فيها المكان تجده يدل على العراقه والفخامه يبهرك من الداخل والخارج.... يدل على الذوق العالى لقاطنيه ..كان المكان يعمه الهدوءوالصمت  لكن لم  يدم هذا الهدوء كثيرا... فقد دخلت فتاه فى العشرينات عمرها إلى الفيلا تدندن إحدى الاغانى الشعبيه.... 
لاءلاء تبقى معديه لاءلاء ماتسلمش عليا لاءلاء عينى فى عنيها لاءلاء وعنيها فى عنيا لاءلاء 
وبعد ان أنتهت من هذا الازعاج  أخذت تبحث عن والدتها فى كل مكان فلم تجدها فأخذت تنادى بصوت عالى.. 
ماما يا ماما.  ماما يا ماما   مام........ا
أطلت عليها سيده فى الخمسينيات من عمرها تمتلك جسدا لا بل النحيل ولا السمين ووجه بشوش بأبتسامه هادئه لكن ان دققت النظر تجد فى عينيها نظرة حزن..... 
*تحولت ابتسامة المرأه للعبس بسبب تلك المزعجه :
أيه مالك فى حد بينادى كده ؟الشريط سف ولا أيه 
-ههههههههههههههههه سورى يامامى بس انا فضلت أدور عليكى ومالقتكيش فقولت أنادى بالطريقه الى دايما بلاقيكى بيها هههههههههههههههه.....المهم قوليلى يا زوزو البيت ماله هادى كده ليه فين بابى وزياد وأستغفر الله العظيم عاصم ....
*ردت عليها زينات قائلا بعتاب:يا بنت ماتقوليش على ابن عمك كده.... 
-قالت إيمان بلا مبالاه :دا واحد كئيب ...بس المهم فين زيزو وبابى 
-ردت عليها بأنزعاج :مفيش فايده..... زياد معرفش راح فين من الصبح وبابي راح الشغل علشان اتصلو بيه لان في ورق مهم لازم يمضيه وكمان عرف ان زياد مرحش الشغل فامستحلفلو اول مايشوفو هيولع فيه ‘‘اما عاصم فى الشركه مع بابا خلاص كده.... 
هتفت إيمان بمرح :بقى كده يا زوزو  زهقتى منى مكنش العشم  ثم أخذت تدغدغها مما جعل أمها تقهقه 
ههههههه يابنت احترمى نفسك ههههههه خلاص والله هضربك.... 
رفعت إيمان يديها دليل على الاستسلام :خلاص ياجميل أحنا أسفين بس قوليلى مال عنيكى فيها حزن كده ليه؟!
-صمتت زينات قليلا وأغرقت عيونها بالدموع...
-أيه دا هو الموضوع فيه عياط لا تعالى بقى كده وأحكيلى. 
بعدما جلسو :قولى بقا مالك يامامى 
*ردت بنفى :مفيش حاجه يا حبيبتى. 
بقا كده ياماما هتخبى على إيمان حبيبتك يلا قرى واعترفى... 
*قالت والدتها بصوت حزين :أخوكى 
*تسائلت بقلق:ماله زياد؟
-لامش زياد ....*أومال مين قالتها بأستفهام ثم سرعان مافهمت من تقصد بكلامها. 
تقصدى خالد... أومات بموافقه فقفزت إيمان من مكانها بقلق قائلا:
ماله خالد جراله حاجه ؟
لا بس أنا حلمت بيه وكان زعلان منى جدا حاولت احضنه بعد عنى ومرضاش يكلمنى ثم أنفجرت فى البكاء. 
أحتضنتها إيمان بحنان وقالت:دا مجرد حلم يا حبيبتى.... 
-هو مش ناوى يسامحنى مع انى ماليش ذنب.. نفسى أشوفه أوى وحشنى..أبنى بيعاقبنى على حاجه بينه وبين أبوه أنا ماليش دخل فيها. 
-أن شاء الله يرجع ومش هيكون زعلان منك... انتى بس لو تقوليلى إيه  الى حصل بين يوم وليله كده قلب الدنيا.. كنت أقدر اساعدك... لكن انتم مش راضين... حتى زياد ميعرفش ...لاننا فى اليوم دا مش كنا موجودين هنا... كل الى نعرفه أن خالد وبابا حصل بينهم مشكله وبعديها خالد... أ.... قطع كلامها صوت إحدى الخادمات. 
-يامدام زينات الجناينى عاوز حضرتك بره... 
حاضر يامها خمس دقايق وجايه.بعدما ذهبت الخادمه 
-يلا بقى يا روحى غيرى هدومك دى وأستحمى وتعالى نفطر سوا.. 
-أوك يا جميل المهم متزعليش نفسك.. 
أبتسمت زينات على أفعال أبنتها الحبيبه والشقيه ثم توجهت للخارج..... 
**************
ألتفتت لترى من يضع يده على كتفيها فوجدت والدتها تبتسم لها بادلتها آلاء أبتسامه متوتره نوعا ما.. أشارت سميه على الطاوله التى وضع عليها الافطار الذى جلبته لها ....
*تعبتى نفسك ليه يا حبيبتى بس... وكمان أنا مليش نفس.. 
*نظرت لها سميه بعتاب وهمت ان تتركها لكن أوقفتها يد آلاء... 
*هتفت آلاء مصطنعه المرح :
خلاص ماتبصليش كده... ماأقدرش أنا على زعلك ياجميل بس هأكل بشرط 
*أبتسمت سميه ثم نظرت لها بتسأل. 
تاكلى معايا. أوك..  أومات لها سميه بموافقه.. 
*خيانه هتاكلو من غيرى ...كان هذا مصطفى الذى جاء من الخلف فأنتفضت آلاء على آثر صوته العالى. 
-بسم الله.. خضتنى يا شيخ منك لله. 
-قال مصطفى بحزن مصطنع:أخس عليكى يالولو بتدعى عليا أهئ أهئ اهئ 
-اه انت فايق بقا وهطلعهم عليا. 
حك مصطفى رأسه يدعى التفكير. اممممم الصراحه اه ثم و دون سابق انذار اخذ يدغدغها وهى تركض وهو يركض خلفها وتتعالى أصوات ضحكهم شئ فشئ مما دفع الابتسامه تظهر على وجه سميه وتلاقت نظرات مصطفى بسميه  كأنه يحدثها.. لاتقلقى فأنا هنا وسأحل جميع الامور..
 لحظات وشردت سميه فى فلذة كبدها الاخر ..وأخذت تتسأل.. ترا كيف يبدو.. هل” هو سمين ام نحيل” طويل ام قصير ‘‘ يااااااالله أتشوق لرؤياه بشده أريد ان أخذه بين أحضانى وأبكى طويلا وأظل أحدثه وأخبره كم كنت أموت شوقا لرؤيته.. ثم أكملت بلهفه مع نفسها:سوف أطبخ له مايحب لكنها تراجعت بحزن.. وهل اعرف مايحب ان يأكل او يلبس هل من الاساس كيف يبدو ...هل يوجد أم أتعس منى ....
لا لا لا سوف أسأله حين أراه فلا يجب ان ادع الاحباط يتمكن منى.. لكن متى سأراه ثم تنهدت تنهيده قويه لكنها تحمل من اليأس اطنان وافاقت على صوت آلاء.. 
*يلا ياماما نفطر  ..ربتت سميه على كتفها بحنيه ثم شرعا معا فى تناول الافطار والذى كان عباره عن (مربى الفراوله -عسل نحل- وبعض انواع الجبن المختلفه- والزيتون -وشرائح الخبز-والعصير -وفطائر محشوه بالنوتيلا) فلقد خبزتها سميه خصيصا لابنتها كى تخرجها من تلك الحاله فهى تعلم كم تحب ابنتها تلك الفطائر وعلى مائدة سميه ممنوع الشاى او القهوه فى الافطار..... فدائما ماكانت تتشاجر مع آلاء والان آلاء ومصطفى..... رأقب مصطفى وسميه ...آلاء وهى تأكل وتتلذذ بالفطائر فأبتسمو وظنو بأنها قد خرجت من تلك الحاله  لكن مالا يعلموه بأنها وعدت نفسها ان تتظاهر بالقوه امام والدتها على الاقل لانها تحزن لرؤيتها بتلك الحاله الحزينه أبتسمت أبتسامه جانبيه عندما وجدتهم ينظرون تجاهها ويبتسمون فتأكدت بأنها نجحت فى رسم الابتسامه على وجوههم........ 
*************
بعدما خرجو من المطار ذهبو لشقة زياد أولا كى يرتاحو قليلا وذلك بناء على رغبة زياد... وان كان الامر بيد عبد الرحمن لذهب لولدته طائرا فكم يتشوق لرؤيتها ترا كيف تبدو الان هل خط الشيب رأسها لكن لايهم فأمه جميله وستظل جميله فى جميع الاحوال.... أخرجه من شروده زياد... 
يلا يا بنى ادخل. 
حاضر بس مش كنا روحنا عند مصطفى الاول.. قالها متذمرا... 
*يابنى الاول لازم ترتاح شويه علشان تكون مستعد للقاء دا وكمان خالد قال انك مانمتش بقالك يومين فلازم تنام شويه وتريح عقلك من التفكير..... وكمان انا بقالى يومين ما نمتش بسبب شغلى فكمان لازم أرتاح ولا أيه؟
-أوما الاخر موافقا علي كلامه.. 
عندك حق ..ثم أضاف قائلا :بجد شكرا يا زياد على كل الى بتعملو معانا بجد مش عارف أقولك أيه.... 
*هتف زياد بمرح : متقولش حاجه.... المهم بس تشوفو ليا شغلانه معاكم علشأن أن شاء الله أبويا هيرفدنى اول ما أرجع أسكندريه.... 
*ياعم متقولش كده ان شاء الله هيخصملك من المرتب بس.... ثم قهقه بمرح بعدها هههههههههههههههههههههههههه. 
*فنظر له الاخر بغيظ قائلا: بتضحك حضرتك... بس لو جت على المرتب سهله ههههههههههههههه يلا ياعم ننام..... 
***********
حل المساء على أبطالنا لكنه يحمل الكثير فى طياته. 
-الشوق..... الغضب....... الحب..... ربما بعض الكره...... وبعضا من اللامبالاه..... 
**********
سمعت رنين الهاتف يعلو فذهبت لترا من المتصل فاذا به زوجها :
*السلام عليكم ////وعليكم السلام... عامله أيه يا زينات 
*الحمدلله يامحمود أتأخرت ليه ،؟
*رد عليها زوجها قائلا.. 
ساعه وجاى ياحبيبتى (ثم أكمل بعصبيه) المهم البيه ابنك جه ولا لسه؟
*ردت عليه بهدوء علها تمتص غضبه 
لا يا محمود لسه ماجاش.. المهم عاصم جاى معاك ولا لاء علشان أعمل حسابه فى الغداه.. 
-عاصم سافر علشان يخلص صفقه مهمه المفروض كنت هكلف بيها زياد باشا... الى مش عارف بقالو فتره بيختفى ويروح فين !!! انا مش عارف هلاقيها منه ولا من .....قطع كلمته الاخيره لانه يعرف تأثيرها عليها.......
-ولامن مين يامحمود... تقصد خالد صح ؟أنا مش عارفه عاوز منه إيه تانى  أديه سابلك كل حاجه ومشى علشان يعجبك عاوز ايه بقى سيبه فى حاله... سلام . ثم اغلقت الهاتف ونزلت دموعها على ولدها الذى لم تراه منذ مايقرب من 6سنوات ....
اما على النحو الاخر 
(داخل إحدى اكبر شركات مجموعة البحيرى )
أرجع رأسه للوراء يتذكر المكالمه الهاتفيه التى وردته من نصف ساعه من احد رجال الاعمال.. يهنئ فيها برجوع نجله الاكبر إلى مصر معتقد بأنه يعرف ولم يبح بالامر  ....
يضع عويناته ويدقق النظر فى الاوراق التى امامه كى يقوم بإمضأها لكن يقطع عليه تزكيزه رنين الهاتف.... 
- رد محمود مرحبا:أهلا اهلا ناصف باشا عامل أيه 
أتاه الرد من الجهه الاخرى :الحمدلله يامحمود باشا اخبارك ايه.. 
-الحمدلله تمام
رد عليه الاخر قائلا بعتاب وان كان يخفى بين طياته تشفى ..
بقى كده أعرف من بره أنه رجع و انت ماتقوليش الخبر السعيد دا. 
-قال محمود مستفهما:مين دا الى رجع ؟وعرفت من بره! 
-خالد ابنك لا وكمان كان عامل حفل افتتاح لمجموعه استثماريه كبيره هو وشريك تانى معاه... واحد صاحبى كان هناك ‘شافه... بس انا زعلت انى ماتعزمتش.... 
-توالت الصدمات عليه واحده تلو الاخرى من عاد... بل من كان حفل افتتاح شركته امس.... علامه يبارك هذا المخبول 
-محمود.  محمود... افاق من شروده وأستدرك صدمته كى لا يكشف امامه بانه لايعرف شئ
يكفى ماسببه له منذ سنوات.. 
-احم احم معلش يا ناصف باشا الحفلات جايه كثير  ...
-علم ناصف بفطنته ان محمود لم يكن يعلم بان خالد بالاسكندريه وإلا قد قامو بعمل حفلا كبيييييرا لقدومه ...
-ماشى سماح المرادى بس اكيد بقى هتعملو حفله فى الفيلا بمناسبة رجوعه بالسلامه ....هستنى بقا الدعوه .. قالها بخبث.... 
رد محمود بضيق :ان شاء الله ياباشا سلام 
-سلام... (باك) زفر بضيق قائلا... 
انا كده أتاكدت ان زينات متعرفش حاجه ثم اضاف متوعدا... بس الى هلاقيه عارف وماقليش ليلته هتبقى سوده على دماغه... علشان خلانى عامل زى الاطرش فى الزفه لا والناس تهنينى على اساس انى عارف.... ثم اكمل بحسره
ماشى ياخالد بقا تعمل فيا كده انا ابوك اعرف بالصدفه زي الناس انك رجعت مصر.. ايه القسوه الى بقت فى قلبك دى ؟؟؟!!!*****محمود البحيرى رجل فى الستينيات من عمره صاحب اكبر مجموعة شركات ومصانع للحديد فى مصر اب لثلاث ابناء (خالد - زياد -إيمان) رجل قد خط الشيب رأسه لكنه يحافظ جيدا على جسده... 
**********
سمعت رنين الهاتف مره اخرى فتأففت.. وجدتها صديقه لها... 
هو مفيش غيرى النهارده ولا ايه... ثم ردت على الهاتف.. 
*الو.. أيوة يا حبيبتى عامله ايه.. 
ردت عليها الاخرى من الطرف الاخر بفرحه. الحمدلله بس مش احسن منك اكيد 
تسألت زينات بأستفهام بتعجب  :ليه ايه الى حصل ؟؟!
*مالك يا زينات هى الفرحه أثرت على عقلك ولا ايه.... 
*صدقينى والله ماعرف تقصدى أيه ..ممكن تفهمينى.. 
اخذت صديقتها تسرد لها عما تقصد وبعدما انتهت..هو دا الى اقصدو.. !
-مش معقول مش معقول..  شعرت فجأه بدوار شديد يجتاحها ولم تعد ترى امامها بسبب تلك الغمامه فأرتطمت بالارض مغشيا عليها... 
-الو الو زينات........ 
********
فى تلك الاثناء :
كانت إيمان قد قررت النزول لاسفل لكن عندما مرت بجوار غرفة زياد سمعت رنين هاتف يعلو من الداخل فأعتقدت بأن زياد قد جاء فدخلت لتراه لكن عندما دلفت إلى الغرفه لم تجد أى أحد سوى رنين الهاتف الذى يتصاعد شئ فشئ 
نظرت حولها تبحث عنه إلى ان وجدته وكان اسم المتصل مسجل بK
-قالت بأستغراب :مين Kدى ...اكيد واحده من الى يعرفهم ..يلا اهو المكالمه فصلت.. بس هاخد الموبيل معايا تحت علشان أديه لزياد...... 
**********
يجلس على مكتبه الفخم من خشب الزان باللون الاسود مع حوائط باللون الرمادى والاسود ويوجد سجاد فخمه تغطى منتصف الغرفه ويوجد بالجوار ثلاجه مشروبات وبالجانب الاخر باب كبير يوصل بغرفة الاجتماعات وعلى الجهه المقابله باب المرحاض.. اخذ خالد يبعث بهاتفه بتأفف :
مالهم دول مش بيردو ليه.. عبدالرحمن تليفونه مغلق والزفت التانى مش بيرد عليا ليه مش عارف!!  لكنه حاول مره أخرى عل اخيه يجيب..... 
******
داخل فيلا البحيرى... 
-نزلت درجات السلم بسلاسه ورشاقه لكن أرتفع رنين الهاتف مره أخرى.. 
فضغطت على زر الرد وهمت لتتكلم لكن أتاها رد غاضب من الجهه الاخرى : آلو يا زياد الزفت مش بترد على الموبيل ليه ؟
*ردت عليه إيمان بتعجب: نعم! 
*أجفل خالد من هذا الصوت  وتسأل: مين معايا ؟
*أناإيمان اخت زياد.. انت مين؟!
*ارتبك ولم يعرف بما يرد على شقيقتة الصغرى.. 
انا .....انا...خ.. ال.. د.... 
لكن بدلا من ان تسمع الاسم سمعت صوت إحدى الخادمات تنادى عليها وتستغيث بها لاجل والدتها... 
*إلحقينى يا إيمان هانم مدام  زينات أغمى عليها...
هناصرخت إيمان بشده قائلا بعدما هرولت بالنزول سريعا لترى ماذا حدث لوالدتها... 
-ماما..ماما  مالها يامها ؟
-معرفش يا هانم  انا لقيتها فجأه كده وقعت من  طولها.... ///طيب أطلبى الاسعاف بسرعه... 
*حاضر حاضر...
كان كل هذا يحدث ويسمعه خالد من الجهه الاخرى بقلب وجل ياااااالله انها تصرخ بأسم أمى ترى مالذى حدث لها... لا لا لن أبقى مكانى لحظه واحده فليحدث ما يحدث انتفض سريعا يأخذ سترته و مفاتيح سيارته ثم انطلق سريعا..... 
*************
وصل زياد وعبدالرحمن إلى فيلا الراوى فأستوقفهم الحارس لكن سرعان ما عرفه زياد بهويته فسمح لهم بالدخول.. 
*الحارس:اتفضل يا زياد بيه.. 
*دخل زياد بسيارته ثم هبط منها هو وعبدالرحمن واخذ زياد يشجع الاخر الذى معه على الدخول لكن بطريقته.. 
*يلا يا عم أدخل وبالتوفيق في المعركه.... 
*نظر له عبدالرحمن بغيظ قائلا بسخريه:هو مش المفروض انك بتشجعنى علشان أدخل.. 
*أوما الاخر بتأكيد : أيوه 
-أومال بتخوفنى وتوترنى ليه وتقولى معركه.. 
-زياد بضحك:يابنى بحمسك مش اكثر... 
-اها طيب يلا ياخويا رن الجرس علشان اعصابى بايظه... 
هتف زياد متهربا:هههه لا يا بابا ...انا لحد هنا مهمتى انتهت.. سلام.. وهم ان يستدير ليهرب لكن اوقفه ذراع عبدالرحمن الممسكه به.... 
*عبدالرحمن بجديه:لا  ياحبيبى هتدخل معايا كمان. 
-لا متفقناش على كده.. 
-معلش تعالى على نفسك.. 
-يابنى مصطفى لو شافنى هيدبحنى سبنى انفد بجلدى الله يكرمك...
-قال عبدالرحمن بتوتر: افرض طردونى.. هروح ازاى لوحدى  لازم تبقى معايا.. 
-هتف زياد محاولا اقناعه فى ان يتركه:
دى حاجات عائليه لازم تناقشوها مع بعض انا مالى...  ولو طردوك اتصل بيا وانا هجيلك... 
-تليفونى فاصل ياخفيف... 
-بسيطه خد تليفونى وهسجلك عليه نمرة تليفون الشقه الى قاعدين فيها و رن عليا وهبقى اجى اخدك...  كان يتحدث وهو يبحث عن هاتفه فى جيب بنطاله فلم يجده فبحث فى جيب سترته فلم يجده ايضا... 
-مالك يا زياد فى ايه ؟
-تليفونى مش لاقيه..... 
*طيب شوفو فى العربيه... اخذ يبحث ايضا ولم يجده *برضو مش لاقيه... 
*يمكن فى الشقه  خليك معايا بقا... لكن كان زياد فى عالم اخر يفكر أين ترك هاتفه إلى ان تذكر.. 
*يا نهار أسود التليفون نسيته فى البيت لما كنت بجهز هدومى... 
-طيب أيه يعنى لما نرجع هنلاقيه 
*رد زياد عليه : أنت مش فاهم الموبيل فى البيت الى فى اسكندريه... 
-و فيها ايه مش فاهم.. عادى  !قالها بأستغراب.. 
*حدثه زياد بأمر واقع : فيها كثير... فيها أن حضرتك بتقول ان تليفونك فاصل شحن وخالد لما يحب يكلمك هيتصل بمين ...
-قال عبدالرحمن بثقه:بيك انت طبعا... 
-طيب لما أنا هنا وتليفونى فى اسكندريه ويكون خالد بيتصل  مين هيرد عليه ؟
-ممكن حد من الشغالين فى الفيلا او....... ثم صمت.. 
-عليك نور انا خايف بقا من أو... دى... 
- طيب هتدخل معايا ولا لاء.... قالها برجاء 
-زياد بتعجب :هو دا الى همك!
هدخل معاك يا عم هى موته ولا اكثر.... 
ثم رن جرس الفيلا ...و انتظرو حتى يفتح لهم احد..  لحظات مرت ولم يفتح احد  فقام برن الجرس مره ثانيا لحظات وفتح الباب... 
-فهتف احدهم بصدمه :انت 
-اوما هو بتأكيد :أيوه......
تعليقات



×