رواية عشق رحيم الفصل الحادي عشر 11 بقلم ايمي نور


 رواية عشق رحيم الفصل الحادي عشر بقلم ايمي نور 

نزلت حور لتجد الجميع متجمع حول مائدة الطعام الا سارة لم تجد لها اثر وهذا اراحها فهى لاتريد رؤيتها ولاتدرى رد فعلها ان راتها فذهبت للجلوس بجوار والدة رحيم تبتسم لها بخجل فلاحظت فور جلوسها توتر الجو من حولها واضطراب نظرات ندى اليها كما لو كانت تحول الاعتذار لها بعنيها وبجوارها زوجها العابس بشدة ع غير عادته كذلك الحاجة وداد اما رحيم فهو الوحيد الذى ابتسم ما ان راها حتى قال لها
هاا ياحور استعديتى علشان نتحرك بعد الفطار ع طول
هزت حور راسها وهى تحس بتوتر الجو من حولها ينتقل اليها لتشرع ف تناول طعامها بصمت اتنهى فور ان نهض يرحيم يقول لاخيه
=حمزة تعال ف الكتب ثوانى
لينهض حمزة فورا ليذهبا معا ف اتجاه المكتب لتظل حور وندى والحاجة وداد حول المائدة لتتنحنح الحاجة وداد وهى تنهض سريعا وتقول
= اقوم اشوف عاملين ايه ف الطبخ وجهزوا ايه للغدا
وتنطلق فور حديثها لتغادر سريعا ليعم الصمت بعد خروجها حتى قطعته ندى بصوت خجل
حور انا عوزة اعتذر لك ع اللى حصل بس والله انا ما قلتش ابدا الكلام اللى وصل لرحيم ده واسفة جدا لو اتسببت ليكى ف مشكلة
نظرت حور اليها بدهشة وعدم فهم لتسرع ندى القول
اصل انتى متعرفيش رحيم نزل النهاردة وقلب الدنيا فوق دماغ سارة واحنا طبعا مكناش فاهمين ايه حصل لحد ما رحيم سالنى عن موضوع العباية وعرفت ان سارة وصلت كلام ليه محصلش
لتتسع عينيها بذهول
ياااه يا حور لو كنت شوفتيه وهو بيزعق ليها انا اعرف رحيم ف غضبه بيكون صعب بس دى اول مرة اشوفه كده ومع سارة بالذات وطبعا هى مستحملتش غضبه وكلامه معاها بشكل ده وطلعت اوضتها من وقتها
توقفت قليلا عن الكلام ثم تقول باسف =بس هى بجد زودتها اووى المرة دى علشان كده حبيت اعتذرك عن اى اذى ممكن اكون اتسببت ليكى
فيه ظلت حور تستمع الى كلامها وبداخلها مشاعر متناقضة مابين الفرح لدفاع رحيم عنها فهو لم يمرر ماحدث مرور الكرام بين الخوف من ان يظنها الجميع سببا لتلك المشكلة بينه وبين سارة بشكواها الى رحيم افاقت من افكارها ع اعتذار ندى لها لتقول لها باطمئنان
حصل خير انا مش زعلانة ابدا وبعدين انتى ملكيش ذنب ف اللى حصل
ندى بحزن
انا حاولت افهم حمزة انى مليش دخل ف اللى حصل بس هو مصمم انى لو ماكنتش اتكلمت مع سارة من الاساس ماكنتش سارة لقيت الفرصة تعمل المشكلة دى
فهمت حور ان ندى اكثر ما يؤلمها هو غضب حمزة منها لتحاول التهوين عنها وتقول بمراعاة
معلش ندى هو بس غضبان دلوقت شوية لما يهدى اتكلمى معاه تانى
ابتسمت ندى لها بمحبة تهز راسها تؤكد ع كلامها لتقول بعد ثوانى بنبرة يغلب فضول عليها
متعرفيش هتروحى مع رحيم فين ؟ لتكمل حديثها باسف واضح اصل هو مرضاش يقول ابدا كل اللى قاله انكم هتخرجوا سوا
لتضحك حور من لهجتها وتقول =صدقينى انا نفسى مش عارفة كل اللى قاله اجهزى عندنا مشوار سوا
ضحكت ندى بمرح
اه لو كنت شوفتى سارة لما رحيم اتكلم عن خروجكم كانت كانها هتقتل قتيل وقتها
لتقهقه ضاحة
= وطبعا مش هقولك مين هو القتيل ليعدى مرحها حور لتضحك هى الاخرى وهى تدرى من المقصود بكلامها ليدخل رحيم الغرفة ليفاجاء بوجهها الضاحك واشراقته وهى تجاهد لايقاف تلك الضحكات لتخطف انفاسه وتتجمد نظراته فوق قسماتها الضاحكة فتراه حور واقفا بتلك الحالة لتتوقف ضحكاتها تحس بضربات قلبها تعاود التصاعد بقوة فتخفض راسها خجلا من تلك النظرات لتسمعه يقول بصوت اجش
= جاهزه يا حور
رفعت راسها تبتسم بخجل تقول
=ايوه جاهزة
ليبادلها ابتسامتها بنعومة يمد يده اليها =طب يلا بينا
فتح رحيم باب السيارة الامامى لحور لتجلس بارتباك ثم التفت الى بابه يجلس خلف المقود ليتحرك بالسيارة مخرجا ايها من القصر ليسود العربة جو من الهدوء فحور غارقة ف افكارها تتسال عن المكان الذى يقصدونه تشعر بالفضول والاثارة تتصاعد بداخلها رغماعنها لذهابها معه لمكان ما معا لتندمج ف المناظر التلاحقة من نافذة السيارة بسعادة فرحيم كان يقود السيارة بهدؤء كما لو كانوا ف نزهة ووقت العالم كله ملكا لهم لكنها لم تستطع مقاومة فضولها اكثرمن هذا لتلتفت اليه تساله بلهفة لم تستطيع مدارتها ف صوتها
=رحيم هو احنا رايحين فين التفت اليها يبتسم لها ويقول
=خليها مفاجئة وانا متاكد انها اكيد هتعجبك
اخفضت راسها تنظر الى ملابسها بتوجس وتقول بقلق
= بس انا خايفة بس ان هدومى تكون مش مناسبة للمكان اللى هنروحه
نظر رحيم اليها يبتسم يحاول طمئنتها قائلا
بالعكس فستانك جميل جدا ومش عاوزك تقلقى من حاجة عوزاك بس تستمتعى باليوم ومش مطلوب منك اكتر من كده
ردت حور ابتسامته ولكن لم تستطيع محو قلقها من داخلها لتستمر رحلتهم قرابة الساعة لتتوقف السيارة امام احدى المحال الكبرى المشهورة ببيع الملابس ذات المركات العالمية لينزل رحيم ويلتفت الى باب حور ينزلها منه دون كلمة لتنظر الى واجهة المحل بتوجس وخاشية وتسير بجواره الى داخل المكان الذى ما ان دخلوا حتى اسرع باستقبالهم سيدة اربعنية العمر انيقة الملبس بدرجة كبيرة ومعها فتاتين يبدويان مساعدتين لها لا يقلن عنها اناقة جعلت حور تتملل بقلق ف وقفتها هتفت السيدة بترحاب شديدة =اهلا يا رحيم بيه شرف لينا زيارتك للمحل
ابتسم رحيم برسمية
=اهلا كريمة هانم ياترى اللى طلبته حصل؟
كريمة بلهفة
طبعا يارحيم بيه المكان كله ملك ليكم النهاردة وكل اللى حضرتك امرت بيه حصل
ثم اشارت بيدها اتفضل معايا
ساررحيم خلفها يمسك بيد حور التى كانت ترتعش برهبة مما تراه حولها لتدخلتهم تلك السيدة مكان يبدو كغرفة استقبال ليجلس رحيم وحور فوق الاريكة الجلدية الموجود ف الغرفة امامهم اكواب من العصير لاتدرى متى اتى بها لتنتبه الى تلك السيدة تحدثها
اتفضلى معايا ياهانم
التفتت حور الى رحيم بتساؤل ليشير لها بالذهاب لتذهب معها الى غرفة ملحقة صغيرة نسبيا عن الغرفة الرئيسية تبدو كغرفة للقياس لتعطيها فستان من اللون الاحمر الداكن رائع الجمال تشير اليها بالدخول دخلت حور واسرعت ف ارتداء الفستان ووقفت اما المراة الكبيرة تنظر الى نفسها بتعجب لا تصدق ان من تقف امامها ف تلك المراة هى نفسها فقد كان الفستان كما لو كان مصبوب فوق جسدها يرسم كل منحنى فيه بشكل رائع ولونه الاحمر الداكن يبزر بهاء بشرتها ويضفى عليها نعومة احست بالسعادة تغمرها فهذه هى مرتها الاولى التى ترتدى فيها فستانا لتبدو بهذا الجمال عليها لتخرج من غرفة القياس تكاد السعدة تبرز من عينيها تقف امام السيدة كريمة التى ما ان راتها اخذت تصفق بسعادة وانبهار
= روووعة انا مكنتش اتخيل انه هيكون بالجمال ده عليكى
وامسكت بيدها
= تعالى نروح لرحيم بيه نعرف رايه ف الفستان
وقفت حور فجأه تسحب يدها منها تقول بارتباك مذعور
= لا لا مش ممكن اخرج قدامه كده
نظرت لها السيدة كريمة بتعجب
= بس يا هانم دى اوامر رحيم بيه لازم كل فستان يشوفه عليكى بنفسه
بهتت ملامح حور بخوف تهز راسها لتسير خلفها تقدم قدم واتاخر اخرى حتى وقفت امامه ليرفع راسه اليها وعبنيه تسير بانبهار عليها تتمتم شفتيه بكلمات هامسة غير مفهومة ثم فجأة اخرج لعنة مخنوقة ويهب واقفا ع قدميه ليقول بتوتر وتصلب
ايه ده يا كريمة هانم مش ده اللى قلت عليه لا لا لا استحاله ناخد الفستان ده وياريت اللى قولت عليه يتنفذ
ثم نظر الى حور ليلاحظ خيبة املها تترسم ف عينيها ليظهر تعبير حيرة فوق وجهه لم يستمر طويلا وهو يعاود النظر للفستان مرة اخرى ليهز راسه بحزم وصوت قاطع
=مستحيل ناخد الفستان ده يلا يا حور روحى غيرى الفستان ده
ذهبت خلف السيدة مرة اخرى تشعر بخيبة الامل فهى قد اعجبها الفستان بشدة ولكنها لم تستطع قول هذا له لتستمر ع هذا الحال من تغير الفساتين امام انظار رحيم لينتهى بها الامر وقد احضر لها العديد من الفساتين النهارية والسهرة والكثير من عبائات الاستقبال وملابس بيتية مريحة حتى الملابس الداخلية لم يغفل عنها ثم خرجوا من المحل بعد ان تم وضع كل المشتريات ف السيارة ليأخذها رحيم الى محل للمجوهرات تمت معاملته فيه كما لو كان احدى الملوك لتفاجىء برحيم يطلب منها اختيار خاتم من عديد وضع امامهم لتقول بدهشة ""ايه اانا؟
ضحك بمرح
هو فيه حور غيرك ف المكان
لكنها اخذت تهز راسها برفض وتقول =لااا لااا انا مش عاوزة
ضغط يا رحيم شفتيه يقول من تحت اسنانه
حور بلاش شغل عيال واختارى يلا لكنها ظلت ع تصميمها الرافض ليرجع بظهر فوق مقعده ينظر اليها وتفكيره يذهب به الى سارة التى لو كانت ف نفس موقفها لما ترددت ثانية واحدة باختيار الاغلى والاكبر حجما دون لحظة تردد او تفكير رجع بفكره الى الجالسة امامه والتى ترفض حتى النظر الى المعروضات امامها ليحسم امره وينتقى هو لها خاتم ذو فصوص ناعمة ومعاه خاتم مطابق له ذو جحم اكبر وامسك يديها بشدة وهو ينظر اليها نظرة تحذرية لها من محاولة اعتراضه للبسها الخاتم ف اصبعها برقة ونعومة اذابت قلبها الذى تقاذفت دقاته بصوت عالى حتى خشيت ان يسمعها جميع من حولها ليبتسم لها بحنان ثم يلتفت ال البائع يتتم حديثه معه استمر يومها معه بسعادة بذهابهم الى احد المطاعم لتناول الغذاء ليمر الوقت دون ان تشعر به وقد احست كما لو كانت تولد من جديد تتقافز داخلها مشاعر تجعلها تحلق ف السماء لتحين رحلة العودة فتجلس بجواره اف السيارةتنظر نحوه كل لحظة من تحت اهدابها تريد رسم ملامحه الرجوليه خلف جفونها لتظل صورته معها دائما
تعليقات



×