رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميمي عوالي


رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميمي عوالي 



 اللهم اصلح لى ذات شأنى و لا تكلنى الى نفسى طرفة عين 

11

وشم على حواف القلوب

الفصل الحادى عشر 

لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية 


سميحة بريبة : جوزك فيه فى دماغه حاجة كبيرة يا حسنة  

حسنة : ايوة .. من يوم ما حكم رجع من برة و لمهم مع بعض من تانى و انى حاسة انه بيفكر فى حاجة .. بس مش عارفة ايه هى 

لتسمعا دقا على الباب فتقول سميحة .. جابر شكله وصل 

اما بالخارج .. فما ان دلف جابر و القى السلام ، الا و استقبله الجمبع بترحاب شديد ، و يقول جابر : كيفك يا بكر .. مابقيتش اشوفك كتير يعنى 

بكر : مانت عارف المشاغل كتيرة و الواحد مابيلحقش حتى يتلفت حواليه

جابر ضاحكا : شوف يا خوى اللى بيقول لك مشاغل ، اومال يعنى كنت سمعت انك عاوز تتجوز و تجدد شبابك من تانى 

بكر و هو ينظر بريبة لشيخون : و انت سمعت منين الحديت ده اومال

جابر ضاحكا بمرح : العصفورة قالتلى 

تهامى باستنكار : جواز ايه ده تانى اللى يتجوزه ، ده معاه جوز حريم لو لف الدنيا كلاتها مايلاقى صوفر واحدة فيهم

جابر بفضول مرح : الا لو العصفورة اللى قالتلى راحت قالت للحريم عنديك انك ناوى تتجوز عليهم ممكن يعملوا فيك ايه يا بكر 

شيخون و هو يجارى جابر فى مرحه : هيعمل ايه يعنى ، هو يا ولداه هيعرف يفلفص منيهم ، لا و ايه .. ماشالله بدر بتعرف تد.بح زين

تهامى باستنكار : دى بدر دى بالذات لو سمعت حديت زى ده يقول على روحه يا رحمن يا رحيم 

بكر بسخرية : هخاف منيهم اياك ، دا على اكده المعزة كلت عيالها

جابر و هو يضج بالضحك : دى كلتهم و حلت بابوهم كمانى 

شيخون : ده على اكده بقى الواحد يتطمن عليك كل يوم تلت مرات كيف الدوا يا بكر ، قبل الاكل و بعده

تهامى : بكر عاقل و مايعملهاش واصل 

عزيزة : و هو يعنى لو فكر يعملها حد له عنديه حاجة .. الراجل مايعيبوش الا جيبه ، و بكر ولدى طول عمره جيبه عمران

شيخون : الراجل اللى على حق يا ام بكر .. عمره ما ينقاس بفلوسه ابدا 

عزيزة بنبرة تهكم : اومال بينقاس بإيه يا جوز بتى 

جابر : اقول لك انى بينقاس بإيه يا خالة 

تهامى : قول يا ولدى 

جابر و هو ينظر لبكر نظرة زجاجية لا تكشف ابدا عن مكنوناته : الراجل اللى على حق بينقاس بشهامته و جدعنته ، الراجل اللى على حق عمره ما يخون و لا يغدر ابدا مهما كانت مبرراته يا خالة 

تهامى : الله عليك يا ولدى .. سلم لسانك 

بكر ببعض الارتباك و هو يشعر بأن ان هناك شيئا ما مبهم فيما يدور : ايوة طبعا.. كلامك كلاته زين و مظبوط يا جابر .. انت منورنا النهاردة 

جابر : تسلم يا بكر

لتدلف اليهم حسنة و هى تحمل اكوابا من الشاى و قامت بوضعها امامهم و هى تقول بترحيب : يا اهلا يا جابر .. نورت التهامية كلاتهم

جابر و هو يغض طرفه : ده نورك يا ام احمد .. تشكرى

شيخون : طب يا عم تهامى ، انت خابر طبعا ان جابر مقطوع من شجرة ، يعنى لا اب و لا ام ، و كمان لا باقيله عم و لا خال ، بس طبعا برضة خابر ان له بدل الاخ تنين .. انى واحد منيهم ، و حكم اخوه التانى ، بس وراه كام حاجة اكده النهاردة بيخلصها .. انت خابر طبعا انه لسه راجع طازة من بلاد برة 

تهامى : ايوة يا ولدى خابر .. الف حمدالله على سلامته ، و يخليكم دايما فى كتف بعض و سند لبعضيكم

شيخون بمحبة : يارب .. تسلم يا راجل يا طيب ، خلينا فى المهم 

تهامى : اتكلم يا ولدى 

شيخون : انى جايلك النهاردة بصفتى اخو جابر مش بصفتى نسيبك ، و جايين نتقدملك طالبين يد سميحة لاخوى جابر 

تهامى : يوم المنى يا ولدى .. جابر زبن الرجالة كلاتهم و مايتعايبش ابدا 

شيخون : يعنى نقرا الفاتحة 

تهامى : نقرا الفاتحة يا ولدى 

لتصدح زغاريد عزيزة و تليها زغاريد حسنة من الداخل ، و تتم قراءة الفاتحة و بعد التأمين عليها يقول جابر : بعد اذنك يا ابة تهامى .. الجواز هيكون بعد ما اضم محصول القمح ان شاء الله 

عزيزة باستغراب مقرون بالفضول : يعنى لسه فاضل لك بتاع اكتر من تلت اربع شهور .. طب ليه يا جابر ، لا هو انت ناقصك حاجة 

جابر : لا يا خالة .. بس تقدرى تقولى اكده .. انى مش هبقى فاضى للجواز قبل اكده 

عزيزة : ليه بعنى .. هيبقى وراك ايه

تهامى : جرى ايه يا عزيزة ، كل واحد ادرى بحاله

عزيزة : ماقلناش حاجة ، بس يعنى لا هو و لا سميحة صغار عشان ينخطبوا اكده مجرد كلام و خلاص و من غير حاجة 

جابر : و مين قال انه هيبقى من غير حاجة يا خالة 

ليمد جابر يده بسيالة جلبابه الريفى و يخرج حافظة كبيرة من القطيفة و يمد يده بها الى عزيزة قائلا : شبكة سميحة اهى 

لتتناول عزيزة الحافظة باستغراب قائلة : شبكة !! ، تسلم يدك يا جابر .. بس شبكة ايه دى يا ولدى اللى تنجاب من غير العروسة

شيخون : الشبكة اصلها هدية من العريس على اد امكانياته يا ام بكر ، افتحى الكيس و اتفرجى على هدية بتك 

لتفتح عزيزة الحافظة بامتعاض ظاهر للعيان و تنظر بداخله و تقول باقتطاب : عقد 

جابر : ايوة عقد ، عقد دهب عليه القيمة يليق ببت التهامية 

عزيزة : شبكة اصغر بت فى التهامية اليومين دول مش اقل من تلاتين جرام دهب يا جابر 

جابر بسخرية متوارية : اديكى قولتبها يا خالة 

عزيزة : قولت ايه

جابر : اصغر بت ، و سميحة لا بقت صغيرة و لا هى اول نوبة ليها تتجوز و لا انى كمان

عزيزة بترصد : انت تقصد ابه بكلامك ده

جابر : اقصد ان لا انى و لا سميحة لسه عيال صغار ، و هندور على الشبكة و الفستان ، احنا سبق و جربنا كل الحاجات دى و خلاص ، عاوزين نركز فى المهم 

عزيزة بسخرية : و ايه بقى المهم ده

ليسمع الجمبع صوت سميحة و هى تقول بجرأة : المهم احنا و بس يا امة مالناش دعوة بحد تانى واصل 

لتتقدم سميحة من امها و تلتقط منها الحافظة القطيفة و العقد المتدلى من فوهته و هى تقول و الفراشات تتراقص امام عينيها : تسلم بدك يا جابر ، تعيش و تجيب 

تهامى : اهم حاجة ان الشبكة عجبت العروسة ، الف مبارك

ليتبادل جابر و عزيزة النظرات ، عزيزة بتمرد و جابر بابتسامة نصر ، ثم يقول : ان شاء الله دبلتك و خاتمك يبقوا عنديكى قبل الجواز 

سميحة بفرحة : ماتفرقش قبل الجواز من بعده ، اللى عاوز تعمله انى موافقة عليه 

ليحمحم بكر بصوته قائلا : مبارك با سميحة ، مبارك يا جابر 

جابر : تسلم يا بكر ، عقبال ما نباركلك على جواز عيالك ان شالله

تهامى : ان شالله.. ده يوم المنى 

لينهض جابر قائلا : طب انى هستأذن بقى 

تهامى : تستأذن كيف يعني .. ده احنا هنتعشى كلاتنا سوا

جابر : اعفينى انى يا ابة تهامى عندى حاجات كتير اوى محتاج اخلصها ، و كمان فى رجالة مستنيانى فى الارض القبلية عشان خاطر الرى .. حتى اسألوا شيخون ، هو بنفسه اللى اتفقلى مع الناس 

شيخون : سيبه براحته يا عم تهامى ، الله بعينه على اللى وراه

تهامى : ياكل معانا لقمة على السريع اكده و بعديها يروح يشوف حاله

جابر : معلش يا ابة تهامى ، انى قلتلك على اللى ورايا فاعذرنى 

سميحة بلهفة : طب استنى اناولك لقمة تبر بيها حالك 

جابر : نوبة تانية يا سميحة ، ثم التفت الى شيخون قائلا : هتاجى معايا يا شيخون زى ما كنت بتقول و اللا مش فاضى   

شيخون و هو يتناول عبائته : جاى معاك 

تهامى : و انت كمان ماشى يا شيخون 

شيخون : معلش يا عم تهامى .. خلينا نخلص من موال الرى ده 

تهامى بتسليم : ماشى يا اولاد .. اللى تشوفوه

ليلتفت شيخون الى بكر قائلا : معلش بقى يا بكر .. خد حسنة اختك فى سكتك و انت مروح عشان هتأخر عليها لو سيبتها حداكم على ما اعاود

حسنة : هعدى اخد البنات من عند اختك

شيخون بحزم : لاا .. انى هجيبهم فى سكتى و انى راجع ، ماتشغليش بالك بيهم

حسنة باعتراض : بس انى عاوزة زينب محتاجاها 

شيخون و هو يوليها ظهره استعدادا للانصراف : ما حبكتش يا حسنة.. سيبيها مع اخواتها 

و ما ان انصرف شيخون و جابر الا و التفتت عزيزة لزوجها بغيظ قائلة : هو مش انى منبهة عليك ماتجيبش سيرة لشيخون غير لما نتفق الاول و يا جابر .. ايه اللى خلاك تقول له النهاردة و كمان من غير ما تعرفنى 

تهامى باستنكار : و ما اقولوش ليه و انى مقابلهم هم التنين و هم خارجين مع بعض من الجامع بعد صلاة الجمعة و شابفهم بيتحدتوا سوا ، و الكفر كلاته بيتكلم على انهم اصطلحوا سوا مع بعض برجعة حكم ولد الزيات

لتستدير عزيزة الى حسنة قائلة : ايه الحكاية ماتفهمينى

حسنة : لو انى عرفت ابقى اقول لك يا امة 

تهامى : اما ان امرك عجيب ، احنا كنا شايلين هم ان شيخون يزعل من الجوازة و لقيناه موافق و مرحب كمان و جه بنفسه يطلب يدها لجابر ، يبقى ايه اللى مزعلك بقى اكده

عزيزة : روح اتوضى يا تهامى المغرب قرب يأذن

تهامى بانصياع : ماشى ، بس حضروا لنا لقمة بقى على ما ارجع من الجامع ، احسن الواحد هيقع من قلة الاكل

ليذهب تهامى الى الداخل من اجل الوصوء ليقول بكر لحسنة : الا هو جوزك ما قاللكيش اى حاجة 

حسنة : ابدا

بكر : و اليمين اللى كان حلفه عليكى 

حسنة بتنهيدة غاضبة : قاللى ان اليمين زى ماهو

عزيزة : يعنى ايه ، منين اتصالحوا و اتصافوا و جاى كمان يطلبهاله بنفسه و منين هيحرم على خايتك دخول دارك

حسنة بقلق : مش عارفة يا امة ، بس شيخون من وقت ما اتصالح ويا جابر و هو شكله بيقول انه مخبى حاجة 

سميحة بعدم اهتمام : ماتفلقولناش دماغنا بقى بحديت مالوش عازة 

بكر بحدة : و انتى ايه قلة الحيا اللى انتى كنتى فيها دى ، انتى ازاى تخرجى و تعملى اللى انتى عملتيه ده و انى و ابوكى موجودين .. ايه .. مافيش خشا 

سميحة بامتعاض : الحق عليا .. قلت الحق امك قبل ماتفشكل الجوازة و جابر ينتهزها فرصة و يرجع الموال القديم كله من تانى ، و يبقى كل اللى عملناه زمان عشان خاطرك راح على فاشوش

بكر : تقصدى ايه

سميحة : اقصد ان بما ان جابر اصطلح مع شيخون .. ممكن يوصل الود القديم و يطلب نجاة من تانى ، و طالما شيخون رضى انه يصطلح معاه .. مش بعيد يوافق من تانى انه يجوزهاله و خصوصى ان جابر خالى ، لا هو متجوز و لا عنده عيل و لا تايل

بكر : بوافق و اللا مايوافقش بقى .. خلاص بقت محصلة بعضيها .. اكده اكده شيخون عاصيان عليا هو و خايته

سميحة : يعنى ايه الكلام ده

بكر بعدم اهتمام : بعنى لو انتى كمان مالكيش كيف تتممى جوازتك من جابر .. ارفضيه و احنا لسه فيها اهو 

سميحة بلهفة : لاااا ، ارفضه كيف يعنى ، و هو جابر ده ينرفض برضك ، وبعدين ظروفنا ان كنت انى و اللا هو مناسبين لبعض 

بكر و هو يتأهب للرحيل : بكيفك ، انى مابقاليش صالح بالحدوتة دى ، ياللا يا حسنة عشان اوصلك فى طريقى 

اما حكم .. فقرر ان يذهب لزيارة عمته القاطنة بالكفر ، و كانت دارها تقبع بجوار ارض النخيل المملوكة لحكم ، فقرر الذهاب اليها مرورا بأرض النخيل ، و اثناء مروره بين النخيل و هو يسترجع ذكرياته سمع جدالا بين رجل و امرأة بأرضه و على مقربة منه ، فدنا منهما و هو يحاول معرفة هويتهما و سبب جدالهما فوق أرضه ، و ما ان اصبح على بعد خطوات منهما قال : السلام عليكم 

ليلتفت الرجل و الذى كانت هيئته كهيئة الغفير قائلا : و عليكم السلام .. انت مين يا افندي

حكم : انى ابقى صاحب الارض اللى انتو واقفين بتتخانقوا فوقيها دى 

الغفير : اسم جنابك ايه

حكم : انى حكم الزيات 

ليسمع حكم شهقة مكتومة من المرأة ، فى حين قال الغفير : عدم اللا مؤاخذة يعنى .. معاك بطاقة 

حكم بابتسامة : معايا 

الغفير : طب عدم اللا مؤاخذة يعنى.. ممكن اشوفها 

حكم بسخرية مرحة : عدم اللا مؤاخذة يعنى.. ممكن اعرف انت مين و عاوز تشوف بطاقتى ليه

الغفير : عدم اللا مؤاخذة يعنى .. انى عبد المولى الغفير بتاع الارض دى من ايام سيدى المصيلحى الله يرحمه ، و انى مش اى حد بقى ياجى يقول لى انى صاحب الارض دى يبقى هو صاحب الارض دى ، و عشان اكده .. عدم اللا مؤاخذة يعنى ورينى بطاقتك 

ليخرج حكم هويته من حافظته من بين ضحكاته و يقربها من وجه عبد المولى قائلا : ادى يا سيدى البطاقة بتاعتى اهى ، بس يا ترى بقى بتعرف تقرا

عبد المولى : الكدب خيبة .. ما بعرفش ، بس مصطفى ابنى بيعرف .. ثم صاح قائلا .. ولاا يا مصطفى ، انت يا خلفة القرود انزل هنا بسرعة 

ليسمع حكم صوت صبى يأتيه من فوق رأسه ، و عند النظر الى الاعلى وجد طفلا لا يتعدى عمره الخامسة عشر عاما و هو يعتلى نخلة خلفه و يهبط من عليها بمهارة فائقة و هو يلف حول خصره حبلا خشنا من الصوف و يقول : ادينى نازل اهه

و ما ان اقترب منهم الصبى حتى ناوله والده هوية حكم قائلا : خد استقرالى البطاقة دى و شوف اكده باسم مين 

مصطفى بزهو : حكم شهدى الزيات

ليلتقط حكم هويته من يد مصطفى و هو يقول لعبد المولى : ها يا عبد المولى .. اتأكدت ان انى ابقى صاحب الارض دى 

عبد المولى : ايوة طبعا جنابك .. الف حمدالله على السلامة 

حكم : الله يسلمك ، بس ماقلتليش .. كنت بتتخانق ليه مع ….. هى راحت فين 

عبد المولى و هو يدير بصره باحثا عن المرأة التى انتهزت انشغال عبد المولى بحديثه مع حكم و التأكد من هويته لتسرع مبتعدة عنهما ، فيقول مصطفى : جريت من وقت ما كنت بتنده عليا انزل من فوق النخلة 

حكم : و انت بقى كنت بتعمل ايه فوق النخلة 

مصطفى : بنضفها

حكم : بتنضفها من ايه

عبد المولى : ماهو ده الوقت جنابك اللى بننضف فيه النخل من الشوك و الزعف كل سنة عشان يتحضر للمحصول الجديد و كل سنة و انت طيب

حكم بتذكر : ايوة ايوة .. و انت طيب يا سيدى ، تمام ، بس برضة ماقلتليش .. مين الست اللى كنت بتتخانق معاها دى ، و كنت بتزعق معاها ليه

عبد المولى : دى سعدية اللى بتشتغل عند الست كريمة الزيات

حكم باستغراب : عمتى 

عبد المولى : ايوة جنابك

حكم بفضول : طب برضة كنتوا بتزعقوا ليه

عبد المولى : اصل عمة جنابك بتبعت من وقت للتانى بتطلب شوية تمر من المحصول ، و كان سيدى المصيلحى الله يرحمه و يبشبش الطوبة اللى تحت رأسه و من بعده الست نجاة موصيننى انى اديها كل اللى تطلبه

حكم : و بعدين 

عبد المولى : التاجر جه ضم كل المحصول و شونه حدانا فى المخزن ، و كانت الست نجاة موصيانى ابعت لعمة جنابك قفة بحالها قبل ما التاجر يلم المحصول ، زى ما كان سيدى المصيلحى الله يرحمه و يبشبش الطوبة اللى تحت راسه بيعمل قبل ما يموت 

حكم و هو يحاول السيطرة على ضحكاته : ها و بعدين

عبد المولى : انى عملت بوصية الست نجاة بالظبط و بعتت القفة لعمة جنابك مع الواد مصطفى ابنى اللى واقف جارك ده 

حكم : ماشى يا عبد المولى تشكر ، اتخانقتوا ليه بقى 

عبد المولى : انى كنت فوق النخلة بنضفها زى الواد مصطفى ابنى ما كان بيعمل كدهون و بصيت لقيتها جاية و جايبة القفة و قال و عاوزانى املاهالها تانى .. طب املاهالها منين و التاجر لم كل المحصول و عباه فى زكايب و شايلها حدانا فى المخزن ، اقول لها ما ينفعش ده التاجر خلاص عباها فى الزكايب ، تقوللى لاا الست كريمة بتقولك املاها ، و جنابك جيت اهو و احنا بنتناقر 

حكم : طب و هى كل سنة بتحتاج تانى بعد القفة اللى بتديهالها دى 

عبد المولى : ماخابرش جنابك ، هى كانت على طول بتتعامل مع سيدى المصيلحى الله يرحمه و يبشبش الطوبة اللى تحت راسه ، لكن دى اول محصول ينضم من بعد ما سيدى المصيلحى الله يرحمه و يبشبش الطوبة اللى تحت راسه ما مات

حكم : ماشى يا عبد المولى ، طب هو التاجر لما بياخد المحصول ، ما بيتفضلش منه حاجة خالص

عبد المولى : مابيتفضلش غير نخلتين الصدقة بس ، هم دول اللى بنجمعهم لوحديهم بعيد عن المحصول 

حكم : و بتودوهم فين بعد اكده

عبد المولى : بنوديهم لشيخ الجامع يوزعهم بمعرفته

حكم : تمام ، و مافيش اى تمر تانى بيتفضل 

عبد المولى : فيه زكيبة واحدة .. التاجر سابها هدية للست نجاة 

حكم بفضول : و هى اخدتها 

عبد المولى : لاا .. قالتلى اخليها عندى و نبقى نوزعها بعد اكده على الغلابة 

حكم : طب ما اديتش لعمتى منها ليه

عبد المولى : و هى عمة جنابك غلابة ، دى عمة جنابك تشتري مية نخلة بمحصولها 

حكم ضاحكا : خلاص يا عبد المولى .. بس انت قلت لسعدية ايه

عبد المولى : قلتلها خلاص جبرنا 

حكم : يخرب عقلك ، طب روح انت .. انى هتصرف 

ليخرج هاتفه و يهاتف احمد و يطلب منه الحديث الى نجاة ، و ما ان ردت عليه حتى قال لها : معلش يا ام عبد الله هتعبك معايا

نجاة : خير يا ابو ياسمين 

حكم : كنت محتاج شوال تمر من اللى التاجر شونه فى المخزن ، فممكن تكلميه عشان ناخد موافقته و نسقطه من الحساب 

نجاة : طب هو انى فى عندى هنا شوال .. متعودين نشيله لعمتك لما بتطلب بنديها منيه ، لو انت عاوز شوية يعنى و اللا انت محتاج كمية كبيرة 

حكم بابتسامة واسعة : لا لا .. انى كنت عاوزه لعمتى اصلا 

نجاة : تحب ابعتهولك مع حد من الغفر 

حكم : لو مش هتعبك .. ابعتيلى شوية .. شوية اد اللى كنتم بتبعتوهولها اكده .. ماتبعتيهوش كله ، بس ياريت بسرعة .. و ابعتيهولى عند عبد المولى فى ارض النخيل 

و بعد اقل من ساعة .. كان حكم يقف امام دار عمته كريمة و بجواره حقيبة من الخوص تمتلئ بالتمر .. و ما ان دق الباب .. حتى فتحته له نفس المرأة التى كانت تتجادل مع عبد المولى ، لتخفى وجهها بوشاحها قائلة : اتفضل يا سيدى

حكم بابتسامة : عمتى موجودة 

سعدية : ايوة .. اتفضل ، موجودة 

ليشير حكم اليها لتحمل التمر الى الداخل ، ثم يدخل و هو يتجول بعينيه بين انحاء الدار التى لا يتذكر متى كانت اخر مرة دخلها ، و اثناء تجول عينيه وقع بصره على عمته و هى تجلس بجوار الشرفة و تنظر اليه بأعين و كأنها الزجاج ، ليقترب منها حكم قائلا : السلام عليكم .. ازيك يا عمتى 

كريمة دون ان ترد السلام : توك ما افتكرت ان لك عمة تاجى تطل عليها يا ولد شهدى

حكم : معلش يا عمتى .. حقك عليا ، بس انشغلت بكذا حاجة اكده من وقت ما وصلت 

كريمة بتهكم : انشغلت مع ضرة عمتك 

حكم باستغراب : ضرة عمتى مين دى 

كريمة بسخرية : السفيرة نجاة 

حكم : نجاة عمرها ما كانت ضرة عمتى ، عمى مصيلحى ما اتجوزهاش اصلا غير بعد موت عمتى الله يرحمها بكام سنة

كريمة بحزم : برضك تبقى ضرتها

حكم و هو يحاول كبت ضيقه من حديثها : المهم انتى صحتك عاملة ايه 

كريمة : انى بخير

حكم و هو يجلس امامها : انى جيبتلك معايا شوية تمر ، و لو احتاجتى تانى ابقى ابعتيلهم فى الدوار و هم هناك … 

كريمة بعنجهية : انت عاوزنى اطلب التمر بتاع الزيات من نجاة ، لما كان المصيلحى عايش ، كنت ببعت اخد منيه اللى انى عاوزاه ، لكن ابعت لنجاة لاا

حكم : و لا يهمك .. ابقى كلمينى و انى ابعتلك بنفسى اللى انتى عاوزاه 

كريمة : لا هو انت ناوى تفضل هنا فى الكفر على طول 

حكم : لسه مش عارف 

كريمة : مرة صاحبك قالتلى انك خلفت و جايب بناتك معاك .. هو انت ماعندكش جدعان

حكم : لا يا عمتى ، ربنا رزقنى بياسمين و ورد 

كريمة بسخرية : و ما جيبتهمش معاك ليه ، و سايبهم مع مين .. انى عرفت ان مرتك ماتت

حكم بحمحمة : ايوة .. الله يرحمها بس انى قلت اجى اسلم عليكى خفيف اكده الاول وبعدين ابقى اجيبهم يتعرفوا عليكى و على عمى بسيونى و تبقى تعرفى بقى ولاد عمتى كلاتهم و يبقوا موجودين عشان اسلم عليهم كلهم بالمرة ، واضح اكده ان مافيش حد منيهم هنا خالص

كريمة : لا كيف يعنى مافيش ، سهى موجودة ، ثم تقول بصوت عالى .. يا سهى .. انتى فين 

ليأتيهم صوت سهى و هى تقول بتبرم : انى اهو يا امة .. خير 

ليلتفت حكم الى مصدر الصوت ، ليجد سهى و هى تمسك كتابا بين يديها و تضع نظارة القراءة فوق طرف انفها و هى تنظر اليهما من فوق عدسات نظارتها بدهشة لتقول بتخمين : مش معقول .. حكم ولد خالى شهدى .. اخيرا فكرت تاجى و تسلم علينا 

حكم : كيفك يا سهى .. ماشاءالله كبرتى 

سهى : ماحدش بيفضل صغير على طول يا ولد خالى .. حمدالله على السلامة 

حكم : و يا ترى الدنيا عاملة معاكى كيف

و قبل ان ترد سهى ، كان الرد من كريمة التى قالت بتنهيدة : الدنيا رملتها زى ما رملتك بالظبط ، جوزها مات فى حادثة من قيمة سنتين فاتوا 😏

الفصل الثاني عشر من هنا

تعليقات



×