رواية عشق الفهد فهد وزهرة الفصل العاشر بقلم حنان عبد العزيز
يجلس الحاج صادق علي الاريكة في قاعة الاجتماعات الفارغة يستند بيده الاثنين ، على عصاته العاج ويستند بذقنه على يده ، وشرد يفكر بشأن ابنه فهد وزوجته زهرة وماذا لو علمت حقيقة زواجهما ، وماذا لو يعلم فهد ايضا باتفاقه مع العم مهدي
، هل يؤثر على هذه النبتة الصغيرة ، التي
باتت تنبت بينهم ، وكيف تستقبل زهرة ، هذا الامر ، هل ترضي وتتعايش ، ولا سوف يكون هذا جرح جديد لقلب ابنه الوحيد ،
رجع برأسه للخلف بالم يسترجع كيف كان يعيش فهد مع اخواته البنات ، شهد ويمن
وكيف كان يعيش معهم اخوه الحاج صابر وولديه سعيد ووليد واختهم شيرين ، .
الحاج صادق مع اخوه الحاج صابر
فلاش باااااااك
*******************
من حوالي خمس سنين ،
الحاجة فاطمة زوجة الحاج صادق.
تتحدث إلى زوجها. يا حج صادق ، شهد ويمن لي سيعيد ووليد ماشي لكن فهد لشيرين ابدا مطيجاش اسمع سيرتها ولا سيرت امها العجربة ، الاسكندرنيه ده ،
جال علي المثل اكفي الجدرة على فومها تطلع العجربة لأمها ،
يضحك الحاج صادق بصوت عالي ، وقد التفت يده بحنان حول كتفيها ، وأخذ يمشي بها بخطوات هادئة يريد اقناعها ،
يا حاجة فاطنة ، بجي اخوي يديي ولاده اتنين ، وانا استخسر فيه ولدي الوحيد ،
يرضيكي ، الناس تاكل وشي ، ويجولوا الحاج صادق رجع في كلامه ' ومع مين مع اخوه اللي مالوش غيره ،
الحاج فاطمة ، ياحاج صادق البيت عجربه حرباية ، معتحبش فهد ، انا شفتها وسمعتها ، بوداني هي وامها العجربة وهي تتفق كيف يوجعو فهد في شبكها ،
الحاج صادق ، ماهو كدا كدا انا وخوي متفقين اني التلات ولاد ياخدو التلات بنات
هيتفجو ليه بجي ، انتي بس عشان مش طيجاهم ، مش عايزة تديهم والدك الحيلة ،
غيرة نسوان وكيد حريم عاد ، واني مش هسمح بدأه واصل ، يفرج بيني وبين خوي ، واللي جولته ، هيتنفذ ، يوم الخميس كتب كتاب التلات بنات علي التلات رجالة ،
ودلوجتي جومي شوفي الوكل اللي ولدك بيحبه ، عشان كلها كام ساعة وزمانه جاي من كليته ، وبلاش حديد فارغ عاد ،
الحاجة فاطمة ، تنادي على ابنتيها ، شهد ويمن ، ، ليأتوا في الحال ، بنتين في غاية الجمال ، يجمع بينهم شبه في كل شيء
الشكل والطبع ، فهم توأم ، وجه ابيض عينان عسليتان وانف نحيف وفم صغير ، فهم الملائكة في طبعهم ، فقد تربوا غلي صالح الأعمال ، من صلاة وصيام وعمل الخير وخدمة الآخرين ، وطاعة الوالدين
نعم نعم الذرية الصالحة ،
ويقولوا نعم يا ماي ،
تقف الحاجة فاطمة ، امام بناتها و هي تقول خلصتو الفطير يا بنات ، فهد اخوكم علي وصول. وانتو عارفين ، اول حاجة بيحبها الفطير الساخن ، مع العسل ، والقشطة ،
شهد ويمن في نفس واحد ، ايوه يا ماي ، وخلصنا حشو الحمام و طاجن الرز المعمر
، وحمارنا البط وكل انواع المحشي اللي بيعشقها فهد ، كله تمام ،كله خلص وحضرنا أشهى وليمة ، لاحلي ضابط في الصعيد كله ، وتصدح شهد بزغاريد ، ويمن تلتف معها بحركات مرحة دائرية ،
تدل على السعادة والفرحة ،
لتضحك الحاجة فاطمة ، وتتوقف فجأة وتضرب على صدرها وتقول ، واه نسيتو الملوخية ، يعني فهد يقول ايه دلوجتي أمي نسيتني . امشي يا بنت منك ليها اعملي الملوخية ، بلاش دلع ابنتة ،
ليضحكوا البنات ، يا امي يا حبيبتي ، هو فهد هيخلص الوكل كله ويدور على الملوخية كل اجازة ، نعمل الوليمة اللي هي ، وهو يجي يدوبك يدوق من كل صنف ، فتفوته .
ويقطع تلك الأجواء المرحة ، رنين هاتف الدوار ، ليرفع الحاج صادق ، الذي كان يقف يضحك بسعادة وهو يشاهد حديثهم ،
ويتكلم ، سلامو عليكم ،
علي الجانب الاخر ، منزل الحاج صادق
الحاج صادق ، ايوة يا والدي ، اني الحاج صادق ، خير يا والدي ،
الجانب الاخر احنا مستشفي الشرطة العسكرية ، نبلغكم بان ابنكم فهد اصيب اثناء العرض العسكري بحادث وهو الآن في غرفة العمليات ،
لتتسع عين الحاج صادق ، ويعلو صوته مما يجذب انتباه الجميع ، بنظرات قلق وخوف ورجفة للمنظر الذي أصبح عليه الحاج صادق من هول ما سمع ، ،
وقال والدي كيفة ، حصله ايه ، ارجوك يا ولدي طمني ، يصرخ كل من الحاجة فاطمة وبناتها ، لمجرد ما سمعوا عن اصابة فهد ،
وبعد عدة ساعات ، يقف الحاج صادق ،
وهو يتمسك بتلك العصاه ، علي امل انها تسنده ، من هول ما يسمع ، بأن ابنه أصيب بطلقات نارية أثناء مناورة بالرصاص الحي في عمود الفقري ، مما يؤثر علي الإنجاب ، بنسبة 60 في المائة ،
لكنها خانته تلك العصاة ، وكاد ان يقع الا ان يد اخو الحاج صالح ساندته ، وتقع تلك العصاة ، ويظل الحاج صادق ، شامخا كالجبل ، صامد ، ليلتف حوله كل عائلته بالصراخ والعويل ، على ذلك الشاب التي تحطم مستقبله قبل أن يبدأ ،
*****×******×******×******
في فيلا فهد ، وقد انهارت حصون فهد وارتفعت نبضات القلوب فقد كانت هي المتحدث الوحيد ، فهذا الصمت الدامس ،
انتفضت زهرة حين تفاجأت بفهد يقف امامها ولم يترك لها وقت للتفكير ، حيث اقترب منها بخطوات غير محسوبة حيث اصبح امامها الي حد الالتصاق وقف يتأملها ويتأمل جمالها ،وهي بهذا الشكل المغري للغاية ومد يده ورفع تلك الخصلة المتمردة من شعرها حائرة علي عينيها ووضعها خلف اذنيها ، وأخذ يجوب بأصابعه علي خديها يتحسس بشرتها الناعمة كبشرة الاطفال ، واقترب من أذنيها يهمس لها بكلمات عشق يذوب لها الوجدان ، ويستنشق عطرها الياسمين المنبثق من جسدها ، بفعل سائل الاستحمام ، ورفع يده وحل تلك المنشفة الصغيرة التي فوق شعرها ، ليطلق له العنان ، لـ تتمرد تلك الخصلات علي وجهها وكتفيها وظهرها ، ليعطي لها شكل مغري حيث تتساقط بعض قطرات الماء ، مثل قطرات الندى علي أجسام الزجاج ،
اما زهرة بحالتها لا تختلف عنه كثيرا ، نعم فقد احبته بل عشقته في تلك الفترة القصيرة فقد كانت تتظاهر بالخلود الي النوم ، حيث ياتي ويستلقي بجانبها ، حتى تنعم بقربه ، فقد وجدت امانها بداخل حضنه ،
اقترب فهد من شفتيها التهمهم في قبلة اودع بها عشقه الذي بات ينبض بقلبه واشتياقه لها ورغبته بها وقد استجابت له زهرة وكانها اعطت له الحق لفهد الاشارة ليفعل بها ما يفعل ، وكأنها تقول له انها ملك له ، وهنا صخرة رغبة فهد في امتلكها وراودته نفسه ليميل عليها ويحملها بين ذراعيه ويضعها برفق علي السرير ، وزهر تحضن عنقه وتدفن وجهها خجلا في رقبته ، واستلقى بجانبها ، وقد احطها بين ذراعيه يضمها اليه حد الالتصاق ، يود ليزرعها بداخل جسده ، والتهم شفتيها في قبلة طويلة ، و ينعمو بالليلتهم الاولي ليضع فهد ثق ملكيته بكل انش بجسدها لتصبح زوجته امام الله ، ويعلن أمام الجميع استسلم الفهد لتلك القطة الشرسة ، ويسلم لها قلبه وعقله وروحه اذا امكن ، فهي قد امتلكته ،
حد الامتلاك ، ليصنعوا سويا أنشودة خاصة بهم تعزف على نبضات القلوب .
************************
وانزلت الستار على تلك العروسين ، ونتركهم ينعموا بليلتهم ،