رواية أخباءت حبه الفصل العاشر بقلم محمد ابو النجا
بالتأكيد ليس بالأمر الهين
ما تفعله ساره ..
إنها تذهب بأقدامها إلى منزل
حبيبة الرجل الذي تحبه ..
من أجل أن تقنعها بزيارته ..
ربما نست أهم شىء ..
بأى صفه ستتحدث معها...
لكنها ضربة بعرض الحائط
كل شىء ..
من أجل تحقيق أمنيتة...
والآن ترتجل من سيارة أجرة..
أمام منزل صغير ..
بالتأكيد منزل منى كما وصفه
محمود ..
بخطوات ثابتة تتحرك وتطرق
الأبواب ...
ليفتح الباب بعد دقيقه واحده
طفل يتجاوز السابعه من عمره
يحملق فى وجهها قائلًا بلهجه
حاده : من أنت...؟
تبتسم له ساره : هل الاستاذه
منى هنا...؟
ينفى الصغير : لا ...
إنها...
بتر عبارته وذلك الرجل الضخم
يجذبه من كتفه ويدفعه للوراء
قائلًا بنفس اللهجه الجامده :
نعم...
من أنت..؟
أى خدمة..!
تبتلع ساره ريقها فى ارتباك
وهى تقول بتلعثم :
أريد مقابلة الأستاذة منى...
يتفرس الرجل ملامحها
ويهبط بعينيه من الأسفل
من قدميها حتى رأسها
ثم يعود بالحديث :
أنها ليست هنا ..
لكن لم تخبرينى ..
من أنت...؟
تشير ساره نحو صدرها :
أنا.. أنا.. ساره...
مط الرجل شفتيه بسخرية :
هل فهمت الآن من تكون...!
يزداد إرتباك ساره وهى تقول
: لدى رسالة احملها لها...
من المستشفى التى يرقد فيها
خطيبها محمود..
تتسع أعين الرجل وقد أحمر
وجهه يقول فى ضجر :
لقد انتهت تلك القصة ..
لقد كانت مجرد قراءة فاتحه..
لم تتخطى إلى مرحلة الخطوبه.
والحمد لله انها وصلت إلى
ذلك فقط ..
ساره في حزن : لماذا ..؟
الرجل : لقد علمنا بأنه قد
أحترق...
واحترق وجهه وتشوه...
حتى مكان عمله ورزقه ...
الورشة الخاصه به قد
احترقت ..
أنه لم بعد يصلح للزواج أو
لأحد...
ساره فى صوت مهموم :
أنتم بذلك ..
يقاطعها في ضجر :
يكفى حديث عند هذا ..
ليس لدينا بنات للزواج
عليكى توصيلة تلك الرساله
له..
لو كنت جئت من طرفه ..
لينسي قصته مع ابنتى منى ..
إنها ما تزال في ريعان الشباب
والجمال هل تدفن نفسها بالحى
مع رجل فى عداد الأموات.
هل تقبلين هذا على نفسك...
تبتلع ساره ريقها وهى تكاد
تخبره نعم أقبل...
لكنها امتنعت عن الرد
وهى تسأله : حسنًا هل يمكننى
مقابلة منى ولو للمرة الأخيرة..
ينفى الرجل بيده :
منى نفسها لا تملك الموافقه
أو الرفض ..
كلنا هنا في البيت نحمل نفس
القرار ..
وإذا احببت سماع ذلك منها
بنفسها... فأذهبى..
إنها قد حصلت منذ يومين على
وظيفه رائعه ذات مستقبل
كبير فى شركة خاصه ..
ساره في توتر : هل يمكن
إعطائى العنوان ..
يغمغم الرجل :
سأعطى لك العنوان ...
من أجل فقط أن تخبريه انك
قد سمعت بنفسك قرارها ..
بأنها لن تتزوج من إنسان
أنتهى ...
واعتصر قلب ساره ألمًا
******
شعرت ساره بإعياء يضرب
جسدها وهى تخطو على باب
الشركه التى تعمل بها منى ...
وتتنفس الصعداء ..
وتلتقط أنفاسها المتلاحقة ..
كانت هناك إمرأة عجوز من
عاملات النظافه على أعتاب
الباب تسألها عن منى ...
تفكر العجوز لحظات ثم تتسع
عيناها قائله : الموظفه الجديده
أومأت ساره برأسها : نعم ..
أشارت العجوز : المكتب الثانى
يمين...
تتحرك ساره ببطء ..
تسمع على أطراف الممر
ضحكة إمراة وقهقهة رجل
يأتيان من الحجره البعيده...
همست ساره فى نفسها :
بالتأكيد وبلا شك أنها
ضحكة منى ...
ومع وصولها الحجرة تجمد
الإثنان واتسعت عيتاهم
وهم ينظران إلى ساره التى
قالت بصوت هادىء :
أستاذه منى ..؟
عقدت منى حاجبيها
وساعديها أمام صدرها قائله
: نعم ...أنا هى ..
ساره بهدوء : من فضلك
أريد الحديث معك وحدنا...
تطلق منى زفره حاره طويله
من صدرها..
ليتنحنح الرجل وهو يبتسم
فى وجه منى : حسنًا..
سنكمل حديثنا فى وقتًا
لاحق...
ابتسمت منى وهى تشير
له بيديها : سأنتظرك...
لن يطول الحديث هنا كثيرًا...
تعجبت ساره من لهجتها
الجامده ..
وهى تنظر لها قائله فى حدة
: تفضلى قولى ما لديك ..
تشعر سارة ببعض الإرتباك
وبعض الغيره
فقد كانت منى بالفعل
فتاة بارعة الحسن...
لكنها قالت بهدوء :
أنا... أنا..
تقاطعها منى : لقد اتصل
بى وأخبرني عن سبب
قدومك..
لكن لم يخيرتى من أنت...!
ساره أنا كنت فى المستشفى
معه ...
عقد منى حاجبيها فى دهشه
: لست افهم ..!
ما معنى كنتم معًا في مستشفى..
ساره فى تلعثم :
لدي صديقه هناك ممرضه
وعلمنا بحالة محمود ..
التى يرثى لها ..
وجئت..
تقاطعها منى من جديد فى
عنف : من أجل ماذا...!
لقد أخبرك أبى بأن كل شىء
انتهى .
حتى وإن لم يحترق محمود
وعادت ترفع رأسها في تفاخر
: أنا لم أعد أصلح له ...
لقد نجحت في الحصول على
وظيفه لا تتناسب بأن أكون
زوجة خراط له ورشه ..
ضعى نفسك بدلًا منى..
هل يمكنك التخلى عن كل
هذا مقابل الزواج من بقايا
رجل ...
شعرت ساره بقمة الحسرة
والحزن وهى تقول :
والحب الذى كان بينكم ...؟
تنفى منى احترق مع محمود ..
ثم ابتسمت ساخره
ألم يخبرك كيف احترقت
ورشته به ..؟
اتسعت أعين ساره في تعجب
: سمعت أنه مس كهربى...
تقهقه منى : لقد كنت
غبيه مثلك ..
وساذجه ..
لكن دعينى أخبرك سبب الحريق..
السبب الحقيقى وراء
إشتعال النار فى الورشه
وفى محمود ...
وكانت ساره تستمع إلى مفاجأة
جديده ...
وقصه ترويها منى ..
قصة سبب الحريق..
وكانت قصة مذهله ..
ومفاجأة لا يمكن تصديقها .