رواية نيران ظلمه الفصل العاشر 10 بقلم هدير نور


 

رواية نيران ظلمه الفصل العاشر 10 بقلم هدير نور 

 روايه نيران ظلمه الفصل العاشر

خرج عز الدين من غرفة الحمام عارى الصدر حيث كان لا يرتدى سوا بنطال منامته فقط واضعاً منشفه حول رقبته يجفف بها شعره المبتل بعد اخذه حماماً سريعاً لكى يستعد للنوم فقد قرر منذ اللحظه التى رأى بها وجهها المتورم بانه لن يذهب للحفل فكيف يمكنه ان يذهب للاحتفال ويتركها هنا بمفردها تتألم بهذا الشكل انتفض ب مبعداً بحده المنشفة عن رأسه فور سمعاه صوتاً حاد يلهث بقوة انصبت عينيه بقلق فوق الفراش على الفور باحثاً عن حياء لكنه كان فارغاً...
اخذ يبحث بعينيه فى ارجاء الغرفة
عنها... انتفض جسده بذعر ملقياً
المنشفه من يده يشعر بالدماء تغادر جسده فور ان وقعت عينيه عليها ملقية فوق ارضية الغرفة تلهث بحدة محاولة التقاط انفاسها وقد اصبح وجهها شديد الاحمرار من شدة الاختناق الذى كان من الواضح انها تعانى منه ركض نحوها علي الفور يهتف باسمها بذعر لكن لم يصدر منها الا تلك الاصوات التي تدل علي اختناقها حملها سريعاً بين ذراعيه يخرج بها من الغرفة بخطوات سريعة تصل الي حد الركض حتي وصل الى خارج القصر والذي ما ان لمحه الحراس حتي اسرع احدهم بفتح باب السيارة له حتي يتمكن من وضع حياء بالمقعد الخلفى صاح بالحارس
=اطلع بسرعة علي اقرب مستشفى
تمتم احد الحارس وهو يشير نحو صدر عز العارى يهم باعطاء ملاحظه لكنه ابتلعها علي الفور عندما زجره عز بنظرة غاضبه حادة قبل ان يلتفت سريعاً يصعد السياره بجانب حياء و هو يصرخ بانفعال
=اخلص يلاااااا
جذب حياء االتي كانت لازالت تلهث بقوة تكافح لالتقاط انفاسها تمسك بيده تضغط عليها كانها تستمد منه العون سحب جسدها نحوه سانداً رأسها فوق صدره يمرر يده بحنان فوق رأسها و هو يشعر بجسده يرتجف بانفعال بينما كانت هناك قبضه حاده تعتصر قلبه و هو يراقب بعينين تلتمع بها الذعر وجهها الشبه مختنق بعجز لا يدرى ما يمكنه فعله للتخفيف عنها همس لها وهو يزيد من احتضانها بقوه
=استحملى علشان خاطرى ...كلها دقيقه ونوصل المستش........
لكنه قطع جملته بذعر وهو يشعر بالشلل يجتاح انحاء جسده فور ان بدأ لهاثها الحاد يزداد بقوة صاح بحده في السائق
=افتح كل ازاز العربييه.. افتحه بسرعه
امسك بوجهها بين يديه التى اصبحت ترتعشان بشدة و هو يتمتم بذعر فور ان رأها بدأت ان تغيب عن الوعى
=حياء افتحى عينك....حياء...
لكنها فقدت الوعى بين يديه
و فور توقف السياره امام مبنى المشفى حملها سريعاً يركض بها الى الداخل حتي استلمها منه المسعفون و ركضوا نحو احدى الغرف لاسعافها...
فتحت حياء عينيها ببطئ وهى تشعر بالم غريب داخل صدرها لكنها تناست هذا فور ان وصل الي سمعها صوت عز الدين الحاد و الذى كان من الواضح انه يصب غضبه على احدهم بقوة رفرفت بعينيها عدة لحظات حتي تتمكن من استعاب ما يحدث اخذت تنظر حولها ليتضح لها بانها متواجده بغرفه غريبه عليها تبدو كغرف المستشفيات لتسطع ذاكرتها على الفور بما حدث لها من تورم وجهها ثم ما حدث بعد ذلك بعجزها عن التقاط انفاسها وشعورها بالاختناق
خرجت من شرودها هذا على صوت عز الدين الغاضب الذى كان يصيح بغضب ادارت عينيها بالغرفه بحثاً عن مكانه لتقع عينيها عليه حيث كان يقف بنهاية الغرفة يتحدث بوجه غاضب منفعل مع الطبيب الذى قام بفحصها في القصر من قبل عند تورم وجهها تمتم الطبيب بصوت متوتر
=صدقنى يا عز بيه انا نفسى مستغرب من اللى حصل المفروض اول ما تاخد العلاج اعراض الحساسيه دى كلها تختفى...بعدين الحمدلله قدرنا نلحقها....
ِقاطعه عز الدين بحدة جعلت عروق عنقه تنتفض
=لحقنها...؟! دى كانت هتموت عارف يعنى ايه كانت هتموت
وا عراض ايه اللى قلت دى زادت.. و وصلت انها كانت مش قادرة تاخد نفسها كانت بتتخنق يعني كانت ممكن تموت فى اى لحظه لو مكنتش لحقتها... انا مش هعدى اللي حصل ده و هوديك في داهيه...انت وال...... 
قاطعته حياء تمتم باسمه بصوت منخفض مما جعله يتناسى امر الطبيب فور سماعها وينتفض مسرعاً نحوها ينحني فوقها يتفحصها بعينين قلقه
= حاسه بحاجه...قادره تاخدى نفسك ؟!
اجابته حياء تهز رأسها تجيبه
=انا كويسه متقلقش
لتكمل وهي تغرز اسنانها في شفتيها بتردد
=عز الدكتور مالوش ذنب...انا...انا اللي مخدتش العلاج
وقف ينظر اليها بارتباك عدة لحظات يحاول استيعاب ما قالته
=مخدتيش العلاج ازاى..؟! و انا اللي مديهولك بايدى
تمتمت حياء بخجل وقد ازداد اشتعال وجهها
=اصل بصراحه ..انا مبعرفش ابلع الحبوب ولما بحاول ابلعها غصب عنى بب...برجع و خوفت يحصل كده قدامك فخبتها تحت المخده....
انتفض عز مبتعداً عنها يمرر يده بين خصلات شعره يجذبها بغضب
تمتمت حياء علي الفور محاولة التهدئه من غضبه
=بس والله كنت ناويه اخدها اول ما تروح الحفله بس نمت غصب عنى
لتكمل وهي تعقد حاجبيها باستغراب
=هو انت صحيح مروحتش الحفله ليه ؟!
تمتم عز الدين من بين اسنانه يضغط على كل حرف بقوة
=حياء....
هزت رأسها بتساؤل ليجيبها علي الفور بنفاذ صبر
=اسكتى..مش عايز اسمع صوتك خالص......
ثم التفت الي الطبيب معتذراً له عن كلماته السابقه وما بدر منه ليتقبل الطبيب اعتذاره ذلك علي الفور مقدراً القلق والذعر الذى كان عليه ...
كانت حياء جالسة فوق الفراش بالمشفى تنتظر انتهاء المحلول المعلق بيدها حتى يمكنها المغادرة و العوده الي المنزل بعد ان طمئنهم الطبيب علي استقرار حالتها
بينما كان عز جالساً بالمقعد المجاور لفراشها يتحدث معها من الحين الي الاخر محاولاً ان يطمئنها ..
دخلت الطبيبة التى كانت تتابع معها الوضع الى الغرفة لكى تتفحصها للمرة الاخيرة قبل مغادرتها ..لكن لاحظت حياء عينيها المسلطة فوق صدر عز الدين العارى فقد كان تتأكله بعينيها مما جعل النيران تشتعل بداخل حياء ترغب بالانقضاض عليها ونزع عينيها تلك
هتفت حياء بغيظ وهى تنتفض جالسه نازعه غطاء الفراش الذي كان موضوع فوق جسدها تلقيه بحدة فوق صدر عز الدين العارى بينما تلقي نظرات نارية نحو الطبيبة
=حط ده يا حبيبى عليك ...علشان متخدش برد و تتعب
نظر اليها عز باستغراب وهو يهز رأسه باستفهام بينما اشتعل وجه الطبيبه بالخجل وهي تقوم بتحرير يدها من المحلول تتمتم سريعا بصوت مرتجف بان حالتها اصبحت مستقره و يمكنها المغادرة للمنزل قبل ان تخرج من الغرفة بخطوات سريعه متعثرة فقد كانت تعلم بان حياء قد قبضت عليها وهى تتأمل زوجها...
ازاح عز الغطاء من فوق جسده وهو يتمتم بنفاذ صبر
=ايه اللي انتى بتعمليه ده ؟!
هتفت حياء بغضب وهي تعيد الغطاء فوق جسده باصرار
=سيبه مكانه...بعدين فين قميصك ؟!
نظر عز الى الاسفل ليتفاجأ بمظهره فقد نسي امر عرى صدره تماماً فى ظل كل ما حدث..
زفر باحباط ممرراً يده بين خصلات شعره نازعاً الغطاء مرة اخرى ملقياً اياه فوق الفراش قائلاً بانهاك
=يلا علشان هنروح
هتفت حياء بغضب وهي تنظر الى صدره العارى والنيران تشتعل بصدرها فور تذكرها نظرات الطبيبه منذ قليل وكم النساء التى سوف تراه و هو بهذا العرى
=انت اكيد مش هتمشى بمنظرك ده في المستشفى..
ضغط علي شفتيه بحنق قبل ان يجيبها بنفاذ صبر
=حياء مش وقتك خالص انا اصلاً علي اخرى وماسك.نفسى بالعافيه.. بعدين اجيبلك قميص منين دلوقتي ؟!
هتفت حياء بحده وهى تشير برأسها نحو الغطاء الملقى فوق الفراش
=غطى نفسك بده....
زفر عز بغضب وهو يفرك وجهه متمتاً بحدة وهو يشعر بطاقته قد نفذت
=ليه ممسوك في شقه دعاره علشان امشى بملايا
ليكمل و هو يكسر عينيه فوقها بحدة
=بعدين ...انا مش عايز اسمعلك
صوت ...انا مش ناسى اللي انتي هببتيه
همهمت حياء بحنق وهي تهز كتفيها ِ=خلاص انت حر ..هو انا اللى هتعب و هيجيلي برد ولا انت
لم يجيبها وانحنى يحملها بين ذراعيه بصمت يستعد للخروج هتفت حياء
=لا نزلني انا همش......
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان حدقها بنظرة حادة اخرستها علي الفور ليحملها بين ذراعيه محتوياً اياها و هو يشعر بانه علي الحافه فلا يزال لا يستطيع تصديق ما مروا به اليوم ..
اكمل طريقه للخارج بخطوات واثقة متجاهلاً نظرات الجميع التى كانت منصبه عليهم باهتمام...
كانت حياء جالسة فوق الفراش بغرفتها بعد مغادرة جميع العائلة لغرفهم الخاصه بعد ان اطمئنوا عليها ...
فقد تفاجئوا عندما دخل عز الدين الي المنزل وهو يحملها بين ذراعيه و رؤية وجهها بذلك المنظر..
كان عمها و زوجته يشعران بالقلق الشديدعليها لكن عز الدين قد طمئنهم علي حالتها واستقرارها..
كما ارادت نهي ان تقضى معها هذه الليله حتي تعتنى بها لكن حياء رفضت ذلك مأكده لها بانها اصبحت على ما يرام ولا حاجة لذلك..
لاحظت حياء ايضاً نظرات تالا التى كانت تشتعل بالحقد وهى تراقب اهتمام عز الدين و الجميع بها لكنها فضلت تجاهلها تماماً...افاقت من افكارها تلك علي دخول عز للغرفه وهو يحمل صحناً صغيراً بك بين يديه 
=انا طحنت الحبايه علشان تقدرى تاخديها...
ليكمل مستفزاً اياها وهو لا يزال يشعر بالغضب منها بسبب عدم تناولها دوائها وتعريض حياتها للخطر
=يعنى مالكيش حجة ...ولا ناويه كمان متخدهاش المره دى
اجابته حياء وهي تشعر بالخجل
=لا هاخدها..بس و الله يا عز انا كنت فعلاً ناويه اخدها اول ما انت تمشى
جلس بجانبها فوق الفراش بعد ان قام بتدويب الحبه ببعض الماء في كوب مناولها اياه تناولته حياء على الفور تحت نظراته المتفحصة الثاقبة...
اخذ منها الكوب الفارغ و وضعه فوق الطاوله ثم احاط وجهها بيديه مبعداً خصلات شعرها المتناثره عن عينيها قائلاً بحنان
=حاسه باى تعب او اى حاجة وجعاكى ؟!
هزت حياء رأسها بالرفض وهي تنظر اليه باعين متسعه تهمهم بضيق
=بس وشى لسه وارم و انا......
قاطعها عز ممرراً يده فوق وجهها المتورم بحنان
=متقلقيش الورم بدأ يخف و علي بكره بالكتير هيكون اختفي تماماً
هزت حياء رأسها وقد بدأت بالتثاؤب فقد بدأ مفعول الدواء بالسريان حيث قد اكد الطبيب بانه سوف يسبب لها النعاس ابعد عز يده عن وجهها مرجعاً اياها الى الخلف برقة حتى استلقت فوق الفراش ليتمتم بصوت منخفض
=ارتاحى يلا و نامى.....
همست حياء وهي تمتم بصوت منخفض ممسكه بيده بين يدها
=طيب وانت مش هتنام..؟!
اومأ لها عز يجيبها
=هنام ...بس هغير هدومى الاول
همسن حياء بصوت ضعيف من اثر النعاس وعينيها شبه مغلقه
=ماشى بس لازم ت.....
لكنها لم تكمل جملتها حيث غلبها النعاس وسقطت فى نوماً عميقاً علي الفور .....
ظل عز الدين جالساً بجانبها متأملاً اياها عدة لحظات ممرراً يده بحنان فوق خصلات شعرها قبل ان ينهض ببطئ ويقوم بتغيير ملابسه التى كان يرتديها من قبل ثم استلقي بجانبها وهو يتأمل بعينين تلتمع بشغف شعرها الحريري المتناثر فوق وسادتها كشلال من الحرير الذهبي اقترب منها اكثر جاذباً اياها برقه نحو جسده حتي اصبح جسدها ملاصقاً له جاعلاً رأسها يستند فوق وسادته تنهد بضيق و عينيه تمر ببطئ فوق وجهها الخلاب فرؤيته لها ملقيه فوق ارضية الغرفة وهي بهذه الحالة جعلته يشعر بخوف لم يشعر به من قبل فى حياته ..
شعر بانقباض حاد يضرب صدره عند تذكره هذا الشعور....زفر ببطئ مفكراً بان ما حدث اليوم جعله يعيد ترتيب افكاره من جديد خاصة بعد ان كاد يفقدها ..فهو لا يريد ان يفكر فيما الذى كان سوف يحدث لها لو كان قد تركها بمفردها و ذهب للحفل كما طلبت منه هدد الضغط الذي قبض علي صدره بسحق قلبه مما جعله يحيطها بذراعيه بحماية ضمماً جسدها اليه بقوة مقرراً بانه سوف يمنح لعلاقتهم فرصة فهو حتى هذه اللحظه لم يرى منها شئ يستدعى قلقه لذلك فهو سيحاول ان يثق بها مانحاً اياها بعضاً من الحرية و ينسى تماماً ما حدث سابقاً بادئاً معها صفحة جديدة تماماً
ضمها اكثر نحو صدره ثم انحني يلثم وجنتيها المتورمه برقه .. ضاغطاً بشفتيه فوق عينيها يقبلها بحنان قبل ان يدفن وجهه بعنقها ويستغرق بالنوم و هو راضى تماماً عن القرار الذى اتخذه ...
اقتحمت تالا غرفة جنات التى كانت مستغرقة بالنوم والتى انتفضت بفزع عندما اخذت يد تالا تهزها بغضب وهى تهتف
=اصحى يا زفته...اصحى ليكى نفس تنخمدى بعد اللى هببتيه
جلست جنات فوق الفراش وهى تفرك عينيها تمتم بصوت اجش من اثر النوم
=ست تالا...؟! فى ايه فى نصاص الليالى كده في حد......
قاطعتها تالا وهى تجز على اسنانها بغضب
=اخرسى مش عايزة رغى كتير هو سؤال واحد وتجوبى عليه
لتكمل بجديه وهى تنظر اليه نظرات ثاقبه حاده
=انتى حاطتى من الازازه اللى ادتهالك فى حاجة تانية غير الكريم بتاع حياء ؟!
اجابتها جنات و هى تثرثر بانفعال
= بصراحه كده خوفت انها متحطش من الكريم اللى حطيت فيه البتاع اللى انتى ادتهولى ده وميحصلهاش حاجه وتروح الحفله عادى وتضيع عليا الفلوس
صرخت تالا بنفاذ صبر وهى تشير بيدها بعصبيه
=انجزى..انتى هتحكيلى قصه حياتك حطتيه فى حاجه تانيه ولا لاء..؟!
اجابتها جنات وهى تفرك شعرها بتوتر
=ايوه حطيتهولها فى النسكافية اللى كانت طلبته لما طلعت اوضتها علشان تجهز للحفله...
صرخت تالا وهى تضع يدها فوق رأسها
=يخربيتك...يخربيتك..كنت هتموتيها يا غبية ده مش مركب عادى ده زى السم لو دخل جسم الانسان يحصله اختناق و يموت
شحب وجه جنات بشدة تمتم بارتباك
=سم..و تموت ايه ؟!..لا يا ست تالا انتى قولتى ان وشها هيورم بس لكن سم ..سم ايه ؟!
نكزتها تالا في كتفها بحده و هى تصيح بغضب
=ما هو ماده بتعمل حساسيه لما يتحط على الجلد من برا لكن لما تتنيلى تحطهولها فى حاجه تاكلها او تشربها بيبقى زى السم و يموت
نهضت جنات من فوق الفراش تلطم وجنتيها وهى تنتحب بشدة
=يا سوادك يا جنات ...يا سوادك يا جنات دى زمانها ماتت وشبعت موت اروح فين واجى...منين دلوقت
جذبتها تالا من ذراعها تهزها بقوة وهى تهتف بحدة
=اتكتمى هتفضحينا يا حيوانه ..
لتكمل بغل وهى تهز قدميها بقوة
=اطمنى اهى قعدة متلقحة فى اوضتها زى القرد بعد ما عز لحقها...
وضعت جنات يدها فوق صدرها تننفس براحه
=الحمد لله....الحمد لله
زجرتها تالا بنظرات نافرة وهى تتمتم بحدة قبل ان تغادر الغرفة كالعاصفه الغاضبة
=كنا هنضيع بسبب غبائك ..لكن العيب مش عليكى العيب عليا ان اعتمدت ع واحدة غبيه زيك
جلست جنات فوق الفراش تراقب انصرافها العاصف تمتم بذهول
=و نبى شكله فيلم عاملاه عليا علشان تاكل ال 20 الف جنيه عليا ضلاليه وتعملها....
ثم استقلت فوق الفراش بهدوء ..
=بكره هعرف كل حاجه و لو طلع فيلم هاخد فلوسى منها مش هسيبها اها هو انا هبله..
في الصباح....
استيقظت حياء تجلس فوق الفراش ببطئ وهي ترفرف بجفنيها ولازال ذهنها لم يستقيظ بعد لكنها انتصبت في جلستها عند رؤيتها لعز الدين واقفاً امام المرأة يمشط شعره وهو يرتدى ملابس غير رسميه شعرت بضربات قلبها تزداد بقوة وهى تمرر عينيها فوق جسده متأمله مظهره هذا فلأول مره تراه يرتدى غير الملابس الرسميه التي يرتديها دائماً اثناء ذهابه للعمل..
فقد كان يرتري بنطال اسود و فوقه تيشرت رمادى محكم فوق جسده يبرز عضلات بطنه و عضلات ذراعيه الصلبه اخذت ترفرف بيديها امام وجهها المشتعل محاوله تخفيف الحراره التي اشتعلت بوجنتيها لكنها صرخت بفزع فور تذكرها ما حدث لوج
التفت نحوها عز الدين بقلق فور سماعه صرختها تلك هتفت حياء بارتباك وهي تشير الي وجهها
=وشى...وشى لسه وارم ؟!
اقترب منها وهو يبتسم بتسليه قائلاً وهو يتأمل وجهها الذى قد عاد الي طبيعته
=لا ..اطمنى
نظرت اليه حياء بشك قائلة بقلق
=بتضحك عليا صح ؟!.
لم يجيبها و انحنى يجذبها من يدها بخفه منهضاً اياها من فوق الفراش متجهاً نحو المرأه جاذباً اياها خلفه حتي وصل بها امام المرأه جذبها من كتفيها و اوقفها امامه قائلاً وهو يهمس بصوت منخفض بالقرب من اذنها
=شوفي بنفسك
وقفت حياء تتأمل وجهها الذي قد عاد طبيعياً مرة اخرى فقد ذهب التورم الذى كان يملئ وجهها بالامس تماماً وكأنه لم يكن موجوداً من الاساس اشرق وجهها بابتسامة فرحه واضعه يدها فوق صدرها وهي تتنفس براحه قائلة
=الحمد لله....
ابعد عز الدين خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها متأملاً اياها قائلاً. بحنان
=حاسه انك احسن ؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب وعلى ترتسم ابتسامة مشرقة
ليكمل عز وهو يمرر ابهامه فوق وجنتيها برقة
=طيب يلا اتفضلي بقي اجهزي علشان ننزل..
التفتت نحوه حياء حتي اصبحت تواجهه وهي تمتم بهدوء
= ماليش نفس افطر دلوقتي انزل انت علشان وافطر علشان متتأخرش علي شغلك
اجابها بهدوء
=ومين قالك ...ان احنا هننزل علشان نفطر
عقدت حياء حاجبيها بعدم فهم قائله بارتباك
=اومال.. هنروح فين ؟!
اجابها بهدوء وهو يراقب تعبيرات وجهها بدقه
=هنقضى اليوم النهارده برا
وقفت حياء بجسد متجمد من الصدمة تنظر اليه باعين متسعة تهمس بنبرة يتخللها الشك
=برا ....فين ...؟!
اجابها بهدوء ممرراً اصبعه فوق ملامح وجهها برقه
=المكان اللي انتى تحبيه .
انتفضت حياء تقفز فى مكانها بفرح وهي تصرخ بسعاده ملقيه بجسدها بين ذراعيه تتشبث بعنقه بقوة وهي تهتف
=بجد..بجد يا عز ؟!
احاط عز بخصرها وهو يومأ برأسه لها وعلي وجهه ترتسم ابتسامه لكنه سرعان ما حاول رسم الجديه علي وجهه قائلاً
=ايوه بجد ..وأجهزى بسرعه بقي قبل ما اغير رأى
ابتعدت عنه حياء سريعاً تمتم بلهفه وقد احمر وجهها بخجل عندما ادركت ما قامت به منذ قليل
=لا ...لا انا هجهز علي طول اهوه
اومأ لها عز وهو يزيح من فوق عينيها خصلات شعرها ويضعها برقه خلف اذنها قائلاً بهدوء
=هنزل اعمل كام مكالمه للشغل تكونى انتي جهزتى ..تمام
اومأت له حياء بالموافقه و عينيها لازالت تلتمع بسعاده وهي تراقبه يغادر الغرفة بخطوات هادئه وضعت يدها فوق خديها المشتعلان عند تذكرها القاءها بنفسها بين ذراعيه منذ قليل تمتم بغضب
= ايه اللي انا عملته ده ...
لتكمل وهي تمرر يديها بين خصلات شعرها وقد عادت السعاده تغمرها مرة اخري
= مش مهم المهم انى هخرج واشوف الدنيا اخيراً
ثم اتجهت مسرعة نحو خزانتها لتبديل ملابسها وهي تغني بصوت منخفض...
كان عز الدين واقفاً يراقب باستمتاع تلك الواقفة امام ارفف الكتب العملاقة تطلع اليها بشغف كطفل دخل الي متجر حلوى فمنذ دخولهم الى المكتبه منذ اكثر من ساعتين وحياء لا تفعل شئ سوا انتقاءها للكتب حتى انها لم تلتفت اليه ولو مرة واحدة مندمجه بما تفعله تماماً ..تذكر محادثتهم فى الصباح فور صعودهم للسيارة الخاصه بع حيث طلبت منه اصطحابها لاحدى المكتبات لاختيار بعض الكتب التي ترغب بقرائتها وعندما اعترض قائلاً بانها يمكنها تكليف احد بهذة المهمة اجابته برجاء بان نهى مؤخراً هي التي تبتاع لها الكتب لكن معظمها لا يعجبها وترغب بشراءها علي ذوقها الخاص بها وعندما لمح الرجاء الذى يلتمع بعينيها وافق علي الفور غير راغب بالتسبب باحزانها فهذا اليوم قد خصصه لاسعادها وان كان ابتياعها للكتب هو ما سيسعدها فسوف يفعله ... التفت حياء تضع كتاب اخر فوق الكتب التي اختارتها سابقاً لكنها فور ملاحظتها لكم الكتب التى اخترتها اشتعل وجهها بالخجل ترفع عينيها اليه قائله بصوت منخفض وهي تشير برأسها نحو تل الكتب المرصوص فوق الطاولة التى بجانبها
=عز ... انا زودتها اوي مش كده
اقترب منها ممسكاً بيديها بين يديه 
برقة قائلاً بهدوء
=لا ...اختارى اللي انتى عايزاه براحتك..كده كده أشرف هياخد كل الكتب دي في عربيه الحرس الزياده متقلقيش
اشرق وجهها بابتسامه فرح تهتف وهي تتجه نحو ارفف الكتب من جديد
=طيب ...انا هختار روايتين كمان وخلاص والله
هز عز رأسه وهو يبتسم غير قادر علي استيعاب مدي شغفها وحبها للقراءة...
كانت حياء جالسه بجوار عز الدين في السيارة اثناء طريق عودتهم الى المنزل حيث قضوا معظم اليوم بالخارج فبعد انتهائها من اختيار الكتب التي ترغب بها اخذها الي افخم المطاعم لتناول طعام الغداء ثم اخذها الي احدى المحلات التجاريه لأدوات التجميل لتختار ما تشاء منها بدلاً من تلك التى أمر بالقاءها بالقمامه بعد ان حذر الطبيب منها....
تنهدت حياء بسعاده فهي بحياتها لم تشعر بالسعادة كما شعرت بهذا اليوم ...التفت نحو عز الدين الذى كان يصب اهتمامه علي الهاتف الذى بين يديه تهمس بهدوء
=عز.....
التفت نحوها ينظر اليها بتساؤل اكملت بصوت منخفض و وجهها يشتعل بالخجل
=ممكن اطلب منك حاجة......
اقترب منها ممرراً يده ببطئ فوق احمرار خديها وهو يهمهم بالموافقه و عينيه تتأمل وجهها بشغف
تمتمت حياء بانفاس متقطعه وهى تشعر بلمسه يده فوق وجنتيها كالنار المشتعله
=مم...ممكن ..ننزل نتمشى لحد البيت وبلاش العربيه ...
انزلقت يده عن وجهها قائلاً بحزم
=مينفعش ..انتي عارفه.......
قاطعته حياء علي الفور وهى تمسك يده بين يديها قائله برجاء
=وحياتي يا عز..مش هياخد مننا 10 دقايق احنا خلاص قربنا نوصل البيت اصلاً ..انا واحشنى ان امشى في الشارع وسط الناس
ظل عز الدين يتأملها بتردد عدة لحظات بتردد لكنه هز رأسه بالموافقه في نهايه الامر عند لمح الامل الذي يلتمع في عينيها وهي تنتظر اجابته....ِ
كانت حياء تمشي بجوار عز الدين وهي تتأمل الناس والطرقات بفرح تثرثر لعز الدين عما كانت تفعله في استراليا تقص عليه مواقفها المرحه مع اصدقائها وكان هو يستمع اليها باهتمام ....
و اثناء مرورهم باحدي محلات بيع المثلجات لاحظ علي الفور نظراتها نحو الثلاجه الضخمه التي تعرض اشهي انواع المثلجات المختلفة دخل الي المحل وهو يسحبها الى جانبه بحمايه محيطاً خصرها بذراعيه عندما اندفعت مجموعة من الشباب الى مدخل المحل ابتسمت حياء بسعاده علي اهتمامه هذا فمنذ ليلة امس وقد اختلفت العلاقة بينهم كثيراً واصبحت اهدئ من قبل كما انه اصبح يتعامل معها بحنان ورقه فاليوم لم يفعل شئ سوا اسعادها وتحقيق كل ما ترغب به...
تنهدت حياء بسعادة وهي تتأمل قطعه المثلجات التي اخترتها بينما رفض هو ان يبتاع لنفسه اكملوا طريقهم وهو لايزال يحيط خصرها بذراعه همهمت حياء بتلذذ عندما تذوقت اول قطعه من المثلجات لتتوقف خطوات عز الدين متجمداً في مكانه التفت نحوها بعينين مسلطه فوق شفتيها الملطخه بالمثلجات ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه بصعوبه وهو يهمس بصوت منخفض غاضب
=كلى وانتي ساكته بدل ما تخليني اتهور فى الشارع
نظرت اليه حياء بعدم فهم قائله باستياء وقد قضبت حاجبيها
=وانا عملت ايه دلوقتي يا عز ؟!
همهم عز عدة كلمات غاضبه قبل ان يكمل طريقه مرة اخرى جاذباً اياها بقربه اكثر لكنه التفت نحوها بعد عده لحظات عندما وجدها قد صمتت وهذا عكس طبيعتها فمنذ الصباح فهي لم تتوقف عن التحدث والثرثره اليه و كم احب هو ذلك كثيراً....
تنحنح قائلاً محاولاً اعاده المرح بينهم مشيراً نحو المثلجات التي بين يديها
=طعمها حلو ؟!
هزت حياء رأسها بالايجاب
اكمل عز قائلاً
=طيب دوقينى كده.....
رفعت حياء المثلجات الي فمه وهي تبتسم برقه قائلة
=هيعجبك اوى....
لكن تحولت ابتسامتها تلك الي ضحكه ماكره عندما وضعت المثلجات على انفه بدلاً من فمه ليتلطخ علي الفور انفجرت ضاحكه بمرح على مظهره هذا لكن تجمدت ضحكتها تلك عندما وجدت وجهه متصلب ولم يبدر منه اى ردة فعل همست بصوت ضعيف مرتبك
=عز انت زعلت ؟!
لم يجيبها و عندما اقتربت محاوله التحدث اليه مره اخرى جذب المثلجات سريعاً من يدها ورفعها نحوها ملطخاً وجهها باكمله متجاهلا صرخات اعتراضها وهو يبتسم بمرح حتي اصبح وجهها باكمله ملطخاً ابتعد عنها وهو يتمتم بمرح
= انتي اللي بدأتى .....ِِ
تناست حياء وجهها الملطخ و وقفت تتأمل بسعاده حالته المرحه تلك والابتسامه المرتسمه فوق شفتيه فلأول مرة في حياتها تراه بهذا المرح والسعاده فدائماً كان مقتضب الوجه بجديه
  افاقت من شرودها هذا تهتف بسخط وهي تتصنع الاستياء منه قائله
=همشي بمنظرى ده ازاي دلوقتى ؟!
ابتسم قائلاً و هو يرفع وجهها نحوه
=بسيطة خالص.....
ليكمل بمرح وهو يجذب خصلات شعرها للامام مغطياً به وجهها تماماً
=كده محدش هيقدر يشوف حاجه
صاحت حياء باستياء وهى تعيد شعرها للخلف بغضب
=عز متهزرش...
جذبها من يدها متجهاً نحو احدى سيارات الحرس الخاصه بهم والتى كانت تسير خلفهم ببطئ حتى تواكب خطواتهم فتح باب احدها وتحدث مع احدى الحرس ببعض الكلمات متناولاً منه زجاجة من المياه ثم عاد اليها مره اخرى يفتح زجاجه المياه يصب القليل منها بيده ثم اخذ يمسح بيده المبتله وجهها الملطخ برقه وبعد انتهاءه اخرج منديلاً من جيبه يجفف به قطرات الماء العالقه بوجهها
ثم اعاد ترتيب خصلات شعرها خلف اذنها وهو يتمتم بحنان
=تمام كده يا ستى..
اومأت له برأسها وهي تبتسم له تشعر بقلبها يغني فرحاً بسبب اهتمامه واعتنائه الشديد بها
احاط خصرها بذراعيه مرة اخرى و
عادوا لتكمله طريقهم بخطوات متمهلة بطيئة بينما اخذت حياء تفكر بانها لاترغب لهذا اليوم بان ينتهى ابداً...
كانت تالا جالسة بردهه المنزل تتحدث في الهاتف بصخب مع احد اصدقائها
=انتي ناسيه..انا مين ولا ايه
لتكمل تقاطع صديقتها
=باللى هعمله ده هخليها تعرف مقامها كويس مش انا الل ......
لكنها ابتلعت باقي جملتها مسقطة الهاتف من يدها فوق قدميها بصدمه فور رؤيتها لعز الدين يدخل الي المنزل و هو يحيط خصر حياء بيده بينما يضحك علي شئ قد قالته تمتمت تالا بصدمه
=عز الدين بيضحك..؟!
فهى لأول مرة فى حياتها تراه يضحك بهذا الشكل حتي انها لاول مره تراه بهذا الاسترخاء والمرح...
انتفضت واقفة بغضب وعينيها مسلطة بغل فوق يده المحيطه بخصر حياء والنيران تتأكلها من الداخلها ولكن و قبل وصولهم للدرج هتفت بصوت حاولت جعله هادئ قدر الامكان
=عز.......ِ
توقف في مكانه فور سماعه صوتها ملتفتاً اليها يهز رأسه باستفهام
اقتربت منهم وهى تتصنع الابتسام و الفرحه
=مش هتقولي مبروك ؟!
عقد عز حاجبيه بعدم فهم قائلاً
=مبروك علي ايه بالظبط ؟!
هتفت تالا وهي تصفق بيدها
=انا نجحت...وبكده بقى معايا ماجستير فى القانون العام رسمى
تمتم قائلاً بهدوء وهو يربت فوق كتفها بحركه عشوائيه
=بجد...مبروك يا تالا
ثم التفت نحو حياء التي كانت واقفه تستمع الي تالا ببرود يحثها بعينيه علي ان تقوم بتهنئتها هى الاخرى لكنها تجاهلته و ادارت وجهها نحو الحقيبه التي بيدها تتصنع البحث بداخلها عن شئ
هتفت تالا تجذب انتباهه عن حياء
=بس مبروك لوحدها كده...مينفعش
ابتسم عز قائلاً بهدوء
=اومال عايزاه ازاى ياست تالا
نظرت اليه تالا برجاء
=عايزه اعمل حفله واعزم فيه كل اصحابى وقرايبنا
تردد عز في بادئ الامر لكنها تمتمت وهي تتصنع الحزن فور ملاحظتها ذلك
=انت...انت عارف ان كان نفسي ماما الله يرحمها تكون معايا في اليوم ده ...ويمكن ده يعوضنى شويه
اومأ لها عز بالموافقه علي الفور قائلاً
=خلاص يا تالا اعملى اللى انتى عايزاه ...ِ
ارتمت تالا بين ذراعيه تحتضنه تمتم بكلمات الشكر والامتنان و هى تنظر بنظرات ذات معنىالي حياء التى كانت واقفه تراقب هذا المشهد و هي تشعر بنيران الغيره تنهش بداخلها ترغب بالانقضاض عليها تخمش وجهها المبتسم ذلك باظافرها حتي تدميه وتزيح ابتسامتها تلك..
ابتعدت حياء عن يد عز التي كانت لا تزال تحيطها بغضب مما جعلت يده تسقط بجانبه تمتمت بحده وهي تبتعد عنه صاعده الدرج
=انا طالعة اوضتى..عندي صداع مش قادرة
ابعد عز الدين تالا التى كانت لازالت متعلقه بذراعيه و هو يراقب تلك التى تصعد الدرج بخطوات غاضبة وعلى وجهه ابتسامه مستمعه ثم اتجه نحو مكتبه الخاص بصمت دون ان يوجه كلمه اخرى الي تلك الواقفه بمكانها تلوي احدى خصلات شعرها بغل عندما لاحظت نظراته تلك لكن سرعان ما ارتسمت فوق وجهها ابتسامه ماكره فور تذكرها ما تنوي فعله ....
بعد ساعة...
دخل عز الدين الي الغرفه ليجد حياء جالسة فوق الاريكة تشاهد التلفاز وبين يديها صحناً كبيراً من الفشار تتناول منه ادارت نظراتها نحوه فور شعورها بتواجده لكنها اعادته مره اخرى بتجاهل نحو شاسة التلفاز جلس بجوارها فوق الاريكه قائلاً بهدوء
=ممكن اعرف ايه اللي حصل تحت.. ليه مباركتيش لتالا ؟!
اجابته حياء ببرود وهي تنظر الى شاشة التلفاز
=مبحبهاش...وانا معرفش انافق حد
ابتسم عز الدين بداخله علي اجابتها تلك لكنه تصنع الصرامة امامها قائلاً
=ومبتحبهاش ليه تالا بنت......
هتفت حياء بغضب وهي تضع الصحن فوق الطاولة بحدة
=ايه كمان هتؤمرنى احب مين ومحبش مين......
جذبها عز الدين من معصمها حتي ارتطمت بصدره بقوه قائلاً
=صوتك ميعلاش وانتي بتتكلمي معايا...
اخذت تنظر اليه باعين متسعه عده لحظات قبل ان تتمتم بارتباك
=صص..صوتي مش عالي انا نبره صوتى كده مش بزعق يعنى
ابتسم بسخرية علي كلماتها تلك مما جعلها تشتعل بالغضب نفضت يده عنها مبتعده عنه ثم التقطت الصحن من فوق الطاوله مره اخري تتناول منه بغضب وهي تعاود مشاهدة التلفاز متجاهله نظراته عليها لكنها اخذت تراقبه بطرف عينيها وهو ينهض من فوق الاريكه متجهاً الي غرفة الحمام لتبديل ملابسه...
مررت يدها بين خصلات شعرها وهي تتأفف بغضب حيث لا تعلم السبب وراء تلك الغصه التي تكونت في قلبها فور رؤيتها لتالا ترتمى بين ذراعيه وتحتضنه بهذا الشكل اخذت تتمتم بغيظ
=ما تحضنه ولا تولع حتي انا مالى..
اخذت تهز قدميها بغل وعقلها يعيد عليها صورتها وهى بين ذراعيه مما جعل النيران تشتعل بداخلها التقطت الوسادة التى بجانبها تضغط عليها بقوة مخرجه بها غضبها لكنها القتها بغضب نحو باب الحمام الذي اغلقه عز الدين خلفه منذ قليل وهي تهتف مقلدة كلماته
= امممم مباركتيش لتالا ليه ....
لكن لسوء حظها انفتح الباب فى تلك اللحظه واصطدمت الوساده بقوه بصدر عز الدين الذي توقف بمدخل الباب ينظر الي الوساده التي سقطت عند قدميه رفع رأسه نحوها قائلاً بسخريه
=كنت ارمينى بالطبق اللى فى ايدك......
ليكمل بمرح وهو يشير نحو الوساده
=احسن من دى...علي الاقل كان جابلك من الاخر و خلصك منى
اعتدلت حياء في جالستها وهي تهز كتفيها قائله بارتباك
=و اخلص منك ليه... بعدين انا محدفتش حاجه اصلاً
نظر عز الى موقع جلوسها ثم موقع الوساده التي كانت تبعد عنها بعدة مترات ليست قليله قائلاً بمرح 
=مرمتيش حاجه....؟!
ليكمل مغيظاً اياها وهو ينحني ملتقطاً الوسادة من فوق الارض
=يمكن في عفاريت ولا حاجه ساكنين معانا في الاوضه و زعلانين مني لا و كمان شكلهم مش طيقنى
شعرت حياء بوجهها يشتعل لكنها ظلت صامته متجاهله اياه
اتجه نحو الفراش قائلاً محاولاً اغياظتها
=انا هنام بس وحياتك يا حياء ابقي خدي بالك من العفاريت ليخنقوني ولا حاجه و انا نايم اصل شكلهم علي اخرهم منى
نظرت اليه حياء تقلب وشها بسخريه وغيظ قبل ان تدير وجهها بعيداً
ضحك عز بصوت منخفض قائلاً
=عايز افهم حاجه احنا مش راجعين من برا كويسين ايه بقى سبب كل اللى بتعمليه ده
ليكمل بمرح وهو يهز يده بجانب رأسه باشاره للجنون
=انتى مجنونه حياء ؟!
هتفت حياء بسخريه و هي تنظر اليه بسخط
=اها انا مجنونه ...ِ
زفر باحباط عندما لم يستطع اخراجها من حالتها تلك قائلاً
=الساعه بقت 1 مش هتنامى ؟!
اجابته باقتضاب وهي تهز كتفيها بلامبالاه
=1 ولا 5 حتي يعنى انا ورايا ايه
تمتم عز بهدوء وهو يستلقى فوق الفراش قائلاً باستفزاز
=تمام براحتك..بس انتي بمنظرك ده مش هتقدرى تيجي معايا الشركه بكره زي ما كنت مخطط
انتفضت حياء تعتدل في جلستها فور سماعها كلماته تلك وقد استحوذ علي انتباهها بالكامل 
=بتكلم جد..... هروح معاك الشركه؟!
ِ
هز كتفيه ببرود وهي يتثائب بتكاسل قائلاً بخبث
=لا خلاص مش مهم بقى ...كملى انتي سهر براحتك
انتفضت حياء واقفة على الفور تغلق التلفاز و تتجه نحو الفراش تستلقي فوقه وهي تمتمت سريعاً
=لا..انا هنام ..انا ...انا اصلاً مش قادره افتحى عيني ...
لتكمل و هى تستدير نحوه تساله بعينين تلتمع بالامل
=هروح معاك الشركة بكرة ؟!
رفع عز حاجبه قائلاً بمكر
=بشرط
تمتمت حياء بلهفة
=شرط ايه...؟!
اجابها عز وهو يقترب منها ببطئ حتي اصبح لا يبعد عنها كثيراً
=تدينى بوسه
شهقت حياء بصدمه ليشتعل وجهها بالخجل وهي تتمتم بصوت مرتجف
=بوسه ؟!ا..اا..ايه اللي بتقوله ده ..
قاطعها عز وهو يشير باصبعه فوق وجنته
=بوسه بريئة عادى ...
ازاحت حياء عينيها عنه وقد ازداد اشتعال وجهها ضمت يدها فوق صدرها قائلة بحزم
=لا ...لا برضو
تنحنح عز قائلاً محاولاً اغراءها فهو يشعر بحاجه ملحه بالشعور بشفتيها فوق جلده لكنه يرغب ان يتم الامر هذه المرة برغبتها و موافقتها...
=حتي لو قولتلك انى هخاليكى تخرجى مع نهى علشان تشترى فستان للحفله بتاعت تالا ؟!
هتفت حياء وقد اشتعل وجهها بالفرحه و الحماس
=بجد يا عز ؟!
اومأ لها برأسه وهو يبتسم ثم اشار فوق وجنته باصبعه
اقتربت منه حياء ببطئ بوجه مشتعل بالحمره وهي تشعر بالتوتر والارتباك بينما ضربات قلبها اخذت تزداد بقوة...
التمعت عينيه بالترقب عندما رأها تنحني فوقه جذب نفساً عميقاً داخل صدره متمتعاً برائحتها الخلابه لكنه حبس انفاسه تلك فور ان شعر بملمس شفتيها الحريرتين فوق خده ابتعدت عنه حياء ببطئ وهي تشعر بحرارة خديها تزداد لكنها شهقت بصوت منخفض عندما رأت الرغبه تحترق في عمق عينيه الدخانيه وعندما هم باحاطة خصرها بذراعه محاولاً جذبها نحوه التفتت مسرعه مبتعدة عنه تستلقى بطرف الفراش جاذبه الغطاء فوق جسدها حتى رأسها و هى تتمتم بصوت مرتبك
=انا...انا...هنام بقى تصبح علي خير
ظل عز الدين متجمداً بمكانه عدة لحظات يراقب هروبها ذلك محاولاً السيطرة علي الرغبه التي اجتاحت جسده بقوة مشعلة اياه لكن ارتسمت على وجهه ابتسامه بالنهاية عندما لاحظ أنفاسها المتعالية التى تظهر من خلال ارتفاع وانخفاض الغطاء الذى تختبئ اسفله ليعلم بانها قد تأثرت بع مثلما تأثر بها استلقى هو الاخر قائلاً بصوت اجش
= وانتي من اهله يا قطتى
ثم اغلق الاضواء التي بجانب الفراش لتغرق الغرفه بالظلام اغلق عينيه محاولاً الاستغراق بالنوم لكنه النوم لم يحضره الا بعد مرور عدة ساعات عانى بهم من الارق والحاجه الشديده اليها.....
فى احدي القصور الفاخرة كان داوود الكاشف جالساً في مكتبه يتحدث فى الهاتف بصوت حاد
=عينك تبقى عليها ..اى خطوه تخطيها تبقى عندى ..
وصل اليه صوت منتصر ذراعه الايمن
=يا باشا انا بقالى اكتر من شهر براقب القصر ....مشوفتهاش ولا مره خرجت منه غير النهارده شوفتها خارجه مع عز الدين المسيرى غير كده مبتطلعش برا القصر خالص ...
هتف داوود بغضب مقاطعاً الطرف الاخر
=مسيرها هتطلع...عايزك تفضل واقف مكانك عينك متغفلش ولو للحظة وكل حركه بتحصل فى قصر المسيرى توصلى ...فاهم
ثم اغلق الهاتف على الفور دون ان يتيح له فرصة للرد ..القى الهاتف بغضب فوق المكتب قبل ان يتناول كرباجه السودانى الذى يتمتع بتعذيب ضحاياه به يضغط بقوة عليه وهو يتأمل صورة حياء الموضوعة فى اطار فوق مكتبه مرر يده الاخري فوق ملامح وجهها وعينيه تلتمع بوحشيه مخيفة
متمتاً بشراسة
=هتبقى ليا.. يعنى هتبقى ليا ...لا عز المسيرى ولا غيره هيقدر انه يفلتك من تحت ايدى
ثم اعتصر الكرباج بيده قبل ان يتوجه نحو ضحيته التي تنتظر بغرفة تعذيبه . . . 
هها بالأمس فقد نست امره تماماً ...

تعليقات



×