رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل العاشر10 بقلم شريهان سماحة


 رواية معذب قلبى فى اسرائيل الفصل العاشر بقلم شريهان سماحة

صعدت خديجة لغرفتها التى خصصت لأستقبالها هذا اﻷسبوع بعد أن أرشدتها عليها بسنت وغادرت لتتركها تتمتع ببعض الخصوصيه والراحه من عناء السفر


بدأت خديجة بفك رابطة حجابها وإعطاء الحريه لشعرها الاسود الناعم لينطلق بحريه تامه وهى تشاهد هدوء الغرفه من ديكورها الى فراشها والتى أعجبها كثير الا أنها لفت إنتباهها باب لشرفة فى الغرفة .. الأمر الذى أسعدها أكثر وهى تهب تعدو بأتجاهها 

فتحتها وذهبت تطل منها على جمال الحديقة الخضراء وحوض الاستحمام بشكله الجذاب ومياهه النقيه 

أتها صوت هاتفها يعلو رنينه المتكرر فألتفتت تعدو داخل الغرفه لترى من المتصل 

أجابت بأبتسامه تتسع على شفتيها قائله بحب : 

- وحشتينى الحبه دول 


- أممم يابكاشه لو وحشتك كنتى إفتكرتينى وأتصلتى تطمنينى عليكى 


- صدقينى يدوب لسه طالعه دلوقتى وكنت بتفرج على الاوضه 


- ماشى هعديهالك زى كل مرة .. طمنينى عمى ومرات عمى بخير وبنت عمى وأبن عمى كمان .. وركزيلى على أبن عمى دى كتير 


قالت خديجة بصوت هادئ وحزين : 

- مش موجود .. لسه مسافر النهارده قبل ماأجى 

ثم أضافت بتهكم : 

- شوفتى حظى ! يلا الحمدلله على كل حال 


شعرت مي بخيبت أمل شيقتها فقالت بصوت حنون : 

- ياحبيبتى ولا تزعلى نفسك واللى ليكى نصيب فيه هتخديه 


أومأت خديجة بتنهيده قائله بقين : 

- فعلا معاكى حق وأنا راضيه الحمدلله .. المهم عندى إن أركز فى شغلى ، هو اللى هلاقى نفسى فيه 


- صح عندك حق يلا ربنا يوفقك ياحبيبتى وأسيبك تستريحى ..وأى أخبار جديدة أبقى عرفينى بيها..ماشى 


- ماشى يامى ..سلميلى على ماما وبابا 


- يوصل ياجوجو سلام 

أغلقت المكالمة ثم أرتمت على الفراش الناعم تغطي فى نوم عميق يزيل أرق السفر دون حتى أن تغير ثيابها التى عليها


------------

أستعدت خديجة فى صباح اليوم التالى بعد أن أدت فريضة الفجر وقرأت وردها  للذهاب الى المستشفى العسكري لبدء أسبوع الأختبار 

همت تهبط الدرج بكامل أناقتها المحتشمة تتجه لمائدة اﻹفطار الجالس عليها عائلة عمها قائله بود وهى تبتسم لهم : 

- صباح الخير 


أجابها جميعهم فى وقت واحد : 

- صباح النور 


ثم أردفت صفيه لها قائلة : 

- نمتى كويس أمبارح ياحبيبتى 


قالت ومازالت أبتسامتها ترتسم وجهها وهى تجلس على أحدى المقاعد الفارغة على المائدة : 

- الحمدلله يا طنط صفيه 


تحدث حسين لخديجة مجذبا أنتبهاها : 

- ها أخصص ليكى عربيه ولا أبقى أخلى عثمان يوصلك كل يوم 


أجابته خديجة بأرتباك وبنبره خجلة :

- لا ياعمى انت عارف أنى مبعرفش اسوق وبخاف من ركوب العربيات لوحدى وكمان لو أخدت عمى عثمان مصالحك هتتعطل فيأريت تسيبنى أخد تاكسى أسهل لينا كلنا 


أحتقن وجه حسين وترك طعامه فجأة قائلا بصوت غاضب : 

- بقا بنت أخويا وبنتى أنا كمان أسيبها تبهدل فى التاكسيات فى الروحا والجيه دا لا يمكن أبدا 


همت خديجة أن تفتح فمها لتشرح وجهة نظرها إلا أنه قاطعها حسين بنبرة صارمه قائل : 

- خلاص أنا هوصلك كل يوم فى طريقى  للمعارض ومفيش نقاش فى الموضوع ده 

ثم أنتفض واقفا بعد أن أكمل فطاره قائلا : 

- كملى فطارك وانا فى المكتب أجمع شوية ورق أخدهم معايا 


همت خديجة تقف قائلة لعمها سريعا :  

- أنا خلاص فطرت الحمدلله 


قالت صفيه لها سريعا بأستغراب : 

- فطرتى أيه يابنتى! ..دا أنتى مخدتيش حتى ربع سندوتش على بعضه


قالت خديجة بنبرة أعتذار لها : 

- معلش ياطنط صفيه.. صدقينى شبعت 


قال حسين بنبرة حنونه : 

- طب يلا نتوكل على الله مش عوزه أى حاجه أجبهالك ياحاجه ولا أنتى يا بسبوس


قالت صفيه بود له : 

- لا ياحاج تسلم 


بينما قامت بسنت من على مقعدها قائلة بحب : 

- تسلم ياحبيبى أن هروح الجامعه دلوقتى أنا كمان بعربيتى


أوما حسين بهدوء قائلا : 

- طيب خلى بالك وأنتى سايقه .. يلا ياخديجة نتوكل على الله أحنا علشان متتأخريش من أول يوم 


غادر كل من حسين وخديجة وبسنت كل منهما فى جهته بينما تمنت لهم صفيه التوفيق جميعا وتمنت للغائب أن يرتاح باله ويرزقه الله زوجه صالحه له 


-------------------

هناك من يراقبها .. من يشغل باله بها .. من لا ينتهى يومه قبل أن يراها 

يراقب تحركاتها داخل الجامعه .. 

يراى ضحكاتها المبتهجه التى تعطى لوجها شكلا طفوليا .. وحركاتها التى تشابه الفراشة عند أخذ حريتها


توقف فجأه وهو يأنب نفسه متحدثا داخليا لها 

" أيه اللى حصلك أنت من أمتى وأنت كده دى كانت البنات هى اللى بتراقبك وتتمنى أنك تبصلها بس بصه واحده ... لا  أنا لازم أبعد البنت دى عن طريقى بأي شكل ﻹنها كده بقت خطر عليا بضحكتها الجمي....

قطع حديثه مع نفسه وهو يضرب كف يده بعصبيه على الحائط أمامه قائلا بصياح نسبى 

-يوووووه بقا ... لازم أسيطر على نفسى أكتر من كده مش هتيجى البنت دى على أخر الزمن اللى هتخلى دكتور سيف إسماعيل يبقا كده . 


--------------------

مر الأسبوع وكان أبرز ما مر به كاﻷتي 


- أستلمت خديجة بكل همه ونشاط عملها والذى خصص داخل إستقبال قسم العظام وأعطت له كل تركيزها فيكفى أن عمها وضعها على أول خطوة فى حلمها ويبقا مجهودها هى ..وهى فقط ! لكى تثبت ذاتها 


- تجنب سيف بسنت حتى بنظراته وبدت معاملته معها أهدي أو يتجاهلها الى حدا ما  .. الأمر الذى جعل بسنت تستعجب حائرة من تبديل معاملته من الغضب والاضطهاد إلى اللامبالاة .. ولكن لم تعطى للأمر أى أهميه ، فطالما هى بعيدة عن معاملتة الغريبه تلك يسعدها ذلك ويكفيها 


- أنهارت شاهى نفسيا لترك حمزة لها .. ولكن قاومت وأعادت ترتيب حالتها النفسيه حتى تستعيد حمزة من جديد وبأي طريقة ممكنه 


- قام هشام بتجهيز أوراق السفر له ولسهى فهو مقتنع بأن حقه من شاهى أخذه مما حصل عليه منها من أموال .. أما سهى رفضت السفر معه على وعد أن تلحقه فى القريب العاجل بعد أن تستكمل أنتقامها الذى سيشفى غليلها من غريمتها شاهى 


- تدرب كل من حمزة ويوسف ورفقائهم من الظباط على المناورات التدريبه بأشكالها المختلفه من تشكيل أسم وطننا الحبيب فى السماء بسرب طائرات متناسقه ومرتبة جيدا ، أو من خلال كتابة اسمها بالألوان الثلاث الموجودة داخل علم مصر ، أو من خلال عمل تمثيلى لمطاردات لطائرات عدو مقتحمه لحدود مصر الجغرافية ..الى أن حان موعد العرض الموافق للعيد القومى للسلاح الجوى المصرى 


----------------------


جاء يوم العيد القومي للسلاح الجوي وهو يوم العرض المنتظر 

الكل على قدم وساق لتجهيز مكان العرض على أكمل وجه وتأمين المكان كليا لحضور المشير ووزير الدفاع الجوى والفريق أول للسلاح الجوى وعدد كبير من كبار المناصب فى السلاح الجوى والظباط وعدد لا بأس به من أهالى الظباط وظباط الصف والجنود وبالطبع كاميرات عدد معين من قنوات التلفزيون الرسمى لنقل الحدث بث مباشر لباقي الشعب المصرى كفخر وأعتزاز بمجهودات جنود جيشهم العظيم

أمتلأ مدرجات المشاهدة بحضور كل من المدعوين سواء من كلا الطرفين وأكتمل بحضور المسئولين وكبار المدعون 

ظهر ظباط السلاح برتبهم المختلفة فى صف واحد وبهيئة ثابته أعطى كل منهما التحية فى وقت واحد لوزير الدفاع وكبار المناصب لأعطائهم أشارة البدء للتوجه لطائراتهم ﻷداء عرضهم 

وبالفعل أعطى لهم أشارة البدء وقاموا بالتوجه كل فريق فى طائرته أذا كانت غرفة القيادة مزدوجه .. أو كل ظابط فى طائرته  

أثناء سيرهم بهيئة ثابته ومنظمه وشوشا يوسف لحمزة قائلا له بأرتباك لم يظهر على ملامحه الثابتة : 

- حمزة .. أنا مش عارف متوتر ليه 


قال حمزة وهو ينظر فى طريقة دون أن يرمش له جفن : 

- ليه !!! هو أنت أول مرة تحضر عرض ذى ده 


- لا بس أول مرة الأحظ بنات كتير كده فى العرض وخايف أغلط يضيع مستقبلى العاطفى


تجمدت ملامح وجه حمزة لما سمعه دون أن تتأثر معالم وجه بصورة واضحه وكز على أسنانه يكبد غضبه قائلا : 

- يلا يايوسف !! يلا أطلع ياحبيبي طيارتك بدل ما مستقبلك الوظيفي هو إللى يضيع 

بالفعل توجها كل من منهما فى طائرتة وحلقا جميعا فى السماء يؤدى كل منهما عرضه المبهر على أكمل وجه بل فاق المتوقع فهؤلاء هم جنودنا البواسل وكان أحد القيادات على منصة الشرح يشرح مناورات الجنود وهدف كل مناوره وهو يشيد بظباط الجيش للسلاح الجوى  وقدرتهم الدفاعيه لصعق أى عدو ومحيه نهائيا

أنتهى العرض بعد مدة معينه وهبط الجنود بطائراتهم ليؤدى تحيتهم العسكريه  مره أخرى للمغادرة لأعطاء الفرصه لغيرهم من الجنود لتقديم عروضهم 

هبط كل من حمزة ويوسف أيضا مع رفقائهم 


وفى أثناء نزول يوسف بفخر مبتسما بتعالى مشدود الصدر لتمكنه من أداء عرض مميز أمام الحاضرين وأمام الفتيات خاصتا لم يلتفت لموضع الدرج المجاور لطائرته ووضع قدمه على الفراغ ليجمع ثلاث درجات فى خطوة واحده ليسقط بعدها على فخذه اﻷيمين من أعلى الدرج متألما بصوت عالى 

لاحظ حمزة سريعا ماحدث لصديقة فأمر أصدقائه بتغطية أماكنهم دون أن يلاحظ أحد من المدعوين الأمر 

ثم توجه حمزة للظابط طبيب الموجود داخل الوحدة لعرض يوسف عليه الذى أمر بضرورة ذهابة للمستشفى العسكرى لعمل أشاعه مناسبه ومعالجته بطريقة صحيحة لشكوكه بعد فحصه فى شرخ بدرجة كبيرة فى فخذه اﻷيمن 


------------


اليوم هو أخر يوم لها داخل المستشفى التى عشقتها بكل حالاتها المرضية سواء ظباط أو جنود أو ذاويهم أو الحالات اﻵنسانية التى تفتح المستشفي لها جناحيها 

أرتسمت على ملامحها الحزن وهى تجلس على مكتبها المخصص داخل غرفة الأطباء فاﻹسبوع نفذ ولم تعلم هل أعطت كل ما ينبغى إعطاءه من مجهود ليضمن عودتها مرة أخرى لها أما لا ، حتى حمزة لم يأتى لتراه بل تسمع بالصدفة مكالمته مع عائلته فى غضون الثوانى لعدم فراغه لعرض ما داخل عمله 

تنهدت ببطئ وهى تشرد لتتذكر ما مر بها حين لعب تفكيرها وأقنعها بدخول غرفته المجاوره لغرفتها لأستنشاق عطر وجوده ولمساته على الأشياء الموجودة بداخلها كمسكن لعدم رؤياه 

رأت غرفة مميزة ومنظمة بشكل جيدا والذى يغلب عليها الطابع الرجولى .. تطلع نظرها للعطور الموجوده أمام لوح زجاجى ضخم ذهبت أليها تمسك بأحدى الزجاجات وتضخ منها أمام وجهها لتستنشق رائحتها داخل أنفها بأستمتاع وبنشوة أجتاحتها كنشوة مريض لمسكن ما ..  

إلا أنها أستفاقت من حالتها المغيبه على صوت زوجة عمها فى الطرقه وهى تأمر نعمة قائلة:

- نعمة نضفتى الدور كله 

- أيوه ياستى الحاجه كل الأوض دخلتها ونضفتها وسيقتهم ورشيت معطر كمان

- كويس يانعمة ... طب أوضة حمزة بيه 

- لا ياستى الحاجه لسه 

- طب يلا أدخلي نضفيها وهويها .. أنتى عرفه أنه بيحبها على طول متنظمه وريحتها حلوه حتى لو مش هنا 

أرتبكت خديجة وتوترت لما سمعته وتركت زجاجة العطر بطريقه عشوائيه دون ان تقفلها وسارت تتجه فى كل أتجاه وتعود دون أن تدرى ما عليها فعله الأ أنها أنتبهت لباب الشرفة والمجاورة لشرفتها الأمر الذى جعلها لاتفكر بل نفذت على الفور 

فتحت نعمة الباب وبيديها معدات التنظيف للبدء فى عملها ولكن لفت أنتباها باب الشرفة المفتوح فقالت محدثه نفسها بشك : 

- أيه اللى فتح ده .. أنا متأكده أنى قفلته أخر مره كنت بنضف فيها  

ثم أردفت بعدم أهتمام 

- وأنا شغله بالى ليه .. تلاقى ست بسنت هى اللى فتحته أصل هى بتحب أخوها قوى وبتيجى تقعد فى أوضته ساعات وهو مش موجود ..


أبتسمت وهى شارده تتذكر ستر الله عليها وهى تقفز من شرفة غرفته لشرفة غرفتها دون أن تقع أو أن يرها أحد..


أنتبهت من شرودها على صوت المذياع الداخلى فى حجرة اﻷطباء يتحدث قائلا : 

- دكتورة خديجة حسن اﻵلفى تتوجه لﻹستقبال فورا ...

الفصل الحادي عشر من هنا

تعليقات



×