رواية كارينا الفصل الاول بقلم اسماعيل موسي
قومى يا بنت انتى، ايه فاكرك نفسك هتنامى للضهر؟
فتحت كارينا عنيها برعب، جسمها كله مكسر، مش قادره تتحرك، همست بصوت مهزوم، سيبينى انام شوية يا مراة ابويا انا نايمه الفجر كنت بمسح الشقه!!
قلتلك قومى انتى فاكره نفسك عايشة فى فندق؟ وضربتها على وجهها بايدها...
حاضر هقوم... لم يكن اليوم الأول الذى تشعر فيه بالتعاسه فكل يوم منذ رحيل والدتها وزواج والدها يحمل لها تعاسه فى مع كل شمس تشرق ينتظرها وجع...
سمعت صياح الديكه فى الحظيرة، وبداية شقشقة الزرازير، ل
الشمس بعيده لازالت نائمه والريح فى الخارج تعصف مثل وحش داخل الغابة.
جسمها نحيل لا يكبر رغم ان عمرها تعدى السابعة عشر، لما ببتبص للبنات فى نفس عمرها بتحس بالوجع والكسره
اكتر من مره سألت، ليه انا بس بيحصلى كل ده؟
على باب البيت استقبلها الهر فانتو، كان راجع من برة، ابتسمت كارينا وحاولت تمسكه لكن فانتو رفض، الجو مثلج وملابسها خفيفه من اكتر من سنتين مشترتش هدوم جديده
راحت تكنس الأرض والنسيم البارد من الشراعة المكسوره يداعب جسدها بقسوة، فركت ايديها من البرد، لما تروح تملى ميه من البير قبل شروق الشمس وتغذى الطيور
خرجت من البيت، الريح بتزعق وورق الشجر طاير فى الشارع الأشجار بتتمايل كأنها بترقص هدومها لزقت فيها وحست ان البرد بياكل فى عضمها، تحب كارينا ان تخرج باكر حتى لا تتعرض لتنمر ومضايقات الشبان، البرد أسهل من كله توجعها، عبأت الدلو ماء وبصت على الغابه القريبه، الغابه إلى كانت ولازالت مجهوله بالنسبه ليها ووقفت تستمتع بمنظر الأشجار والحشائش والزهور فى غبش الصبح والطيور التى تحلق على راحتها فى فضاء الله الواسع
شافت أشجار الغابه بتتحرك وسمعت صوت مرعب خلالها تشيل دلو المياه وتجرى مرعوبه ناحيت البيت
وجدت الازوات والبطات والدجاجات والحمامات ترفرف بفرحه مستقبله يوم جديد، بعثرت البذور على الأرض وقطعت البرسيم وقعدت تتفرج عليهم وهم بيتخانقو على الأكل، سكبت المياه وكانت الشمس قد اشرقت فجلست فى سكون حزينه باكيه على حالها
حمل الريح صوت زوجة والدها، احنا لازم نجوز كارينا يا ابو كارينا، البت كبرت واحنا مش ناقصنا فم زياده نطعمه
همس والد كارينا يعنى انتى شايفه العرسان مرميه على الباب وانا رفضت؟
ابتسمت المرأه انا عندى الحل..... نجوزها لاخويا وهو بكده نبقى خلصنا منها ونفس الوقت اتسترت
بس اخوكى دا انسان سيء، خمورجى ساكر ولص وعنيف
بعد الجواز هيتغير يا راجل
بس انا خايف يضرب كارينا ويعذبها ذى اخر واحده
متخفش، قلتلك الجواز هيغيره
سمعت كارينا الكلام والنار ولعت فى صدرها، اخو مراة ابوها اسوء شخص فى القريه، انسان مجرم بلا اخلاق على طول سكران، وقعدت تبكى، ظهر فانتو فى الشارع قدام كارينا كان ماشى بفخر ورافع ديله ندهت عليه كارينا لكن فانتو المغرور بص عليها بقرف وارعش شاربه وواصل مشيه، هو القط دا رايح فين؟ استمر فانتو فى المشى وزيله منتصب حتى اختفى داخل الغابه.