رواية إعدام قمر (كاملة جميع الفصول) بقلم شيماء سعيد







رواية إعدام قمر الفصل الأول 

 قمر ، قمر 

أنتِ يا مقصوفة الرقبة .

نفخت قمر بضيق عند سماع صوت والدتها وأسرعت إليها تجبيها بحنق: نعم يا ماما .

 طالعها ليلى بسخط مردفة بسخرية: أول ما أفتكرتى يا ست هانم !

بقالى ساعة بنادى عليكِ يا بت وأنتِ مصدرة الطرشة .

حركت قمر شفتيها بإستياء مرددة : معلش كانت ايدى مشغولة .

فصاحت ليلى بغضب: لا يا اختى انتِ هتقوليلى، يعنى كنتِ بتعملى ايه ؟

ـ بتنضفى اوضتك اللى عاملة زى الزريبة ولا كنتِ بتغسليلى المواعين .

ـ هو انتِ فالحة غير بس فى الوقفة قدام المرايا وتسبسبى فى شعرك وفرحانة بجمالك .

ـ ولا الزفت المحمول اللى مش بتسبيه من ايدك وتحضنيه كمان وأنتِ نايمة .

ـ ربنا يصبرنى عليكى يا بت بطنى وتجوزى بقا وتغورى من وشى .

 فزفرت قمر بضيق وملل ووضعت إحدى يديها على خصرها وتمايلت قائلة بحنق: خلصتى مرشح كل يوم ولا لسه ؟

عشان عايزة أدخل أريح دماغى من كلامك اللى يسد النفس ده بتاع كل يوم، هو أنتِ مبتزهقيش ..!!

فغضبت ليلى من بذائة ردها وخلعت من قدميها الخُف وقذفتها به .

 فأصابها فى وجهها فتألمت و صرخت بإنفعال: والله لولا أنك امى كان هيبقى ليه تصرف تانى معاكِ عشان أنتِ شكلك كبرتى وخرفتى على عمايلك السودة دى معايا .

نزلت كلمات قمر اللاذعة على صدر والدتها كالرصاص فقالت بقهر: يتردلك فى عيالك يا بت بطنى، بس الغلط مش عليكِ الغلط على ابوكِ اللى دلعك دلع ماسخ عشان حلوة حبتين لغاية ما فسدتى وبقيتى بتردى على أمك يا قليلة الأدب .

نفخت قمر بضيق قائلة: وبعدين بقا انا زهقت من العيشة دى وعايزة أخرج من البيت ده فى أقرب وقت.

فاجابتها ليلى: هتخرجى يا اختى عشان ابوكِ قال فيه عريس ابن ناس ومقتدر جى النهاردة وعشان كده كنت بنادى عليكِ يا موكوسة عشان تحضرى نفسك .

 تيبست قدمى قمر ولمعت الدموع فى عينيها وقالت بحزن: ـ عريس تانى أنا مش هخلص كل يوم وتانى جيبلى عريس وإنتِ عارفة إنى عايزة كريم ابن خالتى فتحية ومش هجوز غيره .

فوقفت ليلى وطالعتها بمكر مردفة: كريم !

ده عشم ابليس فى الجنة يا بت .

سيبى الواد فى حاله ، ده طيب ومش قدك وخالتك أصلا مش بتطيقك عشان عارفة شوكتك حامية وعايزة تاخدى الواد تحت باطك .

فصاحت قمر بنزق: مهو لازم مطقنيش عشان بتغير منى، عشان بيحبنى وبيسمع كلامى .


حركت ليلى شفتيها باستياء قائلة بسخرية: وهيعملك ايه الحب !!

ـ هيأكلك الاكل اللى بتطلبيه كل يوم، ولا يجبلك أبصر إيه اللى بتحطيه فى شعرك ولا خلقتك ولا كل يوم والتانى هات يا بابا أجيب طقم جديد .

ولا الفلوس اللى بتصرفيها على خروجاتك مع صحابك ..

هيجبلك منين ده كله ولا هيضربلك الأرض تطلع بطيخ .

فعشان كده يا بت أنتِ عايزة واحد مقتدر، يجبلك كل اللى تطلبيه .

وأبوكِ موافق عليه وعطاه وعد خلاص وهيقرا فتحتك النهاردة .

فخشى يلا استعدى .

تجهم وجه قمر وصاحت بغضب: يعنى ايه ؟

ـ هتجوزونى غصب عنى ؟ 

ـ ده لا يمكن يحصل أبدا .

 فوضحت لها ليلى السبب كى تهدىء من روعها قليلا: اه .

ـ عشان محدش عارف مصلحتك غيرنا، ولا انجرى من قدامى نضفى أوضة الصالون وعطريها عشان الضيوف .


عقدت قمر حجابيها وقالت بنزق: مش هعمل حاجة، اعمليها أنتِ لو عايزة وسبينى فى حالى الله يكرمك.


ثم سارت إلى غرفتها بخطوات سريعة والحزن يمزق قلبها وأغلقت الباب من ورائها بقوة، فانتفضت ليلى على أثره .

فصاحت: ينيلك بت مش عارفة جايبة البجاحة دى منين !


يارب يطلع العريس ده شخصية كده وراجل عشان يعرف يجيب مناخرها اللى حطاها فى السما دى الأرض .

......

حينما ولجت قمر إلى غرفتها التقطت هاتفها واتصلت سريعا على كريم وعندما استجاب لها بكت قائلة: عريس تانى يا كريم إلحقنى .

والمرة دى غير كل مرة أهلى مصممين عليه ومش عارفه اعمل ايه ؟

فأخرج كريم تنهيدة حارة وقال بضيق : يعنى ايه الكلام الفارغ ده ،يستحيل تكونى لغيرى يا قمر .

ـ انا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك .


تنهدت قمر تنهيدة محملة بالهموم وقالت بعشق: يعنى أنا اللى أقدر، مكنتش أكلمك من أساسه يا ابن خالتى بس اعمل إيه فى المصيبة دى !

ـ وكل ده عشان غنى ومعاه قرشين زغللوا عيون أبويا وأمى وقالوا ده هو اللى هيعرف يعيشك زى ما أنتِ عايزة .

فحدثها كريم بقهر : ايوه وأنا على باب الله الكريم ومش مش عارف أثبت فى شغلانة .

 فعاتبته قمر بضيق: هو أنا بقولك كده عشان تتحسر على نفسك، أنا بقولك عشان نشوف حل للموضوع ده .


حرك كريم رأسه قائلا بتصميم: الحل إنى أجيب أبويا وأمى دلوقتى قبل ما التانى يجى ونتقدملك .

 إمتعضت قمر واجابته بسخط: وتفتكر هيوفقوا ولا حتى أمك اللى هى خالتى هتوافق، دى مش بطقنى معرفش ليه .


 حاول كريم إرضائها بقوله: متزعليش من أمى هى عشان بس بتغير عليه منك، عشان عارفة إنى مين فى دباديبك وبكسر كلامها عشانك .

فصحكت قمر بتلذذ من كلماته التى ترضى غرورها: تسلملى يا سيد الرجالة .

ثم طرء على رأسها فكرة شيطانية كنفسها الآمارة بالسوء 

ـ طيب أنا عندى فكرة ممكن تصيب، هتخلينا نلعب فى الوقت الضايع 

 ضيق كريم حاجبيه متسائلا بفضول: فكرة ايه ؟

قمر بمكر: يعنى ماشى الكلام أتخطب لأبو قردان ده كام شهر .

 وأحاول بقدر الإمكان أقلبه فلوس وهدايا، لغاية ما تكون أنت استقريت فى شغلانة وتكون عملت قرشين وعليهم فلوس ابو قردان ده عشان تزغلل عيون أبويا وامى .


وساعتها انكد كل شوية عليه وأتخانق على حجات تافهة يقوم هو بنفسه يقول مش عايزها متنفعنيش .

ويفسخ الخطوبة وأنت ساعتها تتقدم وأنت رافع راسك .


فدبت الغيرة فى قلب كريم وانكمشت ملامح وجهه وقال بحنق: أنتِ إتجننتى!!

هقدر أستحمل إزاى أشوفك جنبه ولا يلمس ايديك ولا يقولك كلام حب زى اللى بنقوله .

لا مقدرش يا قمر وحاسس لو وفقتك هصغر فى عيون نفسى اوى، وأحس انى مش راجل .

فتدللت عليه قمر لإرضاخه لها: قد كده بتغير عليه يا كرملة ، حبيبى والله .

 ابتسم كريم لتدليله وأكد لها: طبعا يا عيونى، ده قلبى قمرى والحاجة الحلوة اللى فى حياتى اللى عايش عشانها .

و عشان كده لازم نشوف حل غير كده .

فاصطنعت قمر الدموع وقالت بنحيب لتنفذ فكرتها الشيطانية: مفيش للاسف يأما خلاص كده يا كريم تنسانى وتشوف بنت الحلال اللى ترضاها أمك ليك .

ضم كريم حاجبيه وثار بقوله: يستحيل ده يحصل ولو عشت من غير جواز طول عمرى، ده غير اللى يفكر بس يلمس شعرة منك أنا هخلص عليه .

فضحكت قمر بمياعة د: يعيش ابو الكراريم سيد الرجالة كلها .

بس يا حبيبى لازم تستحمل موضوع الخطوبة ده عشان نعرف فى الأخر نكون لبعض ولا عايزنى أروح منك خالص .

 فنفى كريم: لا طبعا بس يعنى مفيش حل غيره .

 أكدت قمر: والله لو فيه مكنتش اتكلمت وجرحت إحساسك كده .

ـ سامحنى يا كرملة وصدقنى أنا مش هديله فرصة أصلا يتكلم حتى ولو كلمة كده ولا كده .

فلم يجد كريم سوى الإنصياع لما قالته كعادته فى تنفيذ كل ما تمليه عليه فقال بنفاذ صبر: امرى لله ، ماشى .

........

أغلقت قمر الخط ثم ابتسمت بمكر وأدركت أنها منذ الآن ستفعل ما يحلو لها مع حتى تستنزف هذا العريس المنتظر لتحظى بحب قلبها فى النهاية ولا عزاء للضمير الذى مات فى قلبها .

أسرعت قمر إلى خزينة ملابسها لتنقى أفضل ما لديها لترديه حتى تقع فى قلب هذا العريس من أول وهله وتكسب وده ليعطيها ما تريد وكيفما تشاء .

ثم جلست على كرسيها أمام المرآة تصفف شعرها الحريرى الذى باللون الاحمر النارى .

مع لمساتها السحرية من أدوات التجميل لتصبح فى لحظات معدودة أيقونة من الجمال، قادرة أن تذهب بجمالها لب اى رجل عاقل، فيقع ساجدا فى محراب جمالها .

ثم خرجت تتغنج فى مشيتها أمام والدتها التى تفاجئت بها بكامل زينتها لتهتف: بسم الله ماشاءالله ربنا يحرصك من العين يا بنتى، بس ايه العقل ده !

خلاص كده نقول مبروك على العريس المتريش اللى كل بنات هتحسدك عليه وتنسى كريم خالص .

فضحكت قمر بخبث: اه طبعا هوافق عليه وده عريس يترفض برده .

 ابتسمت ليلى برضا: عليكى نور كده بقا عقلتى شوية .

ـ روحى بقا ظبطى أوضة الصالون عقبال ما أحضر حاجة حلوة للضيوف .

فرفعت قمر انفها بعلو مردفة بنفور: لا أنضف ايه ..!!

ـ أنا إتخلقت عشان أدلع وبس .

فامتلىء قلب والدتها بالغضب ثم قذفتها بوعاء كان فى يدها قائلة بحنق 

: والله شكله هيرجعك لينا من أول اسبوع عشان هيلاقيكِ معفنة وساعتها ابقى سلميلى على الدلع .


فلم يعير ذلك اهتمام قمر بل ضحكت لتثير غضب والدتها أكثر ثم ولجت إلى غرفتها وجلست تستمتع إلى الاغانى التى تحفظها على هاتفها وتتمايل راقصة معها .

وهكذا حتى حان موعد مجىء العريس وأهله .

والعريس يدعى " سالم " فى منتصف العشرينات، حسن المظهر وذو أخلاق طيبة يحبه أهل البلدة لبشاشة وجهه وعطفه على الصغير والكبير .


جلس سالم مع والدته صباح ينتظر بشوق ولهفة تلك الجميلة ذات العيون الزرقاء التى سحرته من أول نظرة عندما رآها فى فرح أحد من أقاربه، فعزم أن يحصل عليها ولو طلبوا وزنها دهبا .


رحبت بهم ليلى وبوالدته قائلة ببشاشة وجه: أهلا وسهلا ونورتونا والله، يا نسايب الهنا .


إبتسمت والدة سالم "صباح": بنورك يا ام قمر، امال هى فين عروستنا الحلوة ؟

 وقفت ليلى مرددة : هروح أجبها حالا ، أنتِ عارفة بس كسوف البنات فى يوم زى ده .

ثم حدثت نفسها: اه مكسوفة اوى، ده عينيها تدب فيها رصاصة .

والله صعبان عليه الجدع ده شكله طيب وهى مفترية، يلا نصيبه بقا .

ثم ذهبت مسرعة إلى غرفة ابنتها فوجدتها تتمايل أمام المرأة تغنى وترقص .

فنهرتها بعلو صوتها: أنتِ يا بت عمالة تتهزى وترقصى قدام المرايا والعريس بقاله ساعة على نار بره مستنى البرنسيسة لما تتنازل وتطلع عشان يشوفها .


فوضعت قمر يدها على خصرها وتمايلت للأمام قليلا قائلة شرزا: فعلت هتنازل وأروح أقابله .


ـ مهو هياخد ست البنات وأجملهم والكل هيحسده عليه، مش أنا اللى هتحسد عليه .

فرفعت ليلى بصرها للسماء ودعت الله: يارب إهديها وتبطل غرور لأن الجمال مش كل حاجة .

ثم رمقتها بغيظ وقالت: طيب قدامى يا ست السفيرة عزيزة .

فخطت قمر خطواتها بكبر حتى وصلت إليهم ، ثم اخفضت بصرها على خجل بإصطناع .

وعندما رآها سالم نبض قلبه واخذ يحدقها بإتساع عينيه طويلا وقمر تلاحظ ذاك وتبتسم وتتوعده حتى تنال منه ما تريد .


ابتسمت والدة صباح عندما رأتها وقالت بإنبها : بسم الله ماشاءالله، ليك حق يا سالم يا ابنى، زى القمر فى ليلة تمامه.


ـ تعالى يا حبيبتي، إقعدى جمب عريسك، عشان تشوفيه كويس وتكلموا على راحتكم .


فجلست قمر بجانب سالم, لتبادر "صباح" بقولها مشيرة إلى ليلى: ما تيجى يا حبيبتي نكلم بره أنا وأنتِ وهما يقعدوا على راحتهم عشان يكلموا من غير كسوف والباب مفتوح طبعا .

ليلى بحرج: اه طبعا يا حبيبتي, حقهم .


وعندما وجد سالم نفسه بمفرده أمام قمر ، حدقها مرة أخرى قائلا بانبهار : أنتِ حلوة اوى يا قمر، وأنا اعجبت بيكِ من أول مرة شوفتك وقولت هى دى يا سالم اللى تقدر تسعدك .

يعنى تقدرى تقولى كده حب من أول نظرة زى ما بيقولوا .


وياريت اسمع رئيك فيه من غير كسوف، عشان أطمن قلبى انك موافقة .

ولو وافقتى أوعدك إنى هخليكِ أسعد إنسانة فى الدنيا .

ومش هخليكِ محتاجة حاجة وكل طلباتك أوامر .


فنظرت إليه قمر بمكر وزينت ثغرها بإبتسامة صفراء كادت أن تطير بعقل سالم ثم حدثته بدلال: وهى الوحدة مننا عايزة ايه غير راجل يسعدها ويفرش لها الأرض ورد، وأنا صراحة شوفت ده فى عيونك وعشان كده انا موافقة .


فتنهد سالم بارتياح وابتسم بعد أن هدئت نبضات قلبه قليلا:

ـ ياه دلوقتى قلبى هيعرف معنى الراحة ويطمن إنك جانبى وإننا لبعض طول العمر .


فابتسمت قمر وحدثت نفسها: طول العمر ده عند امك، أنت مجرد كوبرى أوصل بيه لكريم مش اكتر .


لمعت عين سالم من السعادة وحدثها بحب: يعنى دلوقتى باذن الله المرة الجاية اعجيب الحاج ونقرء الفاتحة ونجيب الدهب ونحدد معاد الخطوبة وبعدها الجواز باذن الله تلت شهو ، أنا جاهز .


وكمان تلت شهور شايفهم كتير بس عشان أصفى شغلى اللى بره البلد، وهفتح ان شاء الله مشروع كبير فى البلد .

عشان أكون جمبك يا قمرى .

وبالفعل تمر الايام ويتم قراءة الفاتحة وتحديد موعد لشراء الدهب وفى محل الصاغة وقفت قمر تتطلع إلى جميع محتوياته بعين زائغة، لا تعلم أيها تطلب فالأهم أن يكون ثقيل الوزن حتى يقدر بمبلغ كبير ، تستفيد منه فيما بعد عند انتهاء الخطوبة .

فاخذت تنتقى كل ما هو غالى ونفيث، فضمت صباح حاجبيها بغيظ وغضب ثم أمسكت بذراع سالم وهمست له: البت دى شكلها طماعة اوى يا سالم وكده هتغرمك مبلغ اكتر من اللى اتفقنا عليه يا ابنى .

فخليك راجل كده ومتكسفش وقول أنا هجيب اللى اتفقنا عليه اللى هو مش قليل أصلا، ومفيش حد فى البلد يقدر يجيب زى ما اتفقنا .

لاحظت ليلى ما يدور بين محمد والغضب الذى يبدو على والدته فهمست لابنتها: بت يا قمر خفى شوية من اللى إخترتيه .

 ـ ده كتير اوى صراحة وكده هتعجزى الراجل اللى شاريكِ وأمه شكلها زعلانة .

فخفى يا بتى، حرام كتير كده .

فرفعت قمر حاجبيها وقالت بثقة: اللى مش قد الكحل ميتكحلش ودول عاجبنى وداخلين دماغى، ولو مش هيقدر يجيب إحنا فيها ونفضها سيرة .

فصكت ليلة على أسنانها بغيظ مردفة: طول عمرك قادرة، ربنا يهديكى يا بنتى .

ثم أقتربت قمر من سالم كالحية وهمست له بدلال: ايه يا سالم !!

ـ مالك واقف بعيد عنى ليه، تعال جمبى وقولى رئيك فى اللى اخترته .

ثم تابعت بمكر: مش أنت قولتلى برده اختارى اى حاجة تعجبك .

 فارتبك سالم وحمحم بحرج أمامها وأجاب: ايوه طبعا, وأنا هجيبه المهم عندى تكونى مبسوطة .

غضبت والدته ونظرت له بإحتقار وهمست : كده البت خدتك تحت باطها يا ابن بطنى ومش هقدر تفتح بوقك معاها بعد كده . 









استرها يارب من البت دى ، أنا كده قلبى اتوغوش على ابنى عشان طيب وغلبان .

وتم لها قمر ما أرادت وخرجت من عند الصائغ تزيين ثغرها بإبتسامة جميلة كادت أن تجعل سالم صريعا أمام جمالها الذى فتنه وجعله دمية فى يدها تحركه كيف تشاء .

ثم دعتهم ليلى بعد شراء الشبكة إلى بيتها من أجل تناول وجبة الغداء .

ولكن صباح من شدة الغضب رفضت وقالت معتذرة: لا معلش خليها مرة تانية، عشان حاسه انى بعافية وعايزة أروح أرتاح على فرشتى .

فأجابت ليلى بحزن عليها: الف سلامة عليكِ يا ست ام سالم .

أما قمر فنظرت إليها بإنتصار لإنها تعلم أنها تفتعل المرض بسبب الشبكة التى اختارتها رغما عنها .

 ثم إلتفتت إلى سالم وحدثته بدلال: طيب انت يا سالم مش هتيجى عشان تاكل المحشى والبط اللى عملهولك بنفسى .

فبحلقت لها ليلى وكادت أن تفترسها بنظراتها لإنها لا تبرح غرفتها ولا تساعدها فى شىء .

فأجاب سالم مطالعا لها بعشق: هو أنا أقدر مكلش من ايديكِ الحلوة اللى تتلف فى حرير دى .

وكمان عشان عايز أحدد مع عمى الخطوبة واسئلك تحبى تكون فين .

بس استأذنك هوصل امى وارجعلك يا قمرى .


 وبالفعل تم الإتفاق بين سالم ووالد قمر على معاد الخطبة وقد اشترطت قمر أن تكون فى أكبر قاعة فى المحافظة نفسها وليس فى البلدة .

ورغم اعتراض والدها على ذلك ولكن سالم نزل على رأيها ووافق على عمل الخطوبة فى ارقى القاعات فى المحافظة وسيتحمل هو نفقات نقل الحضور فى اتوبيسات خاصة .


وفى المساء عندما عاد إلى منزله وأخبر والدته بالإتفاق .

إشتعلت النيران فى جوفها ووقفت له بالمرصاد وهدرت فى وجهه بغضب ....

يتبع فى الجزء الثاني بإذن الله.

هيكون يوم الجمعة فى نفس المعاد الساعة تسعة .

يارب يكون الجزء الأول عجبكم والاقى تفاعل كبير لأنها اهى قدمكم من غير موقع يعنى مفيش حجة لعدم التفاعل .

وياريت رئيكم فى شخصية قمر وسالم ؟

وايه هى العبرة اللى هناخدها من القصة دى لأنها حدثت بالفعل ؟؟

              الفصل الثاني من هنا 

تعليقات



×