رواية فرصه تانيه الفصل الاول 1 بقلم هند ايهاب
||فُرصه تانيه_الجُزء الأول||
- أنا دلوقتي عرفت ليه أهلك مكانوش طايقينك، أنتِ أصلًا متتعشريش
كُنت واقفه مصدومه من كلامه، حسيت أن الدنيا هدت، مبقتش سامعه حاجه غيره، جُملته كانت زي السكينه اللي غرزت في قلبي من غير شفقه
بص لي ثواني وبعديها مشي من قُدامي، مشي من البيت كُله، رجلي مكنتش شايلاني من علي الأرض، حسيت أن جسمي كُله بيترعش، مكُنتش مُتخيله في يوم أن هيجي الشخص اللي فضلته عن العالم كُله، هو نفسه الشخص اللي مش حابب وجودي حواليه.
عيطت!!، عيطت من قسوة العالم كُله، طاقتي خلصت، مبقتش قادره علي مُناهده تانيه، مبقتش قادره للمُعافره، محسيتش بنفسي غير لما أخدت كُل العلاج اللي موجود في البيت، كانت بطني بتتقطع زي كلامه اللي قطع في قلبي، محسيتش بنفسي غير وأنا بفتح عيني.
أوضه بيضه ونور أبيض، محلول متعلق في أيدي، عيوني فتحت وشوفته، مقدرتش أقاوم فعيوني قفلت تاني ونمت من التعب.
صحيت لقيت مامته جمبي، أول ما شافتني فتحت قالت:
- حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي
ابتسمت بتعب وبصوت مُتعب قولت:
- الله يسلمك
- هنادي للدكتور حالًا
مشيت وبعد دقايق أجت ومعاها الدكتور، فضل يكشف عليّ ويعمل اللازم وقال:
- حمدلله علي سلامتك، أهم حاجه الراحه التامه وتاكلي كويس، أنتِ كُنتي في مرحله خطره لولا أن جوزك لحقك
غمضت عيني بعد ما ذكر سيرته، وقال:
- أنا هكتب لك علي خروج حالًا
مشي بعد ما كتب لي علي خروج، مامته ساعدتني عشان أقوم، قامت طلعت برا لما حست أني مش قادره أقوم وسانده نفسي علي السرير.
لقيته داخل معاها، قعدت علي السرير بتعب وبعدت عيوني عنه، وقالت:
- ساعدها يا تميم
برفض قولت:
- لاء، أنا هقوم لوحدي
- هتقومي أزاي بس يا بنتي، أنتِ لسه تعبانه
- أنا مش تعبانه، وهقوم لوحدي
قومت بصعوبه شديده، وفضلت ماسكه في السرير، ومشيت خطوه، حسيت أني مش متوازنه، حسيت أني بطوح، كُنت حتي ماشيه حافيه، حسيت أن الدُنيا بتلف بيّ، وبشوف كُل حاجه سودا.
لقيته مره واحده شالني ومشي بيّ، بعصبيه قولت:
- نزلني، نزلني بقولك
مكنش مُهتم بكلامي، فضلت أخبطه علي صدره بأيدي بتعب، بس هو فضل متابع طريقه، نزلنا وحرفيًا الناس كانت بتتفرج، الدكاتره، المُمرضين، المرضي، كُله كان بيتفرج.
نزلنا ووقف عند العربيه نزلني بهدوء علي رجليه، خلاني واقفه علي رجليه وفضل ماسكني، فتح العربيه بالريموت، وفتح الباب وركبني بهدوء، مامته ركبت، وبعدين ركب، ومشينا، فضلت طول الطريق ساكته مبتكلمش، عيوني كانت علي الشوارع.
غمضت عيوني وأنا سانده دماغي علي الشباك، فجأه حسيت بشريط حياتي مع تميم بيتعاد من أول وجديد، أعجاب، لهفه، حُب، أشتياق، جواز، ملل، مشاكل، خنقه.
دموعي غصب عني نزلت من سُكات، فجأه فتحت عيوني لما لقيت العربيه بتُقف، مسحت دموعي وفتحت الباب عشان أنزل، نزل بسُرعه عشان يلحقني.
كُنت رافضه لمسته ليّ، كان جوايّ زعل رهيب من ناحيته، شالني لما حس أني مش قبلاه.
طلع بيّ لحد الشقه، أول ما دخلت، حسيت وكأن المشهد بيتعاد من تاني، حسيت أني بسمع كلامه للمره التانيه.
- تقدري تدخُلي ترتاحي
مردتش، دخلت الأوضه ورميت نفسي علي السرير، فضلت دموعي تنزل من عيوني بقهر، فضلت راميه نفسي علي السرير ودموعي تنزل بأستمرار لوقت كتير.
دخلت عليّ مامته وفي أيديها صينيه، وقالت بزعل:
- كفايه يا بنتي، كده بتموتي نفسك
حطت الصينيه علي السرير وقالت وهي بتقومني:
- قومي يا بنتي، قومي يا حبيبتي
- مش عايزه أكُل
- مينفعش، لازم تاكلي، ده أنتِ أتلحقتي في الوقت المُناسب
قومت وقولت:
- أنا عايزه أمشي، مش عايزه أفضل هنا
- ده بيتك، متبقيش عبيطه وتسيبي بيتك
- بيتي!! لاء هو مبقاش بيتي، من ساعة ما تميم بدأ يتغير معايّ وأنا حاسه أني في مكان غريب عني معرفوش
- يا بنتي أستهدي بالله بس، كده كده أنا هقعُد معاكي
قومت وقولت:
- معلش يا حبيبتي، أنا مش عايزه أتقل عليكي أنتِ كمان، كفايه كده
طلعت شنطة سفر وبدأت أحُط فيها هدومي وسط كلام مامته، لقيت تميم بيفتح الباب
- أنتِ رايحه فين!!
مردتش وفضلت أتابع اللي بعمله، وقال:
- هند، بلاش وقت عصبيه، يخليكي تهدي كُل اللي بنيناه
بسخُريه قولت:
- يا سلام، أنا اللي بهد، صح معاك حق، مهو أنا الوحشه في كُل حاجه
- يا ستي ماشي أنا غلطان، بس مينفعش تمشي، أنا همشي بس خليكي أنتِ قاعده
هزيت راسي وقولت:
- لاء أنا مُستحيل أقعُد هنا تاني
مسكت شنطتي وطلعت فتحت الباب ومشيت.