------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية وشم علي حواف القلوب (كامله جميع الفصول) بقلم ميمي عوالي



وشم علي حواف القلوب الفصل الاول 1 بقلم ميمي عوالي 



اللهم انت ربى لا إله إلا أنت سبحانك .. استغفرك و اتوب اليك

1

وشم على حواف القلوب

بقلمى .. ميمى عوالى 

البارت الاول

لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية 

و نقول بسم الله و نبدأ مع بعض

فى قرية من قرى الصعيد التى امتدت اليها معالم التطور الخارجى الظاهرى ، و لكنها لم تمتد بعد الى بعض العقول 

كان منزل شيخ البلد الراحل و الذى مضى على موته ستة اشهر فقط ، كان منزلا كبيرا بسياج من الحديد العتيق المتشابك و الذى يحيط ببعض اشجار الكافور و السيسبان ، و التى كانت تعطى رونقا من الجمال و الاصالة 

كان شيخ البلد قد ورثه عن زوجته الراحلة و التى لم تنجب له ، و لكنه لم يفكر يوما ان يتزوج بأخرى خوفا من ان تسترد اموالها منه ، حتى مرت السنوات تلو السنوات ، لتفارقه زوجته و ترحل عن الدنيا تاركة لزوجها العديد و العديد من الأراضى دون ان تترك له وريث

و لكن بعد فترة من وفاتها يفكر مجددا فى الزواج بعد ان خطت التجاعيد وجهه و جبهته ملأتها الغضون ، و بعد ان من الله عليه بالذرية .. ماهى غير عدة سنوات ليرحل هو الاخر تاركا زوجة شابة و صبيين توأم 

وكانت ارملته نجاة تقف فى وسط منزلها و هى تلتحف السواد و تضم اليها صغيريها و هى تنظر بشراسة الى ذلك المعتد بنفسه و الذى يقف قبالتها قائلا فى خيلاء : المفروض الحديت ده انتى من نفسك تبقى عارفاه يا نجاة ، مش انى اللى هعلمك سلونا 

نجاة بحقد : سلوكم .. انهى سلو ده اللى بتتكلم عنيه يا شيخون ، سلوكم ده اللى رملنى و انى فى عز شبابى و يتم عيالى و هم لسه ماشافوش من الدنيا حاجة ، ارحمونى بقى و اتقوا الله فيا و فى اليتامى دول 

شيخون باستنكار : و هو احنا اللى رملناكى و يتمنالك عيالك اياك ! ده ليه بقى ان شاء الله .. كنا احنا اللى موتنا لك راجلك و اللا ايه 

نجاة : اما تظلمونى و تجوزونى راجل اكبر منى بخمسة و اربعين سنة و هو رجل جوة و رجل برة تبقوا عملتوا فيا ايه ياشيخون ، و جايين دلوق تظلمونى من تانى ليه

شيخون : و هو احنا نبقى بنظلمك لما نبقى عاوزين انك تبقى فى حمى راجل 

نجاة بحدة : انهى راجل ده اللى بتتكلموا عنيه ، هو انى بيعة و شروة عشان تبيعوا وتشتروا فيا كل ساعة و التانية ، لكن لاا يا شيخون ، النوبة اللى فاتت رميتونى للمصيلحى و انتو عارفين انه فى عمر جدى و جدك ، و استغليتوا سنى الصغير و خوفى على زعل ابونا و انى مش هقدر اقوللكم لاا و لا اخالف حديتكم

لكن المرة دى لاا يا شيخون ، مش هسمحلكم ابدا تزلوا عيالى و تتحكموا فيا من تانى 

شيخون و هو يدير نظره عنها : انتى عارفة انى ماليش صالح بكل الحديت ده ، و اللى هقول لك عليه هو اللى هيتنفذ و من سكات

نجاة بغضب : فوتونى فى حالى بقى و ماحدش له صالح بيا و بعيالى 

شيخون : اياكى تكونى مفكرة حالك هتقعدى اكده من غير راجل 

نجاة بتحدى : قعدتى من غير راجل احسنلى و احسن لعيالى اللى لسه ماشبوش من الطوق يا شيخون ، واحد غيرك كان يقف للى يقوللى اتجوز بالطريقة دى من تانى و تبقى سندى و عزوتى ، لكن انت ماشى ورا الدوى اللى فى ودانك و خلاص من غير حتى ماتفكر فيه 

شيخون بانكار : دوى ايه ده اللى انتى بتقولى عليه

نجاة بسخرية : حديت حسنة اللى ملت بيه ودانك ، بس انى عاوزاك تطمنها و تقوللها ان لو نجاة هتموت من الجوع هى و عيالها مش هتمد لك يدها و لا هتقوللك ادينى ، و مصيلحى الله يرحمه سايبلى و سايب لعياله اللى يغنيهم عن سؤال الكريم و اللئيم يا ابن ابويا ، و المصيلحى ماكانلوش عيال يقولولى مالكيش حدانا ورث زى ماسبق و قلتهالى يا ابن امى و ابويا 

و قول لمرتك كمان انى لو فكرت اتجوز و كان بكر اخوها اخر راجل على وش الدنيا عمرى ماهبص له و لا هتجوزه

شيخون بحدة : ايه الحديت الفارغ اللى انتى بتقوليه ده

نجاة باعتداد : حديتى عمره ماكان فارغ يا شيخون و انت و مرتك عارفين الحديت ده كويس اوى ، حسنة مفكرة انى مش هعرف ادبر حالى بعد موت جوزى و انى يمكن اميل عليك و اطلب مساعدتك لجل ما فلوس العيال اتحطت فى المجلس الحزبى ، لكن قوللها تتطمن ، انى عارفة هدبر حالى كيف من غير ما اطلب منيك و لا من غيرك كويس اوى 

و كمان مرتك عاوزة تجوزنى اخوها عشان تسد الطريق على ناس تانية ، لكن برضيك طمن قلبها و قول لها انى مابفكرش فى الجواز من اصله لا من اخوها و لا من الناس التانية ، و ياريت تريحوا بالكم و تسيبونى فى حالى انى و عيالى 

شيخون باستنكار : ناس مين دى اللى حسنة هتبقى عاوزة تسد الطريق عليهم ، و بعدين ماله بكر .. عيبه ايه 

نجاة : عيبه انى مش رايداه يا شيخون ، ده غير انه متجوز و على ذمته اتنين كمانى مش واحدة بس ، إيه .. ناوى يعملنا سبحة اياك ، ولادى هيروحوا فين وسط ولاده السبعة ، و اللا حسنة و اخوها فاكرين انى ممكن اسيبهم يحطوا يدهم على ارضى .. نصيبى من الورث اللى سايبهولى المصيلحى 

شيخون : بكر مش ناقص ارض عشان يطمع فى ارضك و لا ارض عيالك يا نجاة 

نجاة : و لا ناقص حريم عشان يقول يا جواز من تانى يا شيخون 

شيخون : طالما مقتدر ايه المشكلة 

نجاة : المشكلة انى مش عاوزاه و مش موافقة عليه يا شيخون ، ارحمونى بقى

ليصمت شيخون لبرهة و هو يتمعن بملامحها الغاضبة ثم قال باستدراك : ماقلتيليش برضيك ، انتى تقصدى ناس مين دى اللى حسنة هتبقى رايدة تسد الطريق عليهم

لتقترب نجاة من اذن صغيريها و تأمرهم بالذهاب الى غرفتهم ، و تقف تراقبهم حتى تتأكد من بعدهم بالقدر الكافي حتى لا يستطيعا سماع حديثها مع شقيقها ، لتستدير مرة اخرى لشيخون و هى تنظر اليه بتحدى قائلة : بتسالنى اكنك ماتعرفش انى اقصد مين بحديتى ده

شيخون : لا تكونى فاكرة انى بنجم ، هعرف منين انى انتى تقصدى مين 

نجاة بترصد : جابر .. اقصد جابر يا شيخون 

شيخون بجمود : ايه الحديت الماسخ ده ، و هو جابر كان اتقدملك من تانى بعد موت المصيلحى و انى ما اعرفش و اللا ايه ، و حتى لو كان اتقدملك .. هى حسنة دخلها ايه فى حكاية زى دى 

نجاة : و كان دخلها ايه النوبة اللى فاتت يا شيخون

شيخون : كان غرضها مصلحتك

نجاة بعتاب مخلوط بسخرية لاذعة : مصلحتى برضبك و اللا مصلحة سميحة اختها 

شيخون بجمود : و ايه دخل سميحة هى كمان فى الحكاية دى 

لتتجه نجاة الى الاريكة و تجلس عليها باريحية و تقول : لو حاولت تعمل انك ماتعرفش مش هصدقك يا اخوي ، فبلاش احسن 

شيخون بحدة : و بعدها لك انتى و حكاويكى الماسخة اللى مش عاوزة تخلص دى الليلة دى ، ماتقولى اللى عندك نوبة واحدة وتخلصينى

نجاة بحدة مماثلة : هقولك اللى عارفة انك عارفة كويس يا شيخون ، هقول لك ان حسنة النا.ر قادت فى جتتها اما عرفت ان جابر رايدنى و عاوز يتجوزنى ، بعد ما سميحة بعتتله مرسال يقول له انها عاشقاه و رايداه ، بس هو رد على المرسال بان قلبه مش خالى  

و بعدها بكام يوم عرفت انه اتقدملى و طلبنى منيك ، تقوم تعمل ايه ، تقوم تطلع عليه الحديت الماسخ اللى مافيش عيل صغير يصدقه ، ماهو مين يصدق ان جابر اتعرض لبنت من بنات البلد .. لأ و مين ، سميحة اخت مرة صاحبه الروح بالروح ، لا و كمان و فى نفس الليلة تروح بنفسها للمصيلحى و تعمل فيها خاطبة و تعرضنى عليه بحجة انه الوحيد اللى يقدر يقف فى وش جابر و يبعده عنى بعد ما قالت له انه بيتعرض لها و بيتعرض لى انى كمان

شيخون بذهول : انتى جيبتى الحديت ده منين .. جابر اللى قال لك الحديت ده 

نجاة بسخرية : لو قلتلك ان المصيلحى بذات نفسيه هو اللى قاللى .. هتصدق

شيخون بصدمة : المصيلحى 

نجاة بشرود : ايوة المصيلحى ، كان بيحكيلى و هو فاكر انه بيتباهى بجوازه منى ، و انه حمانى من جابر و طمعه فيا ، لكن بعد مده من حديته ده .. فى ساعة صفا بعد ما ربنا رزقنا بعبد الله و عبد الرحمن .. المصيلحى قاللى انه ماصدقش سميحة ، و انه من وقتها عارف ان كان ليها غرض من جوازه منى ، لكن انى اللى احلويت فى عينيه و لقاها فرصة انه يتجوزنى ، خصوصى ان كان عدى على موت مرته وقت طويل و كان نفسه فى ونيس ، و خصوصى برضيك ان ربنا ما رزقهوش بعيال قبل عيالى .. و كمان كان زعلان لما لقى ان علاقتك بجابر اتعكرت و مابقيتش زينة زى الاول و بقى نفسه يعرف مصلحة سميحة ايه فى الحديت اللى قالته له ، بس انى مارضيتش اقول له الحقيقة .. سيبته على عماه ، لكن انى اللى فتحت و عرفت 

شيخون : و انتى عرفتى منين حكاية سميحة و مرسالها لجابر دى ، المصيلحى برضيك هو اللى قال لك

نجاة : رغم ان المصيلحى خمن ده ، لكن لاا .. مش المصيلحى اللى قاللى ، انما المرسال اللى سميحة بعتته لجابر هو اللى قاللى 

شيخون بفضول : و يبقى مين بقى المرسال ده 

نجاة بتنهيدة : مامنوش لزوم خلاص ، الموضوع عدى عليه سنين

شيخون بحدة : مين المرسال ده انطقى 

نجاة بجمود و عيناها تراقب انفعالات شيخون : زينب

شيخون بغضب : زينب بتى انى ، انتى جيبتى الحديت ده منين ، بتى انى راحت لحد جابر و كانت كمان مرسال غرام ، راحتله فين و ازاى 

نجاة و هى تحاول امتصاص غضبه : ماراحتلوش فى حتة ، جابر كان عنديك فى دارك ، و كان قاعد فى الجنينة مستنيك ، و كانت سميحة كمان عنديكم وقتها فبعتتله زينب بالكلمتين دولى و خلاص ، و وقتها زينب كانت لسه عيلة و مش فاهمة حاجة 

شيخون بترصد : و زينب قالتلك الحديت ده ميتى و ايه المناسبة

نجاة : من زمان يا شيخون ، و برضيك كانت لسه عيلة ، و كانت بتحكيلى عادى من غير ماتفهم حاجة ، و وقتها انى نبهت عليها ماتعيدش الحديت ده نوبة تانية و يمكن كمان تكون نسيته ، لكن انى مانسيتش و عشان اكده بقوللك .. ابعد مرتك و اخواتها عنى ، لانى حتى لو قلت يا جواز .. بكر هيبقى اخر راجل ممكن اتجوزه

شيخون : ماشى يا نجاة .. بخاطرك ، انى مش هغصب عليكى فى حدوتة بكر دى ، لكن برضيك عاوز اسالك سؤال و تجاوبينى بأمانة الله

نجاة : و من ميتى كان عندى غيرها يا شيخون .. اسأل

شيخون : جابر .. حاول انه يبعتلك و اللا يتكلم معاكى بعد موت المصيلحى 

نجاة : ماحصلش ، و حتى لو كان حصل انى عمرى ماهوافق ابدا ، و انت خابر زين انى برضيك زمان كنت مجبورة عليه ، و بعدين كمان انت عارف ان جابر بيفهم فى الاصول كويس اوى و مايعملهاش

شيخون باستنكار : انتى ليه بتحاميله اوى اكده انى مش فاهم

نجاة : عشان اتظلم زيى يا شيخون ، و كفاية اوى انه صان العشرة و ما حاولش يفضح اخت مرتك و لا يحكى على اللى حصل منيها

شيخون : طب يعنى هتفضلى عايشة لحالك اكده 

نجاة : انى مش لحالى ابدا ، ولادى معايا ، و الغفر حوالين الدار ، و ام سعيد مابتفوتنيش لا ليل ولا نهار

لينظر اليها شيحون و كأنه يحاول قراءة ما يدور برأسها ، ثم عدل من هندامه و تركها و انصرف دون ان يزيد كلمة واحدة

لتتنهد نجاة بقلة حيلة و هى تدلك وجهها و تستغفر و تحوقل لتتجه لبصرها الى اعلى الدرج لتجد ولديها و اللذان لم يكملا عامهما العاشر بعد .. يجلسان بترقب على اعلى درجاته و هما ينظران إليها بترقب لتبتسم إليهما قائلة : تعالوا

ليهرع اليها الصبيان و يرتميان بأحضانها فقالت : ايه اللى خرجكم من اوضتكم

عبد الله : كنا خايفين نقعد لحالنا 

نجاة باستنكار : خايفين من ايه

عبد الرحمن : خالى كان عمال يزعق لك جامد 

نجاة : ماكانش بيزعق لى و لا حاجة ، هو بس كان بيحكيلى على حاجة مضايقاه و عشان اكده كان صوته عالى حبتين

ليتبادل الصبيان النظرات ثم يقول عبد الله بحذر : هو انتى صحيح هتتجوزى يا امة

نجاة بامتعاض : الحديت ده حديت كبار يا عبد الله ، ماينفعش تتكلموا فيه 

عبد الرحمن : يعنى هتتجوزى 

نجاة بفضول : لو اتجوزت هتزعلوا 

عبد الله : ماتتجوزيش عم بكر 

نجاة بدهشة : و اشمعنى يعنى

عبد الرحمن : بنخاف منيه ، و كمان بيضر.ب فاطمة جامد 

نجاة : فاطمة بته 

عبد الرحمن : ايوة 

نجاة : و عرفت منين انه بيضر.بها 

عبدالله : هى قالت لنا ، و كذا مرة تاجى المدرسة و هى معيطة و ودنها بتوجعها مطرح مابيملص لها ودانها كمان

نجاة بضحك : يملص لها ودانها

عبدالله : ايوة .. يعنى بيقرصهم جامد ، هى قالتلنا اكده 

نجاة : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، عموما ماتخافوش .. انى مش هتجوز من اصله ، و لو اتجوزت مش هتجوز بكر ، ياللا روحوا خلصوا الواجب بتاعكم

اما فى مكان اخر ، كانت تجلس حسنة بصحن منزل شيخون و الذى كان شبيها بالدوار ، و كان يجلس بجوارها شقيقها بكر و هو يقول : يعنى فكرك شيخون هيقدر عليها

حسنة بخيلاء : و لو شيخون ماقدرش عليها ، اومال مين اللى يقدر 

بكر بفرحة : و اخيرا يا نجاة هتبقى فى دارى 

حسنة : المهم انك تحسس شيخون انك هتتجوزها عشان تربيلها اليتامى ، يعنى عاملين فيهم جميلة

بكر و هو يفرك كفيه ببهجة : رغم انى مش فاهم غرضك ايه من الحكاية دى ، بس ماشى ، انى المهم عندياتى نجاة و بس

و فى وسط حديثهم يدخل عليهم شيخون و هو يقول بترحيب : السلام عليكم .. منور الدار يا بكر 

لينهض بكر محييا شيخون و هو يقول : الدار منور باصحابه يا شيخون 

شيخون : ايه يا حسنة .. مش هتغدينا و اللا ايه 

حسنة : الاكل جاهز من بدرى .. انت اللى عوقت عند نجاة .. على الله يكون بفايدة و تكون جايبلنا خبر حلو معاك 

ليخلع شيخون عبائته من فوق كتفيه و يلقيها على احد المقاعد دون ان يلقى بالا لحديثها و يقول : هتغدينا يعنى و اللا هنقضيها حديت مالوش عازة 

بكر : جوزك باينه جعان يا حسنة ، اكليه الاول و بعدين ابقى اتحدتى فى اللى عاوزة تتحدتى فيه

لتنهض حسنة بامتعاض و تتجه الى الداخل قائلة : هقول لهم يحطولنا الاكل على ما انده للعيال

بكر : ماتعمليش حسابى .. انى اتغديت

شيخون : و ده حديت برضيك ، اقعد كل لك لقمة معانا على اد نفسك 

لينظر بكر الى شيخون و يقول بفضول : عملت ايه مع نجاة ، حددتها 

شيخون متصنعا عدم الفهم : حددتها فى ايه

بكر باستغراب : هيكون فى ايه يعنى يا شيخون ، فى جوازى منيها ، هو مش انى اتحددت معاك و انت وافقت و كان ناقص بس موافقتها 

شيخون و هو يتصنع الذهول : لا هو انت كنت بتتحدت جد ، انى فكرتك بتهزر 

بكر باستنكار : اهزر .. هو الجواز فيه هزار برضيك يا شيخون ، و بعدين مانى قلتلك عشان اربى العيال اليتامى دولم و اكسب فيهم ثواب و انت وافقت على حديتى ايه اللى غير رأيك

شيخون : انى ماغيرتش رايى و لا حاجة انى سايرتك فى حديتك و انى فاكرك بتهزر 

بكر باستنكار : هتقوللى تانى بهزر ، طب يا سيدى انى ما بهزرش ، ها .. ايه قولك 

شيخون و هو يتصنع التفكير : قولى فى ايه يا بكر ، و هم حريمك التنين لو عرفوا انك عاوز تجيب عليهم التالتة لعيالها هيسكتوا لك اياك ، دولم نش بعيد يعملوا على جتتك فتة بالخل و التوم

بكر : يمين بعظيم لو واحدة منهم اعترضت ماتبات على ذمتى 

شيخون : هدى خلقك بس عشان خاطر عيالك ، و بعدين يعنى ، نجاة ممكن ماتوافقش بسبب خوتة العيال ، ده انت البيت عنديك و لا المروستان يا راجل من كتر دوشة العيال

بكر : يا سيدى لو حكمت احبسلها العيال و اكتفهملها كمان لو عاوزة ، بس تاجى مبسوطة

شيخون : طب و عيالها

بكر : عيالها اكنهم عيالى 

شيخون بمرح : اللى لسه حابسهم و مكتفهم من شوية دولم 

بكر بترصد : هو فى ايه يا شيخون

شيخون : فيه انى مش عاوزك تزعل منى يا بكر 

بكر : و انى ايه اللى هيزعلنى منيك

شيخون : رأيى هيزعلك

بكر : و ايه بقى رأيك اللى هيزعلنى ده

شيخون : ان نجاة ماتنفعكش يا بكر .. نجاة لسه حزينة على موت جوزها و مايصحش نتكلم فى حاجة زى دى دلوق

كانت حسنة فى طريقها إليهم لتدعوهم الى الغداء ، و عندما سمعت حديث شيخون قالت بتهكم : هى مين دى اللى حزينة على جوزها ، اشحال ان ماكانتش متجوزاه غصب عنيها

شيخون بهدوء : الاكل جهز و اللا لسه

حسنة باستغراب : جهز

لينهض شيخون و يتجه الى مكان غرفة الطعام و هو يقول : ياللا يا بكر .. تعالى كل لك لقمة معايا احسن انى واقع من الجوع

بكر و هو يتبادل نظرات الاستفهام مع حسنة : ماقلتلك اتغديت ، كل انت براحتك و انى هروح ابص على كام مصلحة اكده و ابقى اشوفك تانى بالليل 

شيخون دون ان يلتفت اليه : ماشى 

ليميل بكر على أذن حسنة و يقول بفضول : ايه اللى قلب جوزك القلبة دى ، مش مصدق انى حكاية انه كان فاكرنى بهزر دى 

حسنة و هى تلتفت اتجاه زوجها ، هو قال لك اكده 

بكر : ايوة ، شوفى ايه اللى قلبه القلبة دى و عرفينى ، و حصليه ياللا .. سلام 

لتغلق حسنة الباب بعد خروج شقيقها و عند التفاتها تجد زينب و هى فى الثانية و العشرين من عمرها تقف تراقبهم من على بعد و ترتسم على معالمها علامات الاستياء ، فتقول لها حسنة : انتى واقفة اكده ليه ، ياللا عشان ابوكى مستنيكم على السفرة ، و اندهى اخواتك هم فين 

زينب و هى تتجه الى غرفة الطعام : احمد مش هنا اصلا ، و زهرة راحت لابويا

حسنة بامتعاض : طب ياللا عشان ابوكى ما يستعوقناش

و عندما وصلت حسنة لغرفة الطعام لم تجد شيخون مكانه ، و لكنها وجدت زهرة تأكل منفردة فقالت بدهشة : اومال ابوكى فين 

زهرة و هى فى عامها العشرين : قابلته على السلم و انى نازلة و قاللى انه مش جعان دلوقيت ، و هينام شوي و لما يصحى هيبقى ياكل ، و قال لى كلوا انتو ماتزنبوش حالكم معايا

حسنة و هى تردد بصوت خافت : ايه حكايته ده ، كان لسه عمال يقول انه هيموت من الجوع ، ياترى عملت فيك ايه نجاة خلتك ترجع بوش غير الوش

لتجلس زينب بمقعدها و تشرع فى تناول طعامها و هى تراقب حسنة فى صمت تحت نظرات زهرة المراقبة لهما هى الاخرى ، و التى قالت بفضول : هو ايه الحكاية ، هو حصل حاجة و اللا ايه 

و قبل ان يجيبها احد سمعوا صوت شيخون يصيح بصوت عالى و هو ينادى باسم زوجته ، لتنتفض حسنة من مكانها و ترد بصوت عالى يبدو عليه الاصطراب : ايوة .. جاية اهو 

ثم تتجه الى الاعلى و هى تدير برأسها العديد من السيناريوهات عما سيقوله لها شيخون 

و ما ان وصلت الى غرفتهما حتى وجدته يجلس بالشرفة بعد ان بدل ملابسه ، فتوجهت اليه قائلة : هو انت مش كنت بتقول جعان و هتموت من الجوع كمان ، ما حطيتش حاجة فى بقك يعنى و جيت على هنا ، و قلت كمان لزهرة انك هتنام و اديك قاعد اهو و مانمتش ، ايه الحكاية 

شيخون : و لا حكاية و لا رواية .. انى بس ماكنتش عاوز ازعل بكر 

حسنة بترصد : و ايه اللى كان هيزعل بكر مش فاهمة

شيخون بتورية : يعنى .. عشان الحكاية اياها بتاعة نجاة 

حسنة : طب مانى عارفة ، لكن برضيك مش فاهمة ايه اللى هيزعله 

شيخون و هو ينظر بعينا حسنة : نجاة ماوافقتش

حسنة بعدم اهتمام : و هو من ميتى بناخد رأى الحريم فى جوازنا يا شيخون ، توافق و اللا ماتوافقش ، المهم كلمتك انت ، و انت موافق ، يبقى هى مالهاش كلمة 

شيخون : مش مشكلة و لا حاجة ، بس الصراحة مش شايف ان ظروف بكر احسن حاجة يعنى ، ايه اللى يخليها تتجوز واحد معاه حرمتين و سبع عيال غيرها هى و عيالها ، نجاة لسه صغيرة و حلوة و الف مين يتمناها كمان

حسنة بترصد : زى مين بقى 

شيخون و هو يتململ بجلسته : سيبك من الحكاية دى دلوق ، اصلك ماتعرفيش انى شفت مين النهاردة و من وقتها و انى دماغى عمالة تروح و تاجى 

حسنة بفضول : شفت مين يعنى 

شيخون : شفت اختك سميحة

حسنة : و ايه المشكلة يعنى انك تشوف سميحة

شيخون و هو يركز بملامح حسنة و كأنه يدرسها بعناية شديدة : مش المشكلة انى شفتها ، المشكلة شفتها واقفة و هى بتتكلم و بتضحك كمان مع مين 

حسنة : مع مين يعنى

شيخون : مع جابر 

ليبهت وجه حسنة و تقول بتردد و هى تزدرد لعابها : و دى فيها ايه يعنى

شيخون بلهجة استغراب : فيها ايه ازاى يعنى ، انتى نسيتى اللى حصل زمان و اللا ايه ، وبعدين مهما ان كان اختك متطلقة ، و لو حد شافها واقفة معاه و بتتساير و تضحك اكده يقولوا ايه و خصوصا بعد اللى هى بنفسها قالتهولنا عليه زمان ، و اللا نسيتى ان حديتها ده كان هو السبب اننا رفضنا جوازه من نجاة اياميها و اول ما المصيلحى طلبها جوزناها له غصب عنيها كمان

حسنة بلجلجة : لا طبعا مانسيتش و لا حاجة ، بس يعنى جابر كبر و عقل ، و يمكن النصيب يجمعهم سوا 

شيخون باستدراج : يجمع مين مش فاهم

حسنة و هى تهرب بعينيها من شيخون : جابر و سميحة

شيخون بحزم : يوم ماجابر يفكر انه يطلب سميحة ، هيبقى جوازهم على جثتى يا حسنة ، و فهمى اختك كويس الحديت ده عشان لو معشمة روحها بيه .. ماتخليش العشم ياخدها لبعيد ، عشان ماتتعبش و هى راجعة
 الفصل الثاني من هنا

تعليقات