رواية الحلوه و الجدع الفصل الثامن بقلم ياسمينا احمد
امسك المقبض وتبدلت ملامحه بطريقه مخيفه دخل الى الغرفه واغلق من ورائه بالمفتاح نهضت ريهام من مكانه تسئاله بتوجس
وهى تحدق لهيئته المبعثره :
_ ايه فى ايه ؟
ظل صامتا يحدق اليها بنظرات مرعبه سئالته بتوجس :
_ مالك يا حبيبى .... لم يجيبها فنادته بقلق .......يا سين
هدر بصوت اجش مرعب :
_ انى مش يا سين انى صواج
اتسعت عينها وهى تستقبل اجابته تصنمت قليلا وهى تحدق اليه برعب ثم هرولت باتجاه الباب تنوى الفرار
ولكن يده الخشنه منعتها من الوصول الى الباب امسك خصرها وجذبها نحوه هادرا بهمس شيطانى :
_ رايحه على فين ؟
هتفت بصوت مرتعش وهى تتحاشى النظر الى اعينه المخيفه :
_ ااا..اانا هروح اشرب ...لم تستطع الصمود وهدرت ببكاء طفوالى ..انا خايفه ..اعااااا
كتم يا سين ضحكاته بصعوبه وتحمم قائلا بنبرة مخيفه :
_ انتى لسه شفتى حاجه مش لما تعرفينى صوح تبقى تخافى
تململت من ده وهى تصرخ بخوف :
_ اااعااااا لا لا لا اخزى الشيطان يا صواج
ظل يقدم باتجاه خطواتها المتراجعه قائلا :
_ كيف اخزى الشيطان وانا الجن نفسه
احتجزت اخيرا فى طرف الغرفه تهدر بهلع :
_ مش عارفه بس اللى انا اعرفه ان ياسين لما يرجع هيكسرك....وصرخت بصوت عالى
يا ماما ...يا بهيه يا اسم.....
قطم هو ندائها بيده التى كممت فاها باحكام واقترب منها يهسهس بسرعه :
_ هسسسسسس .. عشان تعرفى تحطى روج على جلبيته وتبوظى الاكل وتعملى اللى فى رأسك
وبالمرة تردى عليه كلمه بكلمه
اصدرت ايمائات نافيه وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا معلقتة مقلتيه المتوجسه بعينيه :
_ انا.... انا ..مش بعرف اطبخ والله
استردف قائلا بحده :
_ هتسمعى كلمته بعد اكده ولا لع
اؤمت بسرعه ويده التى تعتلى فمها تمنعها من الاجابه بالسمع والطاعه :
_ هسمع انا اسفه والله اسفه
ولكن ياسين لم يتوقف ادار جسدها كاملا نحو الحائط وهدر :
_ مش كفايه لازم تعرفى صواج كويس عشان ما تكرريهاش تانى
ركلت الارض بقدميها وهدرت ببكاء :
_ حرمت والله حرمت
اخفى ضحكاته بصعوبه من طفوالتها التى تهلكه ضحك وحاول السيطره على نفسه قائلا :
_ بس بطلى دبدبه انتى ما تعرفيش ان يا سين بيضايج من الحركه دى
توقفت عنها سريعا ليخرج هو ما فى جيبه من لفافه بيضاء وبيده الاخرى ولاعه صغيره فتح الورقه
بصمت مرعب لتكشف عن كم من الصواريخ الصغيره اشعلها بسرعه وجذب خلفية عنقها ليدسها
فى ملابسها من الاعلى شعرت بالسخونه وما ان استدارت حتى تكتشف الامر حتى استمعت الى صوت فرقعات متاليه تصدر من داخلها صرخت بجنون وهى تحاول الوصول الى ظهرها وبدئت تقفز بجنون :
_ اعااااا حرمت حرمت حرمت حد يلحقنى
لم يستطع يا سين فى هذه اللحظه ايقاف ضحكاتها وظل يشاهد قفزاتها وصراخها الجنونى بضحكات متالتليه
جاهد ان تكون شريره :
_ نيهاااااا هاهاهاهاها......نيهاااااا هاهاهاهاها
فى الصباح
تأمل نومتها البريئه التى لا يصدق كيف طاوعه قلبه على ارهابها ولكن تلك الشيطانه الصغيره
توصله للجنون بنصف عقلها المتمرد الذى سيسقطه فى منتصف طريقه سحب انفاسه بتعب وضمها الى صدره
فقلبه الذى ينبض بحبها لم يستطع ان يراها فى هذه الحاله
فتحت اعينها وانتفضت سريعا تبعده فى قلق هتف ياسين متصنعا عدم المعرفه :
_ مالك يا حببتى ؟ خير ...كابوس ولا ايه ؟
ابتلعت ريقها وقلبت نظراتها المتوجسه به لتهتف وهى بحالتها :
_ اه باين كدا كان كابوس
اقترب منها يسألها بخبث :
_ كا ن ايه ؟
ضيقت نظرتها وهى تجيبه :
_ الحــــــــــيوان اللى اسمه صواج
سارع يكمم فاها قائلا :
_ بس بس خلى كلامك خفيف لاحسن يحضر ,,
ازاحت يده وتمتمت برعب :
_ ياسين ,, اوعك تكون حركه ,,
اجابها نافيا وهو يخفى شبح ابتسامته :
_ لع لع انى ما عهزرش فى حتة صواج دى خصوصى انه ممكن يحضر فى اى لحظه وعنيه تطج شرار
حركت رأسها بطفوله فاسترسر وهو يجذبها الى حضنه قائلا :
_ انتى بس ما ضايجنيش ,,وهو ما عيطلعلكيش واصل ,,واعجلى وبطلى شغل الجنان بتاعك
ظل يمسد على شعرها وكأنه يرقيها او يلقى عليها تعويذه تجنبه جنونها ,,
لكنها قفزت من بين يده تهتدر بطفوله :
_ بس انا عايزه اروح ,,,
فشل تماما فى اخفاء ضحكته وخرجت رغما عنه وتبعها قائلا :
_ ليه بس يا بت الناس
هتفت متذمره وهى تهجر الفراش :
_ انا زهقت من الجوازه دى بقى ,,,
نهض هو الاخر من الفراش ينتابه دهشه من هتافها الغريب :
_ كلام ايه اللى بتجوليه دا ؟
فتحت خزانتها على مصراعيها لتخرج منها عباؤه السوداء فوق بجامتها وهتفت :
_ انا مش عايزه اتجوز خلاص رجعت فى كلامى ,,
مسح وجه بضيق وهتف بصوت عال :
_ اللهم طولك ياروح ,, يا بنت الناس ارحمينى انتى متسلطه عليا
قطع حوارهم طرقات عاليه اتت من باب غرفتها مصاحبا نداء والدته :
_ يا يا سين صوتكم مالى الدوار كلته
نفض عباؤه وتوجه نحو الباب ليزيحه بينه وبين والدته وهتف متعصبا :
_ بجى صوتنا لحج ملىء الدوار
شهقت والدته وهى تلطم صدرها بخفه :
_ اومال يعنى استنى لما يملىء ....
ارجع رأسه للخلف وتمتمت بحزن :
_ اللهم طولك ياروح ,,هتلاجيها منين ولا منين يا ياسين ...
تمالك نفسه اخير واسترسل وهو يزفر انفاسه :
_ خير يا حاجه ...
اجابته بجديه :
_ عواد وابو الروس متخانجين وجاين تحت تحكم بناتهم
اؤمى برأسه وهدر :
_ حاضر يا حاجه نازل حاضر
تزحزحت عن الباب وهى تزفر انفاسها متأزمه ,,,
استدار يا سين يرمق ريهام بحنق ثم لوح باصبعه فى حدة :
_ وانتى قسما بالله لو ما عجلتى لاعجلك انى ...
تركها وغادر من الغرفه تماما متوجها الى قاعة الزيارات الخاصه بالجلسات العرفيه لا يلاحظ ابدا انه
نزل دون تبديل عباء النوم لقد افقدته تلك المجنونه صوابه واصابته بعدوى الجنون ,,,
دخل الى القاعة ملقيا السلا م :
_ السلام عليكم ,,
اجابه الطرفين بوجه مكفر دون ملاحظته :
_ وعليكم السلام
مر من امامه وهم بالجلوس قائلا بنبرته الخشنه :
_ هاا خير بيناتكم ابه ؟
رفع عواد وجه واستعد للهتاف لكن رؤيه ياسين بهذا الشكل الجمت لسانه تماما وحدق دون ان ينبث فاه
تسأل ياسين بسخريه :
_ خير الجطه كلت لسانك ولا ايه ؟
اشار اليه ابو الروس والذى لاحظ ايضا هيئته وهتف مندهشا :
_ انت اللى فى ايه مالك يا واد الكفراوى ؟
رمقه يا سين دون اهتمام وهاد يسئاله بنفس السخريه السابقه :
_ مالى يا ابو الروس ناجص يد ولا رجل؟
اجابه ابو الروس وهو ينفض كفاه ببعض :
_ وبتسأل ناجص ايه ... انت ما شايفش نفسك ولا ايه ؟
وبرغم تعجب ياسين من حديثه الا انه اخفض بصره ليحدق بهيئته لعل ذلك الروج
يلطخه مرة اخرى ,,, لكن عندما رأى نفسه اذدت صدمته وتمنى ان تنشق الارض وتبتلعه الان
نهض من مكانه يهرول خارج المجلس دون ان يهدر حرفا خجلا من نفسه ,,,
توجه نحو المنزل يصارع ذباب وجهه ويتمتم بكلمات غير مفهومه وما ان ولج حتى رأى ريهام
تقف على اخر درجه من درجات السلم الطويل مرتديه جلبابها الاسود تعزم على الخروج
واجهها على الفور لقد عرف اين يصب غضبه الان صاح بصوت جهور :
_ رايحه على فين ؟
اجابته ريهام متعلثمه :
_ عاااايزه امشى
صر على اسنانه وهدر بحده :
_ تروحى على فين ؟ هو انى لسه عجالتك
رفعت اصباعها محذره بنبره مهزوزه :
_ ياسين ... انا مش هسماحلك ابداا انت مجنون وانا مش عايزه الجوازه دى .. يعنى مش عايزها
ومش هرجع فى قرارى ابدااا
صرخ بها بعنف :
_ اطلعلى على فوج بدل ما الخدم يتفرجوا على اللى هعمله فيكى
همت لتعترض لكن صوته القوى الغاضب الصادح بـ:
_ اطــــــــــــــلـــــــــعى فــــــــــــــــــوج ..
جعلها تستدير فى سرعه لتقفز عبر الدرج فى رعب جلى جعلها تتعثر فى ذيلها عدة مرات
وبرغم غضب يا سين منها الا ان فرارها المذعور وتعثرها المتكرر جعله يضحك دون شعور
فــأره هاربه ادعت الشجاعه وفرت فى اول مواجهه ..
بالاعلى
لهثت عندما توارت فى جانب الدرج مختفية عنه وما ان انتظمت ضربات قلبها حتى تمتمت بتذمر :
_ هو هيخوفنى ولا ايه ؟ انا لازم امشى يعنى لازم امشى ؟ اه دا مجنون ممكن يعمل فيا حاجه هو وصواج بتاعه
دا ... كممت فاها سريعا ... وازحته لتستكمل .. انا اسفه يا استاذ صواج والله ما كنت اقصد .. وفاضت عيناها
بالدموع الطفولى وهى تسترسل .. انا عايزه اروح ...عااااا
مدت رأسها كى تراى ان كان الممر خالى ام لا فلاحظت اختفاء يا سين من الوسط فعادت تخطوا خطوات حذره
نحو الاسفل على اطراف اصابعها مضت وصلت اخير واستمرت فى المضى نحو الباب وهى تشعر بلذة
الانتصار تكبر شيئا فشيئا ...لكن كان من خلفها ياسين يخطوا نفس خطواتها الحذره فى انتظار فرصة الانقضاض
لقد كان بانتظارها من الاساس اقتربت من الباب وقبل ان تمدد قدمها بالخطوة الاخيرة جذبها من تلابيبها الخلفيه
وهو يهدر بغليل :
_ جولت ايه انى ...
ادارها اليه ببطء فلم تستطع النكران واجابته :
_ اااا اطلع ..فـ فـ فــوق ...
صر على اسنانه واشار بأصبعه نحو الاعلى ودفعها ,, حركاته زادتها فزعا و رغبه فى الفرار فاستدارت
مرة اخرى نحو الباب لعله يغفل لثانيه عنها فتنقذ نفسها من براثنه ,,, لكنه التقطها ثانيا قائلا :
_ رايحه فين انتى ؟
اجابته متعلثمه :
_ مش كدا فوق ..
ضيق عينه ولم يجيبها فهتفت متذمره :
_ ايه انت هتاكلنى ولا ايه ؟
ظل يتمسك بملامحه الشرسه حتى يزيد الايهام عندها فعادت تنحب بطفوله قائله :
_ ما تتحولش ابوس ايدك ,, ياسين
مال بجذعه ليختطفها أعلى كتفه فشهقت بفزع وارتفع صوتها اكثر عندما انتبهت انه يصعد باتجاه
الاعلى :
_ يا ماما حد يلحقنى ,,يا مامى ,,يامامى ,,
فى نفس التوقيت كان يتابع المشهد الخادماتان بهيه واسماء لتهتف اسماء قائله :
_ يا ابوى يا ابوى ,,
شاركتها بهية نفس الاندهاش وهدرت على نفس النحو :
_ يا مرارى ,, عرسان صوح