رواية نيران عشقك السرمدي الفصل الثامن 8 بقلم خلود بكري
الفصل الثامن
#نيران عشقك السرمدي
بعد مرور ثلاثة ايام وصلت السفينة الى وجهتها أخيرًا، ترجل عابد بلهفة إلى حيثُ مكانهم ليستقبله الشيخ فى رحب واشتياق قائلًا:
لقد افتقدتكم كثيرًا احمد الله على سلامتكم
عابد بود:
سلمك الله أيُها الشيخ الطيب.
جذبهم لداخل الخيمة ليرتاحو قليلًا من عناء السفر فجلس معهم لتبادل الحديث عن أحوالهم ليردف عابد بشوقٍ يسكنه:
كيف حال رحيق؟
أجاب صفوان بامتنان:
بخير يا ولدى ستأتي الآن هى وشقيقتها.
ذهب أنس لحاجته للنوم فقد عان من هواء البحر وترك عابد يتحدث معه حتى أتت الفتيات يجلسن جوار أبيهم...
ليتحدث عابد قائلًا:
كيف حالك رحيق؟
اجابته بهدوء يصاحبه بعض الخجل:
انني بخير اشكر الله على سلامتك.
تبسم في ود حتى وجه حديثهُ لتلك الفتاة:
كيف حالك هذه أول مرة أراكِ بها
ابتسمت فى صفو لتجيب:
الحمد لربى أنا عيناء شقيقة رحيق الصغرى.
أخبرني والدي ورحيق عنك كثيرًا لقد تشرفنا بك صهري...
ابتسم أثر كلامها الطيب:
لقد زدتُ شرفًا بكم....
لكني أريد منك شيء واتمنى ان لا ترفضه.. اشار لها بالموافقة لتستكمل باقى حديثها:
لا تأخذ رحيق منى لا يوجد لي أحدًا سواها
تحدث صفوان يعنف ابنته:
كفا حديث يا عيناء ليس وقت هذا الحديث…
ليتكلم عابد بجد صادق:
اتركيها تحكى ما تريد هذا حقها وانا اعدكِ ان لا احرمك منها لا تقلقي ما تريديه انتى ورحيق سأفعل بكل ود..
ابتسم الشيخ صفوان على حسن اختياره ليردف بإعجاب صريح:
حقًا انك رجلًا بكل معانى الكلمة لن اندم على اختيارك لأبنتى يومًا ما....
هيا إذهب لترتاح قليلًا لأجل حفل المساء…
•••••••••••
ذهبت الفتيات يجهزنا ثيابهم لحفلة الخطبة فارتدت رحيق ثوبًا من اللون الأحمر القاتم ورفت عنها ذلك الوشاح لتبرز معالم وجهها كالبدر فى ليلة التمام كان يزين وجهها بعضا من النمش الذي اعطى لها رونقًا جذاب، كانت مثل فراشة لامعة زينت الوانها بطبيعة خلقها الله بها ففضلت أن تظهر بدون أى زينة وبرضا تام، خرجت مع شقيقتها الى المكان المنشود لأقامة الحفل وضعت عيناء الوشاح عليها نظرًا لوجود الرجال محدثة لها بهدوء:
انتى تعلمين قواعدنا لن ترفعى الوشاح الا ليلة الزفاف..
ابتسمت رحيق بهدوء:
اجل صغيرتي أعلم جيدًا
التفت فتيات قبيلتها يهنئونها بحب فهى محبوبة بين النساء...
دلف ابيها الى الخيمة التي تخص النساء ليضع خاتم الخطبة فى يديها فهلل الجميع فى فرح داعين الله لها أن يتم لها تلك الزيجة المباركة..
..............
النبش فى الذكريات گمثل جرحا كان قد التأم وفتح من جديد اعتصر الحزن معالم وجهها وخفقت نبضات قلبها بألم عندما أخبرها فراس أنه سيسافر الى منزلهم القديم لضرورة جلب بعض الأوراق الهامة التى يحتاجه لعمله فأردفت بحزن:
اخاف عليك أن يصيبك مكروه البيت مهجورًا منذُ زمن....
مسد على رأسها يطمئنها بهدوء:
لا تخافي سوف أخذ معي فريقًا مختصًا هناك سرًا عليه أن أجده لعلنا نجد شيء يدلنا على ما فقدناه...
وافقته والقلق يلازمها فظلت تدعو الله ان يعود سالمًا.....
♡♡♡♡♡♡
فى منزل قفل منذ سنوات غطى التراب معلمه بوحشة قاتلة رفع كفيه بسكون ليدفع الباب ففُتح على مصراعيه أخذه الحنين لتلك الغرفة التى تملئ صوت ضحكاتهم ولهوهم فيها تذكر أخيه الذى خُطف منذ زمن ومن حسرة والديه انقلبوا بالسياره فى حادث أليم، فقدوا فيه الحياة كان فراس يكبر أخيه الأصغر بثلاثة سنوات ويكبر مريم بخمس سنوات أخذها وذهب إلى مكان آخر فلم يستطيع العيش فى هذا البيت بعد فراقهم أخذ يبحث فى أرجاء المنزل على صورة لأخيه دلف لغرفة المكتب يقلب ادرجها ليجد ورقة سطرت بها كلمات جعلت قلبه يرجف أحقا ما وجد جلب الأوراق وجميع الصور أمامه ليذهب مسرعًا الى ذلك العنوان وبداخله أمل أنه سيجد ما يبحث عنه......
دقات خافتة طرقها بسكون لتفتح عجوز ارتسم الشيب على ملامحها بإتقان ليتحدث بهدوء عكس ما بداخله:
السلام عليكم يا امي كيف حالك؟
ارتعشت يديها بإعياء واضح لتجيب:
وعليكم السلام ي ولدي تفضل.
دخل فراس البيت وجلس مقابل لها ليتحدث بجد:
أريد مساعدتك يا أمى فى أمرًا وأعطى لها الصورة قائلًا بأمل يسكن قلبه:
هل تعرفى ذاك الصغير؟
دققت بها عدة مرات فى محاولة مستميتة للتذكر لتجيب بأسف:
لم اتذكر شيء يا والدي هل اخبرتنى ما قصة هذا الطفل علني اتذكر شيء...
أجابه بهدوء والألم يعتصر قلبه:
هذا أخى فقدناه فى عمر الثلاثة سنوات وأبحث عنه منذ دهرًا ولم أجده...
ربطت العجوز عليه فى حنان والم صادق:
لاتيأس يا ولدي ستجده إن أراد الله...
تبسم بهدوء ليقف مودعًا لها قائًلا بشكر:
شكرًا لكي يا أمي هل تحتاجين شيء؟
اوقفته قائلة بتذكر:
أصبر يا ولدي لقد تذكرت شيء منذ زمن جاء طفلًا صغيرًا هاربًا من إمرأة تضربه بقسوة فأخذته امرأة بجوارنا وظلت تسأله هل هذه تكون أمك فكان يهز رأسه بالرفض وعندما رأته تلك السيدة معنا فرت هاربة فأيقن أنه مفقودًا من أهله ولجهلنا ذهبنا وأوضاعنه بالملجأ سأخبرك مكان الملجئ علك تجد شيء يوصلك إليه هناك..
شكرها مرارًا وأخذ العنوان ورحل..
••••••••••••••••••••••••••
بعد دقائق وصل فدلف إليه يبحث عن مسؤول هذا الملجأ فوجده رجلًا خالط الشيب رأسه، ليطرح عليه السلام وبداخله إصرار انه لن يعود إلا ومعه الحقيقة كاملة.
نظر الرجل للصورة التى أمامه بدقة ليخرج من درج مكتبه صورة تشبها كثيرًا ليردف بتبسم قائلًا:
هذا الطفل الذى جاء صغير وكبر وترعرع بهذا الملجئ أنه من أفضل ما مر على ملجأنا يا ولدي...
تشنج جسده بفرح ليجيب بتوتر ولهفة:
وأين هو الآن هل تغير أسمه كان يسمى مراد..
أجابه الرجل بجدية:
لقد أطلقنا عليه إسم عابد
سكنت الصدمة معالم وجهه ليردد بخفوت:
عابد؟
ليسترسل حديثه بلهفة قائلًا وأين هو الآن؟
أجابه الرجل فى الم:
لقد كبر، أتمم دراسة وأصبح تاجرًا مشهور الآن يسافر عبر البحر للعمل لقد أثر فينا كثيرًا لشدة الخير الذى كان به لكنه يأتى الى زيارتنا عندما يكون هنا فى مصر..
علت الدهشة وجهه وسكنت الصدمة قلبه ليهلل بفرح:
شكرًا أيها الرجل الطيب لن انسى معروفك ابدًا وركض مسرعًا إلى أخته ليزف إليها الخبر ويكاد يجن من الفرحة....
••••••••••••••••
ذهب مسرعًا يقود السيارة بجنون حتى أنه تفادى الكثير من الحوادث ليصل بعد عدة ساعات للمنزل يطرق على بابه بلهفة..
ركظت مريم نحو الباب ودقات قلبها يسكنها القلق لتفتح بهدوء فدلف فراس يصيح بقوة:
لقد وجدته مريم لن تصدقى من هو
ارتجف جسدها قليلًا لتتحدث بهمس قلق :-
من هو فراس ما عدت أتمالك أعصابي
تحدث صادقًا كنت اعلم انه هو منذ أن رأيته اتعجب من القدر لقد كان أمامًا ولم نتعرف عليه!
أنصتت إليه والدمعُ يسيل على خديها ليستكمل قائلًا بصدمة الجمتها:
انه عابد يا مريم...
تطلعت له بصدمة لتردد قبل ان تسقط مغشية عليها:
عابد يكون أخي؟!