رواية الحلوه و الجدع الفصل السادس بقلم ياسمينا احمد
فى المطبخ
تصاعدة الابخرة وهى تقف فى المنتصف تفعل ما يحلو لها ارادت التعليم فى توقيت غير مناسب
فاليلة سيجتمع لديها اكثر من عشرة افراد من النساء والرجال ليشاهدوا قدرات زوجة الكبير التى
فضلها عن بنات الكفر جميعا واصر عليها ليدخلها عالمهم ويفرضها عليهم فعلى اقل تقدير لابد
ان تنجح فى طهو الطعام ,,,,, ولله الامر من قبل ومن بعد ,,,ادعت المعرفه ولم تجعل أى شخص يساعدها
وشطحت بخيالها فى تصوير لبعض الاكلات حسب خيالها وبطفولة زائده وصارت تدندن :
_ قولو لعين الشمس ما تحماش ,,,لاحسن حبيب القلب صابح ماشى ...
لم تكمل اغنيتها المميزه بسبب يد يا سين التى امسكت عنقها من الخلف تصنمت مكانها عندما اشتمت عطره
وهتفت بصوت مرتعش :
_ حـ..حـ..مدلله على السلامه يا حبيبى
سحبها معه الى الخارج وهو يهدربضيق :
_ سلامه,,,, دانا اللى مش هخلى فيكى حتة سليمه
تحركت معه وهى تهتف بقلق :
_ لى كدا يا حبيبى بس ...دا انا وقفالك فى المطبخ ولا الشيف الشربينى وبحمر وبشمر عشان خاطر اطول رقبتك
هدر من بين اسنانه :
_ ما لكيش دعوة برجبتى تانى يا ريهام خليكى فى حالك وسيبى رجبتى فى حالها
وصل الى الغرفة ودفعها الى الداخل واغلق من خلفه ثم اشار الى جانب عباؤه قائلا :
_ ايه دا ؟
استطنعت عدم الفهم ودققت جيدا فيما اشار وهدرت مستفسره :
_ روج ....انت بتخونى يا ياسين اخص عليك احنا لسه فى شهر العسل
ضاق صدره من مراوغتها وتأكد تماما انها فعلتها عن عمد فاندفع باتجاها يمسك براسغها :
_ دا مش شهر عسل دا عسل اسود ومنيل ...انى تفرجى عليا الخلايق وتخليهم يغامزوا ويلمزوا عليا
انا ياسين الكفراوى اللى الكل بيعملوا حساب تعملى فيه اكدا بتحرجينى
لوحت باصبعها فى وجه وهى كالفأر الصغير الذى حبس فى المصيده :
_ والله يا حبيبى ما اقصد بعدين الروج دا المفروض انه ثابت
هدر بحدة وهو يحركها بعنف :
_ وانتى جايه تجربيه ثابت ولا لع على جلبيتى ...اعمل فيكى ايه ؟ اعمل فيكى ايه اجتلك واتويكى فين ؟
شعرت ريهام بتفاقم غضبه وشعرت تجاه غضبه بالاسف ولكن فات الاون لقد ترك يدها والتف الى الخزانه
يلعن تحت انفاسه وهو يخرج عبائة اخرى نظيفه فاقتربت منه بتودد:
_ ياسين حبيبى مش هتسامحنى بقى
لم يجيبها بل خلع عنه جلبه وهو ينفخ قائلا :
_ الصبر يا ربى
هتفت له بطفوله :
_ انت لسه ما دقتش اكلى بعد كدا هتكلمنى بواسطه دا انا عاملك اكل ما حصلش
رمقها باستخفاف وهو يدس يده الى جلبابه قائلا :
_ ربنا يستر ونطلع من غير خساير فى الاروح
وكزته بلطف فى كتفه وهى تهدر :
_ مش لما تدوق الاول
اجابها بسرعه وكأنه نسي امر مهم :
_ خليتى بهية واسمهان يساعدوكى ولا لا
اجابته وهى تؤمى بسعاده :
_ طبعا يا حبيبى اطمن
رفع يده الى السماء قائلا :
_ يارب طمنى انا عبدك المبتلى
اغتاظت من كلماته وظهر على وجهها الضيق واتخذت جانبا اجفل عينيه بضيق من عدم قدرته على غضبها
فاقترب منها يربت على ظهرها بحنو :
_ خلاص يا ستى انشاء الله خير
التفت له بسعاده وهمت لتحتضنه ولكنه تراجع قائلا :
_ لع ما عدش اامنلك تانى ارجعى انى عايز انزل اقابل اخولى
ابتسمت له وهدرت بلطف :
_ طيب يا حبيبى انا هسيبك تنزل وهنزل انا كمان عشان اجهز الغداء
احتضن كتفها ونزل معا ولكن قبل ان يغادر الغرفه نزل يدة وترك كتفها خاليا تعرف ريهام انه تدريجيا
يسحب رصيد محبته لتعتاد هى امر جفاف مشاعره ولكن ابدا لم تتركه ستظل تشعل ناره وتدعى الغباء
لن تحول قصة حبها الى زواج تقليدى وستجبره على معاملتها كما تريد هى وليس حسب هيبته ورجولته ما تقتضى
______________________________________--
فى الاسفل
اتجهت ريهام نحو المطبخ تضع المسات الاخيرة وبدئت بتحضر الاطباق والسرفيس وهى تظن انها افضل
طباخه فى العالم دخلت بهية واسمهان يعرضان مساعدتهم قائلين :
_ تحبى نساعدك فى حاجه
اجابتهم بثقه وكبرياء :
_ لا يا بنات انا خلصت كل حاجه روحو انتو بس حضرو السفره انما الغرف والتنسيق دول مهمتى انا
استدار الفتاتان فى طاعة بينما وقفت ريهام تغرف الطعام دون ملاحظة ما فعلت اخرجت الدجاجات من الفرن برأسها
واحشائها الداخليه واجلستها فى الطبق وغيرها وغيرها حتى اصتفت عدد مناسب من الدواجن ثم عادت الى المكرونه
التى لم تطهوه وضعت عليها الصوص الاحمر وبدئت بالاتجاه نحو غرفة الطعام ترص الاطباق بسعادة بدئت فى وضع
المنشفات القطنيه امام كل طبق اعلى الطاوله وهى تظن انها مبدعه ما هى الا تواثى ودخل ياسين ومعه والدته الحاجه قدريه شخص بصره الى شكل الدجاج وهيئتة المقززة التى تنم انها لم تنظفها بشكل الصحيح
لتهتف ريهام بسعادة :
_ عجبك مش كدا
تمتمت الحاجه قدريه قائله :
_ لا حول و لا جوة الا بالله
حكك ياسين جبهته وهو يحاول تهدئت نفسه لقد احرجته بما يكفى هذا اليوم ولا متسع الان لتصحيح ما فعلته الضيوف من ورائهم والسفرة امامهم لقد خرج السهم من القوس وزعن نظراتها بينهم ولوحت باصباعها بابتسامه :
_ ما تهزروش
خرج ياسين من صمته غاضبا وزمجر قائلا :
_ انتى ما تنطجيش نص كلمه يارتنى كنت اتجوزت بت خالتى وارتحت
اشتعلت هى الاخرى عند ذكره اسم غيرها بالتمنى على لسانه واندفعت قائله :
_ ازاى يعنى انت ظالم على فكرة انت لسه ما دقتوش عشان تحكم انه وحش وازاى تقول يارتنى كنت اتجوزت بنت
خالتى لى هو انا مش ماليا عينك ولا ايه
كان صوت شجارهم عالى مما جذب انتباه الضيوف تحركوا باتجاه الغرفه ليشاهدوا سبب شجار العرسان الجدد
اجاب هو اندفاعها باندفاع اكثر شراسه لملاحظتة التجمهر الذى اتى على صوتها :
_ حطى لسانك جوه خاشمك وما تنطقيش
لم تبالى ريهام بما حدث وهتفت غير مباليه كعادتها :
_يعنى ايه ما انطقش انت مش جيبنى هنا خدامه يا ياسين اتكلم وقت ما انت عايز واسكت وقت ما انت عايز
رمقها ياسين بنظرات ناريه حتى تقطم لسانها الذى سيسوقها فى مشكلات بلا عدد ولكنها لم تردعها واستردفت قائله :
_ ايه دا انا اتجوزت اكبر ظالم على فكرة
اشار اليها باصبعه قائلا بصرامه :
_ اطلعى على فوج
ابت التزحزح ولكن عينيه المشتعله جعلتها تتراجع عن فكرة تحديه الان انسحت بغضب من امامه ليحدق هو
باعين الضيوف التى اعتلاها السخريه وهدر بحده يشوبها الحرج :
_ خلاص اكده عرفتوا اللى فيها ياريت كل واحد يروح على داره
هتفت خالته عزيزه متصنعه المواساه :
_ اا.. غريبه يا ولدى ما تعرفش عوايدنا ....
قطم كلماتها قائلا :
_ ما عايزش مواسيه من حد مرتى ما بتعرفش تطبخ غير الاكل الطلايانى هى حبت بس تغير الاصناف المتعودين
عليها
هتفت عزيزية ساخرة :
_ نعم هو الابصر ايه اللى بتقول عليه دا بيطبخوا الطيور على ما هى كده
اؤما هادرا :
_ ايوه واكتر من اكده كمان دول بياكلو الصرصير حيه ... عن اذنكم
ترك خلفه الكثير من الهمهمات وبداخله الكثير والكثير من الحرج التى لم تكف هى عن افتعاله
ليقرر هو اخفاء حبه وابراز جموده لمرة واحده حتى تكف هى عن اهدار كرامته
________________________________________________
فى غرفتها
جلست فى جانب الغرفه اعلى الكرسي المطل على الشرفه تحرك قدميها بعنف وتوتر ليدخل ياسين
ويغلق الباب بقوة فهمت هى بالنهوض استعداد لتكملت مواجهتها بكل قوة
_ مش انا اللى تعنفنى بشكل دا ....
قطم كلماتها وهدر بقسوة لم تعتادها هى منه :
_ ريهام ..انتى مش متحمله المسئوليه كونك مرات كبير الكفر كلتها رغم صغر سنه مش مجدره ان الناس
مستنيالى غلطة تنزل بعالتى كلتها الارض يا اما مستغبيه يا اما بتستعبطى
اجابته بضيق :
_ انا مش بستعبط انت عايز تعمل سي السيد قدام الناس على حساب حبنا
هتف وهو يحاول كظم غيظه :
_ زواجنا نقطه مشتركه بين كرامتى وهبتى جدام البلد كلتها ما هو مش معجول امشي كلمتى على الكبير والصغير
وانا فى بيتى مش عارف احكم مراتى واربيها
اندفعت هى تحذره :
_ ايه تربينى دى شايفنى ايه ناقصه ربايه
ضاق صدرة من مناقشتها وصاح بها بغضب :
_ ايوة ناقصة ربايه ... استوقفتها الكلمه وصدمتها ....استرسل هو دون اهتمام بصدمتها ...لما تردى عليا
جدام القريب والغريب يبقى ناجصه ربايه يا بت الناس ,ولما اجولك خلى بهية تساعدك وانتى تعملى من ورايا
وتكذبى عليا وتجولى ساعدونى وتحرجى دمى بالشكل دا فى وسط الناس وبرغم من اكده ما حبتش
مراتى تطلع ما بتعرفش تعمل شاى حتى ,, وجولت ان العك اللى هببتيه دا اكل طليلانى
ساد الصمت للحظات حتى قطعته هى قائله :
_ انا هروح بيت بابا
حرك رأسه بأسف وهتف بمراره :
_ هو دا اللى عندك بدل ما تجوليلى هتعلم وهجف فى ضهرك ..استردف ساخرا ,,,لع صحيح بنا جصة حب
استدار من امامها وتحرك باتجاه الباب ووهدر من فوق كتفه ....انى هتصل بأبوكى ياجى ياخدك ...
لم تنتبه من صدمتها الا بصوت الباب الذى اصتك بقوه جلست بانهزام أ على الكرسى المجاور بينما هو
خرج باتجاه غرفته الصيفيه يحاول بصعوبه التحكم فى مشاعره التى ستسويه ارضا ...
بعد مدة ليست بقصيره بينما ريهام تحتضن ساقها بشرود علا صوت هاتفها فالتقطته دون اهتمام وهتفت :
_ الو
اجابتها امها بالطرف الاخر :
_ فى ايه عندك ياريهام
زاحم والدها صوت والدتها وهتف بضيق :
_ جوزك بعتلنا ناخدك لى ؟ عملتى ايه ؟
لوت فمها بحرج وهتفت وهى تحرك اصابعها فوقة باقى اطراف بنانها :
_ ا,,ااا....اصل ..اصل ما عرفتش اطبخ انهارده
اجابتها امها مستنكره :
_ ما عرفتيش تطبخى دا ايه ؟ هو دا سبب يا بنتى يبعتلنا ناخدك عشانوا
هتفت ريهام من جديد بحرج :
_ الصراحه كدا انا نيلت الدنيا خالص وشكل الفراخ ما بتعملش مقفوله
على الطرف الاخر اتسعت عين والدتها وقذفت الهاتف الى والدها لرغبتها فى افراغ ما فى معدتها
بينما هى استرسلت :
_ مش عارفه ايه الظلم دا دول حتى ما دقوهاش مش يدوقوا
اجابها والدها بضيق :
_ جاتك القرف وعايزينهم يدقوها لى ؟ ما الجواب باين من عنوانه
اعتدلت اعلى الفراش وهدرت بضيق مماثل :
_ يا بابا ما تظلمنيش انت كمان كان بلاش فراخ فيه مكرونه
سئالها والدها ساخرا :
_ والمكرونه دى اتغسلت ولا لا ..
اجابته وهى تلوح باصباعها مؤكده :
_ لأ الا دى انا عارفه دى ما لامستش المايه من الكيس للصوص على طول
جارها والدها بالامر وتسائل :
_ وجوزك عمل ايه فى الكارثه دى ؟
اجابته هى بتحسر وحزن :
_ قالى يارتنى اتجوزت بنت خالتى
_ معلوم ..الراجل عداها العيب وازح انتى ما تنفعيش تفتحى ازازة بيبسى مش تفتحى بيت ..صاح مناديا ياشوقيه
يا ام ريهام ...تعالى شوفى بنتك حلو الموضوع مع بعض لاحسن هطلقك انتى ..
التقطت منه الهاتف سريعا لتهدر ريهام ببكاء :
_ يعنى يا بابا هو يبهدلنى قدام الضيوف وانت تقف فى صفه دا ايه الظلم دا
هتفت والدتها باهتمام لعلها تجد نقطة بيضاء فى صحيفة ابنتها اليوم :
_ بهدلك ازاى يا بنت ضربك ولا ايه ؟
اجابتها وهى تمسح دموعها الطفوليه :
_ لا ما وصلتش لكدا انا وقفته عند حده وقولتله ما تزعقليش كدا
لطمت امها رأسها بيأس ولوى والدها فمه بسخريه قائلا :
_ بنتك لسعه وربنا ,, اقترب من الهاتف قائلا :
_ انا مش هاجى اخدك ياريهام انا هسيبك لياسين يربيكى من اول وجديد انتى سايقه الهبل على الشيطانه
مرواح عندك مش رايح انتى الغلط راكبك من ساسك لرأسك وبتستهبلى البيت الطويل العريض دا
ما فيهوش حد تسأليه الاكل بيتعمل ازاى
اجابته ريهام :
_ لا فى بهيه واسماء وماما قدريه بس انا حبيت اتعلم من جوجل
هدر والدها بضيق كميدى :
_ اقفلى السكه فى وشها....
اجابته امها :
_ عيب اصتبر بس نحللها المشكله
هتف هو بتعصب :
_ مشكلة ايه قولى ميت مشكله خليها تحل مشاكلها مع على جوجل
اختطف منها الهاتف واغلق الخط ...
حدقت ريهام بشاشة هاتفها غير مصدقه مغادرتهم وتسائلت ببلاهه :
_ جوجل يقصد ايه بالكلام دا ؟
ضيقت عينيها ثم هتفت بجنون :
_ ااه يقصد ابعت مشكلتى على جروب المشكلات ..طيب انا هشهدهم عليك يا ياسين
امسكت هاتفها لتزيد الطين بلا ....فالغباء والجنون لا دين له ....