رواية لم تكن خطيئتي الفصل السادس6 بقلم سهام صادق


 رواية لم تكن خطيئتي الفصل السادس بقلم سهام صادق

صعدت الدرجات بأرهاق ظاهر فوق ملامحها ورغم ذلك كانت السعاده متوهجه في عينيها اليوم بدأت اول حصه لها في دورة الحاسوب وحينا تنتهي من تلك الدوره ستتقدم لدورة اللغه الانجليزيه.. خطط كثيره اردات فعلها ومع حماسها كان الأمل يغمرها 

وقفت أمام باب شقة خالها تطرق الباب تنظر إلى الأكياس التي تحملها ورائحة الطعام تفوح منها.. 

دقائق مرت ولم تسمع صوت خالها لتقطب حاجبيها متعجبه.. فخالها دائماً موجود بالشقه بتلك الساعه 

كادت ان تتحرك تصعد نحو شقتها الا ان الباب انفتح فتوقفت تنظر للمرأة الواقفه أمامها تلوك العلكه 

 - مين انتي ياحببتي 

ارتفع حاجبي قدر تنظر لنظراتها التي تفحصها 

 - أنتي اللي مين 

 - نعم ياحلوه يعني احنا صحاب البيت وتسأليني انا مين... عجب

ارتدت قدر للخلف بملامح مصدومه بعدما أغلق الباب بوجهها تنظر حولها لتعيد طرق الباب ثانيه فتفتح المرأة الباب صارخه 

 - في ايه ماقولنا الشقه غلط 

 - فين خالي منير

-  هو انتي قدر.. 

جذبتها لاحضانها تُقبلها 

 - ياختي قولي كده من بدري

ابتعدت عنها قدر تلتقط أنفاسها الهادره لتتعلق أعين " سميرة" بالاكياس التي تحملها 

 - كلك ذوق والله ياحببتي وبتفهمي 

والتقطت منها الأكياس فوقفت قدر مذهوله تبحث داخل الشقه عن خالها 

-  هو خالي فين 

-  بيريح ياحببتي شويه.. أصله تعبان 

هتفت بها سميره تغمز لها بعينها لتتراجع بخطواتها للخلف 

-  اه.. طب انا طالعه شقتي 

طالعتها سميره وهي تركض فوق درجات الدرج تمصمص شفتيها

 - مالها وشها اتخطف كده... هو انا قولت حاجه مش ولا بد 


*************************************

اتكأت بظهرها على باب شقتها بعدما اغلقته تضحك على زوجة خالها الجديدة... لا تعلم كم هو رقمها في زيجات خالها الكثيره

ازاحت حجابها من فوق خصلاتها لتُلقي متعلقاتها فوق الاريكة وهي تبتسم 

 - مش هتتغير ابداً ياخالي.. ياترى ديه العروسه رقم كام 

قطبت ما بين حاجبيها وهي تعد زيجاته السابقه لتزفر أنفاسها من عدم تذكرهم 

نفضت رأسها بأرهاق بعدما يأست من عدهم واتجهت نحو المطبخ 

 - وانا اللي كنت معشمه نفسي على الفراخ المشويه... الجبنه والبيض طلعوا من نصيبي 

******************************************

وقفت كالتائهه تنظر حولها وشعوراً واحداً كان يملئ قلبها... وحيده في بيت والدها ويالها من كلمه ومعنى... والد عاشت سنين عمرها يُحملها غلطة ارتكبها هو وليست هي 

 - أنتي بقى بنت الرقاصه 

ابتلعت غصتها تنظر في أعين المرأة التي أمامها 

 - انا مش بنت رقاصه انا بنت إبراهيم العزيزي 

صفعة قويه هبطت فوق خدها لترفع عيناها نحو الواقفه

-  وليكي عين تردي عليا

اتسعت عيني لطيفة ذهولاً وهي ترى عهد ترفع يدها لترد صفعتها

 - وكمان بترفعي ايدك عليا

قبضت فوق معصمها ترفع صوتها عالياً

 - أنتي هنا زيك.. زي الكرسي ديه أوامر اخوكي محدش طايقك ولا طايق نجستك... صبحه بت ياصبحه تعالي خديها من وشي 

صوت واحد كان يتردد صداه في أذنيها يُخبرها بالحقيقه التي ستعيشها 

" اهل ابوكي هيجوا ياخدوكي... خالتك وماتت خلاص معدش ليكي مكان هنا " 

***********************************

تناول كأس الماء بأيد مرتعشه... المرض أرهق جسده واصبح يلزم فراشه... ابراهيم العزيزي بقوته انهكه المرض... يالها من حياه لا يُدرك المرء نعمه صحته وقوته الا بعد فوات الآوان 

هكذا كان الحج ابراهيم شارداً وهو يبتلع حبة الدواء لتهتف المرأة المسنه التي قضت سنوات عمرها في خدمه هذا البيت 

 - بالشفا ياحج

 - حامد جاب عهد 

اماءت السيدة " رسمية" برأسها فأتسعت ابتسامه الحج ابراهيم 

 - مدخلتيهاش على اوضتي ليه يارسمية زي ما قولتلك 

 - الست لطيفه ياحج هي... 

ابتلعت باقي حديثها وهي ترى لطيفة تدلف للغرفه تتباطئ في خطواتها تضم بطنها بكفيها وكيف لا تضمها وهاهي ستنجب الولد الذي سيثبت اقدامها بالبيت وأمام عائله زوجها 

-  عامل ايه النهارده ياعمي 

 - الحمدلله

واردف بلهفة يتسأل 

 - فين عهد يالطيفه 

وقفت قبالة رسمية تنظر إليها بتوعد 

 - اول ما جات دخلت اوضتها وقفلت على نفسها... اظاهر ياعمي كرها عيشتنا 

سعل ابراهيم بشده وقد تبدلت ملامحه للحزن.. فماذا كان سينتظر حبها له بعد أن رماها لخالتها... ملئت الحسرة فؤاده يغمض عيناه شارداً في الماضي 

انسحبت رسمية من الغرفه بعدما حملت صنية الطعام وداخلها يتآلم على تلك الفتاه التي لن ترى خيراً على يدي زوجة أخيها الحاقده 

****************************************

كتمت ضحكتها بصعوبه وهي ترى خالها يُخلص ذراعه من زوجته يضرب كفوفه ببعضهم حانقاً

-  ياساتر عليكي ست... متبته فيا ولا كأني ههرب منك 

 - صباح الخير 

تعلقت نظرات منير بها مبتسماً 

 - عامله ايه ياقدر...معلش الوليه مكلبشه فيا بقالها يومين معرفتش اطلع اسأل عليكي 

اماءت برأسها له متفهمه 

-  ايه رأيك في سميره 

مال منير برأسه عليها يسألها عن ذوقه في اختيار زوجته لتبتسم مُتذكره لقائهم

 - شكلها طيبه وبتحبك

تنحنح منير خجلاً يحك فروة رأسه التي غزاها الشيب

 - هي فعلا بنت حلال وطيبه... اهي تاخد بحسي في الأيام اللي بقيالي

نفس العباره التي كان يقولها لهم دوماً وبعد شهراً يتم الطلاق ويتزوج من أخرى

 - انت رايح فين على الصبح كده

 - رايح اقابل فتحي صاحبي.. عقبال عندك شبكته النهارده

صباحاً كان جميلاً بنكهة خالها..مع حياة خالها التي لا تعرف منطق كانت تجد سعادتها التي تنتهي فور دلوفها من باب الشركه التي تعمل بها 

****************************************

عيناه افاضت بحنان تمنت ان تراه منه منذ زمن... تمنت ان تكبر بين احضانه ترفع رأسها بأسمه ولكن كانت دوماً تعلم انه تخلي عنها لأنها جاءت غلطه من راقصه تزوجها على زوجته وأم أولاده 

 - قربي مني يابنتي... ولا بتكرهيني اوي كده 

تساقطت دموعها وهي ترى ذراعيه الممدوده لها 

 - عندك حق تكرهيني... سامحيني 

" تكرهه" كلمه كلما كانت تخرج من قلبها تموت قبلها... احبته بفطرتها احبته رغم تركه لها ونبذها عن حياته.. عاشت كاليتيمه في منزل خالتها ولم تلقي منه إلا المال وزيارات عابره كي يرضى بها ضميره 

 - كان غصب عني ابعدك عني... 

ابتلعت غصتها وهي تغمض عيناها... هي أم اشقائها المجروحين على وفاه والدتهم وفي النهايه كانت هي بره الحسبه فالندم وظلمه لام أولاده جعله ينبذها  فأبنة الراقصه كانت لا تستحق الا النبذ عقابً عن والدتها 

نهض من فوق فراشه حتى يُقربها منه... تحرك بصعوبه نحوها يمد ذراعيه إليها.. أرادت ان تشعر بحضنه... ولكن قلبها ابي.. ركضت من أمامه تختلي بغرفتها لتجد زوجة شقيقها تفتح باب غرفتها 

 - تعالي اخوكي عايزك 

نهضت من فوق فراشها تمسح دموعها... فالاخ الأكبر اليوم تذكرها ولكن بقية الاخوه لم تسمع عنهم الا حديث لطيفه بمدى بغضهم لها 

صفعة قويه كانت أول ما تلقته من يد حامد الغليظه وهو يرمقها بوعيد 

-  اوعي تكوني فكره ان رجوعك هنا هيخليكي تاكلي بعقل ابوكي .. ولا قرش هتاخديه طول ما انا عايش 

***************************************

غادرت المركز الذي تدرس فيه كورس الحاسوب بعد مواعيد عملها لأيام محدده بالأسبوع.. كان الشارع المؤدي للطريق العمومي هادئ فلم تنتبه من اقتراب احدي السيارات منها وفي ثواني كانت حركتها مقيده بأيد أحدهم لم تستطع المقاومه فأعصابها بدأت ترتخي من أثر المخدر لتغلق عيناها ودموعها تتساقط من الخوف

فتحت عيناها بصعوبه بعد وقت لا تعلمه تنظر حولها بهلع ويديها تدور حول جسدها.. ملابسها كانت كما هي مما جعلها تطمئن قليلاً ولم تكد تفوق من ثقل المخدر حتى هبت مفزوعه وهي تجد رجلاً يدلف إليها يفحصها بنظراته 

 - انت مين وجبتني هنا ليه..

صرخت بهلع مما جعله يضحك 

 - صوتي على كيف كيفك محدش هنا هينجدك 

-  عايزه تعرفي مين... وماله اعرفك يااخت الدكتور

عندما ذكر اسم أخيها لم تفكر بشئ الا به 

-  عمر ماله... حصله حاجه 

 - شوفي انتي خايفه عليه وهو مفكرش فيكي 

واحتدت نظراته وهو يقترب منها ونظراته توحي بالشر 

-  مع اني حذرته لو لمس اختي 

-  لبنى اختك.. 

ارتجف جسدها تبتعد عنه فالتصق جسدها بالجدار 

 - انا عاصم العزيزي ياريت تحفظي الاسم كويس عشان تعرفي اخوكي ان عاصم العزيزي مبيتخدش منه حاجه غصب عنه 

 - لبنى مراته... 

ابتلعت ريقها بخوف من نظراته تشيح عيناها بعيداً عنه.. تمالكت قوتها لتدفعه بقوه راكضه نحو الباب المغلق... تمزق ذراع ثوبها من جذبه لها مما جعل عيناه تتعلق بذراعها العاري

 - رجوعك لاخوكي قصاده طلاق اختي.. وزي الحلوه كده هتسجلي كل كلمه هقولها ليكي لا إلا 

وتأملها كيف تُداري ذراعها المكشوف عن عينيه المتربصة

 - هخلي واحد من رجلتي يبسطك اووي...

-  ابعد عني ياحيوان... ياناس حد سمعني 

تركها تدور حول نفسها يتمتع بهيئتها ..هكذا كان يشفي غليله من النساء.. فأكثر شئ يكرهه بحياته بكائهن المزيف نحو الشرف والعفة 

 - قولتلك محدش هنا هيسمعك ولا ينجدك مني... ها اختاري 

صمت اذنيها بأيديها تستجمع قوتها تندفع نحو الباب تطرقه لعلا أحداً يسمعها... الخوف كان يملئ قلبها تعلم أن لا أحد سيشعر بغيابها 

 - هنفضل كده كتير... 

واندفع نحوها بعد أن ضجر من صراخها 

-  هتسجلي لاخوكي وتقولي كل كلمه هقولهالك ولا نصورك كام صوره حلوه ف حضن واحد وانتي عارفه الباقي 

لم تتحمل جنونه فعاصم لم يكن أمامها الا رجلا افسده المال والسلطه.. بصقت بوجهه تدفعه عنها بكل قوتها 

 - انت مريض

لم تكن تعلم أن تلك الكلمه ستثير جنونه.. انتفخت اوداجه من شدة الغضب فالحقيقه قالتها كما قالتها له أخرى من قبل..

ارتفع كفه لأعلى ينوي صفعها ومشهد اخر كان يتجسد امامه ولا يعلم لما اليوم يتذكر تفاصيل تلك الليله 

انفتح الباب فجأه وصوت شهاب الهارد يصدح بالمكان يلتقط أنفاسه 

-  عاصم 

تجمدت عيناه ينظر لتلك المرتجفه أمامه 

 - انت بتعمل ايه... انت مش هتبطل أفعالك ديه

-  كنت لازم افهم من الاول ان رجالتي الخونه اتباعك ياشهاب باشا... ياكبير عيلة العزيزي 

 - نقول تاني.. رجوع اخته قصاد اختي 

 - انت اتجننت... اختك خلاص بقت ست متجوزه 

اشتعلت عيناه غضباً

 - اتجوزته من ورايا... وانا محدش يعصي أمري 

-  احب افكرك ان اخويا عايش ووافق يجوزهاله... عاصم بلاش الماضي يخليك تهدم حياه ناس تانيه

كانت واقفه بينهم ترتعش تتمنى ان تغمض عيناها لتجد كل ما مرت به اليوم مجرد كابوساً لا أكثر... اتجهت نحو الحائط تسند جسدها عليه تبكي بقهر على حالها... لقد تركها عمر لهؤلاء الناس وهانت عليه 

أظلمت عيني عاصم وهو يتذكر الماضي الذي لا يعرفه الا اثنان ومنهم ذلك الطبيب ... خطيئه لم تُغفر ولم ينساها يوماً بل حفرت داخله 

انسحب عاصم دون كلمه فالمشهد عاد أمامه وهو يرى زوجته بأحضان ذلك الطبيب الذي لم يكن الا رفيق "عمر"

التقط أنفاسه وكأنه كان في صراعاً.. مازالت آهاتها تصم اذنيه رغم السنين وموتهم 

نيران التهمت احشائه ليُسرع نحو سيارته مغادراً المكان تحت انظار رجاله 

***************************************

اشاح عيناه بعيداً عن حرمة جسدها يخلع سترته عنه ليُعطيها إليها 

التقطت سترته بضعف ترتديها حتى تخفي ذلك التمزق.. ضمت الستره نحو جسدها تستمد منها الدفئ بعد مامرت به 

رمقها خلسه يشير إليها ان تتقدم أمامه.. سارت ببطئ تبكي وصوت آنينها يخترق أذنيه

تنهد شهاب بسأم بعدما خرجوا من فيلا المزرعه الخاصه بالعائلة 

 - تعالي اركبي متخافيش 

تعلقت عيناه بها وهي تنظر اليه... لم يرى الا نظرات الخوف والهلع 

-  متخافيش صدقيني هوصلك لبيتك 

اطمئنت له ولم تعرف لما.. صعدت السياره بضعف.. لتجده يصعد جانب سائقه يأمره بالانطلاق... مرت ساعه وأكثر إلى أن وصلوا أمام البنايه التي تعيش بها 

 - بعتذر منك على اللي عمله عاصم... اتمنى تقبلي اعتذاري

لم تتحدث بكلمه فكل ما كانت تشعر به هو الضياع... تتمنى ان تركض لغرفتها تحتمي بها...

ترجلت من السياره دون التفاف مره اخرى نحو السياره ونظرات شهاب عالقه بها يزفر أنفاسه بقله حيله من تهور عاصم الذي كان سيضع نقطه لن تغتفر بحياته 

 - اتحرك ياسعيد... شكل اليوم ده مش راضي يخلص 

انطلق سائقه دون كلمه أخرى يتمني هو أيضاً ان ينتهي هذا اليوم على خير 

*******************************************

ارتمت فوق فراشها تبكي بحرقه تهمس بأسم اخر شخص اردت ان تتذكره 

" كريم".. 

اتي الصباح وشهاب جالساً في مكتبه ينتظر عودة عاصم خائفاً عليه... يشعر وكأنه يدور بساقية لا يعرف لها نهايه... تحمل عبئ لم يكن يتمناه كل ماكان يتمناه ان يُصبح فخر لعائلته ورجلاً ناجحاً يُشير الناس نحوه.. حقق امنيته بجداره ولكنه دفع المقابل من سنوات عمره التي ضاعت وهو يعلو بأسمه دون راحه

انتبه علي صوت سياره عاصم... ليخرج من مكتبه متجهاً اليه بلهفه 

رمقه عاصم مُتجاهلا له صاعداً لأعلى 

-  انا راجع على سوهاج... بس مش هسيب اختي ف ايد الدكتور وهجيبها ومش معنى انك خفيت سافر فين اني هسكت.. مبقاش عاصم العزيزي لو معرفتش ياحضرت النائب 

اكمل صعوده بعدما القى على مسمعه ما ينتويه... تنهد بيأس فعاصم وكأنه بحربً يُريد ان يخرج منها منتصراً

اتبعه يصعد الدرج بخطوات سريعه هاتفاً

-  عمر ميعرفش حاجه عن علاقه خديجه ب هاني... بلاش الأوهام اللي في راسك... بلاش نفتح الدفاتر القديمه ونكشف المستور

-  انا متفرقش معايا الفضيحه... لكن خاف على نفسك منها مش بنت اخوك برضوه

-  انت ايه يااخي اللامُبالاه اللي فيها ... انت من ساعه اللي حصل وشايفنا كلنا اعداءك وصوتك من راسك... عاصم ارجع زي زمان بلاش القسوه اللي بقت مغلفه قلبك 

زمجر بوحشيه وقد سيطر عليه الماضي مجدداً

-  البركه ف بنت اخوك اللي ربتها ياسيادة النائب 

اطرق شهاب رأسه ارضاً... كلما حاول تجاوز الماضي عاد عاصم يفتح اقفاله من جديد 

-  خديجه كانت صغيره واضحك عليها 

 - اضحك عليها ولا انت اللي فشلت ف تربيتك 

واردف بقسوة وكأنه يُعاقبه

-  اخ جري على أمريكا عشان يشوف مستقبله وعم كل اللي همه نجاحه ويوصل لاهدافه.. ده انت حتى فشلت ف جوازك 

ارتفع كف شهاب نحوه يصك فوق أسنانه 

 - لو كنت حبتها بجد وعوضتها مكنش ده حصل 

 - بنت اخوك كانت خاينه... خاينه... خانتني مع الدكتور... كانت في حضنه اقتلتهم ولو رجع الزمن بيا تاني هموتهم ميت مره 

ارتجف جسد شهاب بعدما غادر ليسقط فوق الفراش واضعاً وجهه بين كفيه لا يعرف على ماذا يندم على تربيه ابنه شقيقه الراحل ولم يُقصر بأعطاءها حبه ودلاله ام علي زواجه ام علي ضغطه على جرح عاصم وزواج لبنى من عمر وهو يعلم ان عاصم يكره عمر بشده لظنه انه كان يعلم بالحقيقه 

***************************************

تعلقت عيناها بالستره التي تُذكرها بصحابها... رائحة عطره مازالت عالقه بأنفها وتفاصيل تلك الليله لم تُغادر أحلامها 

اغلقت خزانة ملابسها لتُغادر بعدها لعملها الذي أصبح ملاذ وحدتها رغم ما تجده به... انتهى دوام العمل لتنظر للمستندات المطلوب منها تدوينها على احد برامج الحاسوب... غادر جميع الموظفون حتى هناء زميلتها قد غادرت.. لتزفر أنفاسها براحه وهي تطبع المستندات

 - عم عبده اوعي تمشي وتسبني استناني

كانت المره العاشره التي تهتف بها قدر لساعي الشركه مطمئنه لوجوده معها

-  حاضر يااستاذه.. هنزل بس اجيب حاجه من عربيه البشمهندس وراجع تاني

اماءت له برأسها تنظر حولها.. ف الشركه فارغه تماماً.. عادت تنجز الجزء المتبقي منها ، فمجرد طباعه ورق لا اكثر وستنصرف على الفور

-  قدر

انتفضت مفزوعه من سماع صوت السيد فهمي وهو يقف قبالتها 

-  بقالي ساعه بنادي عليكي

 - اسفه يابشمهندس مأخدتش بالي

-  هاتي اللي طبعتيه وتعالى ورايا على المكتب

أسرعت في جمع الأوراق مُتجها لمكتبه.. تتمنى ان ينتهي هذا اليوم الثقيل على قلبها

دلفت غرفه مكتبه تبحث عنه بعينيها.. تقدمت خطوتان للداخل مُتعجبه من عدم وجوده تهتف بأسمه

 - بشمهندس فهمي

الفصل السابع من هنا

تعليقات



×