رواية يناديها طفلتي الفصل السادس6 بقلم عصام مصطفى


 رواية يناديها طفلتي الفصل السادس بقلم عصام مصطفى

, نظرت غرام اليه ببلاهه وعدم استيعاب لتردف قائلة :
, _مش فاهمه يعني ايه؟
, اقترب صهيب بوجهه من وجهها ليهمس بصوت منخفض :
, _يعني انتي مراتي ، ايه اللي مش فهماه في كده ؟
, قطبت حاجبيها مردده :
, _دي احلام اليقظه دي!؟
, رفع حاجبه الايسر ناظرا الي عيناها مرددا :
, _احلام يقظه !
, رفعت كتفيها بلامبالاه مبتعده عنه ومن ثم قامت مبوالات ظهره له ليصبح ظهرها مقابل لوجهه مردده بثقه :
, _اها احلام يقظه ، الواحد ساعات من كتر مابيبقي مهوس بحاجه بيحصلوا زي تهيؤات او احلام يقظه كده ان الحاجه دي بقت ليه او بقت بتاعته 
, ارتسمت ابتسامه علي ثغره ليجذبها من ذراعها بقوة اليه ، وقام بمحاصرتها بينه وبين مكتبه ، التصق بها لتتراجع بجزئها العلوي للخلف بتوتر ، اتسعت ابتسامته وهو يري توترها 
, اردف قائلا من بين ابتسامته :
, _انتي كنتي حلم بالنسبالي واحلي حلم وحققته ، وعندك حق في حاجه من كلامك صح 
, ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تنظر في عيناه مردده :
, _حاجه ايه ؟
, اقترب من اذنها مرددا بهمس :
, _اني مهوس بيكي ياطفلتي ، وحابب اقولك حاجه خليكي عرفاها دايما ، قلبي ده عمره مادق لغيرك ولاهيدق لغيرك انتي نبضاته 
, ابتسمت بخجل لتتمالك ذاتها وقامت بدفعه بحده مصطنعه مردده :
, _بقولك ايه انت هتعملهم عليا ياصهيب بيه ، عاوز تفهمني انك داخل في الاربعينات ومحبتش قبل كده قول كلام غير ده ، وياريت بلاش لف ودوران وقولي مراتك ازاي انا فاكره كويس اننا متجوزناش

, قطب حاجبيه باانزعاج ليردف قائلا بضيق :
, _اولا افتكري كويس لانك مضيتي علي عقد جوازنا وباارادتك وممكن تسأل باباكي في الموضوع ده ، ثانيا انا لسه مكملتش السابعه وتلاتين سنه واه ياطفلتي مقولتش لحد الكلام ده قبل كده ولا حبيت قبل كده حابه تصدقي صدقي مش حابه حاجه ترجعلك بس كلمتين تحطيهم في عقلك الصغير ده 
, صمت لبرهه لينظر الي قسمات وجهها المنزعجه ومن ثم استرد قائلا :
, _الاولي انك هتكملي عمرك معايا لحد اخر نفس فيكي وفيا والتانيه انك عمرك ماهتخرجي من القصر ده غير معايا 
, رفعت اصبعها بنرفزه في وجهه مردده :
, _اسمع بقي انت الكلمتين دول ياصهيب بيه ، الاولي وهي اني مش مراتك ولو صحيح انا مش موافقه بده يعتبر زواج باطل ، والتانيه اني مش مجبرة افضل جمب واحد قد ابويا ويتحكم عليا اعيش جمبه لحد مايموت وانا مبحبوش مش مجبره افضل مع واحد مبحبوش ، وبابا لو عرف انك حابسني هنا الدنيا هتولع انت سامع 
, نظر الي اصبعها المرفوع في وجهه ببرود يخفي خلفه آلم كلماتها ، ابتلعت ريقها لتخفض اصبعها ، وقامت بعض شفتيها بندم علي ماتفوهت به 
, القي نظره اخيره عليها ليتركها ويتجه الي الخارج 
, وقفت تراجع كلماتها مأنبه ذاتها علي مااردفت به لتزفر بضيق ، كيف لها ان تجرحه بتلك الكلمات البسيطه هو لما يفعل لها شئ سئ منذ ان رأته دافع عنها واحبها وانقذها من ذلك المغتصب لم يطلب منها الكثير فقط طلب حبها وبقاءها بجواره 
, اتجهت الي الخارج باحثه عنه لتعتذر منه لتجده واقف مع والدها في غرفة الجلوس 
, اقتربت من الغرفه لتستمع الي ماقام بتحطيم فؤادها الي فتات صغيره 
, راجي :
, _انا جوزتهالك وخلتها تمضي علي القسيمه اكنها بتمضي علي ورق شغل زي مااتفقنا انا نفذت اتفاقي وانت مدتنيش المقابل اللي اتفقنا عليه ، عشرين مليون جنيه اعتقد مش خساره فيها ولا ايه ياصهيب بيه 
, حاول الحديث لتتركهم وتركض الي الاعلي ، ركض صهيب خلفها منادياً بااسمها حتي تتوقف :
, _غراام استني  ، غرام اسمعيني طيب 
, لم يستطيع اللحاق بها لتدلف الي داخل الغرفة مغلقه الباب بالمفتاح ، اخذ صهيب يطرق الباب بعنف مرددا :
, _غرام افتحي الباب 
, مرت ثواني منتظر تلبية كلماته ولكن انصدم من اصوات تحطيم الاشياء داخل الغرفة 
, ازدادت عنف طرقاته مرددا بقلق :
, _غرام غررررام افتحي ، غررررام اهدي ونتفاهم ياحبيبتي 
, في الداخل 
, كانت تحطم كل مايلامس يدها ودموعها تتسابق في الهطول علي وجنتيها 
, تعلم ان والدها عاشق للثراء والمال ولكن لم تعلم ان وصلت به الحقاره ان يقوم ببيعها مقابل بضعت ملايين ، اصبح الغريب بالنسبه لها اكثر شخص يحبها ويعلم انها لاتقدر بثمن والقريب بالنسبه لها بائع لايريدها 
, منذ ان ولدت ولم يحالفها حظها بتلك الحياه ، وكأن الحياة تحالفت ضدها ، او انها سيئه لتلك الدرجه ليحدث معها كل هذا 
, تركتها والدتها في يوم ولادتها وذهبت لعالم اخر ، ايعقل انها بكل هذا السوء لترحل والدتها عنها !
, ويقوم والدها ببيعها بقلباً بارد ، لم تشعر ببعض الاهتزاز بنبرته وهو يتحدث ، الي هذا الحد لايحبها احد ، والي هذا الحد هي سيئه !؟
, حتي ذلك الذي اعترف بعشقه لها قامت بخذله ، قامت بطعنه بكلماتها الحاده دون اي تفكير !
, نظرت حولها لتتابع تحطيم ماتبقي مع اطلاق صرخه قوية ودت لو انها تستطيع اخراج كل مابداخلها بهذه الصرخه 
, صرخت وصرخت حتي كادت احبالها الصوتيه ان تتلف ، مع تزايد طرقات صهيب علي باب الغرفة وصوته المرتفع القلق 
, نظرت لحطام الزجاج امامها بضياع لتنحني ملتقطه احدي القطع الحاده 
, في الخارج 
, كاد صهيب ان يجن جنونه ليحاول تحطيم الباب ، وماان هم بدفعه ليجدها تقوم بفتح باب الغرفه ناظره اليه بوجهاً شاحب تملاؤه الدموع 
, هم ليتحدث لترتمي في احضانه بضعف ، حاوط جسدها بيده بحمايه وخوف مرددا :
, _غرام انتي كويسه ! 
, همست غرام وهي تشعر بالدوار :
, _انا وحشه اوي ياصهيب وحشه اوي ، مستاهلش اعيش 
, ربت علي خصلاتها بقلب يتمزق من نبرتها الموجعه ليردف قائلا :
, _انتي مش وحشه ياطفلتي العالم هو ال وحش ، العالم هو ال ميستاهلكيش 
, شددت علي ثيابه بيدها اليمني مردده :
, _انا اسفه ، اسفه اووي ياصهيب سامحني 
, اردفت بكلماتها الاخيره بضعف تزامنا مع اغلاق عيناها مستسلمه للمجهول 
, شعر بثقل راسها علي صدره وهبوط يدها الممسكه بثيابه ، ليرجع راسها للخلف واخذ يتفحص وجهها بخوف وقلق ..
, ليلمح يدها التي  تنزف بقوه صرخه مداويه انطلقت منه بااسمها
تعليقات



×