رواية اسيرة قلبي الفصل السادس6 بقلم ريهام حلمى

 




رواية اسيرة قلبي الفصل السادس6 بقلم ريهام حلمى


في منزل سامر


اتسعت عينا رنيم بعد جملته وتراجعت لااراديا للخلف ،وهي تنتفض بداخلها فزعا بعد نيته الحقيره التي اظهرها الان ،بينما اخذ هو يقترب منها ليقربها اليه ولكن هي بحركه سريعه ركضت وامسكت باحدى التحف الثمينه وهي تهدده بنبره باكيه:

_خليك مكانك اياك تقرب !


مسح سامر بلسانه علي اسنانه ورد عليها بخبث:

_ارمي اللي في ايدك ده واعقلي ،كده عاوزه تموتبني يا نيمو!


تراجعت رنيم بخوف وهو تقول بنبره متوسله:

_اعقل يا سامر ،سيبني امشي والنبي.


قهقه سامر بشده علي سذاجتها ،ورد عليها بوضاعه:

_تمشي فين بس ،انا ماصدقت جيتلي بنفسك.


ترنحت رنيم بعد جملته وبدأت نغزات الالم تنتابها وهو تدرك الان فداحه ما فعلته ،حاولت التصرف فمدت يدها الي حقيبتها لتتناول هاتفها ولكن كان اسرع منها ،فجذب منها هاتفها والقاه بعيدا ،ومن ثم جذبها من خصرها بقوه حتي تألمت من قبضته ،وهو يقول ببرود:

_اهدي يا حبيبتي انا بحبك ،خليكي هاديه اوك !


حاولت رنيم ازاحت قبضته عنها ولكنها لم تستطع ،فأومأت برأسها لتسايره حتي تستطيع الفرار منه ،بينما هو عندما وجدها اطاعته تركها ،ولكن لم يبعد نظره عنها ،ثم اخرج من خزانته ورقه ومد بها اليها قائلا بهدوء:

_هسيبك تمشي ،بس تمضي علي الورقه دي الاول.


نظرت اليه رنيم بضياع وهي تسأله بدموع:

_ورقه ايه دى؟


نظر سامر الي الورقه وهو يقول ببساطه :

_ورقه جواز ،انا وانتي هنتجوز عرفي.

_اييييه؟!!!


هتفت بها رنيم بصدمه وزهول بينما قابل هو صدمتها ببرود ،وهو يقول باصرار:

_هتمضي علي الورقه دي هسيبك تمشي ،اما بقي لو رفضتي انا مش عارف ممكن اعمل ايه.


انتفضت رنيم ودق قلبها بقوه اثر كلماته ،وهو ترجوه بنبره باكيه :

_حرام عليك يا سامر بابا لو عرف هيموتني وكمان فار…


قاطعها سامر بعصبيه :

_ماليش فيه ،انا هستخدم الورقه دي علشان اخد اللي انا عايزه منك ومن ابوكى !


نظرت اليه رنيم باسمئزاز ،هاهو يظهر نيته انه طمعان بها وبمالها ،فحاولت التحدث ببعض الشجاعه ،فصرخت بغضب:

_بس انا مش همضي علي حاجه وهمشي حالا ،ابعد من وشي


همت لتفتح الباب لترحل ولكن جذبها من زراعها ودفعها لداخل فسقطت علي مكان المها ،فتأوهت بشده ،تحاملت علي نفسها لتنهض مره اخري لم تستطع ،ثم امرها مجددا ان تمضي ولكنها رفضت بشده ،فاخرج مديه من جيبه وقربها اليها فاتسعت عينيها بخوف ،وحاولت التحدث لكنه جذبها من زراعها وجرحها بالمديه في زراعها جعلت الدماء تدفق منه ،فصرخت بألم ،فسألها ببرود:

_ها يا نيمو هتمضي ولا اكمل.

هزت رنيم رأسها برفض ،فجرحها مجددا فصرخت بقهر ،وهي تتذكر حديث حسن معها بالامس ياليتها استمعت له ولم تعاند ،


خارت قواها بعد جرحها عده مرات ،وحين لم تستطع التحمل اكثر من ذلك هتفت بالم :

_كفايه همضي ،همضي.


ابتسم سامر بخبث بعد موافقتها ،فتوقف عما يفعله ،ثم ناولها القلم حتي مضت علي ورقه الجواز العرفي ،ثم ربت بكفه علي وجنتها بخفه قائلا باستفزاز:

_شاطره يا نيمو احبك وانتي مطيعه كده.


نظرت البه رنيم بقرف ،ثم تحاملت علي نفسها ونهضت وهي تمسك بزراعها الذي يؤلمها ،بينما جذبها هو من زراعيها ،فانتفضت فزعه وهي تسأله ببكاء:

_انت عاوز مني ايه تاني ؟


ابتسم لها باستفزاز وهو يرد ببرود:

_هنضفلك الجرح يا مراتي ،ماينفعش اسيبك تمشى كده.


كانت في تلك اللحظه تتمني ان تبصق عليه ،ولكنها فضلت ان تسايره لكي تفر من بيته ،ومن ثم بعد انتهائه من تنظيف جرحها تركها ترحل وهي تلعن الساعه التي رآته بها. …..

__________________

في قسم الشرطه ،،،،

جلس فارس خلف مكتبه باريحه وهو ينظر لفرح ومصطفي ببرود ،وهو يتوعد لهم بداخله ،وخاصه تلك التي نعتته بالمريض ..

تطلع اليهم بتفحص وهو يأمر العسكري بحزم:

_خد العيال دول علي الحجز واتوصي بيهم علي الاخر.


ما ان سمعت فرح تلك الجمله حتي امسكت بمصطفي بخوف ،هل ستدخل في غرفه مع النساء المشبوهات بالداخل ،عند تلك النقطه لم تتحمل واجهشت بالبكاء بصوت مسموع لاحظه فارس ،فقال ببرود:

_لا يا حلوه اجمدي كده ،دا انا لسه ما عملتش حاجه ،دا انا هوريكم المريض ده هيعمل ايه !


نظر اليه مصطفي بغضب وهو يقول بعصبيه :

_اياك تكلمها كده تاني ،انت فاهم ؟


جز فارس علي اسنانه بغضب مما يقوله،وهي عادته حين يغضب ويثور ولكنه اظهر عكس ذلك وهو يشاور للعسكري بامر ان يأخذهم من امامه ،وبالفعل اصطحبهم الي الخارج واخذهم الي غرف المسجونين ،بينما اراح فارس ظهره علي مقعده وهو يدخن سيجارته وهو يتذكر معاناته مع المرض النفسي 


قبل سبع سنوات :

كان يجلس في غرفته وحيدا بعدما قام بضرب احد زملائه بالمدرسه ضربا مبرحا ،حينها دلف اليه والده وهو يجلس بجانبه بهدوء ،ثم قال له بجديه :

_اعمل حسابك هتروح للدكتور المره دي.


التفت له فارس بوجه متهجم وهو يرد عليه برفض قاطع:

_انا مش مريض ومش هروح لدكاتره.


تأفف حسام من عناد ابنه ،فحاول ان يحدثه بهدوء ربما يستمع له قليلا:

_اسمعني يا فارس ،حالتك هتسوء اكتر وكل مره اقولك بطل العدوانيه دي لكن انت بتزود فيها ،وياعالم كان هيحصل ايه لو ملحقتش زميلك اللي ضربته وبعدته من تحت ايدك.


جز فارس علي اسنانه بقوه وهو يتذكر زميله الذي اخذ يسخر منه امام باقي زملائه لانهم لا يحبونه فما كان امامه سوي ان يبرحه ضربا امامهم حتي لا يخطأ معه مره اخري..


ارجع فارس شعره بعصبيه للخلف وهو يبرر :

_صدقني يا بابا هو الل….


قاطعه حسام تلك المره بوجه صارم :

_انتهي يا فارس انا قولت هتروح للدكتور ،يبقي تنفذ الكلام وبس مفهوم ؟


قبض علي كفه بقوه وهو يومأ برأسه بحزن مجبرا ليذهب مع والده ،ثم بعد ذلك استقرت حالته نوعا ما ولكن لم تهدأ شراسته وعدوانيته تجاه الاخرين الاقليلا وخاصه الذين يسيئون معه.

____________________

في فيلا سيف الصاوى ،،،،

كان الاجواء حزينه للغايه في فيلا سيف ،فعندما اخبر سيف منه بانه لم يجد اثر لحلا ،حتي تهاوت فاقده للوعي ،بعد احتمالها خساره ابنتها ،بينما قبض سيف علي قبضته بعصبيه ،وهو يكاد عقله يذهب منه ،فقد بحث عنها بكل الاقسام والمستشفيات ولكن لا اثر لها ،وها هو يقف الان بجمود ولا يدري ما الذي يمكن ان يفعله ،واحمد وحسام يقفون معه يحاولون كيفيه التصرف في تلك المصيبه ،فهتف حسام بجديه

:

_اكيد عند واحده من صحباتها


نفي سيف برأسه وهو يرد عليه بغضب :

_دورت عند كل صحباتها مفيش اثر ليها.


ربت احمد علي كتفه وهو يقول بجديه :

_يبقي لازم نبلغ البوليس يا سيف.


اومأ سيف وهو يقول بحزم وجديه :

_هو ده اللي هيحصل ،انا هكلم بنفسي اللواء سامى وهعرف بنتي فين !


وافقه كلا من حسام واحمد ،وبللفعل هاتف اللوأء سامي وقص عليه كل شئ يخص ابنته ،ثم التفت الي الطبيب الذي اتي الي زوجته فاسرع اليه بقلق ،وسأله عن حال زوجته:

_خير يا دكتور.


هز الطبيب رأسه باسف ،وهو يقول بجديه :

_مدام منه فقدت النطق موقتا من الصدمه اللي تعرضت لها.

___________________


في فيلا عاصم بتركيا،،،،،


تململت حلا في نومها وهي تبعد غرتها بتأفف من وجهها ،ثم فتحت عينيها واغمضتها ثانيه من الضوء الشديد وفتحتهما مره اخري حتي استطاعت التركيز جيدا ،نظرت حولها بتعجب وصدمه ،هذه ليست غرفتها ولا مكانها .ولا فراشها…


انتفضت بفزع وهي تعتدل جالسه ثم نظرت الي ثيابها التي تبدلت عند ذلك الحد ولم تتحمل ،فأنزلت قدمها من الفراش وهي تتقدم من الباب ليفتح لها احد وهو تصرخ وتستنجد ان يساعدها احد.…


بينما كان عاصم غارقا في عمله مع مساعدته عليا الذي يثق بها كثيرا ،ولكن قاطعه الاستغراق في عمله صوت حلا وهي تصرخ وتستنجد باحد ان يساعدها ،فسألته عليا بقلق:

_مين دي اللي بتصرخ يا باشا؟


قلب عاصم في الاوراق التي امامه وهو يقول ببساطه :

_دى البنت اللي خطفتها.


اتسعت عينا عليا بصدمه وهو تسمعه يقول جملته ببساطه ،مرددت بزهول :

_ايه خطفتها ؟


اومأ عاصم برأسه وهو ينهض من مكتبه ثم اشار لها بامر:

_ايوه تعالي ورايا حالا.


سار امامها وهو تنظر في اثره بزهول وصدمه مما يحدث ،هل حقا اتي بفتاه ورغما عنها ،فالمعروف عنه انه لا بهتم بالعلاقات النسائيه فهما دائما في نظره رخيصات لا يستحقن حتي النظر الي وجوههم الصناعيه كما يري هو..


سارت خلفه بعمليه وهي تصعد درجات السلم ،ومن ثم وقف امام الغرفه التي يحتجز بها حلا ،ومد يده الي جيبه وهو يخرج المفتاح الخاص بالغرفه ومن ثم وضعه بالباب وفتحه ،بينما كانت حلا بالداخل مستمره بالطرق علي الباب وما ان انفتح الباب ،حتي تراجعت لااراديا للخلف ،وهي تراه امامها بهيبته العملاقه والسواد المظلم بعينه …


وهمت ان تنطق بحروفها التي تاهت منها ولكن هو كان الاسرع منها وهو يقول بجديه :

_قبل ما تقولي اي حاجه ،انا هوفر عليكي كل ده ،انتي مخطوفه هنا ،يعني تقدري تسمي نفسك اسيرة هنا في مملكه عاصم غنيم اللي هو انا.


لم تستوعب حلا مما يقوله وما يهذي به ذاك الذي يقف امامها ،فقالت بصدمه :

_انت مجنون!


نظر لها عاصم بغموض ثم تقدم منها عده خطوات وهي تتراجع للخلف حتي سقطت علي احدي المقاعد خلفها ،فحاصرها بزراعيه ،وهو يقول بحزم :

_اول درس ليكي هنا يا حلا ،تعلمى تمسكى لسانك وانتي بتتكلمي معايا مفهوم؟










حركت حلا رأسها للخلف من اقترابه من بتلك الدرجه ،وادمعت عينيها مهدده باسقوط وهي تسأله بخوف :

_انت مين وعاوز مني ايه ؟!


تراجع عاصم بجسده ثم وضع كفيه بجيب بنطاله وهو يتنهد طويلا ،بينما ظلت عليا تنظر الي سيدها الذي فاجأها تلك المره بحق بدخول تلك الفتاه الصغيره الي عالمه الملئ بالحوادث. .


نظرت حلا الي ظهره وهي تنتظر منه جوابا علي سؤالها حتي قرر اخيرا الرد عليها وهو بلتفت لها قائلا بجديه :

_انا مين ،انا ابقي عاصم غنيم وانتي دلوقتي في تركيا بره مصر ،وعاوز ايه ؟عاوزك تكوني ليا سواء بمزاجك او غصب عنك ،ها في اسئله تانيه.


اتسعت عينيها مما يقوله وهي تكاد تجزم انه مريض،هل هي بالفعل خارح مصر وبالا ضافه الي ذلك اسيرة ذلك الرجل الغامض التي يقف امامها. ..


عند ذلك الحد لم تستطع حلا السكوت ،فصرخت بغضب وهي تتجه نحو الباب لتهم بالخروج :

_ايه اللي بتقوله ده ،ابعد عنى.


ما ان ادارت مقبض الباب حتي جذبها من زراعها التي تمسك بالمقبض وهو يأمرها بحزم :

_خليكي عاقله يا حلا ،افضل ليكى لان صبرى بينفذ بسرعه.


حاولت حلا فك زراعها من قبضته ،فقالت بنبره متوتره وخائفه:

_اكيد في حاجه غلط ،لو سمحت سيبني امشي ،مش انا اللي حضرتك بتدور عليها صدقني.


هزت عليا رأسها بعدم تصديق مما يحدث ،فهمست لعاصم برجاء:

_البنت هتجنن ،حضرتك ناوي تعمل فيها ايه .


ابتسم عاصم دون مرح ثم نظر الي عينين حلا وهو يتأمل ملامحها التي عشقها وانتظر حتي ذلك اليوم التي تكون بين يديه ،فترك يدها وهو يقول بامر :

_كفايه اسئله يا حبببتي ،ولازم تعرفي حاجه مهمه انا ما بحبش لا رغي ولا دلع البنات فاهماني يا حلا ،!


اغمضت حلا عينيها وهي تتمني ان تكون بكابوس رتستيقظ منه ،فهي تريد الهرب ولكن مجرد رؤيته وعينيه تجعلها غير قادره علي ذلك ،بينما تابع هو بتملك وهو يشير باصبعه السبابه علي رأسها :

_مش عاوزك تشغلي عقلك الجميل ده غير بحاجه واحده بس ،انتي ملكى انا وبس،ومتحاوليش تهربى لانك صدقينى هتندمى.


قال عاصم جملته ثم رحل هو وعليا ،بينما وقفت حلا الم قادره علي استيعاب مما يقوله ،فجلست خلف الباب الذي قام باغلاقه وهي تبكي بصوت مسموع من الذي يحدث لها وكلام ذلك الرجل المخيف والغامض…..

               الفصل السابع من هنا 

تعليقات



×