رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل الواحد و الستون 61بقلم سهام صادق


 

رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل الواحد والستون بقلم سهام صادق



نظرت "ليلى" إلى صورتها المنعكسة بالمرآة في ذهول وتراجعت خُطوة إلى الوراء وهي تضع يدها على شفتيها وقد ارتفع صوت "نارڤين" خارج الغرفة تسألها إذا كان الثوب ملائم أم لا. 

_ ما الأمر "ليلى". 

تنهدت "نارڤين" بقوة وتحدثت وهي تتوقع أن يكون الثوب به ما يفسده. 

_ كنت أُلح عليكِ كثيرًا قبل أمس أن ترتديه لنتأكد من ملائمته على جسدك. 

ابتلعت "ليلى" ريقها وهي تُحدق بالمرآة ثم رفعت يديها نحو قماش الثوب المكون من قطعتين لتجتذب القطعة العلوية لأسفل قليلًا حتى تُداري عُري ما ظهر من بطنها لكن فعلتها زادت الأمر سوءً من الأعلى. 

_ هي لسا "ليلى" مفتحتش الباب؟ 

تساءَلت "نيرة" التي كان الحماس لديها في أَوْج درجاته لتُحرك لها "نارڤين" رأسها نافية بحيرة. 

_ "ليلى" هو فيه حاجة مش مظبوطة في الساري، افتحي خلينا نساعدك. 

أحاطت "ليلى" الجزء العلوي من جسدها بذراعيها ثم تنهدت وهتفت. 

_ هو كويس لكن أنا... 

نظرت ڪُلاً من "نيرة" و"نارڤين" لبعضهن وسُرعان ما ڪُن يتخذن قرارهن في فتح الباب الذي لم يكن موصد بالمفتاح لكنهن ڪُن يعطوها كامل حريتها. أجفلها دخولهن؛ فانتفضت فزعًا ليصدح صوت "نيرة" عاليًا. 

_ لكن إيه؟ 

رددت "نارڤين" ورائها. 

_ هل لكن هذه تعني إعتراض "نيرو". 

حركت لها "نيرة" رأسها مؤكدة، فزاغت عينين "ليلى" بينهن ومَازالت تُحاول إخفاء ما ظهر من جسدها أمامهن. 

اقتربت "نارڤين" منها وهي تمط شفتيها بتذمر. 

_ ما به الثوب، إنه محتشم. 

حدقتها "ليلى" للحظة ثم رفرفت بأهدابها وخرج صوتها متقطع مهزوز. 

_ إزاي محتشم وأنا بطني ودراعي و... 

توقفت عن الكلام، فهي لم تستطيع الاستطراد بوصف ما أظهرته قَّبَّة الثوب المفتوح من أعلى بسخاء، لتجحظ عينين ڪُلاً من "نيرة" و "نارڤين" في حالة صدمة. 

_ "ليلى" هو أنتِ بكره هتعملي إيه لما يتقفل عليكي باب واحد مع عمي. 

نظرة ضائعة خجله رمقتهن بها "ليلى" ثم أخفضت رأسها التي رفعتها سريعًا مع انتفاضة جسدها حين إلتقطت "نارڤين" أحد ذراعيها. 

_ ما بكِ يا فتاة، كل شئ تفعليه كعروس تفعليه بشق الأنفس.

لم تفهم "ليلى" عبارة "نارڤين" التي أطلقتها بمصطلح باللغة الإنجليزية لتنظر نحو "نيرة". 

_ قصدها إنك متعبة أوي يا "ليلى" كل حاجه بتعمليها بعد ما بتطلعي روحنا.

اِمتعضت ملامح "ليلى" ونظرت إليهن بإستياء. 

_ اعمل إيه أنا متعودتش أكون متحررة كده. 

بإبتسامة واسعة متلاعبة هتفت "نيرة" وهي تغمز لها بطرف عينها.

_ ابدأي اتعودي بقى، اومال مين هيلبس تشكيلة الملابس الجنان اللي جبتيها. 

واستطردت "نيرة" بفضول. 

_ بس فيه قطع أنا و أنتِ مخترنهاش سوا وبصراحه وأنا برتب الهدوم مع "عايدة" من يومين انبهرت بيهم واستغربت كمان.

ارتبكت "ليلى" وهربت بعينيها بعيدًا ومن شدة ارتباكها لم تنتبه على يدين "نارڤين" التي أخذت تُجمع لها خُصلات شعرها لأعلى، وواصلت "نيرة" كلامها. 

_ وقولت معقول "ليلى" اختارت القطع دي لأنك رفضتي نشتريهم يومها فاكره.

ازداد توتر "ليلى" واعتلت الحمرة خديها، فهذه الأثواب التي تتحدث عنها "عزيز" من اشتراها لها. إنطلقت ضحكات "نيرة" وأخذت تضرب كفوفها ببعضهما. 

_ مالك خدودك يا "لولو" احمرت أوي كده 
... 

هَزت "زينب" رأسها ثم زفرت أنفاسها بضجر وتحركت نحو الفراش لتجلس عليه. 

_ يا بنتي قولت مليون مرة الفراشة المرسومة على كتفك واضحة كويس.

استدارت "سما" نحوها ورمقتها بنظرة ممتعضة. 

_ في إيه؟ مالك النهاردة يا نانسي "عجرم". 

تجهمت ملامح "زينب" واجتذبت طرف العباءة حتى تُداري عُري ساقها لكن تأففت بضيق واجتذبت العباءة من الطرف الأخر لترتفع قهقة "سما". 

_ هتخفيها من هنا هتلاقيها ظهره من الطرف التاني. 

تنهدت'زينب" بضيق وأشاحت وجهها عنها؛ فاقتربت منها "سما" ورمقتها بنظرة مشاكسة. 

_ العباية الفظيعة دي لازم تتلبس للكابتن مع رقصة حلوه يا "زوزو" ومش هقولك على اللي هيحصل أكيد أنتِ عارفاه.

خرجت شهقة قوية من بين شفتي "سما" ثم اتجهت نحو المرآة بقلق بعدما دفعت "زينب" الوسادة بوجهها حتى تُخرسها. 

_ الحمدلله البريسنج موقعش، ده أنا مثبتاه بصعوبه. 

تمتمت بها "سما" وهي تُمرر إصبعها على أنفها ثم إلتفت نحو "زينب". 

_ هزارك بقى تقيل يا "زوزو".

بصوت مرح هتفت "سما" لتمتقع ملامح "زينب" ثم نهضت من على الفراش.

_ بقى أنا هزاري تقيل ولا أنتِ اللي بقى هزارك ثقيل. 

لتقطب "سما" حاجبيها بحيرة وقلق ثم انفلتت شهقة منها بإستنكار. 

_ هزار ثقيل إيه يا بنتي، يعني أنتِ عايزة تفهميني إنك معملتيش حاجات مجنونة من بتاعة المتجوزين مع الكابتن في إيه يا "زوزو".

ازدردت "زينب" لعابها واقتربت من المرآة لتتظاهر بإستكمال وضع زينة وجهها. 

_ "زوزو"، قلبي مش مطمن من سكوتك، ما هو أنا مش هقدر أصدق إنك لسا لحد دلوقتي بتتكسفي من الكاتبن. 

وسُرعان ما كانت تتسع حدقتي "سما" وخرجت شهقتها هذه المرة بقوة. 

_ أوعي تقوليلي إنك لسا خايبة ، لا لا مش معقول اللي جيه في بالي. 

شعرت "زينب" بعدم قدرتها على إلتقاط أنفاسها وأسدلت أهدابها حتي تتمالك نفسها وتساءَلت بصوت متحشرج رغم علمها بالرد. 

_ جيه في بالك إيه يا "سما"

زفرة طويلة أطلقتها "سما" وهي تُخلل أصابعها في خُصلات شعرها. 

_ إن في حاجه مش طبيعيه في جوازكم، "زوزو" أنتِ من ساعة مآ اتجوزتي لا شوفتك بتنزلي تعملي شويينج عشان تشتري حاجة خاص بيكي وبلاش تقوليلي عندي كتير لأن الستات بطبعها خصوصًا في أول فترة الجواز اهتمامها قائم على الإهتمام بنفسها وبجوزها. 

ضغطت "زينب" عليها شفتيها بقوة حتى تمنع تدفق الدموع لعينيها. 

_ خروجات نادر لما بتخرجوا، تجمعات مع عيلته قليله وكل ما اكلمك تقوليلي أنا مع "يزيد" في التمارين، بذاكر لـ "يزيد"، عنده متابعه عند الدكتور... أو في المعهد عندي شغل.. قوليلي بقي فين أنتِ و هو من روتين الحياة اليومي يا "زوزو". 

أغلقت جفنيها لوهله، واستمرت "سما" في أسئلتها بعدما عقدت ساعديها أمامها. 

_ "زوزو" طمنيني.

فتحت "زينب" عينيها واستدارت جهتها وعلى محياها ابتسامة عريضة.

_ اطمنك على إيه، لا متقلقيش علاقتي مع "صالح" طبيعيه خالص زي أي زوج و زوجة بس أنا بشوف الأمور دي خاصه بينا مينفعش اتكلم فيها.

زمت "سما" شفتيها ورمقتها بنظرة ثاقبة، فضحكت "زينب" لعلها تُداري خيبتها لكن فجأة توقفت عن الضحك وانحشر الكلام بحلقها. 

_ يعني مش هتطلعوا في الآخر عايشين مع بعض زي الأخوات. 

عادت ضحكات "زينب" هذه المرة تعلو بقهر واتجهت نحو باب الغرفه.

_ عايشين اخوات!!! "سما" قومي يا حبيبتي عشان نروح للبنات بدل ما نلاقي "شهد" فوق راسنا هنا. 

اِندفعت "سما" ناهضة وأسرعت نحو المرآة قائلة: 

_ استنى بس يا "زوزو" قوليلي الفستان حلو؟ 

توقفت "زينب" قبل أن تُغادر الغرفة واستدارت نحوها بكامل جسدها لتنظر نحو الثوب بنظرة أخيرة. 

_ يجنن يا "سما". 

رمقتها "سما" ثم حدقت بصورتها بالمرآة وهي تُحرك يديها بنظرة غير راضية عن الثوب الطويل عاري الأكتاف مع وجود فتحة طويلة على أحد جوانبه. 

_ لأ أنا هروح اخد رأي الشباب بره.

غادرت "سما" وراء "زينب" ولم تكن تقصد بقولها سوى جدها و الصغيرين "يزيد" و "عدي" اللذان جلسوا برفقة الجد. 
... 

اِرتفعت أصوات الزغاريد بالبناية بأكملها مع دلوف الوافدين وقد أسرعت "شهد" نحو غرفة "ليلى" التي أصرت "نارڤين" عليها أن تضع زينة وجه خاصه بعروس وليست تلك اللمسات البسيطة التي زينت بها وجهها. 

_ طنط "صفية" وبناتها وناس معرفهومش وصلوا يا "ليلى".

نهضت "ليلى" من مكانها ولم تهتم بصراخ "نارڤين" عليها واتجهت نحو الخارج. 

توقفت "صفية" عن إطلاق الزغاريد هي وبعض الوافدين معها وتدفقت الدموع بعينيها وسُرعان ما كانت تتحرك نحو "ليلى" التي ارتمت بين ذراعيها. 

_ الله يرحمك يا "عائشة" كان نفسها تعيش للحظة دي. 

اِنسابت دموع "ليلى"، فهي تشعر بنقص فرحتها. اقتربت منهن "عايدة" وهتفت بهن مازحة حتى تتوقف كلتاهما عن البكاء.

_ ينفع نعيط في يوم زي ده. 

أرخت "صفية" ذراعيها عن "ليلى" وابتعدت عنها لتمسح دموعها قائلة: 

_ عندك حق يا ست "عايدة". 

وسُرعان ما كانت تعود "صفية" لإطلاق زغاريدها القوية. 
... 

_ يلا يا "زوزو" خلينا نروح عند طنط "ليلى" عايز اشوفها. 

قالها الصغير "يزيد" ومثله "عدي"، فابتسم الجد. 

_ انا بقول تاخديهم وتروحي وسيبك من "سما" لأن شكلها هتفضل طول اليوم قدام المرايه.

_ أخص عليك يا جدو. 

ضحك "نائل" وهو يُحرك رأسه بيأس منها. 

_ ما أنتِ يا حبيبتي معطلاهم ومش عايزة تقتنعي إنك مش العروسة عشان تعملي اللي أنتِ عملاه.

اِمتقعت ملامح "سما" وهي تضم الوشاح الطويل حول جسدها حتى تداري جزء من عُري ثوبها وقد ارتسم العبوس على محياها. نظرت إليها "زينب" وهي تكتم صوت ضحكاتها بصعوبة. 

ارتفع رنين جرس الباب، فتحركت "سما" لتفتحه لتتفاجأ بــ امرأة شابه تضع أحمر شفاه صارخ لفت نظرها. 

_ شقة اللوا "نائل". 

اتسعت عينيّ "سما" في دهشة وتقوس حاجبيها وابتعدت عن الباب وهي تتمتم دون تصديق. 

_ هو جدو بيلعب بديله من ورانا. 

لتنظر إليها "زينب" بحيرة وهي تراها تتحدث مع نفسها. 

_ مين على الباب يا "سما". 

هَزت "سما" رأسها وهي تحدق بالجد الذي انشغل في مطالعة التلفاز. 

_ إلحقي يا "زوزو" في واحده بتسأل على جدو، شكلنا هنتفاجئ إنه متجوز أنا أصلاً بدأت أشك فيه.

خرج صوت "نائل" في تعجب بعدما أطفأ التلفاز. 

_ واحدة بتسأل عليا أنا. 

كادت أن تتحرك "زينب" وتعلم هوية الضيفة ليرتفع صوت "چيلان" عاليًا. 

_ "زينب"
... 

حدق "عزيز" بنظرة طويلة نحو باب الجناح المغلق الذي لم يعد يدلف إليه منذ أن تم تجهيزه وقد أصدرت "نيرة" هذا القرار. 

تنهد "عزيز" بقوة ثم رفع يديه يمررهم على ذقنه الحليقة واتجه نحو الغرفة التي يُقيم بها حاليًا. 

دخل الغرفة واقترب من المرآة لينظر لملامح وجهه حتى يتأكد من كلام "نيهان" و "معتز"؛ فهل بالفعل يبدو وكأنه شاب بأواخر العشرينات وليس بعد بضعة أيام سيتم عامه التاسع والثلاثون.

أخذ يُحرك كف يده على وجهه ثم سحب نفسًا عميقًا وقد عاد ذلك الهاجس يحتل فؤاده. 

ابتعد "عزيز" عن المرآة واستدار بجسده يزفر أنفاسه ويهز رأسه برفض لأفكاره يهتف لنفسه بصوت خرج مسموعًا. 

_ "ليلى" بتحبني ، و العمر مش هيكون عائق ما بينا.. 

وأغلق جفنيه وهو يقبض على كلتا يديه بقوة. 

_ عمرها ما هتكون نسخة منها ولا أنا هكون نسخة من "سالم"
... 

بعد إشهار الزواج في أحد المساجد، وقف "عزيز" جِوار ڪُلاً من العم "سعيد" و "عزيز" -العم- و "نيهان" و"معتز" و والده يستقبلون تهنئة المدعوين ثم يتم إرشادهم نحو القاعه الواسعة القريبة من المسجد وقد تم تجهيزها بالطاولات من أجل الضيافة. 

_ ما بك "عزيز"؟. 

تساءَل" نيهان" عندما شعر بحزنه، ليخفض "عزيز" رأسه وهو يتنهد. 

_ كان نفسي "سيف" يكون كتفه في كتفي النهاردة يا "نيهان".

خرجت زفرة طويلة من بين شفتي "نيهان" ثم مَدّ يده وربت على كتف "عزيز". 

_ سيأتي "عزيز"، صدقني سيأتي.

قالها "نيهان" وهو يشعر بالشفقة على حال صديقه الذي أضاع سنوات شبابه في رعاية أولاد شقيقه. 

_ الف مبروك "عزيز" بيه. 

تمتم بها "صالح"، فرفع "عزيز" رأسه وسُرعان ما كان يبتسم ويَمُد يده نحوه.

_ الله يبارك فيك يا كابتن، شرفني حضورك حقيقي. 

ابتسم "صالح" ورغم أن هذا هو اللقاء الثاني بينهما إلا أنه شعر بالإرتياح نحو "عزيز". 

_ اعرفك بـ "نيهان" شريكي.

صافحة "نيهان" ورحب به بحفاوة ليُصافح "صالح" بقية العائلة بود، فهذه من المرات القليلة التي يشعر فيها "صالح" بالألفة نحو الغرباء.

وكز "نيهان" بذراعه "عزيز" وهو ينظر نحو "سيف" الذي تقدم منهم بلهفة وندم. 

أسرع "سيف" نحوه؛ فاتسعت ابتسامة "عزيز" وإلتمعت عيناه بالدموع وهو يجتذبه إليه ليحتضنه. 

_ أنا آسف يا عمي، صدقني أنا حاولت ارجع امبارح لكن مكنش فيه طيران، آسف بجد. 

تمتم بها "سيف" بصدق، فحتى لو لم يتقبل "ليلى" كزوجة له لكنه لا يستطيع أن يخسر عمه الذي لا يراه إلا أب له ولشقيقته. 

ضمه "عزيز" بقوة متمتمًا بصوت مختنق وهو يقاوم ذرف دموعه.

_ فرحتي كانت ناقصه مكملتش غير لما شوفتك. 
... 

تحركت كالفراشة بينهن وقد اِرتفعت أصوات الموسيقى عبر المسجل، نسيت "ليلى" خجلها الفطري واندمجت مع الفتيات بالرقص والغناء ومثلها فعلت "زينب" التي كانت من حين لأخر تدمع عيناها ثم تمسح دموعها سريعا وتبتلع تلك المرارة التي تقف بحلقها. 

توقف الجميع فجأة عن الرقص عندما توقف صوت المسجل لتتعلق عيناهن بذهول نحو السيدات اللاتي تقدمن وراء "عايدة" ويحملون آلة الدفّ. 

حاله من البهجة سادت المكان وملئت الفرحة قلوبهن إلا قلب "سلوى" التي وفقت بينهن تتراقص بغل. 

ابتسامة واسعة داعبت شفتي "حورية" التي سلطت كاميرة هاتفها دون أن ينتبه أحد نحو "زينب". 
.... 

نظرت "زينب" نحو الوقت ثم انسحبت من بينهن وإلتقطت عباءتها التي تضعها على ثوبها الفاضح ثم حجابها وقد غطت به خُصلات شعرها بعشوائية. 

اتجهت نحو شقة جدها حتى تطمئن عليه وتعطيه دوائه... 

عند دلوفها من باب الشقة قطبت حاجبيها وسارت نحو المطبخ وقد ظَنّت أن جدها بالداخل. 

_ "قصي". 

تمتمت بها "زينب" عندما وجدت ابن عمها داخل المطبخ يُحضر شطيرة من الطعام ليتناولها. 

رفع "قصي" عيناه عن الشيطرة  التي كاد أن يضعها داخل فمه ويقضم منها. انحبست أنفاسه داخل صدره وتحركت عيناه ببطء عليها ثم ازدرد لعابه. 

أسرعت "زينب' في إحكام حجابها على خصلات شعرها ليخفض "قصي" رأسه بعدما انتبه على تحديقه المخزي بها. 

_ "سما" مقالتش إنك جاي النهاردة. 

قالتها "زينب" وهي تتجه نحو البراد لينظر إليها "قصي" ثم أشاح عيناه عنها، فـ ابنة عمه الآن زوجة لرَجُل آخر ولا يصح الندم بعدما رفض من قبل أن يتقدم لخِطبتها. 

_ وهي "سما" بتركز في حاجه أصلًا. 

ابتسمت "زينب" وإلتقطت زجاجة الماء، فتساءَل وهو يقضم من الشطيرة التي جهزها حتى يصرف عقله عن حماقته. 

_ انتوا لحقتوا تتعرفوا على الجيران الجداد، لأ وكمان بتحضروا مناسبتهم. 

سكبت "زينب" الماء بالكوب وضحكت رغمًا عنها عندما لاح أمامها أحد المشاهد المضحكة في الساعات الماضية. 

_ هما لطاف أوي يا "قصي" وعندهم بنت هتدخل السنادي أولى طب، أنا و "سما" إقتراحنا نعرفك عليها لأنها شعنونة شويه وأنت بتحب النوع ده من البنات. 

نظرة إستنكار رمقها بها "قصي" وإلتقط الطبق الآخر الذي جهز فيه شطائر للصغار وتحرك ليُغادر المطبخ متمتمًا. 

_ كمان هتشتغلوا للجيران خاطبه.

تحركت "زينب" ورائه وهي تحمل كوب الماء لتنفرج شفتيها بإبتسامة واسعة وهي ترى الصغار يلتقطون ما أعده لهم "قصي" ثم واصلوا اندماجهم في مطالعة أحد أفلام الرسوم المتحركة. 

_ جدو في اوضته ولا إيه 

قالتها "زينب" وهي تبحث بعينيها عنه ليُشير "قصي" نحو الشرفة. 

إلتقطت عيناه الحنة التي تضعها من بداية أصابع قدميها إلى كاحليها وقد ساعد انفتاح زر العباءة -الذي لم تنتبه عليه- أن يرى أطراف الثوب الاخر وهو كرَجُل يستطيع معرفة ما ترتديه في مثل تلك الحفلات. 

تنهد بعمق ثم أشاح وجهه، فما الذي يفعله؟.. "زينب" كانت أمامه قبل أن تتزوج لكنه رفضها. 

_ ادخل يا جدو عشان تشرب الدوا وكمان الجو في لسعة برد. 

ابتسم "نائل" وتحرك معها إلى الداخل ونظر نحو "قصي" الذي أطرق رأسه في شرود. 

_ شايف حنية البنات مش أنت قاعدلي تاكل بس.

ضحكت "زينب" بقوة، فَـ أتبعها الصغار بالضحك بعدما أتى مشهد بالتلفاز مُضحك. 
... 

تفاجئ "عزيز" بالمكان الخاص الذي حجزه "نيهان" وقد دعىٰ إليه شركائهم بالعمل وبعض من العاملين لديهم والمعارف ومن بينهم كان "صالح". 

ابتسم "نيهان" عندما تفاجئ بإحتضان "عزيز" له رابتًا على ظهره. 

_ كل يوم بتثبتلي يا "نيهان" قد إيه أنا محظوظ بوجودك معايا.

ابتعد عنه "نيهان" عندما شعر بصوت "عزيز" المتحشرج. 

_ لا تخبرني إنك ستبكي. 

أشاح "عزيز" وجهه عنه حتى يتمالك نفسه وتساءَل. 

_ كنت قايلي إني هتفاجئ كمان بتنظيم الحفله، واوعي تقولي هتجبلي رقاصة بصاجات. 

اِرتفعت قهقة "نيهان" ونظر في ساعة يده حتى يخفي ابتسامته الماكرة. 

_ بالطبع ستأتي الراقصة، فهل سيحلو حفل توديع العزوبية من دونها. 

رمقه "عزيز" بشر واقترب منه واضعًا يده على أحد كتفيه.

_ "نيهان" متهزرش. 

تراجع "نيهان" إلى الوراء وأخذ يلتف حوله، فازداد الشك في قلب "عزيز".

_ شكلك مش هتعدي الليلة دي على خير. 

انفجر "نيهان" ضاحكًا بقوة عندما رأي ملامح "عزيز" احتقنت من الغضب. 

_ لا تحدق بي هكذا، أنا امزح معك.

_ مش عارف ليه مش مصدقك وخايف اتفاجئ. 

قالها "عزيز" وقبل أن يُقسم "نيهان" أن حديثه مجرد مِزاح، صدحت الأصوات مع مجئ الفرقة الموسيقية الخاصة بالدبكة السورية. 
... 

_ أنتِ رايحة تكملي دور الرقاصه هناك، جدو أنت قابل الوضع ده. 

قالها "قصي" وهو يشير نحو "زينب"، ليضحك "نائل" على وصف حفيده. 

_ يا بني كلهم ستات مع بعض. 

_ يا جدو دول ناس أغراب عننا مش من عيلتنا. 

أسرعت "زينب" بالرد قبل أن يُجيب عليها. 

_ على فكرة زوج "ليلى" راجل معروف وعيلتنا دايماً بتشتري من عنده أي فرش. 

توقف "قصي" واقترب منها. 

_ برضو ده مش مبرر مقنع وياريت تروحي تنادي الأستاذة "سما" اللي اكيد بتأدي نمرة هناك. 

رمقته "زينب" بنظرة شزرة، فـ هَـز الجد رأسه وهو يضحك. 

_ أنت مالك بيها، جوزها موافق وعارف.

إلتف "قصي" نحو جده وحدجه بنظرة ذاهلة ورغم حنق "زينب" من "صالح" إلا أنها شعرت بحاجتها لــ إستغلاله. 

_ شوفت جدو قالك إيه. 

أخرسه حديثها لتتحرك "زينب" من أمامه بعدما حركت حاجبيها بعبث حتى تزيد من غضبه. 

أسرعت بالتحرك لكن رنين هاتفها أوقفها لتنظر إلى رقم المتصل ثم نظرت نحو "عدي" الذي بدأ النُعاس يُداعب جفنيه. 

ترددت بالرد ؛فَـ "سما" أخبرتها أنها أعطته رقم هاتفها حتى يُحادثها عندما يرغب بعودة "عدي". 

سحب "مازن" نفسًا عميقًا وانتظر أن تُجيب عليه وقد تعلقت عيناه بالبناية التى أضاءتها الأنوار. 

شعور يمقته ويتمنىٰ لو استطاع وَأَدَه لكنه لا يعرف كيف؟ ورغم فقر اللقاء بينهم إلا أنه صار يتمنى دائمًا رؤيتها أو سماع أخبارها. 

انفتح الخط في آخر لحظة لتداعب شفتيّ "مازن" ابتسامة خفيفه وهو يُجيب عليها بصوت رخيم. 

_ مساء الخير. 

ثم أردف بتوتر: 

_ افتكرت إنك مش هتسمعي التليفون من الدوشة. 

نظرت "زينب" نحو "قصي" الذي وقف قُبالتها يستمع إلى المكالمة. 

_ مساء النور يا دكتور، لأ التليفون في ايدي. 

ابتلع "مازن" ريقه وهتف وهو ينظر نحو مدخل البناية. 

_ أنا واقف بعربيتي تحت، فحبيت استأدن منك اطلع اسلم على سيادة اللوا واخد "عدي" بنفسي لأني قولت بلاش اتعبكم اكتر من كده. 

ابتعدت "زينب" بضعة خُطوات بعدما توترت من نظرة "قصي" الثاقبة لها. 

_ اه طبعاً اتفضل، جدو منتظرك. 

كاد أن يشكرها على تذكرها اليوم لصغيره وإعتنائها به وسؤالها  الدائم عن والدته لكن أغلقت المكالمه. 

تحركت "زينب" نحو باب الشقه بسرعة لكنها توقفت مكانها وقد تعجب "قصي" من فعلتها. 

_ "قصي" بقولك إيه جهز "عدي" عشان باباه طالع يسلم على جده وياخده. 

وقبل أن يسألها لِما تفعل هذا الأمر غادرت الشقة. 

فور أن تعلقت عينين "شروق" بها ابتسمت، لتتحرك "زينب" نحو "سما" وتجتذبها من بين الفتيات وهتفت بصوت خفيض لم تسمعه "سما" في البداية. 

_ "مازن" جيه بنفسه ياخد "عدي". 

_ بتقولي إيه يا "زوزو". 

جذبتها "زينب" للتحرك ثم عادت ترفع صوتها حتى تسمعها. 

_ بقولك دكتور "مازن" طالع يسلم على جده. 

اتسعت ابتسامة "سما" وأسرعت بالتحرك لتغادر الشقة لكن "زينب" اجتذبت يدها قائلة: 

_ أنتِ هتطلعي كده وتقفي قدامه بالمنظر ده يقول عليكي إيه. 

أخفضت "سما" رأسها نحو قَّبَّة الثوب، فشعرت بالحرج. 

_ اه عندك حق، فين الشال بتاعي ولا اقولك لسا هندور على الشال... اقلعي العباية بتاعتك. 

حركت "زينب" رأسها بقلة حيلة وقد اقتربت منهم "حورية" حتى تسألهم عن سبب وقفتهم هكذا. 
... 

اِختفت ابتسامة "مازن" عندما وجد "سما" من تستقبله وليست "زينب" وقد لاحظت "سما" فعلته لكنها تجاوزت الأمر لشعورها بالحرج. 

رحب به الجد بحفاوة وأشار نحو "قصي" الذي رمق "سما" بنظرة قوية حتى تتحرك من أمامهم. 

_ سيادة الرائد "قصي" حفيدي، والده المستشار "هشام الرفاعي". 

صافحه "قصي" ببعض الحزم ومَازال ينظر إلى "سما" حتى تبتعد. 

_ أهلاً يا دكتور. 

ابتسم "مازن" ابتسامة متوتره و رد بحرج. 

_ أهلاً بيك يا سيادة الرائد. 

بضعة دقائق فقط بقى فيها "مازن" ثم أخذ صغيره وغادر وقد أصابه الضيق لتأكده من ذلك الشعور؛ فهو تمنىٰ أن يراها هي. 
... 

انسحب "عزيز" من بين أفراد الفرقة حتى يستطيع إلتقاط أنفاسه ليتبعه "نيهان" وهو يشير نحو العم "سعيد" المندمج بالرقص قائلًا: 

_ سأتبع قائمة الطعام التي يتناولها العم "سعيد". 

مسح "عزيز" وجهه بالمحرمة وهو يضحك. 

_ أنت إنتاج تركي يا "نيهان"!!، باين العيب في الإصدار. 

اِمتقعت ملامح "نيهان" ولطم صدر "عزيز". 

_ اتمنى أن أرى نتيجة إصدارك. 

ضحك "عزيز" بقوة ليواصل "نيهان" كلامه. 

_ شهرًا واحدًا وتخبرني بأنني سأصبح عم. 

توقف "عزيز" عن الضحك وإلتمعت عيناه بتوق لتلك اللحظة ثم نهض حتى يُكمل رقصه. 

_ وأنت عندك شك في قدراتي يا راجل. 

سيطر العبوس على ملامح "نيهان" ثم نهض ورائه وعادت السعادة ترتسم على محياه وهو يرى سعادة "عزيز".
... 

اقترب "صالح" من سيّارته بعدما غادر قاعة الحفل ليرتفع رنين هاتفه بنغمة قصيرة. 

نظر إلى الرسالة التي بعثتها له والدته تُخبره فيها أنها غادرت حفل الحناء وقد عرضت على "زينب" أخذ الصغير معها لكنها رفضت لتعقب رسالتها ببعض الصور والمقطع الذي إلتقطته
لـ "زينب" اثناء رقصها وقد حرصت ألا تظهر أحد معها. 

أنفاسه خرجت بتهدَّج ورغم أن المقطع لم يكن إلا ثواني معدودة إلا أنه شعر بتسارع دقات قلبه.. زوجته تتمايل بخصرها بذلك الثوب اللعين الذي أراد رؤيته بالصباح لكن بعد خلافهم غادر الشقة.
... 

بدأت طقوس الحناء والغناء بتلك الأغاني المخصصة لها وقد ابتعدت "نيرة" قليلًا حتى تُرسل بعض الصور التي إلتقطتها لـ "ليلى" وحدها. 

عندما شعر "عزيز" بإهتزاز هاتفه داخل جيب بنطاله أخرجه لتضيق حدقتاه وهو يمرر الصور وقد شعر بالرضى من رؤيتها ترتدي ثوب محتشم إلى أن وصل لصور أخرى لتجحظ عيناه وهو يرى الصور التي إلتقطتها "نيرة" لها في غفلة. 

_ ليلتك مش هتعدي على خير يا "ليلى". 

بحث" عزيز" عن "نيهان" ليقطب "نيهان" حاجبيه في حيرة وقلق. 

_ لِما تُريد الذهاب لهناك "عزيز". 

تنهد "عزيز" بنفاذ صبر ليهتف بضيق. 

_ كلم بس أنت "نارڤين" خليها تسهل ليا الدخول لأن عارف هي الوحيدة اللي بتعرف تتصرف ولا نسيت يوم المزرعه. 

مرر "نيهان" يده على خصلات شعره مبتسمًا. 

_ وهل استطيع نسيان هذا الإنجاز يا رَجُل. 

_ اخلص يا "نيهان". 

زفر "نيهان" أنفاسه بحنق وتحرك مبتعدًا عنه حتى يتحدث مع "نارڤين". 

ظل "عزيز" يدور حول نفسه إلا أن أتى "نيهان" قائلًا : 

_ تُخبرك أن تنتظر للغد، فغدًا ستكون كلها لك. 

ليزدرد "نيهان" لعابه وتساءَل عندما رأه غاضبًا. 

_ ما الأمر "عزيز". 

ليبتعد عنه "عزيز" حتى يستطيع السيطرة على غضبه متنهدًا بقوة. 

_ الصبر يا "عزيز" الصبر، ماشي يا "ليلى" خليني صابر لـ بكره. 

ليتخذ ركنًا بعيدًا ويعود إلى فتح الصور ورغم شعوره بالغضب إلا أن قلبه ازداد خفقانً وتوقً. 
...

دخلت "سما" شقة جدها بوجه عابس وقد غادرت تلك الفرحة التي تظاهرت بها بعد معاملة "مازن" لها وشعورها أنها لم تجذب إهتمامه. 

_ مش حاسه برجلي، مش عارفه هروح بكرة المعهد إزاي ادي السيشن اللي عليا. 

قالتها "زينب" بإرهاق وهي تتحرك ورائها.. لتجلس "سما" جِوار جدها وتضع رأسها على كتفه ثم أخذت تنفخ خديها. 

_ فين "يزيد" يا جدو.
 
ربت "نائل" على رأس "سما" ونظر إليها. 

_ نام جنبي، فخليت "قصي" يدخله اوضتك. 

أومأت برأسها ثم تحركت نحو الغرفة حتى تُبدل ملابسها ثم توقظ "يزيد" ليُغادروا. 

أنهى "قصي" مكالمته بالشرفة وفور دخوله نظر نحو "سما" قائلًا بتهكم. 

_ خلصتوا النمرة اللي كانت عليكم.
 
بنظرة عابسة رمقته "سما" ثم أشاحت عيناها عنه.

_ جدو لو سمحت خليه يسكت. 

اقترب منها "قصي" واجتذب بضعة خُصلات من شعرها حتى يواصل مشاكسته؛ فهو اعتاد على مِزاحه مع "سما" عكس "زينب" التي كان يتجنب الإحتكاك بها بسبب والديه.

_ بس يا ولد ابعد ايدك عنها. 

احتضنت "سما" جدها وهتفت بمقت. 

_ جدو اطرده من هنا، أنا هبات معاك النهاردة. 

_ لأ يا حبيبتي أنتِ وحضرت الرقاصة التانيه تروحوا بالسلامه لان أنا حابب اقضي ايام اجازتي هنا. 

غادرت "زينب" الغرفة وتحركت نحوهم تزفر أنفاسها. 

_ "يزيد" مش راضي يصحى، أنا بقول أبات معاك النهاردة يا جدو. 

انتفض جسد "زينب" من صياح "قصي" بوجهها. 

_ لا اوعوا تفتكروا إن أنا همشي، أنا أصلاً متخانق مع "هشام" باشا.. فمع السلامه أنتوا الاتنين. 

أراد "نائل" سؤال حفيده عن سبب خلافه مع والده لكنه قرر أن يترك الأمر إلى أن يكونوا بمفردهم. 

_ على فكرة يا "زوزو" كان بيقول عليكي رقاصه، الاستاذ عمال يهين فينا... افتكري يوم فرحه مش هنقوم بالواجب معاه. 

قهقه الجد على مناكفتهم التي أبهجت فؤاده لتُحدق به "زينب" بنظرة شرسة. 

_ شكرًا لخدماتكم أنتوا وياريت مع السلامة. 

_ جدو ده بيطردنا. 

ضحك "نائل" ونظر لها بأسف. 

_ اتصلي بـ "صالح" يا حبيبتي خليه يجي ياخدك و أنت يا "قصي" خد "سما" وصلها.
 
كاد أن يتحدث "قصي" ويُخبر جده أنه سيقوم بتوصيلها هي الأخرى لكن رنين جرس الباب جعله يؤجل كلامه. 

تلاشت تلك الإبتسامة الخفيفة التي داعبت شفتي "صالح" و تجهمت ملامحه وهو يرى "قصي" أمامه. 
... 

نهض "مراد" من جِوار "أشرقت" عاري الصدر ثم إلتقط عُلبة التبغ واتجه نحو الشرفة ليُدخن. 

نظرت إليه ثم لملمت الغطاء حول جسدها لا تُصدق ما حدث بينهما. 

_ "مراد" إحنا لازم نتمم جوازنا في أسرع وقت. 

هَـز رأسه إليها في صمت وهو يواصل تدخين سيجارته لتنهض من على الفراش بعدما أصابها الذعر من صمته. 

عيناها توقفت أثناء تحركها نحو البقعة الصغيرة التي زينت الفراش لتشعر بثقل أنفاسها.. فلم تكن تتوقع أن يصل بهم الأمر قبل زواجهم لعلاقة كاملة... 
تعليقات



×