رواية الحلوه و الجدع الفصل الخامس5 بقلم ياسمينا احمد


 رواية الحلوه و الجدع الفصل الخامس بقلم ياسمينا احمد

فى الصباح 


تململت فى فراشها تبسط يدها بحريه ولكنها انتبهت لفراغ فراشها من ياسين انتفضت من مكانها  تهتف :

_ ياسين 


فاجابها هو بهدوء وهو يقف عند المرأه :

_ نعم 


مسحت وجهها بهدوء وتمتمت :

_ بحسبك مشيت من غير ما تصبح عليا 


التف اليها وتحرك باتجاها وعلى وجه ابتسامه لطيفه تبعها بالقول :

_ انى ما اقدرش امشى من غير ما اصبح عليكى يا وردتى  


ابتسمت له ونهضت على ركبتيها لتحاوط عنقه برقه  بادلها هو الحضن ولكن ريهام الشريره التى لا تكتفى 

من عطفه وحنانه طبعت قبلة  عميقه أعلى جلبابه الابيض  دون ملاحظته  ابتسمت فى خبث وسئالته :

_ رايح فين من بدرى كدا 


اجابها وهو متمسك بخصرها فى الفه :

_ عندى كام مصلحه هقضيهم  واعدى على الارض اشوف العمال  وبعدين ارجع اهنه تانى تكونى وضبطى 

الغداء لان اخوال امى جايين مخصوص عشانك ارجوكى ما تجصريش رجبتى وياهم  اللى ما تعرفيش تعمليه 

خلى بهيه ولا اسماء  تساعدك فيه  مافيهاش أى مشكله  المهم تطلعى انهاردة الاكل جميل زيك 


انهى كلماته بخطف ذقنها  وظلت هى ترمقه بلا مبلاه كعادتها فى استقبال الامور  لوح باصباعه كى يستفزها :

_ ولا ناخدها من قصيروا ونجول انك ما بتعرفيش تطبخى

 

حركت رأسها نافيه وهتفت :

_ لا ما تقلقش هطول رقبتك 


ضيق عينه من ثقتها الزائده والتى لا يشعر حيالها سوى بالغرابه ولوح محذرا :

_ ما طوليهاش جوى  راعى المساحات 


ابتسمت بسماجه من استخفافه منها  فاستدار وهو يهتف :

- يارب استرها 

نادته كى يمسح جلبابه :

_ ياسين  اا...


استدار لها يغمغم بمزاح:

_ نعم يا قدرى ..


ضيقت عينها باتجاه الروج الاحمر الذى أعلى جلبابه يضوى  ورفضت اخباره لاستخفافه بها وهدرت امام نظراته المتسائله :

_ خلاص تروح وترجع بالسلامه 


لوح ياسين لها واستدار ليخرج دون ملاحظة فعلتها الشنعاء  همت هى الاخرى  لتغادر الفراش  


نزل ياسين الدرج  بهيبته كعادته رجلا صعيدى اصيل لن يغير زوجه من خارج بلدته شئ يتباهى ويتبختر بعباؤه 

التى لم تستطيع ريهام تغيرها  الى البدله  ليعن للجميع ان السلطه فى يده  وانه هو ياسين كما عاهدوه رجلا واحدا لم يتغير 

لاولا ما فعلته ريهام لقد كانت الصوره مكتمله  لاحظ الفتاتان الذين يقفنا فى المطبخ الاحمر المسبغ على عباؤه فتهامسنا  

معا وضحكنا بتخفى  لم ينتبه ياسين اليهم  واتجه نحو والدته قبل يدها سريعا وهدر :

_ صباح الخير يا ست الحبايب  


اجابته وعينها شاخصه الى مارأته :

_ صباح النور يا ولدى 


هتف وهو يهم بالخروج :

_ انى عندى كام مشوار هقضيهم وهرجع على الغداء  


اكتفت امه بالايماء فهى فى غاية الحرج من ان تهدر ما رأته الان  لم ينتظر طويلا وغادر بسرعه تاركا 

الدهشة على وجه امه والابتسامه على وجه الفتاتان 


نزلت ريهام فى هذه اللحظة لاتدرك حجم مصيبتها مع ياسين او ماذا سيفعله بها ان اكتشف فعلتها  تحركت بحريه 

واشارت الى قدريه بيدها :

_ صباح الخير يا مامتى 


لوت قدريه فمها من صباحها الجاف الذى لا يعطيها  قدرها  وظلت تتبعها بعينها الى حيث ذهبت 

فى تشكك من قدرتها على النجاح فى هذا اليوم  بينما هى انتابها الحماسه وراحت تهتف الى الفتيات بعزيمه :

_ ايه هنعمل ايه النهارده عايزه العزومه تحفه وانا اللى هطبخ انتوا بس اوقفوا جانبى 


هتف الفتاتان بابتسامه واسعه :

_ تحت امرك يا ست هانم 


بدئت ريهام فى ترتيب الاوانى وهى تنوى تجربة كل ما حرمت من تجربته بحكم تعليمها 


فى الخارج 

واجه ياسين مصيره بين عشرات العمال الذين التفوا حوله لمباركته  ولكن سرعان ما اصتبغ وجوهم بالاحمر 

من تلك القبله التى طبعت على جلبابه الابيض  هتف بهم فى سعاده :

_ متشكر يارجاله ...الله يجوى الهمه 


صمت الجميع وهم يحاولون تجاهل الامر  ومحاولت التعامل معه بحرص حتى لا  تنجرح كرامته  

هتف ياسين متعجبا :

_ مالكم يارجاله  ,,,

انسحبوا واحد تلو الاخر نحو عملهم متجاهلين تماما الاجابه  برغم تعجب يا سين الا انه لم يهتم  تحرك 

با تجاه عربته وحصانه ليستقلهم ويستكمل مشواره نحو نقطة القسم ليحل احدى المشكلات هناك 


فى المطبخ 


تحرك الفتاتان من وراء ريهام لمناولتها ما تحتاج بينما وقفت ريهام بشموخ وكأنها مدربه على ذلك منذوعقود 

لم تعرف بقلة خبرتها فهى لم تسمح بفرصه لايقاظ رفض حماتها اليها  فقررت الادعاء فى التوقيت الخطأ

هدرت وهى تلتف الى بهية قائله :

_ ريشتى الفراخ يا بهيه 


اجابتها الفتاه :

_ ايوه يا ست هانم 


فهتفت  متهلله :

_ برافوا عليكى روحى بقا هاتيلى لبن صابح  عشان هشويها  واشارت نحو الاخرى وانتى هاتي

الرز وتعالى  

تحركن الفتاتان فى استجابه سريعه بينما هى كانت تريد الاختلاء بنفسها قليلا  حتى تفتح هاتفها 

وتسأل عن طريقة عمل الشوربه ...

مال رأسها الى هاتفها تبحث فى السيرش عن طريقه عملها وجدتها سريعا وبدئت بالهمهه وهى تتبع الخطوات 

كما ينص النص تحاكى نفسها  :

_ تسخن المياه .... تمام المايه سخنه اهئ ...توضع الدجاجه فى المياه ,,,,حلو خالص فين الفرخه 


لم تلاحظ ابدا ريهام ان تلك الفرخه المجهزة لم تفتح بعد  فقط هى نظيفه من الريش لكن ابدا لم يقترب احد من احشائها 

وفتحها ولكن ريهام الجاهله  نفذت المكتوب دون اهتمام  وضعت اكثر من دجاجه فى القدر الساخن كلهم نفس الحاله 


واستمرت فى التقليب  والقرائه فى الموبيل عن طرق اخرى لعمل الارز وغيره من اصناف امامها 


فى نقطه الشرطه 


دخل ياسين الى مكتب الظابط الذى سرعان ما استقبله بحفاوة شديده قائلا :

_ اهلا وسهلا يا يا سين   والف الف مبروك الجواز 


صافحه ياسين  واستعد للجلوس مجيبا :

_ الله يبارك فيك يا حضرت الظابط 


سرعان ما اصتبغ وجه الظابط بالحمره عندما لاحظ تلك القبلة التى فى جانب جلبابه  واستشعر الحرج 

فهتف ياسين بقوه :

_ الواد حمدان محبوس عنديكم  لى ؟ دى كانت مشكلة صغيرة بينه وبين محروس ما تستحجش الشكوى 


حاول الظابط تجاهل امر الروج وهدر :

_ والله هو جالنا وطلب فتح محضر  لانه ضربه واحنا بنأدى وجبنا انت عارف 


اؤمأ يا سين باستجابه واستردف قائلا :

_ انى عارف .. لكن انى بجول الموضوع ما يستهلش  فتح محضر وانى بشكرك لا بلاغى قبل فتح المحضر 

هنبعت لمحروس ونحل المشكله اللى بينتهم  دى ولا حبس ولا غيره 

ضغط الظابط زر الاستدعاء قائلا :

_ والله كدا افضل للكل 


دخل عليهم العسكرى يؤدى التحيه  قائلا :

_ تمام يا افندم 

امره الظابط بثبات :

_ روح يا ابنى ابعت لمحروس الضو يجى بسرعه وهات حمدان معاك 


تحرك العسكرى لتلبية الامر وساد الصمت فى الغرفه ظل الظابط فى حالة ارتباك من هذا الروج الذى يلمع فى عينه بشده وعزم لالفات نظره لكن سرعان ما قاطعه طرقات الباب المتوليه فهتف :

_ ادخل 


ولج العسكرى وبيده حمدان قا ئلا :

_ بعتنا لمحروس يا فندم وعلى وصول 


حرك الظابط رأسه , ليهم يا سين بمصافحة حمدان قائلا :

_ كيفك يا واد عمى ....التف الى الظابط قائلا ... بعد اذنك يعنى هنقعد اهنه 


اشار الظابط اليه قائلا بترحاب :

_ اتفضل طبعا 


جلس حمدان بمواجهة  يا سين ولم تغفل عينه عن تلك الكارثه التى فى جانب جلبابه الابيض حملق فيها 

بدهشة وبينما ياسين هتف به :

_ ايه اللى خلاك تضرب محروس يا  حمدان  

ظل حمدان صامتا امامه فعاد ياسين ينهره بقوة :

_ لما اكلمك ترد  يا واد الجناينى

 

نهض حمدان من مكانه بضيق وهدر :

_ ما تزعقش فيا انت يا واد الكفراوى 


اندهش يا سين من ردة فعله ونهض هو الاخر يسئاله :

_ انت اتجنيت يا ض ولا ايه انى جاى اخلصك من الحبس 


دحجة بسخريه وهو يشير نحو جلبابه الملطخ بالاحمر قائلا :

_ جاى تخلصنى بالاحمر اللى على هدومك دا 


صفع الظابط جبهته وانتبه ياسين الى اشارته والتفت رأسه الى ما اشار ليصتدم بالكارثه عاد بذاكرته 

للوراء حيث عدل من فتحة جلبابه فى المرأه وكانت نظيفه ناصعة البياض  اخر مره فمتى اذا توحلت بالاحمر 

صر على اسنانه عندما تذكر مشاغبته التى لم تهدء  اشتعل بنار الغضب ودفع حمدان بقوة قائلا :

_ انت تستاهل الحبس بصحيح 

خرج من النقطه وهو فى حالة من الجنون والغضب  مع مزيج من الحرج لقد فعلتها واضحكت عليه القريه كلها فاذا كانت 

هى مجنونه فهو لم يريها جنونه بعد,

الفصل السادس من هنا

تعليقات



×