رواية غرام اهل الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم هدي سمير



رواية غرام اهل الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم هدي سمير 



البارت الخامس

من غرام اهل الصعيد

بقلمي/هدى سمير

*****************************************


ذهب رأفت الي الشركه فوجد اخيه جالساً شارداً كعادته منذ ان انفصل عن زوجته

فجلس بجانبه قائلاً بهدوء:-

-يعني لما انت بتحبها ولسه بتفكر فيها ليه سبتها وطلقتها،مش فاهم انا بتعمل كدا في نفسك وفي اللي بيحبوك كدا ليه شخص غريب

فاق شريف من شروده على صوت اخيه فقال بجمود:-

-ومين قال اني بفكر في شمس،انا بفكر في الشغل مش اكتر

ثم اكمل مستفسراً بأستغراب:-

-بس ايه دا انت نازل الشركه كدا عادي،مش العادي بتاعك يعني مالك

زفر مجيباً بملل:-

-الحج بقى ربنا يباركلنا فيه مش هيسيبني غيرر لما انزل الشركه انت عارف كله الا الشغل

اومأ له مستفهماُ:-

-اه،مهو عشان هيبعتني انا الصعيد لازم يكون فيه حد بيدير الشغل هنا عشان ميقفش

نظر له بعدم فهم قائلاُ:-

-صعيد ايه ،انت رايح الصعيد تاني تعمل ايه ما احنا كنا هناك امبارح هتروح تاني هى شغلانه

زفر مجيباً بملل:-

-معرفش هو قالي روح عشان جابر هناك وكدا هيشيل الشغل كله لواحده وهو عريس فقولت ماشي اروح اهو اغير جو شويه بدل الروتين اللي انا فيه دا

-عشان كدا نزلني ،طب بقولك ما تقعد انت واروح انا

-ليه يعني اشمعنا !

-عادي ..اروح انا وخليك انت هناا 

ثم اكمل قائلاً:-

-هى اللي اسمها رغد دي بتخاف مني اوي كدا ليه هما مفهمينها اني بعض ولا ايه

رفع راسه من الورق الذي كان يعمل به وهو يسمعه قائلاً بأستغراب:-

-رغد! وانت شوفتها فين

اجابه بملل:-

-وانا رايح النادي لاقيتها خارجه منو ناديت عليها عادي عشان اسلم عليها لاقيتها اكنها اتكهربت اول ما شافتني وعينها دمعت سبتها تمشي وبعدها اتقفلت خالص من النادي ولاقيت بابا بيكلمني بيقولي انزل الشركه ف جيت وبس كدا

-هى مش بتاخد على الناس بسرعه وهاديه زي شمس بالظبط

سكت قليلاً ثم رفع رأسه سألاً بتردد :-

-هى شمس كانت معاها ااا اقصد يعني شوفتها

-لا ،معرفش انا مدخلتش النادي اصلاَ بس هى ركبت العربيه ومشيت لواحدها 

ثم اكمل بنبره ذات مغري:-

-وبعدين انت بتسأل ومهتم بيها اوي كدا ليه مش فاهم

-وانا ههتم ليه ..عادي مجرد سؤال ،قوم روح مكتبك يا رأفت ابوك لو جه فجأه ولاقانا بنتساهرر كدا هنتنفخ حضرتك

هم من مجلسه قائلاً:-

-لا وعلى ايه ،اروح مكتبي احسن 

ثم رجع له قائلاً بغمزه:-

-طب ما تجرب تكلمها كدا ونرجع الميه لمجاريها بدل ماانت عامل نفسك مش مهتم ومتابع كل اخبارها،يااخي دا انت عارف حاجات عنها هى نفسها لسه معرفتهاش 

ثم اكمل بجديه ذائفه وهرول يخرج سريعاً:-

-بس انت مش مهتم انا عارف وكلنا عارفين كداا

---------------

-رچلك كيفها دلوجت 

-كويسه

-طب جومي افطري معاي يلاا جبل مااروح الشغل 

ردت ببرود وهى تلعب بأظافرها:-

-لا افطرر انت انا مش جعانه دلوقتي

هز راسه بنفي ثم قال بحده حتى تسمع كلامه:-

-مش بمزاجك عااد يلاا جومي افطريي

خافت من حدته معاها فأصرت الصمت وقامت من مجلسها ذاهبه بأتجاه الطعام وجلست تتناول الطعام في الصمت وجابر يراقب حركتها بحب ،ليت تحبه مثل حبه لها سيصبح من اسعد رجال العالم بل اسعدهم بمراحل ستكون حتماً فرحته ليس لها مثيل فماذا يريد بعد حبها له!

خجلت سلمى من نظرته المسلطه عليها فقالت :-

-جابرر

رد بهيام دون وعي منه:-

-جلبه

-ايه في ايه ..بتبصلي كدا ليه،الاكل في الصنيه على فكره مش على وشيي وانا معرفش

فاق من تأملها قائلاً بخشونه وهو ينهض بأتجاه المرحاض:-

-اني شبعت الحمدلله،كلي زين انتي واني هروح الشغل

اومأت له بصمت بينما هو دلف الي المرحاض حتى يتحمم ويذهب الي شغله ،ظلت سلمى بالخارج تفكر فيه وكيف يعاملها بلطف بعد زواجهما وقبله فهو دائماً يحميها ويساعدها بينما تقابل هى اهتمامه وحبه بجفاء فلما؟! لما يتحمل معاملتها تلك بكل صدر رحب انه انسان رائع حقاً خرجت من شرودها على هزته لها من كتفيها فقالت بتوتر من قربه:-

-نعمم اا..في ايه

قال بقلق:-

-بكلم مش بتردي ،انتي زينه؟! رچلك لسه بتوچعك يازينه البنات اطلب الحكيمه؟!

رأت القلق بعينيه ..ماذا بها ..ما اصابها لما احتل تفكيرها بتلك السرعه ..حتى تصبح تفكر هكذا فيه فهو من ارغمها على الزواح به ..هو من ارغمها على العيش بعيداً عن اهلها ..فقالت بجمود حتى يرحل من امامها وتستطيع ان تفكر وترتب افكارها بعيداً عنه فقربه منها يشتت عقلها وتفكيرها وهى لا تحتاج ذلك القرب او تعتقد ذلك

-لاا كتر خيرك بجد..اناا تمام ومش محتاجه حاجه منك ولا من غير و تقدر تنزل على شغلك 

بعد عنها قائلاً بهدوء وهو يغادر:-

-خلي في علمك لو كلمتيني اكده تاني هتشوفي وشي مش عيعچبك خالص يازينه البنات ،وخلي بالك من نفسك وكلي زين وخدي الدواء في معاده وبلاش تسندي على رچلك خالص واللي تعوزي عتلاجي چارك على الكومودينو الميه والدواء واني هاچي على الغدا عشان ناكل سوى 

ثم خرج تاركها في دوامه تفكيرها به

------------

بينما ظلت شمس في غرفتها بين ذكرياتها مع حبيبها والصور التي كانت تجمعهم سوياً فكيف لحب مثل هذا ان ينتهي ..فهما كانو يعيشون حياه جميله مليئه بالحب حتى قاطعها والده عندما طلب منه الانفصال عنها تحت مسمى "انها مش منهم ومتعرفش عاداتهم وتقاليدهم" فلم يوافق على طلب والده واخبره بأنه قد تزوج من والدته وانها كانت ليست منهم ولا تعرف عاداتهم فلم يرد عليه واصر على موقفه فلم تتحمل هى مقاطعه عيلته له فأخذت هى خطوه البعاد عنه ..وكانت اصعب قرار قد اخذته في حياتها فمنذ ذلك الوقت وهى جسد بلا روح فكيف ان تكون بروح و روحها قد فارقتها وبعدت عنها منذ تلك اليوم التي تبغضه ،لو رجع بها الزمن لكانت اصرت على البقاء حتى يقتنع بها اهله فهما لم يحيوا سوياً لوقت طويل لكنها تحمل اوقات وذكريات معه تكفي لباقي عمرها لا تعلم ما اصابها منذ ان رأتهزبعد انفصالهما بتسعه اشهر رجعت لها كل ذكرى مرت عليهم سوياً تذكرتها ترى كيف حاله الان؟! فهي ادري الناس به فهو حقاً بتألم اكثر منها ماذا فعلت لوالده حتى يكون عقابها مثل هذاا ظلت تفكرر فيه ولا تدرك كيف ومتى امتلئ وجهها بالبكاء ودلوف والدها ونظره الحزن التي ملئت عيناه من حالها فمنذ طلاقها وهى اصبحت معتمه لاتتكلم مع احد الا في اضيق الحدود ولا تخرج مع احد تعاقب نفسها على ذنب لم ترتكبه

-وبعدين في حالك دا يا شمس

فاقت على يد والدها التي تمسح دموعها بحزن:-

لملمت صور ذكرياتها معه سريعاً قائله بأرتباك:-

-بابي اتفضل معلش مختش بالي

-يابنتي حالك مش عاجبني خلاص اطلقتي هتوقفي حياتك عليه يعني

لم ترد عليه واستمرت في البكاء بصمت

-يا شمس

-نعم يا بابي نعم، ايوه الحياه هتقف عليه،هتمشي ازاي وهو مش فيها اصلاً محدش حاسي باللي انا فيه وكله عمال يقولي مش هتقف عليه ماهو الكلام ببلاش .. بس في الواقع لا هتقف عليه طول ما هو مش فيها ومش معاياا ومحدش هيعوضي عنه ف لو سمحت محدش يكلمني في الموضوع دا تاني اذا سمحتم 

احتضنها بصمت ولم يرد عليها فصغيرته تتحمل كل تلك الوجع بمفردها دون ان تشارك احد معها فيه

--------- 

ظل يعمل هو واخيه حتى اتي موعد الانصراف فخرجوا سوياً ذاهبين الي المنزل بينما على الجانب الاخر في الصعيد رجع جابر الي بيته ثم الي جناحه فوجد سلمى جالسه تتابع التلفاز بأهتمام فذهب بأتجاهها مقبلاً جبهتها بأرهاق :-

-مساء الخير يازينه البنات معلش بجا معرفتش اچي على الغدا متزعليش

اومأت له بصمت فقام حتى يغير ملابسه بعدما امر الخدم بتحضير العشاء جاء العشاء وظل جابر بالمرحاض فنادت عليه بصوت عال حتى يصل اليه

-ياا جاابرر

-ايوه يازينه البنات

-العشاء هيبرد يلاا 

-ثواني طيب اني چاي اهه 

لن ترد عليه ودقائق وخرج وجدها تقوم بأشغال الدفايه واغلاق الشبابيك حتى لا يأخذ دور برد فأبتسم بتلقائيه على اهتمامها به حتى وان كان فعلتها بعفويه فيكفي انها لاجله

الفصل السادس من هنا

 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-