------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الخامس 5 بقلم ميمي عوالي




 رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الخامس 5 بقلم ميمي عوالي 


اللهم انت الصاحب فى السفر و الخليفة فى المال و الاهل فاحفظنا بحفظك يا كريم

5

وشم على حواف القلوب

الفصل الخامس

لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية 


كان شيخون ما زال يقص على حكم ما دار بينه و بين جابر 

فلاش باك 

كان جابر بالكاد يستطيع الوقوف و هو يستند على الجدار ، و ما ان رأى شيخون امامه بعد ان فتح الباب .. قال : بقى الكفر كلاته ياجى يطل عليا ، و انت الوحيد اللى ماتجينيش .. فيك ايه منعك عنى يا شيخون 

شيخون بحقد و غضب : انت ليك عين تاجى لحد هنا بعد عملتك السودة اللى عملتها يا واكل ناسك

جابر بذهول : عملتى انى .. ليه .. عملت ايه انى

شيخون : هتعمل ايه اكتر من اللى عملته ، بعد عشرة العمر دى كلاتها ماطلعتش راجل يا جابر ، و من الساعة دى مش عاوز اعرفك تانى ، و تنسى خالص ان كان لك صاحب فى يوم من الايام اسمه شيخون .. شيخون اللى كان فاكرك راجل و كان هيأمنك على اخته ، ياللا امشى من هنا ، و اياك تفكر تعاود هنا نوبة تانية 

كان جابر ينظر بصدمة لشيخون طوال حديثه و هو يتلفت يمنة و يسرة لعله يرى احدا اخر مقصودا بالحديث غيره ، و لكنه عندما تيقن من ان الحديث له وحده .. نظر لشيخون نظرة تملؤها خيبة الامل و استدار منصرفا الى لا مكان دون ان يلتفت وراءه

عودة من الفلاش باك 

حكم : طب و نجاة .. عملت ايه

شيخون : اللى انى مستغربله لحد يومنا ده ، هو موقف نحاة 

حكم : مش فاهم .. ازاى يعنى

شيخون : نجاة من الاساس ماكانتش موافقة على جابر ، لولا انى غصبت عليها

حكم بصدمة : ماكانتش موافقة

شيخون : ايوة 

حكم بفضول : طب و ماكانتش موافقة ليه

شيخون : مش هكدب عليك ، ماحاولتش اشغل بالى 

حكم بذهول : يعنى كنت غاصبها على جوازها منيه يا شيخون .. ده كلام ده ، اشحال ان ماكنتش راجل متعلم و جامعى 

شيخون : مانت عارف ان العلام حدانا .. مالوش علاقة بالحديت ده 

حكم : طب و عملت معاها ايه يعنى عشان تسمع كلامك

شيخون : ماعملتش حاجة ، سيبتها لابويا الله يرحمه يتكلم وياها ، و بعد كده عرفت انها وافقت ، نجاة طول عمرها ماكانتش بتحب ابدا تزعل ابويا و امى الله يرحمهم 

حكم بابتسامة : ايوة .. عارف ، طب هى عملت ايه لما فسخت خطبتها من جابر

شيخون : ما اعترضتش وقتها على فسخ الخطوبة ، لكن اعترصت على السبب ، بس دافعت عن جابر اوى ، لدرجة انها قالتلى جملة ايامها فضلت ترن فى ودانى مدة كبيرة

حكم : جملة ايه دى 

شيخون : قالتلى ما ظنيش ان انت و حكم طول عمركم ده و انتو مصاحبينه كيف الاخوات ، و فجأة كده يتقلب شيطان رچيم ، ماهو يا اما انتو التلاتة شياطين ، يا اما فى شيطان تانى لعب فى عقلك

حكم باعجاب : وجهة نظرها صح برضك يا شيخون 

شيخون : كل اللى حصل وقتها كان بيقول ان سميحة صادقة فى كل اللى قالته

حكم : معنى حديتك ده ان جد جديد خلاك تشكك فى حديت سميحة من تانى 

ليتنهد شيخون و ينظر لحكم بتمعن ثم يقول بتساؤل و حيرة : تفتكر بعد اللى حكيتهولك ده .. ممكن جابر يتجوز سميحة

حكم باستغراب : تقصد انه يتقدم لها يعنى ، ممكن .. عادى 

شيخون : طب و برضيك عادى انها توافق

حكم : لاا .. دى بقى مش عادى ، الست الحرة اللى بصح عمرها ماتوافق ابدا على راجل حاول انه يتعرض لها فى يوم من الايام 

شيخون : ماهو ماكانش فى وعيه

حكم بسخرية : ده ادعى انها ترفض يا شيخون ، طريق الكيف ده كله بلاوى و مصايب 

شيخون : عنديك حق

حكم بفضول : انما انت تقصد ان جابر اتقدم لسميحة 

شيخون بتهكم : سميحة اللى بتحارب عشان تتجوز جابر 

حكم : انى مش فاهم حاجة 

شيخون : هحكيلك 

ليبدأ شيخون فى قص كل ما عرفه من نجاة و كل ما علمه ايضا من حسنة .. على حكم 

اما بمنزل آخر عبارة عن منزل واسع يتكون من طابقين بخلاف الطابق الارضى ، و كان منزل بكر و زوجتيه

كانت زوجته الاولى .. لبيبة .. سيدة تبدو عليها الطيبة ، ليس لها فى الحياة غير زوجها و بناتها الاربعة اللاتى كن كالزهور .. بدور و نرجس و عائشة و فاطمة 

و كانت تسكن الدور الاول بصحبة فتياتها 

اما بدر و هى زوجته الثانية فكانت سيدة ذات بأس و قوة و كان لها من الابناء ثلاث من الذكور.. زين و على و عبد القادر ، و كانت تفخر بهم و تكيد بهم ضرتها على الدوام ، و كانت تقطن الدور العلوى 

اما الطابق الارضى فكان لمعيشتهم و تجمعهم الاعتيادى لامور حياتهم اليومية ، و لا يتفرقوا جميعا الا وقت النوم فقط 

و كان بكر جالسا يدخن الارجيلة فى الشرفة.. بينما كانت لبيبة كالعادة تعد طعام الغداء و بصحبتها نرجس و بدور يساعدنها 

فكانت لبيبة هى المسئولة الوحيدة عن اعداد الطعام و كانت سيدة منزل بلا غبار ، و قد استطاعت ان تعلم فتياتها اصول عمل كل شئ الى جوار تعليمهن حتى فاطمة التى لم تكمل العاشرة بعد

و لكنها نجحت فى تأهيليهن جميعا لتولى مسئولية بيوتهن وقت ان يحين النصيب 

اما بدر .. فكانت تجلس وسط ابنائها تتحدث معهم فى امور حياتهم و تعليمهم ، و كانت فاطمة تجلس بالقرب منهم و هى تقوم بعمل واجباتها المدرسية 

ليسمع الجميع صوت عائشة و التى كانت تساعد شقيقتيها فى جلب الطعام ووضعه على الطاولة : امى بتقول لكم الاكل جهز 

بدر لابنائها : ياللا يا عيال عشان تاكلوا زمانكم جوعتوا 

ثم قالت بصوت عالى : ياللا يا بكر الغدا .. اخيرا الست لبيبة خلصت الاكل 

فاطمة و التى كانت دائما لا ترضى عن افعال زوجة ابيها و لا تمرر لها كيدها رغم صغر سنها .. نظرت لبدر و قالت بسخرية : الا نفسى مرة ندوق اكلك يا خالة بدر و نشوف شطارتك كده و انتى بتغدينا بدرى 

بدر بغيظ : انى اللى نفسى لسانك اللى اطول منك ده يتحشر فى زورك مرة و تفطسى قبل ما تناقريني كلمة بكلمة 

عائشة و هى تدافع عن شقيقتها : بعد الشر عنها يا خالتى 

بدر بتهكم : شر ايه اللى يبعد ده ، ده هى الشر ذات نفسيه

و قبل ان ترد عليها احدى الفتاتين سمعوا صوت لبيبة و هى تقول : ياللا يابنات .. اندهوا لابوكم و تعالوا اقعدوا و بلاش غلبة و دوشة على الفاضى

كان بكر يجلس شارد الفكر و هو يفكر بنجاة و رفضها الزواج منه بسبب زيجاته السابقة ، و ما ان انتبه على الاصوات العالية من خلفه ، الا و نهض غاضبا قائلا بصوت جهورى : هو انى مافيش مرة اقعد وسطيكم من غير ما اسمع دوشتكم دى ، فى ايه المرة دى كمان 

لبيبة : مافيش يا اخويا سلامتك ، ده احنا بس بننده عليك عشان الغدا 

بكر : يبقى بالراحة ، ماحناش قاعدين فى سفر العفاريت ، مانى جاركم اهوه 

لبيبة : معلش امسحها فيا انى .. حقك على راسى 

ليتجه بكر الى طاولة الطعام ليترأسها و من حوله ابنائه و بدر ، و لبيبة تحاول تقسيم الاطعمة على الجميع بما فيهم ضرتها و ابنائها برتابة اعتادت عليها ، لتقول بدور : اقعدى بقى يا امة عشان تاكلى انتى كمان ، انتى ماكلتيش حاجة من الصبح

بدر بتهكم : ياختى اللى يبص بجد يلاقيها مابطلتش لغ طول ماهى جوة 

نرجس بتجاهل تام لزوجة ابيها : حاقه يا امة ، انتى مابقيتيش تاكلى كويس خالص بقالك مدة ، نفسى تريحى حالك شوية ، انتى بتتعبى اوى و مابتقعديش طول النهار 

لبيبة : هقعد و هاكل اهو .. اتطمن بس ان كل واحد خد منابه 

زين : المحشى حلو اوى يا خالتى تسلم ايديكى 

لبيبة بفرحة و حب : الهى ينزل على قلبك بالف هنا يا زين يابنى يارب يا ابو لسان حلو انت

بدر بامتعاض : مانت يا نضرى ماشفتش غيره هتعرف منين الحلو من الوحش

فاطمة : ماقلتلك يا خالتى تدوقينا يوم اكده من عمايلك الحلوة عشان حتى امة تتعلم منك 

بدر بغيظ و هى تنظر لها بغضب : هو انى مش قلتلك مية مرة لسانك ده يتقص شوية 

لينتفض الجميع على يد بكر و هى تضر.ب الطاولة بعنف و هو يصيح قائلا : هو انى مش هعرف اكل اللقمة فى هدوء شوية ، مش عاوز اسمع نفس حد فيكم .. انتو فاهمين 

لينظر الجميع كل فى صحنه ليستمروا على حالة من الصمت الشديد حتى اتم بكر غدائه و نهض متوجها الى الاعلى ، و ما ان اطمأنت بدر الى مغادرته بعيدا حتى نظرت الى فاطمة مرة اخرى بغضب و قالت بفحيح : عارفة يا بت انتى لو تانى مرة اتدخلتى فى كلامى مع اى حد هعمل فيكى ايه ، هخلى ابوكى النوبة الجاية يمدك على رجليكى .. عشان الظاهر ودانك نحست و مابقيتيش تحسى من كتر ما ابوكى بيملصهم لك 

لتنظر اليها فاطمة باشمئزاز حتى انهت حديثها .. ثم التفتت الى امها قائلة : انما المحشى النهاردة يا امة زى العسل .. هو انتى حاطة فيه سكر ، لينخرط اخوتها جميعا ضاحكين لتتركهم بدر و هى تتوعد لهم جميعا و اتجهت هى الاخرى الى الاعلى لاحقة بزوجها 

لتدخل شقتها باحثة عنه فهو يومها ، و تعلم انها ستجده بغرفتهم ، و عندما توجهت الى غرفة نومهم وجدته يجلس بشرفة غرفتهم و هو يدخن بشرود واضح على محياه ، فعادت من فورها قبل ان يلاحظ وجودها ، و ذهبت لتتهيأ له قبل الذهاب اليه ، ثم عادت إليه و هى بكامل زينتها مع فنجان من القهوة كما يحبها بعد الغداء ، فوجدته على نفس حاله و جلسته و ايضا شروده ، لتضع امامه قهوته و هى تقول بدلال : مالك سرحان كده يا بكر ، مش عادتك

لينفخ بكر اوداجه و يقول : ابااااااى … هو الواحد مايعرفش يقعد لحاله هبابة يا خلق من غير ما يلاقى الزن و الدوى فوق دماغه 

لتنتفض بدر من مكانها قائلة بدهشة : بسم الله الرحمن الرحيم .. جرى لك ايه با بكر النهاردة اللاا ، ده انى جايبالك القهوة 

لينهض بكر متجها الى الداخل ملتفحا بعبائته ليتجه مرة اخرى الى الخارج و هو يقول : ادينى فايتهالكم خالص عشان ترتاحوا اياكش تتخمدوا قبل ما ارجع ، ثم التفت اليها مرة اخرى قائلا بحزم .. مش عاوز الاقى خلقة حد قدامى اما ارجع ، و لو لقيت مش عاوز اسمع نفس .. مفهوم 

ثم استدار مرة اخرى و اتجه الى الخارج دون ان يزيد حرفا او ينتظر اجابة 

لتقف بدر و هى تنظر فى اثره بذهول و هى تتمتم قائلة : الراجل ده ايه حكايته النهاردة ، شكله اكده وراه موال مش سهل ابدا 

اما نجاة فكانت فى استقبال عبد الله و عبد الرحمن اثناء عودتهم من مدرستهم ، و قامت بتعريفهم على ياسمين و ورد و قالت لهم : ياللا يا عبدالله انت و اخوك اطلعوا غيروا هدومكم و اتشطفوا زين و تعالوا عشان نتغدا كلنا سوا 

عبد الرحمن : انى شفت خالى شيخون قاعد فى فراندة الملحق مع احمد و معاهم واحد تانى ما اعرفهوش

ياسمين : ده دادى 

عبد الرحمن ضاحكا : الحق يا عبد الله .. دى بتقول دادى زى الانجليزى اللى بناخده فى المدرسة

نجاة بابتسامة هادية : دادى و مامى كمان ياسى عبد الرحمن ، ياسمين و ورد مولودين و متربيين فى بلاد برة ، و دى اول مرة ياجوا فيها مصر

عبدالله باستغراب : اومال ازاى بيعرفوا يتكلموا عربى زينا يا امة 

و قبل ان تجيبه نجاة .. قالت ياسمين : عشان دادى و مامى كانوا بيكلمونا عربى ، لكن احنا بنتكلم المانى 

عبدالله بانبهار : يا دين النبى .. المانى مرة واحدة 

نجاة : ياللا بقى يا اولاد .. اطلعوا اعملوا زى ماقلتلكم و انزلوا بسرعة عشان نتغدى ، الناس زمانهم جاعوا 

عبد الله و هو ينطلق الى الاعلى : انى كمان يا امة جعان اوى ، حضرى ياللا و احنا هناجى بسرعة

لتنادى نجاة على ام سعيد و تقول لها : ياللا يا ام سعيد .. قوليلهم يشهلوا نفسهم ، و تعالى ياللا حضرى السفرة عشان نحط الاكل 

ام سعيد بفضول : هو احنا مش هنوديلهم الغدا هناك زى الفطار اكده

نجاة : لاا .. هنتغدا كلاتنا سوا .. ياللا اشهلى 

اما لدى حكم و شيخون ، فكان شيخون قد قص على حكم كل ما سمعه من نجاة بالليلة الماضية ، و كان حكم ينصت باهتمام حتى انتهى شيخون من حديثه ، فقال حكم باستغراب : فى حلقة مفقودة فى الحكاية دى يا شيخون

شيخون بتاكيد : عارف ، بس مش عارف الاقيها فين و لا عند مين

حكم : عند جابر اكيد 

شيخون برفض : لا طبعا ، انى لا يمكن اروح اسأله على حاجة بعد كل السنين دى ، ثم … لو جابر برئ فعلا زى ما نجاة قالتلى ، ليه مادافعش عن حاله قدامى لما جانى بعد ما خرج من الوحدة 

حكم بتفكير : عنديك حق ، بس برضك .. فى حاجة غلط 

شيخون بتنهيدة : و الله مانى عارف يا حكم ، انى من امبارح و انى عامل زى اللى واخد نبوت على دماغه و فلقها نصين ، نص مع جابر ، و نص مع سميحة

حكم : انت متوكد انك الليلة إياها دى اما روحتله الغيط انه كان متعاطى حاجة 

شيخون : ريحة الحشيش كانت مالية الدنيا ، و التعميرة كانت لسه فى الشيشة قدام الخص بتاعه 

حكم باستغراب : لحد ما انى سافرت و سيبتكم ، ما افتكرش ابدا ان جابر كان له فى الشيشة من اصله

شيخون بتهكم : فسد على كبر 

حكم : تؤ .. انى برضك مش مقتنع 

شيخون : تقتنع بقى و اللا ماتقتنعش ، اهو ده كل اللى حصل

حكم : طب انى برضك مافهمتش لحد دلوك ، ازاى عمى مصيلحى اتقدم لنجاة 

شيخون : بعد حكاية جابر دى بكام يوم ، لقيته بعتلى انى و ابويا الله يرحمه انه عاوزنا فى كلمتين 

روحناله ، و ساعتها قال لنا انه سمع اننا فسخنا خطوبة نجاة من جابر و انه عاوز يتقدم لها 

وقتها من كتر غضبى من جابر .. و لانى كنت عارف هو رايد نجاة اد ايه ، كان كل اللى فارق معايا انى اقهره ، فوافقت ، و اقنعت ابوبا ان المصيلحى هيقدر يستتها و يسعدها اكتر من جابر الف مرة ، و انت عارف ان ابويا كان طيب و كان بيثق فيا و فى كلامى فوافق ، و نجاة اما لقت ابويا موافق ، ماقدرتش تتكلم و لا تعترض ، فوافقنا

حكم : على حساب اختك يا حكم .. فرق السن اللى بينها و بين عمى ، مافكرتش انها ممكن تعيش تعيسة بقية عمرها

شيخون و هو ينكس رأسه : العند وحش اوى يا حكم 

حكم بنبرة يشوبها الغضب : و لما فكرت انك تكررها من تانى و تجوزها بكر برضيك غصب .. كان برضيك عند يا شيخون

شيخون بدفاع : لاا .. بس تقدر تقول انى كنت حاسبها غلط ، ربنا يكفيك شر الدوى على الودان 

حكم و هو يحاول السيطرة على غضبه : بس اللى فهمته من حديتك .. انك مرجح الحديت اللى نجاة قالته لك عن موضوع سميحة و عمى 

شيخون : انى بس اللى نفسى اعرفه .. جابر اتعرض لها كيف و ليه

حكم : و مش يمكن ما اتعرضلهاش من اصله

شيخون : بقولك وقت ما روحت له الارض و ضر.بته ريحة الحشيش كانت مالية الدنيا يا حكم ، و هو ده نفس الكلام اللى قالته سميحة يوميها ، قالتلى انه كان بيتطوح و لولا اكده ماكانتش فلتت من يده ، بس برضيك ايه اللى يخليها تروح للمصيلحى و تطلب منه يتجوز نجاة 

حكم بتفكير : يمكن عشان تقفل السكة على جابر مثلا انه ممكن بعد ده كلاته يتجوز نجاة برضك فى الاخر

شيخون بتنهيدة قنوط : مابقيتش فاهم حاجة .. دماغى هتنفجر ، و يمكن ربنا بعتك ليا النهاردة بالذات عشان الاقى حد اتكلم معاه و يفهمنى صح

حكم : طب انت ناوى على ايه دلوك

شيخون و هو ينظر الى احمد الذى كان يجلس معهم و هو يضع سماعات الاذن و يستذكر على جهازه اللوحى : ناوى ابعت احمد لعمته يسألها على الغدا .. احسن انى قلبى وقع من كتر الكلام 

ثم التفت مرة اخرى لحكم و قال بابتسامة تملأ وجهه : تصدق ان دى اول مرة احس فيها بالجوع بالشكل ده من يوم ما اتفرقنا ، الواحد كان بيقعد ياكل وقت ما الاكل ينحط و خلاص ، انما النهاردة فعلا جعان لدرجة ان لو قدامى خروف هاكله كله لوحدى 

حكم ضاحكا : انت بس الروايح اللى عمالين نشمها دى هى اللى فتحت نفسك و جوعتك ، ده انى ياللى اصلا مش متعود افطر ، و فطرت النهاردة فطار مافطرتوش من يوم ما سيبت الكفر و سافرت المانيا ، الا ان الروايح اللى عمال اشم فيها دى خلتنى هموت من الجوع 

شيخون : لا و انى شامم ريحة محشى و طواجن 

حكم بضحك : خلاص يا شيخون احسن انى استويت

و قبل ان يعلق شيخون مرة اخرى .. أتت اليهم ام سعيد لتدعوهم الى تناول الطعام بالدوار 

و عند دخولهم الى الدوار و معالم الحرج ترتسم على وجه حكم .. يجد ابنتيه تهرعان إليه بترحيب و مرح فى حين قالت ورد بحبور: دادى .. ياللا احنا مستنيينك من بدرى عشان ناكل كلنا سوا ، خالتى عاملة اكل حلو اوى 

حكم باستغراب : خالتى

لتشير ورد على نجاة التى كانت تعد الطاولة و تقول : ايوة .. خالتى نجاة 

ليضحك حكم قائلا لشيخون : قال و انى اللى كنت خايف مايفهموش بعض ، العيال خدوا الجنسية من ساعتين 

شيخون : لا هو عيالك مابيعرفوش يتكلموا عربى خالص و اللا ايه

حكم : لا بيعرفوا طبعا ، بس عمرهم ماقالوا خالتى دى و لا عرفوها 

ياسمين : خالتى نجاة هى اللى قالت لنا نقول لها كده

احمد ضاحكا : طب و الله يا عمى حكم كلمة خالتى طالعة من بقهم زى العسل و خصوصا ورد

حكم بابتسامة حزينة : اهى ورد دى بالذات هى اللى خلتنى خدت قرار رجوعى لمصر .. اتحرمت من امها بدرى اوى 

شيخون : هى و اختها يا حكم صغيرين ، مش هى لوحدها 

حكم : ايوة .. بس يمكن ياسمين تقدر تفضل فاكرة امها يا شيخون لما تكبر ، ممكن ذاكرتها تفضل شايلة ذكريات ليهم سوا ، لكن ورد ، ورد هتفتكر ايه ، و وقت امها ما ماتت ، كانت يادوب مكملة اربع سنين مابقالهاش كام شهر ، و خفت ذكريات طفولتها كلها تتكون على عادات مش عاداتنا و عقيدة مس عقيدتنا 

ليربت شيخون على كتف حكم بتفهم و يقول : عندك حق يا صاحبى ، يا زين ما فكرت و عملت ، و ماتقلقش على بناتك .. انت رجعتهم لمكانهم الصح

لتأتيهم نجاة قائلة : ماتيللا يا شيخون الاكل هيبرد .. و اللا ماجعتوش

شيخون و هو يشد على اكتاف حكم : ماجعناش ده ايه .. ده احنا جعانين من ساعة ما روايح الاكل ابتدت تفحفح و هى لسه فى الفرن

نجاة : طب ياللا بالف هنا على قلوبكم

ليلمح حكم الصغيرين عبدالله و عبد الرحمن و هما واقفان باعتداد الى جوار المائدة ، و عندما لمحا خالهما تقدما اليه بترحاب هادئ وهما يلقيان التحية ، ثم وقفا امام حكم و قال عبدالله : حمد الله على السلامة يا عمى .. انى عبد الله 

ليحييه حكم بابتسامة واسعة قائلا : اهلا يا عبدالله ، الحقيقة كان نفسى اشوفك انت و اخوك من زمان 

ليقول عبد الرحمن : و احنا كمان .. ابويا الله يرحمه كان بيحكيلنا كتير عنيك 

حكم بفضول : و ياترى كان بيحكيلكم ايه بقى

نجاة : خلوا الحكاوى دى لبعدين و ياللا عشان العيال كلاتهم جعانين 

احمد و هو يتقدم باتجاه المائدة و يسحب مقعدا استعدادا للجلوس : و الله يا عمة صدقتى .. انى مش عارف النهاردة بالذات جعان ليه اكده 

نجاة : ياللا يا شيخون انت و صاحبك اتفضلوا .. مش محتاجين عزومة ، ثم تستدير و هى تشير للصغار : ياللا يا عيال كل واحد يقعد مطرحه و سموا الله و ابتدوا اكل ياللا

لتولى نجاة جل اهتمامها بالصغيرتين الى جوار ضيوفها تحت مراقبة حكم الذى لاحظ انها لم تبدأ طعامها بعد فقال بحمحمة : انتى ماكلتيش يا نجاة 

لترفع عينيها اليه بذهول صامت فقد كانت تشعر باشتياق لان تسمع حروف اسمها من بين شفتيه ، لكنها وجدته ينظر لشيخون و هو يقول ببساطة شديدة : هو الاكل بسم الله ما شاءالله يا شيخون .. الصراحة يعنى يجنن ، بس مش معنى اكده ان اختك تفضل طول اليوم على رجلها و كمان وقت الاكل ما تاكلش

شيخون و هو مستمر فى تناول الطعام : هى نجاة اكده .. مش هتعرف تحط لقمة فى بقها غير لما تتطمن ان الكل اكل و اخد نايبه وبزيادة كمان

ليلتفت حكم الى نجاة مرة اخرى و يقول و هو يضع بصحنها بعض الطعام : احنا كلاتنا اخدنا نايبنا و بزيادة اهو .. خدى انتى كمان ياللا نايبك و اقعدى كلى انتى كمان ☺️☺️☺️😉


الفصل السادس من هنا


تعليقات