رواية ليه يا زمن الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم نسرين بلعجيلى
عماد: يلا بينا يا جماعة!
جمالات: على فين؟
فاطمة: يعني أيه على فين؟! بقولك البنت ولدت أنت مالك مسهمة وساكتة كأنك مش عايزة يكون ليكي حفيد وكمان ولد!! أي واحدة مكانك كانت هتطير من الفرحة!
عماد: سيبك منها دي كانت عايزة تموّت وداد.
(فاطمة ضربت بإيدها على صدرها)
فاطمة: يا لهوي إزاي؟
جمالات: نعم، نعم، قتل أيه ياض هي البت لعبت بدماغك فوق يا ولا، أنا أمك.
فاطمة: خلاص خلاص مش ناقصين فضايح يلا بينا.
عماد: لاء انتو روحوا البيت وأنا هروح المستشفى.
جملات: فشرت في عينك يا ولد ليه مش عايزنا نروح؟
عماد: كده، روحوا انتوا البيت وأنا هجيبها.
فاطمة: أيوه عنده حق أصل البت نَفَسة ولازم نحضّرلها الأكل ونفرح ولّا أيه يا جمالات دا أنتِ حبايبك كثير والكل هيباركلك.
(هنا عماد اتسحب وطلع)
جمالات: عندك حق دا الناس في سوق الخضار كلهم يباركولي.
فاطمة: آه طبعًا أنت خيرك على الكل وأي حد بتروحي عنده بتنقطيه، ولازم تفكري تعملي سبوع كبير ده ابن الغالي ولّا آيه؟
جمالات: أيوه عندك حق، هو الولد راح فين؟
فاطمة: شكله راح واحنا بنتكلم
يلّا نمشي احنا عشان نجهز الحاجة.
نسرين بلعجيلى
(في المستشفى لحظات صمت، من غير صوت عياط نوال وصراخها)
طارق: أنتِ كويسة يا زهرة؟
زهرة: خذني من هنا أختي في خطر!
طارق: تعالي معايا.
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
علي: ممكن تسكتي شوية علشان نفهم!
في إيه يا دكتور؟
الدكتور: مش عارف أقول أيه، البقية في حياتكم!!!
علي: يعني أيه؟ الجنين نزل؟!
الدكتور: البنت جات هنا خلصانة ونزفت كثير والضرب كان مُبرِح فمقدرناش نلحقها!
علي: ضرب أيه؟!
الدكتور: الإسعاف كاتبين في الورق أنها تعرضت لضرب في الحجز؛ سبب ليها نزيف جامد أدى إلى موتها، أنا ممكن أكتبلك تقرير بكده وأنت ترفع دعوى.
رحمة: لاء، لاء، يا سماح ما تسبينيش، منكم لله ضيعتوا البنت، حسبي الله ونعم الوكيل!!
(نوال كانت بتضرب راسها على الحيطة وكانت منهارة)
علي مصدوم مش قادر يصدق اللي بيحصل!
(محمد قرب منه)
محمد: وحّد الله يا علي.
علي: لا إله إلا الله إنّا لله وإنّا إليه راجعون!
(الدكتور راح عند نوال مع الممرضة يمسكوها عشان تهدأ)
نوال: عايزة أشوفها أبوس إيدك يا دكتور!
الدكتور: في حالتك دي مستحيل أدخلك.
نوال: أرجوك أشوفها.
رحمة: دخّلنا ليها يا دكتور من فضلك.
(علي بَعِدَ شوية وكلِّم سالم)
سالم: آلو
علي: أختي ماتت!
سالم: نعم إزاي؟
علي: أنت قولي إزاي؟ ومين ضربها في الحجز
ليه بتلعبوا ضدي عملت فيكم أيه؟
ذنب أختي أيه إنكم تفضحوها وتقتلوها ليه يا سالم؟
ليه عملتوا فيا كده حرام عليكم ضيعت عمري وحب حياتي وخسرت نفسي علشان أحمي عيلتي تقوموا تعملو ده كله فِيّا ليه؟ قصرت معاكم في أيه؟
(رحمة كانت واقفة وراه)
رحمة: سكة الحرام مش بتجر غير الحرام، حسبي الله ونعم الوكيل -وابتدت تعيط-
علي ما قدرش يستحمل، وطى على رِجل أمه وابتدى يعيط
زي الطفل الصغير.
(نوال انهارت أكثر وهي شايفة كده، الدكتور اداها حقنة مهدئة، ودخلت عند سماح!
نوال: سامحيني يا بنتي ما كنتش الأم اللي أنت عايزاها، سامحيني يا ضنايا فرطت فيكي، سامحيني يا حتة من قلبي، قومي يا سماح أنا لسة عايزة أفرح بيكي وأجوزك والبّسك الفستان الأبيض، قومي يا حبيبتي
يا سماح أنا محتاجة ليكي، يا سماح كلامك حق ضيعت عمري مع المعلم، أنا كنت حمارة لأني سيبتك أنتِ وأخوكي علشان خاطر المعلم، قومي يا بنتي متوجعيش قلبي عليكي، قومي دا أنا وحدانية وماليش غيرك، قومي يا سماح، قومي يلّا احنا لسة ما فرحناش مع بعض، يا بنتي قومي بقى أنا مش هفكر في المعلم هفكر بس فيكي أنت وأخوكي، قومي أخوكي بيحبك أوي، قومي يا سمااااح!
Nisrine Bellaajili
(علي ورحمة ومحمد صعبت عليهم)
– رحمة كانت بتعيط!
نسرين بلعجيلي
نوال: بصي أمك رحمة جت تشوفك قومي بقى.
رحمة: ادعيلها يا نوال.
نوال: بدعيلها والله في كل صلاة، هو ربنا مش قابل صلاتي ولا أيه؟ أخذ بنتي ليه؟ أنا معملتش حاجة حرام ولا حاجة وحشة كنت مراعية ربنا في جوزي هو ده جزائي يا رحمة؟! أنا عصبية آه بس قلبي أبيض، لاء لاء استني أنا غلطت بس استغفرت كثير، غلطت كنت بحط حبوب منع الحمل في العصير لمرات المعلم أصلي كنت خايفة تحمل عشان كنت خايفة على رزقه، آه افتكرت أنا عملت حاجة تانية؛ يا علي سامحني أنا اللي وزّيت البت تيجي الشقة وأنت موجود وقولتلها إنك عايزها وإن عينك منها وهي كانت هبلة وبتحبك، أنا اللي كذبت على المعلم وقولتله إنك كنت استفغر الله عايز مراته، كنت بكرهك علشان أنت مش بتحبني، سامحني يا علي علشان ربنا يشفي بنتي وتقوم بالسلامة!
علي: بنتك ماتت يا نوال، ماتت من يوم ما شيلتي إيدك منها ونزلتيها لأمي تربيها، بنتك ضاعت وأنتِ السبب! لاء إحنا كلنا السبب، أنا السبب عشان معرفتش أحميها!
نسرين بلعجيلي
-سالم كان هيتجنن- واتصل
المجهول: ألو
سالم: أنت إزاي تتصرف من دماغك؟ البنت ماتت!
المجهول: الله يرحمها نزفت كثير.
سالم: حتعملهم عليا، الدكتور كلمني وقالي إنها أخذت حقنة وقفت عضلة القلب! قولتلك يضربوها وينزل الجنين مش يموتوها وتنزف!
المجهول: الأوامر جاتني من فوق يا باشا البنت عندها كل الأسرار مش هنعرف نلم وراها، وحتي سيف تعيش أنت، يا باشا احنا عبد المأمور خلاص لازم يموتوا ويموت سرهم معاهم.
سالم: قتل لاء حرام عليكم، علي مش هيسكت، أنتو فتحتوا عنين الناس علينا!
المجهول: محدش هيعرف حاجة، أما بقى عشان البوليس أخذها من الحارة فممكن نقول أي حاجة في العزاء زي مثلًا إنه تشابه أسماء والبنت ما استحملتش!
سالم: ناويين على إيه تاني؟ أخت زهرة في المستشفى بتولد والمعلم في العناية!
المجهول: زهرة لازم تاخذ درس!
سالم: كفاية بقي يا …..
طارق معاها وعنده حاجات علينا وكمان زهرة.
في الوقت ده كانت عربية خالد بره
زهرة كانت مسنِّدة وداد اللي تعبانة أوي
عماد: هو في أيه؟
طارق: مراتك وابنك في خطر اسكت بقا
خلينا نطلع
زهرة: الحقني يا طارق البت هتموت مني
طارق: خذي الولد وتعالى أنت ساعدني نشيلها بسرعة
(شالوها وطلعوا من الباب الخلفي)
ركبوا كلهم العربية
وداد: ابني فين؟
زهرة: ابنك في حضنك.
عماد: نسيت أقولك إن أمك موجودة، رجعت النهارده الصبح.
زهرة: نعم!
عماد: آه والله جت هي وأمي بس أنا هربت منهم.
طارق: إحنا هنروح شقة أخت خالد هما مسافرين برا مصر أنت تطمن على مراتك، وترجع المستشفى.
زهرة: ونسيبها لوحدها؟ البنت تعبانة وأنا مينفعش أسيب المعلم في الظروف دي.
روايات Nisrine Bellaajili
طارق: مفيش حل إلا أن أمك تقعد معاها واديها فلوس راضيها وبعدين دي بنتها وطالما أمك جت لوحدها يبقي ده كويس وندمت!
زهرة: ندمت على أيه؟
طارق: بعدين يا زهرة.
خالد: ربنا يستر يا طارق.
(تليفون طارق رن)
طارق: ألو
وائل: ألو معاك وائل جوز نرمين بنت خالتك.
طارق: أهلًا بحضرتك، في حاجة، خالتي كويسة؟
وائل: آه الحمد لله كنت بس عايز أكلمك في موضوع.
طارق: خير يا وائل.
وائل: معلش ممكن نتقابل في أي مكان نتكلم في موضوع مهم جدًا.
طارق: النهارده صعب جدًا جدًا لأني مشغول.
وائل: ممكن بكرة إن شاء الله.
طارق: حاضر هفضي نفسي وأكلمك.
خالد: جوز نرمين ده؟
طارق: مش عارف عايزني في أيه!
(وصلو الشقة نزلهم طلعوا فوق)
طارق: تعالي يا زهرة اشتري لأختك اللي ناقصها، عايزك في موضوع.
(طلعت معاه)
نسرين بلعجيلي
عماد: هي أيه الحكاية يا أخويا ما ترسّوني على الفولة.
وداد: شكل أمك عايزة تموتني وتخطف العيل وزهرة الله يكرمها هي وأستاذ طارق ساعدونا.
عماد: لا شكل طارق وزهرة بينهم حاجة!
خالد: بينهم شغل هيكون بينهم أيه.
زهرة: فهمني يا طارق اللي بيحصل.
طارق: اللي بيحصل فهمتيه وحسيتي أنك في خطر وأختك كمان في خطر!
زهرة: يعني قتلوها؟
طارق: مستنية منهم أيه يا زهرة دول مجرمين قتلوا حتى الولد.
(زهرة ابتدت تعيط)
زهرة: خايفة أوي البنت صعبت عليا أنا أعرفها من وهي صغيرة،
خايفة ينتقموا من المعلم دول ممكن يقتلوه!
(طارق وقف العربية)
طارق: بتحبيه؟
زهرة: مين؟
طارق: المعلم!
زهرة: لاء، بس ده جوزي والعشرة ماتهونش غير على ولاد الحرام، المعلم اداني أسراره، تعرف ده قالي إنه كان بحبني من وأنا صغيرة.
طارق: بس يا زهرة ده أكبر منك وكمان اتجوزك بطريقة كلها غلط وتمم جوازه منك بطريقة وحشة.
زهرة: قالي كان تحت تهديد أنا مانسيتش كل ده أنا اتعذبت أوي أوي، أنا كنت بموت كل ما يقرب مني،
الموضوع مش سهل!
طارق: سبحان الله نفس حركات مسك حتى في العياط.
(فتح طابلون العربية أهي صورتها)
زهرة: الله دي حلوة أوي أوي زي الملايكة.
طارق: الله يرحمها علشان كده أنا معاكي ومش هسيبك خالص، دا غير إن “علي” السبب في كل حاجة.
زهرة: علي السبب؟
طارق: هحكيلك كل حاجة في وقتها بس لازم تعرفي إن ربنا بحبك لأنه بعدك عن علي ما يستاهلكيش والله. هتعملي أيه مع المعلم؟ أنت ممكن تتطلقي ومتورطيش نفسك أكثر من كده.
زهرة: لا مش أنا اللي أعمل كده مينفعش أسيبه ومش حب دي عشرة وده واجب أنا مراته وهو محتاجني، ساعدني أنقله من المستشفى، إزاي وافقت إن علي يجيبه مستشفي سالم؟!
طارق: علي لازم يفهم إن أبوه في خطر!
زهرة: هما ممكن يقتلوه؟
طارق: مش عارف بس إوعي تئذي نفسك متنسيش إن المعلم أذاكي
آه ضميره صحي بس بعد أيه
أنت ضحية أهلك وعلي والمعلم والظروف! بس أنت قوية جدًا جدًا.
زهرة: قوية بربنا قربت من ربنا أوي اداني صبر وعوضني بحاجات كثيرة؛ ومنها أنت يا طارق أحلى أخ أنا عمري ما أنسي وقفتك معايا.
طارق: انزلي يا زهرة شوفي هتجيبي أيه لازم أعمل مكالمة.
زهرة: حاضر، آه نسيت أنا لازم أجيبلك كل الورق اللي معايا أنا مابقتش ضامنة حاجة.
طارق: خلاص خلصي اللي وراكي ونطلع عالبيت تجيبي الورق وخدي كل حاجة.
نسرين بلعجيلي
زهرة طلعت راحت الصيدلية تجيب حفاضات وحليب وحاجات أطفال. أما طارق ففضل يبص على صورة مسك.
طارق: بتشبهك في حركاتك وعياطك، وحشتيني أوي أوي، والله هجيبلك حقك متخافيش.
وعمل طارق كم مكالمة.
رجعت زهرة وراحوا على شقتها.
طارق: هستناكي هنا.
زهرة: لاء، تعالى معايا الحاجة محتاجة راجل يساعدني.
طارق: بس ما يصحش أدخل معاكي.
زهرة: أنت أخويا يا طارق وبعدين الحاجة في الجنينة أنت ناسي؟ أنا ساكنة في الطابق الأول وهندخل من ورا.
كان في ناس مراقبين زهرة
وصوروها هي وطارق وهما داخلين العمارة!
الصور وصلت لـ هايدي
هايدي: أوبا وقعتي بين إيديا دا أنت ما طلعتيش سهلة خالص، عاملة فيها الشريفة العفيفة وأنت مدوّراها من ورا جوزك، لاء ومع مين؛ طارق اللي كان بيحب مسك!
أما أقوم ألبس عشان أروح عزاء الهم والغم وأنا مش طايقاهم خالص، يا رب أحضر عزاكي يا زهرة أنت والمعلم بتاعك في يوم واحد وأخلص منكم.
زهرة خذت الورق كله حطته في شنطة أيدها كبيرة، ودخلت الشقة تجيب فلوس وتاخذ الذهب بتاعها ما بقاش عندها ثقة!
(دخلت العربية هي وطارق)
(في عربية كانت مراقباهم)
راجل 1: هما لحقوا؟
راجل 2: شكلهم جابوا حاجة.
راجل 1: مش مهم ما تقولش المعلومات دي، قول دخلوا وطلعوا بعد ساعتين وخلينا نخلص عليهم!
راجل 2: عليهم؟ مش هي قالت الست بس.
راجل 1: أنت ما شوفتش هي فرحت إزاي لما عرفت اللي معاها؟ يلّا خلينا نمشي.
نسرين بلعجيلي
(في عربية طارق)
زهرة: كل الورق موجود في الشنطة دي وكمان ذهبي وحاجاتي.
طارق: كله في الحفظ والصون.
زهرة: العزاء بليل، هتروحي؟
زهرة: الأول أروح أتطمن على المعلم ونشوف نعمل أيه ولازم أروح.
طارق: هروح معاكي تدخلي تعزّي وتطلعي.
زهرة: كثير عليك.
طارق: أنت أمانة عندي لحد ما يقوم جوزك بالسلامة وأنا ما أضمنش هيعملوا أيه معاكي.
عملت كذا اتصال ممكن بكرة ننقل المعلم مستشفى آخر. والحمد لله عامل لكِ توكيل عام لكل حاجة علشان لو “علي” وقف في وشك.
(وهما رايحين حس طارق أن في عربية ملاحقاهم)
زهرة: مالك في أيه؟
طارق: في عربية ورانا انزلي تحت، استخبي.
بدأ طلق نار من العربية اللي جنبهم.
(زهرة صوتت)
زهرة: طاااااااااارق!