رواية سراب غوانتام الفصل الرابع 4 بقلم نور

 

رواية سراب غوانتام الفصل الرابع بقلم نور

رفع الراحل العصايه وبيضربها صرخت غابينه
: انتظر ارجوك، انها متعبه حقا
قلقت لينا عليها قالت : ابعدى عشان متتعاقبيش انتى
قالت غابينه : ارجوك ، لحظه ستشرب وتعود ثانيا انظر لها لو كان بإمكانها الوقوف لفعلت لكن جسدها ضغيف 
صاح الرجل بغضب : اامرك بالابتعاد 
قالت غابينه بخوف : ارجوك شرفه ماء صغيره لتعيدها لوعيها ، انها ضعيفه على ذلك العمل ، لن تتكرر اوعدك، شرفه واحده فقط لا غير 
كنت اسمع الحديث ولا ارى جيدا سوى اطياف لكن غايبه تعرض نفسها لضرب معى، على رغم خوفها منهم كما رأيته البارحه الا انها تساعدنى 
شعرت بماء يلامس شفتاى فتحت فمى بلهفه وعطش شديد فنزلت ماء الى حلقى الجاف ثم توقفت الماء فتحت عينى وكنت قد استعدت بعض الطاقه اسندتنى غايبه 
قالت بصوت منخفض : اسرعى ارجوكى، ليمر اليوم على خير 
شعرت بخوفها وقلقها ان ينقض ذلك الرجل علينا .. عدت وحملت الصخره وكنت متعبه فانا لم اشرب ما يكفى من ماء بل كانت شرفتين صغيرتين لا اكثر هل سوف استطيع الاكمال بذلك الجسد الضغيف لطالما اخبرتنى امى انى لا اصلح حتى فى اعمال المنزل ، فلتنظرى الي يا امى والى حالتى ، كنت اعمل بتعب وارهاق وكلما ارى الرجل ينظر الي ويرمقنى بنظره مخيفه جدا، اتذكر تلك العصا وضربته والالم والاختناق الذى شعرت به فأشتد على نفسي واسير رغما عنى
انتهى اليوم وقفنا لنأخذ العملات وجاء دور اعطانى عمله نقديه واحده ليس مثل الجميع اثنان علمت ان بسبب ما حدث اليوم لم اكن قادره على التحدث اخذتها وذهبت بصمت
: معك كم مال 
: لا اعلم فانا لا اعرف تلك العملات كم تساوى 
: اعطينى
اخرجت ما لدى وهى عملت اليوم وعملت البارحه المتبقيه
: حسنا سأكمل لكى من معى هيا 
ذهبنا الى ذلك المطعم وتشممت رائحه الاكل وشعرت بالشهوه الشديده واريد ان اكل تلك اللحوم وتلك الاكلات جائت غابينه وكانت زودت لى مالا من معها لتشترى لى خبزا لم اعلم بدونها ماذا كنت سأفعل 
جلسنا فى مكاننا وعندما اسندت شعرت بألم مكان الضرب، اكلت الخبز بشراهه وسرعه كنت اشبه كالحيوان المتشرد الذى ليس له صاحب ، الذى فور ان القى له قطعه خبز التقطتها على الفور وركض بها ، وانا اكل نظرت الى نفسي سالت من عينى دموع بحزن ، اخفضت رأسي من ما انا عليه وهذا الكابوس البشع
: لينا .. لماذا تبكى
: ماما وحشتنى اوى
: م..مام ماذا لا افهم
: امى.. ابى.. اخى ، اشتقت لهم كثيرا 
: هل لديك عائله
اومأت برأسي
: لماذا جئتى لهنا وتركتيهم
: سلبت منهم 
: كيف هذا 
صمت ولم اتحدث 
: لماذا لا تعودى لهم
: لو كنت استطيع لعدت بدون تردد انا لا اعلم اى شئ انا تائه
: اين هى بلدك يا لينا
: ليست هنا انها بعيده .. بعيده جدا فى عالم اخر فى زمن اخر وتوقيت اخر 
: هل انتى حقا من عالم غيرنا
نظرت لها واومأت برأسي قلت : يبدو كذلك 
انتظرت ان تضحك بسبب الجنون الذى اقوله لكنها لم تفعل 
: وكيف جئتى لهنا
: لا اعلم لكنى اظن الامر له علاقه بذلك الكتاب
: اية كتاب
: كتاب غريب عليه لغه غريبه ورمز مثل الذى شوفته على العملات الى هنا 
: رمز... اى رم ..... اتقصدين هذا 
قامت بإخراج عمله من معها واظنها اقيم من العملات الذى يعطوها لنا فكان ذهبيه رايت الرمز 
: اجل هو 
: انه رمز خاصه بمملكه غوانتام
: مملكه
: اجل ان ذهبتى للقصر سترين ذلك الرمز 
: اى قصر
: قصر المملكه الخاص للملك فرناس، انه من يحكم بلادنا غوانتام لا شك بأنك لم تريه
: ومن اين لى بأن اراه ، وهل ملك مثله يستحق رؤيته يجعل العبيد مستمر حتى الان ويعاملون مثل تلك المعامله وقسوت هؤلاء الضخماء عليهم
: لا تقولى هذا على ملكنا 
قالتها بغضب وحده 
: حسنا كما تشائى
: اظنك ستريه عما قريب ، عندما يأتى يوم الغيام نراه 
: وما هو يوم الغيام
: انه يوم تكون السماء مليئه بالسحب الممتلئه بالماء من ثم تهطل علينا ونخزن تلك الماء لحاجتنا ، انه يوم يحتفل فيه الجميع ستشاهدين احدى احتفالنا العظيمه
تعجبت كثيرا فهل هم ينتظرون الامطار لياخذوها ويخنزوها كماء لهم ، اليس لديهم انهار او اى شى لا يستعدى احتفالا للمطر ، قلت بسخريه 
: رائع هل سأبقا هنا للابد لاراه
: انه ليس بعيد انظرى
اشارت بيدها على السماء رفعت وجهى ونظرت على ما تشير 
: اترى تلك السحب انها قريبا ستنفجر ، انتى محظوظه فأتيتى فنهايه ، وستشاركينا ذلك اليوم
لما كل تلك الضجه على الامطار اعلم انها جميله وانا كذلك احبها بشده لكن ليس للاحتفال والشرب قلت بتغير الموضوع
: لننام فأنا متعبه بشده 



مدت بجسدى ويدى خلف راسي الذى المتعب الصباح ، كنت متضايقه من نفسي لكن ليس بيدى حيله اصبحت اشبه المتسولون الذى ينامو فى الشوارع ولا لديهم ديار تأويهم ، ارتدى ملابس فظه كالرجال تماما لكن هذا افضل حتى لا يتطلع بنا اى رجل من هؤلاء الاوغاد
فى اليوم التالى ايقظتنى غابينه من نومتى المتعبه افقت وذهبت معها الى ذلك العمل المجهد ويحتاج لجسد قوى وبضخامتهم وليس بأحجامنا وضعف جسدنا وبدلا ان يرقو علينا وعلى حالتنا يمسكون عصيان فى ايديهم ويضربن من يخطئ ، ما تلك القسوه والوحشيه وكيف اطلب الرفق لعبيد جيد انهم يعطونى مالا ويدعونا نذهب ثم نعود لهم فالعبيد يذلن بشده ... لكنى لست عبده ، ولن اكون ابدا انهم فقط يظنون ذلك اما انا فحره نفسي 
كنت اعمل بتعب وغابينه تحسنى على السرعه وتماسك حتى لا يحدث مثل البارحه وبلفعل لا اريد ان اتذكر تلك العصا وضربتها وملامستها لجسدى ،ويعطونى عمله واحده ولا تكفى لشراء خبز مثل البارحه وتزودت لى غابينه لاكل ، لا يجب ان يحدث ذلك اليوم ايضا 
انتهى اليوم بسلام لكن جسدى ليس بحال جيد ابدا ، ذهبنا واشترينا الخبز وجلسنا فى مكاننا ونأكل وتسيل من عينى دموع بصمت وانا أكل بطريقتى تلك واتذكر عائلتى ورفهايتى ، كم كنت فى نعيم كيف اصبحت هكذا ، كيف دخلت لهذا العالم اصلا.. انها خيال كل ما يحدث خيال ، ولا استطيع تصوره 
اقرأ الكتب والروايات واحبها ان كانت خياليه ، والان اصبحت من ضمن تلك الروايات ، ان ما يحدث يقودنى إلى الجنون واتذكر ما حدث فى المكتبه والكتب والرفوف المعلقه فى الهواء والكتاب واوراقه التى شكلت دوامه ، ما هذا اشعر بالخوف من تذكر ما رايته
مزال عندى يقين ولو بقليل أنى فى حلم وسينتهى .. أجل فمستحيل ان يكون هذا حقيقا كتاب يطفو كتاب يفتح من تلقاء نفسه كتاب يهتز كتاب تطير صفحاته ولحن غريب مزالت اتذكره حتى الان وكأنه كان بنبع من داخل ذاك الكتاب 
لينتهى هذا الحلم او الكابوس سريعا فاصبح مخيفا وسئ ، اريد عائلتى وعالمى وليست ارض الجحيم تلك 
مر شهر على ذلك المراره وكنت اعمل بجهد وابذل طاقه كبيره فى ذلك العمل وحمل الصخور كانت ملابسي تتشقق من اجهادى وتعبى كانت غابينه تحسنى على المثابره من أجل الطعام والتحمل ، وجسدى بدأ عليه النحافه اكثر مما هو عليه وتغير جلدى بسبب درجه الحرار وضوء الشمس القوى علينا وشعرى الذى تقحرت حالته ويريد الاعتناء ، لكن انا اريد من يعتنى بى ، فانا كلى اصبحت فى حاله مزريه فى ظرف ايام فقط فماذا سيحدث بعد ذلك ، هل سألتقى بعائلتى هل سأعود لهم ولعالمى ولحياتى ، هل يوجد هنا احد على تلك الارض يستطيع مساعدتى يرسلنى الى عالمى كما ارسلت لهنا ... العنه عليكم جميعا..اللعنه عليك ايها الكتاب البغيض القيت بى فى بلاد غريبه وزمن اخر وعصر غير عصرى ، لا اعلم فيه شئ غير العمل والاكل والنوم ولو ان غابينه لم تكن معى لكنت مت فهى تواسينى وتساعدنى ان حدث لى شئ فى العمل وتدارى علي من هؤلاء المتوحيش 
انتهينا من العمل اخذنا المال وذهبنا 
: ماذا بكى يا إلينا
: متعبه .... متعبه كثيرا
: سوف نأكل الان لتتحملى فمعنا مال لنشترى طعام شهى مثل الذى ارتدي تذوقه
لم اكن مباليه ، اقتربت منى قالت بمزاح : ستحبين طعامنا كثيرا لدرجه انك ستريدى البقاء 
ابتسمت بسخريه فما هذا الذى سيجعلنى اريد البقاء على تلك الارض الجافه ، على حسب ما علمت انهم ليس عندهم انهار او اى شئ يشربون منها انهم يأتون بماء من بلاد اخرى ويشترونها ، وذلك يوم الغيام لن تصدقو يأتى بعد ٣٠ سنه ، اى ان لا امطار تاتيهم غير غير قضاء تلك المده ويحتفلون بذلك الملك يحفر حفر قاع ويعيد تنظيم الابرار للاستعظاظ ليخزن الماء لليوم الغيام هذا ، ويتمنون ان يأتى عليهم من وسع من اجل ان تكفيهم ، لكن كيف ٣٠ سنه سيقضونها بمياه امطار اتمزحون 
اتسائل كم اعمار تلك الناس فغابينه فى التسعينات وتقول انها صغيره كان هذا الامر يضحكنى عندما اتذكره فهى بمثابة جدتى 
كنا نسير متجهون للمطعم وكان هناك يحفرون فى للارض ويقيمو شيئا 
: يجهزون ليوم الغيام انهم رجال الملك
قالتها غابينه عندما لاحظت انظارى عليهم 
: فهمت ، انه يفكر بكم كثيرا 
: انه افضل ملك مر علينا فكنا على وشك الموت لولا ظهوره واخذ ديونن من بلاد اخرى لامتداد الماء ، وقام بإصلاح عما حدث من جفاف فى غوانتام ، جعلها تقف مره اخرى ورد الينا الحياه ، وها الان يجهز ابرار ويقيم من جديد لتخزين المياه لنا 
نظرت لسما قالت : اتمنى ان يكون الامطار كثيره فتملأ ارضنا
كنت استمع لها لكن سمعنا صوت مرتفع التفتنا وجدنا رجل ضخم فى يده جربال ويركض خلف ولد صغير وينهره
: هيا لنذهب 
كانت غابيه المتحدثه ذهبت فتبعتها وانا انظر للولد وجدت الرجل امسكه وصاح فيه بغضب ورفع جرباله عليه
: لينا لا شأن لنا 
كانت غابيه تحدثنى ، لم استمع لها ضرب الرجل الطفل بقسوه فصرخ بتألم ، لم الحق به لكن ما ان اقترب سحبت الطفل من يده بقوه كان جسده بارد ويرتعش ويبكى نظر لى قال 
: انتى كيف تتجرأين
: كيف تتجرأ انت على ضرب ولد بذلك الشئ وبتلك القسوه 
: انه لص اي ولد هذا ، يسرق منى طعام كل يوم وقد طفح الكيل وها هو الان سرق وجاء ليأخذ المزيد
نظرت الى الطفل كان يبكى
: ابتعدى ايتها الحمقاء اقترب منى ليأخذ الطفل فأبعدته قبل ام يمسكه 
: قلت لك لا تلمسه 
: اذا سأخذك انتى
نظرت له بخوف فنظر له نظرات حقيره شبيه له ، عدت للخلف بالولد قلت 
: ماذا تريد 
: هل ستدفعين 
صمت فلا اعلم ما مقدار النال الذى يريدو نظرت للولد ثم اخرجت المال الذى معى وكان مل ما لظى هل سيكفى ، قلت
: سأعطيك غدا الباقى
نظر لى ثم نظر الى المال واخذه ونظر للولد وذهب كان الجميع ينظر لنا 
: ماذا فعلتى 
نظرت للصوت كانت غابينه، قال : اجننتى اعطيتيه جميع مالك كيف ستأكلين ، انكى متهوره اذهبى واطلبى المال منه
: وادعه يضرب الولد
: انه من سرق
: ليس سببا كافيا لضربه بتلك الوحشيه وبتأكيد لديه سبب 
نظرت للولد وكان يقف بقرب من قدماى وشبه ملتصق بها جلست على ركبتى نظرت له 
: لماذا تفعل ذلك الا تعلم ان السرقه خطأ كبير
: بلا
قالت غبيه بسخريه وصيق : ارأيتى 
نظرت لغاببنه ثم نظرت للولد قلت : بما أنك تعرف لماذا تسرق
: شقيقتى تضور جوعا وان لم احصل على طعام لن نأكل وان لم نأكل سنموت
تعجبت من فصاحه ذلك الولد وكيف طريفته فى الحديث ويبدو عليه النضج ، حزنت عليه وعلى حالته ، لكن ليس معى مال اخر لاعطيه له ، تذكرت كريم وكيف يحبنى ذكرنى بأخى الذى اشتقت له سالت دمعه من عينى ، ابتسمت ومسحت دمعتى 
: اذهب لاختك ولا تسرق ، أعمل واجنى المال فيبدو عليك القوه وانك رجل اليس كذلك
: اشكرك 
ابتسمت ابتسامه خفيفه له فذهب نظرت له وهو يذهب
: سنأكل خبز بسببك يا لينا
: ليس معى مالا حتى للخبز
: وهل تظنين سأتركك بلا طعام ياغبيه
نظرت لها والى ما قالته كانت غاضبه ابتسمت عليها
مانت واقفه لية بتتحرك لقيت حد بيمر جنبها كانت رجليها مش قادره تتحرك وابتسامتها اختفت من إلى إلى حاست بيه
لفيت وهى تنظر إليه وحسيت بحراره تجتاح جسدى وكأن شعله بتأكيد جواها
قالت غابينه: انتى بخير 
لم ترد عليها وهى دايخه
: لينا 
: جسدى ، اشعر بحرار.. لا اشعر بايدى وكانى مطياف
: ماذا؟! 
: انه كشعور ذلك اليوم.. داخل المكتبه
: هل حالتك سيئه هل نذهب إلى الحكيم 
لم اتحرك كان جسدى بلفعل وكانه صنم ثم وجدت رؤيتى تتلاشى وضباب يحيط 

سمعت أصوات اعرفها جيدا كان قربه منى قريبه منى كثيرا فتحت عينى ببطئ وكان بها غشاوه اقفلتهم ثم فتحتهم ثانيا وجدت اطياف لثلاث اشخاص واقفون وينظرون لى
: هكلم الدكتور اقوله انها فاقت
: لينا ..
كان هذا صوت امى ، اجل انا اعرفه جيدا ، كانت نبرتها حزينه ابتسمت بسخريه قلت بتعب
: حلم تانى 
: لينا انتى بخير
كان هذا صوت اخي حزنت من سماعه فكم اشتقت له واشتقت لاصواتهم جميعا اقفلت عينى استسلمت للنوم لأعود للواقع الذى انا عليه 
فتحت عينى بعدما شعرت بأحد يقظنى نظرت وجدت شخص يرتدى معطف ابيض وكانت رؤيتها منحسنه قبل ان اغفو فوجدت عائلتها
قالت لينا: ماما 
قالت هاجر : نعم يا حبيبتى
: انتى معايا
: ايوه 
: هاتى ايدك 
مدت يدى لها امسكتها على الفور وشعرت بدفئ جسدها
 : انتى حقيقه 
نظرو لى بتعجب واستغراب قالت: يعنى ايه
: انتى حقيقه انا رجعت
: بتقولى ايه يا لينا مش فهمه 
قال غسان لطبيب : شكرا يادكتور نقدر نمشي 
: اه
قالها وهو ينظر لها بتعجب ثم ذهب، سندها حسام قال 
: يالا عشان نرجع البيت 
ابتعدت هاكر عنهع امسكت يدها على الفور قالن 
: لا متسبنيش خليكى معايا 
: اى الى حصل معاكى يا لينا ، مالك يا حبيبتى 
: كابوس يماما ، كان مخيف اوى المهم خليكى معايا مش عارفه اذا كنت فى حلم وانى لسا هناك
: هناك فين .... تعالى يالا مش هسيبك انا معاكى اهو 
اسندتنى امى وكنت ارتدى ملابس عاديه كملابسى وليس كما كنت هناك ، خرجنا من المشفى فتح أخى لى السياره، دخلت أنا وامى ثم ذهب وجلس بجانب والدى 
وصلنا نزلت من السياره ممسكه بيد امى رأيت منزلى كنت اشعر بالحزن والسعاده فقد عودت الى منزلى اجل عدت اخيرا ، أتمنى الا يكون حلم ... احلم بل الحقيقه من الخيال ، دخلت غرفتى وجلست على السرير ، ذهبت امى وجائت معها طعام نظرت لها بشده فكنت جائعه جدا واتضور جوعا اعطتنى الطعام واكلت اكلت بشهوه وفجع وجوع كبير كان شكلى ليس لطيف لكن لم اهتم بشكلى قلت
: اسفه انا جعانه اوى بقالى كتير مكلتش اكل زى ده وكمان اكلك يماما
: لى ، وانتى كنتى فين الأربع الايام دول
نظرت لكريم بشده ومن اخر كلمه قالها 
: اربع ايام
: ايوه سألنا عليكى عند صحابك او فى اى حته ممكن تروحيها بس ملقانكيش ، وبلغنا عليكى 
: لقتونى فين
: فى مكتبه ، اتصل بينا الامن ، قال انه لما فتح انهارده الصبح ، لقاكى على الارض وكان شكلك غريب
: غريب!
: ايوه كنتى لبسا لبس غريب جدا يا لينا ، انتى كنتى فى مسرحيه 
صمتت فلا يوجد ردا لما يحدث لها
: لينا تنتى سمعانا 
: نعم يماما 
: كنتى فين يا حبيبتى وشكلك اتغير كده لى وايه العلامات الى عليكى دى
: علامات ايه
قال ابى : علامات ضرب وكدمات عليكى ، حد ضربك قولى
قال حسام: انتى اتخطفتى، عذبوكى
كانت اسأله كتير وهى مش قادره تستوعب حاجه
كنت انظر لهم بشده واقلب كلامهم ، الحارس وجدنى وكنت فى الحاله التى انا عليها هناك وعلامات الضرب الذى لا تفارق جسدى حسب ما قالت امى وشكلى المتغير ، اذا لم يكن حلما كان كل شئ حقيقى مثلما سلبت من هنا وذهبت لذلك العالم عدت لعالمى ثانيا لكن كيف عدت وكيف اسلب هكذا وذلك الشعور الذى شعرت به وتلك الحراره الغريبه ، واخى قال اربعة ايام ... هل غيبت اربعة ايام فقط ، بينما انا هناك قضيت شهر او اكثر كيف اذا اربعة ايام.. كيف
: قولى الى حصل وكنتى فين عشان نبلغ ومين الى عمل فيكى كده
نظرت له قلت : مهما مش من هنا يبابا
: مش فاهم
: يعنى انا مكنتش معاكو هنا مكنتش هنا ومعرفش انا كنت فين اصلا 
: ازاى يعنى
: كنت فى بلد تانيه غريبه وكأنى فعالم تانى غير ده 
ضحك اخى نظرت له بشده وظل يضحك
: بتقولى عالم تانى ، عالم تانى ازاى يعنى ، الكتب جننتك يا لينا 
اتعلمون انها المره الاولى الذى يسخر فيها اخى ولا يصدق قولى بشئ ، دائما يصدقنى حتى وان كنت كاذبه يصدقنى ادرت بوجهى بحزن
: لينا ممكن تقوللنا الحقيقه وكنتى فين ومين الى عمل فيكى كده
: انا قولت الحقيقه ، مكنتش هنا والا كان زمانى جيت واللبس كان حقيقه ، كنت لبساه هناك والضرب الى عليا اتعرضتله وانا هناك
: طب اهدى ، هتصل بالدكتور عشن يشوفك كانت
تلك الجمله نزلت عليا كصاقه الذى تخترق اذناى وتجعلها غير قادره على سماع شئ اخر ، انها امى اتصدقون هى من قالت ذلك ، انها تظننى مجنونه لا تصدقنى ، جميعهم لا يصدقونى
: ماما انتى بتحسبينى اتجننت
صمتت ولم ترد ، ليتنى لم اتفوه بالحقيقه لهم الذى جعلتنى بهذا الشكل امامهم خفضت رأسي بحزن قلت
: اخرجو عايزه اعقد لوحدى
: مش انتى قولتى عايزانا نعقد جنبك
: غيرت راى عايزه ابقا لوحدى 
نظرو لى بشده وقفو وذهبو نظرت لهم وقد اقفلو الباب انزلت قدماى من على السرير ووقفت امام المرآه ادرت بوجهى وكان عليه علامات الصفع الذى كنت اتعرض لها وانا عبده هناك عندما كنت اخطئ ، ابعدت اكمام ملابسى وكان عليها كدمات من اثر الصخور والركلات حين اقع بدون قصد 
حالتى مزريه حقا ، ذهبت واخذت حمام دافئ يفيقنى من ما أنا عليه وادور بعقلى الى ما حدث ، خرجت وجففت شعرى وقمت بتمشيطه وذهبت للنوم فأنا متعبه وان نمت من هنا لغدا لن يكفى 
توقفت فى مكانى بصدمه واتسعت عيناى وارتجفت خوفا من الكتاب الذى على منضدتى أنه ذلك الكتاب الملعون عدت للخلف بخوف فأصدمت بالمكتب وقعت وصدر ضجيا ، فتح الباب طل منه اخى ومن خلفه والداى اقترب منى
: انتى كويسه وقعتى كده ازاى
نظرت له بخوف ومدت زراع واشير بأصبح السبابه على المنضده 
: ال..الكتاب
نظرو على ما اشير
: كتاب اى
ذهب ابى للمنضده وامسك الكتاب قال
: ده
قلت بصوت مرتفع وخوف : سيبه يبابا متلمسهوش
نظر لى ابى بأستغراب واعاده ثانيا وكان يرمقونى بنظرات غريبه لم افهمها 
قلت : مين جابو هنا 
: محدش جاب حاجه انتى بس الى بتجيبى الكتب دي على البيت
: مجبتش حاجه ، مش انا 
: ازاى مش انتى هيكون مين الى جابوه 
: مش عارفه خدوه ، خدو من هنا مش عايزه اشوفو خرجو من البيت
قال كريم : اهدى فى اى
: بقولك خدو بعيد عنى 
امسك اخى الكتاب قال : اوديه فين
: المكتبه الى لقتونى فيها ، هو من هناك 
اومأ برأسه وذهب بينما كنت خائفه على اخى من ذلك الكتاب وان يسلبه هو الاخر ويرا الجنون الذى قلت عليه 
مر وقت كنت جالسه فى غرفتى سمعت صوت الباب ذهبت بسرعه لكن لم يكن اخى كان عامر ابن عمى، الذى عندما رأنى اقترب منى سريعا قال بقلق 
: لينا كنتى فين ، اى الى فوشك ده 
نظرت له واحرجت 
: عامل اى يعامر 
نظر لامى الواقفه قال : الحمدلله
: انت عرفت منين ، بابا قالك 
: لا انا كنت رايح الشغل مريت على القسم قالولى ان المحضر اتقفل فجيت على هنا
: طب تعالى اعقد واقف ليه 
ذهبنا وجلسنا وكنت لا يجب ان اتركه واذهب فهو جاء للاطمئنان علي ، لكنه كان يسألنى اين كنت تلك المظه ولا استطيع الرد فاود الانسحاب من تلك الجلسه، سمعت صوت الجرس استأذنت وذهبت سريعا ، فتحت الباب وابتهجت عندما وجدته اخى اسرعت إليه 
: رجعته
: اه



قالت امى : طب يلا عشان ناكل 
ذهبنا وجلسنا على المائده بينما عامر مانع واخبرنا انه عليه ان يذهب لكن ابى وامى منعوه ، كم اشتقت لجلستى تلك وكانت المره الفائته حلما مجرد وهم ، اخذت اكل واملأ معدتى فكنت ما اكله الخبز خبز فقط 
جلسنا فى غرفه الضيوف مع عامر والذى سعد والداى بحضوره واخى ينظر لى من وقت لاخر فيعلم ان عامر جاء الي ومتضايق بعض الشئ لاكن لا يظهر ذلك 
ذهبت لغرفتى ودرست ونمت باكرا بدون القراءه فى اى كتاب فأنا اصبح لدى بغض وكره تجاه الكتب من الان وسأسكبهم عما قريب 
استيقظت فى الصباح نظرت حولى بسرعه ولهفه وما ان رايت انى فى غرفتى وانام على سرير اخذت انفاسي ، صليت وبدلت ملابسى ومشقط شعرى وكان تظهر العلامه الذى على وجهى لم اعرف ماذا افعل ، نظرت لمستحضرات التجميل والمساحيق فهى بإمكانها اخفائها اخذت ووضعت عليها ، حتى لم تعد موجوده انزلت شعرى قليل على وجهى بالجانب حتى لا يظهر شئ اخذت دافترى وخرجت وشاركت عائلتى الفطور
: استنى عشان هوصلك 
كان المتحدث حسام قلت : هعرف اروح لوحدى متتجنتتش لدرجه انى معرفش اروح جامعتى
نظرو لى والى كلامى وكذلك اخى فكنت حزينه من سخريته علي من البارحه فهو يجب ان يصدقنى وابى وامى كذاك وان كذبنى الجميع يصدقونى هم ، على كل حال انتهى ذلك الامر لا داعى بأن يصدقو ام لا فلن اتفوه بتلك الخرافات ثانيا فأنها قد انتهت وانا بين ارض الواقع الان 
تذكرت دكتور معتز عندما اخبرنى ذلك اليوم ان احضر باكرا حتى لا يتعصب وانا لا اريد ايضا التعرض للاهانه .. يكفى اهانتى وسخريتى لنفسي 
ذهبت الى الجامعه دخلت المدرج وكان الدكتور لم يأتى بعد جلست ووضعت دفاترى
: بصو مين هنا 
نظرت الى من يتحدثو كانت يارا ورفيقاتها نظرت امامى ولم اعيرهم اهتمام 
: وحشتينا 
: فى اليومين الى مجيتيش فيهم مضحكناش
قالت يارا : هنضحك كمان شويه الصبر
جمعت قبضتى وتمالكت نفسي اخذت نفسا عنيقا ازيح غضبى ثم دخل دكتور معتز وقف ونظر لنا ثم وجدته ينظر لى انا تحديدا لم افهم نظرته تلك 
: طبعا احنا عارفين ان الى مبحضرش ليا محاضره واحده ميحضرليش تانى 
وكان يتحدث وهو ينظر لى تعجبت وهل يقصدنى انا 
: سمعتينى يا دكتوره
انه بالفعل يحدثنى وجدت الجميع ينظر الى
 : بس انا مكنتش ا..
: اخرجى فورا 
كانت نبرته تلك مهينه جدا شعرت بالحرج الشديد وتجمعت دموع داخل عينى لاول مره.. اصبحت حساسه زياده
 حاولت خفيها سمعت قهقات منخفضه واعلم من يكونو ، اخذت دفاترى وذهبت نظرت الي معتز بغضب نظر لى هو الاخر ثم التفت وخرجت

: طب اهدى متزعليش
كانت تلك صديقتى سهيله وتحاول تهدئتى فأنا على وشك البكاء 
: انتى كنتى فبن صحيح 
صمت ولم ارد فلم فلا اعلم انى كنت ضائعه .. يالا السخريه
: معلش انتى عارفه انه دكتور كده، وهيكسفك قدمهم كلهم فبتحضرى ليه 
: مكنش بإيدى ان اغيب عن محضراته ، اكيد مش هفرح وانا جايه عشان اتهان كده قدام الكل
: امال مجتيش لى
 صمت ولم اتحدث فلا اجد جواب كنت حبيسه لبلاد العجائب تلك 
: انا هروحله
: تروحى لمين ، دكتور معتز
: اه مش كل شويه يهنى كده ، مش حضر له تانى ويشيلنى الماده زى ما هو عايز وهرد عليه ومش هسكتله 
: استنى عشن متزوديش الموضوع ممكن يحطك فى دماغه
: هو لسا هيحطنى
ذهبت ولم اعيرها اهتمام وجدت يارا واصدقائها ينظرون إلى ويبتسمون بسخريه لم اهتم بهم واكملت طريقى للداخل وسألت احد عنه وعلمت انه فى مكتبه ، فتحت الباب بدون ان استأذن نظر لى
: انتى ازاى تدخلى كده 
: انا عايزه اعرف اى مشكلتك معايا يا دكتور معتز
: مشكلة ايه 
: معرفش انا الى بسألك
وقف ببرود ونظر إليها قال- اخرجى يا لينا
- لى كل شويت تكسفنى قدام الكل المره الى فاتت قولتلى متتاخريش ومتأخرتش
: على اساس انكى جيتى يومها ، انا قولت متتاخريش بس انتى غيبتى.. معنديش وقت اضيعه
وقفت قدامه بغضب قالت : انت مبتديش لحد اسبابه، انا مكنش بأيدى انى محضرش عشن اسمع كلامك السخيف زى النهارده
نظر لها وهى تقف امامه مباشره
قالت لينا- لو كنت اقدر كنت جيت ووفرت عليك تعبك فى اهانتى
: واى الى منعك
: لانى مكنتش هنا انا ك.....
صمت ولم اكمل كلامى فكنت سأقول عن السخافات الذى ستجعلنى محض للسخريه اكثر مما انا عليه
: متكملى ولا بتدورى على سبب تقوليه
بصيت فى عينه قالت : مش مضطره اقولك اسبابى لكنك مضطر تحط لناس اسباب يا دكتور ، لو كنت تعرف انى انا معمولى محضر وبيدورو عليا فى الايام ديه ، انت بتحكم بظنك وده هيتعبك كتير لان الظن عمره مكان الحقيقه زى ما انت فاكر انى محضرتش عشن انا مش عايزه احضر انت متعرفش انا كنت فين ولا حالتى كانت ايه ، تقدر تشيلنى الماده مبقاش فارقه معايا عشان انا مش هحضر اي محاضره ليك تانى
نظر لى قليلا التفت وذهبت وتركته وانا اشعر بالراحة لانى صببت عليه الكلام الذى اردت قوله 

كنت واقفه اوقف سياره لتقلنى للمنزل واثناء وقوفى نظرت بجانبى وجدت معتز، ولا داعى بتلقيبه بدكتور بعد الان نظر لى ادرت بوجهى ثم توقفت سياره ركبتها وذهبت 
دخلت اوضتها ومسحت المكياج من عليها بس وقفت مكانها بصدمه
وعينها ترتجف خوفا وزعر وهى شايفه انعكاس ذلك الكتاب الملعون فى المرايا...

تعليقات



×