رواية لم تكن خطيئتي الفصل الرابع4 بقلم سهام صادق


 رواية لم تكن خطيئتي الفصل الرابع بقلم سهام صادق

مشاعر كثيره كانت لا تعرف وصفها وهي تمضي أسمها بجانب اسمه وحده... سقطت دموعها ولكن تلك المره كانت دموع السعاده.. تعلقت عيناها بأعين عمر الذي وقف ينظر إليها وكأنه لا يُصدق ان لبنى أصبحت له وملكه بموافقة والدها وأهلها ولكن واحداً كان خارج تلك الموافقه ولم يكن الا عاصم الذي سافر منذ ليلتان ولا يعلم ما ينتظره حينا عودته

اتجهت نحو والدها الحبيب الذي رغم صمته امام شقيقها فيما يخصها وخاصة منذ موت خديجه الا انها تعلم انه يحبها وهاهو اثبت حبه لها ولم يظلمها

 - اهم حاجه عندي تعيشي مبسوطه ومرتاحه يالبني

ونظر نحو عمر الواقف بجوار شهاب وقد انصرف الضيوف والأقارب وبعض زملاء عمر الذين أرادوا مشاركته بهذا اليوم

-  انا اديتك حتا من قلبي ياولدي اوعاك تفرط فيها..

واردف بعباره لن ينساها عمر يوماً

 - انا واثق فيك وفي رجولتك وانك هتحافظ على بنتي

ابتسم عمر وقد محي داخله اي شعور قد اساءوا به يوماً اليه وداخلها اقسم انه سيظل يخفي سر عاصم الا الابد 

-  امانتك متصانه ياعمي 

بادله الحج محمود ابتسامه ودوده وتقدم منه يربت فوق كتفيه 

 - مبرووك يادكتور 

اتسعت ابتسامه شهاب وهو يرى السعاده التي غلفت الجميع لتقترب لبنى منه تحتضنه 

 - شكراً ياعمي.. كنت عارفه انك هتقف جانبي 

ضمها شهاب اليه بحنان يتذكر كل مافعله أدهم من أجلها 

-  صاحب البطوله ديه هو أدهم يا لبنى 

اتسعت عيناها ذهولاً وهي تبتعد عنه غير مصدقه ان أدهم هو من جمع شملها مع عمر 

لتنتقل عيناها نحو عمر الواقف جانب والدها يتسأل عن موعد رحلتهم ل لندن ويوصيه عليها بحرقه ولكن سعاده ابنته التي رأها اليوم أدرك انه فعل الصواب

 

*********************************************

قاد سيارته خارجاً من حدود محافظه سوهاج لا يرى شئ أمامه الا نظرة لبنى اليه عندما ظنت انه ستكتب اليوم على اسمه.. نظرتها التي تبدلت سريعاً عندما رأت ذلك الطبيب أدرك لحظتها انها عاشقه لهذا الرجل 

زاد من سرعه سيارته بجنون وهو لا يُصدق انه كان سيتزوج امرأه لا تحبه بل انها غارقه في حب رجلاً اخر.. تفاديه للسياره المقابله اتجاه جعلته يلتقط أنفاسه ويُهدء من سرعته 

زفر أنفاسه وعيناه مُتحجره على الطريق وهو يتذكر سرد الطبيب له قصه حبهما دون ترتيب وانه سيظل عمره كله يحبها كما يعلم انها ستظل هي مثله 

ابتسامه ساخره ارتسمت فوق شفتيه وهو يتذكر ثقة ذلك الطبيب في حب لبنى له ولم يُخطئ في ثقته... لولا رجولته ما كان اقنع الجميع بصدر رحب من زواج لبني بذلك الطبيب ذو الشأن وساعده شهاب على ذلك كما ساعده حب عمه لابنته الغاليه .


**********************************************

منذ وفاه والدتها والبسمه لم تُنير ملامحها ولكن اليوم ارتسمت كل معالم البهجة على وجهها... لقد تزوج أخيها ممن يُحبها قلبه ونال مباركة أهلها ورغم حزنها انها لم تشاركه فرحته ولم تراه ببذله العرس وبجانب عروسه كما حلمت هي ووالدتها الحبيبه الا ان سعادته تكفيها 

عادت دموعها تتساقط وهي تتذكر والدتها 

-  عمر اتجوز ياماما... الله يرحمك ياحببتي كان نفسك تشوفيه عريس 

انتبهت لقدوم كريم يفتح باب الشقه فمسحت دموعها سريعاً واقتربت منه تضم جسدها اليه 

-  عمر اتجوز البنت اللي بيحبها 

ابتعد عنها كريم مدهوشاً مما يسمعه 

 - اتجوز بنت العزيزي 

ابتسمت وهي تُحرك رأسها بتفاخر 

 - عملها عمر لا طلع ناصح بجد... دول من أعيان البلد 

واردف وهو يمسح فوق وجنتيها 

 - مبروك ياستي... هبقي اتصل بي اباركله

 - اخويا اي حد يتشرف يناسبه 

اماء برأسه سعيدا وهو يراها بدأت تعود لطبيعتها وتخرج من طور حزنها حتى لو قليلاً

 - طبعا.. طبعا.. حضريلي الغدا بقى عشان واقع من الجوع ولا انزل اكل تحت 

لطمت صدرها بطريقه مضحكه 

 - تنزل تاكل تحت.. وحماتي تاكل وشي 

وانصرفت من أمامه ليتنهد بحزن عما فعله بها.. فمنذ زواجه من شمس واصبح لا يشعر الا بالخواء نادماً أشد الندم علي فعلته 

-  اه ياقدر مش عارف اقولك ازاي اني اتجوزت... سامحيني 


*************************************************

تعلقت عيناه بها وهي تقف حائره في غرفته القديمه.. اقترب منها بخطي هادئه يزيل عن كتفيه سترته 

-  كلها ايام ونسافر لندن 

التفت اليه تظن انه مجرد حلم وستستيقظ منه

-  عمر هو ده حقيقه ولا حلم 

ابتسم عمر وهو يتأمل ملامحها الهادئه ودون حديث اخر كانت تلقى نفسها بين ذراعيه 

-  انا كده اتأكدت انه حقيقه ياعمر 

وابتعدت عنه تعاتبه كطفله متذمره من والديها 

-  كنت عايز تسافر وتسبني... لولا أدهم كنت مشيت مش كده 

تمتمت عبارتها الاخيره وهي تدفعه عنه ليضحك رغماً عنه 

 - يعنى نسيتي كل حاجه عملتها عشانك... ديه غلطت اللي يحب طفله صحيح 

شاكسها بعبث لتقطب حاجبيها غاضبه 

 - انا طفله 

اماء برأسه وهو يسبح في النظر بعينيها الصافيه 

-  خليني ننسى اللي فات ومنفتكرش غير اننا خلاص بقينا لبعض 

سقطت دموعها وهي تتذكر مامضى 

 - لما عاصم رجعني البلد وبقي كل حاجه بحساب قولت خلاص الأمل ضاع 

وعادت تلقى نفسها بين ذراعيه 

 - مش مصدقه ان أدهم عمل كده 

ليضمها إليه بشده وهو يتذكر حديث أدهم معه حينا اتي اليه بالمشفى ومازالت أحداث ذلك اليوم عالقه بذهنه كما ستظل دوماً

رفعت عيناها نحوه تتأمل لحيته 

 - اوضتك حلوه اوي 

ابتسم وهو يطوقها بذراعيه 

-  وصاحب الاوضه

اطرقت عيناها أرضاً ليرفع يديها نحو شفتيه يقبلهما

-  انا عارف انك تستاهلي أغلى شبكه واحسن فرح يالبني... بس انتي عارفه.. 

وقبل ان يُكمل حديثه وضعت يدها فوق شفتيه 

-  كل ده ميفرقش معايا ياعمر... انت سعادتي 

خفق قلبه وهو يرى صدق عبارتها... لتتعلق عيناه نحو شفتيها  

والحديث كان له باقية 


*********************************************

سقطت دموعها وهي تنظر لهاتفها بعدما اغلقت مكالمتها مع شقيقها لم تستطع توديعه رغم اتفاقها مع كريم على الذهاب للمطار لرؤية شقيقها قبل أن يُغادر البلاد بعروسه

-  حضرتي صنيه الكيكه اللي قولتلك عليها

التفت قدر نحو حماتها تومئ برأسها

-  طب اعملي الشاي وحطي قطع الكيكه في الأطباق وتعالى ورايا 

تنهدت بقله حيله فما عساها ان تفعل... نفذت ما امرتها به لتغادر المطبخ تحمل صنية الضيافه لاقارب حماتها 

جلست معهم تخشي السؤال الذي لا تخلو جلسه الا وسمعته 

 - لسا مافيش حاجه جايه في السكه 

تجمدت ملامح قدر نحو نظرات حماتها عليها... لتنظر سميحه لقريبتها بتفاخر 

 - قريب ياحببتي.. الدكتور قال السنه مش هتعدي الا وبطنها هتكون شالت

تعالت الدهشه فوق ملامح قدر.. ولكن سريعا أدركت سبب هذا الرضى الزائد عندما سألتها قريبة حماتها الأخرى 

 - هو صحيح بقى في نسب بينكم وبين عيله العزيزي اللي اعلاناتها ماليه التلفزيون 

واردف أخرى غير مصدقه 

 - وانتوا ايه اللي وصلكم للناس الكبار ديه ياام كريم 

ارتفع حاجب سميحه ممتعضه من استهانه تلك القريبه... وبدأت الاسئله تنصب حول قدر حتى استطاعت ان تنسحب بهدوء من جلستهم وهي لا تُصدق ان حماتها ذاعت خبر زيحة شقيقها وسط الأقارب والجيران وجعلتها في أفواهم


************************************************

تنهد الحاج محمود وهو يجلس بجوار شهاب في سيارته بعدما فتح لهم السائق أبوابها 

 - تفتكر اللي عملته ده صح ياشهاب

واردف وهو يخشى اليوم الذي سيعود فيه عاصم من سفرته ويعرف بالخبر 

 - عاصم مش هيسكت.. انت عارف طبع عاصم 

 - اطمن ياحج ومدام لبنى سعيده وانت موافق يبقى عاصم لازم يتقبل جواز لبنى 

 - اتوحشتها ياشهاب.. وكأن قطعه من قلبي راحت مني

رغم تأثر شهاب بحديث شقيقه الأكبر الا انه تمتم ملطفاً الأجواء 

 - ايه ياحج اومال فين وصايك والست ملهاش غير جوزها 

ارتسم الحنان فوق قسمات ملامح الحج محمود داعياً الله ان يحفظ ابنته مع زوجها 


********************************************

تأملات شمس الغرفه التي حجزتها لهم مسبقاً في احد الفنادق التي تقدم عروضً دوما للبنك الذي يعملان به

-  عجبتك القريه ياكريم

تنهد كريم ساخطاً من اصرارها لقضاء يومان في احدى القرى السياحيه لمدينه "مرسي مطروح" 

-  يعنى خلتيني اخلف وعدي مع قدر انها تشوف اخوها قبل ما يسافر عشان السفريه ديه

الذنب كان يآكله كلما تذكر دنائته... لتحتد ملامح شمس وهي تدفع بحقيبتها نحو الفراش

-  كل حاجه قدر.. قدر وكأنك كنت بتحبها اوووي ومخنتهاش معايا 

لم تشعر الا بصفعه كريم فوق وجنتها لم تستعب الأمر في البدايه لتتسع عيناها مصدومه من فعلته... وكان هو أشد صدمه منها عندما اقتربت منه تعتذر له 

-  مكنش قصدي ياكريم ما انا مراتك برضوه وليا حق اتبسط معاك.. مش كفايه لحد دلوقتي جوازنا في السر

وكانت كالعاده تُحقق ما تُريد بطرقها التي تتقنها... قليلاً من الخضوع يصحبه دلالاً واغراءً وفي النهايه ستحصل على ما تريد 

تعالا رنين هاتفه في جيب سترته الملقاه فوق الاريكه ليبتعد عن ذراعي شمس متمتما بأنفاس لاهثه

 - ديه قدر

جذبته شمس إليها بعدما امتعض وجهها من محاوله ابتعاده عنها 

- كريم بعدين تكلمها 

وفي ثواني لم يحسبها كان غارق مجدداً بين ذراعيها... والجوله تنتهي بأنتصار شمس بأسلحتها 

****************************************************

وقف شهاب بشموخه وثقته المعتاده وسط بعض الحضور لتلك المناسبه الخاصه... ارتسمت ابتسامه مجامله وهو يسمع المديح عن اعماله ومشاريعه... تجمدت عيناه نحو القادم بقتامه ليقترب منه الآخر وعلى وجهه ابتسامه صفراء

 - لا مش مصدق نفسي شهاب العزيزي هنا 

ارتسمت السخريه فوق شفتي شهاب يرمقه بضيق 

-  لا صدق يااشرف 

ضحك اشرف بسماجه وهو يتلقى عبارته ببرود 

 - مسمعتش اخر الاخبار

قطب حاجبيه وجسد اشرف يميل نحوه 

 - مراتك راجعه من سويسرا 

احتدت ملامح شهاب وقد تجمدت عيناه نحو كأس الماء الذي التقطه للتو 

-  قصدك طليقتي يااشرف 

 - ما الميه ممكن ترجع لمجاريها ياسيدي

هتف اشرف عبارته سعيداً بتبدل ملامح شهاب... ولم تمر دقائق الا وكان يُغادر الحفل 

ارتسم الزهو فوق شفتي اشرف وهو يرمق جسد شهاب المغادر يزفر أنفاسه بأسترخاء 


**************************************************

طالع صديقه مذهولاً مما يسمعه لينتفض من فوق مقعده صائحاً

-  جاي تقولي بعد ما خربتها ياكريم.. اشرب بقى

اطرق كريم رأسه ولم يعد يعرف كيف يُفكر

 - انا تعبت خلاص يارائف.. الله يخليك كفايه تقطيم بقى مش كفايه الذنب اللي عايش فيه

ارتسمت السخريه فوق شفتي رائف يعود لجلوسه

-  وهتفضل عايش طول عمرك بالذنب ياكريم...ذنبها ايه قدر... قولي ذنبها ايه

 - انا عارف اني غلطت يارائف كفايه بقى.. زن امي عشان موضوع الخلفه وظهور شمس في حياتي مبقتش عارف انا عايز ايه 

لم تتغير ملامح رائف الساخره وهو يستمع اليه 

 - مشكلتك طول عمرك ياكريم انك مبتعرفش قيمه النعمه اللي ف ايدك غير بعد ما بتروح منك 

 - مراتك مفيهاش اي عيب وحتى الخلفه كلنا عرفين انها امر الله.. لكن انت اتعودت تفكر في نفسك وبس... واه خربتها 

-  كفايه يارائف كفايه يااخي انا خلاص مش عارف افكر 

 - طلق شمس وارجع لمراتك وشيلها فوق راسك 

تعلقت عيني كريم به بضياع  زافراً أنفاسه بثقل 

-  مقدرش.. شمس حامل يارائف 


*************************************************

طالعتها بنظرات مرتقبة تستمع الي ما تسرده عليها بوداعه ونبرة متألمه عن تفاصيل زواجهم  ورفضه لإعلان زواجهم خشية على زوجته الأخرى 

 - يرضيكي كده يا طنط ... 

استخدمت اسلحتها في جذب تعاطف سميحه لها تلك السيده التي رفضتها زوجة لابنها يوماً.. رمقتها سميحه بنظرات جامده وهي لا تُصدق ان كريم فعلها وتزوج.. عضت شمس شفتيها تطرق عيناها ارضاً وتابعت باقي عباراتها التي تعمدت ان تلقيها ببطئ 

-  ابقى ام حفيدك وجوازنا في السر 

اتسعت عيني سميحه ذهولاً وهي تثب منتصبة على قدميها

-  أنتي حامل 

اماءت شمس برأسها لتجذبها سميحه لاحضانها 

 - أخص عليك ياكريم... كده متقوليش وتفرح قلبي 

لمعت أعين شمس بزهو وهي ترى حماس سميحه 

 - قوليلي ياحببتي حامل في الشهر الكام

 - من شهر ياطنط 

ارتسمت السعاده فوق شفتي سميحه وهي تحسب فتره زيجه ابنها وحمل زوجته 

-  يعنى دخلتي بقيتي حامل علطول

واردفت ببؤس تلوك شفتيها وتلطم فخذيها 

-  أخص عليك ياكريم سايب امك خمس سنين تحلم انها شايله عيالك وحرمها من الفرحه ديه ياابني 

 - أنتي من النهارده مكانك في بيت جوزك يابنتي... ده انتي مرات وأم الغالي 

 - ماما انا جبت كل الخضار اللي طلبتي مني واللحمه 

تجمد جسد كلتاهما على صوت قدر التي وقفت تتسأل وهي تلتقط انفاسها وتمسح العرق فوق جبينها 

 - احنا عندنا ضيوف 

تعلقت نظرات سميحه بها وبدون رحمه كانت الحقيقه تُلقي فوق اذنيها وقلبها كالسوط

الفصل الخامس من هنا

تعليقات



×