رواية زواج شرطه طلاق الفصل الرابع4 بقلم علا


 رواية زواج شرطه طلاق الفصل الرابع بقلم علا

لطالما كان العلم فى نظرها هو الثروه الحقيقيه وهى


 الآن تجلس أمام الرجل الذى تسبب فى سلب تلك


 الثروه من بين يديها


لاحظت أمها الأجواء المتوترة والصمت الرهيب الذى


 يقتلها فابنتها التى اشتاقت إليها لم تشتاق إليها ولا


 احتضنتها كأى فتاه بعد زواجها 


انها الآن تشعر بالحزن والألم وترغب فى البكاء بشده


 لكنها أصرت على حبس دموعها حتى تعود إلى منزلها 


فى مكان آخر بعيد عن كل هؤلاء الأشخاص 


فى منزل صابر الغندور 


قال برفق وهو يحاول السيطره على انفعالاته "انتى


 عارفه كويس يا ماما انى ما اقدرش استنى اكتر من


 كده"

زادت أمه من نحيبها وهى تقول"انا كبرت فى السن


 وايامى بقت معدودة نفسى أفرح بيك 


فيها ايه لو استنيت يومين بس علشان تشوف البنت


 اللى اخترتها لك"


جلس صابر بجانبها على الأريكة ومسك يدها وقبلها


 وقال"ما تقوليش كده يا ست الكل ان شاء الله تجوزى


 احفادك  بس لازم تفهمينى دى مش إجازتي


 الاساسيه انا كنت واخدها علشان فرح مصطفى وانا


 مقدرش اتأخر على شغلى اكتر من كده انتى عارفه


 الناس فى دبى الشغل يعنى شغل"


هدأت والدته وقالت"ماشى بس اوعدنى أن الاجازه


 الجايه ان شاء الله تكون متجوز 


صابر بمزاح"هو حد يكره بس هى فين اللى


 هتستحملنى زيك "


والدته "ما عليك أنت بس وانا هجبلك اجمل بنت"


صابر"ماشى أما نشوف"


فقالت والدته "انا هحضر العشا"


صابر "وانا هحضر شنطتى"


قامت والدته بحزن"ماشى يا ابنى "


........

فى منزل  راويه


كانت تجلس على سريرها بحزن بعد مغادرة عمرو 


لم تسلم من كلمات والدتها التى كانت تردد على


 مسامعها ان جميع الفتيات فى النهايه سيتزوجن يوما


 ما فما الحاجه إلى التعليم وهى بعد الزواج تجلس


 فى المنزل كى تربى اطفالها


لكنها اعترضت واخبرتها انها سوف تتزوج من شخص


 مميز ومتفتح يؤمن أن دور المرأه لا يقل عن دور


 الرجل سواء فى الأسره او المجتمع وأن المرأه لم.


 تخلق كى تكون زوجه وأم فقط 


بل كى تكون مواطنه وأخت وصديقه وأدوار كثيره جدا


 فى العالم كله


لكن أمها لم تستسلم بتلك السهوله


جلست إلى جانب زوجها وهى تقول"هتوافق انا


 متأكده وزى ما بيقولوا الزن على الودان أمر من


 السحر"


......

 خرجت راويه من مدرستها الثانويه 


لتجد عمرو يقف أمام بوابه المدرسه فى انتظارها 


راويه"انت بتعمل ايه هنا؟ "


عمرو"حبيت أشوفك وكمان..."


راويه"وكمان ايه "


عمرو"وكمان اعرف رأيك فى جوازنا"


راويه"عمرو انت زى .."


عمرو"قبل ما اسمع رأيك  عايز اقولك انى بحبك"


وبالطبع تلك الكلمه التى سمعتها منه عقده لسانها


 وجعلتها فى حيره من أمرها فهى بالنهاية طفله بريئه 


تسمع كلام الحب والغزل لأول مره فهل تضعف


 أمامها


....يتبع

الفصل الرابع من زواج شرطه طلاق 


ثاو على صخر اصم ...وليت لى قلبا كهذه الصخرة

 الصماء

..ينتابها موجا كموج مكارهى و يبثها كالسقم فى

 اعضائى 

.....


عادت نعمه إلى منزلها وهى تتذكر لقائها مع ابنتها


 عندما أخذتها إلى غرفتها بعيدا عن مصطفى ووالدها


جلست جهاد نائيه عن والدتها وهى تنظر لها نظرات


 مبهمه كأنها ومع كل نظره تتذكر يوم تم حرمانها فيه


 من الحريه وما زالت حتى الان كذلك 


حاولت أن تتحدث معها بهدوء لكى لا تفقد أعصابها


 وهى تسالها عن معامله مصطفى لها فقالت وهى


 تكز على اسنانها"كويس 


نعمه "انت عارفه انك وحشتيني  يا بنتى  البيت من


 غيرك فاضى "


لوت شفتيها بصخريه وقالت"والله ..بكره يتملى "


نعمه"ايه اللى حصلك يا جهاد هتفضلى تعاملينى كده


 لحد امتى بس"


جهاد"انا ماعملتش حاجه علشان تقولى كده"


نعمه"كل ده ولسه ما عملتيش أمال لو عملتى بقا ".


جهاد"قصدك ايه؟"


نعمه "قصدى لحد امتى هفضل اقولك انى ما ليش


 ذنب ما اقدرش اعمل حاجه "


جهاد"لا كنتى تقدرى تعملى كتير ..كان 

ممكن تقفى فى وشه وهو بيحرمنى من تعليمى


 وكمان كان لازم تتعلمي من غلطتك علشان تحمى


 ولادك من الظلم حتى ولو كان الظلم ده جوزك اللى


 هو للاسف بابا"


نعمه"انا ماقدرتش ادافع عن حقى انا هدافع عنك


 انتى"

جهاد باستهزاء "انتى صح وانابقا مش طالبه منك انك


 تدافعى عنى بس لازم تبعدي عنى وما تلعبيش دور


 الأم الحنونة "


نعمه" انتى من  من أمتى  بتكلمينى كده يا جهاد"


جهاد"من دلوقت"


نعمه"ماشى يا  بنتى ربنا يهديكى "


جهاد"امين"


خرجت نعمه من غرفه ابنتها وهى تحاول أن تتحكم


 فى دموعها لكنها لم تستطع ورغما عنها انهمرت


 الدموع من عينيها 


عندها سألها رأفت عما حدث "ايه اللى حصل بتعيطى

 ليه"


انتبهت نعمه على نظرات مصطفى المستفهمه فقالت


 بسرعه وهى تمسح دموعها"مفيش حاجه بس جهاد


 كانت وحشاني خالص علشان كده"


مصطفى"طيب ليه بتعيطى يا ماما ده بيتك وتقديرى


 تشوفيها فى اى وقت"


هنا خرجت جهاد وهى تحمل هبه التى كانت تبكى


 بشده لأن موعد عودتها إلى المنزل قد آن


وكذلك جهاد كانت تحتضنها وتبكى 


خرج رأفت ونعمه ومعهم هبه الصغيره 


وقد تغيرت تعابير وجه نعمه كثيرا عند العوده عنها


 عندما كانت متشوقه للقاء ابنتها


رافت"انا متأكد انها قالتلك حاجه زعلتك "


نعمه"لا لا ابدا ده حتى قالتلى ان البيت وحشها


 وأخواتها كمان"


رافت"على فكره انا أبوها وعارف بنتى كويس"


لم تتحكم نعمه بنفسها وتعالت شهقاتها وهى تخبره 


:"انا خسرتها بنتى بقت بتكرهنى وكأن انا السبب فى


 كل حاجه  حصلت "


رافت"لا هى بس مش عارفه تحدد مشاعرها وبعد كام


 يوم هتصالحك وهتيجى تبوس إيدك دى جهاد انتى


 مش عارفها ولا ايه"


ظلت نعمه طوال الطريق شارده فى قوله"دى جهاد

 انت مش عرفها ولا ايه"


ولأنها جهاد وهى تعرفها حق المعرفه تعرف أيضا انها


 لا تنسى ابدا وكلما رأتها سوف يتجمع أمام أعينها كل


 الظلم الذى تعرضت له منذ الطفوله  وحرمانها  من


 التعليم بحجه العادات الباليه التى أصبحت مستنفذه


 فى هذا المجتمع الحالى ولكن للأسف ما زال هناك


 أناس هكذا ممن يفضلون زواج الفتيات على تعليمهن 


لكنها قالت بصوت خافت"بكره تتعود زى انا ما تعودت"

.....

جلست جهاد على الأريكةوهى تشعر بالراحه نوعا ما


 صحيح انها لم تتحدث إلى أمها او أبيها بهذه الطريقه


 من قبل لكنها تشعر انها بحاجه إلى ذلك الآن كما لو


 كان يجب ان تفعل ذلك من قبل


جاء مصطفى ليجلس بجانبها و يطوقها بذراعيه بلهفه 


سعيد لانه يرى السعاده باديه على وجهها لأول مره


 منذ زواجهما وقال"شكلك مبسوطة "


 كما رأى السعاده لأول مره رأى أيضا رد سريع


 وغليظ لأول مره"ايه ممنوع "


مصطفى بدهشه"مش قصدى بس انا بهزر معاكى ليه


 بتكلمينى كده "


جهاد"اسفه انا رايحه أحضر العشا"


مصطفى "انا آسف يا جهاد مش قصدى انا اتمنى


 أشوفك دائما مبسوطة "


جهاد"خلاص مش مشكله تحب تأكل ايه على العشا"


مصطفى "اى حاجه فيها بطاطس"


دخلت جهاد لتبدأ فى إعداد الطعام 


وبينما كانت تقطع البطاطس شعرت به يقف خلفها


 تماما يلتصق بها كالعاده  اخمضت عينيها وضغطت


 بشده على السكين حتى نزفت يدها


 لكنها لم تصرخ ولم تفعل شى وهو لم يشعر بالمها 


لكن ابتعد عنها وقال "كنت عايز اقولك انى لازم ارجع


 الشغل من بكره شريكى عبد الرحمن اتصل بيا وقال


 لازم يشوفنى ضرورى "


هزت رأسها بالإيجاب فانسحب من المطبخ فوضعت


 يدها تحت الماء بسرعه تغسل الدماء وهى تقاوم


 الصراخ بأعلى صوت من الالم

......

فى صباح اليوم التالى 


جاءه صوت عبد الرحمن الجهور وهو يصرخ


 عليه ويقول "مفيش حل تانى"


فقال مصطفى بغضب "لا اكيد فى انت


 عايزنى أودى مراتى فى دهيه "


عبد الرحمن"لا طبعا كلها فتره مؤقته 


وتسديد القرض ومحدش هيعرف بحاجه حتى هى "


مصطفى"افرض ما قدرناش تسدد القرض زيه زى اللى قبله"


عبد الرحمن "ششش وطى صوتك انت عايز تدوينا فى دهيه "


مصطفى"لا بس مش هنفضل هربانين من


 القروض على طول اكيد فى حد من الناس


 اللى نصبنا عليهم واخدنا القروض باسمهم


 هيكشفونا ونتمسك وانا مش عايز اجرح 


جهاد ومش عايزها تعرف حقيقتى


 وكمان مش عايز ادخلها فى لعبتنا دى"


عبد الرحمن"انا شريكك ولازم تفهم 


انك هتنقذ اللى بقوله انا عرفت أن مراتك


 مش متعلمه


 يعنى سهل تضحك عليها وتمضيها على ورق القرض "


مصطفى"بس انا مش فاهم ليه نعمل كده"


عبد الرحمن"علشان واحد من اللى احنا نصبنا


 عليهم طلع من البوليس وهو لحد دلوقت ما


 يعرفش أننا نصابين فلازم نرجعله فلوسه


 قبل ما نروح فى دهيه ويشم خبر عننا وما


 تنساش انك أخدت الفلوس دى علشان


 تصرفها على فرحك"


مصطفى"ماشى بس ضمانات البنك اللى


 هيطلبها  علشان يوافق على القرض"


عبد الرحمن"دى عندى انا يا معلم"


أبتسم بحزن واغمض عيونه وهو


 يقول"سامحينى يا جهاد ..."


صعد صابر الى طائرته المتوجهه إلى مدينه دبى حيث


 يعمل وهو يشعر بشعور غريب للغايه كما لو ان شئ


 سئ سوف يحدث 


شعر ببعض الوخزات تنتاب قلبه 


وهو يحاول ان ينسى أنه أحبها يوما ما لأنها أصبحت


 ملكا لشخص آخر لا يستطيع أن يحب زوجه صديقه


لقد كان يراها فى كل مكان وهو ملازم لصديقه 


الذى يشاركه فى كل شى 


ومستعد أن يضحى بالغالى والنفيس لأجله 


حاول ان يطمئن نفسه ويكون فى أحسن حالاته وهو


 يفكر أنه مستقر فى حياته بعيدا عن كل شئ ولم


 يعود سيبتعد قدر الإمكان حتى ينساها ويسيطر على


 شعوره بالغيرة من صديقه لأن هذا ليس طبيعيا 


انها زوجته

وفى نفس التوقيت عاد مصطفى مثقل القلب يفكر


 فى طريقه ما لجعلها توقع الأوراق المطلوبه لاتمام


 القرض

 

بعد تناولهم العشاء وضع الأوراق بجانبه ونادى عليها


 جاءت بسرعه وهى تمسح يدها بالمنشفه 


جهاد"نعم "


مصطفى "تعالى اقعدى جنبى"


 جلست بهدوء إلى جواره فكر ان استفزازها أنسب


 طريقه للحصول على التوقيع دون ان تعرف شئ 


مصطفى"جهاد انتى تعرفى تكتبى اسمى" قطبت


 جبينها بغضب من طريقته وقالت "هو انت فاكرنى


 جاهله للدرجه دى صحيح انا ما كملتش تعليم غير لحد


 رابعه ابتدائي بس بعرف اكتب"


 شعر بكم الاهانه التى تسبب به لها ورغم تألمه من


 أجلها لكنه ضغط على نفسه وقال "اثبتى "


أشار إلى الأوراق بجانبه وقال" اكتبى اسمك هنا


 واشار إلى مكان مخصص للتوقيع"


أخذت منه الأوراق بتحدى وأخذت القلم 


ثم....

إنها بريئه جدا ومهما بلغ ظن السوء عندها بشاعه لن

 تفكر أنه يخدعها ويستغل جهلها حتى ينقذ نفسه من

 السجن المؤكد 

لذلك أمسكت بالقلم وبكل عفوية كتبت اسمها على

 الأوراق 

لتسمعه يتنهد براحه 


الفصل الخامس من هنا

تعليقات



×