رواية الحلوه و الجدع الفصل الرابع بقلم ياسمينا احمد
فى منتصف اليل
استيقظت ريهام وجلست اعلى فراشها بضجر ظلت تنفخ بصوت عالى حتى توقظ ياسين الذى ينام الى جوارها بتعب
وعندما يأست من استجابته حركت يدها اعلى جسده بخفه وهى تمشى اصابعها حتى وصلت الى اذنه
وبدئت تقرصه بخفه وتناديه :
_ياسين ...ياسين ..قوم ..قوم انت نومك تقيل كدا لى ؟
اوماء بنعاس وهو يدفع يدها :
_ اممم يا ريهام بطلى بجى عايز انام
ابتعدت عنه وهدرت بتذمر :
_ بقى كدا طيب انا هتصرف
نهض فى سرعه عندما شعر بها تتحرك من اعلى الفراش وهتف محذرا :
_اياكى تصرفى ..ابوس يدك ..عايزه ايه ؟
اجابته بصوره تودديه خجله :
_ عايزه ايس كريم
فرغ فاه وهو ينفض عن اعينه بقايا النوم وهدر :
_نعم يا اختى جوالتى ايه ؟
كررت طلبها بتذمرطفولى :
_ بقولك عايزة ايس كريم
لطم كفيه ببعض وبنفاذ صبر هدر :
_ لا حـول ولا جــوة الا بالله ..انى ياربى عملت ايه فى حيـاتى عشان تبلـينى بالــبلـوه دى
يا بت الناس احنا فى الصعيد مش فى سكندريه اجبلك منين دلوقت ؟
حكت خلف رأسها بضجر وهتفت بحزن وكأنها ستبكى :
_ مــا أهـــو انـا نــســيت اقـولك انى بــقــوم بالـيل بـحـب اكـل حـاجـه سـاقــعـه مـن وانـا صـغـيره وانا على الحـالـه دى
مسح وجه بغضب وهدر:
_ يــا ريــتــك جــولــتــيلـى ..انـتى اصـلا غـشــتــينـى انـتي واهــلك
وضعت يدها فى جنبيها بتعصب واستعدت لنهره هادرا بحده :
_ لـى انـشــاء الله ؟
اعتدل لها واحابها فى تحدى :
_ هما جــايــلنى انــك عــندك فى البطاجه (البطاقه ) واتــنـين وعشــرين وانتى عجلك (عقلك ) واجــف على سـت
سنين ومارضيش يطــلع يبجا (يبقى ) اتغشيت ولا لــع
هدرت بسخريه :
_ يــا سـلام مـا انــت كــمان غــشـتنى ...كــنت قــولتلى انــك بــترفــص وانـت نـايـم
ضغط على رأسه فى جنون :
_ الــصــبر يـاربى وانـى كـنت هــعـرف مــنين اذا كــنت ببـجا نـــايـــم
استمرت على جنونها وهتفت باصرار :
_بــس انـا مــالــيش دعــوه ..انـا عــايــزة ايــس كــريــم وبــعـدين فـرضا بـتـوحم الـعـيل يــطلـع مــشـوه
هتف يستهزء بها :
_مـش بـجـولك عـجـلك واجـف عــلى ســت ســنين الـوحم دا عــلى حــد عــلمى بيـبجى عـلى الشهـر الـرابع
انـتى لــساتـك مـتجـوزه مـن تـلات تـيام كــيف هتــكونى حــامل
قفزت من على الارض وركلت بقدمها كالاطفال :
_وانــا مــالــيــش دعــــوه ...
فى الاسفل استيقظت قدريه على صوت ركلها وابتسمت قائله :
_ ربنا يهنـــيكوا ..
فى الغرفه قفز ياسين اليها سريعا وهدر ليسكتها :
_ ما تبــدبــيش يـا بـت الحلال امى هتصحى الله يرضى علــيكى تــجول علينا ايه
استرسلت فى النحيب الطفولى و بصوت عال :
_مــالــيش دعــوه انا عــايــزه ايــس كــريــم ...
وضع يده على فاها وهدر بضيق :
_اكتــمى اكـــتمى ..وتعــالى مــعايا انــزل اشفــلك حــاجــه تـــســد خــاشــمــك
اؤمت براسها واعينها تملائها الفرحه ...فتركها ومد يده ليرتدى عباؤه الخفيفه وتبعته هى بالبجامه الحريريه
نحو الاسفل
***********************************
نزلت معه الى المطبخ وافرغ كل محتواه امامها وهى لا ترضى بأى شئ قدم اليها نوع من انواع الكولا وهو يهدر :
_ حاجه ساجعه وجميله كيف حببتى اللى مطلعه عينى
ارتشفت منها القليل ثم اصدرت ايمائات نافيه قبل ان تبتلعها
حدق لاياسين فيما حوله لقد جعل المطبخ عباره عن سوق لعرض ما بداخله عليها مد يده والتقطت تفاحه وهدر :
_ اهئ تفاحة ادم اللى نزلت ادم من الجنه كليها يمكن تنزلك من على رأسى
قطمت قطمه منها بينما هو ملاء وجهه الحماس لعل حجتها تنتهى ولكن سرعان ما اختفى حماسه عندما رأها
تتركها جانبا وتهتف :
_ لأ ,,,,,عــايــزه ايــس كــريــم
جلست اعلى الطاوله امامه فى انتظار عصى سحريه يخرجها من جيبه ويأتى بطلبها زفر ياسبن انفاسه
واتجه نحو الثلاجه ليعرض عليها محتواياتها قائلا :
_ حليب ساقع
اشارت برأسها نافيه ليوى فمه باحباط ويهتف من جديد :
_ طيب حتة لحمة نايه
اجابته بتقزز :
_ ايه ...هو انا هاكل الحمه نايه
هتف هو بضيق :
- انا عارف ...انتى ممكن تأكلينى لو ماجبتلكيش الا يس كريم دا هتصعب عليكى الحمه يعنى
حركت قدمها من اعلى الطاوله بطفوله وهتفت بتذمر :
_ ماليش دعوه هاتلى ايس كريم
نفخ ياسين بضيق :
_ استغفرالله العظيم يارب يا بت انتى كفرتى ذنوبى كلتها
ثم قذف ما بيده بغل وبدء يتصنع الغضب حتى يخيفها بجنونه هو الاخر :
_ طيب بصى يابت الناس بجا لو ما طلعتيش تنامى دلوجت هتمسحى من ذاكرتك كلمة ايس كريم
دى لحد اخر عمرك
نظرت الى ظلام عينيه بشك وبدئت تقلق :
_ انااا .... مش هسكت وانت هترجع تندم بعدين
صاح بحده وهو يشيرنحو الاعلى :
_ عـــــلى فـــــوج
انتفضت من حدته وهرولت كالفأر سريع للاعلى ليبتسم ياسين ابتسامه انتصار وتمتم بتفاخر :
_ ايوه اكده الحمشنه حلوه
تبعها هو الاخر بفرحه ولكن سرعان ما نفخ بضيق حيث وجدها تقف فى شرفة غرفتهم لاتنوى
الخير هتف بحزن طفولى :
_ ياربى ...
تحرك باتجاهها وهتف وهو يمسك يدها وملامح التأثر تظهر عليه :
_ حببتى كنت عايز اعترفلك بحاجه
اؤمت برأسها فى اهتمام وهتفت على الفور وهى تضع يده اعلى كتفه :
_اعترف يا ياسين مالك ...
اجابها بكل اسف :
_ امى من زمان كانت بتجول انى عليا جن اسمه (صواج)
اتسعت عين ريهام وسحبت يدها بسرعه ليسترسل هو :
_ وبتجول كمان انى لو حد صحانى من النوم وازعجنى جامد جوى يجوم صواج دا يطلع
ويضرب اللى جدامى ما يخليش فيه حته سليمه
وكزت صدره بضيق وهى تعنفه قائله :
_ بتضحك عليا ,,بتــشــتغــلنى
استمرت فى وكزه بمرح وكأنها تنفر الفكره بمزاحها
تفادى لكماتها وهدر :
_ ماشى ياريهام خلى صواج يطلع عليكى ياكلك
وما ان انهى كلاماته من هنا حتى علا صوت الديب اعلى الجبل فــقفزت فى احضانه
برعب وهدرت بهستريا :
_ خلاص خلاص والنبى ...مش هزعجك تانى مش هتكلم مش هنام روحنى انا عايزه اروح
وانتحبت بطفولتها المعتاده ليهدر ياسين وهو يحبس ضحكاته بصعوبه :
_ خلاص يا صواج روح لحالك كانت تؤمى داخل صدره بالموافقه ...ظل يسترسل هو
سكتت يا صواج ....نسيت الايس كريم يا صواج
رفعت رأسها اليه وحر كتها نافيه :
_ لا انا عايزه ايس كريم
صر على اسنانه وهتف :
_ خلاص تعال يا صواج كولها وريحنى
اندثرت فى احضانه من جديد وانكمشت فيها ليربت هو اعلى ظهرها بحنو وابتسامه راضيه
هتفت من تحت احضانه :
_ طيب قولى بحبك وانا هسكت
سئالها بنصف عين :
_ وهتنسى الايس كريم
حركت رأسها داخل صدره واجابته موافقه :
_ بس تقولها بطريقه تعجبنى وانا انسي كل حاجه
هتف بابتسامته الظريفه وبصدق تام هدر على وجه السرعه :
_ بحبك
شدد على حروفها كى يرضيها ولكنها حركت رأسها نافيه :
_ أعلى
استدع قواه الداخليه وهتف بصوت عالى حتى ترضى :
_ بـــحــــبــك
ابتعدت عنه وحركت رأسها للمره الثانيه غير راضيه :
_ أعلى
مط ياسين جلبابه بنفاذ صبر :
_ يا ربى ...يا صواج فى عرضك الحـــجنى
ضيقت عينها وهتفت باصرار :
_ ما حدش هيخلصك منى ...
هتف بنفاذ صبر :
_ يبجا ناوى تخلصى عليا ........اؤمت فى وجه فاستردف ..
_ما هو باين ..
وتحت نظراتها المصره رفع صوته هادرا بصوت عالى :
_ بــــــــــــــــــــــــــــحــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــــك
قالها بصوت كافى لايقاظ كل من فى المنطقه وأضائت كل المنازل فى سرعه بينما هو جذبها من ذراعها ونزل بها اسفل التربزون , بصعوبه كانت تكتم ضحكاتها بينما هو ظل يشير باصبعه الى فمه :
_ هش فضحتينا .... اكتمى هخلص عليكى واتويكى بس أعدى اليله دى
بدء الجيران يتسائلون فيما بينهم :
_ سمعت حاجه يا علون
ليجيبه الاخر :
_ ما خابرش ديب بيعوى ولا حاجه
كانت ريهام تستمع اليهم وتقهقه بينما ياسين اهتم بكتم انفاسها بغيظ
دقائق وسكت الكلام فاخرج ياسين رأسه ببطء وحذر حتى تاكد بأن الجميع عاد ادراجه وانطفأت الانوار .........
ليخرج معا من جديد ويدخلها الى الداخل ثم يسحب نوافذه فى الشروع فى الاغلاق ولكن سريعا ما اخرجت ريهام رأسها عبر النافذه وهدرت بصوت عالى :
_بـــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــبـــــك
ادخلها سريعا بينما الناس عادت مرة اخرى تسئال بعضها بشك :
_كأنه نفس الديب يا علونى
ضحكت ريهام لاغاظته
فاجاب علوانى :
_ لع لع كأنه صوت عرسه المره دى
هنا قهقه ياسين لاغاظتها فعلى وجهها علامات الاحباط والضيق