رواية وريث آل نصران الجزء الثاني الفصل الثانى والأربعون 42 بقلم فاطمه عبد المنعم

 

رواية وريث آل نصران الجزء الثاني الفصل الثانى والأربعون بقلم فاطمه عبد المنعم

الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا) 
رواية_وريث_آل_نصران 
الجزء_الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم 

ليست فقط الليالي هي التي لا ننساها أبدا، هناك بشر أيضا لا ننساهم أبدا، هناك قلب لا يغفل عنا أبد ، وهناك هو لا يكف عن مفاجئتي أبدا...ولكن أشعر أنه الأمان أبدا.

استغاثت "ملك" به بعد ما سمعت عما يحدث مع شقيقتها...لم تجد سوى الاستغاثة والرجاء وهي تقول: 
احنا لازم نروحلها. 

توجه ناحية الخارج محذرا:
أنا هروح، خليكي أنتِ هنا. 
كانت تلاحقه ولكن نبرته المحذرة أوقفتها حيث قال:
ملك، اسمعي الكلام. 

تملك منها الخوف على والدتها وشقيقتها ولكن نظرته طمأنتها، هرول نحو الخارج فوجد اتصال من "طاهر"، أجابه وهو يركب سيارته فسمعه يقول:
" عيسى" تيسير اتصلت بيا بتقول سمعت إن في خناقة في بيت "مهدي"،
 الست " هادية" و "شهد" هناك أنا رايحلهم. 

دعم "عيسى" ذلك بقوله: 
روح يا "طاهر" أنا جاي وراك . 

زاد من سرعة سيارته، واحتدت نظراته، وكأن حريق نشب في عينيه. 
في نفس التوقيت كان "طاهر" قد وصل إلى منزل "مهدي".... كان " شاكر" قبل وصول "طاهر" بمدة قد أصرف كل من في المنزل ممن أتوا لتقديم واجب العزاء بعد أن اشتبك مع ابنة عمه لفض عراكها مع شقيقته، طالعته "شهد" بتبجح وقد نجحت "كوثر" في الفصل بينها وبين ابنتها وتابعت مستغيثة:
ربيها يا "شاكر" الحق أمك، البت اللي متربتش دي مدت ايدها عليا كمان قبل ما تيجي.

حدثها بهدوء منافي تماما لما في داخله: 
كده يا "شهد"؟... بقى مديتي ايدك على أمي؟ 

بصقت عليه ناطقة باشمئزاز: 
وأمدها عليك كمان. 
سحبتها والدتها من مرفقها عنوة ليخرجا من هنا، ولكن " شاكر" كان الأقوى حين انتشل ذراعها قائلا بشراسة:
طب تعالي بقى وريني هتعمليها ازاي. 

صاحت والدتها ولحقته لتمنعه عن ابنتها، وحاولت "شهد" جاهدة الإفلات وهي تراه يخرج بها من المنزل، وهي تردف بغضب: 
وسع ابعد عني. 
هوى قلبها أرضا حين وقعت عيناها على وجهته، تلك الغرفة القديمة المجاورة للمنزل، الغرفة المظلمة التي شهدت فيها أسوء يوم حين سجنتها كوثر بها وحتى الآن تعاني. 
صرخت عاليا وهي تحاول إبعاده، وحين وصلت لها والدتها كان قد أدخلها وجذب الباب بيديه فانغلق كليا ليمنع دخول أي ضوء، صرخات متواصلة، ودموع داهمتها وهي تدفع الباب من الداخل بكل قوتها صارخة:
لا افتح الباب لا. 
وقف أمام الباب بنظرات متشفية بعد أن أغلقه بالمفتاح وهو يرى والدتها تتقدم ، صرخت "هادية" فيه بعنف:
افتح يا "شاكر" الباب ده. 

أجابها بتبجح:
مشيني لو تقدري، وافتحيه. 
تستمع إلى صراخ ابنتها المستغيث من الداخل، ابنتها التي لا تطيق دقيقة واحدة في الظلام، وهو يقف أمامها هكذا، وصل "طاهر" هنا، ودله على المكان صوت الصراخ، وكانت قد أتت "علا" ووالدتها من الداخل فأردفت "علا" برجاء: 
افتحلها يا "شاكر" بلاش جنان. 

أشار لها ناحية الداخل:
ملكيش دعوة وامشي على جوا أنتِ وأمك. 
جذبتها "كوثر" قائلة:
يلا يا بت سيبي أخوكي يربيها. 

هرولت "هادية" ناحية "طاهر" تنطق مستغيثة:
"طاهر" خليه يفتحلها الباب، البت هتموت... نفسها هيروح. 

تقدم "طاهر" منه، كانت نظرات "شاكر" متحدية ولكن "طاهر" لم يبال وهو يقول: 
هات المفتاح. 
بمجرد أن سمعت صوته زاد صراخها وأخذت تدق أكثر مستغيثة بدموع:
افتحلي يا "طاهر" الباب... يا ماما
اعتادت أن تحتضنها والدتها في الظلام لذا صرخت باسمها مجددا. 

أدخل "شاكر" كفه في جيبه ثم أخرجه وبه السلاح الذي رفعه في وجه "طاهر"، وبيده الاخرى رفع المفاتيح قائلا بابتسامة:
خدهم لو تعرف. 

نطق " طاهر" بنفاذ صبر: 
أنت معتوه يلا، هو احنا هنلعب مع بعض... افتحلها الباب ولم الليلة علشان ما بعتركش أنا هنا ومحدش هيعرف يلمك. 

أطلق "شاكر" عيار ناري على حين غرة في الهواء فصاحت "هادية" بصدمة وزاد صراخ ابنتها، وهنا تدخلت "كوثر" تطلب بخوف:
افتح يا "شاكر" سيبها تغور مع أمها. 

ضحك "طاهر" ورفع كفيه قائلا بسخرية:
خوفت أنا كده بقى... هتخوفني بحتة البتاع اللي في ايدك ده صح؟ 

ثم استدار ل "كوثر" وبصق على الأرضية متابعا: 
اتفو على دي خلفة. 

_ حتة البتاع اللي في ايدي ده هو نفسه اللي طلعت بيه روح ابن عمك... "فريد".

طالعه " طاهر" بقرف وهو يقول:
طب ما انت راجل اهو ومعترف انك عملتها، ليه بقى كنت بتقف تستخبى في أبوك يا *** وتقول معملتهاش. 
أنا قدامك اهو، اضرب عليا بقى وفرجني بتطلع بيه الروح ازاي.

وصل "عيسى"، ترك سيارته ونزل متجها إلى المنزل ولكن الخادمة التي وقفت على البوابة تراقب من بعيد أرشدته بقولها:
هما عند بوابة الأوضة اللي ورا، امشي حاجة بسيطة هتلاقيها. 

تحرك " عيسى" حيث أرشدته، ووجد تلك الأجواء وقد كساها التوتر، نظرات "هادية" المستغيثة المتوجهة نحو الباب الفاصل بينها وبين ابنتها، و صراخ "شهد" المتواصل من الداخل، والسلاح الموجه ناحية "طاهر".

أطلق " شاكر" نظراته صوب "عيسى" وهو يسأل بانفعال:
أنا عايز أعرف أنتوا جايين ليه تاني؟... أنا قتلت أخوكم وأنتوا قتلتوا أبويا، والليلة خلصت خلاص وملكوش حق، بالنسبة لبنت عمي بقى فدي محدش ليه كلمة عليها غيري. 

على حين غرة وهو يتحدث جذب "عيسى" السلاح من يده، هنا تملك الذعر من "كوثر" وابنتها وقبل أن تقترب سمعت "طاهر" يقول:
احنا لما هناخد حقنا هيبقى منك مش من أبوك... حركات الخِسة دي بتاعتك أنت. 

قبل أن يخطو "شاكر" لجذب سلاحه من "عيسى"، أطلق " عيسى" عيار ناري اخترق كف "شاكر" الماسك بالمفاتيح 
صرخت "كوثر" وابنتها وهرولا معا ناحيته، أما "عيسى" فمال يلتقط المفاتيح التي وقعت وقذف بها ل "طاهر" الذي أسرع ناحية البوابة يفتحها ومعه "هادية".... طالع "عيسى" الوضع أمامه ثم قال لشاكر الذي صرخ من ألم يده:
أنا كنت ممكن اخدهم منك، من غير ما اضرب عليك من مسدسك، بس كيفي بصراحة أعلم عليك. 

طالعه "شاكر" بغل وهو يقول:
بتعملها غدر، لو جيتلي راجل لراجل كنت هعلم أنا عليك. 

طالع والدته التي ترمق إصابة ابنها بخوف:
كنتي بترضعيه بجاحة مش لبن، بس طمرت فيه وطلعلنا بجح كبير قد الدنيا. 
تابع باستهزاء:
بتتكلم عن الغدر، وأنت لما قتلت أخويا يا روح أمك مكانش غدر؟.... استنى عليا وشوف الغدر على أصوله شكله إيه. 

كان "طاهر" في الداخل ومعه والدتها، وصلت "شهد" إلى حافة الانهيار... تبكي بلا انقطاع وكل انش في جسدها يرتعد خوفا، النور الخارجي دخل إلى المكان المظلم فأحياه... استغرب "طاهر" ما يحدث فسأل والدتها بقلق: 
هي مالها، هو عملها حاجة توصلها لكل ده. 

مسحت والدتها على خصلاتها وهي تخرجها من الغرفة موضحة:
"شهد" عندها فوبيا من الضلمة. 
بدأت تسكن وتلتقط أنفاسها وهي ترى الضوء يحيط بها، وما إن وقعت عيناها على "شاكر" رمقته ببغض، وبصقت ثم استدارت مع والدتها راحلة

_ شهد أنتِ بقيتي كويسة؟ 
سألها "طاهر" بقلق فهزت رأسها وطالعته بامتنان قائلة:
أنا كويسة. 
طلب منهما "طاهر" بعد أن اطمأن:
طب أنا عربيتي قدام البيت روحي أنتِ ووالدتك استنوني فيها وأنا جاي. 

تحرك "طاهر" ولكنه وجد "عيسى" وقد أتى له وهو يحثه:
يلا يا "طاهر".

تحدث " طاهر" بانفعال:
قال إنه هو اللي قتله يا "عيسى"، سمعتها بودني منه مخافش وهو بيقولها، لا وعايز يلبسنا في موت أبوه علشان قدام أهل البلد لو قتلناه يبقى احنا اللي افترينا. 

حرك شقيقه معه نحو الأمام قائلا: 
سيبه يعمل ما بداله، علشان هو وقعته قربت خلاص. 
غادرا المكان تماما معا وتوجه كل منهما إلى سيارته راحلا من هنا. 

  ★***★***★***★***★***★***★***★

أوصلا " هادية" وابنتها أولا ثم علم "عيسى" بخبر ذهاب خالته إلى المشفى فذهب لها ولحق به "طاهر" 
جلس الجميع في المشفى حتى المساء، خلال هذه الفترة عادت "سهام" مع ابنتها إلى المنزل أحضرت ما سيحتاجه ابنها ثم عادت مجددا، هو الآن بخير يلتفون حوله جميعا، تحدثت "ميرڤت" أولا:
سلامتك يا حبيبي، الحمد لله إنها عدت على خير. 

ابتسم لها "حسن" وهو يجيب بتعب :
الله يسلمك شكرا. 

همس "عيسى" ل "رفيدة" الجالسة جواره مازحا:
أخوكي هيعملي فيها تعبان، وأنا طاهر قايلي أصلا إنه عمال يسأل كل شوية هو محدش جه يزوره. 

همست له هي الآخرى:
أصله عايز "مريم" بنت طنط "هادية" تيجي تزوره، أنا شوفت صورتها في المرسم الواد "يزيد" فتن عليه. 

هز رأسه موافقا وهو يقول لها:
أنا كمان شوفت صورتها، أصل حسن ده مبيعرفش يداري حاجة خالص، تلاقيه كده علطول مكشوف. 

_ أنتوا بتقولوا إيه؟ 
هتف بها "نصران" فقال "عيسى":
بقول ل " رفيدة" إن الرسم ده هواية جميلة الصراحة، 
البنات بيحبوها أوي. 

ظهر التوتر على وجه "حسن" المتعب وكتمت "رفيدة" ضحكاتها بصعوبة ثم تحدث "طاهر":
اه تلاقي الواحد من دول عمال يرسم فيها ليل ونهار، ويجي في الآخر يسقط ويضيع مستقبله وأبوه بقى يرسمه ويرسمها الرسمة الأخيرة. 

ضرب " عيسى" كفه بكف "طاهر" ناطقا بضحك:
كده أنت معايا على الخط. 

_ ابعد ولادك عني يا حاج "نصران" 
قالها "حسن" بغيظ فأردف "نصران":
متقلقش أنا شوية وهاخدهم وامشي أقضي حاجة، وهعلمهم الرسم بالمرة طالما حبوه فجأة كده. 

ضحكت " رفيدة" عاليا وعادت للهمس من جديد بعد نظرات والدتها التحذيرية:
"عيسى" ما تاخدوني معاكم، أحسن ماما أول ما تمشوا من هتلاقي حد تطلع عليه قلقها غيري. 

غمز لها قائلا بضحك:
قلقها برضو؟ 
التقطت كفه سائلة: 
عيسى هو أنت لسه زعلان منها؟... متزعلش هي كده ماما طيبة والله بس ساعات بتقول أي كلام. 

_ يا تتكلموا بصوت عالي وتسمعونا، يا تسكتوا خالص. 
هتف بها "نصران" بغيظ فضحك "حسن" بخفة مردفا:
بابا غيران على "رفيدة".

استقام " طاهر" واقفا وسأل والده بمزاح: 
ايه ده بجد، أنا عارف إن "رفيدة" الفرخة أم كشك عندك بس أول مرة ألاحظ حوار الغيرة ده. 

مال "عيسى" مقبلا وجنتها قائلا لوالده:
أنا مش بغيظك ولا حاجة، أنا بس حبيت أعبر عن حبي لل princess القمر.

احتضنته "رفيدة" هاتفة بغنج:
يا روح قلبي، بموت فيك. 

_ هو أنتوا جايين تفتكروا المشاعر الأسرية، وإنكم نفسكوا تحبوا بعض هنا، ما تهتموا بيا شوية. 
هتف بها "حسن" بغيظ... فرد عليه "طاهر" بمكر:
أخرج أشوفلك في حد برا جاي يزورك ولا حاجة؟ 

تحدث "نصران" سائلا:
هو مستني صحابه ولا إيه؟ 

قال له "عيسى" محاولا تغيير سير الحوار:
يستنى اللي يستناه بقى، يلا احنا يا حاج علشان هنعمل مشوارنا. 

اتجه "نصران" إلى "سهام" مردفا بحنو:
أنتِ تعبتي النهاردة، روحي ارتاحي شوية وأنا هخلص مشواري وأجيله. 

هزت رأسها له تقول بابتسامة:
أنا كويسة. 
فمال على رأسها مقبلا، أما عن "ميرڤت" فاستأذنت ابن شقيقتها تحدثه، ذهب لها "عيسى" فقالت بنبرة ظهر فيها التوتر:
أنا راجعة القاهره ل "كابرم".

سألها وقد وصل انفعاله ذروته:
لو قولتلك مترجعيش هتخليكي؟ 

هزت رأسها تقول بابتسامة:
طبعا يا حبيبي، أنا ممكن أفضل معاك النهاردة. 

_ أنتِ عارفة إن أنا مقصدش النهارده بس. 

بررت موقفها بدموع:
ليه دايما يا " عيسى" بتحطني في الموقف ده، 
أنا بحب "كارم" وبحبك. 

هنا قتلتها نبرته وهو يقول:
بتحبيه أكتر مني. 
هزت رأسها نافية فتابع هو:
لا لا متكلميش، عمل كل حاجة تخليكي تكرهيه، وبرضو بتفضلي رامية نفسك تحت رجليه ومكتفاني معاكي، يا شيخة يخرب بيت الحب اللي كده... روحي يا ميرڤت أنا مش عايزك. 

ربتت على كتفه ناطقة بدموع: 
أنا هقعد النهاردة علشانك. 
أزاح كفها قائلا بغضب:
لا مش علشاني، علشان تريحي ضميرك وأنا بريحك خالص وبقولك امشي. 

مسحت على وجهه تنطق برجاء:
مش هعرف أمشي وأنت زعلان، 
علشان خاطري هقعد النهاردة والصبح وصلني، ومتزعلش. 

_ أنتِ حره. 
قالها ثم تحرك مغادرا نحو الخارج ليلحق بوالده و"طاهر" بينما وقفت هي تتابع أثره باكية. 

     ★***★***★***★***★***★***★***★   

_ اختبار زفت ايه؟ 
هتفت بها "ندى" لابنة عمها التي تجلس معها في نفس الغرفة، مما جعل "بيريهان" تقول:
يا ندى كل الحاجات اللي بتشتكي منها دي تقول انك حامل. 

كانت ابنة عمها تقصد تلك الاغماءات التي تكررت معها ولكن تحدثت "ندى" بانفعال:
هو علشان دوخت شوية بقيت حامل، وبعدين هو أنتِ مبتفهميش بقولك الدكتور قالي مستحيل جابر يخلف... تقوليلي أنتِ حامل وهبل كده. 

طلبت منها "بيريهان" برجاء:
طب بصي أنا اشتريت الاختبار ده، قومي اعمليه مش هتخسري حاجة، ومش حامل يا ستي متخافيش. 

زُرِع الشك في قلبها لذا هتفت بخوف:
حامل لا يا "بيريهان" ده أنا مش طيقاه ولا طايقة عيشتي ومستنية الفرصة علشان اتطلق... أنا هقوم أعمله. 

قالت ذلك ثم دخلت إلى المرحاض بتوتر، لم يقل عن توتر "بيريهان".... انتظرتها فترة حتى خرجت عليها أخيرا وأعطتها الاختبار مستفسرة عن معنى النتيجة لجهلها بالجهاز :
هو يعني ايه ده أنا مش فاهمة..
شعرت " بيريهان" بأنفاسها تضيق وهي تخبرها: 
يعني حامل يا "ندى".

فتح هو باب الغرفة في هذه اللحظة بعد أن دق ولم يجبه أحد والتقطت أذنه اخر كلماتها:
حامل... يا نهار أسود. 

استدار لهم يسأل بعينيه قبل فمه:
هي مين دي اللي حامل؟ 
قبل أن تخفي " بيريهان" جهاز الاختبار كان الأسرع في انتشاله وقد تحولت نبرته للغضب:
بتاع مين ده يا "بيريهان" ؟
ثم استدار لزوجته يسألها:
وأنتِ بتقولي يا نهار أسود ليه؟ 

حاولت "بيريهان" الدفاع وهي تقول بارتباك:
أصل "ندى" تعبانة فجبتلها اختبار حمل تعمله، وطلع كده... بس 
لم تكمل جملتها حيث سحب "جابر" زوجته من خصلاتها صارخا: 
أنتِ بتستغفليني يا بنت ال ****

حاولت "بيريهان" ابعاده عنها بالقوه بسبب صراخها وهي تقول:
أنت اتجننت، ما جايز الدكتور هو اللي غلط وأنت بتخلف عادي. 

ألقى "جابر" زوجته على الأرضية وضربها بقدمه ناطقا بغل:
ده أنتِ كمان فضحاني في كل حتة وقايلة اني مبخلفش. 

لم يفد دفاع "بيريهان" ووالده ليس متواجد في المنزل حاولت "ندى" التحرك للخلف وهي ترجوه:
يا "جابر" أنت فاهم غلط والله العظيم. 

ولكنه جذبها مجددا من خصلاتها وصفعها على وجهها عدة مرات حتى سقطت على الأرضية صارخة:
أنا اللي غلطان اني اتجوزت واحدة زيك، أتاريكي مش عايزة تقعدي في بيتك، وكل شوية خارجة ودايرة على حل شعرك. 

حاولت "بيريهان" مجددا ولكنه دفعها للخارج وأغلق الباب خلفها، وظل يضرب في زوجته صارخا:
ابن مين بقى ده؟.... انطقي علشان أقسم بالله لو ما قولتي الحقيقة قتلك على إيدي الليلة دي . 

حاولت إبعاد يده وهي تصرخ:
و حياة ربنا ابنك يا متخلف. 
زاد من ضربه لها، وهرولت "بيريهان" ناحية الأسفل تبحث عن مغيث فوجدت الخادمة تستقبل "نصران" وابنيه في الردهة فصاحت مسرعة:
"عيسى"... " عيسى" الحقها بالله عليك جابر هيموتها، "جابر" هيموت "ندى" والله العظيم الحقها. 

وصل لهم صراخ "ندى" المرتفع فسأل "نصران" بذهول:
في إيه يا بنتي؟ 

قالت مسرعة تدافع عن ابنة عمها بدموع: 
هما راحوا لدكتور علشان الخلفة، وقال إن جابر مش بيخلف، وهي بقالها كام يوم تعبانة جبتلها اختبار حمل تعمله علشان شكيت دخل لاقاها طالعة بيه وانها حامل نزل فيها ضرب هيموتها. 

زاد صياح ابنة عمها من الأعلى.... التي استطاعت فتح الباب وهرولت ناحية الأسفل وما إن انتهت من نزول الدرج حتى وقعت على الأرضية، أشفق "طاهر" على حالتها وكذلك كان "نصران" الذي توجه ناحيتها يساعدها في القيام، أما "عيسى" فمشاعر كثيرة مضطربة ومتداخلة، وهو يراها هكذا الدماء تسيل من وجهها، وملابسها المبعثرة.... قامت من على الأرضية بمساعدة "نصران"، وطالعت " عيسى" بعينين دامعتين بهما من القهر والذل ما يكفي، جذبتها ابنة عمها من يدها وخرجت بها مسرعة متجهة نحو سيارتها قبل أن يلحق بهم "جابر"، حاول " نصران" أن يجعلها تنتظر ويرسل "طاهر" معهم إلى المشفى، ولكنهما أسرعا، طلب "نصران" من ابنه:
امشي وراها يا "عيسى" بسرعة، وديهم المستشفى. 

هرول "عيسى" خلفهم لاحقا بهم فطلبت منه "بيريهان" باكية: 
"عيسى" لو سمحت سوق أنت، أنا مش قادرة أسوق. 

جلس أمام عجلة القيادة، وجلست هي مع ابنة عمها في الخلف، "ندى" التي لم تستطع أن تقاوم أكثر وانفجرت في البكاء وهي تشعر أن كل إنش في جسدها يؤلمها، تشعر بنزيف من كل الجهات.... قالت "بيريهان" مستغيثة:
بسرعه يا "عيسى" وبلاش المستشفى اللي في القرية هنا علشان أكيد هيجي وراها. 
تحرك ناحية مدخل قريته هو، ولم يستغرق الكثير حتى وصل بها أمام المشفى... حاولت "بيريهان" مساعدتها في النزول ولكنها نطقت متألمة:
أنا مش قادرة. 

اقترب لها لتستند عليه بجانب ابنة عمها، لكنها صاحت باكية:
مش قادرة اتحرك. 
قدميها عليهما دماء كثيرة جعلت ابنة عمها تشهق بخوف، وحملها "عيسى" بين ذراعيه متجها بها نحو الداخل، في نفس التوقيت أتت "ملك" بصحبة والدتها وشقيقتها لزيارة "حسن"، كانت في الخلف ولكنها سمعت إحداهن تقول: 
بسرعة يا " عيسى" . 

استدارت لتجده أمامها، طالعها وكانت هي تفعل مثله تتأمل هيئته، و قميصه الذي تشبثت به "ندى"..... توقفت النظرات حين وجدوا الضباط ينزلون من ناحية غرفة شقيقه، وما إن وقعت عين أحدهم عليه حتى قال برسمية:
احنا كنا بندور عليك فوق... ياريت تودي المدام وتيجي معانا. 

شعرت " ملك" بالخوف، والدتها وشقيقتها لم يلحظا وجوده وتابعا السير ولكن هي توقفت وهوى قلبها أرضا وهي تسمع الضابط يقول:
متقدم بلاغ فيك، ومعايا أمر ضبط وإحضار ليك ولمدام "ملك".

أتت "بيريهان" بالطبيب من الداخل والذي أخذ "ندى" من بين يدي "عيسى"، فسأله:
هي اللي معاك دي مدام " ملك"؟ 

لم تفهم "بيريهان" الأمر، تركتهم ولحقت بالطبيب بينما قالت "ملك" من خلف الضابط:
أنا "ملك".

سأله " عيسى" مستفسرا:
مين اللي عامل البلاغ ده؟ 

اقتربت "ملك" تقف جوار "عيسى" وشعرت بكل ما هو سيء وهي تسمع الضابط يقول لها:
ابن عم حضرتك أستاذ "شاكر".

شعرت بالخوف ولا إراديا وجدت كفها يقبض على كفه مستغيثا وطالبا ألا يتركه أبدا وأمام ذلك لن ينساه القلب أبدا. 


تعليقات



×