رواية حلا العشق الفصل الثالث بقلم ريهام حلمى
في احدي المستشفيات الخاصه:
مدد مازن حلا برفق علي فراش الفحص ثم جاء الطبيب خلفهم وهو يبدأ بفحص رأسها ،بينما ظل مازن وعمرو قلقين للغايه مما اصابها ،فمن ناحيه مازن يخشي ان يفقدها مثلما فقد زوجته الراحله سيلين بينما عمرو يخشي علي صديقه اذا حدث للفتاه مكروه ،فالشرطه لن تتركه وكذلك والدها الذي يهابه الجميع بمجرد ذكر اسمه.
انتهي الطبيب من فحصها وعالج جرح رأسها ثم التفت اليهم وهو يقول بابتسامه :
_مفيش داعي لكل القلق ده ،الخبطه بسيطه جدا ساعه بالكتير والانسه تفوق ،بعد اذنكم.
_اتفضل يا دكتور
قالها عمرو وهو يتنهد براحه بعدما استمع لكلام الطبيب ،فالتفت الي مازن ثم قال له بتحذير :
_مازن اسمعني كويس ،المره دي ربنا سترها وعدت علي خير ،اول ما البنت تفوق ترجعها لاهلها فاهم!!
نظر مازن الي حلا الفاقده للوعي وتطلع الي وجهها الملائكي وتلك المره قد اشفق عليها حقا عندما رأي ملامح وجهها الحزينه فهي تعاني منذ شهور منذ ان جعلها عاصم اسيرته ،وجاء هو ليكمل عليها ،لذلك رد علي عمرو باقتناع :
_حاضر يا عمرو اول ما تفوق انا بنفسي هرجعها لاهلها ،بس المهم هي تبقا كويسه.
فرح عمرو كثيرا لاقتناع مازن بكلامه ،فقال له بابتسامه :
_هو ده الكلام يا باشا ،وصدقني اكيد هي مش هتنسي موقفك ده ومين يعرف مش يمكن تحبك .
اومأ مازن برأسه وهو يقول باصرار :
_لازم تحبني انا هفضل وراها لحد ما تحبني ما هي في الاول والاخر ليا انا بس.
قلق عمرو من نبرته ولكن لم يعلق فالمهم لديه هو ان يرجع الفتاه لاهلها وينتهي من المصيبه التي يورط نفسه بها .
_______________
في منزل فرح عبد الحميد ،،،،
استلقت فرح علي فراشها وهي تدفن رأسها في وسادتها ببكاء شديد تسترجع كلمات سمر بعقلها ،كيف لم تلاحظ انها تكن لمصطفي كل هذا القدر من الحب .
وقفت فرح امام ابمرآه ثم اخذت تتطلع الي حالها ،كيف بدت شاحبه ومرهقه منذ ان خطبت لهذا الحيوان الادمي التي تلاعب بها وجعلها تخشي من اي شئ حتي بمجرد نظره عينيه ..
تطلعت بعينيها بالمرآه كأنها تستوجبها عن حالها ،لا لن تبقي ضعيفه ابدا امامه مره اخري وستنتقم منه علي ما فعله ما ان تسنح لها الفرصه..
سمعت طرقات علي الباب فجففت دموعها سريعا وذهبت لتري من بالباب فقد خرجت والدتها منذ الصباح لتبتاع اغراض المنزل ولم تأتي الي الان وووالدها واشقائها في المدرسه ،تقدمت وفتحت الباب ثم اتسعت عينيها بدهشه ما ان رأت حياه امامها ،ولن سريعا ما تداركت نفسها وهي تدعوها لتدخل بارتباك:
_اهلا يا طنط اتفضلي؟
ابتسمت حياه لها ثم دلفت الي الداخل وجلست علي الاريكه التي تتوسط الصاله ،تابعت فرح وهي تغلق الباب وتأتي بنحايتها ثم جلست بالمقعد المجاور فسألتها حياه بهدوء:
_هي مامتك مش هنا ولا ايه؟!!
فركت فرح يدها بتوتر ثم اجابت بصوت حاولت ان يكون هادئا:
_لا ماما بره بتشتري حاجات للبيت وبابا واخواتي في المدرسه.
اومأت حياه برأسها ثم تأملتها جيدا حقا هي فتاه جميله ويبدو عليها الهدوء والاخلاق ،فقالت حياه فجأه:
_تعرفي ان حصل معايا نفس اللي حصل معاكي .
نظرت اليها فرح بصدمه بينما ابتسمت حياه وهي تؤكد كلامها :
_ااصدمتي مش كده !!بس ده الحقيقه يا فرح كنت بحب واحد اسمه محمد كنت بشوف فيه فارس احلامي اللي هينور حياتي ويخرجني من الوحده اللي كنت فيها ويعوضني عن الحنيه اللي اتحرمت منها بعد اما بابا مات اللي يرحمه ،صحيح احمد اخويا كنت بحس معاه بالامان وكان بيوفري كل حاجه انا عاوزاها لكن مع كل ده كان خشن في تعامله ودايما جدي نادرا لما الاقيه بيبتسم ..
زفرت حياه انفاسها علي مهل وهي تستعيد ذكريات قد مضت من سنين ولكن مازالت عالقه في ذاكرتها فكملت علي نفس هدوئها:
_كان محمد دايما بيزن عليا عشان يجي يتقدملي وانا كنت بحاول ااجل فيها عشان عارفه احمد مش هيوافق عليه عشان ظروفه الماديه بسيطه ؛لكن هو استعجل وصمم يقابله ،ولما قابله صارح احمد بكل حاجه وقاله اننا بنحب بعض بس احمد طبعا ما كنش يعرف حاجه اسمها حب ولا عواطف ؛وبعد ما مشي علي طول قعد يزعقلي وقالي انه مش موافق..
ظلت فرح محدقه بها وهي تستمع لكل حرف تقوله ،فاكملت حياه بدموع لم تساطع كتمانها :
_وفي يوم منه صاحبتي مامتها ماتت فروحت انا واحمد معاها ،وهناك شوفت حسام كان صاحب احمد قوي واتصدمت انه نفس الدكتور اللي في الجامعه وفي نفس اليوم اتقدم لاحمد وطلبني للجواز ؛وطبعا احمد وافق عشان ابطل افكر في محمد وشاف ان حسام مناسب ليا ،واتكتب كتابي لحسام وشوفت معاه ايام سوده كنت يوميا لازم اعيط علي تهديداته وكلامه ليا مع انه دايما كان بيقولي ان هو بيحبني وشويه بشويه بدأت احبه وعرفت شخصيته والجاتب الطيب والمرح فيه ،واكتشفت ان هو ده فارس احلامي اللي بدور عليه..
صمتت حياه قليلا ثم قالت وهي تمسح دموعها :
_طبعا عاوزه تعرفي محمد راح فين ،محمد يا ستي هرب وسابني اعاني لوحدي لمجرد انه اترفض من اخوايا كرامته كانت فوق كل شئ ومفكرش ابدا فيا ،سافر بره مصر ومحاولش يبص وراه عشاني انا ،مع اني كنت مستعده اعمل المستحيل عشانه..
انتهت حياه من حديثها ثم نظرت الي فرح التي تهطل دموعها بصمت فقالت حياه برجاء:
_انا بقولك حكايتي دلوقتي يا فرح عشان تعطي لفارس فرصه يمكن حاله يتصلح فارس ما كنش كده صدقيني.
ابتسمت فرح بسخريه ثم ردت عليه بنبره متؤلمه :
_لا يا طنط حكايه حضرتك غيري ابدا ،انا مصطفي بيحبني وعمره ما تخلي عني من انا وصغيره وهو محافظ عليا ،عمره ما اتعصب ولا زعقلي ولا مد ايده عليا ،دايما بيحترمني ومعلي قيمتي لكن ابن حضرتك ما شوفتش معاه غير قله القيمه والذل لا وكمان بيضربني ،هو مالوش الحق انه يعمل كده ،انا عمره بابا ما مد ايده عليا لكن ابن حضرتك عملها ،طبعا ما هو حضره الظابط اللي بيدوس علي الناس الضعاف اللي زي انا ومصطفي ومش من حقنا حتي اننا نتكلم المطلوب منا بس نقول حاضر وبس..
تطلعت حياه لها بغصه مؤلمه في قلبها ؛فهي من ناحيه تعرضت لهذا الظلم من قبل ولم تشأ ان تتعرض تلك الصغيره ما تعرضت هي له ،ومن جهه اخري هو ابنها الاكبر الذي تحبه وتراه امام عينيها أصبح وحشا لا يعرف سوي قانون القوه ،فلو منعته عنها سوف يفعل اكثر من هذا ،اغمضت حياه عينيها وهي تدعوا ربها ان ييسر الحال
____________
في المشفي الخاص المتواجد بها فارس،،،،
ظل فارس يحرك رأسه يمينا ويسارا ،يصارع في كابوسه الذي عاد لينغص عليه حياته من جديد ،فلقد رآها بنظارتها الكبيره وعينيها الموحشه المخيفه من جديد وانتهي كابوسه برؤيته يموت امام عينيه فهتف بصراخ حاد :
_عمااااااار.
اخيرا فتح عينيه وهي بالكاد يستطيع التنفس ،فاقترب منه حسن وحسام ورنيم ثم اعطاه حسن الماء ليرتشف منه القليل ،فتناولها فارس وابتلعها كامله تحت انظار الجميع القلقه ،فقال له حسن بقلق :
_فارس هي الكوابيس دي رجعتلك تاني.
نظر فارس الي حسن بضيق وهو يستند برأسه علي الوساده بتعب نافيا بكذب:
_لاا مفيش حاجه من دي انا كويس ،انا انتهيت من زمان منها.
ضيق حسام عينيه بشك ولكنه لم يعلق فقد سمع باذنه وهو يهتف باعلي صوته علي عمار مره اخري ،
تنهد حسام بضيق خوفا من ان تتدهو حالته كهده الاول،فتنحنح حسام قائلا بعدوء:
_الدكتور طمنا وقال انك بقيت كويس وممكن تروح معانا النهارده
اومأ فارس بدون ان يضيف كلمه اخري بينما نظر حسن وحسام كل منهما الاخر ،واشار له حسام بعينيه ان يخرجوا ويتركوه بمفرده قليلا ،فلبي حسن طلبه وهموا ليخرجوا لكن وجدوا رنيم متسمره مكانها ،فقال لها حسام بجديه :
_يلا يا رنيم سيبي فارس يرتاح شويه.
نظرت له رنيم وردت عليه بعند :
_لا انا مش هخرج وهقعد معاه.
قطب حسن جبينه بعد رضا بينما سام حسام منها فهتف بها بحده :
_بقولك اخوكي عاوز يرتاحي هو عند وخلاص ،ي..اا.
قاطعه فارس بتعب :
_سيبها يا بابا من فضلك .
نظر اليها والدها بغضب ثم خرج وخلفه حسن بينما ابتسم فارس من بين تعبه قائلا بخفوت :
_انتي مش هتبطلي العند دا ابدا؟!!
ردت عليه رنيم بغضب طفولي :
_لاء.
ابتسم فارس عليها ثم قال لها بتعب :
_طيب تعالي اقعدي جمبي.
لبت رنيم طلبه وجلست علي طرف الفراش ولكن لم يتحدث وشرد ولاحظت هي ذلك فقالت هي بعفويه :
_انا عيطت كتير النهارده لما شوفتك تعبان ومش قادر تتنفس ودعيت ربنا عشان تقوم تاني حتي لو فضلت تزعقلي بس المهم انك تقوم.
نظر اليها فارس ثم قال بابتسامه :
_اممم وايه تاني ؟!!
ردت عليه رنيم وقد تناست خوفها منه :
_وكنت هضرب البت اللي جات عندنا ده وخلتك تعبت بس بابا وحسن زعقولي .
شرد فارس ما ان تذكرها ،وتضايق كثيرا عندما تذكر انه رأته بحالته تلك ،فقال لرنيم بحزم :
_دي تبقا خطيبتي يا رنيم ويومين وهتبقا مراتي ،وعاوزك تتعاملي معاها كويس ،مفهوم؟!
كشرت رنيم وقالت بتبرير:
_ايوه بس انا مش بحب..اا..
ضغط فارس علي كفها برفق ،قائلا بنفس النبره :
_رنيم اسمعي الكلام ،لما هتعرفيها كويس هتحبيها ،مش عاوز مشاكل مفهوم.
اومأت رنيم برأسها بضيق بينما اغمض فارس يتذكر عمار صديق طفولته ورفيق دربه..
في الماضي قبل احد عشر عاما:
يجلس فارس في فناء المدرسه وحيدا وهو ينظر بغيظ الي صديقه عمار يتحدث الي آخرين ويضحك معهم بشده متناسيا اياه وبعد دقائق وجده يقف امامه ببتسامته البشوشه كعادته فقال له بتساؤل:
_ايه يا فارس قاعد لوحدك ليه؟!!
نظر اليه فارس بغيظ ثم رد عليه بحده :
_وانت مالك روح كمل قعدتك مع اصحابك .
زم عمار فمه بعدم رضا ولكن حاول ارضائه فقال له بهدوء :
_فارس هما اصحابي زي ما انت صاحبي ومش هينفع اسيبهم ،انا معرفش ليه ما تحاولش تصاحبهم وتتعرف عليهم اكتروا..اا
قاطعه فارس بعصبيه :
_لأ انا مش بحبهم ومش بطقهم ،وانت مش هتكلمهم تاني انت صاحبي انا بس ،من الحضانه واحنا اصحاب لكن دول يدوب تعرفهم .
عبس عمار وهو يرد عليه بحده ايضا:
_فارس قولتلك ميه مره بطل طريقتك ده مش كل حاجه ليك لوحدك في الدنيا ،ربنا خلقنا عشان نتعرف ونحب بعضنا زي ربنا سبحانه وتعالي بيقول
بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ صدق الله العظيم
عجز فارس عن النطق بعدما استمع لكلامه لذلك رد عليه باعتذار :
_انا اسف يا عمار بس انت عارف انا دايما لوحدي ومفيش غيرك بس اللي صاحبي وبتعامل معاه ،لما انت بتسبني بحس العيال بتشمت فيا..
تفهم عمار صديقه فقال بابتسامه :
_خلاص يا فارس ما تزعلش ايه رأيك لو تحاول تكلمهم المره دي عشان خاطري !!
اومأ فارس برأسه بضيق ولكن ما ان رأي ابتسامه عمار حتي ابتسم لفرحه..
فاق فارس من شروده علي صوت سيف وهي يقول بصوت متلهف :
_فارس حمد الله علي سلامتك ،انت كويس!!