رواية إعدام قمر الفصل الثالث 3 والأخير بقلم شيماء سعيد





رواية إعدام قمر الفصل الثالث 3 والأخير بقلم شيماء سعيد


لا ينفع الندم بعد فوات الآوان لذا كن حكيما منذ البداية ولا تُحِكم قلبك الذى طالما خذلك، بل أحكم بعقلك لإنه الأصوب حتى لو كان قاسيا يخالف حكم قلبك .

........

أصاب الندم قلب كريم بعد قتـ.له سالم بوحشية دون ذنب سوى إنه أحب، فبكى بحسرة قائلا بنحيب: أنا مش مصدق نفسى إنى عملت كده يا قمر، إزاى أقتـ.ل إنسان ملوش ذنب غير إنه حبك وأنتِ رضيتى بيه .


كان من الأول رفضتى وأنا حولت أتقدم مرة واتنين وتلاتة كان هيكون أحسن من المصيبة اللى عملتها بإيديه دى .


فشعرت قمر بالحنق بسبب ضعف كريم وبكاؤه كالأطفال فصاحت بغضب مصحوب بحدة: كريم إحنا هنعيد الموضوع من الأول ونقول مكنش ينفع وكنت هتجوزه غصب .


ـ كنت هترضى يا كريم أكون لغيرك !.. ومش كنت بتقول هقـ.تله لو أخدك منى وأهو أديك طلعت راجل وعملتها بتعيط ليه دلوقتى زى العيال ..!؟


- ففوق لنفسك يا كريم وأثبت وأوعى حد يحس بضعفك ده، عشان مضيعناش بعد ما خلاص هانت ونتجوز .


لم تحرك كلمات قمر ساكنا فى قلب كريم بل زادته نقمة على ما فعله، فزاد هذا من شعور الإختناق إليه فحاول إلتقاط أنفاسه بصعوبة قائلا: هحاول يا قمر، هحاول..

- وإقفلى دلوقتى عشان عايز أنام يمكن أرتاح شوية وانسى اللى حصل .

فابتسمت قمر وحاولت التخفيف عنه: ماشى يا حبيبى بس هتوحشنى اوى، وياريت لما تصحى تكلمنى عشان أطمن عليك .

كريم: حاضر يا قمر، سلام .


ثم أغلق الخط معها وألقى بنفسه على التخت إستعدادا للنوم ولكن تفاجىء بوالدته قد ولجت إليه وعلى وجهها معالم القلق قائلة: مالك يا كريم .


ـ من ساعة ما دخلت وأنا حساك مش على بعضك، فيك إيه يا ابنى طمنى عليك .


ولا لسه تكون بتفكر فى الشملولة بنت اختى، اوعى يا كريم دى خلاص هتكون على ذمة راجل تانى .


وصراحة صعبان عليه عريسها عشان هيدبس فيها، عشان أنا أكتر واحدة عارفة طبعها كويس اوى، رغم حلاوة شكلها بس متتعاشرش وأمها ذات نفسها مش طيقاها ونفسها تخلص منها وتجوزها النهاردة قبل بكرة .


 ألمت كلمات والدة كريم نفسه المعذبة، فصرخ: كفاية بقا يا ماما حرام عليكِ، كنتِ وافقتى اتجوزها من الأول وساعتها لو طلعت مش كويسة كنت سبتها لكن دلوقتى خلاص الندم مش هيرجع اللى راح .


 والله حرام عليكم بجد، ياريت كل أب وأم ميدخلوش فى اختيار أولادهم حتى لو كانوا هما صح ، خليهم يعيشوا التجربة بنفسهم ويتحملوا هما اختياراتهم بدل ما تحصل مصيبة يندم عليها الكل .


تعجبت والدته من صراخه وهيئتة المزرية تلك وشعره الأشعث وتقسيمات وجهه الحزينة فشعرت بألم فى قلبها واقتربت منه وربتت على كتفه بحنو: للدرجاتى زعلان عليها يا ابنى .


معلش متزعلش أنا كان قصدى مصلحتك وبكرة تاخد اللى تنسيك قمر باذن الله .


فابعد كريم يد والدته وجاهد فى إخراج صوته بغصة مريرة : أنا مش زعلان على قمر يا ماما ، أنا زعلان على نفسى دلوقتى .


فمعلش سبينى عشان أنا تعبان شوية ومحتاج أرتاح .


فاستجابت له والدته وخرجت من أجل راحته وهى تتمتم بالدعاء له: ربنا يريح قلبك يا ابن بطنى .

ثم خلد كريم للنوم .

....

مضى عدة ساعات طويلة منذ أن خرج سالم فى مبكرا ولم يعد حتى الآن، فشعرت صباح بالقلق عليه وصاحب ذلك ارتجاف قلبها حتى إنها وضعت يدها على قلبها فى محاولة منها لتهدئته، ثم حاولت الاتصال به عدة مرات ولكن فى كل مرة كان يعطيها مغلق .


فاضطربت ودخل فى قلبها الشك وزفرت بحرارة: أنا قلبى مش مطمن، يا ترى أنت فين يا سالم وايه أخرك كده ؟

هات العواقب سليمة يارب .


ثم رن هاتفها فدق قلبها ظنا إنه سالم ففتحت سريعاوقالت بلهفة : سالم .


فحركت قمر شفتيها بتهكم ثم أجابت: ده أنا قمر يا ماما .


فسئلتها صباح باضطراب واضحا على صوتها: هو سالم عندك يا قمر، طمنينى يا بنتى عشان قلبى مشغول عليه .


فاصطنعت قمر القلق وقالت بتوتر: ده أنا اللى بتصل بيكِ عشان أطمن عليه .

ـ لأنه مكلمنيش لغاية دلوقتى وانشغلت عليه وقولت يمكن رجع ونام من التعب .


فدخل فى قلب صباح الخوف فقالت: لا مجاش يا قمر لسه، استرها يارب .

ثم عاتبتها بصوت حاد:

 راح بسببك المشوار اللى كنت خايفة منه، مع انى قولتله بلاش لكن حكم رأيه.

فهاجمتها قمر بقولها اللاذع: والله محدش قاله يروح هو اللى كان عايز، فأنا مليش فيه يا حماتى .


فردت صباح بتهديد:

ـ بقولك ايه يا بت ليلى ابنى لو مرجعش هيكون قصادها روح أكبر كبير فيكم يا عيلة واطية .


فلم يهتز لـ قمر شعرة بل اصطنعت الأدب والأحترام قائلة بقلب جاحد: أنا مش هرد عليكِ يا حماتى، عشان أنتِ فى مقام أمى لكن لما يرجع سالم بالسلامة هيكون ليه كلام تانى معاه لأن عيب تكلمينى بالأسلوب ده .


ـ وانا مضربتهوش على ايده وقولتله روح، هو من نفسه عشان مستعجل، فلما يرجع ابقا عاتبيه .

يلا مع السلامة ثم أغلقت الخط .


فتلون وجه صباح من الغيظ المصحوب بالقلق على ابنها الوحيد سالم 

"ماشى يا قمر, يرجع بس ابنى بالسلامة وهشوف أنا ولا أنتِ.

يارب رجعهولى بالسلامة" 


وعندما أغلقت الخط قمر شعرت بتدفق الدم فى أوردتها حتى انتهت برأسها، فوضعت يدها على رأسها وتألمت اه ثم اردفت بغل: منك لله ست مفترية، لسانها متبرى منها .


جبتلى كلو فى دماغى، انا عارفة إنها مش طيقانى من ساعة ما اخدت ابنها وهى غيرانة منى، بس اهو خلاص خالتى وخالتك واتفرقت الخلالات وفى ستين داهية، عيلة تجيب المرض .

.......

أما كريم فحاول النوم ولكنه أخذ يتقلب فى مخدعه ولم يستطع النوم وكلما حاول أن يغمض عينيه ، رأى سالم أمامه يحدثه: ليه عملت كده، أنا عملت فيك إيه .

ليه استخسرتوا فيه الفرحة، كان ايه ذنبى غير انى حبيت .

ضيعتوا شبابى وقهرتم أمى اللى ملهاش غيرى .

وظنيتوا انكم من بعدى هتلاقوا الفرحة .

بس اللى متعرفهوش انى هوقف قصادكم ومش هترتاحوا أبدا بعد النهاردة .


فصرخ كريم مفزوعا واعتدال سريعا من نومته وجلس يمسح وجهه بيديه قائلا بندم: يا ويلى منك يا سالم يا ويلى .


ثم وجد قمر تتصل عليه فتبدلت ملامحه للغضب بعد أن كان مجرد اسمها على شاشة هاتفه يشعره بالفرحة .


ولكن تلك المرة وكأنه فقد إحساسه ولم يراها سوى وحش مفترس، لذا أمسك هاتفه وأغلقه بغضب، وكأنه لا يريد أن يسمع صوتها بعد أن كان دائم الاتصال بها ويتحدث معها بالساعات دون ملل.


وعندما حاولت قمر الاتصال به مجددا ووجدت هاتفه مغلق ، فغضبت والقت هاتفها بعصبية قائلة بنزق: كده يا كريم بتقفل تليفونك عشان متسمعش صوتى ، صوتى أنا يا كريم اللى مكنتش تعرف تنام غير عليه !


وكل ده عشان ايه!!

ده كلب وراح، صعبان عليك اوى للدرجاتى


 أنت كده مش هتجبها لبر وممكن نكشف .


بس أنا برده هصبر عليك عشان بس الموضوع لسه سخن وفى أوله لكن لو فضلت على كده ودينى لتغدا بيك قبل ما تتعشا بيه وأخليك تحصل المرحوم .


اه ما هو مش قمر اللى تعمل معاها كده .

.....

ليمضى اليوم ولم يغمض لصباح والدة سالم جفن ولم تكف عينيها عن البكاء ولسانها عن التضرع لله رغم محاولة زوجها تهدئتها قليلا رغم النار التى تأكله من الداخل خوفا على ابنه الوحيد .

ولكن قضى الله أمرا كان مفعولا وقد قتل سالم شهيد الغدر الذى قدم روحه فداء لقمر التى هى فى ثوب شيطانة قد اغراها جمالها الذى سيأكله الدود فى قبرها ولن يشفع لها يوم القيامة .


فى اليوم التالى لم يستطع والده الصبر أكثر من ذلك لذا أسرع إلى قسم الشرطة للبلاغ عن تغيب ابنه سالم .


فسئله الضابط مستفسرا عن سبب الغياب: هل فيه أعداء لسالم ممكن يكون حد فيهم سبب فى اختفائه .

وكمان لما خرج امبارح كان رايح فين ؟


فنفى والد سالم ذلك قائلا والدموع فى عينيه: أعداء ايه يا باشا !!


ـ ده طب الأرض كان بيحب ابنى سالم .

ـ ده كان عريس يا باشا كانت قرب يدخل وكان نازل مصر بعربيته يشترى حجات لزوم الجهاز .


ثم لم يستطع التحمل وانهمرت دموعه كالسيل قائلا بنحيب : ـ رجعولى ابنى يا باشا، رجعولى نور عينيه، ده أنا كنت بشوف بيه وعايش عشان أفرح بيه .


وأمه هتموت من الحزن عليه يا باشا .


فأشفق عليه الضابط وقام و ربت على كتفه بحنو قائلا: ان شاء الله هنبذل كل جهدنا وهنبحث عنه فى كل مكان وهنبعت نشرة فى كل الاقسام المحيطة بموصفاته وفى القاهرة وكمان هنسئل إدارة المرور وباذن الله فى أقرب وقت هتعرف مكانه بس ادعى فعلا يكون سليم ميكونش حصله حادث .


ثم أكمل الضابط بهمس أو يكون مات أو إتقتل على يد ناس مفيش فى قلبها رحمة .


فغادر والده مهموما يدعوا الله أن يكون يعود سليم معافى .

....

ولجت والدة قمر "ليلى" عليها كالإعصار وقالت بغضب كامح: أنتِ يا بت قاعدة ولا على بالك وكمان بتسمعى أغانى وخطيبك مختفى وميعرفوش ليه طريق جرة .


ده بدل ما تبكى عليه، أنتِ إيه معندكيش دم ولا إحساس للدرجاتى .


رفعت أنفها قمر وكأن الأمر لا يعنيها قائلة بتأفف: عايزانى أعمل إيه يعنى أبكى وبالمرة أطلع أدور عليه .

ما يروح مطرح ما يروح وأنا مالى .


قالت قمر كلمتها تلك ولكنها تراجعت حتى لا تشك بها والدتها فعدلت من قولها: القصد يعنى بكرة يظهر، هيروح فين يعنى .


ليلى بحزن: مش عارفه، أنا هتجنن والله ربنا يستر يكون جراله حاجة فى السكة، ده أمه يا حبة عينى ممكن تروح فيها .

فصمتت قمر ولم تتحدث .


فاكملت والدتها : بقولك يا قمر، قومى إلبسى ومتحطيش اى حاجة فى وشك وتعالى نروح للست ام سالم نواسيها ونصبرها، ده الواجب يا بنتى .

وندعى ربنا يرجعولها بالسلامة .


فوقفت قمر وقالت بخبث: وماله، أنا كمان بحب الواجب .


وهذا حتى لا تثير نحوها الشكوك، لذا عليها أن تظهر الحزن على وجهها بقدر الإمكان بل وتبكى أيضا حتى يعلم الناس إنها كانت تحبه ويستحيل أن تكون سبب فى اختفائه .


تعجبت ليلى من موافقتها بتلك السهولة وعدم اعتراضها وقالت: طيب ربنا يهديكِ، هروح أنا احط عباية عليه، عقبال ما تحضرى نفسك .


فتوجهت قمر لخزينة ملابسها واختارت فستان طويل باللون الأزرق، ووضعت على شعرها طرحة بنفس اللون بإهمال .


ثم نثرت ماء على عينيها عدة مرات لكى تتلون بالحمرة كأنها تلونت بفعل البكاء .

ثم اتجهت مع والدتها إلى منزل سالم الذى تجمع به الأهل والجيران لمواساة والدته .


ولجت قمر للداخل وعندما وقفت أمام والدة سالم قائلة بخفوت مصطنعة الحزن وتجاهد لكى تبكى: قلبى عندك يا حماتى، والله ما ساعتها وانا مش مبطلة دموع وقلبى وجعنى عليه، ربنا يرجعه بالسلامة .


فطالعتها والدته بنظرة لوم وعتاب وكادت أن تنهرها وتغلظ لها القول ولكن منعها وجود الناس بجانبها ومن أجل أيضا حب سالم لها حتى إنها بكت بمرارة قائلة: يارب يرجع بالسلامة يا قمر، ده كان روحه فيكِ يا بنتى .


ثم حدقته بإتهام جعل جسد قمر يرتجف : ربنا يجازى اللى كان السبب.


فربتت على ظهرها ليلى بحنو قائلة: ربنا يطمن قلبك عليه وان شاء الله قريب هتلاقيه داخل عليكِ كده .


صباح بألم يغزو قلبها وكأنها لا تصدق إنه سوف يعود، فقلبها يحدثها إنه حدث له شىء : يارب يارب .


لتمر عدة أيام ولم يعد سالم، ولم يكف والده عن البحث عنه أو الذهاب لمركز الشرطة للسؤال عنه ولكن دون فائدة .


حتى أن والدته من شدة الحزن ارتدت السواد وأقسمت الا تخلعه حتى يعود إليها سالم .

....

أما قمر فكانت تحاول كثيرا الأتصال على كريم، فيستجيب لها مرة ويرفض عشرات المرات من إحساسه بالذنب والندم .


 وعندما يئست فى سماع صوته بعثت له رسالة قائلة بها: كريم إرحم حبى ليك ورد عليه .


أنت وحشتنى اوى ونفسى أشوفك، وهانت يا حبيبى كلها شهر كمان والموضوع يتنسى وتيجى تتقدملى ونجوز..


ابتسم كريم ابتسامة واهنة لم تصل لعينيه وقام بالرد عليها برسالة: نجوز ازاى يا قمر!! ... مفكرتيش الناس هيقولوا ايه؟

 مصبرتش حتى عليه سنة واتجوزت كأنها مصدقت اختفى .


فصكت قمر على أسنانها بغيظ وحدثت نفسها: أنت اتغيرت اوى يا كريم فين لهفتك عليه، وسنة ايه أنا مش هستنى ده كله .


أنا فعلا بحبه وهو ده اللى مخلينى اصبر عليه، لولا كده كنت خليته يحصل سالم .


فكتبت له: ومين يصبر على بعدك يا حبيبي ده كله، ومش لازم الناس تعرف أصلا .


نكتب الكتاب فى السر مؤقتا عشان تكون حلالى وتروح وتيجى البيت براحتك من غير ما أبويا وامى يكلموا و وبعد ما تعدى السنة نجوز ايه رئيك ؟


فأغمض كريم عينيه بألم وحدث نفسه: إيه مالك يا كريم ليه مش فرحان انك هتكتب عليها ليه ؟ 


مش دى قمر اللى كان نفسك بس تبصلك وبتحبها ومنتظر اللحظة دى من زمان وعملت كده علشانها .


حاول تنسى صح زى ما بتقولك وتعيش حياتك عادى .


لذا اضطر للموافقة رغم إحساسه بالنفور منها وكتب: ماشى يا قمر، حاضر .


هحاول أفاتح أمى ونيجى نطلب ايديك .


فظهرت السعادة على وجه قمر ونبض قلبها من جديد بعد أن خشيت أن تكون قد خسرته وتكون نهايته على يدها ولكن بموافقته أدركت إنه مازال يحبها .


فسألته لكى تتأكد: طيب قول انك بتحبنى يا كرملة، بقالى كتير ما سمعتش الكلمة دى .


فزفر كريم رغما عنه بضيق فهو لا ينكر إنه مازال يحبها ولكن شىء ما يقف بينه وبينها الآن وهو د.م سالم .

ـ بحبك يا قمر .

ليعود لقلب قمر السعادة وتنتظر بلهفة زيارته لها .

...

نظر كريم إلى التخت واراد أن ينام فعينيه لا يستطيع أن يفتحمها وسلطان النوم قد أذن ولكنه عندما اقترب من التخت عم قلبه الفزع وخشى أن يتكرر الحلم مرة أخرى .

لذا أخد شرفرف وافترشه على الأرض وأخذ وسادته ثم نام على الأرض سريعا ولكن لا مفر ولا هروب من رؤية سالم فى منامه .


فقد جاءه تلك المرة بملابس ممـ.زقة ورأسه قد تناثر منها الد.ماء، فدب فى قلب كريم الذعر وحاول التراجع للخلف ولكن وجد سالم يقترب منه ويمد ذراعيه نحوه قائلا بصوت غليظ مخيـ.ف: أنا مش هسيبك المرادى غير لما أخد روحك يا كريم .


ايوه زى ما انت عايز تاخد قمر منى، وقتـ.لتنى عشانها .

أنا كمان همو.تك، ثم أطبق يده على عنـ.ق كريم فانتفخ وجهه وتلون بالحمرة الشديدة وأخذ يلهث فى محاولة منه للتنفس حتى لا يختنـ.ق ولكن انحبس الهواء داخل رئتيه وأشرف على الموت وحاول أن يتوسل بعينيه اليه أن يتركه ولكن سالم لم يزيل يده عنه .

حتى صرخ كريم صرخة ايقظته من النوم قائلا: لا متموتنيش يا سالم، لأ أرجوك .


حتى استيقظت والدته على صوته وأسرعت إليه فوجدته نائما على الأرض يلهث من شدة الإختناق فذعرت قائلا: مالك يا ضنايا حصلك ايه بس ما كنت زى الفل .


ثم ناولته كوبا من الماء وأعطته إياه ليهدىء قليلا .










ولكن كريم كان فى عالم أخر ،يكرر اسم سالم كثيرا::قائلا سامحنى يا سالم ومتموتنيش، أنا مكنتش عايز كده صدقنى، هى اللى غصبت عليه أقتـ.لك وأنا خلاص مش عايزها صدقنى كرهتها خلاص، فسبنى فى حالى .


ثم صرخ: نفسى أنام يا ناس مش عارف، حاسس دماغى هتنفـ.جر .

أنا اللى عملت فى نفسى كده، سامحنى يا سالم .


فضر.بت والدته على صدرها بصدمة وارتجف جسدها قائلة بخوف: أنت بتقول ايه يا كريم!

يارب تكون بتحلم، لا مش معقول تعمل كده .

تقتـ.ل سالم !!

لا لا مصدقش ابنى يعمل كده وعشان مين قمر دى شيطان .


فأخذ يضر.ب كريم نفسه على وجهه ويصرخ: ايوه قتـ.لته، قتـ.لت سالم عشان اتجوز قمر.


ويارتنى سبته يجوزها، بدل ما اهو خسرت كل حاجة وخسرت نفسى .


وفى الاخر مش هتجوزها برده، عشان أنا مجرم ولازم أسلم نفسى واعترف بكل حاجة يمكن ساعتها أرتاح شوية وأعرف أنام ولو ساعة واحدة بس وبعديها يعد.مونى، أنا استاهل،استاهل .


فصرخت والدته وأخذت تبكى بشدة وتضر.ب على رأسها ووجهها بهيسترية قائلة والحزن يمز ق صدرها: عملتها وضيعت نفسك يا كريم !


استفدت ايه دلوقتى غير إنك ضيعت نفس ملهاش ذنب وضيعت نفسك قصادها عشان حتة بت متساوش .


ثم رفعت يديها ودعت عليها: منك لله يا قمر يا بت ليلى، ضيعتى ابنى بسببك .


فبكى كريم وعاتبها: مهو أنتِ برده السبب لو كنتِ وفقتى من البداية عليها وخلتينى أجرب حظى معاها مكنش ده حصل .

بس خلاص معدش ينفع الندم .


ثم وقف معتدلا قائلا والحسرة والندم تغزو معالم وجهه: أنا رايح أسلم نفسى يا أمى، واحكى كل حاجة عشان أريح ضميرى وعارف أنهم هيعدمونى بس كده كده انا ميت لأنى مش هقدر أعيش وذنبه فى رقبتى .


ثم سار نحو الخارج فصرخت والدته خوفا عليه وترجمته بقولها: بلاش يا ابنى عشان خاطرى، واستغفر وندم ما بين نفسك واهرب بعيد عن هنا .


فالتفت كريم ونظر لها بحزن يمزق قلبه: ولو هربت من البوليس، ههرب إزاى من نفسى !

أنا بتعذب ومش بعرف انام وقربت أتجنن.


فخلينى أسلم نفسى ويعدمونى يمكن ده يخفف عنى عذاب ربنا فى الآخرة .


ثم غادر سريعا قبل أن يسمع رد والدته حتى لا تنهيه عما نواه .

....

وبالفعل سلم نفسه أمام الضابط الذى كان متعجبا من حالته النفسية واعترافه بكل سلاسة ووصف لهم اين دفن سالم وأن كل هذا كان من أجل قمر التى أحبها وهى التى أشارت عليه بفعل ذلك لكى يتزوجا بأموال سالم .


فقام الضابط ونهره بشدة: مش عارف أقولك ايه، غير إنك ضيعت نفسك عشان واحدة حقيرة زى دى .


ومفروض كنت تفهم من نفسك إن إنسانة بالشخصية دى متنفعش تكون زوجة وأم لكن للأسف الحب عماك عن كل ده .

وفى الاخر اهو مش هتجوزها وهى هتشرف السجن .


فبكى كريم حتى نفذت دموعه وصرخ: ارحمنى يا باشا وخليهم يعد.مونى بسرعة عشان مش قادر أتحمل العذاب اللى أنا فيه ده اكتر من كده .


فحدثه الضابط بعصبية مفرطة: وكان فين ضميرك ده وأنت بتقتـ.له من غير رحمة ولا شفقة وهو اللى وثق فيك وركبك معاه وانت غدرت بيه .


للأسف أنت عملت كبيرة من الكبائر هتتعاقب عليها فى الدنيا ولسه الآخرة .


ثم أمر الشاويش بحبسه على ذمة القضية ثم أمر بالقبض على قمر .


لتخرج قوة فى الحال للقبض عليها، وقاموا بطرق الباب طرقات متتالية بقوة أفزعت ليلى وقمر التى هربت الدماء من عروقها وتلون وجهها بالزرقة وشعرت إنها على مشارف الموت .


فتحت ليلى الباب لتفاجىء بقوة الشرطة فقالت بخوف: هو فيه ايه؟

الضابط بغلظة: فين قمر ؟

ارتجفت ليلى وسئلته: قمر بنتى ليه؟ 

هى عملت ايه؟


الضابط ساخرا : لا حاجة بسيطة حرضت على قتل المدعو سالم خطيبها والقاتل كريم ابن خالتها اعترف بكل حاجة .


فصرخت ليلى بكل قوتها: لااااا مش معقول بنتى تعمل كده .

ثم إستمعوا لصوت إرتطام بالأرض فقد سقطت قمر مغشيا عليها.


فأسرعت ليلى لابنتها وولج الضابط والقوة التى معه .


وعندما رأى قمر بجمال وجهها حرك شفتيه بإستياء قائلا: اول مرة اشوف وحدة بالجمال ده وتعمل كده .


ثم أمر العسكرى برش الماء على وجهها لتستفيق ، فاستفاقت صارخة: أنا معملتش حاجة، كريم هو اللى قتـ.لـه .


أنا مليش دعوة، اقبضوا عليه هو وسبونى أنا .


فضحك الضابط ثم هدر فى وجهها: أنتِ بتستهبلى يا بت .

ده هو هيتعدم مرة وأنتِ لو ينفع مرتين كنا عملناها عشان ضيعتى بسببك شابين زى الورد .


ليتم القبض عليها بين صرخات والدتها واستغاثة قمر بها .


فبكت ليلى واردفت بنحيب وقلب محطم: ضيعتى نفسك يا قمر وكنتِ فاكرة جمالك هيشفعلك وياما حذرتك وادى النتيجة .


الصبر من عندك يارب .

....

لتتم المحاكمة بالفعل وحضرت صباح والدة سالم المحاكمة وكانت فى حالة إنهيار وأخذت تطلق عليها السباب والشتائم كما حاولت التهجم عليها قائلة بصراخ: كان قلبى حاسس إنه نهايته على ايدك، منك لله ليه عملتى كده !


ده كان بيموت فى التراب اللى بتمشى عليه، ده جزاته يا بنت الشياطين منك لله .


قلبى نار عليك يا ابنى ومش هرتاح غير لما أشوفك على حبل المشنـ.قة .


ثم قام الحرس بإبعاد صباح عنها، لتبدء الجلسة .


فلم تستطع قمر الصمود من شدة الخوف أن يحكم عليها بالاعدام، فجلست فى الارض .

ولكن من قتـ.ل يقتـ.ل ولو بعد حين .


وحكمت المحكمة بإعد.ام قمر وكريم .


ليصيح كل من فى القاعة بفرح الله اكبر الله اكبر .


الا قلب الأم حيث سقطت الاثنين ام قمر وأم كريم مغشيا عليهم من الصدمة .

...

ليمر بعد ذلك شهران حتى جاء موعد تنفيذ الحكم .

لتُسحب قمر سحب إلى حجرة الإعد.ام حيث لم تستطع قدميها تحملها وأخذت تصرخ بهيسترية: لا أنا مقتـ.لتش، سبونى .

يستحيل أموت دلوقتى، أنا لسه فى عز شبابى وجمالى .


وعندما رأى عشماوى قمر بجمالها الآخاذ قال: مش حرام دى تتعدم واللى عندى فى البيت قاعدة على قلبى .


فضحك العسكرى قائلا: طيب نبدل .

فأجابه عشماوى: لا خليها تروح جهنم ويتشوى وشهها الجميل ده لكن أنا عندى مراتى بالدنيا .


ـ المهم الروح الطيبة هى اللى بتعيش وتعمر .

ليتم حكم الإعد.ام بالفعل عليها .

لتكون عبرة لمن لا يعتبر .

كما تم إعد.ام كريم فى نفس اليوم .

تمت 


لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


تعليقات



×