رواية ما وراء الشمس الفصل الرابع والثلاثون بقلم ياسمينا
انطلاق سيدار ..نحو مدينته بسرعه وسعادة ..فما بقى الا القليل...
اذا على الجانب الاخر ..فتحت البوبات وتجهزت ..للوصول الامراء
فى ترقب من جميع الاطراف وقف جنجار فىشرفته فى انتظار الامراء كان بداخله يبغض شركان وقد اكتشف معدنه السئ بعد مرضه كان يتمنى وصول اى امير اخر وسيرحب به ولكى لا يظفر بها شركان ..فهو مجبر عليه ولكن اذا خير سيختار غيره على الفور ..
*******
جلست توالين ..امام مرآتها ..بثوث احمر جذاب ..لاول مرة ترتدى ذلك اللون الجرئ منذوا وفات امها ..وضعت الزينه كامله ..وكانت اليوم اجمل اضعاف المرات ..بداخلها دعوات كثيره فاليوم يوم الحسم ..تتمنى ان لا تعلق مع شركان باقى حياتها ..وتدعو كثيرا ..ان يأتيها اميرا صالح ..زفرت بهدوء لتطرد كل الشحنات السلبيه وتستعد للقادم بقوة وشجاعه ..فلن تسمح ان تخضع لشركان ابداا ما حييت ...وضعت الوصيفه المسات الاخيره والعطر الجذاب ..واخيرا التاج المختلف كليا عن ما كان ذى قبل فقد صممته خصيصا لهذة المناسبه من الذهب الخالص ...ومرصع بالورود البيضاء ..فكانت اليوم توالين جديده..من حيث القوة والهيبه والنضوج والجمال
********
اما شركان فقد كان يتجهز فى قصره ..بتوجس ..لاول مرة لن يكون فى صفوف المشاهدين ..ويكون داخل العرض ..كان متوتر كثيرا..من قبول احد غيره فقد تلاعبت به توالين واوهمته انه لن يفلح ابد فى المنافسه ..وانه سيكون عرض لسخرية الرعايا منه ..عوضا انه ان لم يفز ..سوف يترك المنصب والمدينه اذا كان هذا قرارا الملك الذى ناده لاجله بعد ان وضعه تحت الاقامه الجبريه ..بعد رؤيته مع توالين واخذا يتذكر..بضيق ما حدث...
جنجار..بحدة ..قد عقابتك يا شركان لتجرؤك على مملكتى ورعايا فى غيابى مرة وعلى ابنتى الف مرة،..
شركان..موااالى
هدر جنجار بعنف..اصمت ..ستتم العرض لاجل سمعت المملكة والاميره ..اذا ما خسرت سوف تنفى من مملكتى ..وان لم تنفذ فور الهزيمه سوف تعاقب على كل جرائمك عقابا شديدا بلا رحمه ..فمن الافضل ان ترحل ولا ترينى وجهك مرة اخرى..
واذا حدث وفوزت ..ستعيش فى القصر ولن تعود وظيفتك .ولن تدخل فى شؤن مملكتى ولا رعايا ...واشهر اصباعه..فى وجه ..واياك وايذاء توالين .او تعكير صفوها ..سوف تكون خادمها المطيع ..وتنفذ اومرها كامله ..وهذة ستكون وظيفتك ..دحجه بنظرة غاضبه ..
شركان ..بتعلثم السمع والطاعة يا مولاى ...
راح يهز قدمه فى تواتر بالغ ..ويصك اسنانه فى ضيق ..لاول مرة يشعر بأنه عالق فى مصيده ولا يستطيع الخروج ...أوالتفكير
********
جاءت روهان الى صفى خلسة لكى تفر من القصر مع حبيبها ..لينعما برغد الحب خارج القصر وليعشا معا مدى الحياه..
روهان..بلهفه..صفي ..متى سنخرج.
صفي...عندما يبدء العرض مباشرا ..ستكونين فى الخارج..
روهان..تنهدت بعمق...ياااا له من حلم عشت فيه سنوات اخيرا سأرى اشقائى ..اخيرا سأرى ابى وأمى ..اشتقت اليهم كثيرا يا صفي ..هل ستذكرنى امى ..ابى شفي ام مازال مريضا..اخى الصغير هل اشدت عودة واصبح شبابا قد تركته وهو سبعة اعوام ..وغبت لسبع غيرهم ..كانت تتكلم بسرعة اذا ما لاحظة سكون صفي التام ..التفت اليه وحدقت الى حزنه الجلى على قسمات وجهه..فعلمت بالامر ..
صاحت..صفي..ستذهب معى ..لم يجيبها بل ادار وجه الى الجه الاخرى ..نادت بصوت اعلى صفي..هل ستأتى معى ..صفي ..وانفجرت فى البكاء ووقعت تحت قدمه ممسكه به ..صفي لا تتركنى.
مد يده صفي..وسحبه الى احضانه..ارجوكى اهدئى ..
روهان..بنحيب...ستأتى معى ..اليس كذالك
صفي..انى انتظر صديقى ..
روهان..ابتعدت من احضانه ..وانا..
صفي...اعلم مكانك ..انما صديقى لا يعلمه اذا خرجت وهو عاد لم نلتقى ابدا ..ثم ان غيابى سيلاحظ لان ليس فى الاسطبل غيرى ..وستنقلب المدينه رأسا على عقب بحثا عنا ..
روهان..بحدة لن اذهب وحدى ..
**********
انتظر جنجار كثيرا فى شرفته..الامراء..ولكن مضى منتصف اليوم ولا جديد..
فقد سئم ودخل جناحه..غاضبا ..من اجباره على زواج توالين من الماكر الذى يبغضه..وجلس يحاول الجام غضبه ..
**********
كان سيدار بدء الاقتراب من العمران لاول مرة سيقابل بشر بهيئته الجديده
وقد بات وجهه يحمل ملامح الخبرة التى اكتسبها طيلة سنواته الماضيه
وتجارب الايام التى صنعت ما هو عليه...اضافة الى سحرة وجاذبيته ..وملابسه ومجوهراته الثمية وجوادة الابيض .المزين ... جعلت البشر تألفه..وتلتف حوله ..ويهتفون بإسم الامير ..الامير ..لم يفهم سيدار شيئا .،بالطبع لم يكن يعلم انه سيأتى فى اليوم الذى ستتزوج فيه توالين ..وانه اتى فى وقت حاسم حيث ان البوابات مفتوحه على مصراعيه منتظره الامراء بالاستقبال الحافل
فإن التوقيت حاسم ...وغير عادى ..
****
اخير نهض ..جنجار فى ضيق وتحرك ..نحو ساحة العرض فمن الواضح انه لا احد سيأتى ..وستتم زواج توالين لشركان ..رغم رفض قلبه ذلك الحقير الذى بغضه من اعماق قلبه وندم
ياسمينا
٣٤
وندم اشد الندم انه استأمنه على مملكته ورعاياه ..
اما توالين..اغمضت عينها لتخفى دموع حزنها..فقد فشلت اخر فرصة نجاه لها من قبضت شركان ..وستعيش معه تحت سقف واحد ..وتظل تعانى المرارة لسنوات ..فنهضت مستجمعه قواها ..وتحركت هى ايضا نحو ساحة العرض ..
فوجدت ابيها هو ايضا يمشى فى الطرقة الطويله ..ببطء واسئ ..تقدمت نحوه..ودون ان تنبث بكلمة واحدة احتضنته..واخذت تتنفس عطرة وتستمد قواتها منه لكى تقوى على مقابلة المستقبل المرير ..وحدها للحظات ..تذكرت كل ما ألمها وارادت ..طرده ..من مخيلاتها لتستطيع تحمل المزيد دون وجود ماضى مؤلم ليضيف لاحزانها احزان .،فتنكسر ..
ايضا جنجار كان يبكى قلبه ..لفراق زهرته الغالية ولزواجها بشخص بشع وحش متنكر فى جسد شخص ..بشرة بيضاء يتوارى خلفها ...قلب اسود
*********
ظل صفي يدفع روهان لذهاب ..ولكنها كانت متمسكه به ..
صفي.بصوت ..منهك..روهان ..ارجوكى ..لم اطلب منكى طلب واحدا على مدار سبع سنوات ارجوكى اذهبى..
روهان..اخبرتك انى لن ارحل الا معك لن اتركك واذهب
صفي..سوف اتى بعدك..لقد تعرفت على الحارس واقتربت لة بدرجه كبيرة ..وسأتى اليكى اروكى روهان ...لقد واعدتك من قبل ووفيت ..اعدك انى سأتى اليكى ..
نظرت .روهان اليه ..وجالت بعينيها فى وجه وهى تعانق ملامحه بأعينها ..ذلك الصفي النقى ..يفنى فى الاسطبل ..واقبح البشر ع الارض ينعمون بالرافاهيه
صفي..هيا ياروهان.،اعطتنى ما وعدينى
روهان ..اغتصبت ابتسامه على وجهها بمراره
بادلها صفي الابتسام
******
وصلت توالين الى جانب ابيها الى الدرج المقابل الى بوابة القصر وعلامات اليأس قد بدأت على ملامحهم ..
فى نفس التوقيت كان سيدار فى طرف الممر المؤدى الى بوابة القصر ..ممطتيا جواده راكضا لمقابلة الملك ومن حوله الناس يهتفون الامير الامير ..وقرعت الطبول فورا رؤيته التى بعثت البهجه فى ارجاء المكان حيث امتلاء قلب روهان وصفي بالسعادة..ل تنفيذ ختطهم ..وكذلك جنجار وتوالين الذان فقدا الامل من ذوقليل..تعال العزف قرب وصوله اللى البوابه.. بإحتفال يليق بامير ..طاف من مشرق الارض الى مغاربها ببساله .وغير ..اقدار شعوب واسعد قلوب ..سيدار القلب الابيض والوجه الابيض ..اتى على فراسه ليوم سعده ولينال مكأفأة تعبه ..وجزاءصبره ومشقته ..رجل اتى من #ماوراء_الشمس
وان كان الى هذه الحظه لم يفهم لما تقرع الطبول ولما يقف الملك ججنار اعلى الدرج هو وتوالين وكأنهم فى استقباله ..
دخل سيدار..ونزل الملك بشوق ..لمعانقة هذا الوجه المألوف ..البشوش الذى ينشرح له القلب ..اقترب منه وصافحه بحفاوه ..واشار بيده نحو ساحة العرض
كان سيدار مندهش مما يحدث متناسيا امر بشرته ..امام هيبه الملك ..لم يظن ان الملك لم يتعرف عليه..
تبعه بهدوء..
وعلق قلب توالين بهذا الفارس الساحر الجذاب ..حسن الطله .. جاء ليخطفها على حصانه الابيض..تبعتهم ايضا ..بسعادة ..ومرت الى جانب حصانه ..والقت نظرة على بديع جماله..وكانه يشبه ..لامست جبهته العظميه تعبث بخصلات شعره البيضاء ..بحنان..ومحبه..وكانه تعرفه ..والتفت الى العرض ..وهى تدعوا بقرارت نفسها ان لا تكون الا له لقد سرق قلبه دون ان ينبث فمه بكلمه..
********
اتى من خلفهم صفي وروهان خلسه ..لكى يستغلوا الفوضى هذه وتخرج روهان بسلام ..وبالفعل تحركت روهان ..نحو البوابه ..باقدام تترتجف فما تدرى ما الصواب ترك قلبها هنا ..ام ترك عائلتها ..
نادها صفي بخفوت..اذهبى ..سأتى لكى ..وسنلتقى
اختارت روهان ان ترك قلبها لانها ستأمنه مع صفي فقط..فهو خير حافظا .وسيفى بوعده ..
خطت قدمها خارج البوابه..وتنفست هواء الحرايه الذى فقدته..من سبع اعوام..
فإبتسمت والدموع فى عينيها والتفت الى صفي الذى بكي فورا رؤيت الابتسامه الذى طالما حلم بها ..فقد كانت بها اجمل المرات التى رائها فيها
واشار لها بيده ان تركض ..
واغلقت البوابة بينهم ...وركض صفي هو ايضا يبكى
*******
جلس..سيدار فى صفوف ..الامراء ..وبدءت الموسيقى والعرض الترفيهى الاول ...لقد ترك المدينه فى مثل هذه الايام كانت الاميره على وشك الزواج ..واتى من بعد سبعة اعوام ..ومازلت العرض قائم..ومعنى وجوده هنا هو انه سيتنافس عليها ...سأله نفسه لما لم تتزوج ..ماذا حدث على مر سبع اعوم دون ان يدرى..القى نظرة بعيد عن العرض ونظر فى اتجاه الاسطبل هل مازال ينتظره صفي ..هل ما زال هناك ..اشتاق اليه ...
ثم نظر نحو توالين ..فهى ازدادت جمالا على جمالها ..وملامحها اصبحت اكثر نضجا واتزان ..الان بات مشاعره جليا ..هو غارق فى حب الاميره ..منذوا ان رأها اول مرة
******
اتجهت روهان نحو منزلها الذى يعتلى احدى التلال بشوق وركض معا اشتاقت لابيها واخواتها وامها وايضا رائحة الحريه .واخيى دخلت الباب ..واحتضنتهم جميعا دون اى حديث ..شوق فقط
******
انتهى العرض الاول وبدء العرض التانى واخذ يتجهز شركان الى المنافسه فى توعد