رواية ما وراء الشمس الفصل الثالث والثلاثون بقلم ياسمينا
نهض جنجار ..بخفه ..واولها ظهره ..اذا ف لكى ما شئتى ..ساعلن عن فتح البوابات قريبا فليتقدم من يريد ..
اسرعت توالين الى ابيها واحتضنته من ظهره ..واجشت فى البكاء على كتفه ..وهو ايضا ذرف الدموع ..لشعور ابنته بسوء
********
قد مرت ايام واسترد جنجار عافيته ومملكته ..وعالم بكل ما فاته واصبح مستئا من تجبر شركان على شعبه واستغلال نفوذة للبطش بهم بلا رحمه ..اما توالين دعت كثيرا ان ياتى اليها اميرا .يسحق شركان ..ولا تعد تراه ثانيا ..اهتمت مؤخرا بصحتها وجمالها ..وحاولت ان تستعد حتى ان فاز شركان ..تبيده هو قبل ان يقترب من طرف ثوبها ..فهى ابداا لن تكون له ولن يمسس منها شعره سواء برغبتها او بعدمها ..عادت لقوتها وجمالها ..وهيبتها التى توجس النفوس ..
والقادم هو من سيثبت من هى توالين ..
نوى سيدار اتمام رحلته...ونهض من ذلك المكان الخلاب ..وقد راى انعكاس صورته فى المياة وهيئته البشعه ..فقرر حلق لحيته التى نمت بإهمال ..وتهذيب شعره الذى طال وبحث فى جعبته عن ما اعطوه من اشياء وهدايه ..من اهل بولبيا ..فقد هداه احدهم شئ كهذا لمحافظه لنظافته الدائم ..بدء بلحيته وقصصها ..وهذب شعره.وخلع ملابسه.الا من قطعه قماش حول خصرة لتستره...ونزل الى البركة ليستحم ..وينعم بالراحه ..اخير وانضم اليه حصانه ..غاص سيدار بها فى مرح ..هو وحصانه فقد رفع انفه ليستنشق اما سيدار فقد كان مشتاقا الى هذا الشعور ..فغاص الى الاسفل واستكان قليلا ما الاسفل ..
*******
اتفق صفى مع الحارس الذى اصبح صديقه مؤخرا ..ان يخرج روهان اثناء فتح بوابات القصر لزواج الاميرة دون ..شعور احد ..وقد وافق الحارس بسهوله ..لان صفي طوال هذة المدة يطعمه اشهى طعام من مما اتت به روهان له
******
توالين غدتت القصر بقوة وبشموخ كاسابق عهدها بل ازدادت بفعل نضجها وما عادت تخاف اللعين .شركان ..بل هى من ستذيقه اشد الوان العذاب على طريقتها الخاصة وستتلاعب بحياته ..قبل فتح البوابات ..فاليوم هى فى وجه اخر ..وسترى شركان ..حجمه الطبيعى ..فقد ادركت سلاحها الفتاك والذى كان سبب نقمتها
********
انتشل نفسه من المياه ..وراح يحرك رأسه يمينا ويسارا لينتثر تلك الرزاز عن وجه وشعره وتساقت المياه على جسده الممشوق وعضلات البارزه (الان)
شعر اسود ناعم عينان كالزيتون وبشرة ناصعة البياض ...ننننعم سيدار تحول تماما وتبدل لونه الاسود الدميم الى ابيض ..ناصع فما سبح به ليس ببركه مياة عاديه بل هى بركه مسحورة تحول من يدخلها الى شكل ما بداخله ...وكان قلب سيدار ناصع البياض ولكن من حولة لم يروه لم يروا الا قبح بشرته ..والان من يقاوم ذلك الجمال الاخاذ ..ذوا الهيبه والسحر ..
رفع يده ليزيح خصلات شعرة الهاربه على جبينه ...اذا تفجاء بلون يده ..عاد ينظر للاخرى بدهشه ..اذا لم يستطيع تصديق ما رأى ..والتفت الى وهج الذى هو ايضا تحول الى جواد ابيضا بديع الشكل ..
خرج من البركة واخذ ينظر الى انعكاس صورته بذهول انه هو نفس ملامحه شعره عيناه ..ولكن لونه اختلف وبشرته اصبحت كطفلا مولودا .قد رأى كثيرا فى رحلته ..وهذا اكثر شئ ادهشه
********
عند توالين
اليوم هى فى اجمل حالاتها تغدوا الحديقه المزهرة ..اذ توقعت ..قدوم شركان ..شركان ..اتى من خلفها ..وقد شعرت بقدومه اذا لفحها عطره العفن ..
اميرتى كيف حالك..قالها بخبث تعرفه جيدا واستمعت له من قبل فقد رات وجه الاخر ...لم تسمح له بتعكير صفوها ..التفت واسطنعت الغضب ..
توالين..هااا جئت للتجرء عليا ..اليس كذالك
شركان ..تحير من لهجتها التى بدت مختلفه..حرك رأسه وجانبه وجه ..لا جئت ل...
قاطعاته توالين باستخفاف ..لابد انك جئت لتسمعنى المزيد من الاشعار
شركان..احقا تريدين ..السماع..اذا فلتسمعى
خذيني إليك ب كلي
ولآ تدعي لي مني إلآ كلك ...
أحبك ....واااا وواااا
تعلمث شركان اثر نظرة توالين المتفحصه له ..وهيبتها الطاله من عينيها ..فعقله مشتت بين حسنها الرائع الذى يتفحصه ...وبين هيبتها الذى تشعره انه لا شئ امامها ...فتقطعت كلماته ..ووتوقف عقله عن التفكير ..
فضحكت توالين .ههههههههههه ضحكة ناعمه ااشعرته بنشوى خياليه ..
وتعمتدت المرور من امامه بميوعه .لتزيد لوعته ...ليشتعل اكثر ويتفحم بنيارنه ...تحرك ورائها بخطة واسعه هو لا يدرى ..اهى ترفضه ام تقبله ..
فقد تركت الباب موارب بين الحب والكره ..وتركته على لوعته ..
تمخترت بين الزهور وهى الزهرة الحيه ..
نادها شركان..توالين ..
التفت توالين بوجه عابس ..من ،.سمعت من ..انسيت ان تقوال اميرة ..ام لم اعد اميرتك ..وتهاوى كلامها بين الين والشده
شركان ..اميرتى وحبيبتى وكل شئ ..فى حياتى ..
رفعت تولين بصرها لاعلى فوجدت ابيها يراقب المشهد من بعيد ..من شرفت جناحه
توالين ..بهدوء..وماذا ايضا..
شركان..كل ماتردين ..والتطقت يدها ...وطبع قبله حانيه على يدها ..فسحبت يدها ..بإشمزاز ..وضيق ..وعاودت النظر الى شرفت جناح والدها فلم تجدة
بعد ان وبخ الملك جنجار ..وزيرة الاعظم شركان ..وعزله عن منصبه لفترة ؤقته كعقابا له على فعلته .،.وكان جنجار يعلم انه سيحتاجه للزواج من ابنته فى نهاية المطاف فمن الممكن ان تفتح البوبات ولم يأتى احد فتتجدد معاناته ..وتصيب ابنته العنه فهو يحتاجه كى تسكن ايضا ابنته الى جواره فى القصر الذى تم بناؤه ....اقام شركان فى قصرة وهو ضيق النفس فقد جرد من سلطته اما توالين كانت فى غاية السعادة من نجاح خطتها ..اخير استطاعت ان تذيق شركان العجز ولو لمرة واحدة ..ولكن هذا لم يكفى على ما فعله لها فهى تنوى ان لن تكف عن عذابه حتى وان مكثت فى قصره ..فستزيدلوعته ..سوف تكيد له وان كيدهن عظيم ...
********
خرج سيدار من الحفرة بشكل ساحر جذاب لايقاوم ..بشرته ناصعت البيضاض الا من مكان ما خصرة كان لون بشرته الاسود الحالك الشاذ بسبب قطعة القماش الذى كان يستر بيها عورته ... ارتدى عباؤه الذى اهدت له من قبل والان اصبحت تليق له ..ثم ارتدى مجوهراته ..وكان نادرة شعرة الاسود بشرته البيضاء عيناه الزيتونيه ..عباؤته المزركشه بالفصوص الفيروزيه جعلت منه شخص مختلف
اما جوادة كان ناصع البياض ..الا من موضع انفه الذى رفعه عن الماء ليتنفس ..نظر سيدار له بفرحه فكان سعيد ..لسبب يجهله ربما ليرى كيف ينظر الناس اليه وليتمتع بقليل من الرفاهيه ..
امسك وشاح بيان الفيروزى ..ووضعه على جواده والبسه زينته وهى عقدا مزين ومرصع وكذلك من رأسه
نظر اليه بسعادة وقال تستحقها يا رفيقى ..تستحق السعادة والزينه والحريه..
وتنفس بعمق ..وكانه يشتم من عبق ذكراياته ..رائحة صفي وتوالين ..ومدينته
********
كان صفي ..يتلصص من شرفة المطبخ لتأتيه روهان ..انه جنون ان يذهب اليها فى وضح النهار ولكن الامر هام ..للغايه
لوح بيده عدت مرات كى تلتفت اليه ..وهى منهمكه فى عمالها ..رفعت بصرها لتزيح بكليت يدها تلك الخصله الهاربه على وجنتيها ..فوقع بصرها على صفي ..وقع قلبها معه...استأذنت من ..خضراء.. لذهاب للحمام ..وخرجت فى عجل
روهان..بقلق ..صفي ما الذى اتى بك فى وسط النهار..ابك شئ
صفي ..لا انى بخير..ولكننى جئت اخبرك امرا مهما
روهان..بلهفه..ما هو اذا
صفي..قال بفرحة تلمع فى عينه ...اخيررر سترين ابويكى يا روهان ..
روهان..اختلطت مشاعرها..وتحجرت مكانها ..
صفي..روهان ..هل سمعتينى ..روهان..
افاقت روهان من دهشتها...هاااا ..كيف ذلك
صفي ..بحماسة شديده..سوف تفتح البوبات للمرة الاخيرة لزواج الاميرة توالين واتفقت مع الحارس انك سوف تخرجين من القصر هذه الليله ...
روهان...اسقطت دموعها رغما عنا ..ووضعت يدها على فمها ..لتكتم شهقاتها
مد صفي يده .بهدوء نحو وجهها ومسح عنها دموعها ..وقال بحنان ..روهان جئت لاارى فرحتك لا دموعك ..جئت لانفذ وعدا قاطعته ..ارجوكى ..امنحينى ما اردت
روهان ..حاولت السيطره على مشاعرها..وتحدثت ..بانفاس متقطعه ..صفي ..كنت احلم طيلة السبع اعوام ..كنت اريد ..ذلك ..كنت اتمنى ..واحلم..انت وثقت بك وثقتى كانت فى محلحها ..انت اعظم رجلا ..انت صادق .قلبك نادر
و...قاطع صفي كل هذا بحضن دافئ ...وقال ..هوش...كل ما اوريده ابتسامه نابعه من قلبك ..
كانت مستكينه الى كتفه
روهان..ساغدقك سعادة وفرح و حنان..سنسعد سويا ..مع اطفالنا..احبك صفى
كان يستمع للكلماتها بإهتمام ..ولكنه لم يجب ..سوى بدمعه حاره سقطت على شعرها
********
شركان ...استجاب لنداء الملك له ..بعدما امر واذاع الخبر بفتح البوابات وقبول اى امير للزواج بتوالين ..الايام القادمه ..كان يمشى شريد الفكر .. اذا رأته توالين ورأت ما وصل اليه من عناء لمجرد شعور انه سيسحب البساط من تحت قدمه ويعود ناكره .فإبتسمت ابتسامه ..ماكرة ..واتجهت نحوه ..
قاطعت طريقه على اثرها رفع عينه ..ليجول ببصره فى ملامحها الرقيقه التى تنسيه تعبه ..وارقه فهى نعيمه ومكأفأته .
توالين ..كيف حالك ..ارجوان تكون بخير ..قالتها بنعومه ..
شركان..مولاتى...ارايتى ..لقد عزلنى الملك ..وحبسنى فى قصرى ..افعلى شئ
توالين..على نفس الوتيره...نعم اعلم ..ولكنك تعرف .ان ابى لم يستمع الي ابدا بل انت من كنت تساعدى على ان يستمع الي ..
شركان..وقد صدق برائتها المزيفه..ونسى ما فعله بها والذى لم تنساه فقد خدعته جيداا ...مولاتى ..سوف نتزوج ولن نفترق ابداا وسنحظى بأياما وسنوات سعيدة
توالين..ضحكت ضحكة ..هازئه..ههههههههه..انت اصبحت هرم لم تجتاز خط النهايه ..ولم تقدر على مقاومة فاس مغوار كالذى قتل من قبل ماجار ..ولم تسطتيع حتى ان تصل الى ترويض الثور ..فكيف ستصل الى طرف ثوابى ..
شركان..وكأنما ..تهشمت رأسه فهى تلعب به ..كالكره..ماذا تقوالين ..انتى ..كيف
توالين ..اقوال الحقيقه ..انت اصبحت كهلا يا شركان لقد زحف الشيب الى لحيتك وشعرك ..واصبحت اسوء مما كنت عليه ..ما انت الاوسيلة لتنافس
اربكت توالين شركان وشتت تفكيرة وشككت فى قدراته