رواية ما وراء الشمس الفصل الثلاثون بقلم ياسمينا
اشتد محنه الملك ولم تتستطيع توالين الولوج اليه...كلما ذهبت اليه ردها دون السماح لها برؤيته ...ظنت ان قلب والدها تحجر وما عاد يستمع الى بكاؤها الحار ونحيبها امام باب جناحه كل يوم ...اما هو فقد كان يسمعها بقلب يتمزق و دموع عينه تزيد المه وهو لا يريد رؤيتها له فى هذه الحاله لتظل قويه ولم يكن يعلم هو انه مصدر قوتها ..
ذات يوما ضاق بها الحيل وانقطع منها الصبر فذهبت الى شركان كأخر وسيلة تذكر او ممكنه للسماح لها بالدخول لوالدها وانهاء عقابها التى تعلم انه سببه
دخلت توالين للجناحه
وقد كان شركان فى انتظار رؤيتها فقد اشتاق لها ..وهى حبيسة جناحها منذو شهر
ادى التحيه بأدب وجال فى وجهها بحريه ..وشوق ..عيناها المتورمه جسدها الذى نحف ذبول وجنتيها ...كل هذا كان يؤرق قلبه ويؤذيه ولكنه مازال يرها جميله ..فهى كالقمر ان مرت عليه سحابه ..فسيعود للجماله ..فور انقشاعها
لم ينتظر شركان ..حديثها ..وهم يضع وجهها بين كفيه ....ماذا اصابك يا اميرتى
نفضت توالين يدايه عنها باستنكا ر.فهى تعرفه حق المعرفه .. لن يوهديها شيئا بلا مقابل ...اجابت وهى تتصنع القوه .اريد رؤيت ابى
شركان ..نظر اليها واعاد نظرته الى يداها التى اطاحت بهم ...وقال بلا مبلاه ..اذهبى اليه ...هنا جناحى
توالين ..استجمعت قواها ..وقالت بشجاعه ..اعلم ولكنه غير راضيا عنى بسب رفضى اياك ..
شركان ..همهم بمكر ..هممم ...اريد ان اخبرك ...ان رفضك ووقبولك سواء ..فقد امر بزواجى منكى فور الانتهاء من تشيد قصرنا ..وانا من اشرف عليه فا فى غضون هذا العام ستكونين ملكى ...
توالين ...علا وجهها تعابير الاستياء وبكل كراهيه اجابت .. قلت لك هذا فى احلامك ...
اقترب منها شركان وقد فاض به من اشمزازها منه ...وفى لحظات غاب فيها عقله ...احتضن خصرها بقوة واعتصره بين يده وضاعت بين منكبه العريض
زمجر....بعنف ...قلت لكى انتى لا تعرفين ما يحدث فى احلامى ...
وقبل ان ينبث فمها بكلمه واحدة لثمها بقوة حتى ان صراخها لم يعرف طريقا الا لجوفه ....
قاومته بشدة وراحت تلكمه بكل ما وتيت بقوة فى صدره ...حتى دفعته عنها بصعوبه
توالين ...هدرت بعنف بالغ ..ايها النكرة ..يا حقير اليوم هو اخر يوم لك على وجه الارض وسحبت خنجرها من خصرها ..وتقدمت نحوه بشراسه ....وماكان منه الا ان امسك يدها بعنف ...وسحبها نحوه مر ة اخرى ...جعلتها تتأوهه من قبضته
والتصق ظهرها بصدره وامال هو بدوره الى اذنها ...
كم كنت اتمنى ذلك ...وها قد ساقتكى قداماكى نحوى
أشتاق ان أضمك ضمة عاشق
تذوب معها أكاذيب القدر
وبغمرة عشق وحب صادق
تحترق فيها آلاف الصور
فحبك في صدري خافق
ينسيني كل أصناف البشر
أحبك ولو كان حبك لقلبي حارق
فأنتي الحياة وأنتي أجمل لحظات العمر
شعرت توالين بالاشمززاز ..ومازلت تقاوم بشدة ...اقسم لك انى سأجعل منك عبرة ايها الحيوان ....فدفعته بعنف ..وخرجت دون ان تلتفت اليه ...
نظر شركان لها والتقط انفاسه لاكنه لم يكن متهورا فهو يحسب حسباته دائما جيدا ....ويتبع خطط هجوم ممنهجه ..وعالية الدقه ...
************
سارت بخطوات واسعه اشبه بالركض ...واصبح وجهها مكفر وعيناها تقتطر غضبا
اتجهت نحو جناح ابيها ودون ان تعير الحارس اى اهتمام ...امسكت الباب بهمجيه وعنف بالغ وبيدها للاثنان فتحته على مصرعيه دون اذن او طرق
دخلت مهروله لترتمى فى احضان والدها من ذالك الوحش البشع وكأنه يطاردها
ادارت مقلتيها فى المكان وكانت دموعها كالضباب لم تستطيع الرؤيا جيدا ولكن شعرت بهدوء فى المكان ...فأزاحت دموعها بطرف اصبعها....وعادت تشاهد بوضوح وما ان وقع نظرها على جسد ابيها الممددعلى الفراش ...وحشد من الاطباء حوله ..فارغ فمها وشهقت بفزع..وركضت نحو جسدة غير مستوعبه ما يحدث صاحت بعنف وهى تحتضن ذراعيه ....ابى ...ابى ..ماذااصابك؟! ...
اجيبونى .ماذا به ؟!...وكان ابيها جثة بلا حرك لم يلبى ندائها ..ولا يسمعها
تحدث الطبيب بأدب ..ان حالته حرجه يا اميرتنا ... ونحن نحاول تطبيبه على اكمل وجه ولكنه منذو يومين لا يفيق ...
توالين...صكت على اسنانها ودموعها الحاره على وجنتيها ....ابى مريض من زمن وانتم لا تخبرونى ..اابعثوا الى خارج البلاد بأفضل الاطباء ...على الفور اغربوا عن وجهى الان يا حفنه من الفشله ..قالت كلماتها الاخيرة وهى تنهرهم بعنف
***********
سيدار
جلس ليرتاح قليلا بعد مشقت يومين من الركض ..واستظل بشجرة كثيفه الورق هو وحصانه نظرة الى حالته البشعه ولكنه لم يبالى فقد تعود على نفور الناس منه وراح يمنى نفسه برؤيت صفي الذى اشتاق اليه وبرغم مرور السنوات مازل يفتقده فى قلبه جزء منه ...ولكن سيدار لا يعلم ان بمجرد وصوله الى بوابة القصر ...سيكون هذا اخر مكان يصل اليه ..وستقطع رقبته من قبل الحراس الذين اخذوا الاوامر من الملك بعدم دخوله الى القصر واراقت دمه فور وصوله ....
اخذ قربته ..وطعامه
فى جناح الملك ..قبعت توالين بجوار والدها تطببه بأن تبلل شفاه الجاف بالمياه وان تدلك رأسه بالمسك ..على امل ان يستعيد وعيه ..وقد نسيت همومها ونسيت ما اتت لا جله...وظلت تنحب وتدعوا بأن يبقى لها سندها ...ونور حياتها
اتخذت فى الاوانه الاخيره جناح والدها ملاذ وظلت تبيت فى غرفته مفتوحت العين خوفا من اتفقده .....
***********
طالت مسيرة سيدار وسارمتعب من سفره ومن عبق ذكراياته العالقه فى رأسه ومن الشمس الحارقه فوق رأسه اذا بدء يتصبب عرقا واخذ يلهث ....
ووقف قليلا ....ليستريح ...وليدعو انا يعود دياره وان يرى صديقيه وتوالين لمرة واحدة ومن ثم يموت ...فقد جال الارض لمدة ستة اعوام لم يذق فيهم طعما للراحه ... من ظن انه خرافه ...
********
اتى الاطباء
لطبيب جنجار ...واصرت توالين على الاشراف على حالته الصحيه ...بل وكانت تسقيه دؤاه بنفسها ...
لا تذكر كم مضى فى غرفتة والدها من ايام او شهور كل ما تتمناه هو ايشفى ولو بعد مئات السنين فأنفاسه فقط من تحيها وتمنع عنها شر شركان ....
دق باب الجناح وافاقت من شرودها
دخل شركان ....ادى التحيه ..بأدب مزيف ...مولاتى
توالين ...زجرته بنظرات غاضبه ..وكأنها ستقطلعه من مكانه ..بحدت نظراتها .....وقالت فى عنف ..ما الذى اتى بك الى هنا ...اخرج ..
شركان ..بهدوء مسطنع...جئت للاطمئنان على مولاى ..واميرتى
توالين..لم تهبه بمراوغته. الم تسمع ..اخرج
شركان..سمعت ..ولم اخرج ...جئت لا بلغك ..ان القصر اوشك على الانتهاء وكل ما فعلتيه معى من اهانة ..ترقبى ضعفه ..انا لا ارفض ..ولا اُهان
عند إذن صاحت بعنف توالين...ايها المسخ لن يحدث ذلك ولم تنل منى شئ
شركان ...ضحك بإستهتار ليزيد من غضبها ...لا تنسى ما حدث بينا ..
توالين ...صاحت .،،عندما يستيقظ ابى لن يتركك بدون عقاب ..
شركان..امال بجسدة لمستواها ...سيكافئنى وتكونين لى..
توالين ...لطمت وجنته باقوى ما لديه ..وقالت متشجعه...ابى سيقتسمك جسدك نصفين ويرميه فى الطرقات
دلك شركان فكه بيده ...وهو يستهزء بكلماتها ..ثم دون سابق انزاراختطفها الى صدرة واعتقل ذراعيها ..بيديه ..ولم تسطتيع الحراك
قال ...بهمس ...لا تهددينى فإنى ..اشعر بتزايد الرغبه فى القرب منك قبل الموت ...واذا صدقت ما تفوهتى به الان ...لن اتردد فى ان اطرحك هنا امام فراش والدك ...
توالين...صاحت بصوت شبيه بالجنون ...اذا شعرت بضعفها الكامل الان من المنجد من هذا الوحش المتستر الذى يتجرأ عليها ...فى غياب سندها ومصدر امانها وقوتها ...
إذا فجأه ...لثمها شركان ...واثار رغبتها فى التقيوء وصارت تدفعه بكتفها وتحرك رأسها بعيدا عنه ...
فهدء شركان ..قائلا ..فتهدئى ارجوكى كونى مطيعه ..ولا تهينى ملك ميكا الذى لا يرفض له احد طلب ...
استطاعت اخير انتزاع نفسها من يداه الملوثه ..وراحت تنادى بصوت جهور ...حاااااارس ..
دخل الحارس ..ملبيا النداء
توالين ..اشارت بأصبعها نحو ..شركان ...اقبض عليه وزجه بالسجن
طأطأ الحارس رأسه ...لا استطيع ..
توالين ..رمقته بحدة ..بينما شركان ..ضحك بتهكم
...اعادت لهجتها الحادة ..انا امرك
الحارس ...لا استطيع اميرتى
تدخل شركان ..واشار بإصبعه للحارس بالخروج..والتف الى توالين .،بوجه مبتسم...المملكه بأكملها تحت امرى ولا احد يستطيع التنفس دون اذنى ...فلتحسنى معاملتى ..عوضا من ان ازجك بالسجن ولا ترين ضوء الشمس مرة اخرى
توالين...سجنت دموع حسرتها ...وقالت ..فالتسجنى اذا ...وايضا لن اقبل بك
شركان ....احتد ..وقال بقلب بارد خالى من اى تعاطف ...بالطبع لا ...بل سأمنع الاطباء عن والدك ومن الممكن موته..حتى وان شفي استطيع قلب الحكم لصالحى وبدل من جذ عنقى سيكون هناك الف عنق غيرها فى الارض ...قالها بحدة مرعبه...وبصوت يعرف القوة ..ويعرف انه مطاع
والتفت حولها فلم ترى سوى ذيل عبابئته .،.متطاير فى الهواء من فرط سرعته خارجا من الجناح مخلفا من وائه ...قلب توالين يتمزق ..ولا يبالى
*******
تمشى فى الطرقة محدثا نفسه بصوت عالى داخلى
انا ليث..شركان....جئت من قاع المجتمع ..واصحبت اعتليه ..مجرد صبى عمل بالجيش لخدمت الجنود ذقت الويلات ..ونبشت الصخر بيدى ..كم اهانونى وكم تجبروا عليا ...وكم استحقرونى ..وبالصدفه ساعدت قائد الجيش وانقذته من الموت وكافئنى بأن اعمل معه ..والان انا الوزير الاعظم ..انا حاكم المملكه..الفعلى انا ذو الكلمه المسموعه وقد حان وقت الحساب ..لن اسمح لاحد ان ينزلنى من مكانتى او يحط من شأنى ...او يتعالى عليا ..فأنا لست مثل ما مضى ..انا رجل خط الزمن على جبينى العذاب وهذه المملكه ..مكأفأتى
***********
مرت كل الايام شبيه بالامس فسيدار يبحث عن مياه تروى ظمأه...وصفي يوتط علاقته بالحارس ...وجنجار مازال فى مرضه غائبا عن العالم ..وتوالين نامت بعيون مفتوحه ..وقلب قلق ..واذدات ضمورا .....ومضى شهوراا وهى على هذا الحال تخشى مصيرا مظلما