رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم سيلا وليد
الفصل السابع والثلاثون
لقاؤنا لم يكن مرتباً له ولكن شاءت الأقدار أن نلتقي
وكانت أجمل الأقدار
وأحلى الأوقات
كجمال عينيك الذي أصاب قلبي دون استئذان
وهل للعشق آوان ؟!
لا وربي إنه يأتي بغير ميعاد
كما التقيتك بدون إتفاق ❤
ثم ياسادة:
لا تُخبروا النّاسَ كذِباً عنْ سُهولةِ التّخلّي وأنَّ في البُعدِ نُضجٌ وقوةٌ أو أنَّ في الهجرِ راحةٌ بلْ قولوا قَولاً حقّاً ..
أخبِروهم أنْ يتجاوزوا ويُحاولوا ويتشبّثوا ببعضهم البعضَ قدرَ ما يستطيعون ،، فوَجعُ فراقِ الأحبّةِ يُعادلُ آلامَ الموتِ ،، وأنَّ القلوبَ بعدَ الفراقِ تشيخُ وتُصبحُ مليئةٌ بالتّجاعيدِ ..
ثم أخبروها أني زرعت لَها في كُلِ شبرٍ لغ.ماً من الذِكرى
حتى إذا ما افترقنا كان مقت.لهُ أكيد💔
فحالنا كسنبلة القمح التي ظنت أن المنجل يريد عناقها....
❈-❈-❈
بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من العتاب طالعه قائلًا:
دا اتفاقنا ياجاسر..قالها صهيب
طالع والده بألمًا تجلى بعينيه:
-بقالي أكتر من شهر يابابا وبحاول اتحكم في اعصابي وقلبت الموضوع هزار، بس لحد كدا وكفاية، ايه الغلط اللي انا بتعاقب عليه، ليه مراتي تبعد عني اكتر من شهر، دا علشان حاولت احافظ على رجولتي قدام الكل، اتجه لعمه وتسائل:
-غلطي ايه وانا شايف واحد حلوف بيقرب من مراتي وماسك أيدها بغض النظر كان بيعمل ايه ويقول ايه
نقل بصره الى جواد
-ايه يابابا هو الغلط والحرام بقى مباح علشان عمي ميزعلش
-جاسر ممكن تهدى..قالها صهيب مقتربًا منه..ثم أكمل حديثه :
-هتفضل لحد إمتى متهور ومبتعرفش تتحكم في اعصابك، ايه اللي بنتي غلطت فيه علشان تعمل فيها كدا قدام الناس وتفضحها بهمجية
-عمييييي..تملكه غضب جارف من كلمات صهيب، فاطبق على رسغها يجذبها إليه
-غلطي ولا لا ياجنى؟!
طأطأت رأسها متأسفة ثم اردفت بصوت كاد أن يسمع:
-منكرش اني مغلطتش، رفعت عيناها التي زينت بطبقة كرستالية من الدموع
-لكن غلطك كان أكبر يابن عمي، حتى ماادنيش فرصة اتكلم، انا اتفاجأت باللي عمله يعقوب، هو شايف إن دا عادي..ليه تكون عنيف في الرد كدا ، انا كنت هعرف ارد عليه
جز على أسنانه واقترب منها يضغط بقوة على كتفها مما جعلها تتأوه وهمس بفحيح:
-متخلنيش اموتك دلوقتي ، سمعاني حذرتك مليون مرة تبعدي عن الشخص دا انا مبحبوش، ليه بدوسي على كلامي
-جاسر..صاح بها صهيب غاضبًا وحاول دفعه بعيدًا عن ابنته
حاوطها بذراعه وحجزها بجسده من أمام عمه
-مراتي وانا حر، وياريت محدش يدخل بينا، تراجع بها خطوة للخلف
-عمو صهيب انت غالي عليا، لا مش غالي بس انا بعتبرك ابوي لانك ابويا فعلا، بس اللي يحصل بيني وبين مراتي لينا لوحدنا، ياريت محدش يدخل، وبدل انا قولت هي غلطت يبقى هي غلطت ومتخفش عليها مش هموتها ولاحاجة ، ومتفكروش هتخافو عليها اكتر مني
جفل صهيب من حديثه الذي غلى الدم بأوردته فاقترب مشيرا إليه بسبباته
-جاسر انت بتغلط بطريقتك كدا
استدار يرمقها للحظات ثم تحدث بنبرة أكثر هدوئًا لينهي الحديث:
-هترجعي معايا البيت ولا ارجع انا، بس اعملي حسابك لو خرجت من غيرك مش هتدخلي اوضتي تاني ..انا بقول اوضتي مش بيت عمك ..
شعرت وكأن دلو سقط فوق رأسها من نبرته التهديدية، لاحت بنظرها لوالدها الذي هز رأسه بالموافقة..ثم دلفت للداخل تجذب إسدالها وتحركت للأسفل دون الحديث إليه
زفر صهيب بضيق وقال بصوت مبطن بالتهديد
-متفكرش انك بتحطني قدام الأمر الواقع كدا ..متنساش انك كسرت بنت عمك قدام الكل ياحضرة الظابط..وانا وافقت ترجع معاك مش علشانك أبدا، علشان خايف تتعب وتفقد جنينها ..قالها صهيب بنبرة جافة وهو يرمقه بسخط ثم تحرك تاركًا إياه متصلب بوقوفه
قبل قليل بغرفة مكتبه
استمع الى طرقات على باب المكتب، أذن بالدخول دلف أوس ملقيًا تحية السلام ثم اقترب منه
-جاسر راح لعمه صهيب وشكله مش ناوي على خير
كان يعمل على جهازه وهو يستمع اليه، ثم رفع نظره إليه:
-سبهم أن شالله يقطعوا بعض هم الاتنين، عمك صهيب بيضغط عليه كتير، وانا لو من جاسر كنت طلقتها وريحته
توسعت أعين أوس واقترب من مكتبه
-معقول يابابا حضرتك اللي بتقول كدا
قاطعهم دلوف عز وهو يضحك، أشار جواد إليه
-البشاير وصلت، مش بقولك الاتنين يستاهلوا بعض
قهقه عز يغمز لعمه:
-أنا هربت منهم، جاسر مجنون هيجنن بابا، وبابا مبقش يتحمل عصبية جاسر
أشار لهم بالجلوس وهتف
-سيبكوا منهم هما الاتنين هيعرفوا يتصافوا، المهم فيه حاجة عايزكم تشوفها
جلس أوس يستمع إليه بتركيز
أدار جهاز حاسوبه إليهم ثم أردف بنبرة عملية جادة :
-دي مكاتب الشركة عندكم، الارشيف دا شايف فيه ناس بقت بتدخله كتير ازاي، أشار لأحدهما
-مثلا البنت دي ازاي تدخل الارشيف وتمسك حاجات زي دي وتدور فيها
دقق عز النظر بها ثم أردف:
-البنت دي تبع مجموعة البنداري، راكان بعتها سكرتيرة لجاسر في الوقت اللي بيكون موجود
ألقى جواد القلم من يديه بعنف ثم رفع عيناه لأوس وهتف موبخًا اياه:
-احنا هنهزر، سكرتيرة ايه ياباشمهندس لواحد بيروح الشركة كل كام شهر مرة
ايه ياأوس انت خبت ولا ايه، ثم استدار إلى عز يرمقه بنظرات غاضبة:
-إنت ازاي تعدي حاجة زي كدا، اومال الكاميرات بتعمل إيه عندك في المكتب، بتقعد تتفرج على الناس ولا ايه
نصب عوده وتوقف ونيران جحيمية ثارت بصدره جعلته يزيح كل ما يقابله على سطح المكتب
-البنت دي عايزاها من غير شوشرة، وتتصل بعد ماتجبها براكان يقولي بعتها ليه، عايز اعرف نيته ياعز، مش عايز لعب سمعتني ولا لا
أشار بيديه لخروجهم، استدار أوس للتحرك فهتف به غاضبًا:
-عايز عينك في وسط راسك ياباشمهندس، كل حركة وخطوة في الشركة تكون مسيطر عليها، كشف الأمن بالكامل يكون على مكتبي يوميا
خطى متحركًا إلى عز
-كل التسجيلات تكون عندي الليلة سمعتني، عايز اعرف الناس الجديدة اللي دخلت الشركة، الملف يكون قدامي الليلة ..
اومأ عز له بطاعة واجابه
-حاضر ياعمو، احنا واثقين في راكان علشان كدا ماحاولنش نعرف البنت بتروح هناك ليه
لكمه جواد بصدره وهدر غاضبًا:
-حتى لو اخوك لازم احتياطتك تبقى موجودة، ولو راكان بيلعب بديله من ورايا هيلاقي وعده
بمكتب النيابة العامة عند راكان
استمع الى رنين هاتفه..نظر لاسم المتصل لعدة لحظات ثم رفعه الهاتف وأجاب بعد عدة لحظات
-اهلا سيادة اللواء
-اهلا راكان..سؤال ومش عايز لف ودوران علشان منزعلش من بعض، عارف انك مش عيل ولا قليل علشان تلعب في مكان لجواد الألفي
تحمحم لعدة لحظات مبتلعًا ريقه من حديث جواد الجاف، فتسائل بهدوء توقيرًا لشخص جواد :
-ممكن اعرف اعتراض سيادة اللوا على شخصي ولا شغلي ..
-البنت اللي بعتها لجاسر وراها ايه يا راكان.. نهض راكان من مقعده وتعجب من حدته فاردف متسائلاً بهدوء:
-مش فاهم حضرتك!!
صمت جواد لبعض اللحظات محاولا استكشاف مايرمي إليه راكان فتحدث بعقلانية ليسحبه إلى مايؤل إليه:
-ليه البنت اللي بعتها لجاسر دي، انت عارف جاسر مابيروحش الشغل
جلس متنهدًا بعدما شعر بإنسحاب الهواء لجفاء جواد بالحديث معه لأول مرة ..
-رغم اني مستغرب السؤال لكن هجاوب حضرتك..البنت دي مهندسة، وجاسر طلب بنت تكون مكانه في الشغل علشان حاسس أنه مقصر مع اخواته، فقال اهي تاخد دوره دي كل الحكاية، والبنت مضمونة
-تمام ..قالها وأغلق الهاتف دون حديث آخر..ظل جالسًا لبعض الوقت يراجع مشاهدها، ثم رفع هاتفه :
-فيه بنت متعينة في الشركة جديد مهندسة، هي مديرة أعمال لجاسر، عايز كل معلومة عليها من يوم مااتولدت لحد اليوم اللي دخلت الشركة، علاقاتها ايه
-تمام يافندم ..كل حاجة هتكون عند حضرتك بالليل
بالأعلى بغرفة عاليا وياسين
وضعت ابنتها بعد نومها بفراشها، ثم نهضت متحركة لحمامها لتنعش نفسها بحمامًا دافئ قبل مجئ زوجها
خرجت بعد فترة واتجهت لمرآة الزينة وجلست لتجفيف خصلاتها ..ذهبت ببصرها لذاك العقد الذي يوضع فوق مرآة الزينة، انحنت تجذبه وابتسامة عاشقة لمعت بعيناها تتلمس اسمها عليه وذهبت بذاكرتها لتلك الليلة
فلاش باك قبل ثلاثة شهور
دلف لغرفة ابنته بعدما استمع لصوت بكاؤها، وجد مربيتها تتحدث بهاتفها فأشار إليها
-ليه راسيل بتعيط ؟!
أغلقت الهاتف واتجهت إليه بخطواتها الأنثوية، وتلك التنورة التي تصل فوق ركبتيها بكعبها العالي، فتحدثت بنبرة هادئة:
-آسفة يافندم، كان معايا فون مهم..رفعت البنت لأحضانها وبدأت تهدهدها بشكل ملفت لأبصاره، اقترب منها وجذب ابنته
-هاتيها وجهزي رضعتها..قالها وهو يجذبها بين ذراعيه ..وجلس على الأريكة التي توضع بغرفتها
-حبيبة بابي زعلانة وبتعيط ليه..انحنت تلك الدخيلة بشكل مغري أمامه وتحدثت بهدوء:
-البيرونة يافندم، بس بلاش تتعب نفسك انا هرضعها، هاتها انحنت لتجذبها من بين أحضانه، فتساقطت خصلاتها على وجه ياسين بدخول عاليا التي هدرت بغضب:
-ايه اللي بيحصل هنا..رمقتها بنظرة لو تقتل لألقتها صريعة بمكانها، بعدما وجدت قربها من زوجها بتلك الملابس التي تكشف جسدها بالكامل، أشارت إليها ثم اقتربت تدفعها بعيدًا وزمجرت غاضبة بها:
-انزلي تحت عند الدكتورة خليها تديلك حسابك، انا مش محتاجة مربية
تسمرت بوقفتها تطالعها مذهولة واستفهمت باستهجان:
-ليه يامدام..!!
رمقت ياسين بصاعقة تلوح من زرقيتها:
-أنا مش عايزة مربية لبنتي ، قولها تمشي من وشي حالا
رغم اندهاشه من ردة فعلها العصبية، إلا أنه أشار بيديه :
-انزلي زي ما المدام طلبت منك..سحبها من رسغها لغرفتهما بعدما اخذت طفلتها وتحركت مجفلة من تصرفه الغير لائقة كما ازعنت
وضعت الطفلة بمخدعها تمسد على خصلاتها لتغفو بنومًا هادئًا..توقف خلفها وانحنى يطوق خصرها من الخلف
-ممكن أعرف زعلانة ليه؟!
دي حمد الله على السلامة، بقالي شهر بعيد عنك
شعرت بانتفاضة بجسدها من لمسة كفيه على جسدها..
-ياسين ابعد شوية..تراجع خطوة للخلف واستدار للحركة ولكنها تشبثت بذراعيه
-إنت زعلت ..!! تسائلت بها وعيناها تحاوره تنتظر اجابته
هز رأسه بالنفي وتحرك ولكنها أسرعت خلفه وأطبقت على ذراعيه
-عايزة اتكلم معاك شوية..أشار إلى ثيابه وتمتم :
-هاخد شاور وبعدين نتكلم
هزت رأسها بالموافقة..تحرك إلى الحمام ..توقفت بمنتصف الغرفة تطالع تحركه ثم حررت من صدرها نفسًا طويلًا
-خايفة ياياسين ..همست بها ثم جلست جال بذهنها فكرة لكي تريح ذاك النبض الضعيف المتألم ..نهضت متحركة لهاتفه ثم سحبته بيديها واتجهت لشرفة غرفتها، حاولت فتحه ولكنه مشفر بكلمة سرية، ألقته على الطاولة تنفخ بضجر وتراجعت بجسدها تعقد ذراعها أمام صدرها تنظر للخارج
استمعت الى طرقات على باب غرفتها فنهضت متحركة لترى من الطارق، فتحت الباب لترى الخادمة تجر عربة الأطعمة قائلة:
-مدام الدكتورة بعتت الغدا وبتقول لحضرتك لو محتاجين حاجة تانية كلمينا
-ليه هو مفيش حد هيتغدى
-لا يامدام الدكتورة خرجت مع حضرة اللوا عند الباشمهندس حازم، والباشمهندش أوس سافر مع مدام ياسمينا
اومأت برأسها تشير لها بالذهاب..جرت عربة الأطعمة للداخل، ثم قامت بوضع الطعام عليها بطريقة منظمة، خرج بتلك الأثناء يجفف خصلاته بتلك المنشفة الصغيرة، توقف ينظر لطاولة الطعام ظنا أنها من طلبتها
ابتسامة عريضة على ملامحه الرجولية، فتحمحم قائلًا بصوتًا رخيم:
-دا إيه الرضا والتغيير الحلو دا، كدا هدلع واشبع دلال
استدار إليها فنظرت إلى صدره العاري وتمتمت بإرتباك:
-لا ماهو مش أنا اللي عملت كدا..جعد حاجبه مقتربًا منهابتساؤل:
-مش فاهم ..أشار إلى الطعام متسائلًا:
-مش إنتِ اللي طلبتي الأكل دا
خطت تكمل ما كانت تفعله وأجفلته برد مختصر:
-لا مش أنا ..جذب المقعد واتجه ببصره للطعام
-ايه الأكل دا ، أنا عايز أنام، هتقدري تأكلي الحاجات دي وتنامي
ابتلعت لُعابها بصعوبة من هيئته المدمرة لقلبها الضعيف، وحاولت السيطرة على مشاعرها مرددة
-أنا ماليش نفس للأكل، لو جعان فيك تاكل، وبعدين الأسماك خفيفة الهضم
خطت بعيد عنه يكفي مايفعله بها قلبها اللعين، اقبض على كفيها يجذبها بقوة حتى سقطت فوق ساقيه
-لا هتاكلي متنسيش إنك بترضعي ومينفعش اكل لوحدي كمان..
وضعت كفيها على صدره رغمًا عنها بسبب جذبه القوي لها:
-ياسين لو سمحت !!
لف ذراعيه حول جسدها الضعيف متحكمًا بجلوسها
-قولتي عايزة نتكلم ليه غيرتي رأيك دلوقتي
رفعت نظرها وتقابلت بسواد ليله مردفة بشفتين مرتجفتين:
-طيب ممكن تلبس حاجة، مينفعش كدا ..نظر لنفسه منتبها لجلوسه دون ملابسه، فتوقف متمتمًا:
-آسف ماأخدتش بالي، جذب كنزته وارتداها، تمنى لو كان الأمر بينهما عاديًا ولكن ذهبت امنايته هباءً
أشار لها بالجلوس وأمسك السكين يشير إليها
-دا بيتقطع كدا صح ولا ايه، ماليش في اكل السمك ..
جذبت من أمامه الصحن الذي يحتوي بمختلف أنواع السمك وبدأت تقوم بتفصيصه
-دا مش عايز شوكة وسكينة يابن عمو جواد، دا بيتفتح كدا وبيتاكل كدا
امال إلى كفيها ووضع الطعام بفمه مستلذذ به:
-اممم..طعمه هايل ..قشعريرة انتابت جسدها حينما شعرت بملمس شفتيه على اناملها، طالعته لبعض اللحظات بصمت ثم اردفت دون وعي منها
-ياسين ليه ليليان راجعة تاني، مجوبتش على السؤال
اختتمت سؤالها بدمعة شريدة عبرة وجنتيها وهي تكمل حديثها
-أنا شوفتكو يوم الولادة، هي كانت في حضنك، انا مش همنعك انك ترجع لحبيبتك بس في نفس الوقت ماتحاولش تقرب مني، احنا لازم نتفق
وضع سبباته على فمها
-ممكن ناكل ونبطل كلام فاضي، أشار بعينيه على السمك
-دوقيني ياله الجمبري دا، ولا رجعتي في كلامك
صدمت من رده الغير متوقع ..فمدت إليه الطبق:
-اتفضل كل اللي يعجبك انا شبعانة
ألقى المحرمة على الطاولة
-وأنا شبعت خلاص مش عايز اكل، نهض فأمسكت كفيه
-لا خلاص اقعد كل، هاكل مش قصدي
نظر لكفيها المتشبث بذراعه ثم اتجه بنظره لعيناها واردف :
-انا شبعت خلاص..توقفت واقتربت منه
-بس إنت كلمت طنط غزل علشان تحضرلك الأكل دا قبل سفرك بيوم، ولولا اللي حصل من جاسر وانت يوميها مشيت ومأكلتش، نظرت للأسفل تفرك كفيها تهرب من نظراته وتابعت حديثها:
-أنا اللي طلبت السمك دا وانا اللي طبخته لما عرفت انك جاي
التمعت عيناه بالسعادة، دنى إليها ورفع ذقنها يبحر بموج عيناها
-طعمه حلو تسلم ايدك ..هقعد اكل رغم أنا ماليش في السمك، أنا طلبته من ماما علشان سمعتك بتقولي لجنى عايزة تاكلي سمك
تسارعت نبضاتها ترمقه بعينان تتألقان بحب وحنان ثم أشارت بعيناها للطعام
-طيب هنكمل اكلنا ولا لا
جلس بجوارها مرة أخرى وبدأو يتناولون الطعام وهما يختلسان النظر لبعضهما من حين لآخر..انتهى بعض دقائق ، نهض قائلًا:
-هغسل ايدي وانت كلميهم يجوا ياخدوا الأكل دا
بعد فترة قامت بإشعال الشموع ذات الروائح العطرية بعدما شعرت برائحة السمك بالغرفة، واتجهت تعد قهوته
جلس بشرفة غرفتهما يحمل ابنته التي استيقظت تبكي وصدح صوتها، وصلت إليه بالقهوة
-قهوتك، هاتلي راسيل هغيرلها وارضعها ..اومأ لها وتحركت للداخل
عادت إليه بعد فترة قليلة، وجدته مازال يرتشف من القهوة ويستمع إلى فيروز..جذبت المقعد وجلست على المقعد يبعد عنه ببعض الخطوات
بسط كفيه ليمسك كفيها وتنهض متجه إليه، أجلسها بجواره وحاوطها بذراعه
-عاليا مستعدة نكمل حياتنا ونكون زوجين حقيقين..استدارت برأسها تنظر لوجهه القريب
-وليليان ؟!
-مين ليليان دي؟!.. معرفش حد بالاسم دا ..قالها وهو ينظر للبعيد
تجرأت لترفع كفيها وتدير وجهه إليها
-لا انت عارفها كويس، انا شوفتك وانت حاضنها..
- وضع ابهامة على شفتيها
-يبقى كنتي عامية، أو قلبك اللي صورلك حاجات مش صح
تراجعت بجسدها بعيدا عنه
-إنت ليه بتهرب؟!
جذب رأسها لأحضانه:
-من وقت مافترقنا وانا مسحتها من حياتي ولا كأنها دخلتها، كنت عايش ومكنتش ناوي اسلم قلبي لحد تاني، لحد مافي يوم القدر رمى قدامي جنية بحر، بنت جميلة لكن مش رقيقة ابدا وحش ثائر عايزة تولع في اللي يقرب منها، هزتني من جوا، حاولت اكذب احاسيس علشان كدا كنت بعاملها بقسوة، مش عايز اعيش تجربة فاشلة تاني، لكن البنت دي كانت أقوى من جاذبية الكرة الأرضية..رفع عيناه وعانق عيناها
-وقعت في حبها للأسف، ومن كتر حبي ليها كنت بحاول اتخانق معاها علشان بس اقرب منها وأشوف عيونها لما تقلب بالون معرفش احدده، بقت زي جرعة الهوا كدا ..خلاص خطفت قلبي وعقلي لحد ماجه اجمل يوم عمري مااتخيلته ولقيتها بتهديني اغلى وأجمل هدية جنية صغيرة زيها
استدار بكامل جسده واحتضن وجهها يزيل عبراتها التي تلألأت بعيناها
-أنا هقول الدموع دي دموع فرح، عرفتيها هي مين علشان كدا بتعيطي، دنى يهمس لها
-هي بعينها بلقيس حياتي، ملك الهكسوس بيقولك انت اجمل حاجة في حياته يابلقيسته
، بتمنى نكمل حياتنا مع بعض ونعيش حياة هادية وجميلة ونجيب اخوات لراسيل
أطبقت على جفنيها مستمتعة بحديثه
دنى اكتر يهمس لها حتى لامست شفتيه وجنتيها
-اجمل بلقيس في الدنيا ..توردت وجنتيها ترفع عيناها لتهمس له، ولكنها تراجعت بعدما استمعت لبكاء ابنتها
-هشوف راسيل ..هز رأسه واتجه بنظراته للخارج
-ايه الشعور الحلو دا، همس بها لنفسن..نهض من مكانه واتجه لخزانته لأحضار شيئا، أخرج علبة مزينة ثم اتجه لغرفة ابنته، كانت تقوم بإطعام ابننتها، ابتعدت بنظراتها خجلا بعد دخوله دون استئذان ووضع الصندوق أمامها وحاول أن يخفف من حدة توترها
-هنزل تحت شوية بابا وماما جم، هسلم على بابا ..أشار للصندوق
-لو لبستي دا هفهم انك موافقة نبتدي حياتنا ..قالها وتحرك للخارج يلتقط أنفاسه بصعوبة
انتهت من اطعام ابنتها ثم نهضت متجهة لذاك الصندوق فكت تلك الرابطة التي تشبه الفيونكة، ثم فتحته بهدوء، بسطت كفيها لتلامس أناملها ذاك الرداء الأبيض الناعم ..أخرجته تنظر إليه بإنبهار، رداء أقل ما يقال عنه، فستان الأميرات جمال روعته، توقفت أمام المرآة ووضعته عليها مبتسمة، تحركت سريعا للمرحاض وخرجت بعد دقائق محدودة
جذبته لترتديه على عجالة قبل مجيئه، ثم توقفت تنظر لنفسها
توسعت عيناها بذهول وهي تراه أقل ما يشبه بقميص نوما يظهر مفاتنها بسخاء..تركت خصلاتها تنساب على ظهرها لكي لايظهره، ثم نظرت لفتحة صدره الكبيرة ، تضع ابهامها بفمها، تفكر بشيئا حتى تخفي فتحة صدره:
-لا دي هتفضل كدا، لا لا مستحيل، هروح اقلعه، ازاي عايزني ألبس دا قدامه، وبقول عليه محترم..توقفت تنظر لنفسها مبتسمة:
-بس الصراحة ذوقه يجنن، الفستان حلو اوي، بس مقدرش البسه قدامه اتكسف ..فيه حد يتكسف من جوزه برضو
هبت فزعة تسمي الله بعدما استمعت لهمسه بجوار أذنها
-حرام عليك خضتني والله ..حاوطها بذراعه :
-ألف سلامة عليكي من الخضة ياروح ياسين ..ارتجف جسدها وتناست ماترديه مستديرة إليه:
- ألف سلامة عليكي من الخضة ياروح ياسين..رفع أنامله يرجع خصلاتها لخلف أذنها واقترب يطبع قبلة على جبينها ..رددت كلماته بهمس
"روح ياسين"
-عندك شك في كدا!! تسائل بها
تشبثت بقميصه بعدما خارت قواها ، ابتسم على خجلها وتابع ردود أفعالها الطفولية التي راقت له ، تشابكت أنامله بأناملها يسحبها إلى الخارج خرجت تنظر للغرفة التي قام بتزينيها
-إنت مكنتش تحت
هز رأسه بالنفي، رفع ذقنها يتعمق بعيناها
-نزلت علشان اجيب الحاجات دي، قولت لما تخلصي ..تركت كفيه وتحركت تنظر للغرفة المزينة بالورود الحمراء، والشموع ..حركت أناملها على حروف أسمها على ذاك القلب الأحمر
رفعت رأسها وابتسمت:
-معقول دا حضرة الظابط طلع رومانسي اهو ..أطلق ضحكة رجولية مما جعلها تنظر إليه بعيونا عاشقة وقلبًا ينتفض من قربه عندما حاوطها بفولاذيته وتحرك إلى تلك الطاولة التي يوضع عليها كعكة صغيرة تجمع صورتهما وقام بإشعال الشمعة
خرج من جيبه خاتم الزواج ووضعه أمامها على الطاولة ثم استدار يحتضن وجهها وعيناه تبحر فوق ملامحها الجميلة:
-عاليا تقبلي تكملي حياتك معايا، نبني حياة مع بعض لحد مانكبر
ابتسمت من بين دموعها تهز رأسها تنتظر اعترافه بحبها تمنت لو ينطق تلك الكلمة التي تتكون من حروف نبضها
انزلت رأسها للأسفل وتمتمت
-ليه ياياسين، علشان راسيل عايز نكمل حياتنا مع بعض، مش عايزة أكون مجرد ضغط علشان البنت ..انا ممكن
بتر حديثها عندما انحنى ليبعثر كيانها بخاصته وينثر عليها ترانيم العشق، ولما لا أن القبلة هي التعبير الأقرب في قاموس العشق للأعتراف دون حديث
فصل قبلته ومازال محاوط وجهها، يغرز مقلتيه ببحرها الذي اختلط بخيط من الدموع ثم همس لها
-"علشان بحبك..وضع كفيها على نبضه الأيسر ومازال يعانقها بنظراتها
-علشان دا عايزك إنتِ مش بينبض الا بقربك، دا بيتمنى واحدة بس اسمها عاليا"..قالها بنبرة شجية ارسلت لجسدها ذبذبات أشبه بكأس الخمر، ليترنح جسدها مما جعلها تستند بكامل جسدها عليه
آه عميقة كانت ابلغ مما يشعر به الآن وهي بأحضانه، طوقها بالكامل يهمس بجوار أذنها بعدما جلس وأجلسها بأحضانه
-لولو ساكتة ليه!!
رفعت رأسها من أحضانه وبداخلها يصرخ بعشقه الندي من اهتزاز اوتارها التي تصخب بداخلها
دنى لتخلتط أنفاسهما مرة أخرى وتشابكت نظراتهما
-سامعك ياعاليا، مجاوبتيش على سؤالي، موافقة نكمل حياتنا ولا عندك اعترا...وضع أناملها الرقيقة على فمه
-"موافقة"
شعور بالهدوء غلف الأجواء ، ولكن هناك دقات عنيفة تصخب بالصدور،
-قولتي ايه !!
تبسمت وسكنت تبتعد من نظراته المخترقة :
أدار وجهها إليه مرة أخرى ومازالت نظراته تعانق وجهها بالكامل
-تعرفي أنا حبيتك من إمتى، رفعت عيناها تنتظر بقية حديثه بلهفة عاشق
اقترب يلتقط تلك التوتية التي شبهها بها يهمس من بين قبلاته
-من وقت ماالتوت الحلو دا نطق اسمي، كنت عايز ابعد عن تلك الجنية اللي وقعتني على جدور رقبتي، كنتِ وقت ما تقولي ياسين مكنتش بفكر في حاجة غير إني اخرص الشفايف دي علشان بتضعفني قوي
أطبق على جفنيه بعدما رفعت أناملها تتحسس وجهه كأنها نحاتًا واردفت بصوت خافت:
-بس أنا زعلانة منك قوي ..
ابتسامة خلابة على ملامحه يهز رأسه
-لا متقوليش كدا، احنا ولاد النهاردة عايزك تنسي كل اللي حصل بينا، افتكري الليلة دي بس وكأننا لسة مقابلين بعض
افلتت ضحكة أنثوية ناعمة لتجعله قديسًا لتلك الضحكة وفقد السيطرة على نفسه ليسحب ذاك الخاتم وقام بوضعه بخنصرها ثم توقف يبسط كفيه اليها متحركًا بها إلى فراشهم ..أشار بكفيه عليه
-عايز دا يكون سكينة لروحنا، وقت ماتزعلي أو تغضبي دا مكانك اياكي في يوم من الأيام تبعدي عنه، لو جيت عليك في يوم من الأيام تعالي واشتكيني وانا هحاول على قد مااقدر اراعي ربنا وقلبي فيكي
رفع ذقنها وتابع حديثه:
-تأكدي ياعاليا طول ماقلبي بينبض بحبك مستحيل اظلمك ولا افكر في غيرك، بلاش التردد اللي شايفه بعيونك دا
اشتعلت عيناها ببريق العشق، وكأن اليوم هو يوم ميلادها..دنى منها بعدما وجد صمتها وتمتم بصوت خافت
-فين لسان بلقيس، شايف فيه تفاح احمر هنا عايز يتاكل بس، ..لكمته بخفة ودفنت وجهها بكتفه:
-بس بقى ياياسين والله بتكسف
حاول الثبات أمام رقتها التي بعثرت كيانه، وتراجع بخطوة محاولا السيطرة على تلك الرجفة التي اعترته ..
-"ياسين"تمتمت بها بصوت هامس واقتربت تحتضن كفيه:
-أنا موافقة أكمل حياتي كلها في حضنك ..هنا فاق احتمال قدرته، فجذبها ليسند رأسه فوق خاصتها
واضعًا كفها فوق شقه الأيسر:
-وياسين بيوعدك عمرك ماهتندمي ياعاليا..قالها ثم رفع كفيها ليطبع قبلة بباطنه بعمق وحنان..ثم رفع عيناه إليها
"بحبك"..قالها. ككروان يغرد بعذوبة وكأن هذه الكلمة خلقت لهما وحدهما
تمنت لو توقف الزمن هنا ، لتلف ذراعيه حول خصره تضع رأسها على صدره وتغمض عيناها تستمع لنبض قلبه
انحنى ليحملها متجهًا إلى مخدعهما ليكمل معزوفة عشقه ..ويدفق الحب بكل معانيه ليعزف لها أجمل سيمفونية تعزف على اوتار قلوبهما بأعذب الألحان ..ليتناسى كل ماآلامهما وأصبحت الكرة الأرضية ملكهما..ويتوقف الكون من حولهما مع دقات قلوبهما التي تعزف وتعزف وتجعلهما كطائران من البلابل يغردان فوق السحاب وكأنهما يقضيان اجمل لحظاتهم
بعد فترة ليست بالقليلة وضع رأسه على الوسادة وشعور الهدوء غلف المكان كعودة تائب زاهد من كل شيئ سواها وحدها، مرر أنامله على وجهها الذي أصبح أمامه لوحة من أجمل اللوحات ..ظل يمرر أنامله كأنه نحات ينحت تفاصيلها بقلبه قبل عينيه ..جذب رأسها ليضعها بأحضانه:
-دا مكانك بعد كدا، طول ماأنا موجود مش عايزك تبعدي عنه
تمسحت به كقطة أليفة تغمض عيناها وتذهب بثبات عميق كالذي أخذ من الدنيا ماتمناه لتغفو سالمة الروح والقلب
خرجت من شرودها تنظر لذاك الخاتم الذي وضع بخنصرها تتلاعب به
-وحشتني قوي ياياسين بقالك شهر كتير قوي على قلبي ..
استمعت لصوت جاسر بالأسفل، نظرت من شرفتها وجدته يتحدث مع والده:
-في ايه مراتي ورجعتها فين المشكلة
توقف جواد متخصرًا
-عملت ايه عند عمك، انا مبقولش لغوراتيمات جاوب وبس
أشار بكفيه إليها :
-اطلعي يامدام وانا شوية وجاي
تحركت جنى دون حديث، أوقفها جواد
-حبيبتي مالك، جاسر عمل فيكي حاجة!!
توسعت عيناه ينظر لوالده بصدمة:
-ايه اللي حضرتك بتقوله دا، تفتكر ممكن اعمل فيها ايه، دي مراتي يابابا، ومهما تغلط هتفضل اغلى من روحي وبعد اذنك انا لسة راجع من السفر وبقالي يومين منمتش
بالأعلى تمددت على تختهما بعدما نزعت إسدالها واغمضت عيناها ترجو من الله أن يُمن عليها بالنوم، فمنذ عدة أيام لم تدق للنوم طعمًا، بعدما استمعت حديث والدها مع راكان بالهاتف:
-عايز اعرف ياحضرة المستشار فعلا جاسر ساب القضية ولا لا..وحياة ولادك ماتخبيش عليا حاجة
على الجانب الآخر وهو يجلس بمكتبه وأمامه حمزة ..سحب نفسًا وطرده :
-عمو صهيب عايزك تتأكد حتى لو جاسر لسة في القضية فالادارة واخدة احتياطتها كويس جدا ومأمنه متخافش..نهض صهيب من مكانه
-إنت قولت ياراكان هتحاول تبعده ليه دلوقتي راجع ...قاطعه راكان
-هو رفض، وسيادة العقيد باسم حاول بكل طرقه يبعده لكن هو أصر، عايز حضرتك تتأكد مفيش خوف، وسيادة العقيد مأمنه كويس :
-مش دا قصدي ياراكان ، قصدي اللي هو عايز يعمله، وموضوع دخوله لعيلة التميمي
هز راكان رأسه محاولا انتهاء المكالمة حتى لا يغوص بالتفاصيل التي امنه عليها جاسر قائلاً:
-لا ابدا مفيش حاجة من دي ، لا هو دلوقتي شغال في ظروف القضية بس
اطمئن صهيب قليلا فانهى حديثه ، ثم جلس على المقعد يتمتم بخفوت
-اتمنى متكنش بتضحك عليا يابن البنداري ..خرجت من شرودها و
فتحت عينيها بعدما شعرت بذراعيه تجذبها لأحضانه هاتفًا بصوت أقرب للهمس
-جنجون وحشتي حبيبك ياقلبي..استدارت إليه تدفن نفسها بأحضانه تبكي بشهقات مرتفعة
عصرها بأحضانه قائلًا:
-اشش خلاص أنا اسف ياروحي، جنى أنا بغير عليكي، رفع رأسه يخرجها من أحضانه وهمس لها:
-مش من حقي أغير..رفرفت بأهدابها تبتعد عن شعورها بالاقتراب منه وجذبها لجنة عشقه ..رفع رأسها مرة أخرى :
-غلطي ولا لأ ياروحي
-آسفة قالتها بدموع تتلألأ من عيناها كالنجوم، ليقترب منها يلتقط تلك النجوم بخاصته واجابها
-أنا اسف ياروحي، عارف اني غلطان في حقك اتمنى تسامحي حبيبك
شهقة خرجت من فمها ليبترها بطريقته الخاصة ، ويذهب بها لعالمهم الخاص، عالم لا يوجد به سواهم
بعد عدة أيام استيقظت مبكرًا وجدته مازال غافيا، انحنت تطبع قبلة على جانب شفتيه:
-صباح الورد حبيبي..أجابها بصوت مبحوح
صباح الورد حبيبي..وضع كفيه على أحشائها
-اميري عامل ايه النهاردة ..اعتدلت بجلوسها
-اميرك زي الفل وبيقولك يابابي ممكن مامي تنزل المعرض النهاردة علشان عندها شوية اوردهات
اعتدل يمسح على وجهه ثم طالعها لفترة من الوقت:
-مش احنا اتكلمنا في الموضوع دا وقولتي ممكن تأجلي لبعد ولادتك ايه اللي اتغير
جذبت هاتفها وفتحته
-حبيبي دي جاتلي ومينفعش ارفضها، تخيل لما سيدة مرموقة من المجتمع الهولندي تبعت لي مخصوص علشان ارسم لها صورة بنتها ..علشان خاطري ياجاسر بلاش تحرمني من الحاجة الوحيدة اللي بتسعدني
نهض متجهًا للحمام مردفًا:
-تمام ياجنى ، بس متتأخريش قبل العصر تكوني هنا..
تنهدت بهدوء تضع كفيها على صدرها، ثم نهضت لتقوم بتجهيز نفسها
بمكان اخر لأول مرة نذهب إليه وخاصة الوادي الجديد تجلس تلك الفتاة تبلغ من العمر ثلاث وعشرون عامًا بجوار والدتها ترتشف قهوتها:
-بابي هيفضل على طول كدا يامامي، يوم هنا وعشرة عند الست التانية
توقفت وداد من مكانها بعدما أغلقت جهاز الكومبيوتر وأجابت ابنتها
-سمر احنا كدا احسن يابنتي، بلاش تستني من باباكي حاجة، شوفي ناقصك حاجة
نهضت من مكانها واقتربت من والدتها
-ناقصني أحس إن ليا أب ياماما، ليه بابا دايمًا مهشمنا من حياته، ليه مابيجيش غير مرتين في السنة دا ظلم وحرام يادكتورة ..قطبت جبينها متسائلة:
-ماما أنتِ مخبية حاجة مش كدا ، احتضنت كف والدتها تترجاها
-مامي لو سمحتي عايزة اعرف ليه إنتِ وبابي عايشين كدا وليه قابلة على نفسك يتجوز عليكي
خلعت نظارتها الطبية ثم قبلت رأس ابنتها:
-علشان انا مبقتش عايزة اكمل مع ابوكي، بابا اتجوز لما حس اني خلاص مبقتش عايزة اكمل
ليه!!..صاحت بها الفتاة تبكي ثم تابعت حديثها بأنين:
-مامي انا يُعتبر يتيمة ولا مرة فرحت في حياتي زي أي بنت
زفرة حارة من جوف السيدة التي تدعى ب وداد ثم تحدثت لتغير حديثها:
-عجبتك المهرة اللي بابا جابها..هنا فهمت أن والدتها لاتريد الحديث، فسحبت نفسها وتحركت لغرفتها
بإدارة مكافحة المخدرات وعلى طاولة دائرية توقف أحد الظباط المرموقين أمام الشاشة وتحدث أمام الموجودين
- الأخبارية من مصادرنا مؤكدة هيدخل البلد خلال الايام الجاية أكبر صفقة سلاح ومخدرات البلد، واكيد الصفقة دي لو دخلت من قبل مانسيطر عليها هيكون كارثي
أشار إلى الشاشة ليظهر بعض الأفراد
دول اكتر الناس المشكوك فيها وطبعا دا استنادًا للمعلومات اللي وصلتنا
تراجع باسم بظهره وأكمل :
- دا النمساوي وفي السجن هو بنته
اتجه بنظره الى الشخص الآخر
اوووه نعمان التميمي ..ودا مش عارفين نمسك عليه حاجة ..اومأ الظابط
-بالظبط يافندم ..اتجه إلى اخر صورة وتوقف متسائلاً
-مين دا ؟!
أشار الظابط إليه قائلاً ؟!
-دا نائب شعب سابقًا وصديق لنعمان التميمي تربطهم علاقة صداقة ، عايش في الوادي الجديد اسمه هادي الجيار، ..تابع حديثه أثناء ظهور صور اخرى قائلًا:
--له بنت من دكتورة بيولوجية البنت شغالة مُدرسة انجليزي في مدرستهم الخاصةبعد رفضها شغلها بالجامعة، علشان تبقى قريبة من مامتها، متجوز واحدة تانية بتكون اخت التميمي اسمها زهرة ، عنده ولد اسمه عزيز شغال مع أبوه وهو اللي مسيطر على شغله وشغل خاله
الشبكة دي أكيد بيرأسها اكتر من دول ..قالها أحد القادة المرموقين..
أشار قائد آخر على الصور التي أمامه
-دلوقتي فكرتك عجبتني ياباسم، لكن مين الظابط اللي يقدر يدخل بينهم من غير مايحسوا
استند باسم على طاولة الاجتماعات وتحدث بإبانة:
-مش أنا صاحب الفكرة، ابن جواد الألفي هو اللي قالي على الفكرة دي، بس طبعًا هو اللي عايز يقوم بالمغامرة دي وانا مش موافق
نظرات بينهم باعتراض
-وليه الرفض!!، بدل هيعرف يحقق اللي عايزن نوصله ..توقف باسم واتجه الى الشاشة يشير على بعض الأشخاص
-اول حاجة علشان جاسر اتحرق قدام عزيز التميمي لما اتخطف بعد خروجه وعرفوا أنه ظابط وكمان عرفوا أنه مسك القضية لفترة، ثانيا ودا الأهم جاسر متهور يعني معندوش ضبط انفاعلي وممكن يخسر حياته مجرد أن مهمته تنجح ودا اكيد مش هوافق عليه
تحدث أحد القادة الآخرين :
-جواد يعرف إن ابنه عايز يتولى المهمة
-عرف ورفض ..وطبعا انا مع قراره
قطعهم أحد القادة الأخرين..
-بس دا يعتبر الأعظم شئنا بينهما، لازم جواد يقتنع
-عايز الظابط دا، وبعد كدا هنشوف ايه القرار اللي نقدر نوافق عليه ..القضية قضية وطن
الجزء الثاني من الفصل السابع والثلاثون
بأحد المراكز بمحافظة العريش يجلس بمكتبه وأمامه جواد
زي مااتوقعنا وزي مارسمنا، هما خلاص مفكرينك بعدت، وخاصة بعد نقلك الوهمي لبور سعيد
نقر على المكتب واجاب جواد
-بس موضوع السفر دا مرهق ولازم نشوفله حل، لولا تعينك اتنقل كاان ممكن يشكوا، المهم اسمعني ياجواد عارف بتقل عليك، بس انت أكتر واحد بثق فيه
-الميكرفون دا لازم يدخل وسطيهم ياجواد، ازاي حاول تفكر معايا
حك جواد ذقنه ثم اجابه :
-جاسر زيارة عزيز التميمي للمركز مش مريحاني، نظراته بتوحي بحاجات تخوف ..قطع حديثهم رنين هاتفه
-ايه حبيبي..!!
-وحشتني..توقف جواد مستئذنا، انا برة لما تخلص تليفونك، اومأ له دون رد
على الجانب الآخر أجابته بصوتها المبحوح اثر استياقظها من النوم
-حبيبي هترجع إمتى؟!
ابتسم يراودها : وقت مااوحشك، شوفي وقت ماتحسي انك عايزاني هتلاقيني عندك
اعتدلت جالسة وتمتمت بصوت مرتفع
-طب إنت وحشتني وتعالى ياله
قهقه بصوته الرجولي الذي ذبذب كيانها فتنهدت بحزن:
-على فكرة حرام عليك، علشان بتلعب بمشاعري
-جنة حياتي إنتِ، على اخر الاسبوع حبيبي معايا قضية وبنخلصها، بعدها هتلاقيني في حضنك
توردت وجنتيها من كلماته ، وصمتت تستمع إلى كلامه المعسول الذي يجعل دقاتها كالبركان ..
-ساكتة ليه حبيبي!!
افلتت نفس عميقًا بكم اشتياقها له
-جاسر عارف أنا بدأت الشهر السابع دلوقتي وانت كل اللي حضرته في حملي مجرد ايام معدودة ، بجد وحشتني قوي ومبقتش متحملة غيابك اكتر من كدا
توقف من مكانه واتجه لنافذة مكتبه ورد عليها بتروي:
-آسف ياجنجون، مش أنتِ قولتي هتدعميني ياروحي،
-طبعا حياتي ربنا يوفقك ، لكن غصب عني والله، المهم نستني فيه حفلة يوم الخميس لأكبر المشاهير في البلد وجالي دعوة حبيبي وفيها ناس مهمة في مجال عملي وعايزة أحضرها
-لا ..قالها سريعًا دون تفكير ثم أردف لينهي الحديث:
-لازم اقفل دلوقتي عندي شغل مهم ، هكلمك بعدين
-جاسر استنى..تحمحم لينهي الحديث دون ازعاجها
-حبيبتي جواد جه عندنا شغل سلام
جلست على الفراش تنظر بحزن حتى لم تسيطر على دموعها التي انسابت رغمًا عنها ..ولجت غزل تحمل راسيل
-شوفتوا مين الحلو اللي جاي يصحي خالتوا علشان تنزل تفطر مع نٓانٓا..نهضت سريعا متناسية أحزانها ولكن غزل التقطت حزنها، حملت راسيل
-البنت دي عايزة اكلها ياماما غزل عايزة اكلها..قالتها وهي تداعب راسيل من عنقها، حتى ارتفعت ضحكات الصغيرة تضرب على وجه جنى
رفعت ذقنها تبعدها عن راسيل:
-ليه الحزن دا على الصبح ياجميلة
تذكرت مكالمة زوجها فهزت رأسها وابتسمت مفيش قايمة من النوم مش في مودي
اخذت الطفلة ووضعتها على الأرض و أعطتها لعبتها، ثم جذبت كفيها وأجلستها بجوارها:
-احكي لماما ..مش احنا اتفقنا نتعامل زي البنت وامها
أغمضت عيناها وانسابت عبراتها رغمًا عنها تشير لنفسها:
-مفيش ياماما أنا بس اللي بقيت مش متحملة يمكن من الحمل أو بُعد جاسر معرفش
احتوت وجهها تزيل عبراتها:
-يعني مش مخبية حاجة..هزت رأسها بالنفي وحاولت أن ترسم ابتسامة قائلة:
-ابنك وحشني بس
قهقهت غزل بدلوف ربى ابنتها
-مامي بتعملي ايه بدور عليكي ..توقفت تنظر لأبنتها بتمعن
-مالك ياروبي ؟!
هوت على المقعد قائلة:
-جنبي وجعني قوي ياماما ..قالتها مع صرخة ليصل إليهم الجميع
قامت غزل بفحصها تشير إلى أوس
-شيل اختك على المستشفى ممكن يكون الزايدة، لازم فحص بالأشعة
كانت تبكي بصرخات، حتى تأكدت غزل من التهاب الزايدة لديها ...باليوم التالي بالمشفى كان عز يغفو على مقعد يجاور فراشها ..ربتت نهى على كتفه متمتمة:
-حبيبي قوم ارتاح وانا وغزل هنا
هز رأسه رافضًا حديثها:
-ارتاحي أنتِ حبيتي وانا لما هتعب هقوم أكيد ..
جلست بجواره تنظر إلى نوم ربى
-الدكتورة قالت هتفوق بعد ساعة لسة، قوم ارتاح طيب في الأوضة التانية، ياله حبيبي متخافش عليها
اتجه بنظره إليها ثم إلى والدته وتمتم
-طيب عندي حل احسن ، خدي طنط غزل وروحوا علشان زمان ايهم مش مبطل عياط وانا هفضل هنا
قاطعهم دلوف جاسر ينظر إلى أخته بلهفة:
-مالها ربى..!! توقفت نهى
-اهدى حبيبي الزايدة التهبت والدكاترة تدخلوا ، الحمد لله شوية وتفوق
طالعه عز بتفحص :
-إنت مروحتش ..هز رأسه بالنفي واتجه إلى أخته، انحنى يطبع قبلة مطولة على جبينها :
-حبيبة قلبي ألف سلامة ..همست رُبى باسم زوجها، فاعتدل جاسر متجها بنظره الى والدته التي تغفو على الفراش الآخر ثم تحرك متجها إليها بعدما جلست على دخوله
-حمد الله على السلامة حبيبي مكنتش بتقول هتيجي اخر الاسبوع
اقترب يقبل رأسها مبتسمًا:
-يعني توحشيني ومجيش ياست الكل، غمزت له :
-أنا بردو، نظرت لثيابه متسائلة:
-إنت جاي من المطار ولا ايه
اومأ لها قائلاً :
-يعني لو معرفتش من ياسين مكنش حد هيقولي ..نهضت تعدل ثيابها بسبب نومها واتجهت لفحص ابنتها
-مفيش حاجة حبيبي تستدعى الخوف، وبعدين انت قولت عندك شغل محبتش اقلقلك ..
جنى في الأوضة التانية على فكرة مردتش تروح هي كمان يعني لو عايز تشوفها
أشار على رُبى ورغم لهفة قلبه على معشوقته:
-طمنيني الأول ياماما عليها، معايا عشر ساعات بس ولازم ارجع ..توقفت تطالعه بنظرات غير راضية، فتدخلت نهى :
-سبيه ياغزل خليه يشوف مستقبله، ربنا يحميك ياحبيبي..ابتسم لها ثم اتجه لوالدته التي اردفت:
-شوية وهتفوق كل حاجة تمام ..استدار يسحب عز الصامت
-ايه اللي حصل خلاها كدا
جلس يمسح على وجهه واجابه
-أنا مكنتش موجود، توقف يطالعه
البنت اللي راكان بعتها دي طلعت مصيبة وابوك قالب الدنيا
طالعه بجبين مقتطب وتسائل:
-أزاي مش فاهم !!
زفر بحزن واسترسل حديثه:
-معرفش دا عند حضرة اللوا ، أسأله
توقف متجها إلى زوجته، وقف لدى الباب يشير إلى عز :
-فيه حد معاها في الأوضة
هز رأسه بالنفي، فخطى للداخل يبحث عنها بنبضه قبل عينيه، وجدها تغفو، وخصلاتها متمردة على الوسادة، كور قبضته بعدما خيل له أحدًهم يراها بذاك الوضع..خطى إلى أن وصل إليها، ولم يشعر بنفسه سوى وهو يلتقط تلك الكريزة لتفتح عيناها بذهول من وجوده ، اعتدلت سريعًا تحتضنه
-"جاسر"..ضمها بحب مراعيًا حملها
-روحه ياقلبي..أخرجها من أحضانه ينظر لبطنها المنتفخة قليلا:
-صباح الخير ياحلو بابي هنا ..قالها وهو يجلسها بأحضانه يحتوي احشائها بكفيه ..وضعت رأسها على صدره
-كدا ياجاسر عشرين يوم والله حرام
أوقفها يضع سبباته على فمها
قومي البسي حجابك مفيش وقت، هنروح بيتنا ..
طالعته بدهشة متسائلة:
-وروبي، مينفعش
نهض ينظر بساعة يديه :
-جنى هعدي على ربى كنتي لبستي ياله ..قالها وتحرك للخارج
❈-❈-❈
بعد قليل بسيارة ياسين
-بتقول ايه ..وليه طالبني ياعمو
اجابه باسم :
-لما تيجي هتعرف...تأفف بضجر يرجع خصلاته للخلف بحركة تنم عن غضبه وأجابه:
-تمام نص ساعة واكون عند حضرتك..توسعت عيناها تنظر إليه بذهول :
-إنت هتروح له ..جذب رأسها لاحضانه
-حبيبي هوديكي حي الألفي واشوفه عايز ايه وارجع لك مش هتأخر
تنهدت دون حديث ، وصل بعد قليل متوقفًا بالسيارة أمام منزل والده:
-انزلي ياجنى ياله..استدارت إليه
-يعني جاي بتقولي 10 ساعات وكمان هتضيعهم في الشغل، امال يطبع قبلة على جبينها
-ياله جنجونة قلبي هعوضها، لازم امشي، ياسين منتظر عربيته ..فتحت باب السيارة تصفعه غاضبة
-امشي ياجاسر، وياريت ترجع شغلك تاني
بعد عدة ساعات
جلست بالشرفة تنتظره، لمحت طيفه يدخل إلى منزل عمتها تراجعت لداخل الغرفة تراقبه من خلف الستارة وهاتفته متسائلة:
-حبيبي اتأخرت قوي، قولت ساعتين ودلوقتي عدى اكتر من أربع ساعات
نظر حوله اولا ثم أجابها
-قدامي شغل كمان شوية ياجنى، نامي حبيبتي ممكن اتأخر ..قالها وأغلق الهاتف ..شعرت بنيران تضرب صدرها
-ياكذاب يامحتل شغل ..تمام يابن عمي
-دلف بعد فترة للغرفة ..وصلت رائحة غريبة لأنفه ..وضع كفيه على أنفه ينادي عليها، ولكنه تسمر بوقوفه بعدما وجدها تفترش الأرض وتأكل من تلك الروايح ..تحدث بنبرة مقززة
-ايه اللي بتكليها دا !!
رفعت إحدى انواع السمك إليه
-دا فسيخ وبصل ياحبيبي
-في ايه ياختي، وايه!! ..زمت شفتيها وتذكرت مافعله بها فهبت من مكانها وانتوت أن تأخذ حقها من ذاك الالعوباني كما وصفته
طالعها بهدوء ومن خبرته بها علم أنها تنتوي على شيئا مريبًا فهتف سريعًا
-هعمل فيكي زي اخر لو شيطانك وزك ، اهدي وقولي هديت جنانك دا عند ابوكي مش عندي خالص...اقتربت بخطى سُلحفية وبيديها تلك السمكة تتلذذ بمذاقها، وهو يتراجع للخلف يشير بيديه :
-والله المرة دي ياجنى لو حاولتي تتلاعبي معايا هنومك من غير هدوم ، وانتي عارفة اعمل ابوها، لم تهتم لحديثه واقتربت ومازالت على وضعها توقفت فجأة وهي تقول:
- أنام من غير هدوم ..اومأ برأسه ظنا أنها تراجعت ولكنها اقتربت فجأة منه قائلة:
-دا من غير هدوم احسن، أهو الجو حر وانت عارف ياحبيبي مراتك مابتتحملش الحر..قالتها وهي تمسح كفيها بملابسه واستدارت وكأنها لم تفعل شيئا
جز على شفتيه وهو يخلع قميصه يلقيه بعنف موبخًا إياها من رائحته ورائحة الغرفة، دلف إلى الحمام سريعًا وهو يضع كفيه على أنفه
-اوووف، ريحة مقرفة، والله ماهعديها يابنت صهيب..جلست على المقعد ووضعت قدميها فوق الطاولة متراجعة بجسدها تضحك بصوت مرتفع
-علشان تعرف تكذب عليا يابن عمي حلو، واه ياريت ترجع شغلك، خلاص مش عايزة منك حاجة ، اصل لقيت ريحة الفسيخ احسن منك
توقف عن السير يرمقها بنظرات نارية، ثم أشار إليها:
-هدخل اخد شاور عارفة لو طلعت ومالقتش الأوضة مهيئة للنوم، وغيرتي باربي اللي انتي لابسها دي اقسم بالله
دفعت الكرسي وتوقفت قائلة:
-من غير ماتقسم ياحبيبي هو انا اطول برضوا انام في حضن جوزي اللي غايب بقاله عشرين يوم ..قالتها وتحركت متجهة إليه، تراجع بجسده
-لو قربتي بريحتك دي والله، دلفت للحمام تهز كتفها
-هقرب ليه هدخل اخد شاور، وانت شوف لك حمام تاني ..تمتمت بها وأغلقت الباب :
توقف للحظات ينظر لباب الحمام المغلق ثم استنشق رائحته كفيه بتقزز متجهًا إلى الحمام الآخر
بعد فترة عاد وهي مازالت بالحمام، شعر بالقلق عليها..طرق الباب
-جنى إنتِ كويسة ، كانت تجلس بأرضية الحمام تقوم بتقئ ما في معدتها، لقد ضغطت على نفسها واكلت ذاك السمك حتى تغيظه ..طرقات خلف طرقات ولم يعد لديها القدرة على الوقوف أو الرد، وغمامة سوداء تحاصر جسدها ولم تقو على سيطرتها ..دفع الباب ودلف للداخل، اهتز جسده من مظهرها وتحرك إليها سريعًا
-حبيبتي ايه اللي حصل، حاولت دفعه ولكنها لم تقو..ساعدها بالوقوف لتستند على جسده
-جاسر أنا اسفة، ريحتي وحشة
حاوط جسدها ينزع ثيابها متجهًا لكبينة الأستحمام متناسيا رائحة تلك الأسماك التي تحاوط جسدها.. دقائق وهو يحاوطها لإنهاء استحمامها وهي تستند بالكامل عليه بعدما خارت قواها بالكامل ..اجلسها على حافة البانيو واتجه يملأ بعدما وجد الرائحة مازالت موجودة ...وضعها بهدوء في البانيو لفترة ثم أخرجها يساعدها على ارتداء ثيابها
-مش عارف اقول ايه بس..حاوط جسدها بعدما وجد قوتها الواهية واتجه بها للخارج ..دثرها بعدما وجد ارتعاشها
-اهدي ياقلبي شوية وترتاحي، ممكن يكون من الترجيع ..أغمضت عيناها بضعف فلقد انهكها الاستيقاء
ظل لبعض الوقت بجوارها، استمع لرنين هاتفه
-كلمتك كتير مبتردش
اجابه راكان وهو يستقل سيارته
-كنت في مرافعة ..خير في حاجة
-لازم نتقابل مينفعش الكلام في التليفون، ربع ساعة ونتقابل في مكانا
-اوكيه..قالها راكان واغلق الهاتف، أما ذاك الذي انحنى يطبع قبلة على جبينها ثم تحرك للأسفل ينادي على العاملة
خرجت الخادمة سريعا
-نعم ياباشا...اطلعي فوق الجناح ينضف بالكامل وروايحه تتغير،. ساعة وارجع الاقيه تمام ..قالها وارتدى نظارتها متحركًا للخارج ..توقفت تطالع تحركه ثم صعدت للأعلى وهي تتحدث بهاتفها
-اول مرة ادخل اوضته اهو ياباشا، قولي احط البتاع دا فين
توقف احدهم يصرخ بها
-اقفلي ياغبية بتلكميني من بيت ظابط، تلاقي المراقبة لقطتك
تبسم الآخر الذي يجلس على جهازه يهز رأسه ثم رفع هاتفه
-ازيك ياحضرة المستشار !!
-اهلا بسيادة اللوا، ازي حضرتك
كانت نظراته على جهازه ثم تحدث باستبانة:
-البنت اللي في الشركة مستبدلة ياراكان مش هي نفس البنت اللي بعتها ..توقف مصطدمًا بسيارته حتى ارتفع صوت إطارها
-مستحيل ازاي دا يحصل، لا ممكن بعد اذن جنابك تبعت لي التفاصيل
أغلق جواد ضاغطًا على الرسائل أمامه ..استمع الى طرقات على باب مكتبه دلف باسم
-لو مجتش حضرتك متعبرنيش، توقف مبتسمًا
-اهلا حبيبي ، عامل ايه وابنك عامل ايه
كلنا تمام الحمد لله..طالعه جواد باغته متسائلّا ياترى ورا الزيارة الحلوة دي ايه :
قهقه باسم ، وانحنى يرمقه بنظرة ذات مغذى:
-عايزينك في الإدارة ياباشا
تراجع جواد يعقد ذراعيه على صدره
-بطل صياعة وهات من الاخر انت كبرت على كدا، انت عارف انا خلاص مش راجع تاني ودا مش لحاجة، لكن حقيقي تعبان كفاية عليا الولاد ومصايبهم
أدار باسم تلك التحفة التي توضع على مكتبه
-بتكلم جد ياجواد محتاجينك في الإدارة، قضية كبيرة وناس كتيرة يعتبر حماية البلد
إتكأ على مقعده ونظراته تحاوط باسم قائلاً:
-على عيني ياباسم ، لكن عندي اللي يمنعني، حالة قلبي ماتتحملش صدقني، لو تلاحظ مبقتش أخرج زي الاول وكل شغلي على التليفون واللاب
-أنت مخبي عليا ايه يا صاحبي..هز رأسه :
-مفيش شوية تعب ومش عايزهم يأثروا على الصحة العامة
اومأ باسم برأسه ثم دقق النظر بعينيه يستشف أي شيئا، ولكن خاب ظنه ، استند على المكتب بذراعه:
-طيب اسمعني كويس علشان مترجعش تقول خبيت عليك ..قص له ماسيفعلونه ..هب من مكانه مستندا بذراعه:
-ابني لا..ابعد عن جاسر ياباسم، وقولت لك قبل كدا الموضوع منتهي، ابعد جاسر ياباسم لو سمحت، انا مش متحمل وجع تاني
-إنت اللي بتقول كدا ياجواد
قطع حديثهما دلوف الخادمة بمشروبتهما..وضعتها فأشار لها بالخروج
-الموضوع دا تنساه سمعتني ، أدار جهازه يشير إليه
-اتفضل جوا بيتي من مجرد اسم ابني بقى عندهم، تخيل بقى لو وصلهم اللي عايزين تعملوه، باسم ابني لا ومش هتكلم تاني
-معقول ياجواد، كنت مفكر انك مستحيل تعارض
أشار على قلبه :
-دا ضعف ياباسم مبقاش متحمل بحاول اكون قوي قدام الكل، بس الحقيقة أنا خلاص مابقاش فيا حيل افضل طول الوقت قلقان على ابني، كفاية عليا ياسين لو سمحت، انا هنا بكون على نار وهو هناك على الحدود، فقدان الولد اهون من انتظار خبره ياباسم انا عايش كل دقيقة وهم بعيد عني على اعصابي مش اعتراض أبدًا انا استودعتهم عند ربي، بس دا ميمنعش اني اخاف عليهم ..اومأ باسم متفهمًا
-ابنك عايز كدا..وانا قولت لا ياباسم قالها لأول مرة بعصبية حتى فقد السيطرة على اعصابه، وهاج :
-جاسر لسة لحد دلوقتي متهور ابني وعارفه، عايز يوصل بسرعة، حتى ولو على حساب نفسه وعيلته، مش قادر يستوعب مراته حامل لقدر الله لو حصله مكروه ممكن يخسر كتير، انا بقول لو مجرد مكروه تخيل بقى لو وصلوا لنقطة زي ابنه ومراته ، انا عيشت الأحداث دي وانت اكتر واحد قد ايه عانيت منها، ياريت ياباسم تحاول تقنعه، صهيب ضغط عليه بجنى، لكن هو متهور مش عايز يوزن الامور، مفيش حاجة بتيجي من يوم وليلة
بعد فترة دلفت غزل إليه وجلست بمقابلته، خلع نظارته الطبية واتجه ببصره إليها:
-مالك ياغزل ؟!
استدارت إليه تضع أمامه بطاقة دعوة:
الكارت دا جه لجنى من شوية، امسك الكارت يطالعه ثم ابتسم
-برافو عليها حبيبة عمو، عرفت توصل لقلوب الناس بسرعة
اشاحت غزل بنظراتها بعيدًا عنه مردفة:
-بس ابنك رافض تحضر الحفل، نظر إليها بذهول
-دا اتجنن، هي اللي قالتلك
هزت رأسها بالنفي:
-سألتها أنكرت، لكن عرفت من جاسر ..كور جواد قبضته ثم نهض من مكانه:
-هو فين دلوقتي
-خرج مع جواد من شوية..
-ابعتيلي جنى، وعايزك ترتبي تحضريها للحفل
-جواد ايه اللي بتقوله دا هتروح إزاي
-غزل انا لسة عايش ممتش علشان ابنك يتحكم فيها كدا، يروح يتعلم من عز اللي من مكان لمكان خلف ربى ، الواد مبقاش حد قادره
مساء اليوم التالي، تجهزت جنى تنظر ياسين لتوصيلها ..دلفت عاليا إليها
-الله الله ياجنجون طالعة قمر حبيبتي احتضنت كف عاليا
-أنا مضايقة علشان جاسر لو عرف هيقلب الدنيا عليا
رفعت ذقنها واجابتها
-هو إنتِ اللي طلبتي ولا عمك اللي أمرك بكدا، حبيبتي اكيد جاسر هيتفهم الموضوع، هو غيور شوية، حاولي تراعي الحتة دي، ابتعدي عن الأجواء اللي تضايقوا، أهم حاجة انك ترفعي اسم الألفي وتطلعي قد الثقة
ابتسمت تشير بيديها
-ياسين مستنيكي تحت، ومش هيسيبك، خلي بالك لو حد عاكسه هنفخك أنتِ وهو ..
ضحكت جنى بصوتها الناعم :
-حاضر هقدمه على أنه صديقي المقرب..
لكزتها وهما يتحركان مردفة:
-لا حبيبتي قدميه على أنه جوزك ..توقفت جنى تطالعها بذهول:
-لا طبعا بعد الشر على جاسر، ربنا مايحرمني منه يارب
وصلت حيث وقوف ياسين ، رمق عاليا بنظرة خاطفة يغمز لها بطرف عينيه
-جنجون هتتخطف مني النهاردة، تخيلي كدا لو حضرة الظابط قفشنا ..اقترب جواد يطبع قبلة مطولة على جبينها
-بنتي الحلوة يحللها كل حاجة ، وبعدين الحلو لازم يتخطف، استدار يلكم ياسين بخفة:
-إنت اهبل يالا..اومال رايح ارجوز معها ولا ايه، عيونك عليها
-روحي لبابا، حاولي متتأخريش
اومأت برأسها وتحركت ..
بعد قليل وصل جاسر متوقفًا أمام جواد حازم:
-هبدأ من اول الاسبوع، عايز اقعد كام يوم هنا علشان جنى بقت تزعل من غيابي، عايزك تمشي زي مارسمنا بالظبط
-إن شاءالله حبيبي، ربنا يوفقنا ونقدر نعمل حاجة ..تحرك إلى منزله
دلفت غزل الى جواد:
-جاسر رجع هو مش المفروض سافر
نظر بساعة يديه وأجابها
-لا هو هيسافر أول الشهر
جحظت عيناها مصدومة:
-أكيد بتهزر ياجواد، انت هتولع الدنيا بينهم كدا..
-ليه ياغزل، اولع بينهم علشان قولت للبنت روحي حققي نجاحك، طيب ماهو بيسافر الأسابيع علشان نجاحه، ياريت ماتدخليش بينا ياغزل..اطلعي اوضتك وقولي له ينزلي
-جواد لو سمحت
غزل .. صاح بها غضب، ثم اقترب منها
-من إمتى كلامي مابيتسمعش ايه يامدام شوفتيني كبرت وخرفت ولا ايه ..قولت اطلعي وابعتيه ..هزت رأسها وتحركت متجهة للخارج
كان متجهًا للأعلى فتوقف عندما صاحت غزل
-جاسر كلم بابا !!
قطب جبينه وتسائل:
-ليه تعبان ولا حاجة ..تحركت من جواره تحاول ألا تضعف أمامه
تحرك ملقيًا السلام على والده
-عامل ايه ياسيادة اللوا ...أشار جواد بعينيه على المقعد
-اقعد عايز اتكلم معاك في موضوع مهم
توقف أمام والده مذهولًا!!
-ايه اللي حضرتك بتقوله دا
رفع جواد فنجانه وارتشف بعض منها ثم رفع نظره إليه
-بقولك حفلة فيها جميع المشاهير، وجالها دعوة ليه اخليه ترفضها، مراتك من حقها تحقق ذاتها، ايه الغلط في كدا
تلاحقت انفاسه من شدة نيرانها، وانتباته حالة من الجنون فمن يقترب منه الان سيحترق بها، حاول السيطرة على غضبه احترامًا لشخص والده ..
سحب نفسًا عله يستطع الحديث، ثم جلس على المقعد ونظرات جواد تحاصره من حينٍ لآخر، نظر لردود أفعال وجهه التي تكاد تنفجر من الغضب..حاول تهدئته
-اسمعني كويس ياجاسر، أنا مبحبش ادخل في حياة حد فيكم وزي ماانت شايف، رغم مصايبك في بداية جوازك بس كنت بسيبك مكنتش بدخل، ودا مش علشان اني مقدرش ..لا دا علشان حياتكم الشخصية، لكن أفعالك مبقتش تحتمل، رغم أنا بغلط صهيب وعز لكن إنت تجاوزت كل الحدود، وتأكد لولا البنت بتحبك وباقية مكنتش اتحملت اللي انت عامله دا
ارجع جسده متكئا على ظهر مقعده الجلدي وتابع حديثه:
-مراتك دلوقتي ليها جمهور واسم بين الناس، ودا من اجتهادها وحبها لشغلها غير طبعا موهبتها اللي وصلتها لكدا، مش من حقك انك توقف قدام نجاحها وخاصة بعد ماوصلت للمكانة دي
تفاقم الغضب بداخله من حديث والده، واكفهر وجهه فاتجه بنظراته الغاضبة
-أنا مش عايز النجاح دا يابابا، مستحيل اوافق على كدا
توقف جواد من مكانه واستدار يجلس بمقابلته
-يبقى انت اناني زي ماعمك قال ياحضرة الرائد، مراتك النهاردة اختروها سفيرة النوايا الحسنة لحب الجميع لشخصها، ادخل وشوف الناس بتتكلم عنها ازاي ، ولا معجبينها بيزدوا ازاي،
امال بجسده وغرز عيناه بمقلتيه
-لوحاتها بقت بتطلع للخارج، وعليها اقبال وحضرتك جاي عامل فيها ابو لهب وتقول يجوز ومايجوزش
يبقى اسمح لي هنا انا اللي هقف لك وأقولك انت اناني
هب من مكانه وأشار لوالده ملوحًا بكفيه بالهواء مستطردًا بهياج بعدما فقد السيطرة على نفسه
-محدش له يدخل بينا حتى لو حضرتك مع احترامي لحضرتك دي مراتي انا، وأنا بقولك الحال دا ميلزمنيش، وبدل راحت الحفلة من غير اذني يبقى تتلقى وعدها بقى
قالها وغادر سريعًا كالمطارد
تحرك إلى سيارته واستقلها متجهًا إلى المكان الذي يوجد به الحفل
قاد السيارة بسرعة جنونية كعاصفة هوجاء تلتهم كل من يقابلها ..
غزل صاح بها جواد، لتخرج من غرفتها مهرولة
-في ايه ..كلمي جنى بتصل بيها مبتردش، حاولي توصلي لها وانا هلحق ابنك المجنون، لو ردت عليكي خليها تخرج من الحفلة
بالحفلة كانت تقف بجوار ياسين، نظرت حولها ثم أردفت:
-ياسين ياله نمشي ..استمعت إلى اسمها يردد بالمذياع، اومأ لها ياسين، وسحب كفيها متجهًا إلى المكان المسموح لها بالوقوف
-اتفضلي مدام جنى الكلمة لكِ
-شكرا كثيرًا للموجودين، وشكرا لثقتكم الغالية لشخصي، كنت أتمنى أن أحظى بتقديركم لشخصي، سعدت كثيرا باختياري لمنصب كهذا، ولكن عفوا اعتذر وأتمنى أن تقبلوا اعتذري لأكون ممتنة دون أن تفهموا رفضي بطريقة خاطئة، فأنا بعد عدة أسابيع سأحظي بجنيني ولم افكر بالابتعاد عنه، شكرا كثيرا لثقتكم الغالية وأتمنى أن تقبلوا اعتذاري ..قالتها متجهة تهز رأسها بإمتنان لهم ثم تحركت إلى ياسين الذي ذهل من رفضها ..سحب كفيها يساعدها على الحركة، ليصلا إلى طاولتهم المخصصة:
-جنى ايه اللي عملتيه دا ..طالعته معتذرة
-مقدرش ياسين مش عايزة جاسر يزعل، وفي نفس الوقت ابني هيجي قريب ..عايزة اهتم بابني وجوزي ماليش أنا في الشعارات دي
❈-❈-❈
وياله بقى علشان بجد حاسة اني بسرق، ابتسم وتحرك للخارج بجوارها وهناك أعين كانت تحاصرهما مع التقاط صورهما ..خرج بجوارها متجهين لسيارته ولكنه توقف متسمرًا بمكانه وهو يرى جاسر مترجلا من سيارته:
ارتجف جسدها من هيئته، مع ارتفاع رنين هاتفها ، توقف يشير بيديه بطريقة مسرحية
-اهلا مدام جنى، نورتي الحفل والله، ياترى الأميرة عيونها سفيرة علشان تحل المشاكل ولا علشان تعرض جمالها قدامهم ..اقتربت منه تحتضن ذراعيه
-حبيبي ممكن نتكلم في بيتنا مينفعش كدا ..اومأ برأسه وضحك ساخرا
-أيوة ماهو المدام مشهورة، أشار لبعض الكاميرات التي تلتقط صور المشاهير
-وبقت قدام الكاميرا فنانة عالمية
حاولت سحب غضبه فلفت ذراعها حول خصره:
-نمشي حبيبي لو سمحت، لينا بيت اعمل اللي انت عايزه
انحنى يحتضن ثغرها مع التقاط الصور حولهما ، ثم رفع رأسه غامزا لها
-الصورة كدا أحسن ياروحي ..جز ياسين على شفتيه بغضب، وتحرك إلى ذاك المصور بعدما حاوط جاسر خصرها وتحرك لسيارته مغادرًا المكان
توقف أمامه يخرج صورته العملية
-عايز الفيديو اللي اتصور حالا، تراجع الصحفي معترضًا ولكنه حاوره بطريقته ليجذب منه كاميرته ويقتطف ذاك الفيلم متحركا لسيارته دون حديث آخر
وصل إلى منزله بعد قليل، وصعد إلى الغرفة دون حديث ، دلف للحمام دقائق ، وخرج يتمدد على فراشه دون أن يخاطبها، اقتربت منه وحاولت الحديث معه ولكنه لم يعريها اهتمام
بالصباح الباكر استيقظ من نومه وجدها تغفو بأحضانه رغم شعوره بها طيلة الليلة إلا أنه لم يحزنها وضمها لأحضانه ..انحنى يطبع قبلة على جبينها
-أنا بقى لازم اعاقبك عقاب متتخيلهوش ياروحي
استيقظت بعد فترة تبحث عنه ، لم تجده، تنهدت ظنا أنه بالاسفل ، اتجهت بعد قليل للأسفل تجلس على طاولة الطعام بعد إلقاء تحية الصباح
-هو جاسر فطر ولا خرج من غير فطار محستش بيه..رمقت غزل جواد بنظرة حزينة ثم اجابتها
-لا هو سافر حبيبتي لشغله
-ايه سافر!!
بعد شهر كان يقود سيارته الجيب مرديًا نظراته الشمسية يتحدث بهاتفه
-انا عندي شغل مهم قوي ياجنى، مينفعش اسيبه
أجابته على الجهة الأخرى وهي تجلس بألم بسبب ثقل جسدها فلقد أوشكت على انتهاء الشهر الثامن
-جاسر حاسة هولد قبل ميعادي بقولك اهو مستحيل أولد وانت مش موجود، كفاية عقاب بقى حرام عليك وحشتني يارب اموت لو محضرتش توقف مرة واحدة حتى أوشكت السيارة على الانقلاب
-بعد الشر عليكي، ليه تقولي كدا، عايزة توجعي قلبي وخلاص، جنى أنا مضغوط بالشغل عارف اني تعبتك وزودت تعبك بغيابي لكن والله غصب عني حبيبي
بكت بصوت مرتفع تمسح دموعها
-أنا ماليش دعوة من حقي تبقى موجود جنبي الفترة دي، ودلوقتي انا تعبانة وعايزة ارتاح قالتها وأغلقت الهاتف وانهارت تبكي بصوت مرتفع
استمعت عاليا لصوت بكاؤها فدفعت الباب تبحث عنها
-جنى مالك حبيبتي ؟!
احتضنت عاليا وصوت بكاؤها لم تسيطر عليه حتى وصل إلى غرفة أوس بالطابق الأسفل، تحرك إليها سريعا ظنا أنها تتوجع بحملها ..طرق على باب الغرفة
-جنى ادخل..اتجهت عاليا إليه سريعًا
-اسفة ياباشمهندس ممكن طنط غزل تطلع تشوفها انا معرفش مالها
اومأ متفاهمًا وهبط للأسفل يبحث عن والدته
دقائق وصعدت غزل وجدتها تغفو على ساق عاليا تغفو ولكن شهقات بكاؤها متواصلة ..دلفت تنظر لهيئتها بخوف
-حبيبتي مالها جنى ..مسحت عاليا دموعها التي انزرفت رغما عنها من حالة انهيارها
-معرفش دخلت لقيتها كدا ..جلست بالجانب الآخر تجذب رأسها من فوق ساق عليها تضمها لأحضانها
-جنجون حبيبتي مالك أنتِ تعبانة، حاسة بإيه أغمضت عيناها قائلة:
-عايزة انام ..عايزة انام بس
مسدت على خصلاتها بحنو أموي تهمس لها بحنان أموي
-حبيبتي الجميلة نامي ياقلبي، ظلت لبعض الوقت ثم همست لعاليا
-قومي خدي راسيل من جواد عنده ايهم ومسك زمانهم جننوه
توقفت تشير إليها
-أنا هبات معاها مستحيل اسبها كدا
-شكرا ياعاليا على وجودك دايما جنبها، ربنا يبارك فيكي حبيبتي
-ايه اللي بتقوليه دا ياطنط، جنى اخت ليا مش مجرد مرات اخو جوزي
استمعت لصوت ياسين بالأسفل
-هنزل شكل ياسين وصل ..اومأت لها بإبتسامة فصاحت بها
-عاليا ..أنا هبات مع جنى خليكي مع جوزك يابنتي مينفعش يكون راجع من سفر وتباتي برة ..توردت وجنتيها مبتسمة ثم تحركت
بعد قليل دلف جواد إلى غرفة جنى
-نهى وصهيب كانوا هنا وعايزين يشوفها، قولت لهم انها نايمة، محبتش يشوفوها كدا
تنهدت غزل تنظر إلى نومها بأسى
-ينفع اللي ابنك بيعمله دا شهرين وهو غايب عن مراته، دا ياسين معملش زيه في آخر أيام ولادة عاليا ، جلس بالجانب الآخر بجوارها
ابنك دا حيوان ولما يرجع بس ..يارب ميكنش اللي بفكر فيه يطلع صح
المهم نامي حبيبتي جنبها وانا عندي شوية شغل تحت
أومأت برأسها ووضعت رأسها بجوار جنى بعدما فقدت اتزانها بسبب شعورها بالنوم
عند جاسر تحرك بطريقه المعتاد نظر لتلك المهرة التي تتحرك أمامه بسرعة ، فضغط على مقوده لتسرع السيارة بطريقها
توقفت الفتاه تشير إليه بغضب
-استنى قدامك ترعة يافندم، ولكنه تحرك كما خطط، فهرولت خلفه وهي تعتلي مهرتها تصرخ بصوت مرتفع ليتوقف، نظر من مرآة السيارة وابتسامة خبيثة على وجهه، ثم استدار سريعا بخفة بعدما وجد جدول مائي كبير، ولكن لم يعد السيطرة على السيارة لتصطدم بتلك الشجرة وفينصدم جبينه بقوة بها، هرولت لوقوف السيارة، وهبطت بخفة ورشاقة متجهة إليه ، فتحت باب السيارة وحاولت ايقاظها ..فاق بعد دقائق ينظر لجبينه الذي نزف قليلا بسبب اصطدامه
-إنت كويس، رفع نظره إليها
-أيوة..نظر حوله ورسم ذهوله
-ايه اللي حصل، أغمض عيناه وتصنع التذكر ، ساعدته على الخروج من السيارة
-لازم تنزل من العربية حالا، العربية بدخن ممكن تنفجر..ابتسم إليها ابتسامة خلابة مما جعل وجنتيها تتورد
-بتضحك على ايه، متعرفناش شكلك مش من الوادي
اومأ لها يبحث عن هاتفه ونظارته
-أنا فعلا مش من الوادي، بس جالي وظيفة هنا
-وظيفة !! تمتمت بها بإستغراب
تحرك يبحث عن محرمة بسيارته ليزيل بعض الدماء من فوق جبينه
ناولته محرمتها
-اتفضل، ملست بأناملها على جرحه
-لا حاجة بسيطة مش مستاهل، بس شكلك ماهر اوي في السواقة
هز رأسه ومازالت ابتسامته تزين ملامح وجهه ..توقفت متسائلة
-مقولتش انت هتتوظف ايه هنا
-طبيب بطري في مزرعة النايب هادي الجيار..توسعت عيناها بذهول تشير لنفسها
-مزرعتنا ..!!
قطب جبينه متصنع الدهشة
-ايه دا هو أنتِ بنت صاحب المزرعة
اوووه دا ايه الصدف الحلوة دي
أشارت إلى سيارته واردفت:
دلوقتي عربيتك ياحرام عايزة ميكانيكي، لو مش عارف البيت تعالى معايا علشان تقابل ماما
ضيق عيناه متسائلاً :
-ماما مش المفروض اقابل بابا، أجابته بحزن من عيناها :
-معتقدتش انك هتقابله ماما هي المسؤولة ..تحمحم بعدما وجد اثار الحزن على وجهها:
-هو والدك مش موجود، يعني متوفي، بس انا جالي خطاب أنه هو اللي طالب طبيب بيطري
ضحكة ساخرة خرجت من فمها تعالى يا.. توقفت مردفة:
-مقولتش اسمك ايه !!
نظر لنظارته واجابها باختصار غريب، اسمي غريب..طالعته بإعجاب مستنكرة الاسم ثم اردفت :
-مش الاسم غريب شوية!!
ابتسم لها متمتمًا:
-ماانا بقولك اسمي غريب، ضحكت بصوت أنثوي تلوح بكفيها
-لا مقصدش، انا قصدي اسم غريب مش ماشي على شخصيتك
رفع حاجبه ساخرا من ردة فعلها واجابها ما
بعد عدة أسابيع نهضت من منامها تصرخ من شدة آلامها هبت نهى من نومها بعدما قررت بأخذها منزل والدها إلى حين عودة جاسر
بكت بصرخات مرتفعة افزعت الجميع ، هرول عز إليها وجد والدتها تساعدها على ارتداء ملابسها
-حبيبي جهز العربية اختك شكلها بتولد ..
تحرك سريعا بثيابه المنزليه إلى الاسفل ، ليحضر سيارته، بينما توجهت إليها ربى
- ولادة ولا ايه !!
اومأت نهى تشير إليها :
-كلمي ماما بسرعة ياروبي، انا هاخدها مع عز وعمك، شكلها خلاص
بكت تصرخ باسم زوجها، ضمتها ربى تنظر إلى نهى
-حضرتك هتنزلي بالبيجاما، انا معاها لحد ماتغيري..هرولت نهى بعدما لاحظت ثيابها، قابلها صهيب
-فين البنت يانهى!! ..فوق هغير بس رُبى هتنزلها فين عز يساعدها
صعد صهيب لاابنته بقلب اب متلهف
-حبيبتي ياله انا معاكي
-جاسر يابابا اتصل بيه انا عايزة جوزي
حاوطها من أكتافها ينظر إلى ربى
- رُبى هتتصل بيه ياقلبي ..ياله وهو هيجي لنا هناك ياله
وصل بعد قليل للمشفى بعد تجمع العائلة بالمشفى..قامت الممرضة بتجهزيها للولادة رفعت رأسها بإنهاك
-ماما جاسر مجاش.!!.ملست غزل على رأسها تقبلها
-جاي في الطريق حبيبتي ، الطيارة على وصول، باباه كلمه ودقايق وهتلاقيه
أطبقت على جفنيها تضع كفيها على بطنها متألمة
-ماما هو أنا هموت..!!ارتعبت نهى لحديثها :
-حبيبتي ايه اللي بتقوليه دا، أغمضت عيناها تهمس اسمه ثم غابت بسبب إنهاكها..بكت نهى
-البنت تعبانة قوي ياغزل، الولد فيه حاجة ولا إيه..حاولت امتصاص رعب نهى قائلة:
-ايه اللي بتقوليه دا، كل الحكاية الولد مقلوب ، أن شاءالله خير هروح اصلي وادعي لها ..تحركت غزل سريعًا من أمامها اتجهت ترمق جواد الذي تفهم نظراتها فتحرك خلفها
-ايه ياغزل الوضع مش مطمني البنت بقالها ساعتين جوا، ودكتور داخل ودكتور خارج، اتجه بنظره لصهيب
-ابوها هيموت من القلق محدش بيطمنا ليه
-الولد الحبل السري لافف عليه وهيتعملها عملية خير إن شاءالله المهم جاسر فين مش مبطلة سؤال عنه
نظر بساعة يديه:
-الطيارة المفروض تكون وصلت القاهرة إن شاءالله خير ويلحقها
وصل إلى المشفى بخطواته المهرولة، وكأن المسافة تقاطعها الآلاف الكيلومترات..
-جنى عاملة اايه .!!..رفع صهيب نظره إليه بنظرات معاتبة، قاطعت ربى نظراتهما
-ادخلها بابا وماما معاها جوا وطنط نهى ..دلف سريعا بقلبًا ينتفض اشتياقًا على محبوبته ، وجد الممرضة تجرها لداخل غرفة العمليات ..
-استنى..صاح بها وتحرك سريعًا إليها
انحنى يقبل جبينها
-حبيبتي انا هنا، جنى سمعاني
همست باسمه ..ابتسم يحتضن كفيها روح وقلب جاسر
رفع رأسه للممرضة هدخل معاها، مش هسيبها لوحدها ..نظرت للدكتورة أومأت لها ...اشارت لممرضة أخرى
-خليها تجهزك، هي رفضت دخول العمليات قبل وصولك ..ابتسم وانحنى يهمس بجوار أذنها
-بحبك مهلكة قلبي ، هستناكي إنت كنان، متتأخريش على حبيبك..ابتسامة ظهرت على ملامحها لتغلق عيناها وتذهب بنومها بسبب مخدرها
بعد فترة قليلة استمع لبكاء طفلهما ابتسم يلمس على خصلاتها
-جنى افتحي عيونك ياقلبي كنان جه
حملته الممرضه وتحركت إلى الطبيب الذي يجاور غرفة الولادة ..سأل الطبيبة
-هي اخدته فين!؟
-الدكتور يطمن عليه متخافش عليه، هو كويس لكن زيادة تأكيد
بعد فترة فتحت عيناها تردد
-جاسر ابني ..قبل كفيها الذي يحتويه بين راحتيه
-أنا هنا حبيبي.. دقائق واستفاقت بالكامل ...فتحت عيناها وجدته يضع رأسه بالقرب من رأسها
-وحشتيني ياروح جاسر
-فين ابني!!..أشار لنفسه
-يعني أول حاجة تسألي عليها ابنك وجوزك لا
رفعت عيناها ونظرت إليه بعتاب:
-لسة فاكرة إن ليك حبيبة، مش هقول زوجة، شبعت عقاب ياترى ولا لسة ، اتمنيت أموت وأنا بولد علشان ترتاح مني وارتاح من عقابك المؤلم دا، عرفت تاخد حقك قوي ياحضرة الظابط
-"جنى " حقك عليا، أنا آسف ..بكت تضع كفيها على جرحها، لا تعلم ابكي من آلامها ام تبكي من اشياقها وعقابه لها..أسند رأسها يجذبها لأحضانن
-كدا يا جنى عايزة تموتيني، ارتفعت شهقاتها
-أنا كنت بموت كل يوم وحضرتك بتعاقبني، عملت ايه لدا كله قولي ياحضرة الظابط، ليه دايما بتوجع فيا من أقل غلط ليا، علشان بحبك اكتر من روحي، بتذلني بحبك ياجاسر
احتضن وجهها
-اشش اهدي حبيبي بلاش تتكلمي وأنتِ كدا، صدقيني بتغلطي، انا بس مضغوط في الشغل..مقدرش ابعد ياروحي ..ازال دموعها يبحر بعيناه على ملامح وجهها التي انطفأت بالكامل :
-كدا ينفع، عملتي في نفسك ايه، ليه وشك مخطوف كدا، دي الأمانة اللي حافظتي عليها
مازالت عبراتها تنزل على وجهها بصمت تنظر له بإشتياق، رفعت أناملها على وجهه:
-عايزة ازعلك وقلبي مش مطوعني
انحنى يضع جبينه فوق جبينها
-علشان قلبك معايا مالكيش سيطرة عليه..تعمق بعيناها
-زي ماانتِ مسيطرة على قلبي، قالها وهو يلتقط كرزيتها عله يعود روحها التي ماتت بسبب غيابه
بعد فترة مازال جالسًا بجوارها ينظر لنومها بسبب ادويتها، دلفت نهى بابنه
-لسة نايمة اومأ لها قائلا
-فاقت شوية، وتعبت الدكتورة عطت لها مسكن، هي ليه عاملة كدا، حضرتك قولتي هتراعيها
ربتت على كتفه وجلست بجواره وهي تحمل ابنه
-هي الحامل بتكون كدا ، يومين وتفوق، غير طبعا غيابك أثر على نفسيتها ..مسد على خصلاتها:
-غصب عني والله، حاولت بس معرفتش
-ولا يهمك حبيبي، عارف جنى مبتقدرش تزعلك، المهم كنان انا جبته بلاش يكون في غرفة الاطفال خليه هنا، باباك اللي قالي اجيبه
تناوله منها ثم طبع قبلة على جبينه، يشكر الله على نعمته
-بابا شافه..أومأت له بابتسامة
-أيوة ياسيدي واذن له كمان، ربنا يبارك لكم فيه، خلي بالك منها ..قالتها ونهضت للخارج ..مازال ينظر لطفله ..ابتسم عندما رفع الطفل كفيه الصغير يبكي..دلفت غزل تأخذه
-هاته حبيبي، طنط نهى تعبانة انا خليتها تمشي
-مشيت ازاي، مالها!!
طالعته بحزن وتحدثت:
-بقالها فترة تعبانة، وبتاخد كيماوي ومحدش يعرف غيري أنا وباباك
هب من مكانه مذهولا
-كانسر!!..اومأت له بحزن وعيناها على جنى الغافية
-مراتك ياجاسر اهدى، غلطانة انا علشان فكرتك عاقل وقولت لك
انسابت دموعه متسائل:
-عمو صهيب يعرف؟!
هزت رأسها بالنفي:
-أنا وبابا بس اللي نعرف، وانت كمان حتى عز ميعرفش، اهتم بمراتك يابني
قالتها تحمل الطفل واتجهت به إلى الفراش الآخر تضعه عليه ثم تمددت بجواره..نظر إلى زوجته بقلبًا دامي
-دي ممكن تموت لو عرفت
بعد شهر ..بعدما أجل جواد سبوع طفلهما بسبب تعبها بعد الولادة ، أجله لكي تستعيد صحتها ، بغرفتها مساء حفلة سبوع طفلها
توقفت تنهي زينتها، استمعت لطرقات على باب غرفتها، فسمحت بالدخول
دلفت غزل بابتسامتها البراقة
-أم كنان خلصت ولا لسة..وضعت بعض أدوات تجميلها على طاولة الزينة وتوقفت متجهة إليها، بردائها الأخضر الزاهي، وحجابها الأبيض..احتنضتها غزل تستعوذ من عيناها
"قل اعوذ برب الفلق" ايه الجمال دا ياروحي، لا انا كدا اعترض إن حد يشوف قمري ويصيبها بالعين
انفرجت ابتسامتها بإتساع تشير لنفسها
-دا ليا ياطنط، اومال أقول لحضرتك ايه، دا ماشاء الله عليكي اللي يشوفك يقول اختي ..صمتت ضاحكة وهمست:
-بس من امتى طنط غزل تحولت وبقت من السات المصرية
قرصتها بوجنتيها :
-لفي ياغلباوية، يالي مغلبة ابني ومجننها
افلتت ضحكة أنثوية خافتة وأردفت بمحبة
-مين اللي مجنن مين ، بلاش تظلميني حضرتك..انسابت تلك القلادة التي تجمع صورهما مع ابنهما يوم ولادتها
-دي هديتي حبيبتي..اتمنى متخلعهاش، وعلى فكرة هتكون وراثية بما انك مرات الكبير، مرات أوس معها شبهها، لكن دي الأصلية وراثة من جد الجدود، وان شاءالله بكرة تلبسيها لمرات كنان
لمستها تنظر إليها من خلال المرآة
-حلوة قوي ياطنط، دي صورنا احنا التلاتة
احتضنت وجهها ثم طبعت قبلة على جبينها مردفة:
-مرات ياسين بردو معها واحدة يمكن شوفتيها، بس زي ما قولتلك عمك أصر انكم انتوا التلاتة تكونوا زي بعض، وطلب من الجواهرجي زيها، لكن دي بتاعة العيلة
اومأت مبتسمة
-فهمت ياطنط..بتر حديثهم دخول جاسر وهو يحمل طفله بجواره صهيب.
-جنجون خلصتي ..بتر حديثه وهو يطالعها بعينه العاشقة، تناولت غزل الولد وهي تطبع قبلة على جبينه، فاقترب منها وتعانقت نظراتهما بالنبض حاوطها يجذبها لأحضانه يضمها بقوة هامسًا إليها
"احبك بكل لغات العالم مهلكتي"
أخرجها من أحضانه ليعانقها برماديته ليصل إليها شعوره بها، دنى يهمس لها
"اطرديهم بدل مااطردهم أنا"
رجفة قوية أصابتها وخاصة عندما رفع نظره لوالدته
-عايز ابارك لمراتي ياماما لو سمحتي، الحج جواد كان بيدور عليكي، ثم اتجه لصهيب الذي يسبه وهتف
-سامعك على فكرة بس بعد اذنك كنت سامع حد بيدور عليك تحت
دفنت وجهها بذراعه تلكزه بعدما ارتفعت ضحكات غزل واقتراب صهيب منه
-إنت مش هتحترم نفسك يالا خالص، انت ايه ياشيخ جبروت
حاوطها بذراعه مبتعدا
-خلاص متزعلش، اقعد باركلها معايا، انا عارف الليلة دي عيونك فيها اصلا
ارتفعت ضحكات غزل وهي تجذب صهيب بعدما وضع الطفل بمهده
-تعالى ياصهيب ..سيبك منه
جلس صهيب على المقعد ووضع ساقًا فوق الأخرى
-طب بالعند في ابنك الفلاتي والله ماانا خارج..اتجه بنظره لجنى التي توردت وجنتيها
-معرفش عجبك فيه ايه، دا آخره ، استغفر الله العظيم يارب
حمل ابنه ووضعه بأحضان صهيب
-طيب خدو وانزل بيه الحفلة واعتبره ابنك متنازل عليه ..ولا أقولك خليك حارصه هنا لما اقول لمراتي كلمة عيب تسمعها..قالها وهو يجذب كفيها وتحرك للخارج
-يابن ال ...قالها صهيب ضاغطًا على ضروسه، رفع عيناه لغزل التي أدمعت عيناها من الضحكات
-فرحانة بابنك المنحرف
بعد شهرًا اخر من ولادتها
توقفت جنى بمعرضها أمام بعض الموجودين تشير لتلك اللوحة تتحدث عن ما تشير إليه
كان يتابعها بعيونًا هائمة لاحت نظرة إليه وهي تتحدث عن نوع الالوان، فوجدت نظراته تخترقها، حمحم مبتسمًا:
-آسف شردت شوية
هزت رأسها دون حديث، فتحدثت تلك الفتاة التي ترافقه:
-ميرسي بجد، عايزة اقولك من جمال اللوحة، مامي شبهتها بالموناليزا..وبتقولي كمان ألوانك زي العالم الأيطالي دافشني..
ابتسمت فأنار وجهها وأصبحت أيقونة للجاذبية..
-مش لدرجة دي يعني، دافشني مرة واحدة
توقف يخترقها بنظراته، هامسًا لنفسه:
-ماهذا الجمال الرباني، سبح بخضروايته على وجهها حتى توقفت عيناه على شفتيها التي بلونها الاحمر الطبيعي من يراها يقسم أنها متجملة بلونها الأحمر، حركته غريزته لتذوقها، مما جعله يغمض عيناه ومازال يحادث نفسه
-هل بمذاق الفراولة التي تشبهها ام الكريز..آفاق من شروده على صوت صديقته التي لكزته:
-أنا دلوقتي عذرتك يايزن، اوبس الجاليري واو بريفكت حبيبي
اتجهت بنظرها إلى جنى مبتسمة:
-أنا سعيدة بمعرفتي بيكي مدام جنى وأتمنى أن تقبلي دعوتي على للحفل
تراجعت جنى بخطواتها متجهة لمكتبها بخطواتها الأنثوية قائلة:
-سوري ..بعتذر منك جدا، انا مبحضرش حفلات، تحركت إليها
-بجد هكون سعيدة جدا لو حضرتي الحفلة، وكمان صديقاتي مش مصدقني اني اتعرفت عليكي، ارجوكي توافقي
ذهبت ببصرها لعاليا التي وصلت لتقف بجوارها
-اهلا استاذ يزن ..
اومأ برأسه :
-اهلا مدام عاليا
ضيقت جنى عيناها، فأشارت عليه
-استاذ يزن وأستاذة هالة كاستمر دائم للمعرض، الفترة اللي مكنتيش موجودة كانوا دايما هنا ويعتبر اشتروا نص اللوحات
ابتسمت الفتاه التي تدعى هالة
-شوفتي، وأنتِ مش عايزة تحضري حفل خطوبتي، صدقيني هكون سعيدة بوجودك
-تمام هفكر وارد عليكي
اقتربت هالة تتشبث بكفيها
-قولي موافقة، ثم رفعت عيناها لعاليا
-قولي لها عاليا، خليها تحضر، وكمان هكون سعيدة لو حضرتي معاها
اتجهت لمقعدها وجلست تضع ساقًا فوق الأخرى تطالعها بصمت ثم هزت رأسها
-إن شاءالله
ابتسمت الفتاة وتجلت السعادة بعيناها قائلة:
-أنا النهاردة اسعد واحدة، وميرسي جدا انك وافقت، اتجهت بانظارها لذاك الذي توقف صامتًا
-شوفت علشان اعاند في اصدقائي، واعرفهم أني مش كذابة
اومأت جنى قائلة :
-اوكيه بس مش وعد اكيد
حيتها مبتسمة وتحركت تشير للوحات
-هاخد دول لحد ماتحضري غيرهم بس عايزة المرة الجاية لوحة للفتاة الشابة الجميلة اللي عرفت تقلد دافشني في فترة بسيطة
ومتنسيش تكون بخشب المازونيت زي اللي اخدناهم ..اوكيه
هزت رأسها دون حديث، ثم أشارت إلى عاليا
-عاليا خليكي معهم لحد مايخرجو لهم لوحاتهم
بعد فترة جلست بجوارها عاليا
-جنى مالك ..رفعت عيناها إليها
-مش مرتاحة للناس دي
-ولا انا!!
سيبك منهم لازم ارجع دلوقتي ، زمان جاسر على وصول، يادوب الحق اجهز نفسي
غمزت عاليا بعيناها
-ياسيدي ياسيدي..جمعت أشيائها فاستمعت لرنين هاتفها، نظرت إليه، وعلت دقات قلبها كالطبول، فرفعت الهاتف وهي تتحرك للخارج تشير لعاليا:
-"جاسر"..نطقتها بسعادة هائلة لذاك العاشق
-إنتِ فين حبيبي ؟!
استقلت سيارتها وأجابته بنبرة سعيدة:
-مروحة، لسة خارجة من الجاليري، انت رجعت ولا لسة
توقف ينظر من نافذة مكتبه ورد عليها قائلا:
ساعتين حبيبي وأكون عندك إن شاءالله، عايزك تجهزي علشان هنبات برة
-نبات برة..رددتها بذهول ثم تابعت
-إزاي وكنان
اتسعت ابتسامته متذكر حديث والده منذ قليل فأجابها
-له بدل الجد اتنين والجدة اتنين، بس أنا ماليش غير حبيبة واحدة، وجنجونة قلبي مالهاش غير حبيب واحد مش كدا ولا إيه
ارتجف قلبها بالسعادة فهمست له:
-هستناك متتأخرش علشان وحشتني قوي
-قبل ماتجهزي هتلاقيني قدامك
"بحبك"..قالها وأغلق الهاتف اغمض عيناه مستمتعا ، وذهب بخيالاته إليها
❈-❈-❈
وصلت إلى حي الألفي بعد فترة قليلة ..دلفت للداخل قابلها جواد
-"جنى" اتجهت إليه بعدما قامت بخلع حذائها ذو الكعب العالي .
اسفة ياعمو، الشوز تعب رجلي ..سوري
جلس وأشار لها بالجلوس، نظرت بساعة يديها، تريد الصعود حتى تستعد لزوجها
دقق النظر بها ثم أردف:
-تعرفي واحد اسمه يزن العابدين
عقدت حاجبيها متسائلة:
-معرفوش قوي، دا زائر وزبون للجاليري، بس معرفوش شخصيا
طيب حبيبتي الزائر دا بصفته ايه يبعتلك ورد، وكمان دعوة على بيتك، هو ميعرفش إنك متجوزة، توقفت واتجهت تجلس بجواره:
-صدقني ياعمو أنا اتفاجأت بالحاجة زي حضرتك بالظبط، والغريب أنه كان في الجاليري من ساعتين تقريبا معرفش ليه بعت ورد البيت
احتضن جواد كفيها يربت عليهما
-إنت تعرفي لو جاسر كان هنا وشاف الورد دا ولا الكارت دا كان عمل ايه
اتجهت ببصرها لتلك الورود، ثم نظرت لعمها
-جاسر واثق فيا ياعمو، وعارف حبي له
اقترب يحتضن وجهها
-حبيبتي انا مبقولش هيشك فيكي، بس الغيرة نار يابنتي، والراجل اللي ميغرش على أهل بيته يكون ديوث، انا مش قصدي غيرة جنونية مريضة، أنا أقصد إن مفيش راجل محترم مش هيغير على مراته لما يشوف كلام زي دا
وانا عارف ابني ومتأكد هيقلبها عليكي ، فالناس اللي زي دي بلاش تديلهم وش حبيبتي
هزت رأسها وأجابته
-حاضر ياعمو، انا أصلا مابتكلمش غير في حدود شغلي، صدقني اتفاجأت بالحاجات دي
طبع قبلة على جبينها يمسح على وجنتيها :
-عارفك عاقلة ياجنى، حاولي تتلاشي غضب جوزك يابنتي
رفعت كفيه تلثمهما بمحبة
-حضرتك احسن عمو في الدنيا ربنا يبارك لنا في حضرتك ياعمو
زاغت ابصارها بالغرفة ثم تحدثت
-جاسر هيرجع النهاردة، كلمني وقالي قدامه ساعتين ويكون في القاهرة
ابتسم على خجلها فأردف مشاكسًا
-ودا جاي ليه، مش لسة ماشي من شهر ..توسعت عيناها تنظر إليه بذهول:
-شهر ياعمو شوية
قهقه عليها بصوت مرتفع، يشير بيديه
-قومي ياختي، قال شهر شوية
تحركت سريعا من أمامه، فاوقفها قائلا
-"جنى" بلاش تعرفي جاسر بحاجة النهاردة، بكرة احكي له ..ابتسمت ثم تحركت ..وصلت لغرفة ابنها
-كنان عامل ايه
أجابتها بعملية:
-كويس يامدام، مصحيش كتير النهاردة ، والدكتورة اخدته ساعتين عند الباشمهندس
انحنت تطبع قبلة على جبينه
-حبيب مامي وحشتني ، طبعت قبلة على وجنتيه وهي تحتضنه
-ياختي كميل شبه بابي ياناس
وضعته بمهده ثم اتجهت لمرحاضها وقامت بتجهيز نفسها
مر الوقت إلى أن جاء موعد وصوله ..تحركت تقف أمام المرآة تنهي زينتها، استمعت إلى صوت سيارته بالأسفل
لمعت عيناها بالسعادة مع دقاتها العنيفة، دقائق واخترقت رائحته رئتيها استدارت تنظر إليه بعدما استمعت لفتح الباب، بعيونًا عاشقة وبإشتياقها الكامن بصدرها، طالعته ثم هرولت إليه تعانق رقبته مما جعله يحملها يدور بها يضع رأسه بعنقها
-وحشتيني ياجنتي
دفنت وجهها بحناياه واغمضت عيناها
-شهر ياجاسر، ينفع كدا ، دا لو بتعاقبني مش هتعمل كدا
رفع ذقنها محتضن خاصتها لفترة من الوقت، فصل قبلته معتذرًا
-آسف..ضغط شغل
امسك كفيها يديرها وأطلق صفيرًا ثم جذبها بقوة لتصطدم بصدره ثم رفعها من خصرها
-خمس دقايق بس تغيري هدومك وتلبسي حاجة للخروج، أشار لتلك العلبة
-ألبسي دا وانا هاخد شاور، خمس دقايق بس ياجنجون بسرعة
-ليه رايحين فين ؟!
نظر بساعة يديه
-جنجون خمس دقايق حبيبتي
تحركت تجذب ذاك الرداء واتجهت للداخل
بعد قليل انتظرها بالأسفل
-ماما كنان امانة عندك ساعتين وراجعين
-متقلقش حبيبي قولتلي مليون مرة..
هبطت بردائها الأبيض الناعم وحجابها الأزرق ..طالعتها غزل بحب..تحركت إلى أن وصلت إليها
-طنط غزل كنان نايم لو صحي وديه لماما
ربت على كتفها
-اتبسطي مع جوزك ومالكيش دعوة بكنان
ابتسم بجاذبية لجمالها الذي سحر عيناه ، واسترسل وهو يعانقها برماديته يحتضن كفيها :
-مش عارف هنرجع امتى ياغزالة، قالها وهو يسحب كف زوجته متحركًا للخارج ، ظلت تراقب تحركهما إلى أن اختفى من أمامها
بعد فترة وصل إلى مكانًا على شاطئ البحر، هبط من الطائرة يشكر بيجاد
-يسلمو ابو نسب، لما احب ارجع هكلمك
لوح بيجاد وصعد بطائرته للأعلى، بتحركه بعيدًا عن إقلاع الطائرة
❈-❈-❈
وصل إلى جزيرة بجوار البحر ..ظلت تنظر حولها متسائلة
جاسر احنا فين ؟!
حاوطها بذراعيه، متجهًا لذاك المنزل الذي يشبه الكوخ هامسًا بجوار أذنها
-في قلبي ياروحي، عينك على حبيبك بس، مالكيش دعوة بكل دا
-يعني ايه، المكان دا مش في مصر أكيد، احنا برة مصر ياجاسر، أيوة
يالهوي عليك الولد ..
بتر حديثها يضع إبهامه على ثغرها
ودنى يهمس لها حتى لمست شفتيه وجنتيها:
-جنى ممكن تنسي كل حاجة دلوقتي، انا واخد تلات ايام بس بالعافية، ممكن ماتفكريش غير في جوزك ..لف خصرها بذراعه مطبق الجغنين وصدره يعلو ويهبط يدمغ وجهه بخصلاتها يستنشقها
-وحشتيني..قالها ثم رفع رأسها يعانق عيناها التي ارتجفت كحال جسدها لتهمس اسمه
مما جعله يعقد بخاصته علاقة منفردة تخصها وحدها ، ينثر عشقه المترنم على ثغرها ..لم يكتفي للعاشق ذاك فقط، ليسحب فؤاده فؤادها يخطف أنفاسها وروحها ليسكن اشتياقه وتهدأ دقاته بسعادة اللقاء، كأن لقائهما الاول ..ولكن لا يذكر لعاشق سوى تعانق النبض بالنبض والروح بالروح
بعد فترة ليست بالقليلة كانت تسكن بأحضانه أمام المدفأة يحاصرهما ذاك الوشاح الثقيل على اكتافهما
-عملتي ايه في الشهر دا
تسائل بها جاسر
رفعت عيناها إليه واجابته
-هكون عاملة ايه وانت بعيد، هتفضل كدا ، ليه عملت كدا
مرر أنامله على وجنتيها ينظر لثغرها الذي أصبح كالسراب لروحه مهما اقتنص منه لم يرتوي ثم تنهد قائلاً:
-احنا اتكلمنا كتير في الموضوع دا، ووعدتيني هتوقفي جنبي
رجعت كما هي تضع رأسها على كتفه قائلة:
-بس مبقتش قادرة اتحمل البعد دا، جاسر انت بتوحشني قوي، معقول شهر، كل مرة بقيت تزيد في المدة، وابنك بيكبر ولازم تكون جنبه
اعتدلت وجلست بمقابلته تحتضن وجهه
-حبيبي متزعلش مني بس بجد انت بتوحشني وانا مبقتش قادرة اتحمل
أغمض عيناه منتشيا بقرب أنفاسها وحديثها الذي نزل على صدره ثلجًا ليلطف لهيب صدره من الاشتياق، نظرت لحالته وعلمت أنها ضغطت عليه، فاقتربت تقبله ليجذبها إليه يستمتع برائحتها المسكرة، وكأن الله جل وعلا جمع عشقها بالكامل له ليتزاحم داخل قلبه
نهض من مكانه يحملها بين ذراعيه
-هقولك دلوقتي ازاي متحسيش ببعدي
بعد فترة كانت
تغفو بأحضانه يمسد على خصلاتها مرة ويمرر أنامله على وجنتيها مرة أخرى..جذب سجائره وابتسم على كلماتها قبل نومها، فقام بإشعالها ومازالت نظراته عليها، قطع نظراته إليها صوت هاتفها برسالة
-شكرًا ياجنى على قبول الدعوة، اتمنى يكون الورد والهدية عجبوكي ..
هستناكي سعادتي مش هتكمل غير بوجودك، سعيد جدا اني اتعرفت وقربت من بنت رقيقة وجميلة زيك، محظوظ قوي بالشهر دا، اول مرة أقرب من بنت ناعمة كدا، من وقت مالمست ايدك وانا مش على بعضي، يابخت جوزك بيكي.. انا بعد الساعات بسرعة علشان اشوفك تاني، وشكرا على القهوة، لسة حاسس بطعمها
توقف الدم بعروقه، حتى شعر بإنسحاب انفاسه، ابتعد عنها بعدما ألقى سيجارته بالمطفأة، ووضع رأسها على الوسادة، ثم توقف عندما أحس بإرتفاع حرارة جسده، وألم يغزو جسده بالكامل ..نيران محترقة تشعل بصدره حتى شعر بأنه يريد أن يصرخ من أعماق قلبه كالذي داخل قبرًا محطما المكان بأكمله
ركل المقعد بغضب ليهوى بقوة على الأرض، مما جعلها تتململ بنومها
فتحت عيناه مبتسمة
-إنت لسة صاحي ؟!
اقترب منها ونظرات جحيمية يريد إحراقها بها، ثم وضع الهاتف أمام عيناها
-ايه دا ومين ..؟!
نظرت للرسالة بصدمة تبتلع ريقها بصعوبة
جاسر..صفعة قوية على وجهها
لحظات واستمع إلى صوت بالخارج
بالجامعة
خرجت من الجامعة تنظر بساعة يديها ثم رفعت هاتفها:
-إنت فين ياعلي، اتأخرت قوي
-آسف ياهنا ..ربع ساعة وأكون عندك..زفرت بضيق ثم هتفت
-خلاص هاخد تاكسي، مش ضروري تيجي..قالتها وأغلقت الهاتف تتمتم
-لما انتوا مش قد الوعود بتوعودا ليه اوف..ارتدت نظارتها وتحركت للخارج..توقف أمامها
-أنا مسألتش الصبح عربيتك اتصلحت قولتي اه، بتضحكي عليا
زمت شفتيها مبتعدة بأنظارها عنه، جذبها من رسغها
-مبحبش الدلع يابت، اركبي بدل ماابوسك قدام الكل
توسعت عيناها تطالعه بصدمة
-إنت بتقول إيه..رفع نظراته فوق خصلاته مقتربا منها
-تحبي نجرب، اعملي حركة كدا وشوفي هعمل ايه
بتر حديثه رنين هاتفه:
-جواد ..انا محاصر
جذبها يدفعها بقوة بالسيارة ورفع هاتفه :
-الحق ياعمو جاسر !!