رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سيلا وليد



رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سيلا وليد 


الفصل السادس والثلاثون


وإليك أكتب .. سطرا وأدفن الآخر ..


خوفا .. حبا .. خجلا .. لا أدري ..


أحببتك حبا حراً طليقاً.... لا قيود فيه ..


أحببتك حبآ جريئاً ..... لاخوف فيه ..


بل أحببتك بمعنـى الحب .. 


فانه والله ليؤلمني :


 نبض عاص يركل قلبي...


وانها والله لتحاصرني:


 نظرات عين القت بروحي في مخدع روحك....


كبريائي الذي يقف بيني وبينك...


وانه والله ليربكني :


غضبك الحاد فيما يرتدي ثوب الهدوء ....


وأنك دفعتني الى ما آل اليه امرنا..


‏فحين نلتقي سيكون عليك...


 ان تتلو على قلبي تراتيل العناق حتى يغفر لك... ما ارتكبت من خطايا...


❈-❈-❈


هوت عاليا تمسك احشائها عندما فاق تحملها لتصرخ وتملأ الدنيا صراخًا، وكأن صرخاتها تحمله آلامها


هرولت رُبى إليها بعدما وجدتها بتلك الحالة، توسعت عيناها عندما وجدت الدماء تنساب على ساقيها، مما جعلها تصرخ باسم والدتها وأخيها بصوت واحدًا


"ياسين،ماما"


عند ياسين تراجعت مذهولة تطالعه بحزن :


-لدرجة دي شايفني خاينة!! ياياسين..استدار يضع كفوفه بجيب بنطاله ورمقها مشمئزًا:


-أنا بكرهك ياليليان، اكتر شخص كرهته في حياتي، مش علشان إنتِ غدرتي بيا، علشان قلبي اتكسر في وقت بسببك، ودلوقتي انا مش شايفك غير انك خاينة، تفتكري انا ..ولكن بتر حديثه على صوت أخته باسمه


هرول متحركًا بوصول سيف وجواد حازم إلى مكان عاليا، لأنهم الأقرب لمكانهم 


توقف سيف يطالعها متسائلاً:


-في ايه ياربى، كانت ربى وسنا تحتضن عاليا التي تصرخ :


-بنتي، انا بنزف ..آآه ، صرخت بها 


هرول جواد على سيارته متسائلاً :


-عمو سيف كلم طنط غزل 


توقف مذهولا وهو يراها تبكي بنشيج بأحضان ربى وتحتضن احشاىها ، نظر لفستانها الذي لُطخ بالدماء


انحنى يحملها بين يديه وبصوتٍ متقطع :


-عاليا ايه اللي حصل، طالعته بحزن تطبق على جفنيه، تهمس بنبرة متقطعة 


-ابعد عني متلمسنيش، حاول رفعها ولكنه لم يقو بسبب اثر جرحه، انحنى جواد الذي وصل بسيارته 


-سبها ياياسين انا هشيلها، كلم طنط غزل معرفش هنروح فين


تحرك سيف إلى السيارة 


-تعالى انا هوديكم مستشفى، لحد ماغزل وجواد يرجعوا


تحركت السيارة التي استقلها كلا من 


سيف وربى وياسين، ضمها لأحضانه بعدما جلس بالخلف بجوارها 


-عاليا متخافيش إن شاءالله خير، كانت تبكي من شدة الألم، وصرخاتها التي اخترقت روحه، انحنى برأسه ولف ذراعه يرفعها لمستواه، وكأنه يريد أن يضعها بداخل صدره قبّل رأسها وحاول التخفيف عنها بصوته الحنون:


-اهدي حبيبتي خلاص هنوصل المستشفى ، رغم كلمته العفوية إلا أنه اخترقت جدار قلبها ترفرف أهدابها كأن هذه الكلمة التي روت عطش قلبها وازالت آلام جسدها لتغمض عيناها تضغط على كفيه


-ياسين أنا خايفة بطني بتتقطع..مسد على وجهها ينظر لموج بحرها الممزوج بمياه عيناها:


-عاليا أن شاءالله هتكوني كويسة، عايزك تقوي علشان بنتنا، وضع كفيه بخوف بطنها كأنه يريد أن يأخذ من آلامها، وحدجها بنظرة عطوف قائلاً:


 


-حافظي على بنتنا سمعاني، ياله حاولي تتحملي شوية حبيبتي 


مسحت رأسها لأول مرة بصدره تبكي بشدة من شدة آلامها التي لم تعد تتحملها، ضغطت بقوة حتى انغرزت أظافرها بكفيه وانسابت بعض دمائها، ولكنه حاول التحمل وامتصاص وجعها 


وصل إلى المشفى بعد قليل ، بوصول جواد حازم خلفهما وسنا 


ترجل جواد سريعًا يحملها وهرول ياسين للداخل 


-دكتور هنا لو سمحتم ..خرج المسعفين ليتلقوها على فراش المشفى المتحركة، تحرك خلفها سريعا، احتضن كفيها وانحنى يمسح على خصلاتها التي انسابت بعد سقوط حجابها 


-عاليا أنا جنبك متخافيش ..أطبقت على جفنيها متألمة، وتحدثت بنبرة متألمة:


-متسبنيش ياياسين ، اخترقت 


كلماتها الموجعة جسدها لتنخر عظامه، توقف المسعفين وتحدثوا بعملية:


-هنشوف الدكتور


-لا ..عايزة دكتورة مش دكتور


أغمضت عيناها وازداد عرقُها مع شدة آلامها وصراخاتها التي ارتفعت مرة أخرى 


انحنى يقبل جبينها 


-خلاص حبيبتي اهدي


دار حول نفسه كالمجنون يشير للممرضات 


عايزة دكتورة بسرعة مراتي بتنزف 


اقتربت رُبى بجسد مرتجف بعدما تدهورت حالة عالية من شدة آلامها 


-دخلها ياياسين وانا هشوف دي ولادة ولا لا


نظر إليها كالغريق متذكر رسالتها ..فدفع الفراش بنفسه للداخل، يجذب كفيها كطوق نجاة 


-يالة ياروبي هتقدري ،طمنيني..طالعته بخوف واردفت:


-أنا هشوف، انا لسة ماوصلتش لمرحلة الولادة 


امسكها من أكتافها بعنف: 


-مرات اخوكي بتموت عايزك تطمنيني سمعتي، يالة اومال دكتورة ازاي 


اومأت بجسد مرتجف، وتحركت لفراشها، ووزعت نظراتها بينه وبين صرخات عاليا التي تصم الآذان، حتى شقت صرخة جدران المشفى، فهرولت إليها وبدأت تفحصها 


ابتسامة تجلت بعينها 


-ولادة، البيبي هينزل ، مش هتحتاج عملية..قالتها بفرحة تهرول للخارج 


-اوضة الولادة فين لو سمحتي 


أجابتها الممرضة:


فيها حالة ولادة حاليا يافندم، نظرت بزعر على صرخات عاليا 


ليه مفيش غير اوضة واحدة..اردفت بها ربى بذهول 


أجابتها الممرضة مرة أخرى:


-اتنين يافندم، واحدة فيها ولادة قيصرية والتانية ولادة طبيعية 


هرولت للداخل تصيح بالممرضة 


هاتي لي تجهيزات الولادة بسرعة


توقفت الممرضة أمامها مينفعش لو سمحتي الدكتور موجود ، لكن الاستاذ رافض عايز دكتورة


اقتربت روبي تجز على أسنانها 


-نسبها تموت،اتحركي انا دكتورة امتياز..قالتها ربى بدلوف غزل وجواد 


-ايه اللي حصل؟!


قالتها غزل وهي تتجه الى ياسين المحتضن كف زوجته يمسد على خصلاتها يمسح عرقها ويحاول تهدئتها 


-"ربى" ..صاحت بها غزل بعدما صرخت عاليا تحاول الأعتدال تضغط على كف ياسين 


-هموووت ..صرخة من جوفه يطالع والدته بدموعه التي انسابت رغمًا عنه 


-ماما..قالها وهو يضم رأسها لأحضانه:


-عاليا اهدي خلاص هروح اشوف الدكتور..هزت رأسها رافضة :


-لا متسبنيش ياياسين انا هموت قالتها ببكاء مرتفع ..احتضن رأسها يقبل رأسها وهي تأن بصراخ 


-لا ياعاليا هتقومي بالسلامة وتربي بنتنا ..


-ياسين اطلع برة ..قالتها غزل بعد ماوجدت اندفاع مياه الولادة بكثرة 


أشارت على جواد أن يسحبه للخارج 


جذبه جواد من ذراعه وهو مازال متشبث بها ينظر لوالده بعجز 


-تعالى حبيبي ، ياله علشان تصلي وتدعي لها 


انحنى يطبع قبلة على جبينها المتعرق، بعدما خفض صوتها ثم همس إليها :


"لولو هستناكي برة متتأخريش عليا بلقيس، ازال عبراتها ونظرت إليه بوهن. اقترب من شفتيها:


-ملك الهكسوس بيحب بلقسته ولكنها أغلقت عيناها لتذهب بنومها بعدما حقنتها طبيبة التخدير


بالمنزل عند جاسر


تحرك بعدما تركهما صهيب، يضمها من خصرها، حتى وصل لشجرة من التوت تشير إليها


-جاسر عايزة أكل توت


ضيق عيناه وتسائل:


-اسمه ايه البتاع دا..ابتسمت تحاوط خصره:


-توت يابن عمي هتستهبل 


هو لونه اسود ..تركته تسبه قائلة:


-بيستعبط ابن عمو جواد..لم تكمل حديثها عندما رفعها بين ذراعيه يغمز لها 


-تقلتي ليه يابت كدا 


قهقهت عليه عندما رفعها ووضعها فوق الجدار 


خليكي هنا وهطلع اجبلك البتاع دا 


مطت شفتيها كالأطفال قائلة:


-بسرعة ..


عاد إليها بعد دقائق معدودة يضع بعض التوت بكفه 


-طبعا لازم يتغسل، مينفعش يتاكل كدا 


هزت رأسها بالنفي: 


-ارميه خلاص، مش عايزة، عايزة اكل حاجة حادقة مش مسكرة 


ألقاه يطالعها وتصنع الغضب:


-بتهزري ياجنى..انحنت تحاوط عنقه


-بدلع عليك ياجسورة، بلاش مراتك تدلع عليك ..حاوط خصرها وأنزلها بهدوء


-ليكِ الدلال والدلع ياروحي، اومري بس ..تمسحت بصدره تضع رأسها عليه


-عايزة انام قوي، تعبانة من المشوار، مردتش ازعلك لما قولت نتمشى 


سحب كفيها ينظر بساعة يديه:


-الساعة اتناشر هتنامي دلوقتي..احتضنت ذراعه 


-تعبانة ياجاسر، وعايزة اصحى بدري ناوية اصلي معاك العيد ...توقف ينظر إليها بحب:


-مش عايزة حاجة تفطري عليها قبل النوم..فهمت ما يشير إليه، وضعت رأسها بصدره مرة أخرى خجلًا:


-جاسر بس بقى..رفعت نظرها إليه 


-كنت عايز ايه والبت عينها هتاكلك مقولتليش مين البت دي، وايه اللي عرفك بيها 


زم شفتيه وأشار بسبباته:


-تاني ياجنى ، هنضيع كلامنا على بنت الجنايني ياجنى، وايه الهبل اللي بتقوليه دا، انا معرفهاش، بس شوفتها مع باباها المرة اللي كنا فيها هنا، وكانت بتهتم بيكي ، لكن الذاكرة عندك في ذمة الله ياروحي 


ضيقت عيناها تطالعه بنظرات مبهمة، ثم اردفت:


-هعمل مصدقاك يابن عمو جواد..ابتسم بخبث على شكلها ودنى يهمس لها


-طب ينفع ابن عمك جواد يبوس مراته الغيورة..لكزته بذراعيها وتحركت قائلة:


-لما تبقى عايز تهرب تعمل اي حركات واطية ..قالتها وتحركت سريعًا من أمامه ..توقف للحظات يتابع تحركها، ثم أخرج تنهيدة ثقلية محملة بلوعة عشقه قائلًا:


-غبية ياجنجون، متعرفيش انك نبض قلبي، تحرك إلى أن توقف بأحد الأماكن الشاسعة ينظر للسماء الصافية تنيرها تلك المصابيح الربانية وتذكر حياته منذ أن دق القلب لها، أعوام تمر لا يعلم كيف عشقها لهذا الحد، ذهب بمخيلته يوم زفافه على فيروز، أطبق جفنيه متألمًا 


-كيف فعلها، كيف استطاع لمس غيرها، سؤال خلفه عشرات الأسئلة وهو يعاتب نفسه، ماذا لو فعلتها هي، اتتحمل لو فعلته، هز رأسه بقوة 


-لا مستحيل كنت اسبها، لا دا كنت موتها، لا يعلم لماذا شعر بتلك الاحاسيس الآن ، اتكون ملكًا لغيره، يراها بالقرب من غيره..صفع عقله وقلبه معا وتحرك متجهًا إليها 


وصلت للمنزل لم تجد أحد بالحديقة سوى أوس وياسمينا التي تستند على كتفه وهو يحاوطها بذراعه..صعدت لغرفتها قابلتها والدتها 


-"جنى"..توقفت تطالعها 


-كنتي فين ياماما دورت عليكي من شوية..جذبت كفيها واجلستها 


-كنت مع بابا بنلف في البلد شوية، بقالنا سنين مجناش، فيه أماكن حلوة كتير هنا، بكرة يبقى خلي جاسر يوديكي، هتعجبك قوي حبيبتي 


دققت النظر بعيناها وتسائلت:


-مقلتيش حبيبتي مش نفسك في حاجة تاكليها مفيش أي روايح جت على بالك 


ابتسمت جنى تربت على كف والدتها 


-حبيبتي هيكون نفسي في ايه وحضرتك ماشاء الله مش حرماني من حاجة، وتعالي شوفي جاسر بيعمل ايه هو كمان، انتو الاتنين هتخلوني قنبلة 


توقفت وانحنت تقبل جبين والدتها 


-هطلع ارتاح شوية، تعبانة اليوم سفر 


ربتت على كتفها قائلة:


-اطلعي حبيبتي، انا كمان هخرج اشوف غزل فين مفيش حد باين منهم ممكن يكونوا عند حازم 


اومأت لها بتفهم، استمعت إلى صوت زوجها مع عز بالخارج وهم يضحكون 


دلفت والدتها غرفتها، فتحركت جنى اليهما توقفت عندما استمعت إلى سؤال عز 


-عامل ايه مع جنى، مبقاش فيه وقت نتكلم 


وضع كفوفه بجيب بنطاله وابتسامة خلابة على وجهه


-هكون عامل ايه ياعز، تقدر تقول اخدت من الدنيا كل حاجة حلوة، ولو شبهت الحالة صح ..اقترب منه ونظر لعيناه وتحدث بصوت خافت: 


-اختك بالنسبالي الجنة..ربت عز على كتفه: 


-لما الحب دا كله موجود كنت ساكت ليه يامتخلف


أفلت ضحكة وغمز بعينيه:


-علشان احبها اكتر..لكمه لكمة خفيفة بصدره وضحك 


-ماتحترم نفسك، لاحظ أنها اختي يامتخلف ..ابتعد يضحك وأجابه


-ولاحظ أنها مراتي يااهبل، يعني اقرب لي منك ..لا والله..قالها عز مستنكرا 


غمز له جاسر يشاكسه وهتف ضاحكا:


-آه والله..اقترب عز يضمه وارتفعت ضحكاتهم


-ربنا يسعدكم يارب، صمت لبعض اللحظات ثم تحدث:


-جاسر مش عايز تكون لسة زعلان مني، اتمنى مايكونش في قلبك حاجة ، انا بس كنت خايف على جنى، وكانت..بتر حديثه قائلًا:


-احنا اخوات ياعز، ممكن نضايق ونتعصب على بعض، بس مستحيل نشيل ضغينة لبعض، وأنا متفهم خوفك على جنى..بس عايز أكدلك 


-جنى حياتي ياعز ولو بعدت عني يبقى ماليش حياة، عايزك تهتم بيها الفترة الجاية، ممكن انشغل شوية، قلبي هيكون معاها، وانت عينك عليها هسبها أمانة عندك ولازم تحافظ عليها 


قطب جبينه واقترب متسائلا:


-إنت ناوي على ايه يابن عمي..غيّر حديثه مبتسمًا 


-ناوي اروح اعيد مع مراتي ياحلوف، وسع كدا ...توقف عز يطالع تحركه مرددًا


-ياترى ناوي على ايه ياجاسر، كلامك يخوف 


تحركت للأعلى بعدما ترك عز واتجه إلى أوس، جلست على فراشها تتذكر حديثه، خطرت فكرة على ذهنها، فنهضت متجهة إلى المرحاض، خرجت بعد دقائق وتوقفت أمام المرآه تتزين ثم تحركت لداخل لترتدي تلك المنامة التي احضرتها خصيصا لتلك الليلة، ارتدتها ثم اتجهت تنظر لنفسها بالمرآة 


منامة باللون الأحمر مثلثة الصدر و مفتوحةالظهر بالكامل سوى من بعض الأربطة، تصل إلى فوق الركبتين 


رفعت خصلاتها للأعلى ، مع انسياب البعض بشكل عشوائي، لتزيد طلتها جمالا ..توقفت وقامت بإغلاق الأضاءة بعدما أنهت زينتها بالكامل، وتحركت تضئ تلك المصابيح الخافتة، تمنت لو يوجد بعض الشموع ذات الروائح العبقة..خطت إلى اشيائه وجلبت زجاجة عطره، لتغرق الغرفة برائحته التي تعشقها، توقفت وانتابها شعورًا حادًا وهو احتضانه واستنشاق انفاسه الممزوجة برائحة تبغه، جلست تفرك جبهتها تحاول أن تسيطر على تلك المشاعر..استمعت إلى خطوات أحدهم على الدرج، استرقت السمع فاستمعت لضحكات بيجاد وعز 


خاب ظنها بدلوفه، فاتجهت إلى الفراش تسحب كنزته وتسطحت تستنشقها كالمدمن، أغمضت عيناها ومازالت على حالتها ولم تشعر بدلوفه الهادئ..اقترب من الفراش، وعيناه تبحر فوق جسدها بالكامل، ظلت نظراته تخترقها من أقدامها مرورا بجسدها بالكامل حتى توقف على شفتاها المطلية باللون الأحمر، انحنى يحاوط جسدها بذراعيه، وهمس بأنفاسه الحارة :


-جنية البحر بتعمل ايه على سريري، رفعت عيناها اللامعة بعشقه الطاغي، لتعكس الإضاءة الخافتة على وجهها كضي القمر لتجعلها أيقونة طاغية لقلبه جعلته لم يتحمل السيطرة على ضبط مشاعره ليجذب تلك الشفاة الشهية لبعض الدقائق ساحبًا أنفاسهما معًا...تركها عنوة وهو يرفعها من فوق الفراش لتكمل اللوحة الخلابة لعيناه التي نحتتها بدقة مع دقات قلبه المخترقةةلهيئتها..همس اسمها ومازالت عيناه تحاصر جسدها الغض أمامه :


-ايه الجمال دا ياروحي...رفعت ذراعيه تحاوط عنقه ترفع نفسها


-يعني انا كنت وحشة ياجسورة والنهاردة بس حلوة في عيونك 


مرر أنامله على وجنتيها إلى أن توقف على شفتيها 


-طول عمرك خاطفة قلبي وروحي ياجنى، نزل بأنامله لتلك النقوش التي رسمتها على كتفها ومقدمة صدرها، اقترب ليقرأ مابها ...هنا انهارت كل دوافعه ولم يعد لديه قدرة على التحمل..فما كما يقول ابن الرومي 


"لا يهدأ قلب العاشق حتى يبادلها المحبوب الوله"..نظرات بينهما للحظات وهو يغوص بجمالها الطاغي..فركت كفيها خجلًا من نظراته الاختراقية، تبتعد عنه، ولكنه جذبها بقوة لتصبح بأحضانه بالكامل..لف ذراعيه حول جسدها ..ارتجف جسدها وارتعشت شفتيها مع رفرفت اهدابها تهمس له

"كان نفسي أعمل ليلة مميزة وأقولك كل عيد وانت معايا"


قالتها بنبرة شجية ليرتجف جسده، ولا يشعر بشيئا كالمخمور الذي سكب من كؤوس الخمر مايذهب العقل ولم يتبقى سوى نبض قلبه بعشقها..انحنى يضع جبينه فوق خاصتها لتلفح أنفاسه الحارة وجهها بالكامل، وتصبح ساقيها رخوة مما جعلها ترفع كفيها على وجنتيه مبتسمة 


-هقع على فكرة، كأنك أول مرة تشوفني، مرر أنامله على تلك النقوش 


-ايه دا ياجنى، الخط مش واضح 


❈-❈-❈


لمعت عيناها بالسعادة وهمست له 


"بحبك ب لغات العالم يابن عمي"


لمس النقوش كأنه ينحت اسمه ثم تحدث بصوت مبحوح اقرب للهمس


-يعني دا اسمي ..ثم رفع رماديته ليعانقها كحال قلبه ..كتبتيه ازاي، اوعي حد يكون رسمهو لك..هزت رأسها بالنفي وحاوطت خصره واضعة رأسها موضع نبض قلبه لتستمع لـ أروع معذوفة لديها، انا أشتريت الحنة دي وبحثت عن معنى الاسم بلغات مختلفة وعملتها ، صدقني محبتش حد يلمس حاجة تخصك 


هنا فاق التحمل قدراته ولم يعد لديه قوة التحمل على التماسك


ليجذب تلك الحمالة بقوة اذهلتها ويغوص بترانيمه المقدسة لها وحدها، وينقش لها بحبه على طريقته الخاصة، ويدخل بها ل جنته التي يكتب على بابها لم يدخلها سوى مهلكة الروح والقلب والعقل، فهيا اقتربي مهلكتي لنغوص بمتعة العشق الطاغي الممزوج بنبض قلوبنا ..تغيب بها قلوبهما بموجات العشق الساحر، الذي يخدر الجسد والروح معًا، ليصل إلى قمة السلام النفسي، فإذا الأرواح تعانقت ينبض القلب بأجمل ترانيم العشق..ولا يستطع شاعرا ولا أديبا أن يوصف ذاك المزاق سوى المغرمين بلحن الغرام 


لم يشعرا بكم الوقت وهما يسرقان لحظات من الزمن لتحفر السعادة بالقلوب..


بعد فترة كان يخلل أنامله بخصلاتها البنية التي تشبه عيناها ..ابتسمت قائلة:


-فاكر ليلة العيد وإحنا صغيرين، هز رأسه مبتسمًا: 


-مش فاكر غير حالتي دلوقتي..لكزته بكتفه، واعتدلت تستند على ذراعها 


-بطل بقى متكسفنيش، حاوط رأسها يجذبها لحضنه


-إنتِ فصيلة على فكرة، يعني بعد الليلة الحلوة دي تقولي لي فاكر واحنا عيال .. والله عايزة تنضربي 


دفعته تضحك بصوت مرتفع: 


-إنت ايه يابني، بقولك فاكر طفولتنا ، مال دا ..وضع إبهامه على شفتيها


-أنا بتكلم بجد ياجنى، مش عايز افتكر أي حاجة وخاصة الليلة، عايز افتكر بس لحظاتنا الحلوة دي 


اعتدلت جالسة، جذب كنزته وألبسها إياها

 


❈-❈-❈


خليكي كدا أضمن، بقولك اهو..نظرت لقميصها تشير إليه بحزن:


-ينفع كدا اول مرة ألبسه، وعلى فكرة غالي جدا، دا غنى جايبهو لي من فرنسا تخيل حضرتك عملت فيه ايه 


رفعه بين أنامله يطالعه مبتسمًا:


-لولا أنه غالي عليا كنت رميته في الزبالة بس معلش ياروحي مضطر اسيبه، اتجه بنظره إليها 


-بتستهبلي ياجني، هتعيطي على حتة قميص، هجبلك مكانه على الأقل اجيب حاجة مفتوحة، مش جايبة قميص تلبسيه كأنك قاعدة مع اخوكي 


توسعت عيناها بذهول، فاعتدلت تلكمه بقوة وهو يضحك بصوت مرتفع يجذبها لتسقط فوقه 


-دا ملموم ياقليل الادب، طيب مابلاش منه خالص 


غمز بعينيه قائلاً:


-تصدقي صح ، تعالي نجرب ونعيد المشهد تاني، انا هخرج برة شوية وارجع الإقيكي زي ماقولتي 


دفنت رأسها بصدره تضحك بصوت مرتفع :


-والله منحرف وهتجنن ابويا 


ارتفعت ضحكاته، متذكرًا صهيب، اعتدل جالسًا:


-شوفتي باباكي عمل ايه على الفطار، طب والله بعشق اضايقه


ضربته بكتفه، واردفت :


-جاسر لم نفسك علشان مزعلك ، الا بابا، وبطل قلة أدب قدامه ، ازاي تبوسني قدامه والله كسفتني 


جذبها لتجلس فوق ساقيه، جمع خصلاتها على جنبًا، يضع ذقنه فوق كتفها


-احنا بنهزر ياجنجون، هو عارف انا بحب اهزر معاه


رفعت حاجبها مستنكرة حديثه:


-لا والله، يعني لما تبوسني قدامه دا هزار 


تراجع بجسده على الفراش وهي بأحضانه:


-تعرفي علاقتي بباكي بحسها علاقة اخوية مش مجرد أنه عمي، بعرف اتكلم معاه دون خجل أو خوف من ردة فعله حتى لو الموضوع صعب، أما بابا لازم كل كلمة تكون بحساب، بابا كل كلمة عنده تكون بميزان ، والغلط عنده تحته خطوط كتيرة


-عمو جواد!!..لا مستحيل 


مسح على وجهه متذكرًا حديثه 


-بابا مبقاش عايزنا نقعد في بيتنا، وقرر نقعد في حي الألفي، وامر ببناء ببيوت لينا كلنا 


هزت كتفها متسائلة:


-وايه يعني ياجاسر، هو حي الألفي وحش، بالعكس ياحبيبي هيكون أحسن وأمن!!


جذب سجائره وبدأ بإشعالها يشير بإصبعه:


-مش عايز ازعله، وفي نفس الوقت مش عايز اكون تحت كنف جواد الألفي، جنى كل صحابي شايفني على إني ابن جواد الألفي، الكل بيعملي حساب من مجرد الاسم، انا مش حابب دا، عايز جاسر لجاسر وبس، الكل يحترمني ويسلموني قضايا علشان انا ابن جواد الألفي بس مش اكتر، غير عمو باسم طبعا 


-ايه اللي بتقوله دا ياجاسر، لا ياحبيبي متقولش كدا، حد يبقى عنده اب زي عمو جواد ويقول كدا ..انفرج ثغرها بابتسامة جميلة تحتضن كفيه:


-احنا مالناش أهمية من غير اهالينا، باباك اللي شايف قوته بتضعفك دا اكتر شخص تقدر تلجأ له وقت ضعفك، اكتر شخص يخاف عليك وهو بردوا اكتر شخص مستعد يضحي بحياته علشانك 


هز رأسه بالنفي وأحس بالدوار يلف رأسه وكأنه تلقى صفعة قويه ليختل توازنه قائلًا:


-ايه اللي بتقوليه دا ياجنى، مش دا قصدي، بابا هو حياتي كلها، سحب نفسًا وزفره قائلًا:


-عايز الكل يعرف شخصيتي انا، يكتشفوا جاسر بعيد عن جواد الألفي، مش قصدي بابا ابدًا، فهمتيني غلط طبعًا ..بحس نظراتهم ليا انا دخلت الشرطة وسطة


حاولت تغيير الحديث، بعدما وجدت الحزن تجلى على ملامحه، فتوقفت جالسة على ركبتيها


-حبيبي مع الأيام اكيد هيعرفوا شخصيتك..رفعت ذقنه ونظرت لداخل عيناه


-جاسر اللي دوبني في حبه معقول مايكونش خليفة لجواد الألفي في مقامه، دنت تطبع قبلة على خاصته تحاوط عنقه 


-أنا متأكدة مستقبلك هيكون باهر والكل هيعملك حساب، بس انت لازم تصبر ياجاسر مش كل حاجة نوصلها بسنة قلم 


ابتسم لها ورفع كفيه يداعب وجنتيه 


-غيري الموضوع حبيبي، قولي لي عندك برنامج في العيد، نفسك في ايه 


وضعت ابهامها على ذقنها وتصنعت التفكير ثم نهضت من مكانها وتحدثت بدلال:


-خلينا الأول نكمل برنامج الليلة انا لسة مكملتش البروجرم حبيبي..ضيق عيناه متسائلًا:


-تقصدي ايه حبيبي..أشارت بكفيها وتحركت للداخل، بينما هو توقف واتجه إلى الشرفة يشعل سيجاره ينفثها بهدوء، ابتسم على جنيته حينما تذكر لحظاتهما معًا، استدار برأسه بعدما استمع الى موسيقى شعبية ..اتسعت ابتسامته يقهقه بصوته الرجولي جعلها تتوقف بدقات قلبها العنيفة، تنظر للأسفل خجلًا ..اقترب منها ثم امسك أناملها وانحنى يطبع قبلة ناعمة على باطن كفها 


-ايه الجمال دا ياجنجون، إنتِ كدا عايزة توقفي قلبي ..رفعت رأسها ثم مسدت على وجهه حلو التقاسيم بسبباتها، وعانقت رماديته بعسلها الصافي، فما أجمل لغة العيون بالعشق 


رفرفت اهدابها عايزة ارقص لك الليلة 


ومتقولش لأ، علشان برنامج العيد دا ملكي أنا عليك تقول آمين وبس 


انحنى يهمس بجوار شفتيها 


-أنا ملكلك من الايد دي للأيد دي ..بس براحة متنسيش إنك حامل تمام 


اومأت له ثم قامت بخلع حذائها وقامت برفع صوت الهاتف، ورفعت ذراعيها قائلة بغنج:


-طلعني فوق الترابيزة دي ..نظر إلى الترابيزة، ثم إليها 


-هتشيلك دي ، ممكن توقعي يامجنونة


استندت على كتفه، ورفعت ساقيها المكشوفة على المقعد حتى توقفت على الطاولة وضحكت بشقاوة 


-بص وراك بقى علشان بتكسف 


أشار عليها بشكل غامزًا واقترب يردف بنبرة وقحة:


-أيوة ماانا شايف اهو انك بتتكسفي يابت، بدليل بدلة الرقص اللي بدور فيها على حتة قماش ومش لاقي، هما نسيوا يحطوا فيها قماش


لكمته بصدره وهتفت متصنعة الحزن


-أنا غلطانة، كنت مفكرة انك زي الرجالة الرومانسية وبتحب الحاجات دي 


تراجع مذهولا من حديثها يشير لنفسه 


-أنا مش رومانسي ياعدوة الرومانسية ،اقترب يحاوط جسدها ثم حملها وأنزلها من فوق الطاولة وهي ترفع ساقيها بالهوى مع ارتفاع ضحكاتها، سبني عايزة انزل توقف حينما استمع الى طرقات على باب غرفته


انزلها بهدوء وأشار إليها 


-ادخلي جوا لحد ما اشوف مين البارد دا، تحركت وتناست إغلاق صوت الهاتف الذي يصدح بالأغنية..فتح الباب 


فلطم كفيه ببعضهما واستند بظهره يمد ساقيه للأمام:


-خير ياحمايا، مش وراك عيد بكرة إيه اللي مسهرك، كل العواجيز في عشتهم دلوقتي زي الفراخ بالظبط 


توسعت أعين صهيب شيئا فشيئا من أسلوبه المستفز كما زعم ، فاقترب بعدما استرق السمع لصوت الموسيقى المرتفع 


ايه الصوت دا يالا، بتعمل ايه،بتسمع هبل ايه القرف دا ..ضيق مابين حاجبيه يردد خلف الأغنية، ثم رفع عيناه إلى جاسر وهدر به بنبرة عنيفة:


-مخاصم مين ياحلوف 


ضغط على شفتيه وراق له الحديث معه، فاقترب منه واردف وهو يلاعب حاجبيه وهو يردد كلمات الأغنية التي لا يعلمها سوى تلك اللحظة، ولكنه يردد خلفها:


-مخصماك، وابعد عني وانا مش طيقاك..ترنح جسد صهيب فجذبه جاسر من تلابيبه كأنه يقوم بإعدالها بشكل مضحك و أكمل :


-سبني مش عايزة ابقى معاك


دفعه للخارج واستأنف أغنيته


-متورنيش وشك تاني 


استدار صهيب يجز على أسنانه 


-اه ياحلوف ياقليل الأدب


غمز بعينيه قائلاً:


-صوتي حلو عارف، ثم أشار على نفسه بغرور، وانحنى يهمس له :


-ابن اخوك اللي هو جوز بنتك الوحيدة اللي بتعشقني بلا غرور وعلى ايدك حلو وأمور ومحدش يقدر عليا 


دفعه بصدره بقوة:


-إنت شارب ايه يالا، وبتعملوا ايه جوا، والكل تحت ايه انتو مش من العيلة


استدار بنظراته لتلك التي تراجعت تشير إليه بيديها، ثم رجع إلى صهيب 


-إنت مالك بنعمل ايه..!!


اقترب صهيب منه يرمقه بسهامًا نارية 


تراجع يقهقه وهو يشير بيديه قائلاً:خايف اقولك يغمى عليك ..دفعه صهيب ليدلف للداخل


توقف جاسر أمامه يصرخ: 


-رايح فين ياحج، مراتي بترقصلي، عدي علينا بعد يومين


جحظت أعين صهيب ونظراته كطلقات نارية يريد الانقضاض على عنقه، رمقه جاسر وتراجع لإغلاق الباب قائلا:


-إنت مالك بتتحول كدا ليه!!


اقترب يجز على أسنانه وهدر غاضبًا:


انت هنا هايص ياحيوان واخوك لايص تحت


ضيق عيناه مقتربا منه:


-شكلك عايز تروح عرض مسرحي ياصهيوب، بس مش عندي، اقولك حاجة، روح عند اخوك، اهو تونسوا عرضك الكوميدي دا مبحبوش، انت عارف انا مبحبش غير بنتك وبس، ودلوقتي عايز اروح اكمل حبي فيها انت قطعتنا اللحظة الرومانسية،


وحضرتك استاذ وعارف ياعمو اللحظات دي مبتجيش على طول، نصيبي الحلو إنك حمايا،وعامل زي عفريت العلبة ، لازم ارضى بنصيبي وكمان بالأمر الواقع امري لله هروح انام بعد ماكنت بحلم بليلة الأحلام 


حك صهيب ذقنه يطالعه مشمئزًا 


-عارف لو مااتحركتش من مكانك هخليك تحضن المخدة ليلة العيد اللي إنت فرحان بيها دي 


قطب جبينه واسترسل حديثه المضحك:


-بقولك ياعمو احكم على اللي تقدر عليه، أنا محدش يهددني، استدار بظهره قائلاً :


- لو حضرتك مفكر هخاف من تهدديك تبقى بتحلم، بكرة العيد وعايز أنام ولا ناوي تبات معانا


-إنت من إمتى لسانك طويل ووقح ..لكزه بصدره يدفعه بقوة وهو ينادي على ابنته:


جنى ..صاح بها صهيب بصوت مرتفع حتى صعد عز وبيجاد على صوت صهيب الغاضب 


-فيه ايه ياعمو صهيب؟!


رفع جاسر حاجبه ساخرًا، يشير إلى صهيب:


-لا الحج صهيب بيمشي وهو نايم يابيجاد، وشكله فاق في اوضتي، خدوه وصلوه في طريقكم


استدار سريعًا يرمقه شزرًا، وأشار بسبباته:


-هعذرك علشان زي ماقولت بكرة العيد ياحيوان، قطب بيجاد جبينه ثم نظر إلى جاسر 


-ايه صوت الاغاني دي، عندكوا ولا تحت عند بنت الجنايني، هرولت جنى لإغلاق الهاتف بعد حديث بيجاد 


ارتفع جانب وجه صهيب بشبه ابتسامة خبيثة مردفًا:


-اه ماهو وأنا ماشي وأنا نايم وقفت على الصوت، شكل حضرة الظابط بيشرب بيرة وبيحشش وجه على باله يسمع صوت العرسة اللي تشبهه 


حرك عيناه ينظر بكافة الاتجاهات بملل، ثم أشار على عز :


-عيد سعيد يازيزو خد ابوك معاك، اشغله بحاجة وفهمه الليلة عيد 


-مرات اخوك بتولد يامتخلف، جيت علشان اعرفك، مكنتش اعرف بمصايبك وقلة ادبك


قالها صهيب وتحرك للأسفل 


تسائل جاسر :


-عاليا بتولد ازاي، مش لسة بدري تحرك عز إلى غرفته 


-ولدت خلاص ياعمو، لسة روبي مكلماني وطمنتني ..توقف ينظر لخروج بيجاد خلف صهيب ثم تسائل:


-إنت عامل ايه في عمك 


رفع كتفه وتحدث :


-مفيش ابوك بيدلع عليا مش اكتر 


ابتسم عز متحركًا، ثم لوح بكفيه:


-خف شوية يابن جواد، وبطل وقاحتك دي، جربتها قبلك 


توقف يضع كفيه بخصره 


-ايه العيلة الغم دي، كلهم بيصو لي في ام الجوازة اللي كلها غم ..تذكر شيئا فدلف للداخل بعدما صفع الباب خلفه ، ينظر لتلك التي قامت بتبديل ثيابها


ثم ارتفعت ضحكاته


-ابوكي دا عايز اضربه، كان لازم يعني اوحشه، اهو ضيع عليا اقطع لك بدلة الرقص


توقفت متجهة إليه 


-حقيقي عاليا ولدت..ازاي معرفناش، امسك هاتفه وقام بمهاتفة ياسين 


بالمشفى قبل قليل 


تحرك بالردهة ذهابًا وإيابًا يقف على جمرة نارية، نظر لوالده 


-هما اتأخرو ليه كدا يابابا..توقف جواد بعدما أغلق مصحفه 


-حبيبي روح صلي، ليه التوتر دا، شوية وهتلاقيهم خارجين 


مش عارف يابابا اتحرك حاسس بالعجز ، ربت على كتفه بحنان ابوي 


-لا يابابا متبقاش ضعيف كدا، دا انت ظابط حربية يعني لازم قلبك يكون جامد، قطع حديثهم صوت الطفلة يصدح بداخل الغرفة.. دقائق وخرجت غزل تحمل الطفلة 


-شوف بنتك قبل مايدخلوها الحضانة 


-حضّانة، ليه !!


مفيش حبيبي مجرد إطمئنان بس لحد مادكتور الاطفال يشوفها، الليلة عيد والكل مأجز، انا هخلي الممرضة تحجزها تأكيد حماية ورعاية، لحد مانشوف دكتور اطفال متنساش أنها مولودة قبل ميعادها 


انحنى يحملها بجسدًا مرتجف، رفع نظره لوالدته 


-بتتشال ازاي دي صغيرة اوي 


جذبها جواد من بين ذراع غزل وقام بالاذان بآذانها ثلاث مرات ثم توقف يسأل ابنه 


-هتسميها ايه ..أردف بفرح اب بمولده 


-راسيل يابابا إن شاءالله..وصل معظم أفراد العائلة بعدما علموا بماصار، حملها ياسين وتحرك بها بجوار الممرضة التي رفض إعطائها له حتى وصل إلى مكانها المخصص، رجع بعد قليل يبحث عن والدتها ثم اتجه لوالده بعدما لم يجدها


-ماما فين، وليه مخرجوش عاليا 


اتجه بنظره لذاك الفراش المتحرك الذي يتحرك بها متجهًا لغرفة خاصة بها 


توقف على رنين هاتفه..أجاب وهو يتحرك خلف فراشها المتنقل:


-أيوة ياجاسر!!


-ياسين اخبار مراتك ايه، وفعلا ولدت 


ابتسم بحبور يهز رأسه 


-اه الحمد لله جالي راسيل 


ارجع جاسر خصلاته للخلف وابتسامة سعيدة على وجهه وهو يحتضن زوجته 


-مبروك ياحبيبي ، ربنا يباركلك فيها ويجعلها ذرية صالحة 


أمن على دعائه قائًلا :


-عقبالك إن شاءالله ياجاسر، اومأ وغير حديثهما 


-عاليا كويسة ...كان يطالعها بنظرات متفحصة مقتربًا منها 


-آه الحمد لله وأكيد الدكتورة روبي هطمني دلوقتي 

روبي..رددها جاسر فضحك ياسين وهو يحاوطها من أكتافها 


-مكنش فيه دكاترة وروبي اللي ولدت عاليا، اهي اتعلمت في مراتي القردة 


قهقهة جاسر قائلًا:.


-ياربي عليكي ياروبي، يعني يوم ماتوّلدي تتعلمي في عاليا، ربنا يستر 


استمعت لحديثه 


-عقبال لما أولد لك مراتك ياحبيبي 


ضمها بقوة لأحضانه


-لا ياحبيبي انا مراتي مش مستغني عنها شوفيلك عروسة بلاستيك اعملي تجاربك عليها ، وبعدين مكنتيش ناوية تخصص اطفال يابت غيرتي ليه


-دا من حظ عاليا علشان تكون أول ست أولدها ..انتقل بحديثه الى ياسين:


ياسين محتاجني عندك حبيبي ، ذهب ببصره للجميع بالخارج وأجابه:


-هتعملي ايه، دا العيلة كلها هنا


اغلق الهاتف متجهًا لزوجته ثم سأل رُبى 


-هتفوق إمتى ..نظرت بساعة يديها 


-خلاص دقايق وتفوق، الدكتور اصلا متنساش إرهاق الولادة مع البنج مخليها نايمة بس هي حاسة بينا 


بالخارج تحركت سنا وهنا متجهين للخارج بعدما اطمأنوا على عاليا، قابلهم جواد وفارس 


-رايحين فين كدا، استنوا نمشي كلنا مع بعض 


رمقت هنا جواد بنظرة خاطفة ثم اتجهت الى فارس 


-تعبانين وعايزين نرتاح، جاسر وجنى هناك، وبعدين مالهاش لازمة القعد 


تحرك جواد متجهًا إلى هنا 


-هقول لهنا حاجة ياسنا لما تخلصي عصيرك 


اومأت تطالع اختها بنظراتها إلى أن اختفت..وصل لخارج المشفى وجلس يشير إليها بالجلوس 


جلست تنظر في كل الاتجاهات سواه، تهرب من نظراته ، حمحم ثم أردف بنبرة هادئة:


-احنا اتكلمنا مع بعض وفهمتك وجهة نظري، ليه مصدرة الوش الخشب دا 


طالعته بأعين محجرة بالدموع 


-مش مقتنعة ياجواد، ايه يعني لما حبيت واحدة من العيلة ورفضتك، انا عجبني شخصيتك، مالي ومال ربى وجنى


استدار بكامل جسده واستفهم


-حبتيني ازاي ياهنا وانت اصلا مش موجودة هنا، يعني الكام يوم اللي بتجيهم هنا مش وقت كافي تتعلقي بيا ..


رفعت حاجبها متعجبة من سؤاله، ثم استنكرت حديثه:


-علشان نتعلق بحد لازم يكون قدامنا طول الوقت ، مابلاش تعاملني على اساس اني طفلة ياحضرة الظابط 


تشابكت عيناه مع عيناها للحظات ثم استدار للجهة الأخرى وزفرة حارة أخرجها من جوف آلامه 


-مش قصدي ياهنا؟!...استدار إليها مرة أخرى وبعيونِ مملوءة بالحزن والوجع بآن واحد اختتم حديثه:


-أنا مش عايز اوجعك زي غيرك، وكمان موضوع العيلة دا قفلته للأخر، انا مش ناوي اتجوز من جوا العيلة 


توقفت سريعًا وهتفت بنبرة حادة:


-إنت مستهلش حبي ياجواد انا ليه بجري وراك، غلطت فعلا لما حبيتك 


نهض بمقابلتها وامسكها من أكتافها يهزها هادرًا بها:


-اسمعيني وافهمي، نظراتك دي مش نظرات حب، ممكن تكوني مبهورة بشخصية جواد مش اكتر، بس حب لا 


هنا مش عايز حد يرجع يزعل مني ويلومني، أنتِ بكرة تلاقي حب حياتك فعلًا مش مجرد إعجاب بشخص 


❈-❈-❈


اقتربت منه وحضنت كفيه وبعيونًا راجية:


-جواد تعالى نجرب نقرب من بعض، وبعد كدا نحكم هينفع نكمل ولا لا


صرخ هادرًا:


-مينفعش افهمي بقى، مفيش حاجة اسمها نجرب نقرب، انا مش شايف غير إنك اخت ليا وبس


-كذاب!!.هزت رأسها والتمعت عيناها بطبقة كرستالية من الدموع 


-إنت بتهرب مني جواد، موضوع جنى لسة مأثر عليك، خايف يحصل معايا زي جنى، بس أنا بقولك مفيش حد في حياتي غيرك وبس 


انحنت تجذب هاتفها ثم استدارت للذهاب ولكنها توقفت قائلة:


-إنت ضعيف قوي ياحضرة الظابط، ضعيف لدرجة مش قادر تواجه نفسك باغلاطها ...وصل فارس يوزع نظراته بينهما وتسائل 


-في ايه مالكم صوتكم عالي ليه؟!


فارس وصلني لو سمحت سنا شكلها مشت وسبتني، رمقت جواد وتابعت حديثها: 


-يمكن فكرتني في أيد أمينة مش ضعيفة ..قالتها وتحركت متجهة إلى سيارة فارس 


رفع حاجبه مندهشًا مماقالته، ثم طالع جواد واستفهم عما تقوله:


-مالها هنا ياجواد؟!


تحرك متجهًا لسيارته:


-سيبك منها دي هبلة قالها وتحرك 


توقف يطالع تحركه لبعض اللحظات ثم اتجه إليها، استقل السيارة بجوارها وجلس صامتًا لبعض الوقت 


-ايه اللي بينك وبين جواد؟!


اخذت نفسًا عميقًا محاولة تهدئة اعصابها، عندما أوشكت على البكاء، ثم أردفت بنبرة خافتة:


-معجبة بيه وهو رافض اعجابي


تغضن جبينه بعبوسًا :


-نعم!!..يعني إيه؟!


استدارت برأسها تطالعه:


-ايه اللي مش مفهوم في كلامي يافارس، بقولك عجبني شخصية جواد حسيت هيكون بينا كيميا حلوة لو خرج من قوقعته دي 


-دا ايه التربية الحلوة دي، لا وبتتكلمي عادي كأنك بتتكلمي عن نوع روج 


زوت مابين حاجبيها واستنكرت حديثه:


-مش فاهمة انت مضايق ليه، وبعدين شايفة انك بتتريق


تبسم ساخرًا ثم قام بتشغيل المقود وتحرك دون حديث آخر 

الجزء الثاني من الفصل السادس والثلاثون


بالأعلى بغرفة عاليا ..جذب مقعد وجلس بجوارها، طالعته ربى بحب ثم مسدت على رأسه


-اول مرة اشوف في عيونك نظرة لهفة وحب ياياسو، رغم انكم متجوزين على حب، متزعلش مني اول مرة بجد اشوفك خايف على عاليا وبتحبها قوي كدا 


مسح على وجهه ثم رفع رأسه إليها


-ربى صدقيني مش قادر اتكلم، ممكن تشوفي عملوا ايه مع البنت، انا مستحيل اسبها في المستشفى دي، فيه مستشفى من غير دكتور نسا، لا غرفتين بس ولادة 


جلست على طرف الفراش واحتوت كفيه 


-حبيبي الليلة ليلة عيد والمعظم بيكون مسافر ومشغول، والمستشفى حلوة مش وحش، بس زي ماقولت لك الوقت اللي مش حلو 


قطع حديثهما صوت عاليا تهمس باسمه، نهضت ربى قائلة:


-هقول للكل يمشي بقى، واحنا نطمن على عاليا ونلحقهم


اومأ لها ونصب عوده وتحرك إليها، أمال بجسده يزيل خصلاتها الملتصقة بوجهها، استمع إلى صوتها 


-"ياسين" مسد على رأسها واقترب إلى أذنها هامسًا 


-أنا هنا بلقيس ..فتحت عيناها واغلقتها مرة أخرى تهمس بشفتيها 


-بنتي ..بنتي رددتها عدة مرات ..


تبسم بحب عليها وجلس يحتضن كفيها:


-بنتنا جت يالولو، ياله افتحي عيونك علشان تشوفيها ..أغمضت عيناها مرة 


أخرى وهمست بصوتًا كاد يسمع 


-"بحبك "


شعر بإرتفاع نبضه، حتى شعر بتوقفه، يطالعها مذهولا ..همهمت مرة أخرى بحديثها لتأسر قلبه بعدما ظن أنه يتوهم ..ظل بمكانه ولم يقو على الحركة أو الوقوف لإصابته بقشعريرة لذيذة ب جسده لما استمع إليه..ابتلع ريقه بصعوبة وانحنى بجسده يسألها عله يتأكد من حديثها


-عاليا بتقولي ايه؟!


ظل للحظات يترجى من ربه أن تعيد حديثها وتؤكد له مااستمع، هل خيل له ام اردفت بها حقًا 


دلفت غزل بعد طرقات على باب الغرفة فاعتدل بجلوسه، اقتربت مبتسمة


-عاليا لسة مافقتش ولا إيه، ليه كدا 


رفرف بأهدابه يهز رأسه بالنفي عندما فقد السيطرة على الرد على والدته، وشعر بتوقف لسانه عن الحديث وكأن حروفه هربت 


اقتربت غزل ترفع ذقنه 


-حبيبي مالك؟!


 هز رأسه ورطب شفتيه بلسانه محاولا اخراج الكلام، ثم رفع عيناه


-ابدا ياماما، مفيش ممكن يكون شردت شوية 


ربتت على كتفه وابتسامة زينت وجهها 


-اقول دا من الفرحة ولا من ايه ..جلست بمقابلته وحاورته 


-ياسين أنا محبتش ادخل في حياتك، لكن معجبنيش حياتك مع مراتك حبيبي وقبل ماتتكلم احنا عارفين قصتك مع عاليا انا وبابا، بس محبناش نضغط عليك..نادت عليه مرة أخرى بعدما صمت 


-ياسين ..رفع نظراته إليها منتظر حديثها 


-مش عايز تحكي لماما حاجة 


استمع الى صوت عاليا تتأوه من الألم، نهض من مكانه واقترب من غزل التي تبسمت لها 


-حمدالله على السلامة يالولو، ايه الجمال دا حبيبتي 


رفرفت بأهدابها تغمض عيناها لعدة لحظات ثم تحدثت بصوتًا خافت:


-بنتي فين، هي كويسة 


جمعت غزل خصلاتها مبتسمة وأجابتها :


-بنتك زي الفل يابنتي، فوقي ياله علشان تشوفيها، وبعدين ايه النوم دا كله، معتقدش البنج اللي اخدتيها ينومك كدا..رفعت عيناها تنظر إلى ياسين 


-يمكن مكنتش عايزة أقوم ياطنط غزل 


جلست غزل بجوارها على الفراش 


-ليه بس يابنتي، قولي الحمد لله وربنا يكمل نفاسك على خير، عايزة تهتمي بنفسك علشان سيلو حبيبة نانا 


-سيلو ..تسائلت بها


طالعت غزل ياسين وتسائلت :


-متعرفيش انكم هتسموها راسيل ولا ايه 


-"راسيل".. همست بها...دلفت مليكة ونهى 


-حمد الله على السلامة ياعاليا 


تبسمت غزل تشير عليها واردفت بمغذى :


-شوفتوا مامي زي القمر كدا بعد الولادة ..تحرك للخارج فأوقفته غزل 


-ياسين خلي الممرضة تجيب البنت لأمها ...رمقها بنظرة سريعة ثم تحرك للخارج 


بعد عدة ساعات عادت عاليا إلى منزلها، توقف بالسيارة وترجل متجهًا إليها ، بسط كفيه وقبض على كفيها:


-انزلي اساعدك ..تشبثت بكفيه، وتوقفت تستند على كتفه، حاوط خصرها توجه الجميع إليها ..قابلهما ريان 


-حمد الله على سلامة مراتك ياحبيبي..ابتسم بمجاملة، وتحرك وهو يحاوط خصرها للداخل، توقفت ليليان بجوار والدها 


-مبروك ياحضرة الظابط يتربى في عزك ..


-متشكر لحضرتك، ثم التفت إلى ليليان التي تجاوره وأردف:


-عقبالك يااستاذة ليليان..رفعت عاليا رأسها تنظر إليه بعينان متحجرتان بالدموع 


توقف يطالعها بلهفة:


-تعبانة مش قادرة تمشي!!


هزت رأسها وتحركت ببطئ بجواره، إلا أنه انحنى وحملها بهدوء صاعدًا بها للأعلى ..عانقت رقبته تضع رأسها على كتفه فيكفي ماشعرت من آلامها اليوم 


خرجت جنى تنتظرها على الدرج، انزلها بهدوء يشير إلى جنى 


-جنى ادخلي ساعديها تغير هدومها وتاخد شاور..اومأت له ثم احتضنتها 


-مبروك ياأم راسيل، حتى بنتك مجنونة ومستعجلة على الجية ..


رسمت ابتسامة وعيناها على ذاك الذي تحرك للأسفل، دلف إلى المرحاض وتوقف أمام المرآة وجسده ينتفض على ماشعر به ..رفع عيناه للمرآة ينظر لنفسه وتسائل:


-ممكن يكون حقيقي اللي سمعته، أطبق على جفنيه متذكر حديثها وكلمتها التي اخترقت جدار قلبه، قام بنزع قميصه يستنشق رائحة الياسمين التي تخصها 


وضع كفيه على قلبه الذي هدر بنبضه 


-ممكن أكون حبيتها، لاح بذاكرته لعلاقته الوحيدة بها وشعر بإحساس يمتلكه، مما تمنى أن تكون بين ذراعيه آلان ..دقائق وهناك معركة شنيعة بين العقل الذي صفعه بعدما تذكر حديثها وقلبه الذي يشفع لها تقلبات الحمل 


بالأعلى 


ساعدتها جنى على الاستحمام واعدلت لها وضعية فراشها، توقفت غزل على باب الغرفة


-الحقي ياجنى جوزك هياكل البت، رفعت عيناها لغزل التي تتوقف على باب الغرفة بجوار جاسر وخطت اليهما 


-في ايه ..جذبها من رسغها


-تعالي ناخد البت دي ونهرب..بسطت ذراعيها لتحملها 


وضعها بين ذراعيها فتجمد كفيها تطالعه بخوفٍ:


-جاسر البنت هتوقع من ايدي دي صغيرة قوي 


قهقه عليها وحملها يمسد على خصلاتها ويتعمق النظر بعينها، توقفت جنى بجواره هي الأخرى تمسد على وجنتيها


-ماشاء الله قمر، اتجهت بنظرها إلى غزل 


-طنط غزل اسمها ايه!! 


-راسيل ياجنى..انحنت تلثم جبينها 


-أحلى راسيل في الدنيا 


استمعوا إلى آذان الفجر، رفع جاسر رأسه لزوجته:


مش عايزة تشليها امسكي حبيبتي ، بعد كام شهر هتكوني أم 


هزت رأسها رافضة أن تحملها


-مش هقدر اخاف توقع مني، دا ابن عز مشلتوش إلا لماكمل شهرين 


لا لا ..مستحيل اخاف عليها ..قرصت غزل وجنتيها


-اجمدي ياهبلة اومال هتولدي ازاي ...تعمق جاسر بنظراته عليها :


-بقى الجمال دا كله بنت ياسين الحلوف والله خسارة فيه..بدأت الطفلة بالبكاء ..اقتربت غزل بعدما كانت تنظر لأبنها بعينٍ حزينة تمنت أن يرزقه الله بالذرية الصالحة


-هاتها حبيبي وأجهز لصلاة الفجر..اخذتها ودلفت للداخل بينما جذب جنى يحاوط خصرها 


-هتكوني أم كيوتي خالص ياجنجون، رفعت ذراعيها لتحاوط عنقه، ثم رفعها من خصرها 


-عارفة انا لازم اسجل فيديوهات علشان لما ابننا أو بنتنا يشرفوا، 


وضعت جبينها فوق خاصته 


-جاسر شكلك حلو أوي وانت شايل البنت، بدعي ربنا تشيل بنتنا ولا ابننا 


أطبق على جفنيه وأمن دعائها 


-إن شاءالله ياقلب جاسر..تجمدت بين ذراعيه عندما استمعت إلى صوت جواد 


-بتعمل ايه يامتخلف على السلم، بينك وبين اوضتك خطوتين ، ايه مش قادر تتنيل تمشيهم 


تملصت من بين أحضانه ولكنه ضغط بقوة على خصرها يضمها أكثر


-وبعدين بقى، وأنا بقول حياتي مش ماشية ليه، اتاري الكل عينه منها، شيل عينك وعين صهيب من عليا ياحج جواد عايز اتمتع بشبابي زي حضرتك اللي اعرفه انك كنت مدورها 


جحظت أعين جواد مقتربًا منه، ثم جذب جنى من بين ذراعيه


-لأ بقولك ايه يالا، اسمعني انا مش عيل ياروح خالتك علشان تهزر معايا في الممنوع، ثم استدار إلى جنى


-وانتِ ياختي ماتلمي نفسك، طيب هو حلوف وقليل ادب أنتِ ايه الحنية اللي بتوزيعها في كل مكان ، مش مكفيكي الاوضة


❈-❈-❈


حاوط كتفها مقتربًا من والده 


-اه حنينة ياابو الجود ، اللي غيران مننا يعمل زينا ، وابعد عينك عننا ، لكمه بقوة بصدره 


-امشي من قدامي ياجاسر دلوقتي 


-يامرحبتين بكناري الحب الدنيا انقلبت وهما مشغلين مخصماك


استدار جواد يرمق ذاك المختل كما ادعى 


-اهلا اهي كانت نقصاك انت كمان .، غمز جاسر لبيجاد


حلوة الأغنية..لكزته جنى بعدما أوردت وجنتيها من نظرات جواد التي اخترقتها 


-ادخلي جوا يابنت صهيب وانا اللي كنت مفكرك هتعقليها، يعوض عليا عوض الصابرين يارب 


قهقه بيجاد بصوت مرتفع يمسكه من أكتافه 


-استنى بس انت متعرفش الحكاية، عمو صهيب قفش ابنك المحترم وهو بيغني مخصماك 


-بيغني ايه ياخويا، وصل عز وهو يحمل طفله 


-ايه الاجتماع الحلو اللي على السلم دا، عملته من غيري 


ربت بيجاد بقوة على كتف عز 


-كنت بشرح لحمايا العزيز اغنية مخصماك


اسكت يامتخلف..أردف بها عز يتلاعب بحاجبه الى جواد 


-عندي الأغنية ياعمو لو حبيت تسمعها 


حك جواد ذقنه يوزع نظراته عليهم ثم تحرك إلى غرفة ياسين، توقف على باب الغرفة


- دقيقة واحدة لو مخرجتوش لصلاة الفجر ..توقف مستديرًا يرمقهم 


فتحرك الجميع سوى بيجاد الذي توقف مخصرا قائلًا:


-مستني باقي كلامك مش دا الاحترام، العيال دول متربوش 


هز جواد رأسه ودلف للداخل بعد طرقه على الباب ..خطى للداخل 


-عاملة ايه دلوقتي البنت ياغزل 


أشارت عليها


-نامت خلاص، جنى ساعدتها واخدت شاور وادتلها العلاج ونامت، مش عارفة اكلم مامتها ولا ايه 


-الصبح كلميها وطمنيها ..هنزل أصلي الفجر اتجه بنظره الى جنى التي جلست مطأطأة الرأس فغمز لغزل قائلًا


-خلي ابنك الحلوف ينزل يصلي هوو الاربعين حرامي اللي معاه


افلتت غزل ضحكة ثم تحدثت:


-ينفع يغلط في جوزك ياجنى ..فركت كفيها تهرب بنظراتها من عمها ، خطى للخارج 


-شوفي اللي مخاصمك فين ياحنينة وابعتيه للصلاة 


رفعت عيناها المهتزة إلى غزل 


-أنا بس هشوفه...أمسكت كفيها واتجهت إلى الطفلة :


-تعالي شوفي كدا الجمال دا، ظلت تنظر لنومها الهادئ ..ثم تحركت للخارج تدعي ربها أن يقر عيناها بمولودها


مرت عدة ساعات فتحت عاليا عيناها على صوت ابنتها، اعتدلت تبحث عنها وجدته جالسًا على الأريكة ويحاول تهدئتها ..جلست تشير إليه 


-هاتها شكلها جعان، وأسأل طنط غزل اكلها ايه ..اقترب منها يضعها بهدوء بأحضانها..رفعت رأسها تنتظر منه أي حديث، تلاقت النظرات بحديث عتاب لكل منهما ..حمحم متراجع 


-ماما نايمة دلوقتي ، استني أشوف في كدا في الصفحات الخاصة ب البيبي ..ظلت تهدهد بها بحنان أموي 


أشارت لتلك الببرونة 


-هات دي ياياسين، شوفت طنط غزل كانت بتشربها منها..اومأ لها وجلبها ، تأوهت متألمة عندما تحركت من مكانها، جلس بجوارها وحاوطها بذراعه


-على مهلك ..هاتيها لما تقعدي كويس، حمل ابنته بذراع وحاوط جسدها بالآخر..وضعت رأسها على كتفه رغمًا عنها واضعة كفيها على بطنها:


-بطني بتوجعني قوي، كنت عايزة أشوف ربى تقولي سبب الألم دا ايه 


وضع البنت بأحضانها 


-سمي الله ياله ورضعيها، علشان تسكت صوتها عالي هتصحي اللي في البيت، تبسمت على حديثه، رفعت رأسها مثلما أخبرتها غزل وبدأت تطعمها من تلك الببرونة ..ثقلت رأسها فوضعتها فوق أكتافه مرة أخرى ،ضمها بقوة لأحضانه يضع رأسه فوق رأسها:


-خفت عليكي النهاردة قوي، أغمضت عيناها وشعور الراحة يغمرها فرفعت رأسها وهمست له:


-الكلام اللي سمعته مش زي ماانت مفكر..صمت منتظر باقي حديثها


-خالد طلع من السجن، وزي ماانت عارف بعد وفاة عمي ، خالد ضغط على أخته، وهددها أنها تسيب خطيبها ، 


نظرت لأبنتها التي غفت، فحملتها على صدرها وهو مازال محاوط جسدها فتسائل:


-حاسة بإيه ياعاليا وهي في حضنك كدا ...انسابت عبرة رغمًا عنها تهز رأسها وبصوت مكتوم 


-إحساس حلو قوي ياياسين، رفعت زروقيتها لعيناه 


-إنت سمتها رسيل ليه، اوعى يكون دي حب قديم ...لاحت ابتسامة لاعوب على وجهه فاقترب من رأسها وبنبرة خافتة:


-هتعملي ايه لو حب قديم 


-هغيره..أجابته سريعا وذهبت ببصرها بعيدًا عن محاصرته وأنفاسه الحارة..رفع أنامله يدير رأسها إليه:


-مكملتيش ليه قولتي لبنت عمك كدا، انا حاسس ورا كلامك دا حاجة


هزت رأسها وأجابته ببكاء 


-خفت عليك، خالد بيدور وراك وبعتلي صور كتير وانت في كل مكان، كنت عايزة أوصله انك مش فارق معايا، بنت عمي مالهاش ذنب دي ضعيفة وهي غصب عنها بتحاول تهرب منه علشان كدا راحت عند ماما وحاولت تعرف اخباري علشان تقوله


كثرت دموعها تزيلها كالاطفال 


-ماما كلمتني قبل مايبعت لي صورك وخوفتني منه، وبعد كدا بدأ يضغط عليا وطلب أطلق منك بعد الولادة، واسبلك الطفلة، ياإما يموتك ..شهقة خرجت من فمها :


-والله خفت وكله كان مجرد كلام، ومن حظي السئ انك سمعته 


انتفض من مكانه بزعر، يكور قبضته حتى ظهرت عروقه يلكمها بقوة بالجدار:


-لأمتى ياعاليا هتحسسيني اني جوزك، حشرة زي دا ، دا انا أفعصه برجلي 


نهضت من مكانها تتشبث بذراعه


-ياسين الله يخليك بلاش توجع قلبي عليك، شوية الفلوس دي أنا مش عايزاه، دا كلب هو عايز نصيبي في ملك ابويا ، ياخده ويبعد عني، عايزة اعيش لبنتي وبس ..حاوطت ذراعيه ورفعت عيناها تترجاه


-دا واحد مجرم علشان خاطري ابعد 


-خايفة عليا ياعاليا !!


هزت رأسها وبكت بصوت مرتفع تضع رأسها بصدره


-آه خايفة عليك مش جوزي ومن حقي اخاف عليك، ولا انت مش شايف من حقي اخاف عليك ياحضرة الظابط..ضمها يسحقها بأحضانه هامسًا لها:


- لا ياروحي حقك ونص واكتر كمان، أنا أقدر أقول لبلقستي حاجة وبعدين يامجنونة، خالد مين دا اللي تخافي منه، لولا باباكي كنت خليته يعفن في السجن، لكن باباكي اللي ضغط عليا أطلعه بعد كام شهر 


رفعت رأسها إليه فأزال دموعها بحنان


-دا حقير قوي ياياسين، لعب بمشاعري وشربني عصير مخدر وصورني الصور اللي وصلتك 


شعر بإنكسار ضلوعه، وكأن أحدهم غرز صدره بخنجر ، ضغط على كتفها بقوة وكأنه فقد السيطرة على غضبه، فاق على صوتها المتألم ..فتراجع معتذرًا 


-آسف ياعاليا، متخافيش منه، ومش عايزك تخبي عليا حاجة بعد كدا، مش انا جوزك زي ماقولتي يبقى ياريت لو سمحتي متخبيش حاجة 


تراجعت بجسدها بعض الخطوات ونظرت بكل الاتجاهات تبتعد عن نظراته متسائلة:


-ياسين إنت لسة بتحب ليليان، لو بتحبها احنا ممكن نفترق عادي وصدقني بنتك مش هبعدها عنك ، كتر خيرك على اللي عملته معايا 


انحنى ليخرصها بطريقته محتضن تلك الشفاة الشهية لتذوقها بلذة .. لأول مرة يقتطف قبلته هنا بشعور آخر عن المرة السابقة..انقطعت أنفاسها لتستند على جسده حينما شعرت بتراخي ساقيها التي اصبحت كالهلام 


-كل سنة وإنتِ طيبة يابلقيسة حياتي 


اخفضت رأسها خجلًا وتوردت وجنتيها من قبلته ..رفع ذقنها وقهقه عليها 


-فين بلقيس ام أربعة وأربعين لسان 


توترت من قربه وكفيه الذي يتحرك بحرية على جسدها 


-ياسين بتعمل ايه، ابعد كدا 


قربها من رأسها يضع جبينه فوق خاصتها:


-أجمل ياسين بسمعها من التوت اللي عايز يتاكل دا 


قشعريرة لذيذة سارت بجسدها من قربه وأنفاسه التي ضربت وجنتيها ، ابتلعت ريقها بصعوبة


-وسع بقى انت ماسكني كدا ليه..سحب كفيها متجهًا لفراشهما 


-تعالي ننام شوية قبل مابلقيس الصغيرة تصحى 


لكمته بصدره وافلتت ضحكة ناعمة اذهبت المتبقي من سيطرته فتحدث بصعوبة:


-عاليا عايز انام ، لاحظي قلبي ضعيف على الدلع دا 


توقفت عن الحركة وتحدثت بنبرة متقطعة:


-ماجاوبتش ياياسين انت لسة بتحب ليليان ..استدار يطالعها بصمت ثم اقترب يسحب كفيها وتمدد على الفراش 


-تعالي وانا هحكي لك كل حاجة 


بالغرفة المجاورة استيقظت على صوت ابنها، نهضت ببطئ تجذب روبها لتتحرك ببطئ كي لا تيقظ طفلها ..وصلت إلى فراشها تضمه 


-ايه حبيبي مالك..صفق بيديه 


-بابا بابا..ظل يرددها ، شعر بمن يحاوط جسدها من الخلف 


-صباح الخير ياحبيبي ..نظرت إليه مبتسمة 


-عيد سعيد حبيبي ، جذب منها الطفل


-ايهم باشا صاحي وعامل دوشة ليه 


حمله واحتضن زوجته متجهًا إلى الأريكة، جلس عليها وأجلسها بجواره 


-حبيبة قلبي مالك 


-معرفش ياعز معدتي وجعاني، شكلي اخدت برد 


طبع قبلة مطولة على جبينها


-قومي خدي شاور دافي، ممكن يكون المكيف، وأنا هاكل ايهم 


أومأت وتوقفت متحركة للداخل 


مرت الايام سريعًا إلى أن جاء حفل السبوع لأميرة قلب والديها، زينت حديقة الألفي بالألعاب الطفولية، والأغاني الخاصة بتلك المناسبات، بالأعلى انتهت من زينتها واتجهت تحمل طفلتها إلى غرفة جواد ..طرقت على باب الغرفة 


-نٓانٓا احنا خلصنا لبس وحضرتك اللي هتنزلي بيا 


اقتربت غزل بعدما ارتدت حجابها، وقامت بتلبيسها تلك الفلكلورية 


-ايه دا ياطنط غزل ..انحنت تقبل جبينها:


-اسكتي يابت دي خرزة زرقة من العيون زي عيونها كدا، بسم الله ماشاء الله على جميل تيتا ياقلبي عليها، ماشاء الله عليها وعلى مسك بنت أوس واخدين عيونكم انتوا الاتنين واحدة عينها زتوني والتانية زرقة ينفع كدا هتخلو الشباب يعملو مصايب 


ضحكت عاليا حتى وصل إليها 


-ايه يامدام مفيش حد قالك صوت الست عورة ، وبعدين صوتك وحش وطي صوتك


جحظت عيناها تنظر إليه بذهول 


-أنا صوتي عالي ووحش ياياسين


وزعت غزل نظراتها عليهما مبتسمة 


مرت عدة شهور والوضع هادئ بحي الألفي ..ذات مساءٍ عاد جاسر من عمله يبحث عنها في أرجاء جناحه، هبط للأسفل يسأل والدته 


-ماما جنى فين؟!


خرجت ربى تحمل طبقًا من الحلويات 


-مراتك في بيت ابوها، وقبل ماتسأل شوف حضرتك عملت ايه ، وبلاش تزعل عمو صهيب منك 


اقترب يجذب منها مابيديها


-ارحمي نفسك يابت بقيتي شبه الكورة 


رفعت حاجبها ساخرة :


-لا والله روح ياحبيبي شوف مراتك اللي بقى ليل نهار مش وراها غير الأكل


 ❈-❈-❈


تحرك إلى منزل عمه قائلًا:


-مفيش ورا الستات غير اللوك لوك 


وصل بعد قليل 


قابلته نهى على باب المنزل وهي تغادره


-جاسر!!


رجعت امتى..اجابها ونظراته على المنزل 


-لسة راجع ..جنى فوق 


أومأت له ..وشردت كيف لها أن تخرج وتتركها قبل عودة صهيب ..فاقت على سؤاله:


-حضرتك خارجة ولا إيه ؟!


هزت راسها واجابته


-أيوة رايحة مشوار ومش هتأخر، 


اومأ لها موافقًا 


-تمام مفيش حد هنا، عمو صهيب وعز وفارس مش موجودين 


-لا ياحبيبي محدش لسة راجع، 


خطى للأعلى وهو يطلق صفيرًا..وابتسم ساخرا 


-لا قلبك جمد يابنت صهيب، هز رأسه ضاحكًا:


-هبلة مفكرة نفسها بتستخبى، دلف للداخل وجدها تخرج من مرحاضها بثيابها الخاصة وتقوم بتجفيف خصلاتها ..اقترب من وقوفها وتوقف خلفها ينظر إليها بنظرات اختراقية 


-تؤ تؤ ..ياحرام شكلك بقى وحش قوي، بقيتي زي البطيخة، بس بطيخة قرعة 


ألقت المنشفة بوجهه


-اهلا حضرتك شرفت ..جلس على الفراش ومازالت نظراته عليها 


- تعالي هنا ازاي تخرجي من البيت بدون اذني 


دلفت إلى غرفة ثيابها تحمل بيديها منامة فضفاضة 


-آه ..صح لا ياحبيبي دا كان فيه منه وخلص ، يعني انا حرة اروح المكان اللي يعجبني في الوقت اللي يعجبني 


توقف يضغط على شفتيه، ثم تحرك إليها يطلق صفيرًا 


ارتجف جسدها من اقترابه 


-مالك بتعمل ليه كدا..دفعها بقوة حتى سقطت على الفراش متأوهه تحتضن احشائها 


-ياخربيتك هتسقطني ..امال بجسده يحاوطها بجسده 


-لا ياحبيبي لسة موعد السقوط مجاش، اوعي عقلك الصغير دا يخيل لك أن حملك دا يخليني اتغاضى عن لسانك، والله اسقطك بايدي فاتلمي ومتسوقيش الهبل وقومي البسي اسدالك علشان نرجع بيتنا 


حاولت دفعه صارخة به :


-مش هروح معاك في مكان ياجاسر، وأعلى مافي خيلك اركبه 


دنى يهمس بفحيح 


-متفتكريش، باخد رأيك، و لما تعملي كدا هسامحك يابت وحياة ربي اروح اولع لك في المعرض اللي حضرتك فرحانة بيها، اتلمي وقولي هديت، كفاية عليا بلعت يعقوب الزفت دا بشوال ليمون، أما بقى هتسوقي فيها هروح لحد عنده واجره زي الخروف اللي بيندبح ليلة العيد ..


قومي علشان نرجع بيتنا 


-مش راجعة ياجاسر لحد ماتعتذر ليعقوب هو كان عمل ايه يعني 


انحنى يعاقبها بقسوة بطريقته حتى تصمت للابد ، فصل قبلته


-قومي يابت بدل مااخلعك هدومك بطريقتي


انسابت عبراتها تدفعه بقوة تمسح ثغرها الذي ادماه وتحركت للداخل دون حديث..


نصب عوده وتحرك للخارج توقف بالشرفة وبدأ ينفث تبغه متذكرًا الحفل الذي أقامه بيجاد 


تحرك ليرد على هاتفه لبعض الدقائق ، وحينما عاد وجد ذاك اليعقوب يرفع كفيها ويقبله


فلاش 


-حاضر ياعمو باسم متخفش، ساعة بالكتير إن شاءالله وهتحرك، النهاردة سبوع بنت بيجاد المنشاوي ومينفعش اتحرك دلوقتي 


-جاسر ماتنساش حبيبي الواقي


أطلق تنهيدة عميقة وأومأ له 


-حاضر ياعمو متخفش الحج جواد معاه جدول القضايا كلها وبيزق عليا مراتي ياسيدي، شوفت التلميذ اللي أمه مابتخرجوش من غير الساندوشات، اهو ابويا ومراتي سندوشاتي واقي رصاصي 


قهقه باسم وتحدث 


-مالكش حل يابن جواد محدش يعرف يغلبك يالا


نفث سجائره واستدار برأسه ضاحكًا 


-تربية جواد الألفي يابسوم 


-ربنا مايحرمه منك ياحبيبي ولكنه لم يستمع لما قاله، حينما شاهد ذاك المشهد الذي جعل حدقتاه يندلع منها

نيران جحيمية وزمجر بصوت جهوري فزع منه الجميع حتى توقف جواد على صرخات ابنه، وصل إليهما ولكم يعقوب بقوة بوجهه، تراجع على إثرها للخلف 


-بتبوس ايد مراتي ياحيوان..اقتربت جنى تنظر حولها مرتبكة 


-جاسر أهدى..التفت اليها ورمقها بنظرات لو تقتل لألقتها صريعة


-حسابك معايا بعدين..خطى يعقوب إليه قائلا


-ماتلك الهمجية، أنني اقوم بتهنئتها على حملها 


أخرج سلاحه بدون تفكير وأطلق رصاصته التي كادت أن تخترق صدر يعقوب الى أن جواد الذي هرول بعدما وجد الجنون يسيطر على ابنه ودفع ذراعه بقوة لتنطلق بالهواء 


صمت مميتًا وعيونًا جاحظة بعد فعلته، اقترب ريان لتهدئة الوضع 


-عفوًا ياجماعة سوء تفاهم 


هز جواد رأسه بعدم رضا عن انفاعلات ابنه، اقترب ياسين وبيجاد لجذبه، ولكنه دفعهم كالمجنون، وجذبها بقوة من رسغها وتحرك لسيارته:


-أنا دلعتك ، حبي الزيادة دلعك لما نسيتي يعني ايه احترام يامدام 


ارجع جواد خصلاته للخلف يهز رأسه بغضب محموم خرج من مقلتيه يشير إلى ياسين 


-الحقه ليتجنن على البنت وهي حامل..وصل صهيب للتو يوزع نظراته بين الجميع متسائلا 


-في ايه ، وقفتوا الحفل ليه 


تحمحم ريان وأشار بإكتمال الحفل قائلا


-بيجاد كان عايز غنى تنزل بالأميرة ياسيدي لكن جواد قال، استنوا شوية 


عند جاسر وجنى وصل إلى منزله، ترجل من سيارته يجذبها بعنف ويسحبها للداخل، دفعها بقوة على الأريكة


-من إمتى وأنتِ مش محترمة يابت، تمام ياهانم قصرنا بتربيتك، بدأ يحطم كل ما يقابله حتى تحول المكان لأشلاء مبعثرة، من يراه يظن أصابه الجنون 


اقترب منها يهزها بعنف:


-ساكتة ليه انطقي، ايه مكسوفة من نفسك..


تواصل بصريًا بينهما بالألم المحطم لقبيهما على فعلته ذاك، أطبق بقوة على كتفها يعصرها وزمجر بغضب:


-ينفع اللي عملتيه، مش بتردي عليا ليه 


استمع الى طرقات على باب المنزل، اتجه يفتحه، وجد ياسين وتجاوره عاليا، تحركت عاليا سريعًا إليها بعدما وجدت جلوسها بملامح شاحبة، ونظرات خاوية 


-جنى.. حبيبتي سمعاني، اقترب ياسين منها بعدما رمق أخيه بغضب:


-جنى ..توقفت بساقين مرتعشة 


-ياسين عايزة اروح ممكن ترجعني البيت مش عايزة افضل هنا 


رفع عيناه لأخيه الذي اومأ له ، وجلس يمسح على وجهه بغضب ، كاد أن يقتلع جلده وتحدث 


-رجعها ياياسين أنا عندي شغل وهرجع بعد اسبوع


حاوطت عاليا جسدها وتحركت للداخل، تحركت بخطوات متعثرة، وقلبًا ينزف لما فعله بها 


خرج من شروده على صوتها 


-أنا جاهزة، بس بابا هيزعل ..أطبق على رسغها وتحرك للخارج متجهًا إلى منزله


وصل إلى غرفته بعد قليل توقف ينظر للغرفة:


-هدخل اخد شاور بسرعة وانتِ ظبطي السرير شكل حضرتك مادخلتيش الأوضة من وقت ماخرجت من هنا 


ارتسم الألم داخل مقلتيها محدقة بها بوجوم 


-أي أوامر تانية ياحضرة الظابط 


تحرك للداخل 


-لا عايز انام وبس، واجهزي علشان هتنامي معايا..توقف وثبت عيناه على ثيابها


-غيري هدومك دي، أكيد مش هتنامي معايا بالاسدال ...


دلف لداخل المرحاض لدقائق معدودة وخرج يلف المنشفة حول جزئه الأسفل، وتحرك لغرفة الملابس بخروجها بعدما ابدلت ثيابها، اصطدمت به وكادت أن تسقط لولا ذراعيه القويتين ، جذبها لأحضانه وألصقها بجسده يحاوطها بذراعيه، هاجت بنيتها من قربه، رغم اشتياقها الكامن بصدرها، دفعته وحاولت التملص من بين ذراعيه ولكنه احكم قبضته الفولاذية عليها ودنى منها، يلتقط ثغرها بقبلة شغوفة عاشقة، فصل قبلته وهمس لها بإشتياقه


-وحشتيني ياجنة حياتي 


ترقرت عيناها بالدموع وابتعدت عنه:


-جاسر لو شايف الموضوع عدى عادي فأنا مش موافقة نكمل حياتنا كدا ، طريقتك دي مبقتش اتحملها 


خطى لخزانته، وجذب كنزته وارتدها متحركا إليها 


-طفي النور ياجنى، وتعالي عايز انام، مش عايز كلام فاضي، احنا لسة متحسبناش ياروحي، قاعد اهو وهادي وبلاش افتكر اللي عملتيه علشان متكرهيش نفسك 


استمع الى طرقات قوية على باب غرفته، توجه لفتح الباب، ولكنه ذهل على لكمة صهيب بوجهه


-أزاي ياحيوان تيجي تاخد البت بدون اذني، دلف للداخل وصرخ بها 


-البسي وتعالي، والله ماانتِ مباتة معاه


جذبت اسدالها وارتدته متحركة بجوار والدها وتحركت للخارج دون الالتفات له 


توقف بالغرفة غير مستوعب مافعله عمه، دلفت غزل إليه


-سبها يومين هناك، غلطك كان كبير يابن جواد، فضحت البنت وصورتها للكل أنها مش محترمة، انا مردتش اقولك حاجة لما اشوفك هتعمل ايه، لكن باباك كلمني لما عرف انك رجعت وقال خليه يسبها لحد ماهي تهدى، وعمك كمان 


تحرك للخارج 


-يومين بس ياماما وهرجع وههد المعبد عليها وعلى ابوها نفسه، انا بتغاضى علشان كلمة بابا مش اكتر، بس عمو كدا بيتجاوز حده، دي مراتي وغلطت ومن حقي احاسبها 


أنهى حديثه مغادرًا...وصلت عاليا تحمل طفلتها 


-ماما غزل معرفش ليه راسيل مش مبطلة عياط، وياسين كلمني وقالي اجهزي علشان هنزور بابا 


اخذتها تحتضنها 


-البنت سخنة ياعاليا ممكن تكون بطلع سنان


-دي لسة اربع شهور ياماما ازاي سنان..خرجت وهي تحملها وجلست على المقعد تنظر بلثتها 


-حبيب نانا كبرت وسنانها بتطلع ..استمعت لحديث مسك ابنة اوس


"نٓانٓا"..ضحك ياسمينا وهي تتحرك خلف ابنتها 


-شوفي ياطنط البنت غيرانة علشان شايلة راسيل وهي لأ


انحنت تحملها وأجلستها فوق ساقيها 


-ياجمال أحفادي الله اكبر


رفعت رأسها إلى عاليا


-اجهزي حبيبتي قبل ماجوزك يوصل، واستدارت لياسمينا


-خلصي شغلك وأنا هنزل بيهم الجنينة لجدهم في بيتكم الجديد..صاحت على المربية 


-خدي راسيل عند جدها في بيت أوس ..


-حاضر يادكتورة


بعد يومين عاد إلى منزل عمه ..صعد للأعلى سريعًا، قابلته الخادمة


-اهلا ياباشا


-اهلا قالها وتحرك إلى غرفتها


قابله صهيب على الدرج توقف صهيب 


-نعمين ايه اللي حدفك علينا 


عايز مراتي 


نظر بإستخفاف بجيب بنطاله ثم رفع نظره إليه:


-مالقتهاش في جيوبي، دور عليها بعيد عن هنا 


حك ذقنه ضاغطًا على شفتيه يهز رأسه ثم رفع عيناه واردف بهدوء عكس حالته:


-خليك فاكر ياعمو انك بتخرجني عن شعوري، اللي باعدني احترامي لحضرتك، لكن كدا إنت بتضغط عليا 


ربت على كتفه بقوة 


- مش عايزك تحترمني ياحلوف، انت من إمتى محترم اصلًا، تقل بتربية بنت عمك قدام الكل يالا، لدرجة دي فلت ومبقاش حد قادرك 


 -تمام ياعمو أنا متربتش، لما أشوف مراتي واحد ماسك ايد مراتي واتفرج عليهم، لا دا انا المفروض اصقف المدام 


انحنى بجسده ينظر بمقلتيه


-أنا مش مربي قرون وبنتك لسة محسبتهاش ، حدجها يشير بسبباته إليها 


-حذرتك مليون مرة من يعقوب، عملتي ايه، فرحانة بنفسك، وبكلامه المعسول، ضغط على كتفها بقوة 


-ايه يامدام كلامه المعسول عجبك


-جاااسر ..احترم نفسك وامشي دلوقتي علشان


الفصل السابع والثلاثون من هنا
 

تعليقات



×