رواية تمرد عاشق الجزء الثالث 3 الفصل الثلاثون 30 بقلم سيلا وليد
الفصل الثلاثون
كيف لي أن أتخلص من ذلك الحنين_والأنين، الذي أرهق تلك القطعة، التي تسكن خلف أضلعي..!!
أقتنعت برحيلك ، ولكنني لا أعلم لماذا انتظرك حتى الآن
ثم ماذا قال لي سيدي!!
أحبّها
وحنيني يزداد لها
عشقتهاوقلبي يتألّم برؤية دمعها
أفهمها حين أرى الشوق في عينها
كم تمنيت ضمّها
كم عشقت الابتسامة من فمها
والضّحكة في نبرات صوتها
لا بل الرّائحة من عطرها
❈-❈-❈
ظل يقود السيارة بسرعة جنونية يضرب المقود بعنف، حتى كاد أن يحطم معصمه، امسك هاتفه وتحدث:
-بيجاد ايه الوضع عندك، متدخلش جوا البيت مهما يحصل تمام
توقف أمام سيارته يصور بهاتفه فأجاب جواد:
-عمو مين دول وليه جايين لظابط، ايه الموضوع !!
تعاظم غضبه، وحاول الحفاظ على ثباته الأنفعالي بشق الأنفس فتحدث بهدوء اكتسبه من محنه:
-كلم جاسر خليه يسيب البيت فورًا قبل مايوصوله..بيجاد بتصل بيه مابيردش عليا، حاول توصله بس من غير ما تدخل جوا سمعتني
اومأ متفهمًا ورد قائلاً:
-تمام ..قالها وأغلق وقام بمهاتفة جاسر
قبل قليل عند جاسر
اقتربت منه تزيل عبراتها
-يعني الحمل انت السبب في نزوله
نفث تبغه يشير بيديه إليها ببغض:
-ليه حد قالك قاتل ، انا مكنتش بشوفك غير لما بتقولي عايزة تروحي للدكتور، وأنتِ اللي بتحجزي عنده، وأنتِ اللي اصريتي على الدكتور دا، زي ماأصريتي تقعدي في بيت لوحدك وتختاري شغالينك مش كدا، انا بقى هوصلك ازاي
اقتربت منه تنظر لعيناه لعل تجد صدق حديثه:
-ازاي طول الوقت وكل حاجة تمام وفجأة يحصل نزيف والولد يموت وكمان يستأصلوا الرحم، ريح قلبي لو سمحت
ارجع ظهره للخلف مستندًا على مقعده هاتفًا:
-حد قالك اني دكتور نسا، مسألتيش الدكتور ليه؟!..قالها بصلف ونظراته تشيعها بإشمئزاز
-اشمعني اليوم اللي نويت تتجوزني فيه الحمل ينزل ريح قلبي!!
لم يرد عليها للحظات وظلت نظراته تطيل بمحاصرتها ثم نصب عوده وتحرك إلى وقوفها:
-اريحك ازاي يعني يامدام!!
زم شفتيه مستنكرًا ثم تابع:
-زي ماانتِ ريحتيني، ابدألك منين لما كنت راجل معاكي وغدرتي بيا بدل المرة تلاتة واربعة، امال بجسده يحرقها بسهام نارية ترسل لعيناها وهدر غاضبًا:
-لو عليا كنت عايز اموتك إنتِ كمان ، قالها وهو يجذب هاتفها ويلقيها حتى تهشم ثم دعس عليه، ضاحكًا بسخرية
استدار يشير إليها:
-عبيطة يابت، جاية تسجليلي، هبلة رغم كان ممكن اعمل كل حاجة عيني عينك وابرأ نفسي إلا انا محبتش كدا ، قولت برضو عيب تكون ابن جواد الألفي وتقل بأصلك، وكمان تعلمها الدرس على أصوله
اقترب وحدقها بنظراته النارية ودار حولها قائلاً:
-دلوقتي أقدر اقولك مسرحيتي انتهت والمخرج رفع الستارة ولازم اصقف لنفسي...قالها وهو يصفق بيديه يشير لنفسه فخرًا ثم جلس يضع ساقًا فوق الأخرى وبدأ يشعل سيجاره واخبرها مستهزئًا:
-حطيتي منشط درجة اولى في القهوة مع استخدام الحقارة واستغلالك لحياة مرات باسم وخدتيني بيتك بمنتهى السفالة وحاولتي بقذارتك تخليني اعمل معاكي فاحشة اللي انا لحد دلوقتي متأكد اني مستحيل اغضب ربنا واكيد حماني من قذارتك
❈-❈-❈
لف خصلاتها حول معصمه وجذبها بقوة وهمس لها بصوته الفظ:
-أنا في قلبي واحدة بس، واحدة مسيطرة على جاسر بكل كيانها، ثم تابع بنفس النبرة مع ارتفاع دقاته العنيفة يسب نفسه مئات المرات وهو يخبرها:
-كل ماكنت بقرب منك كنت بتخيلها، تخيلي يافيروز، يعني كل مرة كنت بكون معاكي كنت بتخيلها مكانك،
رمقته بإحتقار واقتربت منه محاولة صفعه، إلا أنه قبض على عنقها
-ايدك ياحقيرة، لحد دلوقتي بتعامل معاكي كست
دفعها بعيدًا عنه
-ايه مالك متفاجأة ماانتِ كنتي حاسة
-طلعت زبالة قوي ياحضرة الظابط
ابتسم بسخرية ثم تحدث متهكمًا:
-من عاشر القوم ياختي، حاولت انضفك بس نقول ايه ديل الكلب
وصلت إليه ترمقه بإحتقار:
-وأنا اللي كنت مفكرة انك نضيف، كنت مع مراتك وبتتخيل واحدة تانية، يعني احساسي كان صح
اومأ لها بابتسامة بلهاء وأكمل:
-طبعا ..اومال مفكرة كنت هقرب منك إزاي وانا قلبي مع واحدة تانية ، ومش اي واحدة دي روحي..مسح على أنفه ثم رفع حاجبه واستأنف:
-هو انا ماقولتلكيش اتجوزتك علشان اهرب منها، اه صح نسيت اقولك كمان انا اتجوزتك لما لقيت واحدة رخيصة بترمي نفسها عليا، وفي نفس الوقت مبقتش متحمل ابعد عن جنى فكان لازم ابعد ..وضع إبهامه على ذقنه يدور حولها:
-تبعد ازاي ياجاسر، تبعد ازاي وماتخليش حد يشك فيك..أيوة
قالها وهو يلطم كفيه ببعضهما ثم غمز قائلاً:
-قصة حب جديد تتمثل بشكل متقن، من جهة اهو انضفك واخد ثواب ومن جهة تانية معملش مشكلة في العيلة وولع في اللي يقرب من حبيبتي فكان لازم اوافق على أي واحدة تترمي قدامي
مط شفتيه يهز رأسه وأشار عليها:
- الحمد لله شهر واحد لقيتك دايبة والهوا رماكي، ولو ملحظتيش رغم انك عملتي لعبة هبلة الا انا وافقت على علاقتنا ..امال بجسده ينظر لعيناها المذهولة فأكمل بإستخفاف:
-لانك مفرقتيش.. واحدة حلوة بترمي نفسها عليا، وانا عايز اهرب من حبي اعمل ايه اهو استمتع شوية بجمالها ولو مشي الحال مفيش مشكلة هاخد ثواب أما إذا انقلب السحر اطلقها، ودي سهلة مش صعبة
شهرين بس يافيروز وعملتي اللي اتمنيته من أول ماقربت منك وقرفت من نفسي
دفعها بقوة ينظر إليها مشمئزًا، ثم أشار على نفسه:
-استغلتيني ياحقيرة، مكنتيش فيرجن وعملتي عملية علشان قذارتك
هزت رأسها بدموعها قائلة:
-والله غصب عني والله خدرني ، كنت هقولك بس خوفت
-اخرصي مبقتش عايز اسمعك أو اشوفك قدامي ، ياله اطلعي برة بيتي واياكي اشوفك قدامي تاني
-وحقي !!
حقك !!قالها مذهولا ثم نهض من مكانه:
-احمدي ربنا انك عايشة لسة، احمدي ربنا اني وعدت ابويا بس مالمسكيش كفاية اللي حصل لك اكتفيت بحق مراتي ووجعها، طالعها بنظرات محتقرة
-رغم اني كنت عايز اكتر بس كفاية اوي، أنا رحيم برضو، طول عمري رحيم
❈-❈-❈
جن جنونها تطالعه مذهولة
-يعني إيه؟!
انت تعمل فيا كدا ، طب ليه، انا حبيتك أكتر واحد في الدنيا
انحنى بجسده وغرز رماديته بفيروزتها هامسًا بفحيح:
-وأنا مكرهتش قدك، ايه كنتي مفكرة هفضل اسامح، واتعامل معاكي بتربيتي ..ضغط على فكيها حتى شعرت بتحطيمها فبكت محاولة الفكاك من قبضته، اشتد من قبضته
-معملتش فيكي ربع حقارتك، ودلوقتي كل واحد اخد حقه يامدام
اعتدل يشير لأحدهما:
-خدها ارميها في أي زنزانة معفنة زيها، اصلي نسيت اقولك يامدام
-فيديوهاتك كلها عندي ...استندت على كفيها معتدلة وتحركت حتى وصلت إليه :
-مش بالسهولة دي ياحضرة الظابط
كنت ببعد موتك علشان بحبك، بس بعد اللي عملته البادي أظلم
لحظات واستمع إلى أصوات بالخارج، جذبها من خصلاتها ودفعها بقوة لأحد الرجال:
-اتحفظوا عليها، وكلوا ياخد مكانه..تحرك ينظر بشاشة مراقبته ، وجد بعض الملثمين وعددهم ليس بالكثير يحاوطون المنزل..وزع بصره عليهم، رفع سلاحه يشير للرجل الذي أمامه
-خد مكانك ولف من ورا..اومأ برأسه بطاعة وتحرك، أما هو تحرك بحذر يتحدث بجهازه:
-جواد فيه حد اقتحم بيتي..كان عائدًا لمنزله..توقف فجأة حتى احتك إطار السيارة بالارض واندفع للأمام كادت سيارته تنقلب
لحظات حتى فاق مما عليه فتسائل سريعًا:
-مين دول أنا في الطريق قريب منك، خد بالك من نفسك، وهكلم عثمان بسرعة
اغلق الهاتف وتوقف بمكانًا بعيدًا عن الأعين :
دلف شخص ضخم البنية يشير بسلاحه بكافة الأرجاء، إلا أنه جذب رأسه بخفة يلفها حتى لقي مصرعه سريعًا، ثم أشار للرجل الذي بجواره لأخفائها
ولج اخران بنفس البنية ، أطلق رصاصة كاتمة للصوت ولكن تفادها بمهارها، واصاب الآخر ودارت معركة بين اربعتهم، حتى انتصر بها جاسر ورجُله، تحرك للخارج بعدما بقي القليل منهما، مع دعم وصول جواد بذاك الوقت..دارت مناوشات بينهما، ولكن هنا تفوقت الكثرة فسحب أحدهم جواد الذي يراقب أحد الأشخاص وهو يقاتل جاسر بضرواة فأطلق رصاصته فوقع صريعا قبل إصابة جاسر.. ولم يشعر بذاك الرجل الذي سحبه على حين غرة يضع سلاحه برأس جواد
-ارمي سلاحك ياحضرة الظابط، توقف جاسر ينظر لجواد بهدوء، تراجع الرجل يجذب جواد للخارج
اقترب أحد الرجال متسائلًا
-فين عزيز التميمي ؟!
ضيق جواد عيناه يطالع جاسر الذي وقف عاجزًا وهو يراه يسحب جواد أمام عينيه...دوروا كويس
اقترب الرجل من جاسر و ركله بقدمه فتراجع للخلف :
-تمام سيبه!!
اتجه بنظره لجواد فتعلقت نظراتهما للحظات ثم انحنى كلاهما بنفس التوقيت
جاسر الذي التقط سلاحه من الأرض بلحظة وأطلق رصاصته، وجواد الذي تفادى طلقة جاسر، ودفع الرجل الاخر بقوة، حتى القاه صريعًا
استمع لصوت شجار بخلف المنزل ..أشار لجواد بالتحرك للخلف، ودلف للداخل لأخذ فيروز إلا أنه توقف عندما وضع أحدهم يضع سلاحه برأسه
-لا ذكي يابن الألفي، جذبه يدفعه بقوة إلا أن قوة جاسر دفعته بقوة حتى تراجع مما جعله يطلق رصاصة مرت إليه بخدش بكتفه، وصل الرجل وسيطر عليه، يدفعه أمامه بقوة يضع السلاح برأسه
-امشي قدامي هتعمل حركة هفترتك دماغك، انتظر جواد حتى يظهر ولكنه وصل بجواره رجلين من المسلحين أغمض عيناه وفقد الأمل بعدما حاصرهم عددًا لا بأس به
زفر متأفف وتحرك بهدوء يفكر بطريقة تخرجهما من ذاك المأزق
زم شفتيه ينظر بكافة الأرجاء، لمح بيجاد يتسلل بجوار الجدار، حك ذقنه وعلم بوصول والده، تزحزح متراجعًا ينظر للرجل
-عارف جريمة اقتحام بيت ظابط ايه؟!
تهكم الرجل ينظر بساعة يديه يشير لأحدهم
-اتأخرنا خمس دقايق، لازم نتحرك زي ما نعمان باشا أمرنا
دفعه جاسر برأسه، متراجعًا للخلف يركل الاخر، وفعل مثله جواد، دارت معركة أخرى دون اسلحتهما ولكن توقفوا عندما أطلق أحدهم رصاص بساق جواد، فتوقف جاسر عن خنق الرجل متراجعًا للخلف يبحث بعينيه عن بيجاد يدعي الله الا ينكشف امره،
نظر الى رجل آخر وصل بيديه سجائر من النوع الفاخر الكوبي، يشير لرجاله
-ابتعدوا يامتخلفين..اقترب من جاسر
ثم حدجه يتفحصه بنظراته
- فين التميمي ؟!
خرج الرجل يجذب فيروز من ذراعها
-دي كانت جوا ياإحسان
ضيق عيناه يطالعها بغموض ثم أشار بأبهامه:
-خدوها على العربية شكلها حد مهم عند حضرة الظابط
تهكم بسره قائلًا:
-مهمة قوي !!
تحرك الرجل بفيروز، ثم اقترب الرجل يشير بسلاحه على رأس جاسر
-مش هكرر سؤالي ؟!..قالها وهو يشد من سلاحه، إلا أن توقف جواد خلفه بجوار باسم بعد محاصرة المكان:
-نزل سلاحك يالا، انت مين ياصعلوك تهجم على ظابط، قالها جواد وهو يصفعه بقوة على وجهه بعدما حاصرت قوات الشرطة الجميع سوى من بعض القلة المنتظرين بالخارج
❈-❈-❈
حاول الرجل الهروب الا أن جواد حازم جذبه من ياقته وظل يصفعه عدة مرات حتى خارت قواه وهوى على الأرضية، فيما اسرع جاسر للخارج يبحث عن فيروز التي استقلتها السيارة وهرولت سريعًا
توقف يمسح على وجهه بعنف يسبها لقد كان على وشك اهلاكها
تحرك باسم بقوته بالخارجين عن القانون، فيما أشار جواد لبيجاد
-خد جواد يابيجاد المستشفى مصاب
أومأ له ..ساعده بيجاد حتى وصل لسيارته
بعد مغادرة الجميع خطى حيث جلوسه
-قوم وريني طولك ياحضرة الظابط
ابتلع ريقه بصعوبة حينما رواده الشك بمعرفة والده ماينتويه
نصب عوده وتوقف أمامه :
-نعم ؟!
رفع كفيه وكادت أن تسقط لصفعه، إلا أنه كور قبضته يدفعها بقوة بالحائط
ثم اتجه إليه وثار بغضب يجذبه من ياقته:
-قولي اعمل فيك ايه، عايز تموت نفسك ياحمار، ليه يابني تعمل كدا ، انت عارف مين التميمي دا
-دا راجل معرفناش نمسك عليه حاجة ورغم شكنا فيه، وزي ماانت شوفت كدا ..طلع من اخر قضية أقل حاجة اعدام ، ليه تخطفه ياغبي
-بابا..أشار جواد بسبباته قائلاً:
-اخرص مسمعش صوتك، لكزه بصدره على أثره تراجع للخلف قائلا:
-ياحمار فكر قبل ماتعمل حاجة ، دول عندهم الموت والخطف زي المية عندنا
لو مش خايف على نفسك خاف على اللي حواليك ..ايه مش خايف على اخواتك ومراتك
-بابا اسمعني لو سمحت، انا عملت تحرياتي وعرفت أنه بيتاجر في السلاح والله كنت خلاص هوصل للدليل بس ابن الحرام عرف وموت الراجل، مكنش قدامي غير اني اخطفه واهدده
-غبي ..غبي يابن جواد، لانك بكدا فتحت العنين عليك، دول ليهم عيون زي الرز في كل مكان وبدليل اهو وصولك خلال ساعتين وكمان انقذوه ومش بس كدا ممكن يعملو لك قضية يامتخلف
سحب نفسًا وزفره يطالع والده:
-متخافش مفيش حاجة ضدي، انا اللي مشيته، يعني مخطفتوش ولا حاجة ، كان مجرد تحقيق بسيط، وعلشان اعرف ليه قتلوا الراجل
-والله؟!..قالها جواد مستهزئًا، ثم هتف متسائلاً :
-اومال جولك ليه، يلعبوا معاك خلاويص
-لا حضرتك ، علشان انا رجعته بمزاجي، وخليتهم يوصلوله بمزاجي برضو، ومتسألش ليه علشان مش هقول لحضرتك
كور قبضته يلكمها بالمنضدة أمامه
-إنت عايز توصل لايه يالا، بقولك ممكن يضرو اخواتك ومراتك
هز كتفه للأعلى وتسائل:
-ليه اخواتي متجوزين وعندهم اجوازهم مش قليلين..وانا طلقت جنى علشان أبعدها، واعرف الاعبهم كويس
جن جنون جواد فدفعه بقوة حتى كاد أن يسقط على ظهره، فهدر به غاضبًا
-متخلنيش اتغابى عليك ياجاسر ، سمعتني هتغابى بجد وممكن توصل أني ارفضك من الشرطة خالص، قالها واستدار للخارج متجها لسيارته يصيح به بغضب
-اقفل بيتك وتعالى ورايا، قال طلق مراته علشان يلعب معاهم، لا ياحبيبي تعالى العبك أنا ..
مش عايز تأخير..توقف جواد واستدار يطالعه:
-نضف جرحك بدل ماامك توقع من طولها
هوى على مقعده بعد خروج والده، استمع الى رنين هاتفه، رفعه
-إيوة ياراكان
-عامل ايه؟!
قص له ماصار، وهو يرجع خصلاته للخلف يرتشف بعض قطرات المياه
-اخدوا فيروز..
اومأ راكان متفهمًا، ثم تحدث:
-أنا اللي عرفت سيادة اللوا، آسف ياجاسر كان لازم يعرف علشان انا عملت تحريات كاملة الناس دي فعلا خطرة، وبقولك ابعد عن اللي بتفكر فيه
اغلق الهاتف يلقيه متأففًا
-غبي ياراكان..صعد للأعلى لتبديل ثيابه
بمنزل صهيب
جلست بجوار والدها تحتضن كفيه
-لسة حاسس بتعب
ابتعد ببصره عنها يسحب كفيه
-أنا كويس وعايز انام
توقفت تطالعه بصمت للحظات ثم تحدثت:
-بابا أنا هفضل مُصرة على رأيي، لازم اختار حياتي انا، حياة جنى اللي الكل بيتحكم فيها، انا تعبت كفاية بقى اللي بتعملوه فيا
اقتربت من والدها وانسابت عبراتها رغمًا عنها
-متفكرش ان بنتك مرتاحة وسعيدة، بالعكس اللي قدامك دي بتحاول توقف وتسند نفسها، اتحديت نفسي مش علشان حاجة من اللي حضرتك قولتها علشان ابني جنى من حطام اجبرتوه عليها
وضعت كفيها على صدرها وحاورته بعينين باكيتين
-قلبي مش ملك حد غيره، ومهما تعمل وتحاول معايا خلاص حياتي انتهت على كدا يابابا، أنا مبقتش لاقية جنى البريئة اللي مكنتش عايزة غير حبيبها، حضرتك اتحكمت وهو نفذ
اعتدلت تزيل عبراتها واسترسلت بقلبًا بات خاويًا من النبض:
-حاضر يابابا وعد هعملك اللي حضرتك عايزه وهبعد عنه بس دا علشاني في الأول لأنه كسرني لما ضعف قدامك انت وعمو، كان نفسي يختارني انا
بس طلعت عبيطة، ماهو اكيد هيختاركوا، ماهو أنا حظي كدا لازم اكون التانية في كل حاجة
امسك كفيها واحتضنهم يربت عليهما بحنو ابوي وتحدث بهدوء :
-حبيبتي افهميني انا مش عايز ضعفك دا، عايزك تكوني قوية ، جنى حبك لجاسر لغى شخصيتك، فيه واحدة عاقلة تبقى عارفة جوزها كدا وترضى
تنهد بعمق ورفع عيناه الحزينة إليها:
-جاسر غالي عليا قوي دا ابني التاني، بس عمره ما هيكون في غلاوتك حبيبتي ، وانا شايف علاقتكم مريضة وأنتِ متضررة اكتر
أزالت عبراتها تهز رأسها قائلة:
-خلاص يابابا، الكلام مبقلوش لازمة، انا قررت ومش عايزة اسافر غير برضاك طبعًا، سبني ارتاح لو سمحت
-برضو ياجنى، لسة مصرة على السفر
اومأت له قائلة بتأكيد:
-اسبوع كمان يابابا، لولا تعب حضرتك، وطبعا طنط مليكة لما عرفت زعلت قوي، وأنا على قد مش عايزة احضر، لكن لازم منه
اومأ متفهمًا وغمغم يروادها
-طب وجاسر؟!
ابتسامة ساخرة تجلت على شفتيها قائلة:
-ماله؟!
لو قصدك أنه بيحاول يرجعني تبقى غلطان ، أنا كمان مبقاش ليا نفس احارب علشان شخص رماني
-بس هو مارمكيش، هو عمل اللي انطلب منه
طلعت والدها مستنكرة حديثه، فعقبت بتردد :
-قصدك عمل اللي حضرتك هددته بيه؟!..ولا علشان ضعفه واول حل ريح الجميع غيري ..هو مفكرش فيا ، ودا في حد ذاته سقط في نظري
هز رأسه رافضا حديثها:
-علشان خايف عليكي ..استدارت متحركة للخارج بعدما وجدت لا جدوى من حديثهما:
-آسفة عندي ميعاد بعد إذنك
جنى!!
توقفت على بُعد بعض الخطوات منتظرة حديثه، حمحم بصوت مجهد
-هتعملي ايه لو حاول يرجعك!!
استدارت تنظر إليه بذهول فهمست بتقطع :
-متخافش يابابا، بينا اسوار كتيرة عايزة سنين ..قالتها وتحركت للخارج سريعًا، قابلتها نهى تضمها لأحضانها بعدما استمعت لحديثهما :
-بابا خايف عليكي حبيبتي
وضعت رأسها بأحضانها تبكي بشهقات
-أنا تعبانة ياماما، بحاول اكون قوية بس انا ضعيفة قوي، امبارح قابلته عند عمو جواد
خرجت من أحضان والدتها وانسابت عبراتها بقوة تشير على قلبها:
-قوليلي ياماما هفضل اتعذب كدا، هيفضل في قلبي بالطريقة دي، قوليلي على حاجة تكرهني فيه ياماما ،، رغم اللي عمله ولكن لسة بحبه، بحبه قوي
مسحت نهى دموعها تحتضن وجهها
-لو أي ام مكاني هتقولك دوسي على قلبك علشان كرامتك، بس انا مش هقولك كدا، علشان عارفة ومتأكدة أنه بيتعذب زيك كدا، روحيله ياجنى، بلاش تبني اسوار اكتر من كدا يابنتي، بكرة تندمي، ابوكي مش قادر يعرف أن حبك صافي مش مرضي زي ماهو فاكر
-نهى!!..صاح بها صهيب الذي خرج من غرفته ليخرج لإستنشاق بعض الهواء ولكنه ذهل من حديث زوجته
تراجعت نهى تنظر الى ابنتها ثم توجهت إلى صهيب:
-قبل ماتتكلم انا ام ياصهيب ومش مرتاحة، عجبك قعدتها في بيت لوحدها ، على الأقل مع جاسر بكون مرتاحة
-اقترب منها يرمقها بنظرات مبهمة ثم اتجه الى ابنته
-أنا اه طلبت منه الطلاق وهو وافق ومتمسكش بيكي، ولو راضية بإنعدام كرامتك اسمعي كلام والدتك ...قالها وتحرك للخارج دون حديث آخر
جمعت اشيائها وتحركت بعد تقبيل والدتها
بعد شهر آخر وخاصة اليوم المقرر بحفل خطوبة تقى ابنة حازم ومالك المنشاوي ..
هبطت للأسفل، توقف يحتضنها
-صباح الورد
هزت رأسها مبتسمة ولفت ذراعيها حول خصره:
-صباح الورد ياحبيبي
نظرت حولها تبحث عن ربى فتسائلت:
-هي ربى مجتش معاك!!
سحبها من كفيها متحركًا للأريكة وتحدث:
-لا ياقلبي، بتجهز علشان خطوبة تقى، وغنى جت والبيت فيه دوشة
اومأت متفهمة ، فركت كفيها فاحتواهما متسائلًا:
-النهاردة هنتكلم جد بقى مش كدا
اومأت له قائلة:
-طبعا حبيبي..
رفع ذقنها ينظر لعيناها
-باقي اسبوع في عدتك عارفة معنى الكلام دا ايه!!
هزت كتفها وضغطت على شفتيها حتى لاتنساب عبراتها
-عز الموضوع انتهى خلاص، وانت قولت بعتلك ورقة الطلاق، يعني باعني قوي ياعز، مبقتش عايزة اتوجع خلاص
-وانتِ كدا مش موجوعة ياجنى، مرر أنامله على خصلاتها
-حبيبتي لازم تعرفي عايزة ايه قبل ماعدتك تخلص
ابتلعت غصة بحلقها ثم قالت بتجمد:
-أكيد بتهزر، عايز مني أنا اللي ارجعله ياعز، ..سحبت نفسًا متنهدة وهتفت
-أنا قررت بعد الخطوبة اسافر وابني حياتي وقولت كدا لبابا.
-وبابا وافق؟!..تسائل بها عز
-وبابا يرفض ليه بس، بدل هكون مرتاحة، المهم سيبك مني وقولي
اخبارك ايه مع ربى؟!
توقف يشير إليها بيديه:
-قومي اجهزي، العيلة كلها متجمعة مينفعش متكونيش موجودة وكمان فارس هيوصل بعد ساعتين
توقفت أمامه :
-مش عايزة احضر ينفع
احتوى كتفيها ورد مستنكرًا:
-لا ماينفعش ، لازم تكوني موجودة، ومش بس كدا، لازم تظهري للكل انك قوية ومفيش حاجة تهزك
-مش هقدر ياعز صدقني، انا مش قوية زي مابتحاول تقنع نفسك
-جنى اختي مش ضعيفة، وهتحضر الفرح وهي سعيدة وقوية
-حاضر ياعز هحضر علشان أبين لبابا اني مش مريضة بحب جاسر ...قالتها مع دمعة غادرة انبثقت من عينيها
❈-❈-❈
أزال دموعها بحنو
-أنا كنت مع جاسر امبارح..رفعت نظرها تنتظر حديثه بشق الأنفس
ضمها لأحضانه حزينا على حالهما متذكرًا حديثه منذ يومين:
-جنى عاملة ايه ياعز
امسك ثمرة التفاح وبدأ يلوكها بهدوء دون اجابه..
-بسألك على فكرة..
رمقه عز متسائلاً:
-عايز من جنى ايه ياجاسر، مش انت طلقتها وارتحت، بتسأل عليها ليه
تسطح على الفراش واغمض عيناه وشعور الاشتياق يحرق روحه فهتف له:
-كلمها ياعز عايز اسمع صوتها وحشتني قوي لدرجة عايز اقوم ارحلها حالا، لولا وعدي لعمي صدقني هقوم ارحلها
شعر بنغزة أصابت قلبه من نبرة صوته الحزين ، امسك هاتفه وقام بمهاتفتها
كانت غافية استيقظت فأمسكت الهاتف وأجابت بصوت متحشرج من النوم
-زيزو ..عامل ايه حبيبي !!
اقترب جاسر يخطف الهاتف من ايدي عز يستمع لصوتها الذي جعل قلبه كالفراشة، أشار لعز بالحديث
-عاملة ايه ياجنجون واخبار البنت اللي جات تساعدك في البيت ياقلبي
اعتدلت من نومها وأجابته:
-كويسة حبيبي ، زُرت بابا في المستشفى ولا لا
-اه ياقلبي، قوليلي اخبارك ايه ، وناويتي تسافري امتى ؟!
اعتدلت تنظر بساعتها
-الساعة اتناشر، قوم نام علشان شغلك، انا هقوم اصلي القيام واقعد ارسم شوية وبكرة نتقابل
أشار له جاسر بمواصلة الحديث وأشار على كاميرا الهاتف
-جنجون افتحي الكاميرا عايز اشوفك واطمن عليكي ..ابتسمت تجمع خصلاتها وفتحت الكاميرا
-كدا اطمنت، ابتسم يشير إليها فهتف:
-صح النوم ياكسلانة، رفع نظره لجاسر الصامت يستمع إليها بدقات قلبه العنيفة، جذبت مأزرها تهاتفه:
-اطمنت عليا قوم بقى نام..صمتت للحظة تدقق النظر بصورته، فهمست بتقطع :
-إنت في اوضة جاسر ليه؟!
صمت مذهولا يطالع جاسر الذي ابتسم ساخرا عليه، فجذب الهاتف من كفيه
-جاي ياخدني بحضنه ياجنجون
ارتفعت دقاتها بعنف حتى شعرت بإصابتها بذبحة صدرية وهي تراه أمامها بتلك الهيئة، ذهب بصرها لإصابة ذراعه
-جاسر دراعك ماله ..لمس ذراعيه قائلاً
-مفيش نمت نومة غلط
توقفت ناسية ماترتديه أمام أبصاره التي اخترقت جسدها يرسم تفاصيلها قائلة:
-اتصبت ازاي ؟!
حمحم عز وهو يجذب الهاتف من كفيه
-روحي صلي ياقلبي ومتنسيش تقفلي التكييف هدومك خفيفة...قالها عز بمغزى
هنا فاقت تنظر لنفسها بصدمة، فأغلقت الهاتف سريعًا
عند جاسر تسطح يشير لعز بنبرة باردة:
-قوم روح عايز انام
رفع حاجبه ساخرًا:
-دلوقتي عايز تنام...ربت على كتفه بقوة
-ناوي على ايه، بابا لسة مفكر انك بعت ورقة طلاق جنى
أغمض عيناه يهز كتفه
-لو قولتلك مش عارف هتصدق
-لا ..قالها عز وهو يجذبه يعدل من جلوسه
-جاسر باقي اسبوع وشهور العدة تخلص ولسة مرجعتهاش، خلاص كدا ناوي فعلا تطلقها وتبعد عنها، هتقدر
وضع كفيه خلف عنقه وأجابه
-مش عايز ازعل باباك، جحظت أعين عز، فدنى منه يلكزه بكتفه:
-أكيد بضايقني، امال بجسده يستند على فراشه ونظر لداخل مقلتيه:
-طب ليه حوار الطلاق المزيف دا، وليه تتصل بيها وتشوفها كدا لما ناوي تطلقها
-نعم طلاق مزيف؟! قالها جاسر بإستنكار
اومأ عز برأسه واستطرد قائلاً:
-اومال ايه ياحضرة الظابط، طب ليه قولتلي أفهم بابا انك بعت ورقة طلاق جنى عندي في المكتب
اعتدل جالسًا وأجابه بفظاظة:
-ممكن تسبني عايز انام، ياله روح لمراتك وابنك
اعتدل عز يهز رأسه مغمغمًا برفض:
-خايف لتخسر يابن عمي، انت مشفتش جنى دلوقتي عاملة ازاي، ولا سيرتك عندها بقت ازاي
أشار له بالخروج
-عز ابنك بيعيط ياله شوفه ..تحرك عز يسبه، ابتسم جاسر ساخرًا
-اهبل قال متعرفش سيرتك عند جنى، امسك هاتفه يضغط على شفتيه
-هشوف سيرتي عند جنجون ايه
قبل قليل
نهضت من فراشها واتجهت للمرحاض، أنعمت نفسها بحمامًا منعش، توقفت أمام المرآة تصفف شعرها لاحت ذاكرتها بما كان يفعله معها، تحركت إلى هاتفها عندما علا رنينه بالغرفة
طالعته بإبتسامة ساخرة:
-كنت عارفة يابن عمي مش هتعديها،
ازدادت ابتسامتها عندما كرر رنينه مرة أخرى
جلست تضع ساقًا فوق الأخرى ثم رفعته وضغطت بهدوء :
-مردتش من الأول اعرف مش عايزة اكلمك، هو انت مش لسة مكلمني
نهض من مكانه واتجه إلى شرفته:
-متعليش صوتك ولما اكلمك ترد عليا سمعتي يابت ولا لا
-بت لما تبتك يااخويا
-خوا لما ياخدك ويجبك عندي باختي، إياكي بعد كدا تقفي قدام حد بلبسك دا
-اووووه حضرة الظابط المشكلنجي، وبصفتك ايه ياحلو
نفث تبغه في الهوا يستمتع بحديثها ثم هتف بهدوء عميق:
-بصفتي طليقك..احرقتها كلمته كفى أيها الغبي كيف لك أن تنطقها، باليتك تشعر بنيران تلك الكلمة التي أطلقتها كالسهام النارية لتخترق روحي
قست عيناها وتراجعت للخلف محاولة السيطرة على غضبها أمامه، فتحدثت بهدوء رغم حربها النارية:
-طليقي، سمعتني..يعني مالكش حاجة عندي، انا رديت عليك في وقت زي دا علشان انت ابن عمي قبل ماتكون طليقي ياطليقي.. ودلوقتي أنا مش فاضية..بتر حديثها وهو يهتف
-جنى لازم نتكلم
زاغت أبصارها بالمكان وضعفت مقاومتها فجلست تسحب نفسًا لعلها تستطع محاورته
-قول بسرعة عايز ايه، أنا مش فاضية
-عايزك تنقلي بيتنا، انا تركته من يوم مامشيتي، ومبقاس لازمني، انقلب هناك علشان دايمًا تفتكريني
توقفت وقد أغضبها حديثه:
-إنت عايز مني ايه ياجاسر، خلاص ابعد عني انت مش. طلقتني، مالكش دعوة اقعد فين ولا أعمل ايه، انا حرة نفسي، لا انت ولا غيرك له دعوة بيا
قالتها وأغلقت الهاتف، تلتقط أنفاسها التي تسارعت حتى شعرت بهبوط وارتفاع صدرها
القت الهاتف تبكي بشهقات مرتفعة
-دا أكرهه ازاي ياربي، ياربي كرهني فيه
هوت على فراشها بقلبًا يئن من فراقه..نهضت مستغفرة ربها تردد مع نفسها:
-جنى أنتِ وعدتي نفسك هتتغلبي على فراقه
مرت قرابة الساعة وانتهت من صلاة القيام ثم اتجهت لمرسمها الصغير التي اعتمدته للهروب من فراقه واستحوازه الكامل عليها
استمعت لرنين هاتفها رفعته مبتسمة
-لسة صاحية.؟!.ابتسمت عاليا بحزن وأجابتها:
-أنا تعبانة قوي ياجنى
استمعت جنى إليها بإهتمام فتسائلت:
-مالك ياعاليا؟!
نظرت حولها بحزن، فروحها تتخبط في كل الاتجاهات بالألم والحزن والخذلان ، تحدثت بتقطع؛
-جنى ياسين راجع بكرة
هزت جنى كتفها ثم تسائلت :
-وايه يعني لما يرجع يابنتي، هو هيفضل مسافر، دا بقاله أكتر من تلات شهور، عاليا اللي حصل حصل، اي حد مكان ياسين كان عمل اكتر من كدا، غلطي وانا حاولت افهمك انك تحكي له
❈-❈-❈
سحبت نفسًا قويًا، لتتوقف عن نوبة البكاء التي اعترتها فتحدثت:
-اقوله ايه ياجنى، وهو أول ماجابني وبيعاملني زي الحيوانات، دا حتى مهنش عليه يعرف اسمي، تخيلي قعدنا شهر وهو بيكلمني وانا معرفش اسمه حتى
بدأت جنى تخطط رسمتها بقلمها وهي تحادثها فأجابتها:
-سيبك من دا كله ياعاليا، من اول ماابن عمك رجع يهددك وأنتِ متجوزة، فهمتك أن ياسين دلوقتي جوزك ولازم يعرف، معرفش ليه اخدتي الموضوع أنه هيذلك، حبيبتي دول ولاد عمي واعرفهم اكتر من نفسي، دا ممكن يموتوا نفسهم للغريب، تخيلي بقى مراته
أغمضت جفونها تبكي بصمت وهتفت
-جنى ياسين تمم جوازه مني، وأنا حامل دلوقتي ..سقط قلم الرسم من ايدي جنى وتوقفت تستمع إليها بذهول:
-بتقولي ايه، امتى دا؟!
ارتفعت شهقاتها وشعرت بوجع حاد يضرب صدرها
-من تلات شهور، قبل مايسافر بيوم ودلوقتي متصل بيا وبيقولي هرجعك لأهلك ..توقفت عندما شعرت بعدم تنفسها
-مش عارفة اعمل ايه ياجنى، أنا وياسين مستحيل يجمعنا مكان واحد ابدًا
تحركت جنى تتنهد متألمة على ماأصابهم، ثم سحبت نفسًا تزفره ببطئ
-عاليا لازم ياسين يعرف بالحمل
-مستحيل ياجنى سمعتيني، الحمل دا مش لازم يكمل، الشخص دا مستحيل اكمل حياتي معاه
عاليا ممكن تهدي دلوقتي خلينا نفكر نحل الموضوع ازاي، انا آسفة بجد بس أنتِ كدا بتتجاوزي حدك، لازم جوزك يعرف
صرخت وتحدثت بمرار
-وأنا مش عايزة البيبي دا، الراجل دا بكرهه سمعتيني
-خلاص طب زعلانة ليه انك هترجعي لاهلك، بسيطة اهو اطلقي ياعاليا وعيشي لابنك ربنا بعتلك هدية غيرك اتحرم منها، ياريت انا اكون حامل، هتندمي سمعتيني هتندمي في وقت مفيش بكى على الندم
اخذت عدة انفاس وهي تحاول أن تصمت من وصلة بكائها..
ابتلعت غصتها وتحدثت بهدوء:
لازم تساعديني ياجنى، الأول عايزة اشوف هكمل الحمل ولا لا، بس حقيقي انا مش عايزة البيبي دا
صدمت جنى من حديثها، فحاولت تهدئتها قائلة:
-طب اسمعيني كويس..بلاش تعملي حاجة دلوقتي لما نشوف رد فعل ياسين معاكي ايه لما يرجع
-الراجل دا متجبيش اسمه انا مش عايزة اشوفه ولا اسمع صوته ..
حاولت جنى التفكير بشكل متزن ..صمت قليلًا ثم أخبرتها:
-خلاص حبيبتي نحضر الخطوبة بكرة وبعد كدا نفكر مع بعض تمام...
المهم اوعي تعملي حاجة لبيبي حرام دا نعمة كبيرة قوي
أزالت عاليا عبراتها بعنف ثم اجابتها:
-تمام بس لو قولتيله هزعل منك
هزت جنى رأسها تؤكد لها انها لم تفعلها
أنهت مكالمتها فجلست والحزن يأكل صدرها لا تعلم ماذا ستفعل بهذة المعضلة
استمعت إلى إشعار رسالة عبر الواتساب..وجدته معذب قلبها..قطب مابين حاجبيها مترددة عن الصورة التي ارسلها، ظلت مترددة لفتحها، ترى ماهذه الصورة التي أرسلها لها ..ظلت لدقائق ثم مررت أناملها وفتحتها اخيرا
وجدت صورة زفافهمًا ..ويدون تحتها
-اقسم لكِ إنكي حبي الأبدي
بل حبي الأعمى والبصير
اطلب منكِ العفو والغفران
رفرفت بأهدابها تتلمس بأناملها الرقيقة صورته ..ظلت لدقائق تحدق بها حتى شعرت بإنفطار قلبها بالأشتياق
ثلاث اشهر وهما مفترقان، ثلاث اشهر من جحيم الاشتياق، ماذا سيفعل بي قدري اتجاهك معشوقي
استمعت إلى رسالة أخرى، فتحتها وإذ به
-فستانك هيوصل الصبح لو عايزة تحضري الحفلة متلبسيش غيره، لو هتغيره يبقى متجيش احسن، دا مجرد كلام مش تهديد، وقبل ماتتبجحي وتقولي بصفتك ايه هقولك بصفتي أبن عمك اللي بيغير عليكي
قامت بحظر رقمه حتى تهدأ من نوبة الغضب التي تملكت منها..نهضت تفتش بفساتينها حتى لمعت عيناها بدهاء ورددت مع نفسها
-تكرم عيونك حبيب جنى، بس كدا
مرت الليلة سريعا إلى أن جاء موعد حفل الخطوبة
بحي الألفي
وصل ياسين متجهًا لوالده ووالدته اولا
ضمته غزل بإشتياق أموي تلكمه بخفة بصدره قائلة:
-تلات شهور ياياسين، ايه يابني دا لو مسافر برة مصر كنت هشوفك أكتر
قبل رأسها معتذًرا بأسى:
-كان فيه مناورات كتيرة ياماما الفترة دي وبابا عارف شغل الحربية مش كدا ياحج جواد
هز رأسه دون حديث، ثم اتجه بنظره لغزل متسائلاً :
-عاليا فين ياغزل؟!
تسائل بها وعيناه تجلد ابنه بصمت ..ربتت على كتفه مبتسمة ثم ردت قائلة:
-راحت لجنى، قالت هتيجي معاها على الحفلة على طول
أشار لياسين قائلًا:
-اطلع خد شاور وريح من السفر شوية
تحرك للأعلى وهو يمسك هاتفه محاولًا مهاتفتها عدة مرات
عند جنى وعاليا
خرجت من المسبح تطالع تلك المنكمشة فاتجهت تجلس بجوارها
-ماتنزلي تعومي شوية، هتلاقي نفسك احسن وتنسي أي حاجة
رفعت عيناها الذابلة وتسائلت:
-تفتكري وصل دلوقتي ، خايفة افتح فوني الاقيه بيتصل وأنا مش عايزة صدام معاه حاليا
ربتت على كتفها ثم أمسكت ذراعها
-قومي معايا ياعاليا، ياله تعالي نرتاح شوية وبعد كدا نجهز، علشان اقولك ناوية اعمل ايه في حضرة الظابط البارد
ابتسمت بخفوت عليها ثم لكزتها
-والله جاسر دا عسل يابنتي ونعمة كبيرة قوي، معرفش ايه اللي وصلكم لكدا، بس اللي متأكدة منه أنه بيحبك قوي
اعترى قلبها برجفة سارت بجسدها بالكامل فرفعت بُنيتها التي تكورت عبراتها قائلة بهمس:
-وأنا بعشقه وقلبي بيوجعني على بعده قوي ياعاليا، تعرفي بدعي ربنا أفقد الذاكرة علشان متألمش بحبه كدا، صعبان عليا نفسي قوي ياعاليا، صعبان عليا قلبي المكسور والمجروح منه
مسدت عاليا على خصلاتها تهمس لها بكلماتها الحانية، ثم هتفت :
-جنى جاسر بيحبك ودي مفروغ منها ، وزي ماقولتي باباكي غصب عليه واجبره
أشارت لها بالصمت تبتعد بأبصارها قائلة:
-ممكن منتكلمش في الموضوع دا، أصل عمرك ماهتفهميني فبلاش نتعب بالكلام
اومأت لها متفهمة ثم نهضت متحركة للأعلى
بحي الألفي
كان الجميع يعمل على قدمًا وساق، وصل ريان المنشاوي بأسرته، كان بمقابلتهم جواد، وسيف الذي وصل اليوم من تركيا وحازم ..دقائق وصل صهيب حيث وقوفهم ، اقترب سيف يضمه بإشتياق ثم تحدث مؤنبًا إياه
-كدا ياصهيب ارجع حي الألفي متكنش موجود ، ربت على ظهره ثم اتجه لريان :
-ألف مبروك يابو عمر، عقبال ما تشيل ولادهم ..ابتسم ريان بمحبة
-الله يبارك فيك، وحشتني والله لمتنا، لكن عاذرني طبعا
تحرك جواد للرد على هاتفه:
-أيوة يابني ...اجابه على الطرف الآخر
-زي ماحضرتك طلبت ياباشا، المدام بتاعة التجميل جت وقعدت ساعة ومشيت، وفتشناها كويس جدًا، صمت الرجل لحظات وتابع:
-فيه طرد كبير جه لمدام جنى، مكتوب عليه ابن سعادتك، فدا مقدرناش نفتشه ياباشا
هدر به هاتفًا:
-حتى لو مكتوب عليه مني شخصيا لازم تفتشه وتتأكد من مين، خليك عندك لحد مايوصلوا هنا
تحدث الرجل سريعًا
-متخافش ياباشا حضرة الظابط مغرق الجنينة أمن كمان، ومفيش ناموسة بتعدي غير لما بتتفتش، علشان كدا كان عندهم خبرية بوصول الطرد دا
اغلق جواد الهاتف يسبه مرددًا:
-بقوله ايه الغبي بيحاول يقنعني ، شعر بوضع أحدهم يديه على كتفه، استدار له مبتسمًا:
-نورت بيتك ياصهيب..وضع صهيب كفوفه بجيب بنطاله:
-منور بيك ياجواد، عايز نتكلم بعد الحفلة، لازم نتكلم
ربت جواد على كتفه واومأ له مقتربـا منه يهمس بجوار أذنه
-مفيش كلام بينا طول ماانت حاكم على العيال بوجع القلب يابن ابويا، قالها جواد واستدار متجهًا حيث جلوس ريان
بالأعلى عند العروس
انهت زينتها ، ساعدتها غنى بالوقوف لتلقي نظرة أخيرة عليها ..ابتسمت برضا قائلة:
-ايه رأيك ياروبي، لون الروج دا احسن ولا اللي هي حطاه
دنت تقيمها ثم ابتسمت قائلة:
-طالعة زي القمر ياتقى، ربنا يسعدك ياقلبي ..امنت البنات ، ثم نظرت ربى بساعة يديها وتحركت تهاتف زوجها
-فين جنى ياعز اتأخرت ليه اوعى تقولي مش جاية والله هزعل اهو
أجابها على الطرف الآخر بعدما انسحب من جوار بيجاد وجاسر:
-حبيبتي زمانها جاية، انا كلمتها وقالت قدامها نص ساعة، راحت عليها نومة
استمعت لطرقات على باب تقى فأنهت المكالمة واتجهت تنظر لوالدها الذي ولج مبتسمًا ، يفتح ذراعيه:
-حبايب بابا الاتنين هنا، اقتربت ربى تقبله على وجنتيه
-أحلى اب في الدنيا حبيبي، ثم اتجه إلى وقوف غنى التي اختبأت بأحضانه
قائلة:
-ومفيش بوسة لغنون بابا
طبع قبلة على رأسها، ثم اتجه إلى تقى
-ماشاء الله حبيبة خالو، فتح ذراعيه لتحتضنه، ضمها بحنان بدلوف مليكة مبتسمة، وصلت إلى وقوفهم ، ثم اقتربت من جواد تقبل وجنتيه
-ربنا يخليك لينا ياحبيبي...ضم رأسها
مبتسمًا وتحدث:
-ربنا يخليكي لاولادك حبيبتي يارب
عروستنا خلصت علشان تنزل تحت المعازيم وصلوا..فركت كفيها بخجل، رفع ذقنها ينظر لعيناها
-كبرتي ياجميل وبقيتي عروسة قمر، اتجه ببصره لمليكة وتحدث:
-شوفتي بعد كام شهر إن شاءالله هتبقي جدة
دلف جواد يطرق على الباب مبتسمًا:
-فين عروستنا ياجماعة تنزل لعريسها
قالها مقتربًا منها وهو يدندن
"يادبلة الخطوبة عقبلنا كلنا"
صفعه جواد على عنقه بخفة قائلاً:
-عقبالك يابغل..رسم ابتسامة أمام جواد يهز رأسه قائلاً:
- إن شاءالله ياخالو
بعد قليل هبطت العروس بفستانها الذهبي, وحجابها الأبيض الذي جعلها أميرة متوجة على قلبه، اقترب منها مالك مبتسمًا يحتضن كفيها ،
-ألف مبروك ياتقى، نزع كفيهما عز يغمز له
-دي خطوة ياصعلوك مش كتب كتاب،
قهقه الجميع عليه وهو يجذب تقى متجهًا إلى سيف:
-اتفصل ياعمو جبتهالك اهي
امسك سيف الميكرفون ثم هتف
-اللي عايز عروستنا يجي يطلبها مني
اسف ياباشمهندس بس لازم انا ارضى عن ابنك
ضحك ريان يشير بيديه :
-عندك العريس خد الضمانات، تحرك مالك بعدما أشار عليه سيف بالتقدم حتى وصل لعروسه ودعاه بالجلوس بجوارها هامسًا
-هتمسك أيدها هلغي الخطوبة
بسط كفيه لتقف متجهة معه إلى مكان رقصهما
توقف الجميع يطالعهم بحبور، اقترب منها
-ليه باباكي رفض نكتب الكتاب ياتقى
نظرت للأرض بخجل تهز أكتافها بعدم معرفة
ابتسم لها قائلا
-بوصيلي طيب بدل ما اعمل حاجة غلط..رفعت نظرها متسائلة هتعمل ايه
وضع بيجاد كفيه على كتفه:
-منور ياعريس، فيما تحرك حمزة أخيه من الجهة الأخرى غامزًا:
-من حقي ارقص مع عروستك ياملوك
جذبه بيجاد من ياقته
-روح العب يالا ..ثم تراقص بحاجبه لمالك
-عد الجمايل هتلاقيها عند بيجاد وبس
وصلت غنى إليه فحاوط خصرها متراجعًا:
-مراتي جت دا اللي هيبعدني عنك بس
هناك بركانًا هادئ كان ينظر بساعة يديه ، جلس أوس بجواره
-مش هتقوم تبارك للعروسة
هز رأسه بالنفي ثم تحدث:
-مش دلوقتي ، لمح سيارتها تدلف من البوابة، حتى اتجهت متوقفة أمام منزل والدها، ترجلت عاليا تحمل رادئها الذي يشبه لون العشب، أما جنى فترجلت تتهادى بخطواتها مبتسمة، تبسط كفيها لعاليا، تحركت الفتاتان بوصول ياسين إلى الحفل..توقفت تطالعه وتعلقت نظراتهما للحظات ، بحر عيناه يرسمها ..اقترب منهما بعدما استعاد بروده ، أغمضت عيناها محاولة السيطرة على دقاتها التي بدأت تخترق صدرها وكأن أنفاسه مازالت تلاحقها منذ تلك الليلة، شعرت ببرودة تجتاح جسدها عندما جذب كفيها يقربها منه متجهًا لمكانًا بعيدًا عن الزحام، مكانًا خالي من المدعوين، نزعت كفيها بهدوء وارتجفت شفتيها وهي تطالعه:
-ايه بتشدني كدا ليه؟!
قالتها بخفوت ..وضع كفيه بجيب بنطاله ونظراته تخترق جسدها ثم هتف
-عارفة برجوعي ايه اللي خلاكي تروحي عند جنى
فركت أصابعها تهرب من نظراته التي استطالت عليها كأنه طبيب يفحص مريضه ..بسط كفيه يرفع ذقنها لتتقابل نظراتهما، فتحدث بصوته الأجش :
-مش المفروض كنتي تستني رجوعي
انزلت كفيه بعنف وأشارت له
-ماتحاولش تقرب مني تاني ياحضرة الظابط ، واياك تلمسني، اه مكنتش عايزة اشوفك، ولولا الخطوبة مكنتش هتلاقيني هنا دلوقتي ، انا قررت اقعد مع جنى مش متحملة وجودك في حياتي
هز رأسه وأشار إليها للدخول للحفل قائلا بصوته الجليدي
-بعدين نتكلم دلوقتي ندخل قدام الكل متنسيش أننا متجوزين قدام الناس
لف ذراعيه حول خصرها وآمال بجسده يهمس لها
-ماله الحجاب لما يتلبس، يعني جاية مع جنى ومش مكسوفة انك ماشية بشعرك، دينك يا هانم
لا تهتم بحديثه بل
خارت قواها بسبب كفيه الذي أحست بأنه نيران على جسدها، ناهيك عن أنفاسه التي ضربت وجنتيها
ارتعش جسدها وهو يجذبها حتى التصقت بجسده متجهًا إلى ريان
-عمو ريان حبيبي أخيرًا شوفناك
ضمه ريان بإبتسامة حنونة:
-حضرة الظابط اللي اتجوز من غير مايعزمني ..أشار على عاليا التي توردت وجنتيها عندما اشتد من ضمها وهو يطالعها
-عاليا مراتي..دقات عنيفة لكلايهما ضربت صدرهما من مجرد كلماته التي للأول مرة ينطقها بتلك العذوبة
أومأ ريان برأسه قائلا بصوته الهادي العميق
-نورتي حي الألفي يابنتي
-ميرسي ياعمو شكرًا لحضرتك..اتجه ياسين بنظره الى نغم وأشار عليها
-طنط نغم المنشاوي، طبعا والدة العريس..توقفت نغم مرحبه بيهما ثم انسحب معتذرًا وهو يتحرك بها ليصل لوالده ووالدته ..لمعت أعين غزل عندما وجدتهما بهذه الطلة..أشارت بيديها لعاليا
-ايه الجمال دا يالولو، ثم غمزت لياسين قائلة بمشاكسة:
-اوعى لحد يعاكسها ياحضرة الظابط..
رفع حاجبه ساخرًا ثم أجابها
-طب احرسيها ياغزول، بعد اذنك..قالها وتحرك يبحث عن أخوته وجد أوس بجوار ياسمينا يحمل ابنته التي غفيت فنهض قائلاً:
-هطلع مسك فوق ياقلبي ..طبعت قبلة على وجنة ابنتها وأومأت برأسها ..امسكه من ذراعه متسائلاً
-فين جاسر؟!
وزع بصره بين الأرجاء واجابه
-كان هنا من شوية، شوف جنى فين هتلاقيه ..قالها وتحرك يحمل ابنته.. قطب مابين حاجبيه مرددًا
-ادور على جنى!!
تحرك يبحث عنه، ظهر أمامه صهيب بجواره عز وفارس
-اوووه الاستاذ الكبير وصل..قالها ياسين وهو يضمه بإشتياق
-عامل ايه يالا..حدجه غامزًا له
-لا دا انت حلويت يابن الألفي
❈-❈-❈
رفع فارس حاجبيه مترفعًا بغرور:
-أنا احسن واحد في العيلة دي..
اومأ ياسين ساخرًا:
-أيوة عارف طبعًا انك افشل واحد في العيلة..قالها وهو يضحك يقف خلف صهيب الذي قهقه عليهما ..امسك ذراع عمه يشير لفارس الذي وصل إليه يشاكسه، ثم أشار عليه
-ابنك عامل شعره ليه كدا، هو هيمشي في شارع محمد علي ولا ايه
ابتسم صهيب وأجابه:
-اه وانت لم النقطة، ثم أشار على فارس
-بعد الفرح هيروح يشيل الهبل دا
توقف ياسين بجواره وتحدث :
-لا متخافش هيشلوه في الجيش غصب عنه، وهوصي عليه اخليه أربعة وعشرين ساعة واقف على المدرعة
ابصره فارس ساخرًا
-ليه اتكونش وزير الدفاع واحنا منعرفش، انا مش هدخل الجيش، انا هدخل دنيا على طول، فيه بت برازيلية هتنزل مصر قريب اتفقنا نتجوز
صفع ياسين كفيه ببعضهما يشير لعز الصامت
-ايه يازيزو هتشهد على عقد جواز الرقاصة والطبال..تحرك عز ولم يكترث لحديثه يبحث عن أخته التي اختفت فجأة ..قابلته ربى تحمل طفلها
-بدور عليك..حمل ايهم متسائلاً:
-شوفتي جنى، ثم التفت بالأرجاء يبحث عن جاسر، وتسائل:
-فين جاسر ؟!
هزت كتفها بعدم معرفة، ثم أمسكت ذراعه وترجته بعيناها:
-وحياتي عندك سبهم لو مع بعض، بلاش توجعهم أكتر ماهم موجوعين
احتضن رأسها يلثمها ثم أجابها:
-عايز اطمن هي معاه ولا لا مش أكتر، ولكن توقف عن الحديث عندما وجدها تقف بجوار جواد ويعقوب
فتحرك متجهًا إليهم ، ذهبت ببصرها لتحركه ثم رددت بحزن:
-لما جنى هنا طب فين جاسر..كانت نظرات صهيب على ابنته، هدأ داخله بعدما شاهد رؤيتها لجاسر
قبل قليل
ترجلت من سيارتها تحتضن كف عاليا واتجهت لداخل الحفل، قاطع تحركهما وصول ياسين ..تركتهما واتجهت لوالدها الذي ضمها بحنان ابوي
-اتأخرتي ليه يابنتي ..اتجهت تحتضن والدتها وردت قائلة:
-نمنا وراحت علينا نومة، قومنا على اتصال عمو جواد ..ذهب ببصره لجواد الجالس بجوار ريان ويعقوب
أشار عليه وتحدث:
-روحي سلمي على عمك، وكمان اتفقي مع يعقوب على موضوع السفر
أمسكت كفيها نهى وهتفت بعدم رضا
-صهيب يعقوب ايه اللي تكلمه في شغل النهاردة..ربتت على كتفها تشير على جواد وسيف
-سلمي على عمامك وتعالي جنبي هنا، بلاش يعقوب ياجنى، همست بجوار أذنيها
-بلاش قلبت جاسر عليكي، الحبيب مابيوجعش يابنت صهيب يارب تكوني فاهمة كلامي
هزت رأسها تنظر لوالدتها
-مستحيل اعمل اللي حضرتك بتقوليه، مش من طبعي ياماما ، وبابا ميقصدش اللي في دماغك..نظرت لوالدها الذي توقف مع أحد المدعوين يرحب به، ثم تحركت بعض الخطوات فوجدت الذي يقف أمامها
مرر أنظاره على هيئتها من قدمها وعيناه تبحر على ذاك الرداء الناعم كنعومة جسدها، يحتضن قوامها الرشيق ليظهر منحنيات جسدها الأنثوي أمام اعينه بإستفاضة للأعمى قبل البصير..اللعنة عليك ياجنيتي اتريدين بذهاب عقلي وتحولي للجنون، اقترب منها ومازالت نظراته متجمدة على جسدها، حتى تحولت عيناه لقسوة أراد أن يحرقها بها، جذبها بعنف لتصطدم بصدره يضغط على رسغها
-خمس دقايق بس تطلعي فوق تغيري الفستان اللي هولع فيه أن شاءالله لو شوفته بعد خمس دقايق، اقسم بالله لو مطلعتيش غيرتيه دلوقتي لأقطعهولك واعرفك ازاي تكسري كلامي
نزعت كفيها بغضب، واستشعرت بتجبره وحقيقة حديث والدها بتملكه لها فنظرت حولها حتى لا تجذب الانظار إليهما وتحدثت بخفوت:
-إنت ابن عمي وبس، مش من حقك تقولي ألبس ايه، حتى وجودك في حياتي قبل جوازنا انا مسحته، اللي قدامك دي مطلقة مش أكتر ، واحدة كانت مستعدة تبيع الدنيا علشانه، بس هو باعها في اول موقف يبين مدى حبه
ابعد عني ومالكش دعوة بيا وحاجة أخيرة متفكرش انك بكدا هتخليني ارجعلك أو احن واشفعلك ، دنت منه وغرزت عيناها برماديته قائلة:
-أنا حرقتك ياجاسر زي ماانت حرقت ذكرياتنا، ودلوقتي بقولها وانا مقتنعة بيها مش مجرد كلمات من لساني بس
انا ندمت اني حبيتك، والله ندمت، والله ندمت يابن عمي، ودلوقتي لو تسمح يابن عمي عديني وخلي عندك شوية كرامة ومتحاولش تقف قدام واحدة مش قادرة تتحمل وجودك قدامها
أحس بالدوار يلف بجسده، وكأنه تلقى ضربة هشمته حتى فقد اتزانه وحفرت آلام من قلاع حصينة لتهدم روحه..أي جرم ارتكبه ليتحطم فؤاده على من عشقها وارتوى بعشقها ، جرمه أن يحميها من الأيدي البغيضة التي لا تعرف للرحمة مجال
تراجع بعض الخطوات للخلف حتى تسير من أمامه فكأنها أشعلت كتلة نارية ووضعتها بصدره وتحركت بكعبها العالي لتنخر عظامه من شدة آحتراقه بلهيب العشق الضاري..رفع نظره لعمه وتلاقت اعينهما للحظات مما طأطأ رأسه بأسى فاستدار متحركًا تاركًا المكان بأكمله
وصلت الى جواد ويعقوب بجسد مرتجف، وقلبًا ينزف من الألم على أحست به من وجعه الذي تجلى على ملامحه من قساوة حديثها، تمنت لو التفتت إليه لتعانقه تربط على قلبه الذي تحطم وتفتت حتى أصبح رمادًا
جذبها فارسها يحملها ويدور بها
-جنجون قلبي وحشتيني
ضربته على رأسه
-بس يافاشل، لسة فاكر..جذبها جواد من كفيها و
قبل جواد رأسها مبتسمًا، رفعت نظرها ليعقوب
-ازاي حضرتك ..ابتسم لها ورفع كفيه ليحيها، ذهبت ببصرها تبحث عنه ولكنه كالذئبق الذي تبخر ولم يعد موجودًا ..هزت رأسها ليعقوب متأسفة:
-فين كارمن مجتش معاك !!.
تسائلت بها بصوت خافت:
-لديها بعض الأعمال، كيف حالك
-كويسة الحمد لله..وصل سيف إليهم
-جنجون عاملة ايه؟!
-اهلا عمو وحشتني، فين البنات؟!
أشار لوقوفهما بجوار زوجته
بمكان آخر خارج حي الألفي
وضع رجلُ بعض الصور أمام رجل يبدو عليه الشيب، فتحدث بنبرة فظة:
-اسمه جاسر جواد الألفي، ظابط مكافحات عنده تسعة وعشرين سنة كان متجوز بنت هاشم الناجي، طلقها من سنة تقريبًا دون معرفة السبب فيه بيقول لأنها اتبعت اسلوب امها وفيه اللي بيقول علشان سقطت الحمل من وراه ، المهم مفيش سبب واضح، اتجوز بنت عمه قدام الناس علشان حبها بس الحقيقي علشان تعرضت لاغتصاب من هاني العتال وسمعت أن امجد الشربيني في الموضوع، البنت اتحجزت في مستشفى الأمراض العقلية لفترة وبعدها بفترة اتعملهم فرح ، وبعد فترة حصل خلاف بينهم والبنت هربت لتركيا لفترة ورجعت وكانت حامل وسقطت الحمل ومن وقتها حصل خلاف كبير بين العيلة
أخرج صورة أخرى ووضعها امامه
-دي بنت عمه ودي طليقته ، هو دلوقتي طلقها برضو بسبب خلاف مش واضح بس اللي وصلنا له انه مبقاش عايزها وكان متجوزها يستر عليها مش اكتر
هز الرجل رأسه وهو يطالعها بتدقيق ثم رفع يديه إليه
-معاك صور ليهم مع بعض
هز رأسه بالنفي قائلاً:
-دول مابيتقبلوش حاليا غير في المناسبات..اه ياباشا فيه حاجة مهمة ، قبل الجواز كانت تربطهم علاقة اخوية، يعني البنت مش حبيبته ولا حاجة، وبعد طلاقها قاعدة في بيت لوحدها ، وجواد الألفي عامل كرديون أمني عليها، البيت في كمبوند قريب من بيت ابن عمها، بس متأكدناش دا صدفة ولا لا، أصله نقل قبل ما تشتري البيت دا بشهر تقريبا
-طب ليه الواد مش في الألفي
-لسة هنعرف ياباشا
❈-❈-❈
تراجع بجسده ومازالت نظراته على صورة جنى رفع الآخر كاسه يرتشف ماحرم الله وهو يجذب صورتها من يد والده:
-حلوة مش بطالة، بس البنت اللي كانت عنده احسن
طالعه والده مستنكرًا حديثه ثم تحدث:
-كفاية عليك البت التانية يانعمان، وبعدين اعتقها البت بسمع صراخها طول الليل
أطلق ضحكات مشمئزة ونهض يضع مشروبه مرة أخرى وهتف:
-البت حلوة قوي، معرفش الظابط دا عبيط يطلقها، بس ايه ياباشا تستاهل الصراحة، وكفاية بس الفيديوهات اللي هتوصله، علشان لو فكر يتنادل يبقى نرد عليه ماهي كانت طليقته برضو
أشار والده بالصمت ثم نظر لذاك الرجل:
-اسمعني ياسالم وفتح عقلك، الظابط دا بدل نكش ورانا يبقى عنده معلومة أكيدة ، عيونك ماتفارقوش، ومش بس هو كمان بنت عمه، الموضوع دا وراه حاجة وطلاقهم في الوقت دا مش مقنع بيه، ممكن بيبعدها عن الأعين
اومأ الرجل بطاعة وخرج دون حديث آخر، ثم اتجه إلى ابنه المدعو نعمان
-عايزك تفصص البت دي وتعرف اخبار اكتر عن الظابط دا، ولو بتحبه هنكرهها فيه ولو بتكره هتقولك كل حاجة دون رفة جفن
وضع الكأس على المنضدة يلفه ثم هتف
-بالليل كل حاجة هتكون عندك ياباشا
-بس مقولتش ليه الواد الظابط دا حجزك فترة وفي الاخر سابك يقصد ايه من الحركة دي
مازالت نظراته على صورة جنى فهتف:
-هنعرف يانعمان، بس الواد دا مش سهل، وشكله بيخطط لحاجة، لو اللي بفكر فيه صح يبقى الواد دا خطر جدا، المهم عايز منهك تحرك يزن وخليه يرجع هنحتاجه الايام الجاية وخاصة اللي زي يزن دا يموت في الأشكال دي وبميلش
جذب صورة جنى التي بيديه ومرر أنامله عليها ثم رفع نظره لوالده:
-تفتكر جواد الألفي هيخليك تقرب من ابنه ياتميم باشا
قهقه بصوت مزعج قائلا
-هيقلب في دفاتره ، بس وقتها هيكون ضربنا ضربتنا، هو اكيد ميعرفش اللي بيحصل ..قالها نعمان ببساطة
أما تميم نظر للخارج :
-يبقى متعرفش مين جواد الالفي، دا كان مسمينه اسد الداخلية، المهم شوف هتعمل ايه في الشحنة الجديدة
بالحفلة بحي الألفي
وصل جاسر إلى والده
-أنا همشي يابابا محتاجني في حاجة
-هتمشي دلوقتي لسة بنت عمتك مالبستش الدبل
جالت أبصاره بالمكان وهو يشعر بالاختناق قائلًا :
-بابا مصدع وعايز ارتاح، وكفاية ياسين وأوس هنا..
-ماينفعش ياجاسر، انت الكبير ولازم تكون موجود ، وبعدين حتى مهنش عليك تباركلهم، خليك لما يلبسوا الدبل وبعدين امشي
استمع لضحكات يعقوب خلفه، فاستدار يطالعه بصمت كان واقفًا بجوار عز وأوس ، اتجه ببصره لوالده قائلاً:
-البارد دا بيعمل ايه هنا
امال جواد برأسه غامزًا، اوعى لتكون غيران يابن جواد
نفث سيجاره ثم اتجه بنظره لوالده
-هغير من دا ياابو الجود، طب شوف حد حلو ..قهقه جواد يشير بعينيه على وقوف جنى بجوار هنا وربى ثم هتف:
-مراتك واكلة الجو العائلي، ضيق مابين حاجبيه وهتف:
-ازاي تخرج بالفستان دا يابن جواد مبقتش قادر تحكم
تعالت أنفاسه حتى وصلت لزروتها فنظر لوالده:
-حضرتك نسيت أنها طلقيتي مش مراتي يعني حكمها لابوها وأخوها
اومأ رأسه يدقق النظر بعينه ساخرًا
-أيوة طبعا، بدليل كنت هتضربها اول ماوصلت، جذب ذراعه يهمس له :
-مش على ابوك يالا،..توقف عن الحديث عندما وصل ريان إليهما
-حضرة الظابط عامل ايه ؟!.
-الحمد لله ياعمو شكرًا لحضرتك..تذكر جواد شيئا فتسائل
-هو راكان البنداري مجاش ليه، انت مابعتلوش دعوة
حك ذقنه يرمق والده بنظرات مبهمة ثم تحدث قائلًا:
عمل حادثة وفي المستشفى، ومش بس كدا فقد الذاكرة
ذُهل جواد فاستمع إليه بإهتمام
-ازاي وامتى الكلام؟!
من اسبوع تقريبًا، مراته كانت مخطوفة وحوار كبير
توقف عز بجواره قائلًا:
-جاسر عايزك..استمع الى صوت يعقوب
-هل تسمحين لي بتلك الرقصة جميلتي..ذهبت أبصار الجميع إلى جاسر الذي توقف متصنمًا،منتظر ردها
رفعت غنى التي كانت متوقفة بجوار جنى نظرها لأخيها ثم اتجهت إلى يعقوب قائلة:
-جنى هترقص مع جاسر ياباشمهندس، رفعت نظرها إليه وتقابلت نظرات العتاب ، فاستدارت متحركة إلى أن ربى جذبتها مع سيا وتحركوا إلى وقوف تقى وقاموا بتغيير الموسيقى
لتبدأ البنات بالرقص
ظلت البنات فترة تتراقص بأغانيهم الشعبية..إلى أن وصل عز يجذب ربى
-ايه يابت اتجننتي روحي شوفي ابنك ياهانم..ضغط على خصرها يهمس لها بغضب
-مبقاش عز لو مشفتش المواهب دي طول الليل
افلتت ضحكة ناعمة قائلة:
-تؤمر ياحبي، بس سبني شوية..جذبها وتحرك بها بعيدًا
-ياله يابت قال شوية
بينما تماسكت غنى وعاليا أيديهما وبدأن يتراقصن ، جذبت غنى عاليا التي توقفت بصمت، تذكرت جنى حملها فهمست لغنى
-سبيها علشان ياسين مايقلبش عليها
أما ذاك الذي توقف بعيدًا ولكن نظراته تحترق حركات جسدها، ود لو اقتحم مجمع الفتيات ذاك وشق ثيابها التي جعلتها أيقونة من الجمال الأنثوي الخارق
ظل ينفث سيجاره حتى اختفى خلف رمادها فصدره يحترق كمرجل جف ماؤه، دقائق من الصمت المريب ولكن هناك انفاس تحرق الكون هو يتلفت حوله ليبحث عن أعين ترى تمايل جسدها بتلك الطريقة، ورغم أن المكان لا يوجد به سوى الفتيات إلا أنه مفتوحًا لبعض الأعين المريضة
شاهد ياسين يقف وحيدًا فتحرك إليه ولكنه توقف عندما وجد ليليان تقترب منه
-هاي ياسين
التفت بجسده إلى التى تهمس باسمه
ابتسم لها ثم وضع كفوفه بجيب بنطاله يومأ برأسه:
-اهلا آنسة ليليان، ولا اقول مدام
اقتربت منه حتى لم يعد يفصلهما سوى خطوة واحدة قائلة:
-عامل إيه؟!.
ابتعد ببصره في الأرجاء محاولا الحفاظ على ثباته واكتساب هدوء ، ثم اتجه ببصره إليها:
-أنا كويس الحمد لله..تحرك خطوة إلا أن أمسكت ذراعيه
-ممكن نتكلم ..تراجع للخلف ينظر لكفيها المتشبث بكفيه ثم تحدث:
-مفيش بينا كلام، بعد إذنك مش فاضي
-ياسين ..همست بها، مما جعله يتوقف يكور قبضته داخل جيبه ثم استدار قائلاً
-نورتي الحفلة ياآنسة ليليان..قالها وتحرك فهتفت بخفوت
-وحشتني..تسمر بوقوفه فاستدار سريعًا يرمقها بنظرات جحيميه قائلا:
-بس إنتِ اكتر حاجة بكرهها، ومش بس كدا، حرقت الفترة اللي فكرت فيها بيكي، ودلوقتي حضرتك مرتبطة وانا متجوز، ياريت تحترمي خطيبك او جوزك ميهمنيش، اللي يهمني مراتي وكرامتها، رفع نظره لوقوف عاليا التي نظراتها تحاصرهما فتابع مؤكدًا
-اللي هناك دي بس اللي تهمني، بعد اذنك بس قبل ما امشي عايز أكدلك انا مبهربش انا بحترم علاقتي بمراتي قدام الناس اولا وقدام نفسي ثانيا
قالها وتحرك متجهايجذب عاليا متحركًا بها بعيدًا عن الأعين،
❈-❈-❈
أما تلك الأعين الرمادية التي تحولت لكتلة من بركان أوشك على الأنفجار تحرك بعدماجن جنونه حينما تخيل أن اخر رأى رقصها بتلك الطريقة، خطى بخطوات جنونية إلى أن اقتحم مكانهم وجذبها بغضب جحيمي امام أعين الجميع هادرًا:
-امشي قدامي بدل مااخليكي تندمي
حاوط خصرها وتحرك أمام نهى وغزل
ابتسمت نهى تضع كفيها على فمها:
-اتأخرت يابن جواد..لكزتها غزل وهي تبحث عن صهيب ثم امالت لها
-طيب فكري هتقولي ايه لصهيب لما يرجع ويسأل عليها
رفعت كتفيها تهزهما:
-وأنا مالي، هي صغيرة،وبعدين هي مع جوزها
تأففت غزل تلكزها :
-جوزها برضو يانهى ..اعتدلت تطالعها قائلة:
-بلاش دا معايا ياغزل انا عارفة حوار ورقة الطلاق دا، يعني ابنك قال مجرد كلمة مش اكتر، وتلاقيه رجعها هو انا اللي هقولك عليه
تجمدت ابتسامة غزل ثم تحدثت:
-بس هو مرجعهاش فعلا يانهى، ومُصر يطلقها بالفعل، مش عايز يرجعها
ظلت نظرات نهى عليهما إلى أن ولج لمنزل والده ثم اتجهت تطالعها بحزن
-هيرجعها أنا واثقة في كدا، ابنك بيفكرني بجواد زمان ياغزل، وشايفة نظرة الحب اللي ممكن يهد الدنيا علشان حبيبه ، ساعات بياخد قرارات غلط بس دا ميمنعش أن جنى في قلبه
مسحت غزل على وجهها ثم استندت بكفيها على جبينها قائلة:
-ابني من وقت ماطلقها وهو مش عايش اصلًا بس نعمل ايه في صهيب
عند عاليا وياسين
جذب كفيها وصعد إلى الأعلى وصل إلى جناحهما، توقفت على باب الجناح قائلة:
-أنا مش هبات هنا، قولتلك ، مستحيل يتقفل علينا باب واحد، روح كمل سهرتك مع حبك القديم
دفعها بقوة بعدما أخرجت جيوش غضبه
-ادخلي علشان اخوكي هيجي لك كمان شوية ياخدك، متفكريش اني جايبك علشان الحلوة وحشاني، ولما تتكلمي معايا تتكلمي بأدب، اه عرفت انك مظلومة بس مش معنى كدا انك مش غلطانة، انتي متصورة من غير هدوم
اقترب منها وهي تتراجع للخلف حتى حجزها بالجدار واشتعلت عيناه بنيران لهيبيه كقعر جهنم قائلاً:
-ايه مش عايزة تقولي ازاي الحقير دا صورك كدا..أشارت بسبباتها
-اياك تتعدى حدودك معايا، سمعتني، وملكش دعوة ، اتصور اتنطط انت مالكش دعوة بيا، وانا مش هروح عند حد، انا هروح لجنى لحد مانتطلق بس هعتب عليك ليه واخويا رماني لواحد زيك
لكم الجدار خلفها محاولا الحفاظ على غضبه منها ثم امال بجسده يتعمق بالنظر بزرقة عيناها
-إنتِ مراتي، طول مااسمك مرتبط باسمي تسمعي الكلام، مفيش خروج من البيت دا الا اذا عايزة تروحي تزوري اهلك غير كدا لا
قالها واستدار متجهًا للخارج ، توقف لدى باب الجناح وهتف:
-امسحي الروج دا، استدار بكامل جسده يرمقها بنظرات مبهمة ثم هتف:
-الحفلة خلصت مفيش داعي تنزلي، واجهزي
جلست على الفراش تضع كفيها على أحشائها بعدما شعرت بالألم ، انسابت عبراتها تغمض عيناها بألم قلبها الذي بدأ ينبض لهذا الشخص
-لازم تتخلصي من البيبي دا ياعاليا، مستحيل تخليه يربطك بيه
عند جاسر وجنى
دفعها بقوة داخل غرفته حتى كادت أن تسقط لولا استنادها على المقعد، اعتدلت متجهة إليه تلكمه بصدره
-ازاي تجرني كدا، مفكر نفسك مين،
جذبها من خصرها بقوة يبتر حديثها حتى اختنقت ب انسحاب أنفاسها
لحظات وشحب وجهها لم يرحمها وكل ما يراه أن غيره رآها بتلك الهيئة المميتة لروحه، حاولت التملص حينما فقدت التنفس كاملًا
تراجع للخلف بأنفاسه المتسارعة، أما هي خارت قواها فهوت على المقعد حينما فقدت القدرة على الحركة، تحاول أن ينتظم تنفسها
اقترب منها وعيناه تمر ببطئ على وجهها الذي بدأ يستعيد دمويته ونطق بصوتًا عميق:
-قومي غيري الزفت دا علشان اوصلك
استعادت نفسها فهبت متجهة للباب توقفت قبل الخروج وهي تهدر به:
- البس ولا اخلع حتى ، مالكش دعوة، انا هنزل دلوقتي وهروح ارقص كمان علشان اعرفك انك ولا حاجة، انت مين اصلا علشان اعملك خاطر أو اسمع لك، انا حتى مبقتش عايزة اشوفك قدامي، واحد ضعيف مالوش غير كلام وبس، وقت الجد بيهرب ومبيقدرش يواجه، انا ندمانة اني حبيت شخصية ضعيفة، بص حواليك كدا واتعلم من بيجاد وعز وأوس، شوف بيجاد بيعمل ايه لغنى وشوف عز
وصل إليها بخطوة واحدة
وكلماتها التي أشعلت فتيل غضبه، فلم يشعر بنفسه وهو يجذب ردائها بعنف وغضبه الذي جعل قوته فولاذية ليقوم بشقه لنصفين ثم أشار إليها مستهزئًا:
-عايز اشوف جمال خطوات الأميرة، وهي بترقص، ضغط بقوة آلامتها على خصرها، ثم جذب عنقها يقربه إليها
-افتكري قولتلك مش مسمحولك تكوني ملك لغيري حتى لو مت، تفتكري هخلي حد يلمسك وأنا عايش
رفعت عيناها التي تكورت بها الدموع
تنظر لرادئها الذي شقه، انسابت بغزارة، هل ذاك الشخص الذي تعشقه، استباح جسدها بتلك الطريقة، لملمت فستانها
ثم هتفت ببكاء:
-إنت ليه مُصر تموتني ياجاسر، ليه بتعمل كدا ، احنا مبقاش بينا حاجة تربطنا ببعض..ابعد عني
افسح الطريق يشيرا للطريق
- الطريق مفتوح يامحترمة، انزلي وارقصي تحت وشوفي وقتها هعمل فيكي ايه، جذبها من فستانها الممزق وهي تحاول أن تلملمه إلا أن قبضته كانت كجمرة تحرق من يقترب منها
-القرف دا للناس اللي مش متربية، واحدة تلبسه وتنزل بيه تدور على راجل تبيع نفسها له بليلة
رفعت كفيها لصفعه ولكنه أحكم قبضته بعنف على كفيها حتى شعرت بتخدر كفيها
-عارفة لو مش مطلقين كنت عملت فيكي ايه، ارتجفت شفتيها غير قادرة على التفوه كأنها أصيبت بشلل فلم يعد لديها النطق
-ليه تعمل فيا كدا ، عملت فيك ايه؟!
حاصر خصرها بذراعيه
-علشان عشقي جحيم يابنت عمي، عشقي نار بتحرق اللي يقرب منك
بكت بصوت مرتفع مما شعر بتساقط دموعها وكأنها كرات ملتهبة تلتهم اعضائه
❈-❈-❈
جذبها لأحضانه يضمها بقوة، مطبقًا على عينيه ..وآه عاشقة خرجت من بين شفتيه من قوة اشتياقه لها
حاولت الابتعاد عنه حينما ضعف جسدها بحضرته وارتجفت بين ذراعيه من أنفاسه الملتهبة لعنقها
نزع حجابها لتنسدل خصلاتها البنية اللامعة على وجهها بعشوائية يدفن رأسه بها يستنشق رائحتها بوله
-جنى وحشتيني..هنا فاقت من سحر جمال لحظاتهما فتراجعت تبكي قائلة:
-ليه ياجاسر تعمل كدا، حرام عليك، حرام عليك بتستغل حبي
تحركت سريعًا لغرفة ثيابها القديمة وهوت خلف الباب تبكي بنحيب هامسة من بين شهقاتها
-اغضب ربنا علشانك ملعون حبك يابن عمي، وملعون قلبي ، آه صرخت بها تضرب فوق صدرها صارخة
-أنا بكره قلبي وبكره ضعفي ياجاسر، بكرهك سمعتني بكرهك لانك السبب في شخصيتي الضعيفة
رغم نعتها له بالكره إلا أنه ابتسم بحبور واقترب من الباب قائلاً:
-بس أنا بعشقك يابنت عمي، وزي ماقولتلك مستحيل اخلي حد يقرب منك هحرقه ياجنى..سمعاني، واياكي بعد كدا تلبسي حاجة بالقرف دا، بلاش وقتها اعرفك العملي الصعب بتاعي قالها وتحرك خارج الغرفة
بعد انتهاء حفل الخطوبة
هبطت عاليا بحقيبة صغيرة بها بعض الثياب واتجهت إلى غزل
-طنط غزل هزور بابا وماما يومين بعد إذن حضرتك، اتجهت بنظرها لابنها وعلمت بهروبها منه، فأومأت لها بإبتسامة:
-سلميلي عليهم حبيبتي..
حمل الحقيبة واتجه لسيارته، بحثت عن أخيها فتسألت
-فين كريم ..أشار إلى السيارة
-اركبي وهقولك
تحركت السيارة بهما لبعض الوقت فتوقف بالقرب من منزلها قائلًا:
-كريم اتصاب في الجيش، علشان كدا جبتك..شهقت تضع كفيها على فمها متسائلة:
-اتصاب قوي، تعبان ياياسين ..انسابت دموعها مما جعله يبسط كفيه يزيل عبراتها بحنو، ثم جذبها لأحضانه بعد توقفه بالسيارة
-كويس ياعاليا، هي الرصاصة كانت في مكان مؤثر بس ربنا ستر
بعد اسبوعً، قبل إنهاء عدتها بأيامًا قليلة جمعت اشيائها واتجهت للمطار ..توقفت لبعض الوقت أمام المسؤولين عن مراجعة الجوازات
رفع الرجل