رواية حلا العشق الفصل الثانى بقلم ريهام حلمى
في منزل فرح عبد الحميد
وصلت فرح امام منزلها ولكن خشيت ان تدلف ويراها والدها والدتها بتلك الحاله ،ففكرت في ان تذهب لسمر ابنه عمها حتي تعدل من هيئتها وتهدأ من الارتعاش الشديد التي صاحبها منذ خرجت من عندهم ..
اتجهت الي منزل سمر وطرقت الباب مسرعه ،ثم انتظرت لثواني حتي فتحت سمر لها الباب وصدمت عندما رأت حالتها تلك ،فقد كان الكحل يسيل من عينيها وبشرتها البيضاء شاحبه ،بالاضافه الي الجرح الذي بجانب شفتيها اثر صفعته لها ،فسألتها سمر بقلق:
_فرح ايه الي حصلك ؟!!
ارتمت فرح بحضنها وهي تشهق وتبكي بصوت مرتفع حتي كاد يسمعه كل من بالعماره ،فاسرعت سمر بقفل الباب ثم اخذت تربت علي ظهرها وهي تحاول تهدأتها قائله بحنان :
_اهدي يا فرح وفهميني في ايه !!
ظلت فرح مشدده من احتضانها بقوه وكانها وجدت ملجئها عندها ،ثم بعد فتره ابتعدت عنها وتوقفت عن البكاء ولكن لم تهدأ شهقاتها ،فسحبتها سمر من كفها ناحيه غرفتها ثم اجلستها علي فراشها وهي تنظر لها بتدقيق ،ثم قالت بهدوء:
_بطلي عياط واستني هنضفلك الدم اللي في شفايفك ده .
حاولت فرح ان تهدأ ولكن كلما تذكرت ما فعله فارس معها زادت ارتعاشها ،فهي لم تطيق الجلوس معه ولا النظر اليه لدقائق فكيف لها ان تصبح زوجته وتشاركه نفس الغرفه بل نفس الفراش ،عند هذه الفكره لم تتحمل وعادت للبكاء من جديد بشكل اكبر.
عادت سمر ثم قطبت جبينها بعدم رضا وهي تراها تعود لبكائها فجلست امامها وا خذت تنضف الجرح الذي بجانب شفتيها بحنان وتزيل اثار الكحل التي لطخ وجهها من اثر البكاء وما ان انتهت حتي سألتها بهدوء:
_قوليلي ايه اللي حصل معاكي ،قلقتيني يا فرح.
صمتت فرح قليلا وهي تقص عليها بالتفصيل ،مما جعل سمر تتعجب من تلك الجرأه من فرح التي دائما هي خائفه من اي شئ ،فقالت لها بتعجب :
_انا مش مصدقه انك عملتي كده ،طيب ليه مش قولتيلي قبل ما تروحي .
تعالت شهقات فرح وهي تقول ببكاء حاد:
_انا كان كل همي اخلص منه وبس ،اول ما جات في دماغي الفكره ده قولت انفذها عشان مرجعش فيها
اومأت سمر لها بحزن ،ثم سألتها بشك:
_مش يمكن بيعمل كده عشان بيحبك ؟!!
ضحكت فرح بسخريه من بين دموعها ثم اجابت عليها بتهكم:
_اللي زي ده ما يعرفش حتي يحب نفسه يا سمر ،ده غير اني بكرهه اوي انا بحب مصطفي هو كل حياتي من انا وصغيره قلبي ما تفتحش غير ليه هو وبس ،ااااه يا تري عامل ايه دلوقتي يا مصطفي ،اكيد هو بدأ يكرهني من يوم ما تسجن وانا مش سألت عليه .
اغتاظت سمر مما تقوله فهي عند ذاك الحد لم تتحمل ان تتحدث عن قصه حبهما سويا ، فقالت لها بضيق:
_انسي مصطفي يا فرح لان فارس ده مش ممكن يسيبه ويا عالم هيعمل معاه ايه.
صدمت فرح مما تقوله فردت عليها بعدم تصديق:
_انتي اللي بتقولي كده يا سمر عاوزاني انساه بسهوله ده .
لم تعي سمر ما تقوله فاكملت بغضب :
_ايوه انا بقول كده ،بطلي بقا انانيه ضيعتي مصطفي وكسرتي قلبي ولسه يا عالم ايه اللي هيحصل لفارس من وراكي.
لم تصدق فرح اذنيها مما تسمعه فقالت بشفاه مرتعشه :
_كسرت قلبك انتي..اا..
قاطعتها سمر باهتياج وعصبيه :
_ايوه انا بحب مصطفي يا فرح وقلبي متعلق بي من زمان ،لكن هو حبك انتي .
جلست سمر وهي تكمل بنحيب :
_طول عمرك حظك احسن مني وعندك كل حاجه ،جمال وتعليم وامك وابوكي بيتمنولك الرضا ترضي وتعليم احسن مني ،وفي الاخر اخدتي الحاجه اللي كنت معلقه املي بيها ،وحبك انتي واختارك تكوني مراته وانا اللي اتكسر قلبي كل لما اسمع منك ازاي هو بيحبك وبيفسحك وكلامك معاه ،وانا كأن نار بتغلي جوايا كل ما اسمعك ،حرام عليكي يا شيخه انا زهقت.
كان فرح تستمع لكلامها وهي جامده تماما فقد توقفت دموعها فجأه وشعرت كأنها انفصلت عن العالم بعدما سمعته من صديقتها المقربها كاتمه اسرارها وابنه عمها ،لم تنتظر فرح كثيرا ولم تتحدث فقط قامت من مكانها وامسكت بحقيبتها واتجهت للخارج وهي بالكاد تستطيع السير علي قدميها ..
بينما بكت سمر كثيرا وهي اضع كفيها غلي وجهها وبكت كأنها لم تبكي من قبل..
_____________
في اليخت الخاص بالاطباء
بدأ آدم يستعيد وعيه ببطئ ثم اخذ يردد اسم حلا بعدم وعي ،فاقترب الطبيب مجدي منه وحاول افاقته قائلا بخفوت :
_حاول تفتح عينك .
حاول ادم فتح عينيه عده مرات حتي استطاع بالاخير فتحهما،نظر الي زراعه المتجبس والشريط الطبي حول رأسه ثم نظر علي الوجوه الذي امامه فوجد مجموعه من الشباب ولكن علي بعد منه ،بينما يقترب منه رجل وقور وبجانبه فتاه شابه تعقد زراعيها ،فسأل بخفوت ووهن :
_حلا فين.
نظر الرجل والفتاه مل منهما الاخر ،فقال الطبيب بعمليه :
_انا عارف حصلك ابه الاول انت كنت علي حافه الموت لولا ربنا ستر وشوفنا البلطجيه وهما بيرموك في البحر ،وجبناك هنا معانا.
مسح ادم بكفه علي جبينه وهو يتذكر ما حدث ثم قال بتسأؤل :
_انتوا مين؟
اجابه الطبيب مجدي بهدوء:
_احنا من مصرهنا وجيت انا وجروب الشباب في مؤتمر طبي .
اومأ ادم برأسه وحاول ان يعتدل ولكن تآوه بشده من اةر كدماته فنبهته هبه مسرعه:
_خلي بالك الكدمات بتاعتك مش بسيطه.
اعتدل ادم ثم انتبه لها واخد يتطلع اليها ثم اومأ برأسه قائلا بضيق :
_انا كويس،بس لازم ارجعها بأي تمن
لم يفهموا عن ماذا يتحدث ،ولكن تجاهلوا الامر وسأله مجدي مجددا :
_هي مين حلا دي اللي ما بطلتش تردد اسمها طول ما انا بكشف عليك ،رموها معاك في البحر؟!!
غضب ادم عندما تذكر فعلتها فاجابه بحده :
_لأ دي مراتي اتخطفت قصاد عيني وا نا ما عرفتش انقذها بس انا لازم دلوقتي ادور عليها.
هم لينهض ولكن تألم بشده فاقترب منه الطبيب وهو يقول بعمليه :
_مينغعش تتحرك دلوقتي ،ارتاح وبعد كده ابقا دور عليها .
لم يقتنع ادم بما يقوله ،فسأله بغضب :
_انا مش هرتاح غير لما ارجعها ،معاك موبايل ؟
اومأ له مجدي ثم مد يده الي جيبه واخرج هاتغه وناوله له ،فاخذه آدم بملامح متهجمه ثم ضغط علي عد ارقام وانتظر ثواني حتي اجاب الطرف الاخر ثم قال بأمر:
_تاخد كل رجالتك وتجبلي مازن الصيرفي من تحت الارض هو وكل اللي معاه فاهم ؟!!
تعجبت هبه وواطبيب مجدي مما يقوله فسأله الطبيب بغموض:
_ممكن اعرف اسمك ايه وبتشتغل ايه ؟!!
نظر اليه ادم طويلا ثم اجابه بجديه :
_انا المقدم أدم العدل من مكافحه المخدرات .
نظر هبه والطبيب كلاهما للاخر وادركوا من البدايه انه شخص مهم ،فملامحه توحي بالصلابه والجديه الشديده .
استأذن كلاهما ليتركوه بمفرده ليرتاح قليلا بينما نظر ادم تجاه البحر وهو يعتصر قبضته بغل شديد ،قائلا بغضب :
_غبيه وساذجه حسابك معايا بعدين علي اللي انتي عملتيه بس الاقي الكلب اللي خدك مني وعرفه ان الله حق.
مدد ادم جسده علي الفراش وهو يحاول ان يبعد تفكيره عما ممكن ان يفعله مازن مع صغيرته وداعيا الله ان يشفيه باسرع وقت ليجدهما
_______________
في اليخت الخاص بمازن الصيرفي ،،،،
اتسعت عينا مازن بقلق حقيقي عندما شاهد الدماء المتدفقه من راسها ،فاسرع ناحيتها ثم جلس امامها وهو يضرب وجنتيها بخفه قائلا بندم :
_حلا ،حلا فوقي انا اسف مش كان قصدي والله اعمل كده ،حلا قومي ما تسبنيش انتي كمان
لم تستجيب حلا لايا من محاولته بينما هو اسرع بحملها ثن مددها علي الفراش ،وخرج مسرعا لصديقه عمرو ،الذي كان يجلس بالخارج منتظرا خروجه ،قائلا بقلق :
_الحقني يا عمرو بسرعه الله يخليك .
قطب عمرو جبينه بعدم فهم وهو يشاهد زعره ثم ساله مسرعا:
_في ايه يا مازن حصل ايه؟!
قص مازن عليه سريعا ما فعله ،فغضب عمرو بشده ثم نهره بعصبيه:
_يا نهارك اسود هتموت البت بعمايلك المهببه دي،تعالي معايا لما اشوف هببت ايه.
دلف مازن الي الداخل وخلفه عمرو ،ثم اقترب عمرو من حلا الغافيه وجد الدماء تتدفق من خلف حجابها الابيض الذي صار احممر من الدم .
بحث عمرو عن اي شئ ليربط به رأسها حتي يوقف الدماء ،فاخذ يتلتفت حوله ثم امر مازن ان يبحث معه ،فلم يجد حتي اضطر عمرو ان يمزق من ملائه الفراش قطعه منها ثم فك حجابها وربط راسها باحكام ،ثم هتف بمازن بحده :
_لازم ننقلها المستشفي حالا الخبطه جامده ومحتاجه لغرز .
اومأ مازن برأسه باضطراب ثم رد عليه بقلق:
_طيب احنا قدامنا نص ساعه ونوصل للقاهره ،وهوديها المستشفي ،ومش عاوزه حلا تروح زي ما راحت سيرين يا عمرو مش هسمح لده يحصل ابدا