------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي




 رواية وشم علي حواف القلوب الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي 



اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت و اقض عنا شر ما قضيت انك تقضى و لا يقضى عليك

2

وشم على حواف القلوب

الفصل الثانى 

لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية 


شيخون بحزم : يوم ماجابر يفكر انه يطلب سميحة ، هيبقى جوازهم على جثتى يا حسنة ، و فهمى اختك كويس الكلام ده عشان لو معشمة روحها بيه .. ماتخليش العشم ياخدها لبعيد ، عشان ماتتعبش و هى راجعة 

لينهض شيخون من مجلسه و اتجه الى باب الغرفة فقالت له حسنة بنبرة يعتليها الغضب : هو ايه اصله ده ، و انت ترفضه ليه و توقف الجوازة ليه و بصفتك ايه انى مش فاهمة 

ليستدير شيخون بحدة و يقول : انتى بتقوليلى انى بصفتى ايه ، بقى هى اكده 

حسنة باستدراك : انى ما اقصدش ، بس يعنى فهمنى ايه السبب 

شيخون : مش اختك دى اللى من اكتر من عشر سنين اتسببت اننا رفضنا جواز نجاة من جابر ، و اتسببت كمان انى قطعت علاقتى بيه رغم انه كان اعز اصحابى ، يبقى اللى سرى على نجاة يسرى عليها 

حسنة : و احنا هنقلب فى القديم ليه بس ، ده شئ انتهى و راح لحاله من زمان

شيخون بسخرية : و اللى حصل بينى و بين جاير هو كمان راح لحاله … اياك تكونى نسيتى العلقة اللى اديتهاله و الرقدة اللى رقدها فى الاستبالية

حسنة : بس خلاص ، هو اكيد نسى 

شيخون بحزم : انى بقى مانسيتش ، ثم ازاى سميحة تقبل على روحها انها تتجوز واحد اتعرض لها بالطريقة اللى قالتلنا عليها زمان دى 

حسنة بلجلجة : ما هو باين عليه ربنا هداه ، و خصوصى اما مرته ماتت و هى بتولد ، كانن حاله عن البلد كلاتها ، و ماحدش بيسمع له حس

شيخون : و ماهو طول عمر جابر ماحدش كان بيسمع له حس يا حسنة .. ايه اللى جد يعنى 

حسنة : اللى جد انه اترمل وسميحة اتطلقت .. يعنى بقوا مناسبين لبعض 

شيخون بخبث : على اكده بقى .. انه لو اتقدم من تانى لنجاة اوافق عليه بقى 

حسنة بلهفة : لا .. نجاة لا

شيخون : و ليه بقى ، ماهم هيبقوا ارامل زى بعض

حسنة بلجلجة و هى تهرب بعينيها و تدير ظهرها لشيخون قائلة : بس نجاة و جابر ماينفعوش لبعض 

شيخون : و اشمعنى بقى

حسنة و هى تحاول ايجاد مبررا لحديثها : عشان عيالها ، تضمن منين ان جابر يعاملهم زين ، انما يميحة خالية .. لا عيل و لا تيل

شيخون : و لا ينفع كمان لسميحة

حسنة : بس هى عاوزاه و موافقة عليه

شيخون : و نجاة كمان كانت موافقة عليه يا حسنة ، و اللا نسيتى انتى بنفسك ايامها قلتى ايه ، و لسه مكررة كلامك ده النهاردة و من عشر دقايق بس ، ان الحريم مالهمش راى فى الكلام ده 

حسنة : ايوة .. بس الوقت بقى غير الوقت 

شيخون بتهكم : الوقت بقى غير الوقت دلوق و انتى بتتكلمى على خايتك ، لكن لما كان الكلام على نجاة خايتى انى كان الوقت و الكلام هو هو و ما اتغيرش منه حاجة 

حسنة : طب افرض انها صممت تتجوزه ، نعمل ايه احنا بقى 

شيخون بترصد : هتطلع من طوعنا اياك

حسنة : ماتفرض ابويا وبكر وافقوا

شيخون : و هو انى لو قلت لبكر و اللا لابوكى .. لاا .. هيخالفونى يا حسنة

حسنة بخبث : و هو بعد ما انت واختك ترفضوا بكر ، هيبقى لنا عين نتدخل فى حاجة زى دى 

ليقترب منها شيخون و يقول بهدوء مصطنع : انى هيبقى لى عين عادى ، و يوم ما اختك تخالفنى و تصمم على اللى فى دماغها .. تبقى طالق منى لو دخلتيها بيتى مرة تانية 

حسنة بشهقة صدمة : انت ايه اللى انت بتقوله ده

شيخون بتحذير : بقولك اللى فيها من دلوق ، عشان تحافظى على بيتك من الخراب ، عقلى اختك لان الكلام اللى وصلنى لو طلع حق .. هيبقى فيها خراب كبير اوى ليكى و ليها يا حسنة 

حسنة بتردد مصحوب بالرهبة : كلام ايه ده اللى وصل لك

شيخون بتنهيدة و هو يدير ظهره و يتجه الى باب الغرفة مرة اخرى : بعدين يا حسنة ، لما اتأكد و اعرف صدقه من كدبه الاول 

حسنة بخفوت و هى تراقب ابتعاده و هبوطه الى الاسفل مرة اخرى : يا ترى ايه اللى عرفته و عمل فيك كل ده يا شيخون ، و ايه اللى رجعك من عند المحروسة اختك بوش غير الوش اللى خرجت بيه ، تبقى مصيبة لو كان عرف الحكاية القديمة ، بس هيعرفها ازاى و منين بس 

لتنتفض من مكانها على صوت زهرة و هى تقول : ابويا عمال ينده عليكى عشان تحضريله الاكل 

حسنة : و هو الاكل كان انشال

زهرة : لاا .. بس برد 

حسنة : طب روحى و انى جاية وراكى 

لتتناول هاتفها و تهاتف سميحة ، و ما ان اجابتها حتى قالت لها جملة واحدة : اوعاكى تتحركى من الدار ، انى ساعة زمن و هبقى عنديكى

و فى منزل اخر ليس بالبعيد ، كان منزل تهامى والد بكر و حسنة و الذى قد ناهز السبعين من عمره و كان رجلا ضعيف البنية و الشخصية ، و كان يعيش مع زوجته عزيزة و التى كانت على مشارف العقد السادس من عمرها و كانت تتصف بالدهاء و المكر 

و كانت سميحة تجلس برفقة عزيزة و هى تقوم بحياكة بعض الملابس الهالكة فقالت لها ببعض التأفف : انى مش فاهمة يا امة ايه لازمة تمقيق العينين اللى انتى فيه ده ، ماتسيبك بقى من اللى فى يدك ده و ارميه و اللا شحتيه حتى 

عزيزة بعدم اهتمام : الضمى الابرة من سكات ، مش كل ماهتلضميلى ابرة هتفعدى تسمعينى الكلمتين دول 

لتناولها سميحة الابرة بعد شبكها بالخيط و تقول : اعمل ايه انى بقى دلوق فى بتك اللى ربطتنى جنبك دى و لسه ماجاتش

عزيزة : و هى يعنى لو ماكانتش ربطتك كنتى هتروحى فين تانى ، ماكفياكى بقى رمح طول اليوم و كنى شوية 

سميحة بابتسامة : مانتى عارفة اللى فيها

عزيزة : عارفة و مش عاجبنى دلقتك دى ، عاوزاكى تتقلى شوية عشان تعلى سعرك ، انما دلقتك دى مش زينة 

سميحة بامتعاض : و هو انى كنت عملت ايه يعنى

عزيزة بتهكم : لا هو انتى بتعملى حاجة ، بتوديله فطار و غدا و شاى و فاكهة ، فاضل ايه تانى يابت تهامى ، ده انتى لو فى داره و اللا حتى كان طلبك رسمى مكنتيش عملتى معاه كل ده

سميحة بدلال : ليه يعنى ، ده انى كنت عملت اكتر من اكده بكتير .. بالك يا امة .. ماكنتش سيبته ابدا ، و كانت رجلى تبقى على رجله حتى فى الغيط 

عزيزة باستنكار : طب قومى ياختى مشى رجلك لحد الباب افتحيه ، شكل اختك هى اللى بتخبط

و ما ان انضمت اليهم حسنة حتى سألت شقيقتها بفضول : انتى شفتى جابر النهاردة 

سميحة بدهشة : ايوة .. بس بتسألى ليه يعنى .. فى ايه

حسنة : فى ان شيخون شافكم و انتم واقفين تتسايروا و تضحكوا سوا كمان

سميحة بعدم اهتمام : طب مايشوفنا ، و فيها ايه يعنى

حسنة : فيها انه افتكر الموال القديم كلاته ، و اللى حصل بينه و بين جابر بسبب كلامك اياه 

سميحة بعدم اهتمام : ياستى .. ما تشغليش دماغك ، بكرة ينسى 

حسنة : لاا يا سميحة .. مش هينسى ، شيخون النهاردة لما قلتله انك ممكن تنجوزى جابر ، قاللى بالحرف الواحد .. يوم ما اختك تخالفنى و تصمم على اللى فى دماغها .. تبقى طالق منى لو دخلتيها بيتى مرة تانية 

عزيزة بصدمة : هو اتجن و اللا ايه ، ماله هو و مال موضوع زى ده ، و اللا نسى ان ابوكى و اخوكى حسهم فى الدنيا 

حسنة : لا يا امة مانسيش ، و قلتله انهم ممكن يوافقوا ، فقاللى انهم مش هيكسروا كلمته لو هو رفض

سميحة : سيبك منيه

حسنة : اسيبنى منيه .. اسيبنى منيه ازاى و هو حلف عليا بالطلاق ، و اللا انتى تتجوزى و انى اتطلق 

سميحة : يعنى ايه يا حسنة ، انتى عاوزانى بعد ده كلاته اسيب جابر و ما اتجوزوش ، ده انى ماصدقت انه ابتدى يركز معايا ، ده انى اتطلقت مخصوص عشانه اول ما عرفت ان مرته ماتت ، اقوم اهد كل ده عشان المحروس جوزك هد.دك بالطلاق

حسنة بصدمة : انتى واعية للى بتقوليه ده يا بت يا سميحة ، ده انى بيتى هينخرب 

عزيزة : بس بس انتى و هى ، انتو هتتخانقوا قصادى و اللا ايه 

سميحة : انتى مش سامعة بتك .. عاوزانى اضيع كل اللى عملته عشان حتة يمين ممكن جوزها يرجع فيه عادى 

حسنة بترصد : و لو ما رجعش يابت ابويا 

عزيزة : بس يا خايبة ، هو مين ده اللى مايرجعش ، انت ناسية انه كاتب نص الارض باسمك و اللا إيه ، و شيخون ياخدوا عين من عينيه و لا حد ياخد حفنة تراب من ارضه

حسنة : ايوة يا أمة .. بس برضيك شيخون دماغه ناشفة و عنيد ، و لما بيقول كلمة مابيرجعش فيها ، و كمان عقود الارض مش متسجلة و مش معايا ، معاه هو 

عزيزة بغضب : و ايه اللى خلى العقود معاه يا موكوسة ، و ليه ماتسجلتش لحد دلوق

حسنة بامتعاض : ماهو قاللى ان العقود دى عشان يعنى لو حد من العيال بعد عمر طويل ليه عصانى و اللا حب يفرط فى الارض اقوم اطلع العقود و افكرهم ان ابوهم بايعلى نصهم .. لانه قال اكده قدامهم

عزيزة بفضول : قال ايه

حسنة : قال لهم انه كتب نص الارض باسمى

عزيزة : طب و ناوية على ايه بقى على اكده 

حسنة باعتراض : انى مش ناوية على حاجة ، انى بس عاوزاكى تعقلى بتك بقى عشان بيتى ماينخربش بعد العمر ده كلاته عشان سى جابر بتاعها ده 

سميحة : و انى مش بعد ما اخيرا نطق و عرض عليا الجواز ارفضه عشان خاطر الهبل اللى بتقوليه ده يا ست حسنة 

حسنة بذهول : لا هو انى اما اقول لك ان بيتى هينخرب ده يبقى هبل يا سميحة 

سميحة : بقولك ايه يا حسنة ، مش هو قال لك انى لو دخلت دارك تبقى طالق 

حينة باقرار : ايوة 

سميحة بلا مبالاة : بسيطة ، و انى مش هدخل دارك و يبقى يا دار ما دخلك شر 

عزيزة بمكر : ايوة صح ، يوم ماتبقوا تشتاقوا لبعض ، ابقوا تعالوا هنا 

حسنة بامتعاض : يا امة انتى يعنى فكرك ان لو ده حصل شيخون هيعديها بالساهل ، ده قليل ان مامنعنيش انى اعتب باب داركم تانى 

عزيزة بسخرية : و هيبقى يقول للخلق انه مانعك عننا ليه ، عشان جوزنا اختك لجابر و هو كان عاوز يجوزه لاخته

حسنة باستغراب : ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده يا امه

عزيزة : بقول اللى هنقوله للناس لو ده حصل يا نن عين امك 

حسنة : تبقوا ناويين على خراب بيتى بجد

عزيزة بايعاز : افهمى يا ام مخ ضلم ، الكلمتين دول هم اللى هيخلوا جوزك مايسوقش فيها و يقطعك عنا ، لو هيمنع اختك من دخول دارك.. هو حر فى داره يدخل اللى يدخله و يمنع اللى يمنعه ، لكن يوم مايفكر يقطعك عن بيت ابوكى انى هقولهاله فى وشه عشان يرتجع عن اللى فى دماغه

لتنهض حسنة من مجلسها و هى تقوم بتعديل ملابسها استعدادا للانصراف و تقول : ربنا يستر و طلاقى مايجيش على يدك انتى و بتك

و عند التفاتها للانصراف تجد بكر فى وجهها و هو يقول بفضول : انتى كنتى ماشية و اللا ايه

حسنة : ايوة .. عاوزة ارجع قبل ما شيخون يصحى من النوم 

بكر : ماعرفتيش منه حاجة

حسنة : عرفت .. شيخون و اخته مالهمش كيف فى الموال ده 

بكر بفضول : موال الجواز ذات نفسياته و اللا جوازها منى بالخصوص

حسنة : انت بالخصوص يا بكر 

بكر بامتعاض : و ليه بقى 

حسنة بتهكم : قال عشان نساوينك الاتنين و عيالك السبعة 

سميحة بغيرة : و هى نجاة مفكرة روحها لسه فى بيت ابوها و بتتعزز و تنقى و تختار 

بكر : طب و ليه ماقلتيلوش انى هقعدها فى دار لوحديها بعيد عن جوز الغربان اللى على ذمتى دول

حسنة : مابقاليش قولان خلاص فى الحكاية دى ، منك ليه تصتفوا مع بعض

بكر : انتى مالك قالبة وشك عليا اكده ليه و بتنقطبنى بالكلام 

لتلتفت حسنة اليه و هى تشير بعينيها الى امها و شقيقتها بامتعاض : اسأل امك و اختك و هم يقولولك .. انى ماشية .. فوتتكم بعافية 

و عند همها بالمغادرة تسمع صوت ابيها و هو يقول لها بعتاب واهن : بقى تاجى و تقعدى و كمان ماشية من غير ماتفكرى تطلى على ابوكى يا حسنة 

لتلتفت حسنة الى أبيها مرة اخرى و تنظر اليه و هى تتصنع الخجل و تقول : ازيك يا ابة ، ده انى فكرتك نايم 

تهامى : لو كنتى سألتى كنتى عرفتى انى مش نايم 

لتقترب منه حسنة و تقبل كتفه قائلة : معلش يا ابة ، حقك عليا ، انى بس اكمنى مستعجلة عشان ارجع الدار على طول 

تهامى : و مستعجلة ليه اكده

حسنة : عاوزة ارجع قبل ما شيخون يصحى من النوم عشان لو احتاج حاجة يلاقينى ، العيال مابيعرفوش طريق حاجة 

تهامى : ازاى الكلام ده ، دى زينب بقت عروسة و على وش جواز و زهرة راخرة مابقيتش صغيرة ، و عندك بدل الشغالة اتنين ، المفروض تبقى فاضية عن اكده

حسنة بدلال : حتى و لو .. برضة يا ابة مايستغنوش عنى 

تهامى بضحك : ماشى يا ستى ، روحيلهم احسن الدايرة تقف من غيرك 

و بعد انصراف حسنة ينظر تهامى الى بكر الذى يعلو وجهه التجهم فيقول له : و انت مالك قالب بوزك ليه ، اوعى يكون حريمك منكدين عليك

عزيزة بتهكم : لا و انت الصادق .. نسيبك رفض يديله اخته بعد ماكان معشمه بيها 

تهامى باستغراب : لا هو انت لسه برضيك حاطط الحكاية دى فى دماغك ، ده انت عندك بدل الحرمة اتنين و بدل العيل سبعة ، مجنون مين ده اللى شار عليك الشورة دى .. هو انت لسه فيك حيل لحرمة تالتة 

بكر : نجاة عندى بحريم الدنيا كلاتها

سميحة بتهكم : نفسى اعرف فيها ايه زيادة عن اى حرمة تانية عشان تتهبل عليها بالشكل ده ، ماهى حرمة زى اى حرمة

بكر برفض : لا طبعا ، نجاة غير اى حرمة ، ده كفاية عينها اللى مابتتشالش من الارض ، ده اللى يشوفها يقول انها لسه لا اتجوزت و لا شافت جواز ، و اللا عيالها اللى الكل بيتحاكى بادبهم و اخلاقهم

تهامى : طب ماهى كانت قدامك من زمان ، ماطلبتهاش ليه و هى بنت بنوت

بكر بأسف : هنقول ايه ، النصيب غلاب ، بس انى برضيك مش هسيبها

تهامى : ياخى خلى عندك دم ، طالما مش قابلينك تعمل لروحك كرامة ، و بدل ماتجرى ورا واحدة مش رايداك ، روح شوف اهل بيتك و عيالك 

سميحة بمكر : بس هى يعنى ماوافقتش عليك بس عشان حريمك الاتنين ، و اللا هى شايفالها شوفة تانية 

بكر : تقصدى انها عينها من حد تانى 

سميحة : و ليه لاا .. ماهى خالية و فى وسع بلادها ، و اخوها سايبها عايشة بطولها من غير لا ظابط و لا رابط

بكر : لوحدها كيف .. ما عيالها معاها

عزيزة : و العيال دى هتعمل ايه و اللا تقدر على ايه ، و تلاقيهم و لا فاهمين حاجة اصلا 

تهامى : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، اتقوا الله .. ده انتو ولايا زيها

سميحة : و هو احنا قلنا عليها حاجة غير اللى شايفينه .. شيخون اللى عامل فيها سبع الرجال ده ازاى قابل على روحه انها تقعد لحالها بالشكل ده ، و بدل ما يشكر بكر انه عاوز يلم لحمه ، بيرفض و يتتنك عليه 

تهامى : مالناش دعوة ، كل واحد حر 

لتنهض سميحة من مكانها قائلة : ماشى ، اما نشوف اخرتها 

بكر : انتى رايحة فين 

سميحة و هى تتناول صحنا كبيرا ملفوقا بقطعة من قماش الحرير 

سميحة : رايحة لحد امال صاحبتى هوديلها الفطيرة و هتنى راجعة على طول 

بكر : طب استنى انى جاى معاكى 

سميحة و هى تنظر لامها بإيعاز: لاا خليك انت .. امك كانت عاوزاك فى كلمتين

قالتها و خرجت من توها قاصدة اتجاه ارض جابر ، و كانت تسير بسرعة و هى تلتفت ورائها من آن لاخر لنتأكد من عدم اتباع بكر لها ، حتى وصلت الى الارض الخاصة لجابر لتجده جالسا على كومة من النجيلة الخضراء التى جمعها لتكون طعاما لماشيته ، فأتت عليه قائلة بغنج : العواف .. اتأخرت عليك

جابر بابتسامة : ده انى قلت انك مش جاية 

سميحة : و انى اقدر برضك 

جابر : اومال اتأخرتى كده ليه ، ده الشمس خلاص قربت تمشى 

سميحة : ابدا يا سيدى ، بس حسنة و بكر التنين كانوا عندينا و اول ما حسنة مشت ماصدقت و جيتلك طوالى 

ثم مدت اليه يدها بالصحن و هى تقول : و جيبتلك العشا معايا 

ليمد جابر يده قائلا : من يد ما نعدمها ، دايما تاعبة حالك اكده ، ولا مرة جيتينى فيها و يدك فاضية 

سميحة : مانت يانضرى مين هيعمل لك و هيراعيك غيرى

جابر : و ياترى هتفضلى تراعينى اكده على طول ، و اللا اما نتجوز هتزهقى منى 

سميحة بحب : انى ازهق منك يا جابر ، هو فى خد بيزهق من روحه برضك 

جابر : و ياترى بقى هتبلى ريق روحك امتى

سميحة : من دلوق لو عاوز 

جابر : يعنى اروح لعم تهامى اخطبك منيه يوم الجمعة الجاية 

سميحة : و ليه الجمعة .. ليه مش بكرة 

جابر بضحكة عالية : شكلك مستعجلة اوى 

سميحة : مش هخبى عليك يا جابر ، شيخون عرف انك رايد تتجوزنى ، و مجنن الدنيا و مش ساكت 

جابر : و ماله شيخون و مال جوازنا ، مقطوعة من شجرة انتى اياك 

سميحة : ده اللى انى قلته لمرته لما جت تقوللى انه حلف عليها بالطلاق انى ما ادخلش دارها ابدا تانى بعد مانتجوز 

جابر بفضول : طب و بعدين 

سميحة و لا بعدين و لا قابلين ، هو ده اللى قالتهولى 

جابر : ايوة يعنى ، ناوية تقاطعى اختك بصحيح بعد مانتجوز 

سميحة بابتسامة و المكر يسكن عينيها : مين اللى قال الكلام ده 

جابر : اومال هتعملى ايه

سميحة و هى ترفع كتفيها ببراءة مصطنعة : و لا هعمل حاجة ، هو حلف انى ما ادخلش دارهم ، و انى ما اقدرش انزل يمينه ، لكن هو ما حلفش انها ماتجيش بيت ابويا 

جابر بفضول : تقصدى يعنى تقابليها هناك

سميحة بأماءة من راسها : بالظبط اكده

جابر : بس برضك يا سميحة ، مش معقول هتفضلى طول عمرك ماتدخليش بيت اختك 

سميحة بخبث : كنت زمان بحب اروح عنديها لما انت كمان كنت بتروح هناك لشيخون ايام ماكنتم اصحاب ، لكن من وقت ماغدر بيك هو و ناسه و انى مابقيتش احب اروح عنديهم

جابر بتنهيدة حزينة : منهم لله اللى وقعوا بينى و بينه ، شيخون طول عمره راجل جدع ، و كان من اعز اصحابى 

سميحة ببعض الغيظ : انت لسه بتقول عليه جدع بعد ما غدر بيك

جابر : بقول اللى شفته طول عشرتنا يا سميحة ، انى و شيخون و حكم كنا كيف الاخوات ، و لما حكم سافر و فاتنا ، قلت ان انى و شيخون هنعوض بعض عن غيابه عنينا ، لكن انفرطنا بسرعة و كل واحد منينا بقى لحاله

سميحة بفضول : زعلان على صحوبيتك لشيخون ، و اللا زعلان انك ما قدرتش تناسبه و انك ما اتجوزتش نجاة 

جابر بضحكة مرحة : غيرانة اياك ، كبرنا بقى على الحاجات دى 

سميحة بهيام : مين ده اللى كبر ، ده انت ولا اللى لسه ماجابش تلاتين سنة ، و الكل بيحترمك و بيكبرك ، و فى كمان اللى بيخاف منيك و بيعمل لك الف حساب ، هو انى بحبك و عاشقاك من شوية 

جابر بابتسامة كبيرة : و انى ما بردش اللى رايدنى يا سميحة و لا ابيعه ابدا و لا بكنوز الدنيا كلاتها 

سميحة : يعنى اقول لابويا و بكر انك جايلنا بكرة 

جابر : لاا

سميحة بعبوس : لاا ليه بس يا جابر 

جابر: خلينا يوم الجمعة ان شاء الله ، بعد صلاة العصر

سميحة : و ليه مش بكرة بس

جابر : عشان اكون لحقت جبتلك هدية تليق بيكى و بجابر ياقلب جابر

سميحة بابتسامة نصر : و انى هستناك بنبض قلبى با جابر 😏

الفصل الثالث من هنا

تعليقات