رواية ما وراء الشمس الفصل التاسع و العشرون بقلم ياسمينا
بيان ...لانعرف ...يأتينا كل نهاية عام ...يقتات دفعة واحده ويعود العام التالى
سيدار ..لما لا تقتولنه
بيان ..حاولانا مرارا وتكرارا ولا فائده ..
سيدار ..اخرج رأسه من الجدار الملتصق به ...ليدراس تفصيله ويتفحصه جيدا دون ان يراه ذلك البغيض ...
بيان ...ما ذا تنوى ؟!
سيدار...ستعرفين الان !اريدمنكى فقط الضجه .وانت جارينى فى الامر
فى وسط صيحات اهل القرى ومحاولتهم الفرار كان ذلك الوحش يطيح بهم بلا مبلاه ...وبعنف ..يزداد من اثره الصراخ ..
خرج سيدار وبيده سفيه وبرأسه حيله قد تنقذهم او تبيده للابد ...
قد تكون هذه المهمة الاخيره له وانه كان ذاهبا للشمس واضاع طريقه ليكون اليوم جثة هامده من احدى الجثث التى خلفها ذلك الوحش ...او بطل من جديد ولكنه آمن بنفسه وصدق فكرته ..اشار ل بيان والتى قد جمعت حشد جيدا من الناس على الطرفين ..وبدائت فى الدق على دروعهم وذلك الوحش بالمنتصف لا يدرى اى جهه يذهب قد نجحت المهمه بعض الشئ فى تشتيته ووقوفه للحظات عند اذن هجم عليه سيدار بالسيف واخذ يضربه فى مناطق متفرقه فى جسده ..ولكنه لم يتأثر فأصبح الان بعد هجمات سيدار يعرف وجهته ..فإندفع نحوه بغضب ولكن سيدار قد علما جيدا فائدة للضجيج انه يربكه ويؤثر على هجماته ...وارتكز سيدار على هذه النقطه ..واخذ يشير لبيان بان تستمرار فى الجلبه.. وهو بدوره يتوالى عليه بالهجمات ليضعف قوته ولكن ذلك السيف لا يفيده بشئ امام هذا اللحم المكتظ ..فجال بعينه حوله ليبحث عن شئ اكبر ليساعده ...
***********
التمعت عين توالين من فرط دهشتها فكيف يجرؤ على قوال هذا انها فكرة بعيده المنال ..ومن الصعب تخيلها ...
كان شركان ينظر الى جنجار الذى بات وجه غاضبا محتدا ينبع من عمق عينيه شرارة العنف ...ولكن شركان لم يبالى ...فسيصل الى غايته شاء ام ابى ..
هدر جنجار بعنف ..وبنبرة عنيفه حاده ...كيف تجرؤ..؟!
قالت سئل اعطيك ..فانا من يعطيك ....فكيف تجرؤ على ذلك الطلب ..وكيف يخيل لك انك ستنالوه ..
شركان ..تحدث ببرود عكس ما يدور فى داخله ...خدمتك عشر سنوات وكنت ادافع عنك وعن ولايتك ..لم اكل بحمايت مدينتك او اسرتك وانت فى ميدان الحرب ..فأنا كنت وفي امين ..وانت تعلم ذلك وتعرفنى ..استرسل حديثه بمراره ...كنت شابا اتسول ودخلت الى جيشك وتقدمت الصفوف واصبحت قائدك الاعلى ومن ثم وزيرك ترعرعت تحت ناظرك وكنت مسئوك المطيع ..اثبت كفائتى وجدراتى ما يعيبنى فقط انى لست امير! اهذا حقا ما تريد امير فقط فانا ان اردت لاكنت انقلبت عليك وسارت المملكه بمن فيها رهن اشارتى وانت فى قصر العزله ...،احتدت نظرات جنجار نحوه واصبحت اشد اشتعالا ..ولكن اكمل شركان ..بهدوء ...ولكننى اخلصت لك ..
عند ذلك الحد اقترب منه جنجار بخطوات مخيفه اثارت بداخل شركان بعض الذعر ..نظر جنجار فى عمق عينه ...وقال بنبرة تعرف انها تطاع بلا مناقشه ...ولاجل ذلك اقول لك ...افتح البوابات لزفاف الاميره توالين
ثم اكمل طريقه الى خارج غرفته وتبعته توالين وهى ترفع رأسها فى كبرياء وبأعينها نظرات انتصار ،..
*********
ع الطرف الاخر
كان سيدار وجد ضالته وامسك بشئ يستخدم فى الزراعه ذو اسنان حاده مدببه له عصا طويلة وبدء الهجوم عليه اثناء ارتباكه للضجه وماهى الا لحظات حتى اوقعه ارضه واصابه اصابه بالغه فى عنقه .ومن ثم انهال عليه اهل المدينه وفصلو عنقه عن جسده ....وانتهى امره
وهتف اهل المدينه بصيحات الفرح ..ولثانى مرة حمل سيدار ع الاعناق وصارو يهتفون باسمه ..قد عرف سيدار قيمته واهميته وبات لا يخشى شيئا ....
وحل المساء والجميع يوزعون الحلوى .....ابتهاجا
ذهبت بيان الى سيدار
بيان ...لقد كنت شجاعا
سيدار ..لقد ساعدتمونى فقد
بيان .،سيدار ..ابقى معنا
سيدار...زفر زفرة تدل على حيرته ...اريد اتمام مهامتى
بيان ..اتحبنى يا سيدار
سيدار ...صمت برهه ..الحب للاحرار ...وانا عبد
بيان ..لما لا تحرر قيدك انت هنا... حر
سيدار ...سأذهب وحرر نفسى بنفسى وعندما احصل على حريتى ......
سأنسط لقلبى
بيان .شعرت بلا فائدة من الحديث فنهضت من جواراه
سيدار ..بيان ..اعدك انى سأفكر فى الامر !
************
البارت الثامن وعشرون
فى الاسطبل
مازالت روهان جالسه الى جوار صفي تأنس وحشته
قال صفي ،.ليتنى ملك او امير او ذوى مال لا ارد لكى السعادة التى تمنحينى اياها ...بالضعف
قالت روهان ..وهى تنظر فى عينه ليرى حبها وصدق مشاعرها ...سعادتى تكمن الى جوارك
الفقر الا نحب والجوع الا نرى فى القلب احساسا
قد نملأ البطون والاعماق خاوية
فالمال مأوى الاغنياء
والحب بيت الاشقياء
فأنا رضيت الحب بيتا
فلا نحمل المال والالقاب فى الكفن
لكننا نحمل الحب والاشواق الى الابد
وعلى اثر كلماتها ضمها صفي ....ياااا ماذا فعلت كى ارزق بكى يا غاليتى
************
فتحت ابواب القصر ثانيتا استعداا لزواج الاميرة التى باتت ملعونه واظلم مصيرها اما شركان فقد كان يشطاط غضبا ويقسم بداخله انها وان تم تزوجيها سوف يقلب القصر رأسا على عقب وسيتحول غضبه الى نيران ستحرق الاخضر واليابس فقط عليه الانتظار فهو ليس على استعداد فقدان كل شئ بالتهور مادم فى نهاية الامر ستكون له حتى وان اضره ان يخطفها وهى مع اميرها فى رحلتها سيفعلها اذا حكم الامر
الا ن دارت الايام وبعد فترة من الزمان قد جاء اليوم المنظر للجميع ..فى انتظار الامراء ..
************
سيدار رأى نورا من بعيد فتمشى ناحيته بهدوء فالظلام دامس والنور هذا غريب عن هذة المنطقه ...وما رأهه لم يكن مخيفا بل بالعكس كان مطمئننا للغايه ...شعر بسكينه عندما رأى رجل ذو هيبه ولحيه بيضاء طويله وعصا خشبيه باليه .....اتذكروه ..انه رجل الرؤيا ... اقترب سيدار وسئاله ..من انت ؟
الرجل...انا هنا لمساعدتك
سيدار ..اختطلت قسماته ما بين الدهشه والاستفهام فى ان واحد ....
الرجل ...ما ذا تريد
سيدار ..اخشى ان اخبرك فتنعتنى بالجنون ..قالها وهو يأس للغايه
الرجل ..بنبرة جاده....فقط اخبرنى واترك الامر لى ..
سيدار ..اريد الذهاب الى الشمس
الرجل..ااتى بحصانك واتبعنى
لم يستوعب سيدار ما سمعه فهل هو يمازحه ام يستهزء به ولكن لهجته توحى بالصدق والثقه معا..فركض نحو حصانه وعاد قاطعا المسافه على ظهر جواده راكضا وهو لا يدرى اين طريقه ذهب خاليا اليد لا عد عدد ولا اخذ المؤنا فهو اعتاد المغامرة وانطلق باحثا عن مغامرة جديده
تبع الرجل الذى كان يمشى امامه بوقار الى ان وصل الى مكان خالى تماما وكأنه ليس موجود على الارض شجرة واحدة فقط استظل بها الرجل وعند اذن
الرجل .. اشار بعصاه الباليه نحو السماء وكأن نزل منها سلما ...واشاره طارت اخرى نحو جواده فخرج من جانبيه اجنحة سوداء تشبهه عند اذن رفرف بهم الحصان وطار عاليا ...محلقا فى السماء
كان سيدار غير مستوعب ما يحدث ولكنه يحدث الان اما عينه حلمه الذى اقتطع اميال ومرت عليه سنوات ضائعا فى البلاد شعر كأن روحه تعود اليه الان فقط لم يعد يخشى شيئا الان فقط ادرك ما يستحقه وصل الى هدفه اخير هان عليه كل شئ ّكلما اقترب من هذه البقعه المشتعله ازدات الحراة واصبحت كالنار وهو اصبح جلدة اسود مما كان عليه ووصل الى لون الفحم وكذالك حصانه .. لم يهتم سيدار بذلك كل ما يهمه الوصول لهدفه وااااااااااخيرررر
رأى ما اراد شي طويل عجيب الهيئه يشبه البشر ولكن لا يوصف تأدب سيدار ولم يتفحصه فقد سئما دوما تفحص الناس له
قال الحارس ماذا تريد
تحدث سيدار بصوت منخفض وعينه فى الاسفل ...موالى يسال عن رؤياه ويستشيرك ..ماذا يفعل
الحارس ...بنبرة جافه..قل له المكتوب مكتوب وليس منه مهروب
حفظ كلماته سيدار عن ظهر قلب وعاد الى الارض اااخير بعد تحقيق هدفه
الذى اشقاه
**** *********
اما هناك فى القصر
ياسمينا
************
اما صفي بدئه يبحث عن حيله لهروب روهان من القصر وان كانت اخر شئ سيفعله ....وبالفعل وجد ضالته حارس ذهب اليه وتودد بغرض ان يصتحبه وذلك سيخذ وقت طويل للغايه ولكن عليه المثابره
فهو يريد اسعاد الانسانه التى تسعده
**********
سيدار
عاد الى الارض بلون وبهيئه ابشع مما كان عليها ....كذالك حصانه كان سوادهم بشع كأنهم اجساد متفحهم ولكن لم يبالى سيدار ولم يتؤثر ذلك على فرحته بعودته الى موطنه ونجاح مهمته كل ما يريده هو طريق مختصر للعودة ........
عاد سيدار من حيث اتى ...الى مدينه بوالبيا فهى الاقرب .....
واستطاع بسرعه الوصول اليها ...
ياسمينا
٢٨
عندما دخل المدينه رأى رهبه الناس اكثر من ذى قبل وهو خشى ذلك فهو يعلم حاله وانه دائما بشع وان كان قلبه ابيضا فسواد بشرته دائما ما ينفر الناس منه وادرك سيدار انه ليس له هويه تميزة لا احد سيعرفه من اهل القريه لا احد سيعلم انه سيدار ..فقد خرج الامس خفيه ولم يخبر احد ... ..ومن سيعرف الان انه من كان بالامس يحملونه على اعناقهم ..ويهتفون بإسمه ...
التف حوله الناس ولكن بعدائيه اكبر من ذى قبل ..وبيدهم اسلاحاتهم البدائيه ..مصوبه نحو عنقه وايضا على جواده ...
صاح سيدار ..اهدئوا ...انا سيدار ....
عرفته بيان ...عندما نظرت داخل عيانه الخضروتان ..التى لن تنساهم طيلت حياتها فهذة العيون كان ملازها ...وعشقهاالاول
**********"
بعد بضعة الايام قفد فتحت ابواب القصر فى انتظار الاميرالمنشود ..وكما اعتادا الجميع على مراسم الزواج والاحتفال والتزين ....وقف جنجار فى الانتظار فى الشرفه ولكنه هذه المرة وقف شارد مهموما فمن تملا حياته ستغادر وتبتعد عنه قدتألم فى داخله لفراق عزيزته ،،وتمنى وان تبقى الى جانبه تؤنسه وتخفف وحدته ...ولكن فى وسط شروده اسنتكر شئ وعلا وجه دهشه كبيرة ...اذا فات الكثير من الوقت وهو يقف كذالك وانتصفت الشمس فى السماء ولم يأتى احد فإذدادت تقلصات وجه وجحظت عينيه فى غضب
.ودار على عقبيه يزأر بإسم شركان الذى فى انتظاره خارج الغرفه ..
فأتى على الفور ....اجابه هذة المرة شركان بنبرة حزينه وصوت شجن يبدى ما فى داخله من حزن دفين ....مولاى
جنجار ...كيف ...لم لم يأتى احد الى الان ...واليوم هو يوم زواج ابنتى ..
شركان ..لا علم لدى يا مولاى
جنجار ...اندفع نحوه بغضب عارم ..وصلابه متهجمه .وبقبضته امسك عبائته
الم تنشر الخبر ام انك اخفيته ...الم تخبر الملوك والامراء
شركان ...لم يرتعب ..لسبب انه لم يفعل شئ ..فأجاب فى هدوء لم يحدث فعلت كل ما علي ..وبإمكانك ..ان تعرف ذلك بسهوله ان اردت
الملك .،ارخى قبضته ..وقال فى زمجره سأتأكد ..من ذلك واذا علمت ان لك يد فى ذلك ستكون جثتك معلقه على باب القصر
ورمقه بنظرات حادة ...وناد على حارس الجناح ..
امرك مولاى ..
الملك...ااتنى بالفوارس الذين قدموا البيان الملكى
**********
فى الاسطبل مازل صفي يحاول جاهدا التودد الى الحارس وان يصادقه ...والى حد ما قد اقترب من تنفيذ مهمته...وسيقدر وقتها على رسم ابتسامه نابعه من القلب على وجه روهان ....وجه القمر ومنبع سعادته
**********
ما حدث خالف كل التوقعات والظنون ...كانت هذه القشه التى قسمت ظهر البعير فقد اصبحت توالين بالفعل ملعونه ..ولن يغيب ذكرها عن المجالس والثرثره عنها وتأذت معنوايتها وتحجرت الدموع فى مقلتيها واصبح قلبها ينزف دما ...ماذا يحدث لها ...لما كل العذاب لها ..لما دائما يقف حظها العاثر ..بينها وبين السعادة ..كانت تتمنى الخلاص فقط من اجل ان لا ترى وجه شركان الذى طالما بغضته واصبحت تمقت الحياه بسببه فقد رأتت بأم اعينه جرأته التى بلغت حد الوقاحه
وبدل من اتهمه او شكيه لوالدها اعلن هو رغبته فى الزواج بها ...وان علثم لسانها ...ومع ذلك يظل يمشى ويمارس عمله بينهم ..وابيها لم يأخذ حياله اى موقف ...هنا علمت مدى اهميته لوالدها ...وانفجرت عينها باكيه اخيرررر لتزيح ثقل الجبل عن قلبها
***********
البارت التاسع والعشرون
كان سيدار يجهز زواته وجواده لرحلته الشاقه والتى كان ينتظرها ... منذو اعوام ....زوده والد بيان بترحاب لطالما امان سيدار على ارضه فإذدهرت واصبحت مزدهرة وتؤتى ضعف حصادها ...
الشيخ ..لاتحزن يا ولدى على هيئتك فقلبك اجمل ....وهذا ما يميزك
سيدار ...كان المرارة فى حلق سيدار فلم يقدر على الابتسام فسكت
وربت على كتفه الشيخ فى محاوله اخيرة للتخفيف عنه
سيدار ..اريد طريقا مختصرا ...للعودة الى ديارى
الشيخ ...سأرسلك الى مدينه مجاورة كأ مهمه اخيرة ...هما يعرفون الخرائط ويدرسونها جيدا ويستطيعون اختصار المسافه لك ..
سيدار ...اوافق
**********
تحقق الملك وتبين ان شركان لا علاقته له بالامر وانه قرار ان الاميرة توالين لم يعد سنها مناسب لسن الزواج لذلك انصرفوا عنها الى اخريات اصغر فى السن
وهنا قد ضاق صدر جنجار ...وانزواى فى جناحه لايام
وذاع الصيت عن الاميرة الملعونه صاحبت الجمال ...والتى تسكن القصر العالى..مما جعل قلب توالين يتحطم فهى فى سن الواحد وعشرون ...ولم تتزوج واصبحت لعنه يخشاها الجميع خاصا ان جميع اهل القرى يزوجون بناتهم فى سن اقل بكثير من ذلك ....وانفطر قلبها اكثر فأكثر
اما شركان فقد صار لم يبدى رغبته بتوالين او نفيها واصبح بارد للغايه كأنه يتمتع بعرض تراتيجى ولم يهتز له جفن ...انهمك فى شؤن البلاد وصار يعمل محل الملك الذى انزوى فى جناحه حزنا على ما ألت اليه الامور
************
ذهب سيدار فى مهمته وقطعه المسافة البعيده راكضا قد ترك حصانه ليرتاح لمشواره البعبيد والمرهق قد قطع خمس اعوام ليصل الى هنا والان يريد العوده فى اقل مده وقد افادوه ...اهل المدينه .. فى طريق مختصر للعوده
وعاد الى بولبيا مودعا ..اخلاءه الذين تعرف اليهم فى الفترة الماضيه ..ولتويع شيخ القريه
ولكن اهل القريه يكنون لسيدار اعمق المشاعر لمساعدته لهم وخاصتا فى القضاء على الوحش الذى هدم حياتهم الاعوام السالفه ...اقترب منه الشيخ وقد اهده حلى من الزمرد الخالص النادر كربح عن معاونته لهم وهديه يتمنى قوبلها منه فقد رأى هذا الشيخ الخير منه كما توالت بيان تزين رقبه وهج وعينها تزرف الدموع وبدئت ..بعقد ذهب محلى بالزمر الفيروزى النادر كما وضعت على رأسه ... طوق بسيط ذهبى يتدلى على جبهته بدائرة فيروزيه من نفس اللون الطوق ... واخير خلعت شالها الفيروزى ووضعته على ظهرة كا تزكار منها الى سيدار حبيبها الوحيد ...
ركب سيدار حصانه عازما الرحيل فسبقه شوقه الى تراب اوطانه واحضان صديقه صفي ....نظرة نظرة امتنان الى القرايه التى راعته ...ورفعت معنوايته بقبوال هيئته ومحاولات تحسينها ع الاقل فى عين نفسه ...وقعت عينه على عين بيان ورأى حرارات دموعها الحارقه ...وزفر بضيق لحالها ولكنه اراد ان يكون حراا طليقا يستمتع بطعم الحريه كى لا يؤذى قلب احد مرة اخرى ...خطا خطواته خارج المدينه بهيئه ابشع مما اتى بها اسودكالليل بل واشد هو وحصانه لا يلمع منهم سوا الزمرد الفيروزى ...الذى ينعكس فى ضوء الشمس
**************
فى القصر
دخل شركان الى الملك جنجار الذى بداء مهزوما ..
شركان ..انحنى بهدوء ...مولاى
الملك ظل صامتا ..ولا يتحدث ..فقد يحدق نحو السماء من شرفة جناحه
حتى تنحنح شركان مرة اخرى ...وقال مولاى
الملك ..زفر بضيق...ماذا افعل.
شركان ..عفوا يا مولاى فيما
الملك...فى هذا الكم من النوائب التى تلحق ابنتى ...من البدايه مقتل اميرها اما م عيناها وبعدها قدوم امير هزيل للاستهانه بها ومن بعدها موت امها ...واخير فاتها الزواج واصبحت لعنه ..ثم زفر ليفرغ ضيق صدره
شركان ...ايضا ضاق صدره...انا اخر من تستشيره يا مولاى ..
الملك..استدار نحوه ونظر لعمق عيناه ...وثبت نظرة حتى شعر شركان انه سيحرقه بنظراته ....
ثم اشاح وجه بعيدا واشار الى قطعه فارغه بجوار القصر هنا ابنى لى قصرا لتوالين ...رفع شركان ليحدد اشارت اصبعه فقد كانت قريبه من القصر ..
واعاد الملك بصرة نحو شركان ..سأزوجك ابنتى ستقطن الى جوارى ...
شركان فتح فمه ولم يستوعب ما وقع على مسامعه لتو ..فأجابه ..هاااا
الملك...هى لك ..اكرمها ..بمجرد الانتهاء من البناء سيتم الزواج ...
واسرع خطواته داخل الجناح تاركا شركان يهيم على وجهه من ثقل ما سمعه ...ظن انه يتوهم وللكن بعجت عبائه من اعلى كتفه ...موضع يدا الملك وهو خارج مبعثر مما يعنى انه حقيقى لا يتوهم
★★★★★★★★★★★
ياسمينا
٢٩
خرج الملك وتوجه ناحيت جناح توالين *والذى اصبح سجنها مؤخرا ..
وبخطوات ثقيله ليخبرها عن قراره النهائى دون انتظار رد ...
دخل الى جناحها ووقف امامها وهى ادت التحيه وبادلته الابتسامه المُره وارتسم على اعينهم حزن دفين ...
الملك...ابنتى ...
اعارته توالين انتباها كاملا لما رأته من انزعاج جلى على وجهه
...سوف تتزوجين شركان ...
وكأن العالم بأكمه انهار فوق رأسها....جحظت عينها بدهشه مصاحبه للدموع ..
**************
رحل سيدار وكل ما يدور فى خلده هو انه سيحصل على حريته هو وصديقه مكأفأة من الملك عن رحلته الشاقه والمستحيله ...لن يقبل بعد الان اقل من حريته اما حريته اما الموت ..فقد بات لا يخشى شئ ولا يقدر عليه احد وقد بات وجهه يحمل ملامح التعب والمشاقه طيلة سنواته الماضيه وتجارب الايام .التى جعلت منه شخص لايقهر ولن يتنازل عن حريته..ولو بالدم ...فثمن الحرية قليل على مشاقته طيلة الاعوام السابقه ...لوهه تذكر توالين ..وسأل نفسه سؤال اجراء مما توقع ..
هل يحبها ؟!
هل يظل عبدا ويبقا الى جوارها ؟!
ام يختار حريته ويبتعد عنها ؟!
وكان صوته صاحا وعاليا الحب حريه لا عبوديه اذا انكتب لى ان احب فسأحب وانا حر لا عبد ..وهدئت انفاسه فقد عرف طريقه وحدد اهدافه والان عظمت الاهداف عندما اصبحت تخصه خالصه لاقيد عليه ولا سلطان
**************
فى القصر
توالين ..امسكت بمرفق ابيها لتتاكد ما ان كان شركان يسيطر على عقله بطريقة ما .....والدى ارجوك ...
الملك..اعذرينى ..ابنتى فهو الحل الوحيد ..
توالين..ابى لا .لا اريده وان كان اخر رجال العالم ..
الملك...ابنتى ..لقد رفضتى من قبله امير اتذكريه ...والان قد فاتك الزواج ..واصبحت الالسنه لا تنفك عن ذكرك ..ونعتك بالعنه يؤذينى
توالين ..حررت دموعها ..ابى ارجوك ..لا اريد ذلك البغيض انت لا تعلم ما كان يفعله فى عزلتك انه مجرد من الانسانيه والرحمه انه وحش مقنع ..انه ..كانت كلماتها متلاحقه ..لم يدرك ابيها منها حرف واحدا
قاطعها جنجار ..بصرامه ..توالين ..قد ذقتى من قبل غضبى ..وان شئتى فالتجربيه ثانيا عند انتهاء تشيد القصر ستم الزواج ..
ومن الان فصاعد ..سيدور المنادون فى المدينه بخطبتك اليه ...ارجوا لا تغضبينى ولتعلمى جيداا انه الى صالحك ...
التف وتركها دون سماع اى كلمه اخرى منها ...وتوارى عن ناظرها ..
وقفت توالين ..ضائعه ..وكأنه سيعلن وفاتها ..
كذالك الملك جنجار مشى حزينا ..فى ردهت القصر يجر اقدامه جرا نحو حديقته لضيق صدرة ..ومن خلفه حراسه ولكنه لم يكمل طريقه ووقع ارضا ...
*************
توالين وقفت امام مرأتها وصارت تتامل ما ألت اليه الامور تذكرت اول حفل زواج حدث وتذكرت زينتها يومها وكأن صورتها وهى صغيرة السن من خمس اعوام تجسدت فى انعكاسها ... وفجأة اختفت ورأت الان صورتها بدموعها الحاره ..ووجها الذابل ..وخيل لها طيف شركان من خلفها ...فصاحت عاليااا لالالالالالالالالالالا ..واطاحت بقنية العطر فى مرأتها الكبيرة فهشمتها قطع صغيره .،.وانفجرت فى البكاء فهى الان فى قمة ....حزنها
***********
أراح الحراس الملك جنجار على فراشه ونادهم بصوت ضائع ..اريد شركان على الفور ....
وخرج على اثر كلماته الحارس ملبيا رغبته ..
وبعد فترة وجيزة اتى شركان اليه مهرولا
وبقلق بالغ ...مولاى ...ماذا اصابك .ورفع رأسه متسائلا الى الحراس المتجمع....هل اتى الطبيب
الملك...وبنبره امرة بشئ من الاعياء ...ابلغ المدينه ..بخطبتك توالين ..لا اريد حديثا عن ابنتى بعد اليوم ..
شركان ..ارتاح الان فقد يا مولاى .
.الملك ...لم يهدء لى بالا حتى اطمئن على ابنتى ولا تعلمها بشان ما انا عليه الان
شركان ..اهدء فقط يا مولاى وسافعل ما تريد ...
ودخل الطبيب على الفور
جنجار ...اذهب انت ...وافعل ما اؤمرت
التف شركان وهو لم يجد ما يصف سعادته
*************
نحن دا ئما لا نملك الخيار ولكن نملك اقوى سلاح الاء وهو الدعاء