رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم سوما العربي
خطوات مرتجفه متوترة من أقدامهن الواهية نحو طريق غير معلوم بالنسبة لهن، هن فقط يتبعن رجل عريض المنكبين ضخم الجثه يرتدي نظارة شمسية في عز الليل
حتى وصلن أخيراً أمام غرفه لاحظوا توقف ذالك الضخم عندها، دق على الباب دقه فأخرى ثم فتح لهن الباب كعلامه على طلبه الدخول دون ان يتفوه بحرف لتنظر له فوقيه وهي تمس شفتيها متسائله:
-هو ايه ياختي الصم والبكم الي احنا فيه ده
بيتنا تشدقت فوزيه:
-هو احنا رايحين على فين ومالهم بينا الناس دي أصلا
وبدأ ثلاثتهن يتطلعن حولهن بتفقد للغرفه الفخمة الواسعه وسع مبالغ فيه ومؤثثة بأثاث كلمة راقي قليله على وصفه ثم ظهور رجل من باب جانبي يرحب بهم مردداً:
-أهلاً وسهلاً نورتوا
لكنه لم يلقى رد سوى ثلاث وجوه واجمه ليقول:
-اتفضلوا
-نتفضل فين يا عين أمك؟!
كان ذلك صوت فوزيه التي أردفت مستمرة:
-احنا فين وجايبنا هنا ليه احنا عايزين نفهم.
-مش أنا اللي جايبكم يا حاجة
-يسمع من بوقك ربنا يا ضنايا بس أنا لسه ماحجتش فممكن أقتل قتيل واطلع احج لربنا فيغفرلي.
رمش الرجل أهدابه حينما فطن تعديدها المبطن ليردف:
-قتل ليه بس ده احنا عايزنكم في خير واصلاً مش أنا اللي طالبكم
فسألت فوقيه:
-امال مين يابني ما تخلصنا عيب كده أنت من دور عيالنا .
كل هذا ورنا صامته تشاهد بترقب ما يحدث وقلبها لا يبشرها بخير كأنها متوقعه سبب تواجدهم هنا، تاركه المهمة على خالتها فوزيه وأمها إلى حد ما.
شعر الرجل بالخطر فأسرع يقول:
-في شخصية مهمة جداً وحساسة طالبه تقابلكم عشان كده طلبناكم هنا في
السفارة.
إنحبست أنفاس رنا مع جملته الأخيرة بينما نفخت فوقية بضيق وضربت فوزيه باطن يدها بكف الاخرى المسطحة على معدتها وهي تردد :
-اللهم طولك يا روووح...يارب نخلص.
لينفتح الباب ويدلف راموس ببهاء أمامهم فتتسع عينا رنا وهي ترى رعبها وكوابيسها تتجسد أمامها..إذا كان معها...لقد أقتحم منزلها بل غرفة نومها...هو قادر على الإتيان بها لعنده أينما كانت وكيفما كانت... لأول مرة تشعر رنا بالرعب والخوف تجاه أحدهم كانت دوماً شجاعه مقدامة ومبادرة،وجه راموس تمثل لها حياة العبودية وإستباحة حرمة مفاتن الجسد التي لم تعشها إلا عنده بأمر منه.
بدأت تتراجع في خطواتها لا إرادياً للوراء وقد شحب وجهها.
نظرة الرعب في عيناها له كانت تقتل الفرحة بداخله، ليس لأنه ملك بل لأنه رجل أحب فتاة ترتعب كلما رأته.
أثنى تلك الفكرة من باله وحاول التحدث مردداً بصوته الملكي الرخيم
ليترجم لهن الرجل المتوسط معهم:
-أهلاً وسهلاً بكم ..تفضلوا
-هو كمان مش بيتكلم لغوتنا ده ايه المرار الطافح ده؟
فرفع راموس احدى حاجبيه يسأل:
-ماذا قالت؟!
-لا شيء سيدي إنها ترحب بك كذلك.
وابتسم الرجل ليقترب منه راموس خطوة فأخرى كأنه تهديد خفيف وقال محذراً:
-إنتبه فأنا لا أنصحك بمعاودة الكذب على أو خداعي..صار لي فتره وأنا أتعلم العربية خصوصاً مرادفات اللهجة المصرية وقد طلبت مترجم لتسهيل الأمر عليهن ليس إلا ولاني لازلت لا أعرف كلّ المصطلحات المصرية،سأمرر فعلتك تلك كونها أول مره...حسنا؟
أبتلع الرجل لعابه بخوف تحت أنظارهن ورد:
-حسنا جلالتك.
-جيد إذاً.....أخبرهم لما طلبتهن.
التف الرجل نحوهن ثم بدأ في التحدث .
_________سوما العربي_________
هددته لأكثر من مرة أنها والله ستصرخ وتجمع الجيران ان لم يرتجع ويذهب من حيث جاء لكنه كان مستمر في تفكيك أزرار قميصه وقال بتصميم:
-صوتي بسرعه ...هو ده المطلوب وهتبقي وفرتي عليا كتير.
-زيداااان.
صرخت بها هلعاً وهي تراه يخلع حذائه بسرعه ويميل ليأتي الدور على السروال وهذا خطر.
-يا نهار مش فأيت...إنت بتعمل إيييييه؟
-هقولك حالاً.
ألقى سرواله أرضاً بإهمال وفتح لها ذراعيه يقول:
-تعاليلي بقا يا مراتيي يا حلوة أنتي
أتسعت عيناها رعباً وتحفزت كل خلاياها فبدات تبتعد وتستعد للهرب منه لكنه لاحقها يتتبعها فحذرته تناشد أي ذرة تعقل داخله :
-أعقل يا زيداان
-وانتو خليتوا فيا عقل أنتي وأمك
-يا زيدان كفايه فضايح
-فضيحة كمان بقا عشان خاطري.
-أنت ايه الي جرالك أنت ماكنتش كده
-هي جت عليا يعني ولا لازم الفضايح تتعملي ما اعملها أنا مرة يمكن الحال يتصلح
-إنت أكيد أتجننت.
تمكن منها أخيراً وجذبها لعنده مردداً:
-وأنا مين جنني...مانا كنت بعقلي...مش أنتي؟ بس يظهر ان العقل الزيادة غلط...الموضوع لازمه شويه جنان على شوية فضايح...عايزك بقا تصوتي وتلمي علينا الجيران وأنا بتهجم عليكي يالا.
إستشعر إرتجافها فرق قلبه وسأل بينما يمرر يده على خدها المستدير الذي يعشقه:
-أنتي خايفه مني يا حوريه بجد ولا ايه؟!
-احنا اتطلقنا خلاص وأنا ....
قاطعها قائلاً بتأكيد:
-أنتي لسه في عدتي وأنا عايز أرجعك قبل ما فرصتي تخلص الشيخ قالنا كده مش إنتي كنتي معايا وسمعتي بنفسك
-بس...
-مابسش....أمك هي اللي منعاني عنك فقولت مابدهاش بقا...هي لازمها فضيحه عشان ترتجع.
-أنت جبت الأفكار دي منين ...عمر ما دي كانت دماغك ولا أفكارك
-من صالح.
ثواني وابتسم ثم أكمل مستغرباً:
-عمر دي ما كانت أفكاري؟! على أساس انك كنتي واخدة بالك مني أصلا؟ ده لولا عملة محمود كان زمنا لسه بينا بعد السما والآرض.
ليزيد من ضمه لها ويقول بتصميم:
-بس أنتي خلاص بقيتي نصيبي وبتاعتي وهتفضلي بتاعتي مهما حصل...عايزك بقا تصوتي على أد ما تقدري...عشان أمك تسمعنا.
ثم جذبها لعنده حتى تلاحمت أنفاسهم مع نظرة طويلة من العين للعين أعقبها فقدان التماسك وإنسحاب العقل وردد بهمس:
-وحشتيني .
قالها قبلما يميل بهدوء شديد وتتناغم بشفتيه مع شفتيها التي لم ترفضه وكان بعدم رفضها لذه وحلاوة انفجرت داخله أنعشت روحه بل أعادتها وأعادت له ثقته المسلوبه ...حورية الآن معه غير رافضه.
بإستشعاره تناغمها وإستقبالها لقبلته ومبادرته نسى نفسه ونسى خطته واين هو ...لا يشعر بما يدور حوله ولا هي رغم شعورها بيده التي ترفع عنها المنامة القطنية ذات الحمالة الواحدة لتقف بين ذراعيه دون شيء يحجبها عنه.
وبصيص من صوت العقل يناديها لتهمس:
-زيدان...ماما مش هنا.
لكن زيدان لم يكن ليسمع أو يدرك ...فقد جاء حافظاً دون فهم لينفذ ما خططوا له ولم يحسب حساب بعدم دخول والدتها عليهما في التو ...وها هو يفقد ثباته وتركيزه أمام جمال حورية المهلك...رجل ومعه زوجته الحورية التي سهر الليالي يتمناها ويترقب إعادتها له قبل إنتهاء العدة وها هي اخيراً أصبحت بين ذراعيه....كيف سيتركها ...بالتأكيد لن يقدر على المقاومة.
فكان جسده وقدميه كذلك روحه تهفوا لأن يسقط معها على الفراش ويسكت صوت العقل والشوق والرغبه سيسكتهم جميعاً ويتحدث هو معها.
_________سوما العربي___________
ذهبت محاولات المترجم في تبسيط الموقف سدا...تلك السيدة صعبه صعبة صعبة.
ربما شقيقتها اقل منها خطراً في لذاعة اللسان لكن والله ان نظراتها قاتلة وكأن الرب قد أودع بعيناها ما انتقصه من لسانها.
وراموس غير مهتم غير بنظرات حبيبته المرتعبة ولم ينتبه لأحد دونها إلا بعدما وقفت فوزية بتأني تردد واحدة واحدة:
-يعني الجدع ده جاي عايز يتقدم لبنتنا؟!
-اه
-اه؟! جاك أواا أما يأويك.
-What؟
هتف بها راموس متحفزاً بعدما انتبه لها بسبب تصرفها الملحوظ.
ثم أردف مهدداً:
-ترجم ما قالته حرفياً دون تلاعب.
فقال رجل بنبرة باكيه:
-ماذا أخبرك سيدي فما قالته ليس له ترجمة حرفية...لكن للحقيقة هي تسبني؟
تراجع راموس بغضبه بعض الشيء كونها لم تسبه هو بينما أكملت فوزية؛
-آنتو الاتنين عمالين بترتطنوا كده تقولوا ايه في ليلتكوا الي مش فايته دي؟
اقترب الرجل منها محذراً يقول:
-اهدي ياست فوزيه مايصحش كده...عيب
-عيب؟؟ هو انتو تعرفوا العيب بقا جايبين تلات نساوين شحن في العربيه ولا التلاجات وتقولوا اصل في واحد عايز يتجوز البت؟
-طب وفيها ايه بس ياست؟
-فيها ان احنا مصريين يا حبييبي وبناتنا مابتتجوزش برا...هو احنا سالكين مع المصري في محاكم الأسرة لما نروح نتجوز واحد يودينا محاكم بلده هو.
-احممم….طيب يا ست فوزيه شكلك لسه مش مقدرة الموقف الي واقف يخطب أيد بنت أختك ده ملك.
-حصلنا الرعب ياحبيبي.
اتسعت عينا الملك وهو لم يصله المعنى الواقعي لحديثا لكن هزة رأسها ورقبتها الساخرة جعلته يفطن إستهزائها الواضح به وبشخصه.
تنقلت عيناه بين تلك السيدة ذات اللسان السليط والسيدة الأخرى صاحبة النظرات القاتله وبين رنا التي تجمع الاثنان يتذكر كيف كانت نظراتها تقتله من شراستها وقوتها ربما كانت من اهم ما جذبه لها بخلاف لسانها الحاد الذي لم يكف عن السب والإعتراض، على ما يبدو أنها قد ورثتهم منهما.
ليحاول التحدث قائلاً:
-أسالها علام الأعتراض
حمحم الرجل بخوف وهو يلتفت نحو تلك السيدة الشرسة ثم سألها لتصفق بيديها غضباً وسخطا بينما تهتف :
-هو البعيد بجح؟! انتو جايبين البكاسه والملاحة دي منين عشان تجيبونا لحد عندكم لأجل ما تطلبوا إيد بنتنا؟! ولا نكونش ساكنين في الشارع ولا على رجل جنابه نقش الحنه؟ ولا يكونش مستقل بينا شوف يا ابني أنا مش هتكلم كتير الي عايزنا ييجي يدق بابنا غير كده ماتلاقيش فاهم كلامنا الجدع ده وهتعرف تترجم له ولا نجيب لكم انتو الاتنين مترجم في ليلة أبوكوا المقتدرة دي
وقف الرجل مبهوت لا يسعفه الرد أو الصد أمام لسان تلك المرأة بينما تأهب جسد راموس وسأل :
-هل ذكرت سيرة والدي الملك؟
-بتقول حاجة يا الدلعدي؟؟؟
ضرب الرجل وجهه بكفه بينما سأل الملك:
-What’s the meaning of edlaady?
-احنا هنمشي ولا مش هنمشي في اليلية دي؟
اقترب الرجل من فوزيه وفوقية يحاول تهدئتهم والتحدث اليهما بينما راموس يراقب رنا المتراجعة للخلف لا تشترك نهائياً في الحديث بعيونها الجميلة خوف وهلع تتحاشى تلاقي العين معه فوقف من مكانه وأخذ يتقدم منها بخطوات متمهلة حتى وصل لعندها و وقف أمامها يحاول الحفاظ على مسافتها الخاصه بعدما تيقن من خوفها الذي قطعه.
طالعها مبتسماً ثم قال:
-أشتقت لكي ولبسمتك الجميلة، منذ مدة لم أراها، ألم تشتاقي لي؟
قوبل سؤاله بالصمت التام بل كانت تنظر أرضا متجنبة النظر لعيناه.
-أرفعي رأسك.
أمرها بصوت رخيم لكنها لم تلبي ليفعل من جديد ولكن قال:
-أرفعي رأسك رنا
رفعت رأسها على الفور متفاجئة من نطقه لأسمها الصحيح، كان لما فعله معنى كبير مبهج وعميق، هو لم يناديها ميرورا كما فعل وهي جاريه عنده، لم يطمس هويتها كما تعمدوا سابقاً، بل ناداها رنا معترفاً ومعتزاً بأسمها وكينونتها، يطلب منها ان ترفع رأسها على عكس ما كانوا يلزموا به الجواري، هي تتذكر جيداً كيف كانت ستنشق لمجرد أنها لم تقف منحنيه لشقيقة الملك.
هو يخبرها ببساطة شديدة قدرما أستطاع أنه لم يعد يراها جاريه وأنها ما عادت جاريه.
شقت إبتسامه خفيفة فمها الصغير وكم كان لذلك وقعاً قاسياً ومحزناً على قلب الملك الذي لم يدرك بشاعة ما عاشته بمملكته إلا الآن عندما تبسمت لمجرد إعترافه باسمها وعدم فرض هويه أخرى عليها، ما جرى نبه الملك على الحقيقة المرة وهو أن الفتاة الوحيدة التي أحبها قد تعرف عليها في ظروف سيئة جداً، والحقيقة الأمر هو ان ما عاشته في مملكته يعتبر أسوأ أيام حياتها على الإطلاق ليعلم ان طريقه معها طويل طويل جداً.
لكنه استدرك بهوت وجهه وحاول مجاراة الموقف ليبادلها الإبتسامة بأخرى ثم مد يده كي يلتقط يدها ببراءة مفرطة لأول مره بحياته وهو يقول بحنان:
-أشتقت لكي كثيراً رنا ولم أطيق الأبتعاد، ألم تشتاقي لي؟
لينتبه على صوت تلك السيدة وقد تدخلت:
-مانجيب بقا شجره تضلل علينا واتنين لأمون…ايدك جنبك يا حبيبي…أنت موقف واحد يشاغلنا وجاي هنا تتلزق وتستفرد بالبت ليه شايفها سايبه ولا مفكرنا داقين عصافير؟!
بينما راموس يجاهد كي يخفي إبتسامته وهو يضحك على إنفعالات هذه المرأه رغم عدم فهمه لكل كلامها لكن ردود أفعالها تصيبه بالضحك وهو يرغب بالحفاظ على تجهم وجهه كنوع من أنواع الاعتراض على تماديها مع جلالته.
لكنه غييير قادر فضحك…….
وأسرع الرجل المترجم متدخلاً يقول:
-ياستي أبوس أيدك ورجلك إنتي ليه مش عايزه تدركي انك واقفه قدام ملك.
-الملك لله يا حبيبي و أنا الولا ده مش داخل دماغي
ضرب الرجل على رأسه يردد ببهوت:
- الولا ده…روحنا في داهيه
-تروحها لوحدك الداهيه دي أنا ماحدش له سلطان عليا…قال ملك قال….انهي ملك ده الي يقف يزنق في البنات …بص أنا جبت اخري وأختي ضغطها وطي …وعظيم بيمين لا نكون ماشيين من هنا وقتي..مش عايزه أسيب عليكم لساني.
لم يمكنه التماسك…لقد ضحك الملك بل انفجر…وقد فهم معظم كلامها وتهديدها أنها لا لم تتكلم وتخرج ما بجعبتها بعد…
فقهته عالياً وقال:
-كل هذا ولم تتحدث؟! هل كل نساء بلدتكم هكذا؟ كنت أظن ان رنا وحدها كذلك.
ليهز الرجل رأسه قائلاً:
-كلهن سيدي كلهن…حتى أني أقسم لك ان تلك السيده هي نسخه طبق الأصل من جدتي لأبي التي تعدت الخامسه والثمانون من عمرها مازال لسانها كما هو ويدها لا تكف عن ضرب مؤخرة عنقي لقد فعلتها البارحه سيدي ولم تبالي بالمكانة العلميه التي قد وصلت لها وحينما ذكرتها بمكانتي وقربت لها عيب يا جدتي ذكرتني هي كيف كنت أتبول على قدمها..تحفظ الأعداد والأرقام ومازالت تدير تجارة جدي وتعطي الأوامر للعمال أنها رهيبه يا سيدي…النساء في بلدنا رهيبات.
ضحك الملك على ما تفوه به من شدة ضغطه بينما قالت فوقيه:
-لو خلصتوا كركر مرمر الي انتو فيها دي شوفوا لنا عربية توصلنا الساعه عدت ١١ عيب كده خلوا عندكوا شويه نخوه ولا مافيش؟
-بينها كدهً مافيش…شكله مستقوي القلب بسلطته مفكرنا هنسكت …ايه قولك بقا يانا يا أنا في الليلة دي لما نشوف هنروح ولا لأ.
هز الرجل رأسه بيأس يعلم تمام العلم أنها لن تصمت وكذلك الملك الذي ضحك مبهوراً بتلك الشخصيات التي قابلها بتلك البلاد.
__________سوما العربي_________
انفلتت خيوط اللعبة من يده …لم يقدر على التماسك…فقد جاء لفصيحه ليتحول الأمر إلى شيء آخر.
هي كانت الأنبه و الأقوى لما انتبهت على وضعهما وانتبهت على إستجابتها له.
إلى هنا وكانت نقطة الحسم …وأدركت…..هي لا تريد الأنفصال عنه…عليها العودة له ولبيتها فذلك أفضل بكثير من ان يدخل بها في بيت والدتها.
وانتفضت مبتعده عنه وهي تستشعر خلعه لآخر قطعة قماش كانت ترتديها .
ربما هنا فقط تنبه زيدان وخرج قليلاً من سحر النشوة العجيب ليدرك أنها بأحضان بعضهما مستجيبات دون ستار في الفراش ولكن ببيت والدتها.
بلل شفتيه وهو يلاحظ تمسكها بالملائة تحجب نفسها عنه وهي تنظر أرضاً خجلاً من نفسها على إستجابتها رغم وضعهم الراهن ليقترب منها وهو يضع خصله من شعرها الناري خلف أذنها ثم يقبل وجنتها الساخنه بخفة قائلاً:
-أرجعي معايا يا حوريه بيتنا…أنا عايزك ومحقوق لك ..مش حلوة في حقك ولا حتى حقي لو عملنا كده هنا في بيت أمك..تعالي معايا ولو خايفه من أمك أنا هتصرف معاها.
رفعت أنظارها له مترددة فقال مهدداً يمازحها:
-هتلبسي هدومك وترجعي معايا على بيتنا دلوقتي ولا اعمل عملتي معاكي دلوقتي وأحنا وضعنا حرج أصلا.
ضحكت بخفه فقال:
-ضحكت يعني قلبها مال…شوفتي عشانك زيدان بقا يغني.
نظرت له بصمت فتشجع قائلاً:
-حوريه هو أنا ما قولتلكيش قبل كده إني بحبك؟
-تؤ
-عشان حمار…تلاته بالله العظيم أنا حمار..لا أنا تلات حمير في بعض …ازاي واحد يبقى معاه بنت حلوة وتهبل زيك كده ويطلقها بس والله انا عملت كده عشان مابقاش جابرك عليا عشان لو رجعتي ترجعي بمزاجك بس انا الي. طربوش ومدب ومش بتصرف صح….
ألقى كلامه دفعه واحده دون ترتيب أو تزويق وهي تناظره بابتسامة فأضاف:
-أنا بحبك يا حورية…بحبك قوي….وعمري ما هحب حد زيك.
ذابت في حلاوة أعترافه واتسعت ابتسامتها فاقترب منها وهو يرى التقبل والرضا من اعترافه في عيناها وكاد أن يقبلها لكنها نفضته عنها تقول:
-ده بأمارة الورشه الي بقت بتشغي بنات؟
-أنتي المقصودة يا حبيبة زيدان.
ضحكت بخجل بعدما ناداها بحبية زيدان في حين أكمل :
-وبعدين مش عاجبك لميني…أنا كل فترة كده بحتاج الي يشكمني…تعالي معايا البيت واشكمي المعلم زيدان الي مطوته معمله على وشوش ملايين..ايه رأيك.
ضحكت تهز رأسها وقالت :
-موافقه.
__________سوما العربي__________
وصل للحي بتردد شديد ولكن رسالة والده الحاج شداد كانت مقلقة فترجل من سيارته الجديدة التي أشتراها من أرباح الفيديوهات ثم دلف للداخل.
ودق الباب لتفتح له رشا مستغربه:
-محمود؟!
-ابويا فين؟ بتعملي ايه عندنا؟
-جيت أساعد مرات عمي
-من انتو حنية القلب دي؟
قاطعهم شداد الذي قابله بوجه متجهم:
-شرفت يا حبيبي…يا ألف بركه… ده أنت رقم تليفونك بقا مهم ومن الاسرار العظمى بقا…كل ده عشان اعرف أوصل لرقم تليفون ابني..مخبي نفسك ليه؟
-ونخلي نفسي ليه
-ده أنا بأمس بقا…
قلب محمود النظر بين والده ورشا ثم قال:
-جرى ايه يا حاج مش كده
فتأهب شداد يقول:
-ايه مش عاجبك عشان عليت صوتي عليك…ايه قولك بقا إني هعمل الاكتر من كده هتتصرف وتتكتف من ايديك ورجليك وتنحبس في اوضتك لحد ما تقول حقي برقبتي.
ثم اقترب منه بضربه كف مردداً:
-ده عشان طمعت في شقة اخوك واستحليت شقاه
ناوله آخر وأكمل:
-وده عشان اشتغلتنا كلنا وسافرت يوم فرحك
-وده عشان حوريه…وده عشان اخوك الي مارحمتوش.
ثم بدأ يكيل له اللكمات وهو يقول:
-وده عشان طلعت ديوث و واطي مش بتصون العرض والشرف…يا بن ميتين الكلب يا وسخ… أنا هوبيك من اول وجديد وهتتحبس في أوضتك لحد ما تقول حقي برقبتي يا خسيس يا واطي.
صوت شداد كان عالي متزامن مع صراخ محمود المستجير بألم وفردوس التي لا تستطيع التدخل ورشا المصدومة بخوف شديد.
فاجتمع سكان المنطقة أسفل بيت الحاج شداد يتداولون ما يجري بينما زيدان غارق في اللذه مع حوريته لا يرى ولا يسمع.
وباللليل عادت فوزيه تساند شقيقتها ورنا يترجلن من السيارة الفارهه التي أقلتهم من عند السفارة للحي ولاحظن تجمهر الناس حول بيت الحاج شداد فأوقفت فوقيه أحدهم تسأله :
-في ايه هناك يا واد يا مجدي ايه الي جرى
-بيقولك الحاج شداد جايب محمود وعمله كمين وحالف لا يعلمه الأدب.
لتسحب فوزيه نفس عميق وقالت بشماتة وصدر رحب:
-على الله يعرف يربيه…يمهل ولا يهمل.
ثم نظرت لشقيقتيها وقالت:
-انتو هتيجوا تباتوا معايا النهاردة مش عايزة رفض أنا مش حمل مناهدة
أستجاب لها كل من فوقيه ورنا وتحركت بعدما انتهى واختفى الصوت من عند منزل شداد وبدأ التجمهر ينفض فصعدن كذلك للبيت وفتحت فوزيه الباب لتتفاجأ بزيدان يخرج من غرفة وحيدتها وهو يغلق أزرار قميصه بينما يصفر مدندناً
ضربت على صدرها تقول:
-ليه الي جايبك هنا بمنظرك ده وكنت بتعمل ايه جوا.
هز كتفيه يقول ببرود:
-أبداً لاقيت حوريه اتأخرت عندكم قولت أعدي أخدها …مش كده يا حوريتي.
-حوريتك؟!!!
لتصدم وهي ترى حوريه تخرج من غرفتها وعيناها أرضاً لكنها تحمل حقيبة ملابس كبيرة والجواب واضح لتضحك فوقية بينما هتفت فوزيه:
-ضحك على عقلك ياختي…أكلك البالوعة؟
فعقب زيدان معترضاً:
-بالوظة؟؟؟ بقا القمر ده يأكل بالوظة؟؟ ده يأكل مانجا…مهلبيه…قشطه.
-والله وزيدان بقا يعرف يتكلم …
مال يحمل حقيبة حوريه ثم قال:
-كان نفسنا نسهر معاكم بس عندنا كلام كتير محتاجين نخلصه في البيت …سلام…ابقوا تعالوا زورونا ممكن نفتح لكم عادي….سلام عليكم…يالا يا حوريتي.
ثم سحب حوريه معه لكنها لم تتحرك وبقت واقفه كأنها تخشى والدتها التي قالت :
-مالك متخشبه في مكانك زي ما تكوني مستنيه موافقتي مثلاً…ياختي ده أنتي لابسه ومحضرة شنطتك…روحي ماتتكسفيش روحي…الباب يفوت جمل.
-جمل…مشكرين يا حماتي…سلام.
ثم أخذ حوريه وغادر وهو الآن فقط يستطيع التنفس بأرتياح وتقدمت فوزيه تغلق خلفهم الباب وما ان أغلقته حتى ضحكت معلقه:
-ربنا يهدي سرهم.
بينما في القصر جلس راموس أمام الجهاز الذي سجل لقاءه برنا وأسرتها يعيد مشاهدة ما دار بينهما يوقف كل ثانيه الفيديو يبحث ويستقص عن المعنى الحقيقي لكل كلمه قيلت باللقاء وهو يضحك ما ان يصل لشيء ما ثم يعاود المشاهده وهو يفكر في أيامه القادمه بعدما دخلوا حياته الملكية بطريقتهن تلك….على ما يبدو أن الأيام القادمه تحمل في طياتها الكثير من العجائب