رواية حلا العشق الفصل الثامن والعشرون28 بقلم ريهام حلمى


 رواية حلا العشق الفصل الثامن والعشرون بقلم ريهام حلمى

في احدي المستشفيات الخاصه


بعد اعتراف فارس بهذا السر الذي لم يبوح به لاحد جلس مره اخري بجوار فرح ثم تناول كفها وقبله بحب قائلا بحزن:

_ايوه انا قتلتها علشان هي كانت دايما بتستفزني بعد ما قتلت عمار ،يومها مقدرتش اتكلم واقول لبابا ينقلني من المدرسه ،وانا كنت بخاف منها اوي بس هي في اليوم ده استفزتني اوي ،اوي يا فرح..


شرد فارس بفكره الي ذلك اليوم المشؤم الذي يتحدث عنه والذي كان بدايه نفطه سوداء مره اخري وتلويث طفل يبلغ عمره خمسه عشر عاما..


قبل احد عشر عاما،،،،


كان فارس يسير وحيدا كعادته بعدما حدث لعمار فهو قد كان منعزلا قبلل ان يقتل وبعدما قتل صديقه زاد لديه هذا الامر ،بينما كان باقيه البنين يحقدون عليه وينظرون اليه انه يتعالي عليهم بمال والده ومركزه..


صعد فارس درجات السلم التي تؤدي الي حجره الدراسه الخاصه به ولكن جاء متأخرا في الصباح ،فكانت المدرسه هادئه تماما فكل الطلاب ذهبوا الي فصولهم وكذلك معلميهم ..


وجد فارس في طريقه تلك العقربه المسماه اعتماد ووقفت امامه تعيق عليه الطريق عن قصد ثم قالت له بشماته :

_ايه يا ابن الاكابر انت لسه لسانك مربوط وما بتنطقش .


ارتعش جسد فارس بجسده وظهر ذلك واضحا لها فاتسعت ابتسامتها اكثر عندما وجدت تأثيرها عليه ،بينما حاول فارس العبور من امامها لكنها اعترضت طريقه واكملت بشر :

_اياك تسبني وانا بكلمك ولا عاوز يحصل فيك زي ما حصل في الجربوع ابن الشوارع صاحبك ده..


صر فارس علي اسنانه بغضب مما تقوله علي صديقه علي الرغم من ارتعاش جسده التي بدأت بتزايد لرؤيتها وشعور الاختناق الذي يطغي عليه ..


مدت اعتماد يدها ثم اخذت تتضربه علي خده بخفه ثم بقوه وهي تقول باستحقار :

_هتفضل طول عمرك ضعيف والسبب في ده كله انا ،انا دمرتك نفسيا هتعيش طول عمرك كده ابقا قول لابوك الكلام ده علشان يعمل عليا راجل ويبهدلني تاني مع اني ما اعتقدش انك عندك الجرأه تعمل كده ،عارف ليه علشان انت جبان ،جبان ..


بلغ الغضب زروته عند فارس الذي اصبح عنيفا بدرجه لا توصف بعد الذي حدث فتظاهر بالدلوف الي فصله بينما هي اعطته ظهرها لتنزل الي الاسفل ،فبدون مقدمات دفعها بكلتها يده من ظهرها حتي سقطت من الدرج وبدأت تتدحرج عليه ثم صدمت رأسها بالحائط بشده جعلت رأسها تتدفق منها الدماء ..


نظر فارس حوله بزعر ليتأكد ان كان رآه احد ام لا ثم هرب من المدرسه تماما قبل ان يأتي احد علي صراخها …


وبعد يومين فوجئ فارس انها ماتت ورغم ما يعانيه من ازمات نفسيه في تلك الفتره كان يفرح من قلبه علي خبر موتها واعتقد بذلك انه اخذ حق صديقه ،بينما لم يعرف احد وقتها بالذي فعله بها حتي سيف الذي كان يعلم من البدايه ،وبعدها خضع فارس للعلاج النفسي واعطاه الطبيب كم هائل من المهدئات بالاضافه الي اقراص المنوم فكانت حالته يرثي لها وقتها وبعد سنتين من العلاج رفض لشده الخضوع لعلاج لنفسي مره اخري..


عاد فارس من شروده علي صوت فرح الذي بدأت تتحدث بصوت تعب للغايه :

_ااااه ..اا.انا ..تعبانه …انا ..فين؟


هكذا بدأت كلماتها غير مفهومه ولكنه ابتسم بشده عندما بدأت بالحديث فقال بصوت يملؤه اللهفه :

_فرح ،فرح انتي كويسه الحمدلله انك فوقتي .


حاولت فرح فتح عينيها ولكن الاضاءه كانت تمنعها وبعد محاولات عديده فتحت عينيها السوداوتين ثم اخذت تتطلع حولها ثم انتبهت الي فارس ،فامسكت برقبتها المتجبسه ثم نظرت اليه قائله بتعب:

_انا ..اا..فين ؟!!


لمسك فارس يدها السليمه ثم رد عليها بحب:

_انتي في المستشفي بس ما تخافيش يا حبيبتي ان شاء الله هتبقي كويسه انا معاكي..


اغمضت فرح عينيها بألم ثم فتحتهما مجددا وهي تسأله مره اخري بخفوت :

_انت مين؟!!

______________

في فيلا سيف الصاوي ،،،،


وقف سيف امام المرآه يهندم ملابسه ليذهب الي شركته ،بينما اتت منه خلفه ثم مدت زراعيا لتلبسه جاكت البذله وما ان انتهت حتي امسك سيف بيدها ثم قبلها عليها بحب وهو يقول بحنان:

_ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.


ابتسمت له منه بحب ايضا ولكن مع ذلك وجد بعينيها لمحه من الحزن ،فضمها الي صدره قائلا بنفس النبره:

_انا عارف انك زعلانه علشان حلا بس انا قولتلك مسأله وقت وهطلقها منه صدقيني ،وفارس بقا كويس هو وعدني انه هيتغير..


اغمضت منه عينيها تستشعر الحب باحضانه والامان فهو بالنسبه لها زوجها وابيها الذي لم تستشعر حنانه ابدا ،ثم ردت عليه بضيق :

_فارس انا زورته النهارده بس حالته كانت ضعيفه اوي اول مره اشوفه كده ،كنت دايما اشوفه قوي معرفش ايه اللي جراله ..


ابتسم سيف ثم رد عليها بهدوء:

_كل الحكايه يا ستي ان فارس بيه بيحب مراته ..


ابتسمت منه بفرحه لحديث سيف ثم قال بابتسامه:

_ ياريت يكون فعلا بيحبها يا سيف فارس طباعه عنيفه ومجربش يعني ايه انه يحب ،وكمان فرح ما تستهلش الا كل خير يارب يكمل شفائهاا علي خير.

_اللهم امين ..


كاد سيف ان يخرج لكن امسكته منه من زراعها ثم سألته بلهفه:

_طيب وحلا ؟


قطب سيف جبينه بعدم فهم ثم رد عليها بتساؤل :

_مالها ؟!!


تنهدت منه طويلا ثم اجابت عليه بحذر :

_بنتك بتحب ادم وبتقولي كمان هو بيحبها وبيعاملها كويس وااا..


قطعت منه حديثها عندما نظرت الي ملامح وجهه التي تغيرت من الهدوء الي الغضب ،بينما امسكها سيف من زراعها وهو يصيح بها بقوه :

_مين دي اللي تحبه اللي كان خاطفها !!بقولك ايه يا منه عقلي بنتك ما تخلنيش اروح اقتل اللي اسمه ادم ده واخلص.


حاولت منه تهدأته فاحتضنته ثم قالت بهدوء:

_طيب ممكن تهدي ونتكلم بهدوء ،انت هتستفاد ايه لما تبعد بنتك عنه حالتها النفسيه هتسوء واحنا ما صدقنا انها اتخطت المرحله دي ..


ابعدها سيف عنه برفق ثم رد عليها بجمود:

_انتي عارفه اهم حاجه عندي سعاده حلا بس سعادتها مش مع ادم ..

_ليه؟!!


زفر سيف بضيق ثم رد عليها بجديه :

_اولا علشان هو كان خاطفها وثانيا فرق السن بينهم وثالثا بقا انتي ناسيه انه ظابط يعني معاملته هتبقا ناشفه وبنتك مش بتستحمل حد يزعق فيها .. .


رفعت منه حاجبيها بتعجب عن ماذا يتحدث سيف الصاوي فهو فعل هذا الامور بالضبط معها ايضا ،تنهدت منه طويلا ثم ابتسمت له وهي تقول بهدوء:

_انا من رأي تسمع منه يمكن عنده تبرير لخطفها.


نفي سيف برأسه رافضا ثم قبل جبينها وهو يقول بحب:

_انا همشي تأخرت علي الشركه،لا اله الا الله

_محمد رسول الله ،مع السلامه.


هزت رأسها منه بقله حيله من عنده ثم جلست علي الفراش وامسكت بتلك الصوره التي تجمع عائلتها الصغيره ثم اتت بصوره ابنها الاكبر عبد الرحمن ادمعت تلقائيا قائله بحزن :

_وحشتيني اوي يا عبد الرحمن .

____________

في منزل ادم العدل ،،،،

اصرت سلمي علي حلا ان تجلس تستمع اليها ،فقالت سلمي بهدوء:

_حلا ينفع نتكلم مع بعض كأخوات واصدقاء وتحكيلي كل اللي جواكي .


نظرت اليها حلا قليلا ثم اومأت بالايجاب ،ففرحت الاخري لذلك ثم قالت بابتسامه:

_تمام ،قوليلي الاول انتي عندك كام سنه ؟!!


ردت عليها حلا بعدم فهم:

_تسعتاشر ليه ؟


كان ادم يبادر بالدخول الي غرفه حلا ولكن ما ان سمع حديثهما حتي توقف ليسمع ماذا ستقول لها بينما اقتربت سلمي منها ثم امسكت بيدها وهي تقول بود:

_انا ملاحظه كده يا حلا انك بتخافي تتكلمي مع حد خجوله زياده ومنعزله دايما ،يعني انا من يوم شوفتك وانتي قاعده في الاوضه دي ما بتخرجيش منها الا لضروره ..


قطبت حلا جبينها بعدم فهم ثم ردت عليها بهدوء:

_وانتي عرفتي منين اني بخاف من الناس ؟


ابتسمت سلمي لها ثم ردت عليها بجديه :

_انا بدرس علم نفس واعرف احلل شخصيه البني ادم اللي قدامي وانا عاوزه اساعدك ازاي تواجهي الحياه ،انتي بريئه اوي يا حلا بس البراءه مش بتنفع في كل الحالات ولا مع كل الناس ..


لم تفهم حلا ما تقصده بينما اكملت سلمي وهي تضع يدها علي كتفها :

_انا عاوزاكي تحكيلي ليه انتي مش بتخطلتي بالناس وبتخافي من ايه؟


انتبه ادم ادم جيدا بحواسه استعدادا لما ستقوله بينما ابتلعت حلا ريقها ثم احابت عليها بنفس النبره :

_بابا مش كان بيوافق اصاحب حد غريب غير رنيم بنت عمي بس وكان السواق بيجي ياخدني اول ما ينتهي يومي ،ومش كنت بختلط غير بابا و بمامي وزياد ويزيد اخواتي التوأم 


صمتت حلا قليلا ثم اكملت بخفوت :

_انا بخاف من الضلمه والكلاب ومش بحب الصوت العالي..


اومأت سلمي برأسها ثم فجأه اطفأت انوار الغرفه فظلوا في ظلام دامس ،فقالت لها سلمي بهدوء:

_ما تخافيش انا معاكي ،قوليلي بقا شعورك ايه دلوقتي ..


رد عليه حلا بخوف :

_خايفه اوي ..

_ليه؟

سألتها سلمي باستفسار تريد الجواب علي سؤالها فأجابتها حلا وقد ادمعت عينيها :

_كان عندي تلات السنين واخويا عبد الرحمن مات وقتها كنت نايمه وكان النور مقفول وسمعت مامي بتصرخ اوي وقومت مفزوعه ومن يومها وانا بخاف انام و النور مقفول..


استمعت سلمي لها جيدا واتجهت لتضئ الانوار وما ان اشعلتها حتي وجدت دموعها علي وجنتيها فاقتربت منها ثم حضنتها بحب وهي تقول بابتسامه :

_ما تخافيش وبطلي عياط بقا ،بصي انتي مشكلتك صغيره عندك رهاب اجتماعي وده علشان انتي مش بتخلطي بالناس كتير ،مشكلتك هتتحل لما تتدخلي الجامعه وتعرفي ناس جديده ..


ابتسمت حلا لها كثيرا فقد احبت هذه الفتاه منذ ان رأتها بينما بالخارج تنهد ادم طويلا بعدما سمعه وكاد ان يدير مقبض الباب ولكنه توقف عند سؤال سلمي التي وجهته الي حلا :

_قوليلي بقا انتي بتحبي ادم ؟!!


اغمض ادم عينيه ثم تلقائيا وضع يده علي قلبه منتظرا اجابتها التي ستغير حياته من القسوه والشده الي اللين والحنان الذي لم يعرفهم طوال عمره ،بينما صمتت حلا كثيرا لم تدري اهي خجله ام لخوفها بالتصريح بذلك الامر ولكن هتفت بالنهايه بشجاعه :

_ايوه بحبه ،من وقت ما دافع عني قدام مازن وباباه وانا حبيته بس كان دايما بزعلني لما يقعد يزعقلي ويكلمني ببرود.


تراقص قلب ادم فرحا بما يسمعه وتلقائيا ابتسم ابتسامه واسعه فزادته وسامه علي ملامحه الرجوليه الشرقيه عازما علي بدايه طيبه مع تلك الفتاه التي اذابت الحجر الجليدي بداخله وجعلته يعرف الحب ..


_______________

في احدي المستشفيات الخاصه ،،،،


لم يستوعب فارس ما تنطق به فرح فقال بصدمه :

_انتي ما تعرفنيش؟!!


ردت عليه فرح بوهن شديد :

_لا …طيب .اا.انا اسمي ايه..انت تعرفني ..انا مش فاكره..اااي حاجه..


ابتلع فارس ريقه بصعوبه شديده ولم يدري كيف مد يده الي الجرس لتأتي اليه الممرضه ..


وبعد دقيقه دلفت الممرضه وما ان وجدتها استيقظت ابتسمت وقالت بلهفه :

_دي فاقت انا هبلغ الدكتور بسرعه .


وقف فارس متسمرا مكانه غير قادرا علي النظر لها وكيف ينظر لها وهو من تسبب في ذلك بينما اغمضت فرح عينيها بتعب ثم فتحتهما ولم تدري لماذا يصمت هذا ولم يرد عليها ويخبرها باي شئ عن هويتها المجهوله.


جاء الطبيب فورا ثم اتجه الي فرح وامسك بيدها ليقيس نبضها وما ان انتهي حتي هتف بابتسانه :

_حمد الله علي السلامه يا مدام فرح .


نظرت اليه فرح من طرف عينيها حيث انها لم تستطع تحريك رقبتها ثم تحدثت بصعوبه :

_انا ..اسمي.فرح..؟!!


نظر الطبيب الي فارس الذي نظر له هو الاخر بحزن ،فسألها الطبيب بحذر :

_قوليلي يا فرح اللي واقف جمبي ده مين .


رد عليه فرح بنفس النبره المتألمه :

_معرفوش ..انا اول.. مره اشوفه.


تنهد الطبيب طويلا وقد صدق حدسه فطلب من فارس ان يريده بالخارج قليلا فذهب معه،ثم تحدث الطبيب بجديه :

_للاسف يا فارس بيه مدام فرح فقدت الذاكره بشكل كلي ونا كنت شاكك من الاول ..


رد عليه فارس وهي يتطلع الي غرفتها :

_يعني ايه دكتور؟هتفضل كده لحد امتي كده ارجوك طمني.


رد عليه الطبيب بنفس النبره :

_الحالات دي بطول شويه ممكن تقعد سنين وهي فاقده الذاكره وخاصه ان الصدمه كانت جامده علي مخها ،انا هكتبلها علي علاج ياريت تواظب عليه وتهتم بمتابعتها اسبوعيا ،بعد اذنك.


استند فارس بظهره علي الحائط بصدمه ثم لكم بقبضته المضمومه الحائط عده مرات حتي احمرت ثم وضع رأسه بكفيه وهو لا يصدق انه فعل بها ذلك …


مرت نصف ساعه وهو واقف مكانه بجمود والصدمه مازالت تؤثر عليه لم يستطع الدلوف اليها وكيف سيواجهها وماذا سيقول لها ،بينما اتي حسام وحياه ومعهم حسن وخلفهم والد فرح وزوجته التي لم تكف عن البكاء ابدا ،وتقدموا اليه بعدما اخبرهم بما حدث لفرح ..


كان الجمبع ينظرون له غير قادرين علي الحديث بينما هتفت والده فرح ببكاء:

_الكلام اللي بقوله الدكتور صحيح يا بني ،فرح مش هتفتكرنا ولا هتعرفنا ،رد عليا ..


ربت عبد الحميد علي كتفها ثم هتف بحزن :

_وحدي الله يا وفاء الحمد لله انها جت علي قد كده ،وانت يا فارس كفايه كده وياريت لو تطلق البنت في اسرع وقت.


اتسعت عينا فارس بصدمه ماذا يطلب منه ،يريد ان يترك فرح بعدما عانته بسببه ،بينما رد عليها حسام بهدوء:

_استهدي بالله يا استاذ عبد الحميد ،فرح هتبقا كويسه ان شاء الله ولو سمحت شيل فكره الطلاق دي من دماغك حاليا علشان خاطر البنت وسمعتها ،دي بقالها اسبوع متجوزه ..


كاد عبد الحميد ان يرد عليه ولكن قاطعتهم الممرضه وهي تقول مسرعه وهي توجه حديثها لفارس:

_مدام فرح مصممه تقوم لوحدها وتعرف مين اهلها ،من فضلك اتصرف ..


لم يعرف ماذا يقول فارس سوي انه اتجه الي غرفته ليغلق عليه جيدا لم يريد مواجهتها الان لما لا يفهمون ويتركونه بمفرده ،ماذا سيقول لها بالاساس..


بينما دلف الجميع الي فرح وما ان رأتهم حتي نظرت اليهم فردا فردا وقبل ان تتحدث كانت والدتها تذهب اليها وهي تحتضنها بشده وتقبل وجنتيها وهي تقول ببكاء:

_الحمد لله ،الحمد لله يابنتي انك قومتي بالسلامه الف حمد وشكر لك يارب..


تآوهت فرح اثر معانقه تلك المرأه التي لما تعرفها فرح الي الان بينما تقدم اليها عبد الحميد واحتضنها بشده ثم قال بفرح:

_الحمد لله يابنتي ربنا قومك بالسلامه لينا تاني ،وحشتينا طول المده ده يا حبيبتي..


سلموا عليها جميعا ودعوا لها بالشفاء العاجل ،بينما هي ضغطت علي شفتيها بقوه من الالم ثم سألتهم بتعب:

_ممكن ..ااا..تعرفوني ..اابنفسكم ..انا ..اامعرفش اي حد فيكم ..اا..ارجوكم ريحوني..


اشفق حسام عليها كثيرا فتقدم منه ثم قال بابتسامه :

_احنا اهلك يا فرح ،دول والدك ووالدتك ،واللي هناك دي تبقي مراتي ودي رنيم بنتي وحسن جوزها ،وانا ابقا حماكي حسام الصاوي..


كان حسام بشير الي كل غرد اثناء تعرفيه للعائله ،فابتسمت لهم جميعا ثم نظرت الي والديها وهي تقول براحه :

_الحمد لله يعني ان ماما وبابا عايشين !!


صمتت قليلا ثم سألت بعدم فهم :

_حضرتك تبقا حمايا ،يعني انا متجوزه ؟


اومأ حسام لها بالايجاب بينما سألته مره اخري :

_طيب هو ليه مش معاكم ؟


نظر الجميع اليها بارتباك ولم يدروا ماذا يقولون وكاد حسن ان ينطق ولكن قاطعه صوت من خلفه :

_انا جوزك يا فرح .


التفتت اليع فرح ثم قطبت جبينها وهي تسأله بعدم فهم :

_مش انت كنت قاعد جمبي و..ااا..


اقترب فارس منها ثم امسك بيدها قائلا بحنان :

_اسف يا حبيبتي بس انا اتفجأت لما لقيتك مش فكراني ..


اومأت فرح بصمت بينما نظر الجميع الي بعضهم البعض فهذه المره الاولي التي يعتذر بها لأحد كمان ان حديثه معها تغير كثيرا ..


اشار حسن لهم بالخروج بصمت ليبقي فارس مع زوجته وبالفعل استجاب اليه الجميع وخرجوا ،بينما جلس فارس علي طرف الفراش امام فرح ثم امسك بكفيها وقبلهما بحب ثم قال بهدوء:

_ما تخافيش يا حبيبتي انا معاكي وان شاء الله هترجعي زي الاول واكتر بس مسأله وقت .


ابتسمت فرح له ثم ردت عليه بخفوت:

_ممكن تحكيلي ايه اللي حصل ؟


تنهد فارس طويلا ثم رد عليها بابتسامه:

_زعلنا مع بعض شويه وبعدين انتي نزلتي تجري وفجأه العربيه خبطتك ..


حاولت فرح تذكر ما يقوله ولكن كان كلي شئ كالصفحه البيضاء امامها ثم قالت بنفس النبره:

_طيب احنا بقالنا قد ايه متجوزين؟


ابتسم فارس ثم وضع يده علي وجنتيها قائلا بحب:

_اسبوع واحد ..


تفاجأت فرح بتلك المده القصيره لزواجهم ولكنها لم تعلق بينما بدون مقدمات قام فارس باحتضانها وهو يقول بحب:

_وحشتيني اوي يا فرح ،اوعدك حياتك كلها هتبقا فرح يا فرحي .


لم تدري فرح ماذا تفعل ولكن بالخير قامت بادلته حضنه هي مستنشقه رائحه عطره الرجوليه التي تسللت الي انفها 

الفصل التاسع والعشرون   من هنا

تعليقات



×