رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل السابع والعشرين 27 بقلم سوما العربي





رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل السابع والعشرين 27 بقلم سوما العربي

يجلس طوال الوقت ساهداً متذكراً حبيبته وكيف كانت بين ذراعيه اخيراً،ضحك بخفة وهو يدرك انه قد تسلل كاللصوص لبيتها.


لقد أضحى عاشقاً يفعل أفعالهم ويتصرف بتهور ومجون مثلهم..لقد نحى تربيته وتصرفاته الملكية جانباً وتصرف كشاب أحب فتاه.


كيف غير رأيه بعد رفضه القاطع تماماً للسفر لمصر وهاهو الآن يجلس في قاهرة المعز.


لفحة هواء صيفيه منعشه مرت عليه…طقس بلادها يشببها …خفيفه ومنعشه.


أغمض عينيه يهمهم بتلذذ وهو يسترجع شعوره بها وهي بأحضانه..كيف ضمها…كيف قبلها.

يتذكر كذلك تمنعها اللذيذ وشراستها الواهية…يسأل هل كل القبطيات مثلها أم أنها حالة خاصه متفردة.


هز رأسه بمجون ونشوة ثم ضحك، لقد عجبته التجربه..يرغب في خوضها مره أخرى.


اهتزّ الهاتف اللوحي الكبير من جواره لينتبه اليه مستفهماً ثم فتحه ليباشر باتصال من احد معاونيه…تهلل وجهه انه الرجل المكلف بحمايتها ومراقبتها.


فتح إلاتصال سريعا لتنفتح أمامه شاشة كبيرة ظهرت فيها ببث مباشر.

رفع احدى حاجبيه بغضب شديد وهو يراها تقف في حيها ومعها سيدتان وفتاة مميزة الطلة ولكن المثير للغضب هو ذلك الرجل عظيم الجثة طويل الجذع الذي يقف معهم متحدثاً…تباً ..من هذا ولما يقف معها وما علاقته بها.


تسربت الغيرة داخل الملك من رجل لأول مرة هنا فطن شيئاً مهماً…ربما عليه التحرك خصوصاً وأنه يتوجب عليه العودة لبلاده بأسرع وقت فلا يصح ابداً انك يترك زمام الأمور بمملكته ويجلس هنا يحب ويعشق.


ولكن من هذااااا؟؟ ولما يقف بحضرتها…تباً إنه رجل مميز يبدو عليه العنفوان والهيبة، صك أسنانه وهو يسأل من هذااااا؟


بسرعه شديدة مد يده والتقط الهاتف من جواره يتصل بأحد رجاله لتفتح المكالمة فيسأل مباشرة :

-اللعنه ماذا يحدث عندك؟

-السيدة ميرورا تستعد للخروج مع والدتها وخالتها وابنة خالتها ولا نعرف لأين بعد لكننا مستمرون في تتبعها.

ليسأل الملك من بين أسنانه:

-من ذلك الرجل؟

-اه سيدي بالطبع تقصينا عنه لنعرف انه زوج ابنة خالتها أو بالأحرى كان..قصتهم غريبة و……

أوووه ….كيف نسى….انه نفس الرجل الذي شاهده بالفيديو…ذلك الفيديو الذي كان حلقة الوصل وبداية ظهور برائتها…هز رأسه وقد بدا يدرك أنه بات يعرف الغيرة ويغار…للدرجه التي تجعله ينسى أشياء مهمه ويتحول ما ان يبصر ذكر قريب منها.


تنهد ببعض من الراحه،ًلكنه عاود النظر للجهاز اللوحي ولم تتركه الغيرة..فهذا الرجل مميز لا يريد أن تبقى معه بمكان..ياللهي ماذا يفعل.


___________سوما العربي_________


على صوتها وهي في أوج مراحل غضبها وقالت:

-يالا روح شوف الي وراك أنت موقفنا كده ليه؟!


ارتفع حاجبيه دهشه…لأول مره يعلو حس حوريه عليه…ههه بل لأول مره يعلو لها حس من الأساس…طوال عمرها قطة وديعه…ماذا جرى.


أشار على نفسه يردد بزهول:

-أنتي بتعلي صوتك عليا يا حوريه؟! هي حصلت.


نظرت للفتاه التي تجاوره وقالت بتحدي:

-اه ويالا بقا ماتقفش في طريقنا عايزين نروح مشوارنا…احنا مش فاضيين وأنا كمان…روح شوف مشغولياتك


قالت جملتها الاخيره وهي تنظر على الفتاة المبتسمة لها بتحدي وكهن.


فيما انتعش قلب زيدان وهو يستشعر غيرتها عليه:

-صح أنا مشغولياتي كتيرت قوي اليومين دول 


ثم ألتف للفتاة يسألها بأهتمام بيّن:

-أمريني يا انسه.

لتتحدث الفتاة ببطء مثير:

-ابداً بس كنت عايزاك تيجي تبص على كراسي السفره بتاعت ماما إلا اتخلعت كلها والسفره دي عزيزه على ماما قوي مش عايزه تفرط فيها قولنا بس مافيش غيره المعلم زيدان هو أبو التفانين وهيقدر يلاقي لنا حل…ده لو مش خنزعجك يعني.


لف زيدان بوجهه ينظر على حورية وأمها ثم قال:

-يا خير من عنيا.

فقالت الفتاه:

-أنا عارفه انك مش بتشتغل غير في الجاهز بس من عشمنا فيك بقا والجيران لبعضيها ولا ايه

-اه طبعاً طبعا …عينينا….النهارده ان شاء الله بالليل

-ماشي هستناك ..قصدي هنستناك..سلام

-سلام


غادرت الفتاه وهو رمقها بنظره أخيرها ثم التفّ لهم ليرى نظرات الحقد في عينا حوريه وحماته تهتف بحده:

-خلصت يا عين أمك 

فرد ببجاحة كما وصاه صالح :

-خلصت اه .

-يا بحاجتك 

-بتقولي أيه؟

-بقول يا بحاجتك…جبت يا واد كشفت الوش دي منين

-هو أنا عملت حاجة؟!

-لا أبدا…أنت بتاخد مواعيد وقدامنا بس …تسمح بقا تفسح حبه كده بدل ما أنت ساددعلينا مايه وهوى …عايزين نتحرك..بقالنا نص ساعة واقفين .


هندم ياقه قميصه وقال :

-اه تمام..يالا بينا

وهم ان يتحرك لتوقفه:

-يالا بينا على فين

-جاي معاكوا

-جاي معانا فين

-مكان ماانتو رايحين رجلي على رجلكوا

-تيجي معانا بأمارة ايه؟ 

-تاني…تاني يا ست فوزيه..بأمارة ان مراتي معاكوا 

-اللهم طولك يا رووح

وأمام بروده وإصراره إضطررن الذهاب معه حتى ينتهي هذا اليوم على خير 


_______سوما العربي_______


وقفت في غرفة الحراسه تتتنهد أخيراً براحه شديدة غير مبالية بغضب السيدة الأنيقة التي بدأت تصرخ عليهم بحده:

-يعني ايه كاميرات المراقبة كانت عطلانه يومها.

اقترب الحارس يردد من جديد:

-يافندم مشّ عطلانه مش عطلانه…بس السيستم بتاع الشركه كان بيتيغير عشان كنا مغيرين سيستم الأمن كله فجه حظه بقا في اليوم ده

رفعت السيدة احدى حاجبيها بنزق هاتفه:

-حظه؟! ولا دي خطة معموله على ابني…انتو يومكم مش معدي معايا.

-يافندم أنا تحت امرك وشوفي الأجراءات الي عايزة تاخديها وأنا معاكي فيها لأن فعلاً مافيش أي خطت معمولة على أستاذ عاصم خصوصاً انه مديرنا كلنا من زمان وطول عمر الشغل ماشي وهو راجل جان يعني مش بيضيق على حد بالعكس هو متعاون جدا وجميل.

-فبقت دي جازاته عشان متعاون وجميل…أنا ابني فقد الذاكرة هيعيش حياته ازاي دلوقتي؟!

-يافندم ان شاء الله يبقى زي الفل 


التفت تنظر بشك وعدم راحه لوفاء التي تهلل وجهها من بعد شحوب ثم سألت الحارس:

-والبنت دي؟ تعرفها؟

-أيوه دي الانسه وفاء شغاله في البوفيه بقالها حوالي شهر على ما أظن 

-تعرف عنها ايه

-وأنا اعرف عنها ليه يافندم…ماعرفش غير اسمها وأنها بنت مجتهده وبشوشه هو بس ..

نظر لوفاء باعتذار ثم أكمل:

-لسانها طويل حبه وبترد الكلمة بعشرة

فعقبت وفاء على حديثه:

-ماشي ياعم مشكرين.

رمقتها السيدة الانيقه بعدم إرتياح ثم أمرتها:

-اتفضلي 

-هروح؟!

-إتفضلي على شغلك


هبطت عزيمة وفاء وتدلى كتفيها ثم التفت لتغادر لمن أوقفها صوت السيدة الصارم:

-بس خليكي عارفه أنا عيني عليكي ومستنيه لك على غلطة.

-يا ستي ربنا مايجيب غلط أنتي هتبشري في وشنا ليه على الصبح 

اتسعت عينا السيدة بينما ردد الحارس :

-اهوا دي الي قصدي عليه بالظبط 


قتلته وفاء بنظرة متوعدة من عينها ثم قالت بما يشبه الوعيد وهي تغادر المكان:

-ماشي بشوقك…ليك روقة.

ثم غادرت متجهه نحو عملها تقبل يدها وجهاً وظهر بعدما سترها واغلق الموضوع فأنى لها هي بعاصم و والدته كيف ورطت نفسها معهم تقسم ألا تعاودها.


________سوما العربي________


في رحاب السيدة نزلت السكينة على قلب فوزية وانشغلت بعيناها وتركيزها قليلاً عن مراقبة زيدان الذي استغل الوضع وسحب حوريه معه 

-رايح بيا على فين..باب الستات من هنا

-تعالي بس معايا

-أجي فين

-هنروح لشيخ مبروك هنا عارفينه من زمان نحكي له على الي حصل وهو يحكم مابينا ايه رأيك.

-لا…

-يا حورية.

-قولت لأ


زفر أنفاسه ثم ردد:

-طب عشان خاطري..ولا أنا ماليش عندك خاطر

-رفعت عيناها فيه ليترقرق بهما الدمع …شعر بكل ما تريد قوله من عتاب…هو من وصل بهما لهنا فقال:

-عندك حق …أنا ماعملتش حاجه تخلي ليا خاطر عندك.


هم ليتحرك مغادراً ناحية باب الرجال لكنها أوقفته قائلة:

-أستنى.


تشبع وجهه بالفرحه والحياه وهو يستمع لصوتها المتردد يقول:

-أنا مش ناسيه انك انت الي حميتني من الفضيحه بتاعت محمود فهاجي معاك رداً للجميل بس وكده واحده بواحدة ومالكش عليا جمايل.


أشرقت ملامحه وهو يقول متهللاً:

-ماشي .


_______سوما العربي________


وقفت فوقية على اعتاب السيدة تتمسح وتدعو 

-يارب..يارب طمني على بنتي يارب وريح قلبي من ناحيتها…احميها واحرسها …يارب تتهنى وتفرح وأبعت لها أيام حلوة من عندك يارب…يارب ماتعدي ألسنه دي غير ورنا بنت فوقيه متجوزه ومتهنيه في بيت جوزها هي وحوريه بنت فوزيه قادر يا كريم ..طمن قلبنا عليهم يارب دول غلابه مالهمش غيرك انت السند والضهر.


ثم تقدمت تجلس لجوار اختها التي افترشت الأرض تدعو بصمت وأعين دامعه.

وبلحظة انتبهت تسأل:

-البت حورية فين

التففن حول انفسنهن يبحثن عنيها بأعينهن لكن لا اثر لها فقالت رنا:

ماتقلقوش تلاقوها راحت تجيب حاجة نشربها …أنا هروح أشوفها.


_________سوما العربي_______


خرجت من المسجد مع زيدان وكل منهما صامت يتذكر حديث الشيخ الذي أرجع معظم الخطأ على زيدان لأنه الرجل وقد خلقت هي من ضلعه ولأنه لم يحتوي الموقف وتسرع بإلقاء يمين الطلاق يخبره بأن الطلاق حلال لكنه غير محبب مطلقاً ولا يصح اللعب به…وطلب على إستحياء من حوريه ان تسامحه وتعطيه فرصه أخرى خصوصاً وان ما جرى يندرج تحت بند المتوقع نظراً لظروف زيجتهم.


همت حوريه ان تتجاوزه باتجاه مصلى السيدات ليوقفها قائلاً:

-حوريه


وقفت دون ان تعطيه وجه …حديث الشيخ كان داعم لهواجسها هو كل الحق عليه فهمس:

-هتديني فرصه يا حوريه؟ أنا مش عارف أعيش من غيرك لدرجة بقيت اسأل طب انت كنت عايش من قبلها ما تحاول تعمل كده بس مش عارف ومش عارف إزاي فعلاً كنت عايش من قبلك.


مش حديثه قلبها…لكنها جمدت مشاعرها كأنها تخشى حنس وعدها لنفسها بالشخصية الجديدة…لن ترضى بالقليل ولن تصمت على أفعاله.


بتلك اللحظه أبصرتها رنا أخيراً وتقدمت تقول:

-حوريه …كنتي فين؟!

نظرت حوريه على زيدان نظرة غير محددة المشاعر ثم التفت لرنا قائلة:

-مافيش…أنا رايحه شغلي عشان كنت مستأذنه ساعتين بس لازم أتحرك.


تحولت عينا زيدان للغضب الشديد وهو يرى تحديها المعلن له وهم كي يوقفها لكنها كانت الأسرع واختفت بين الزحام.


فوقفت رنا تسأل بغباء:

-شغل؟؟ هي رنا بقت بتشتغل؟! بتشتغل ازاي وهي لسه بتدرس؟!


التفت لترى زيدان وقد ظهر التعب والإرهاق على ملامحه فأشفقت عليه قليلاً وسألت بشك:

-هو انت بتحبها فعلاً ولا جوازة والسلام؟

نظر أرضاً بحرج وكأنه يستكبر على الأعتراف فقالت بغيظ:

-حلو خليك كده إستكبر و قاوح لحد ما تطير من أيدك بجد

رفع عيناه فيها وقال بإندفاع:

-الله هو كل واحد فيكم هيقطع فيا ده بدل ما حد يتدخل ويساعدني:

-إذا كنت انت مش عايز تساعد نفسك…هي كلت ايه تشرب عليه مايه؟! بذمتك انت وقفتها قدامك وقولت لها يا حوريه أنا بحبك؟! جربت؟!

فردد بغباء:

-طب شوفت…خليك واقف بقا محتار كده .


ثم تركته وذهبت باتجاه مصلى السيدات تلحق بخالتها وأمها وهو غادر مشغول الباب بكل ما قيل له .


في الورشة 


انتفض جسده فجأه من صراخ صالح عليه :

-ينصر دينها البت رنا دي..جابتها..كانت تايهه عني فين دي؟

-هي ايه دي


ضيق صالح عيناه مردداً:

-حوريه وباين عليها هتيجي سكه بس عايزة شويه محايلة مع حبة رومانسيات كده لكن ده هيطول والعده قربت تخلص وكمان حماتك معصلجه يبقى الحل اييييه عشان نكسب وقت ؟

-إييييه؟!

-فضيحه.

هب زيدان من كرسيه يردد بغضب:

-إيييه؟! تاني…يا اخي حرام عليك..اسكت خالص وبلاش افكار تاني الله يكرمك.


جذب صالحه يده يحسه على الجلوس وقالت بمهادنة:

-أقعد بس وأسمعني…دي فضيحه كده وكده…فضيحه لذيذه يعني

-ازاي؟!

-هي مش بنت خالتها نصحتك تعترف لها بأد ايه بتحبها وأد ايه مش عارف تعيش من غيرها.

-اه

-يبقى انت محتاج تعمل ده بس نعمله بحرفنة..يعني ورد ..بدله شيك وتطلع لها من على المواسير.

-ورد وبدله مع مواسير؟! زي الحراميه؟؟ هي دي الفكرة؟!!

-طب وقسماً بالله جامده جداً وهتشوف..انت هتخش على أرضتها تثبتها بكلمتين وتاخدها في حضنك على دخلة أمها هووووب فتصلح انت غلطتك.


نظر له زيدان بتردد فشجعه صالح :

-اسمع مني

-لأ لأ بلاش

-ياض اسمع الكلام…طب بذمتك مش وحشاك

-وحشاني قوي بس…

-مابسش بقولك اطرق على الحديد وهو ساخن قوم نجهز الورد وهديه حلوة انت الليلة لازم تبقى عريس قووووم.


__________سوما العربي_________

جلست حوريه على مكتبها تحاول الإنشغال عن التفكير بزيدان مقرره أنها لابد وأن تمضي قدماً ولا توقف حياتها عنده.


لكنها شعرت وكأن أحدهم يراقبها لترفع عيناها وتبصر فتاة ترتدي بذله عمليه أنيقة جدا تقف مكتفه يديها حول صدرها و عيناها مثبته على حوريه التي ابتسمت بتوتر مرددة:

-صباح الخير 

رفعت الفتاة حاجبها الأيسر هاتفه بترفع:

-قصدك مساء الخير الساعه عدت واحدة بس صحيح هو بالنسبه لك صباح اصلك لسه جايه الشغل.

وقفت حوريه تردد:

-أنا استأذنت من مديري على فكرة 

-بجد…وأنا مديرة مديرك ومش موافقة وعايزة أعرف أصلا أنتي خريجة ايه عشان تشتغلي معانا هنا؟


فوقفت حورية بتوتر تقول:

- لأ أنا لسه ماخلصتش كليه

-كماااان

ارتفع صوتها عالياً بغضب فاقترب مدير حوريه يسأل بقلق:

-خير يا أستاذه منه ايه الي حصل 

- الي حصل؟ مين الأنسه دي وإزاي اشتغلت هنا وهي لسه أصلا من غير أي سي ڤي أو شهادات مين شغلها هنا؟

-دي أوامر مسترعاصم 

-عاااصم…ده حلو قوي الكلام ده أنا ليا كلام تاني معاه


كل ذلك تحت أنظار كل الموظفين من ضمنهم الفريق صاحب السفريه الاخيره لتهمس أحداهن:

-أموت واعرف بتجيب القدر ده منين امال لو ماكنتش راجعه من سفريه متكلفه الشئ الفلاني من غير أي نتايج وكمان مضيعه واحده من الفريق


ليرد أخر:

-البت دي لو ماحدش وقفلها هييجي علينا الدور في يوم

لكن أوقفهم ثالث منبهاً:

-ولا لينا أي دعوة…بلاش نفتح العيون علينا …أحمدوا ربنا إننا رجعنا لاقينا عاصم تعبان وإلا كنا دخلنا كلنا في سين وجيم …ماتنسوش هي صحيح مسؤله عن الرحله لكن احنا كمان كنا معاها فكل واحد يحط لسانه جوا بوقه ويخليه في خيبته.


كلامه كان مقنع لهم حيث غلبت المصلحه والخوف على الوظيفه لذا التفّ الجميع وذهب كل واحد تجاه مكتبه بينما جلست حوريه منقبضة الروح والملامح لتسترعي انتباه وفاء أثناء مرورها.


فاقتربت منها تسأل:

-في ايه مالك؟ هي الحيزبونه دي كانت بتزعق لك إنتي؟

-اه 

-وأنتي سكتي لها؟

-اه ومتضايقه عشان سكت …أنا مش عايزه أسكت لحد تاني يا وفاء..مش عايزه أبقى ضعيفه واشرب في جنابي واسكت.

تحفزت ملامح وفاء وصمتت ثواني ثم قالت:

-طيب سبيني النهارده بس وأنا بكره هجيب لك قرارها واخليكي تدوسي على رقبتها..وماتنسيش المدير بذات نفسه موصي عليكي يعني أنتي كعب عالي ادخلي بوخي في ودنه بكلمتين قوميه عليها.

-ازاي…لسه مش بعرف اعمل كده…ابقي علميني

-هعلمك.


قاطعهم صوت سكرتيره عاصم تقول:

-وفاء…مستر عاصم عايزك

-حاضر جايه

التفت مرة أخرى تقول لحوريه:

-أنا رايحه له أكيد عايز قهوه..وأنا جوى هولع لك الدنيا وبعدين اندهلك تتشحتفي شويه ماشي.

-طب ما أزعق…أنا حاسه إني هبقى احسن لو زعقت.

-يا بنتي بقا…عند الرجاله اتشحتفي وعند البنات زعقي…افهموها بقاااا…


تحركت بخطى سريعه وهي تردد:

-لما ارن لك تيجي اوكي؟

-اوكي 











__________سوما العربي___________


وقف يطالعها عبر شاشة الهاتف منبهراً ..حدقتا عيناه متسعه على وسعهما ومرهوب، هل هذه هي قبتطيته التي لم يرى منها سوى التمرد والشراسه أحياناً والمكر المكشوف أحياناً أخرى؟!


هو كأنه لأول مره يراها …يستكشفها …ما هذا الانطلاق وما هذه الحيويه.


فهو الآن يجلس داخل القصر المخصص له بالمحروسه يراقبها عبر الهاتف وهي تتجول في شوارع القاهرة بمرح شديد مصطحبه سيدتان متقاربتان بالعمر وكذلك بالملامح.


كانت تتبختر بخيلاء وكأنها قد عادت لها الحياه ما ان عادت لأرضها…إنها تحفظ هذه الشوارع..أنه حيها…ذلك هو جوها رغم تكدس المدينه بالزحام عكس شوارع مملكته الحاره…لكنها تبدو معتادة بل ومستلده.


لمعت عيناه بإبتسامة ماكرة وعض شفته بسفالة وقد تأهب جسده وهو يشاهدها تتفرج على أنواع مختلفه من بذلات الرقص المصري وكذلك بعض من الجلابيب المصريه التي تتميز بالدندشة والإغواء وقد بدت معجبه بقطعه ذهبية اللون منهن.


أغمض عيناه مقشعراً يشعر بتسرب السخونة إليه وهو يسأل كيف ستكون هيأتها حينما تدي له جلباب كذالك الذهبي؟


ارتخي فمه بابتسامة معجبه وهو يراها تقف على عربه متجوله تبيع الزلابيه تلتقط حبات منها وتشارك الباقي مع السيدتان المصاحبتان لها.

تقضمها أولا ثم تغمض عينيها مهمهمة بتلذذ شديد والعسل يقطر على فمها.


انتفض من على كرسيه وكشر عن أنيابه وهو يرى احد الشباب طويل الجزع مفتول العضلات وسيم المحيا يتبرع ويعطيها منديل ورقي مشاوراً لها على شفتيها التي يعتبرها تخصه…تخصه واحده ..من سمح لها بأن تتصرف هكذا.


قبضت مفاصل يده متكورة وهو يقبض على مسندي الكرسي من شدة الغضب وهو يري ذلك الشاب يتحدث معها وهي ضحكت…من سوء حظها وتعاستها أنها قد ضحكت…ضحكت لشاب يبدو أنه معجب بها .


ليتابع بترقب وقلق ذلك الشاب تفسه وهو يتردد السيدتان اللتان بجوارها.


لم ولن ينتظر وإنما رفع سماعة هاتفه وأمر رجاله بسرعة إحضارهن ثلاثتهن لعنده حالاً.

_________سوما العربي_________

دلفت وفاء لعند عاصم لتجده يجلس وهو يسند دماغه على يده بإرهاق شديد فقالت:

-أمرني.


رفع وجهه لتبصر ملامحه المتألمة وبلحظة شعرت بالندم لتهورها ولسانها السليط المتسبب بكل ذلك فالجدع قد ذهب معها ليساعدها ويسعف والدتها ليصبح ذاك هو جزاؤه.


الآن فقط أدركت خطورة وفداحة ما فعلته .


اقتربت منه بإشفاق وسألته:

-تعبان؟

-مش عارف كنت كويس وفجأة تعبت

-مش عارفه بس ليه صممت تيجي الشغل النهارده وفي نفس اليوم 

-السكرتيرة كلمتني وبتقول ان الميزانية لازم تتسلم النهارده آخر يوم أنا مش فاكر الموضوع ده.

-أنا فاكره خليني أساعدك.

ابتسم لها بإمتنان مردداً بهدوء:

-شكراً يا قمر هتعبك معايا

تخشبت مكانها تسأل وهي لا تكاد تصدق :

-قمر…اللهي تنتستر

-ضحك عليها وقال:

-شكراً بس أنتي فعلاً قمر هو أنتي مش عارفه ولا إيه؟


حاولت الخروج من ذلك الحديث الذي سيجر قدميها لمنطقه تخشى الدخول فيها كبقية الفتيات فنقضت نفسها و مسحت وجهها قائلة:

-يالا عشان نقفل الباقي من الميزانية…على فكره أنا الي عملتها لك.

-بجد

-ايوه أنا خريجة تجارة 

-امال ليه بتشتغلي بوفيه حد بالذكاء والجمال ده مايبقاش في مكانه الصح 


تاهت في حلاوة حديثه ونطراته وقالت:

-وبعدين بقااااااا…هي الخبطه مأثره للدرجه دي وبعدين مالك كده طيب كده ليه …فين عاصم بتاع زمان الي كان بيناطح فيا واناطح فيه وكان جبروت ويستاهل كل الي بحراله مالك مستطيب كده أنا مش عارفه اخد وادي معاك.


ابتسم عليها وسأل:

-كنا بنناطح بعض ازاي بقا فكريني.


تاهت في بسمته ثانيه أخرى وسيصبح الوضع من الصعب السيطرة عليه لتنفض رأسها مجدداً تقول:

-بقولك ايه انت كنت مناديلي ليه؟ ااااه صحيح نسيت أقولك…حوريه

-حوريه مين؟

غمزت بعيناها تردد:

-حوريه الي كنت عايز تظبطها…فرصتك جت لك ..متخانقه مع أستاذه منه ومحتاجه لحد يقف في ضهرها…أظن مافيش فرصه احسن من كده عشان تقرب منها

-نادي لها نشوف مشكلتها بس هقرب منها ليه؟

-هااه؟! بص انت يمكن بس عشان لسه ماشرفتهاش لكن لما تشوفها كل ده هيتغير دي تحل من على حبل المشنقه..استنى هروح أنادي لها تجي لك وتقعدوا لوحدكم تحكوا.


همت لتغادر فقال:

-وفاء استني.


توقفت مكانها بقلق فقال:

-ماتغبيش عني عشان أنا مش فاكر أي حد هنا ولا عارف كنت بعامل كل واحد أزاي ومش مش عارف مين آمن له ومين لا فخلصي وتعالي بسرعه عشان مش مطمن لهم.


لتشاور على نفسها وتسأل بذهول:

-ومطمن لي أنا؟

-اه

-ليه مانا المفروض زيهم

هز كتفيه ورد بجهل:

-مش عارف بس مرتاح لك.


لتغادر دون التفوه باي حرف إضافي وقد سلب عقلها حديثه وعقلها يردد:

-مأمن لي أنا؟! اه لو عرفت أن أنا وامي السبب في الي انت فيه بعد ماكنت جاي عشان تنجدنا…اااه.


_________سوما العربي_______


كان الخوف يكتنفهن ثلاثتهن بعدما توقفت امامهن سيارة سوداء عاليه وقد اخترقت الزحام وترحل رجل ببذله سوداء وشارب كثيف يأمرهن بحزم:

-اتفضلوا معايا بهدوء لو سمحتم


لتسأل فوزيه :

-احنا 

-آه 

-ليه يابني…أمن دوله دول ولا ايه…أنتي عملتي ايه يا فوقيه.

-والنبي يأختي ماعملت حاجه 


ليردد الرجل من جديد:

-يالا لو سمحتم.


لكن فوزيه لما يعجبها الوضع وقالت:

-انت مين يا جدع انت ونيجي معاك بتاع ايه شايفنا غلط ولا ايه عشان نتخطف بالسهوله دي؟


هز الرجل رأسه ثم قال:

-حضراتكم مطلوبين في السفارة 

-سفارة ايه 

-اتفضلوا معايا وهناك هتعرفوا كل حاجة 

فذهبن معه بجهل شديد وقلق.


_______سوما العربي_______


أسدل الليل ستائره على الحي العتيق وعادت حوريه لتمدها من خلو المنزل من والدتها فقررت شحن هاتفها لتتصل بها.


دلفت لغرفتها وأشعلت النور وبدات في فك أزرار بلوزتها وخلعتها وبقت بكنزه قطنيه بلا أكمام وهمت لتخلعه كذلك لكن شهقت برعب وهي ترى النافذة تفتح ببطش شديد ثم فُجت بدخول زيدان منه.


صرخت برعب فاقترب يده يده على فهمها ويضمها له قائلاً:ششششششش…هشيل أيدي بس تهدي و أوعي تصوتي.


هزت رأسها إيجاباً فأبعد يده لتحاول التقاط أنفاسها ومن ثم التحدث:

-انت اتجننت …ايه الي جابك هنا وبالطريق 


فرد بقوه:

-عارفه فيلم البحث عن فضيحه

-حلو هنمثله أنا وانتي دلوقتي وانتي هتعملي دور مرفت أمين 


لتتسع عيناها برعب وهي تراه يقترب منها بعزم بينما يخلع عنه ملابسه وكله إصرار على إتمام ما يريد.


       الفصل الثامن والعشرين من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


تعليقات



×