رواية اسيرة قلبي الفصل السابع و العشرون والاخير بقلم ريهام حلمى
قطب فارس جبينه بعدم فهم وهو يراها في بيته ،فسألها بتعجب:
_انتي بتعملي ايه هنا؟!!
ابتلعت فرح ريقها بخوف ثم تراجعت اراديا للخلف خوفا منه ،فلاحظ هو ذلك وقبل ان يتحدث هتفت حياه بصرامه :
_فارس تعالي هنا انا عاوزاك!!
وزع فارس بصره بين حياه الغاضبه وفرح المزعوره ،فأغلق الباب بعنف فزعت لها فرح ،ثم نظر لها بحده وهو يتجه الي والدته حتي وقف امامها وهو يقول بجمود :
_خير يا امى ؟!!
صرخت به حياه بغضب :
_خير وهيجى منين الخير يا حضره الظابط ،وانت عاملي فتوه وبتلفق قضايا زور للناس ،وكمان بتجبر البنت تجوزك وتسيب خطيبها !!
لو قلنا ان شياطين الانس والجن تجمعوا برأسه لم يكفوا وهو يستمع لكلمات والدته الغاضبه ،فنظر خلفه والقي نظره شر الي فرح وهو يتوعدها ،ثم ارجع برأسه الي والدته وهو يقول ببرود :
_وانتي هتصدقى كلام البت دى ،اي حد يجي يقولك عني حاجه هتصدقيه يا امي !!
اغتاظت فرح منه كثيرا وودت لوصرخت بوجهه محتجه ولكنها فضلت الذهاب من هنا الان حتي تختفي من انظاره الشرسه التي توجه اليها ،فادارت مقبض الباب وهمت ان تخرج لكن وجدته يمسك معصمها بعنف تأوهت لها ،حاولت تخليص يدها من قبضته لكنها لم تستطع حتي جرها فارس خلفه ثم القاها بعنف علي الاريكه وهو يهتف بحده :
_لو فاكره نفسك هتهربي مني يبقى بتحلمى ،انتي ليا انا بس ،فاهمه ولا لا
انكمشت فرح من هيئته بخوف ،بينما صدمت حياه مما يقوله فزجرته بغضب :
_يا خساره تربيتى فيك يا فارس ،بتعمل كده ليه قولي ؟!!
اغتاظ فارس بشده ووالدته تزجره امام فرح ،فهتف بحده :
_ايوه انا عملت كده ،لانها بنت***وتستاهل كل اللي يجرالها ،ومفيش خلاص ليها مني والا مش هرحمها ولا هرحم عليتها كلهم .
عند ذلك الحد ولم تحتمل فرح هو اهانها الان وامام والدته ،فنهضت ووقفت امامه وهي تصرخ بعصبيه :
_انت ايه ما بتفهمش ،انا بكرهك وعمري ما هحبك ابدا ،ومصطفى بس اللى هفضل طول عمري احبه ،لكن انت واحد اناني وحيوانو..اا.وآآاااه
صرخت فرح عندما هوي فارس علي وجنتها بصفعه عنيفه اسقطتها ارضا ،فأخذت فرح تبكي بصوت مسموع كالاطفال وهي تضع يدها علي وجنتها ،بينما اتسعت عينيا حياه مما فعله ابنها بالفتاه ،فوكزته في كتفه بحده وهي تتجه لفرح :
_انت اتحننت يا فارس بتضربها وكمان قدامي !!
اخذ فارس يلهث بعنف من فرط عصبيته وهو يري والدته تربت علي كتفها وتساعدها علي النهوض ،فقالت لها حياه باعتذار:
_معلش يا حبيبتي انا اسفه علي اللي حصل الواد ده شكله اتجنن خالص.
لم تهدأ فرح وانما ظلت تبكي بصوت مسموع وهي في موقف مخزي الان عندما صفعها امام والدته ،بينما جن جنون فارس من كلمات والدته وهو يقول بغضب:
_ايوه اتجننت وقسما بالله يا فرح لو ما تعدلتى واتعلمتي الادب ؛لاكون مصبحك ومسيكى بعلقه تعلمك الادب .
_شكلى انا اللي هعلمك الادب يا فارس!
نطقها حسام بغضب الذي كان يقف علي الباب ويستمع لجنون ابنه ،وايضا حسن الذي جاء مع فارس ولكنه ظل بالخارج يهاتف المشفي ولم ينتبه الي فارس الذي دلف الي الفيلا…
تقدم حسام حتي وقف امام فارس وهو ينهره بغضب:
_انت اتجننت انا مش نبهت عليك بلاش العصبيه والتهور ده ،مفيش فايده فيك ابدا.
جاءت رنيم علي اثر الصوت وابتسمت ببلاهه عندما وجدت حسن امامها بينما قبض فارس علي كفه بقوه حتي ابيضت مفاصلها من شده الانفعال فلاحظه حسن وحاول ان يهدا من روعه قائلا بهدوء:
_اهدي يا فارس وتعالي نخرج بره يلا.
رد عليه فارس بصياح:
_لا انا مش خارج قبل ما اشوف ايه اخرتها مع الهانم دي.
بكت فرح بشده وهي تتجه لحسام قائله بتوسل:
_ابوس ايدك با عمو خليه يسبني ،اعتبر بنتك في مكاني انا مش بحبه ارجوك اعمل حاجه واا
لم تستطع فرح ان تكمل باقي جملتها بسبب جذب فارس لها بقوه ثم قال بعصبيه:
_مش هتعرفي تخلصي مني ابدا يا فرح ولو ده حصل يبقي علي جثتي قبلها .
زجره حسام بعصبيه اكثر:
_فارس سيب البنت حالا والا هتصرف تصرف مش هيعجبك ابدا.
لم يستمع فارس لحديث والده حيث جذب فرح بقوه ثم اتجه بها الي احدي الغرف ثم القاها بعنف بالداخل حتي سقطت علي الارضيه بتأوه ومن ثم اغلق الباب عليها بقوه والجميع خلفه يحاولون تخليصها منه ..
بدأ فارس بضيق النفس واخذ يسعل بقوه شديده ،فركض اليه الجميع واولهم حسن الذي اسرع الي صديقه يحاول تهدأته ،ولكن فشل تلك المره ،فقال حسن بقلق :
_لازم ننقله للمستشفي حالا قبل ما يتعرض لزبحه صدريه ،انا هتصل بالاسعاف بسرعه.
قلق الجميع من حالته وخاصه حسام الذي شعر ان السبب في انفعاله ،ولم يدروا حقا ماذا يفعلوا ،فارس بحالته تلك ،ام تلك الفتاه الموجوده بداخل الغرفه وتطرق باعلي صوتها مستنجده ..
جثي حسام علي ركبتيه بجانب ابنه محاولا اخذ المفتاح ليخرج الفتاه المسكينه لكن كان فارس قابض علي المفتاح بقوه عجيبه رافضا تركه ،فحاول حسام تهدأته وهو يمسح علي شعره قائلا بهدوء :
_ما تقلقش يا فارس انا مش هعمل حاجه انا هفتح للبنت اللي بتصرخ دي لاحسن يحصلها حاجه.
اغمض فارس عينه ثم تراخت قبضته عن المفتاح فاخذه حسام سريعا وفتح به باب الغرفه ليخرج فرح ،وما ان فتح الباب حتي حاولت فرح الركض للخارج خوفا منهم ،لكن امسكها خسام من زراعها بهدوء قائلا بجديه:
_عاوز اتكلم معاكي يا فرح وبعدين هسيبك تمشي .
ادمعت عينا فرح واخيرا نظرت الي فارس الراقد ارضا وهو يحاول اخذ نفسه ،فابتلعت ريقها بخوف وهي تري حياه تضمه ببكاء حار ،فأومت له بصمت وهمت ان تدلف فقاطعت رنيم طريقها وهي تقول بشراسه:
_انتي عملتي ايه في اخويا ،والله ما هسيبك لو حصله حاجه .
_رنييييم
صاح بها حسن جازا علي اسنانه قبل ان يزجرها حسام ،فالتفتت له رنيم بغيظ ،فتابع هو بحده :
_ابعدي عنها وخليكي في حالك لما انشوف فارس في ايه؟!!
كشرت رنيم وهي تتطلع الي فرح بينما خشيت فرح من شراستها ،فامرها والدها بجديه :
_رنيم ابعدي عن وشي السعادي .
اشار حسام لفرح ان تدخل الي مكتبه ودلف هو خلفها بينما اغتاظت رنيم بشده ونظرت الي حسن شزرا
جلست فرح امام مكتب حسام ودموعها تملئ وجنتها ،فتنحنح حسام بخشونه قائلا بجديه :
_مش هلومك علي اللي انتي عملتيه ده حقك انك تختاري بارادتك ،بس لو قولتلك ان ابني فارس مش هيرجعلي الا بيكي انتي هتقولي ايه!!
نظرت اليه فرح بعدم فهم ولكنها صرخت به :
_طيب وانا ،انا فين من كل ده ،حضرتك بتطلب مني ارجعلك ابنك وتدمرني انا!!
رد عليها حسام بحده:
_وطي صوتك ،انا بخيرك مش بجبرك علي حاجه مع اتي عارف ابني مش هيسيبك فكري في مصلحتك ،فارس ممكن يقتل خطيبك وساعتها انتي هتخسريه وانا هخسر ابني يبقي استفدتي ايه،وانتي شوفتي بنفسك لما بيتعصب بيعمل ايه.
نكست فرح رأسها ببكاء وظلت علي حالها حتي نهض خسام واقفا وهو يقول بحزم:
_هستتي ردك بكره ،وانتي لو عايزه تمشي اتفضلي مفيش حد يمنعك من كده .
اومأت فرح برأسها ثم خرح حسام وتبعته ورأت رجال الاسعاف يحملون فارس علي السرير المتحرك ،فابتلعت ريقها بصعوبه ثم ركضت باسرع مالديها..
_______________
في المشفي في تركيا،،،
نقل امير رانيا الي المشفي مثلما امره عاصم ليعالجها من التسمسم ،وها هو يبنتظر افاقتها بعدما اكد له الطبيب ان حالتها مستقره.
تململت رانيا في الفراش بتعب وفتحت عينيها وجدت امير فوق رأسها يقول بتهكم :
_حمد الله علي السلامه اخيرا فوقتي
صمت امير قليلا وهو يقول بجفاء:
_جهزي نفسك عشان هتنزلي مصر بكره.
شهقت رانيا بخوف ولكن لم يهملها امير للتتحدث وخرج مسرعا بينما ادمعت رانيا وهي تخشي العوده الي مصر ،تذكرت رانيا لقائها مع حلا اليوم عندما رأتها من النافذه وكالعاده الفت لها قصه من نسج خيالها ،حتي وان لم يحبها ادم فستخرب اي علاقه له مع اخري
قبل يوم :
تطلعت راتيا الي حلا الجاثيه امامها فقالت رانيا بوهن:
_شايفه يا حلا عمل فيا ايه ،مش بقولك بيقتل الناس بدم بارد واهو عاوز يقتلني عشان طلبتلك الدكتور قبل ما تموتي بالسم .
تطلعت الييها حلا بزهول فاكملت رانيا بخبث رغم تعبها:
_ايوه يا حلا هو كان بيحطلك السم في الاكل بس انا ما قدرتش اشوفك بتموتي قدامي ،فجريت علي امير وترجيته عشان يقنعه ياخدك المستشفي ،وكلمه امير وبالغصب وداكي ،انا ممكن اكون وحشه بس مش قتاله قتله زيه.
ادمعت عينا حلا بصدمه بينما سعدت رانيا بداخلها ونعتتها بالساذجه لانها صدقتها بسهوله ،فقالت لها رانيا بقلق مصطنع:
_اهربي يا حلا اهربي من سجنه اكيد عاوز يدمرك ،اتصلي بمازن الصيرفي هو اللي هيساعدك.
اتسعت عينا حلا بخوف ثم ردت عليها بقلق:
_بس مازن هو..اا..
صرخت بها رانيا بتعب:
_بيكذب عليكي يا حلا مازن كويس وهيساعدك ،انفضي بجلدك وارجعي لاهلك قبل ما يموتك.
عوده للوقت الحالي :
مسحت راتيا دموعها وهي تبتسم بانتصار ،ثم اخرجها من شرودها صوت هاتفها تعلن عن وصول رساله من رقم مصري الذي اعطاه لها امير صباحا ،ففتحت الرساله ثم اتسعت عينيها بخوف وهي تقرأ رساله ابن عمها:
_هتنوري مصر يا بنت عمي ،هستناكي في المطار وساعتها هنتحاسب علي القديم والجديد ،وهوريكي ازاي تهربي من جوزك يا .. يا مدام.
________________
في فيلا سيف الصاوي،،،،
كان عاصم يجلس في صاله الفيلا ومنه بجانبه يحتضنها بحب وهو يمسد علي شعرها بحنان قائلا بشوق:
_وحشني اوي صوتك يا حبيبتي نفسي اسمعه وتكلميني انا محتاجلك يا منه.
ادمعت عينا منه وهي تستكين علي صدره بالم ،بينما استكمل هو بحزن:
_انا حاسس بيكي يا منه بعد ما كبرنا بنتنا وكانت هي سبب فرحتنا تتخطف فجأه كده ،عارفه احساس صعب.
تنهد سيف وهو يقول بحزن:
_حاسس اللي عملته فيكي زمان ترد في بنتي وهي اللي بتدفع الثمن و..ااا
قاطع حديثه عندما امتدت يد منه ووضعته علي فمه وهي تنفي برأسها ،فامسكت بالمذكره خاصتها التي تلازمها تلك الايام والقلم وهي تكتب له :
_انت ما عملتش حاجه يا سيف ،بالعكس انت خرجت الحب اللي جوايا وحافظت عليا بعد ما ماما ماتت ومبقاش حد جمبي .
قبل سيف جبينها ثم ضمها الي صدره وهو يرد عليها بحب:
_ربنا يباركلي فيكي يا منه واقدر ارجع حلا واكون السبب ان الضحكه ترجعلك تاني.
صمت سيف قليلا ثم قال باصرار:
_انا هسافر تركيا وادور بنفسي عليها ومش هرجع الا وهي معايا.
_______________
في اليخت الخاص بعاصم ،،،
ساعد عاصم حلا الصعود لليخت ،ثم امسكها من كفها وسار بها حتي وصل بها الي السطح لتستمع بجو البحر وهواءه النقي لعلها تريح اعصابها ،بينما كانت حلا قلقه للغايه من الخطوه التي قررت اخذها للعوده ،فنظرت الي عاصم الذي بدأ يشرح لها كل مكان يمرون به ،معرفا لها معالم تركيا الجميله..
لاحظ عاصم شرودها فجذبها من خصرها وهو يسألها بهدوء:
_بقولك ما تسرحيش ابدا خلي عقلك وقلبك معايا .
افلتت حلا يده منها ثم ابتعدت للخلف قائله باعتذار :
_اسفه
ابتسم عاصم برضا لانها باتت تسمع كلامه دون مجادله مع انه اشتاق لمشاكستها ولكن هكذا افضل بكثير بالنسبه له ،اقترب منها عاصم ثم مد يده ليفك عنها حجابها ،فتراجعت حلا للخلف قائله بخوف :
_انت بتعمل ايه؟!!
رفع عاصم حاجبه لخوفها ثم رد عليها بهدوء:
_هعمل ايه يعني ،هفكلك الطرحه عشان تاخدي راحتك بما ان رحلتنا هطول.
نفت حلا برأسها وهي تقول برفض:
_لا مش هقلعها انا مرتاحه كده شكرا.
حك عاصم لحيته القصيره وهو يرد عليها ببرود:
_براحتك .
جلس عاصم علي احدي المقعدين وفي المنتصف توجد طاوله صغيره وضع عليها عاصم الطعام الجاهز خصيصا لها ،ولما رآها واقفه بلا حراك ،قال لها بتساؤل:
_واقفه ليه تعالي اقعدي عشان تاكلي.
ارتبكت حلا ولم تدري ماذا تقول او تفعل ،فاستقام عاصم وافترب منها عندما شاهد ترددها وخوفها ،فقال لها بحنان:
_انتي لسه زعلانه يا حلا ،انا ما قصدش اخوفك مني بس انتي يومها عصبتنى وشتمتيني في واحده زي العسل وبنت ناس زيك تتصرف كده !!
كشرت حلا وعقدت مابين حاجبيها وهي تقول بحنق طفولي :
_انت الاول اللي زعقلتي وكمان بوست..ااا..
لم تستطع حلا ان تكمل باقي جملتها من خجلها الشديد ،فضحك عاصم عليها بشده وهو يرفع ذقنها اليه ،قائلا بابتسمه :
_اممم كملي قصدك لما بوستك غصب عنك وفيها ايه ومش انتي مراتي ولا انا غلطان .
صمتت حلا ولم ترد عليه خوفا من ان يذل لسانها ويفعل مثلما فعل في المره السابقه ،بينما هو ابتسم ثم دعاها مره اخري للجلوس:
_تعالي يا حلا .
اقتربت حلا منه ثم جلست بهدوء علي المقعد وهي بين الحين والاخر تفرك يدها بتوتر ،هل سيفي مازن بوعده ويأتي ،امسكت حلا برأسها ثم نظرت الي عاصم ولم تدري لماذا تشعر بنبضه خائفه في قلبها لا تعرف ما سببها ..
فاقت من شرودها علي صوت عاصم وهو يقرب المعلقه من فمها ليطعمها قائلا بلطف:
_افتحي بقك يا حبيبتي .
ابتلعت حلا زيقها بخوف ونظرت له بنظره جعلته يهيم بها اكثر ،نظره بريئه لم يعرفها في الفتيات التي صادفهم في حياتهم ،بينما عندما طال صمتها قال لها بحب :
_يلا يا حبيبتي اسمعي الكلام وكلي من ايدي.
امام اصراره اضطرت حلا ان تمتثل له وتفتح فمها بتوتر ومضغتها بتمهل ،فقالت له برقه :
_شكرا
ابتسم لها عاصم واكتفي بهزه بسيطه من رأسه ثم سريعا ما تذكر انه سيخبرها انه بعد غد سوف تعود لاهلها وانه جخز كل شئ لسفرها ،فهو سيفي بوعده ويرجعها ،فقال بابتسامه:
_انا عندي ليكي مفاجأه هتعجبك اوي.
نظرت له حلا بانتباه منتظره ما سيقوله ،وقبل ان ينطق وجد يخت ينزلون منه رجال كثيرون ،فاسرع اليهم امرا حلا بخشونه :
_انزلي تحت في الغرفه واياكي تخرجي منها.
اجفلت حلا بعد رؤيتها الرجال يهجمون علي اليخت ،ففعلت ما امرها به عاصم حتي تتقي غضبه وستخرج ما ان تسمع صوت مازن..
تقدم عاصم ووقف امام الرجال بهيبته المرعبه ،قائلا بخشونه:
_انتوا مين وعاوزين ايه؟!!
_ليا عندك حاجه تخصني.
نطقها ماذن الذي ظهر من خلف الرجال ،وهو يقف وجها لوجه امام عاصم ،بينما رفع عاصم حاجبيه بشر وهو يرد عليها بشراسه:
_مفيش حاجه تخصك هنا يا مازن يا صيرفي ،وحالا تختفي من قدامي انت وكلابك دول قبل ما ندمك علي اليوم اللي تولد فيه!!
ضحك مازن بسخريه ثم قال بنبره شر :
_تندمني وريني ازاي هتعمل كده ،وبعدين انت غلطان اللي يخصني هنا حلا بنت سيف الصاوي اللي كنت انا قبلك هخطفها وانت خونتنا وخطفتها من ورانا ،دلوقتي انا هاخد حقي وحق ابويا منك.
ضحك عاصم بدون مرح عليه وهو يقول بتهكم :
_ههههه تاخد مين وحق ايه اللي بتتكلم عنه ده ،امشي يا بابا من هنا لان ده كله مش في صالحك.
قبض مازن علي كفه بقوه غيظا منه ثم اخذ يبحث بعينه عن حلا ولما لم يجدها صاح باعلي صوته:
_حلااااا
انتفضت حلا من صياحه ثم بخطوات مرتعشه صعدت الي السطح وما ان رآها عاصم حتي هتف بها بغضب :
_ايه اللي خرجك انزلي تحت يلا .
وقفت حلا بلا حراك مما اغضب عاصم بشده فدفعها بقوه حتي سقطت علي الارضيه بتألم صرخت علي اثرها ،فاسرع اليها عاصم ومازن بقلق ،فحدجه عاصم قائلا بنبره شرسه:
_اياك تقرب منها يا مازن .
ابتعد مازن وهو يقول لحلا بهدوء:
_حلا يلا تعالي معايا مش ده كان اتفاقنا.
صدم عاصم مما يقوله ومازاده صدمه هو وقوف حلا وتقدمها الي مازن تقف بجانبه وكأنها تحتمي به منه ،فهم عاصم بجذبها لكن حال بين ذلك تقدم حراسه مازن امامه ،فصاح عاصم بغضب :
_ابعد عنها يا مازن والله ما هرحمك لو قربت منها ،وانتي تعالي هنا حالا وحسابك معايا تقيل علي اللي عملتيه من ورايا.
تبتلعت حلا ريقها بخوف ثم ردت عليه بنبره باكيه:
_لا مش هاجي يا عاصم انت خلتني اسيره عندك ومعرفش ايه السبب ذلتني واهنتني بما فيه الكفايه وكمان رانيا قالتلي انك انت اللي كنت عاوز تسمني وتخلص مني ولما رانيا ما قدرش تكمل انت حبستها هي قالتلي كل حاجه .
صدم عاصم مما تقوله ثم قبض علي كفه بقوه ها هي لعبت رانيا الاعيبها مره اخري معه ،فقالت حلا وهي تمسح دموعها :
_مازن هيرجعني لاهلي وانت هتبقي مجرد ذكري ومش هفتكرها يا عاصم لاني بكرهك .
عند ذلك الحد ولم يتحمل عاصم فلكم الرجل الذي يقف امامه بقوه حتي يصل الي تلك الساذجه الصغيره خاصته ،بينما اجفل عاصم من حركته فامر رجاله بالهجوم عليه ولكن استطاع عاصم ان يدافع علي نفسه بشراسه ،بينما ابتعدت حلا للخلف وهي تري كثرتهم عليه ،وما ان رأت رجل يهم بضربه من الخلف حتي هتفت بصراخ :
_حاسب يا عاااصم.
التفت عاصم لها ولكن بدون مقدمات ضربه الرجل بعصا خشبيه غليظه جعلت الدماء تنزف من رأسه ،فركضت اليه حلا وسط الرجال ثم همت لتمسك به لكن ضربه الرجل مره اخري مما جعلته يسقط علي ارضيه اليخت ،فهتفت حلا بصراخ :
_لا ابعدوا عنه ما تعملوش فيه كده .
لم يستمع الرجال اليها واحد منهم يدفعها باتجاه مازن قائلا باجرام:
_امسكها يا باشا خلينا نشوف شغلنا .
جذبها مازن من زراعها بقوه ليبعدها عنه بغيظ لخوفها عليه ،فهتفت حلا ببكاء حاد:
_قولهم يوقفوا يا مازن احنا ما اتفقناش علي كده .
نفي مازن برأسه وهو يرد عليها بشر :
_لا ده حقي وهاخده منه .
لم تدري حلا ماذا تفعل وهي تراهم يتناوبون علي ضربه الرجال ،فاستطاعت الافلات من مازن ثم اتجهت الي حافه السطح وهي تقول ببكاء وصراخ:
_قولهم يوقفوا والا والله هرمي نفسي في البحر.
نظر اليها مازن بقلق خائفا من تنفيذ تهدبدها هو لا يريد فقدانها مره اخري ،فهتف برجال مسرعا :
_خلاص كفايه كده!
ابتعد الرجال عنه فكانت حاله عاصم مؤلمه حقا فدماء تسيل منه من كل ناحيه ،فوضعت حلا يدها علي فمها وهي تركض اليه ولكن قبل ان تصل اليه جذبها مازن مره اخري قائلا بسخريه :
_علي فين يا حلوه انتي خلاص بقيتي معايا وليا.
صرخت حلا بقوه وهي تحاول الافلات فحاول مازم تهدأتها ولكن ظلت تقاومه فصفعها مازن بعنف علي وجنتها ليسكت صراخها ،وبالفعل سقطت حلا علي ارضيه السطح غائبه عن الوعي ،فجثي مازن علي ركبتيه امامها وهو يمسح بيده علي وجنتها المتورمه التي صفعها عليها قائلا بندم:
_انا اسف يا حبيبتي بس كان لازم اعمل كده .
وضع مازن زراع اسفل ركبتيها والاخر اسفل ظهرها وحملها بخفه بين زراعيه بينما حاول عاصم بوهن النهوض لينقذها منه ولكن شعر ان عظامه تكسرت ولم يستطع ،فامرهم مازن بشر :
_ارموه في البحر وحصلوني.
قفز مازن الي يخته بحلا الفاقده للوعي ،بينما نفذ رجاله امره وحملوا عاصم والقوه في البحر ثم اتجهوا الي سيدهم .
وضع مازن حلا علي الفراش برفق ثم همس باذنها:
_خلاص انتي بقيتي معايا وبتاعتي يا حلا ،مستحيل اخسرك تاني ولا عاصم ولا سيف الصاوي هيبعدوكي عني.