رواية حلا العشق الفصل السادس والعشرون بقلم ريهام حلمى
في احدي الطرقات
وصلت سيارة الاسعاف بسرعه فائقه بعدما اخبرهم حسن بهويه المصاب ثم توقفوا وترجلوا من السياره ومعهم الناقله المعدنيه وتبعهم اثنين اخرين ثم وضعوا عليهم فرح وفارس ثم وضعوهم بالسياره ،فكاد حسن ان يصعد هو ورنيم ولكن منعه الرجل قائلا برفض:
_اسف يا فندم مش هينفع تركبوا معانا..
اومأ حسن برأسه ثم اتجه الي سيارته ومعه رنيم التي تبكي وتشهق عاليا علي شقيقها ،بينما قفل الرجل بابا السياره من الداخل وبدأو يضعون لهم اجهزه التنفس ويقيسوا نبضهم فقال الطبيب بأسف :
_الشاب حالته مستقره شويه بس البنت حالتها خطر نبضها ضعيف بتمني انها تعيش لحد ما نوصل ..
اومأ الطبيب الاخر ثم بدأ يفعل اللازم مع فرح حتي تصل الي المشفي علي خير ..
بينما علي الجانب الاخر كان حسن يتبعهم ليلحق بسيارة الاسعاف التي دوي صوتها المرعب تنبئ عن حاله من الفزع في الشوارع لتبتعد كل السيارات ما ان يروها خلفهم ،بينما هزت رنيم زراع حسن وهي تقول ببكاء شديد :
_اتصل ببابا يا حسن فارس هيموت ..
رد عليها حسن بعصبيه :
_اسكتي يا رنيم بقا ما توترنيش انا سايق بالعافيه ان شاء الله هيبقا كويس ..
اخرج حسن هاتفه ثم ضغط علي رقم حسام حتي اجاب وهو يهتف بقلق :
_ها يا حسن عرفت حاجه !!
لم يدري حسن كيف يقولها له ولكن هتف بالنهايه بحزن شديد :
_ايوه يا عمي لقيت فارس مضروب بالسكينه ومراته عملت حادث والاسعاف خدتهم وانا هالحقهم في مستشفي .(….)
_______________
في فبلا حسام الصاوي،،،؛
تهاوي جسد حسام علي الاريكه بصدمه بعدما علم بما حدث لابنه بينما هزته حياه بعنف من زراعه وهي تقول بقلق بالغ :
_في ايه يا حسام فارس جراله ايه ؟!!
ابتلع حسام ريقه الذي جف من هول ما سمعه ثم رد عليها بصعوله :
_فارس لقيوه مضروب بسكينه ومراته خبطتها عربيه والاسعاف خدتهم !!!
لم تستوعب حياه ما يقوله فانقبض قلبها علي الفور وهي تصرخ بقوه:
_ابني لاااااا انا عاوزه اروحله حالا ..
لم تهدأ حياه وهي تركض الي الباب بملابسها المنزليه فاوقفها حسام وهي يقول لها بحزن:
_حاضر هنرحله يا حياه بس البسي الاول .
اتتبهت حياه الي ما ترتديه فذهبت ركضا الي غرفتها وهي تصرخ ببكاء علي فلذه كبدها بينما ذهب حسام ليجهز السياره وهو يجر اقدامه جر من هول الصدمه..
وبعد خمسه عشر دقائق كانت حياه بالسياره هي وحسام ثم انطلق مسرعا الي عنوان المشفي الذي اخبره به حسن..
_____________
في منزل ادم العدل ،،،،
جلس الجميع علي طاوله الطعام حيث ترأس ادم الطاوله وجلست علي يساره حلا بينما علي يمنه جلست والدته وبجانبها سلمي ..
ابتسم ادم الي حلا التي تأكل طعامها بهدوء شديد ثم ملئ طبقها بالارز الشهي وهو يقول لها بحب :
_عاوزك تخلصي طبقك كله ها ..
ردت عليه حلا برقتها المعتاده :
_لا انا مش هقدر اكل ده كله ابدا .
ابتسم ادم لها وهو ينظر لها بحب ثم حول نظره الي سلمي وقال لها باعجاب :
_بصراحه يا سلمي اول مره ادوق اكل بالجمال ده بعد اكل الدكتوره طبعا ..
ضحكت امل ثم ردت عليه بابتسامه :
_ايوه كده لحقت نفسك..
بينما خجلت سلمي من اطرائه ثم ردت عليه بادب:
_ميرسي يا ادم بيه ده من زوقك ؟
ابتسم ادم لها بود بينما قبضت حلا كفها علي المعلقه ثم ضربت بها علي الطاوله بحركات مغتاظه من حدثيه ،فانتبه لها ادم ثم سألها بعدم فهم :
_في ايه يا حلا؟!!
ردت عليه حلا بغيظ :
_ماليش انا كويسه.
لم يقتنع ادم بحديثها ثم نظر الي كفها التي تقبض علي المعلقه فافلتها منها رغما عنها وهو يقول بضيق:
_حاسبي ايدك يا حلا ينفع كده !!
امسك بكفها ثم اخذ يدلكه لها بعدما تركت المعلقه اثارها بها بينما تعجبت كل من امل وسلمي مما فعلته فسألتها امل بحيره:
_مالك يا حلا انتي مضايقه من حاجه !!
زمت حلا شفتيها بضيق وادمعت عينيها تلقائيا ثم نهضت وركضت الي غرفتها مسرعه ،بينما نظر ادم اليهم ثم ذهب خلفها بالحال ليري ما بها ،بينما ابتسمت امل الي سلمي ثم هتفت بها بمكر:
_تمام اوي كده باين عليها اوي الغيره ،خطتنا بتمشي مظبوط.
ردت عليها سلمي بابتسامه :
_وانا كمان لاحظت كده بس صعبت عليا اوي تلاقيها بتعيط دلوقتي..
ربتت امل علي كتفها ثم ردت عليها بهدوء:
_ادم هيهديها هو بيعرف يتعامل معاها اهم حاجه نخليها تحس بالغيره بعد كده تعترف له بحبها ..
اومأت سلمي بالايجاب وهي تأيد امل بمخططها فهي رأت بنظرات ادم انه يعشق تلك الصغيره بينما هي الي الان تعامله بعند وجفاء شديد ..
بينما علي الجانب الاخر دلف ادم الي غرفه حلا وجدها تدفن رأسها بالوساده وهي تشهق بصوت مكتوم ،فاقترب اليها ادم بقلق ثم جلس بجانبها قائلا وهو يمسد علي شعرها بحنان:
_بتعيطي ليه يا حبيبتي حصل ايه لكل ده؟
لم ترد عليه وظلت تبكي بخفوت بينما جذبها ادم ثم ضمها الي صدره وهو يحدثها بحنان:
_مش احنا اتفقنا مفيش عياط تاني ليه بقا كل ده ؟
حاولت حلا الابتعاد عنه فهي لم تعتد هذا القرب من رجل سوي والدها فقط ولكن لم يسمح لها ادم ثم قبل وجنتها ثم انتقل للاخر وهو يقول بحب:
_بحبك وبحب كل حاجه فيكي وانتي فرحانه وانتي زعلانه بحبك في كل حلاتك بس مش بحب الدموع دي اشوفها في عيونك الجميله دي ابدا ..
توردت وجنتيها بعد تقبيله لها ثم هتفت بخجل ممزوج بدموعها :
_اببعد عني ما تعملش كده تاني!!
رد عليها ادم ببراءه مصطنعه :
_وانا عملت ايه !!
اشاحت حلا وجهها عنه بخجل بينما ضحك ادم بشده ثم ضمها اليه مره اخري وهو يقول بابتسامه :
_لا في دي ما وعدكيش بصراحه ،حد يلاقي القمر ده وما يعملش كده وبعدين دي بوسه بريئه ..
نظرت اليه حلا بغضب بينما هتف ادم بضحك :
_لا بقولك ايه شيلي عيونك الزرق دول من عنيا انا مقدرش علي كده..
كادت حلا ان تفقد وعيها من فرط خجلها بينما تحدث ادم تلك المره بحديه :
_خلاص نتكلم جد بقا ،حبيبتي كانت بتعيط ليه ؟
زمت حلا شفتيها بضيق ثم هتفت بلا مقدمات :
_انا عاوزه اطبخ بكره ..
قطب ادم جبينه بتعجب ثم سألها بحيره :
_طيب هو انتي بتعرفي تطبخي اصلا وليه ما..اا..
صرخت به حلا بغضب طفولي :
_انا عاوزه اطبخ يعني اطبخ ها..
ابتسم ادم لها ثم رد عليه بهدوء:
_طيب طيب اعملي اللي انتي عاوزاه وانا مش همنعك بس بلاش دموع تاني ..
صمتت حلا بينما مسد ادم علي شعرها بحنان وقد فهم ما تفكر به صغيرته فهي تريد ان تفعل كما فعلت سلمي وابتسم عندما ادرك انها بدأت تشعر بالغيره ..
_______________
في احدي المشفيات الخاصه ،،،،
وصل حسام وحياه الي المشفي ثم ركضا ركضا الي الداخل بقلق وسأل في الاستقبال عنهما فدلتهما الممرضه علي الدور الذي يتواجد به فارس وزوجته ثم صعد بالحال في المصعد الي الدور الثاني وبعد دقائق كان يصل الي الدور المطلوب وبسرعه البرق كانوا يتجهون الي حسن الذي ما ان رأهم حتي تلاقاهم بحزن شديد فانقبض قلب حياه وهي تسأله ببكاء:
_ابني يا حسن جراله ايه ارجوك طمني .
ربت حسن علي كفها ثم قال بحزن شديد:
_ادعيلهم يا عمتي الدكاتره بيقولو حالتهم خطره ..
لم تتحمل حياه ما تسمعه ففقدت الوعي علي الفور فتلقفها حسام بزراعه قبل ان تسقط ثم هتف بها بقلق:
_حياه حياه ردي عليا ،حسن نادي الدكتور بسرعه .
اجلسها حسام علي احدي المقاعد بينما ركضت رنيم علي والدتها وهي تهتف ببكاء:
_ماما ،ماما ردي عليا ما تسبنيش انتي كمان ..
بعد دقائق اتي الطبيب مسرعا عندما اخبره حسن بحالتها فقال لحسام بعمليه :
_دخلها الاوضه دي لو سمحت .
حملها حسام بين زراعيه ثم دلف الي حيث اشار له الطبيب ،وترك رنيم معها ريثما ينتهي الطبيب من فحصها وعاد هو الي حسن ليطمئن علي ابنه وزوجته فقال حسام بقلق:
_ايه يا حسن الدكتور لسه ما خرجش ؟
نفي حسن برأسه بحزن بينماضرب حسام بقبضته علي الحائط بقوه وهو يقول بغضب :
_انا معرفش ايه اللي خرجه الساعه دي هو ومراته ومين اللي عملوا فيهم كده ؟
رد عليه حسن بتهيده طويله:
_ربنا وحده اللي يعلم اي اللي حصل معاهم ،بس الدكتور قبل ما يدخل قلي فرح حالتها حرجه عن فارس.
توتر حسام بشده عندما قال له ذلك ثم قال باسف:
_ربنا يستر عليها معرفش هقول لاهلها ايه ،يارتني ما كنت جوزتها له وادي النتيجه بيدفع تمنها هو والبت الغلبانه دي.
كاد حسن ان يرد عليه ولكن خروج الطبيب من غرفه العمليات اوقفه ،اقتربوا منه مسرعين ثم هتفوا بصوت واحد قلق:
_خير يا دكتور .
خلع الطبيب كمامته ثم رد عليه بعمليه :
_الولد حالته مستقره الي حدا ما لان الطعنه اللي في معدته مش عميقه اوي والتانيه اللي في ضهره كانت بسكينه صغيره بس عميقه ،ممكن يفوق الصبح.
تنهد حسام وحسن براحه فسأله حسام مجددا بترقب:
_طيب والبنت اللي جت معاه.
زفر الطبيب طويلا ثم اجاب عليه بنغس النبره :
_للاسف البنت العربيه اللي صدمتها كانت جامده وعملتلها نزيف داخلي في المخ وكسر في رجلها اليمين ورقبتها ،لو ما فقتش خلال اربع وعشرين ساعه هتدخل في غيبوبه وده وارد انه يحصل خاصه ان مفيش اي استجابه منها ،ادعولها حالتها حرجه بعد اذنكم ..
تهاوي حسام علي المقعد بحزن بينما وقف حسام مصدوم مما يسمعه ،فهتف حسام بحزن :
_ليه كده يا فارس ذنبها ايه البنت دي يا تري ايه اللي خلالها تهرب منك ،يارب عديها علي خير ..