رواية اسيرة قلبي الفصل السادس و العشرون26 بقلم ريهام حلمى


 رواية اسيرة قلبي الفصل السادس و العشرون بقلم ريهام حلمى

في فيلا احمد مهران 


لم يصدق حسن ما قصه عليه فارس ما فعله مع تلك المسكينه ،فهتف حسن بعصبيه :

_ليه كده يا فارس ،عملتك ايه البنت عشان تتدمر حياتها بالشكل ده؟!!


اراح فارس ظهره للخلف وهو يقول ببرود :

_فالاول كنت عاوز انتقم منها عشان مدت ايدها عليا ،بس بعدين حسيت ان هي ملكي وبتاعتي انا، ومحدش ليه دخل بتفاصيل حياتها غيري ،حتي لو كان ابوها !


تعجب حسن من حديثه ونبرته المتملكه ،هو لم يكن ليهتم قبل ذلك بالفتيات والعلاقات النسائيه ،فماذا حدث معه الان ،فسأله حسن بضيق :

_والبنت دي تختلف ايه عن غيرها ،ما انت لسه قايل انك بتكره البنات ،مش ده كلامك!!


قهقه فارس بدون مرح علي عصبيه صديقه التي يراها غير مبرره من وجهه نظره ،ولكن رد عليه ببساطه :

_ايوه انا قولت كده ،لكن مش معني كده اني هفضل من غير جواز، زي ما قولتك هتبقي ملكي وهشكلها زي ما انا عاوز .


ضرب حسن كفه بالاخر من حديثه ،فحاول تهدأته عما في راسه :

_يا فارس حرام عليك البنت نفسيتها هتتدمر ،لو اتجوزتها غصب عنك وهتكرهك طول عمرها ،سيبها ترجع لخطيبها وانت ان شاء الله اكيد هتلاقي واحده تحبها وتحبك ،بس سيبها لحال سبيلها .


تخلي فارس عن بروده بعد حديثه وهو يهتف بشراسه:

_ومين قالك اني عاوزها تحبني ،ومستحيل هسيبها ترجع للزفت ده ،ولو حصل يبقي في حاله واحده يكون انا ميت ،سامعني يا حسن فرح ليا انا وبس ،سامعني


انهي فارس جملته وهو يسعل بقوه من اثر قوه انفعاله ،فقلق حسن عليه ،ففتح اول زرراين من قميصه ليستطع التنفس وربت علي ظهره بحركات دائريه محاولا تهدأته ،فقال بنبره قلقه علي صديقه:

_سامعك يا فارس بس خد نفسك واهدي ،اهدي .


ارجع فارس رأسه للخلف وصدره يهبط ويعلي من قوه انفعاله الشديده ،فامسك حسن بكفه وما زالت ينظر اليه بقلق هو يعرفه فعندما يتعرض للانفعال الشديد يسعل بقوه ويضيق نفسه ولم يستطع ان يسيطر علي حاله..


ربت حسن علي كتفه مهدأ اياه وهو يقول بتردد:

_فارس انت لازم ترجع تتابع مع الدكتور النفسي مش هينفع عصبيتك الزياده دي خطر عليك.


نهض فارس بعدما هدأت انفعالاته وهو يزجره بغضب:

_حسن انا مش مريض عشان اروح للدكتور نفسي واخر مره تفتح معايا الموضوع ده.


هم فارس ان يغادر ،ولكن جذبه حسن بقوه وهو يسترضيه :

_خلاص يا عم انا اسف ،بس خليك نقضي اليوم مع بعض ،انا فاضي النهارده ومش هاروح العياده .


هم فارس بالتحدث ولكن قاطعه حسن بمرح:

_والله ما انت قايل حاجه يا حضره الظابط ،هنتغدي مع بعض دي مرات خالك تتطردني لو سبتك تمشي من غير ما نتغدي معاها 


ذهب معه فارس علي مضمض ،وهو يرسم علي وجه الوجوم والضيق..

_______________

في منزل فرح عبد الحميد ،،،،

ارتدت فرح فرح حجابها ثم نظرت لنفسها بالمرآه عازمه علي تنفيذ مخططها فبعد غد سوف يعقد قرانها علي اكثر انسان تكرهه بحياتها ،وهمت لتخرج من باب الغرفه فاستوقفتها والدتها قائله بتساؤل:

_رايحه فين يا فرح وانتي لسه تعبانه!!


ارتبكت فرح كثيرا ثم ردت عليها بتوتر:

_اا رايحه ..اا..عند صحبتي هي معايا في الكليه ،لازم اقابلها ..ااعشان اخد المحاضرات اللي فاتتني.


زفرت والدتها بضيق ثم قالت بانزعاج:

_يابنتي خليها وقت تاني لما تخفي انتي لسه تعبانه.


ردت عليها فرح وهي تخرج من الغرفه حتي لاتكشفها والدتها:

_لا انا بقيت كويسه يا ماما ،يلا سلام عشان انا متأخره.


ضربت والدتها مفا علي كف من تصرفاتها الغريبه ،بينما خرجت فرح سريعا ناويه علي تنفيذ ما برأسها لتتخلص من ذلك الفارس ،فسارت بالطريق ووقفت تنتظر سياره اجره لتنقلها الي فيلا والد فارس 


تذكرت فرح انه من الممكن ان يكون موجود هناك الان فنظرت الي ساعه يدها وجدتها الرابعه مساءا ،فجائتها فكره ربما لا تكن محببه اليها ولكن مضطره ،فاخرجت هاتفها وضغطت علي رقمه باصابع مرتعشه واجرت الاتصال به ،منتظره رده.


علي الجانب الاخر تعالي صوت هاتف فارس الذي كان منهمكا في الحديث مع حسن ،فاخرجه وما ان رأي اسمها يضئ الشاشه حتي قطب جبينه بتعجب ،فتلك المره الاولي التي تهاتفه منذ ان رآها ..


ابعد افكاره جانبا وقام ليحدثها بعيدا عن حسن وهو يرد عليها ببرود بائن :

_خير يا دكتوره !!


ابتلعت فرح ريقها بخوف ولم تستطع التحدث ،فهتف فارس بها بحده :

_في ايه ما تنطقي انا مش فاضيلك ،اخلصي قولي عاوزه ايه!


استجمعت فرح كل شجاعتها ثم ردت عليه بتوتر :

_انا..اا..كنت عاوزه اعرف..انت فين..


قطب حسام جبينه بحيره وهو يسألها بخشونه :

_نعم !وانتي مالك اصلا انا فين واا..


قاطعته فرح بخوف من حدته وهي تقول بتوتر :

_انا مش قصدي ب..ابس بابا كان عاوز يكلمك فانا قولتله اكيد هو في الشغل دلوقتي !


لم يرد عليها فارس بينما هي تابعت بارتباك:

_انا..اا..


قاطعها فارس بضيق :

_خلاص خلصنا ،انا عند ابن خالي دلوقتي ولما اروح هبقي اكلمه.


تنفست فرح الصعداء بعد معرفتها بعدم وجوده في منزله ،فقالت بهدوء:

_انا هقفل دلوقتي عشان هذاكر .


ابتسم فارس بسخريه ثم قال بتهكم:

_اه تذاكري، طيب يا برنسيسه لما اشوف اخرتها معاكي،سلام يا...يا دكتوره.


اغلقت فرح معه وداعيه الله ان يمر اليوم علي خير ،استقلت سياره الاجره بعدما املت للسائق العنوان وما هي الا دقائق حتي وصلت امام الفيلا وما ان اخبرت فرح الحراس بانها خطيبته سمحوا لها بالدلوف علي الفور بعدما ابلغوا حياه بذالك.


بعد دقائق كانت تجلس فرح امام حياه التي رحبت بوجدها وتعجبت في ان واحد لمجيئها ،فبدأت فرح حديثها قائله بنبره باكيه :

_انا جايه النهارده ومتعشمه في حضرتك تساعديني .


تعجبت حيا ه بشده ثم سالتها بقلق:

_خير يا فرح قلقتيني !


بكت فرح وهي تقص عليها ما فعله فارس معها من البدايه ،وكيف ان جعلها تتخلي عن خطيبها بعدما افتري عليه بحكم وظيفته ،وما يفعله الان معها من تحكمات ومعامله سيئه وتهديدها بوالدها ، وما ان انتهت حتي صدمت حياه مما تقوله ،احقا فارس فعل كل هذا ومن اجل من فتاه وهو لا يحبهم ولا يستلطفهم علي الاطلاق اذا لماذا فعل كل هذا فهتفت بعدم تصديق :

_ايه ؟فارس يعمل كده؟!!


بكت فرح وهي تقول لها بشهقات متتاليه :

_والله يا طنط ما بكدب هو هعمل كده معايا ،ابوس ايدك ساعديني انا مش عاوزه اتجوزه ،انا مش بحبه انا بحب مصطفي وبس.


اغمضت حياه عينيها بالم بعد سماعها تلك الكلمات ،فربتت علي كتف فرح الباكيه بحنان:

_خلاص اهدي يا حبيبتي انا هتصرف ما تقلقيش.


ابتسمت فرح من بين دموعها مما جعل حياه تبتسم لبرأتها ،فاسرعت فرح بالقول :

_متشكره اوي يا طنط ربنا يخليكي ،استأذن انا بقا.


نهضت حياه قبالتها ثم احتضنتها بحنان قائله بهدوء:

_مع السلامه يا حبيبتي ،وخلي بالك وانتي ماشيه.


اومأت فرح برأسها ثم اتجهت الي باب الفيلا والبسمه تملئ فمها الصغير ،ولكن اختفت البسمه ما ان رأت فارس امامها يهم بالدخول هو الاخر ،وما ان رآها حتي ضيق عينيه قائلا بجديه شديده:

_انتي ايه اللي جابك هنا ؟!


ابتلعت فرح ريقها بخوف وهي تتراجع اراديا للخلف مدركه انها بالتأكيد ستري وحشا امامها الان ..


_________________

في فيلا عاصم بتركيا ،،،،

نظر عاصم نظره سريعه الي ساعه يده وهو يري انها تأخرت بالداخل كثيرا عن الوقت المسموح به ،فتنهد بنفاذ صبر ثم استقام واقفا وذهب باتجاه المرحاض ،ثم طرق الباب بخفه قائلا بهدوء:

_حلا اخرجي ده كله بتغيري هدومك؟!!


كتمت حلا صوت بكائها وشهقاتها بيدها وهي تخشي ان يسمعه فيزيد من قسوته عليها ،ثم بدون ان ترد عليه ابدلت ملابسها سريعا ،بينما هو عندما لم يجد رد قال بتحزير:

_حلا اقصري الشر واسمعي الكلام واخرجي.


بعد ثواني ادارت حلا مقبض الباب وخرجت واصتدمت به امامها ،فنظر كل منهما الي عين الاخر لثواني ولكن لم تتحمل حلا اطالت النظر اليه بسبب خجلها منه بعدما فعله فانزلت بعينيها مسرعه ،بينما اشار له عاصم ان تجلس لتبدأ طعامها ،ففعلت وذهبت باتجاه الطاوله وجلست علي المقعد وكلما تذكرت ما فعله معها منذ دقائق حتي شعرت بالخوف منه وتهديده لها ،فاقترب عاصم منها ثم جلس امامها مره اخري قائلا بجفاف :

_كلي وما تفكريش كتير في اللي حصل ،ما هو انتي لو كنتي بتسمعي الكلام مفيش حاجه من دي كانت هتحصل .


نظرت اليه حلا باحتقار ،فبادلها عاصم نظرتها ببرود ثم قال بسخريه :

_ما تبصليش كده عشان بخاف !!


امسكت حلا بالمعقله واخذت تتناول الطعام غير عابئه به ،بينما هو اخرج هاتفه ثم اجري اتصالا هاتفيا مهما ،فضغط علي الرقم ثم بعد ثواني اجاب الطرف الاخر باحترام :

_ادم باشا


اعتدل عاصم في جلسته ثم قال بجديه :

_كل حاجه تمام يا سامح !!


رد عليه الطرف الاخر برزانه :

_اطمن يا باشا كله تمام عزيز الصيرفي اتقبض عليه في مصر وهو بيهرب كميه كبيره من المخدرات ،ودلوقتي بيحققوا معاه.


ابتسم عاصم بنصر ثم اجاب عليه بهدوء:

_تمام اوي يا سامح وابنه عامل ايه؟!!


تردد سامح قليلا ولكنه اجاب بتوتر :

_انا اسف يا باشا بس مازن الصيرفي ما نزلش مصر معاه وهو لسه في تركيا عندك!!


قبض عاصم علي كفه بشده وضغط علي فكه بقوه لاحظتها حلا التي مازالت دموعها تغرق وجهها وتأكل بصمت ،ولكن انتفضت عندما صاح بقوه:

_يعني ايه مازن ما اتقبضش عليه ،ده قالي انه هيسافر معاه مصر!!


اجابه الطرف الاخر بتوتر :

_انا فوجئت زي حضرتك يا ادم باشا،كنا منظرينه في المطار هو وابنه بس هو كان لوحده ولقينا معاه المخدرات دي.


اغمض عاصم عينه بشده ثم قال بحده :

_اقفل دلوقتي يا سامح انا علي اخري ،سلام


اغلق عاصم الهاتف بغضب ،بينما انكمشت حلا خوفا منه بعد هيئته التي ترعب ،فما كان منها الا انها نهضت من امامه وهي تركض للاسفل ،فغضب عاصم علي غضبه وذهب خلفها وهو يزأر بقوه:

_حلااااا


لم تدري حلا ماذا تفعل فهي لن تستطيع الهرب فنظرت الي طاوله صغيره يغطيها المفرش باكمله ،فاتجهت اليها بهلع واختبأت تحتها فلم يظهر منها شئ بحجمها الصغير ..


نزل عاصم وهو يصيح باسمها فخرج علي اثر صوته امير وعليا ،وسألوه بقلق :

_في ايه يا عاصم بتزعق ليه؟!!


رد عليه عاصم بعصبيه :

_روح شوف حلا هانم بره قبل ما تهرب وانا هدور هنا.


ذهب امير ليبحث عنها بالخارج ،بينما اخذ عاصم وخلفه عليا يدور عليها بكل مكان في الفيلا ،اما حلا فضمت ركبتيها الي صدرها وهي تكتم شهقاتها بيدها فكانت هيئتها تبدو مثل الطفله الصغيره التي لم تكمل الخامسه عشر ...


وقف عاصم امام الطاوله ولذكاءه الخطير استطاع فقط من تنفسها الغير منتظم انها اسفل الطاوله ،فجلس علي ركبتيه ثم رفع الغطاء ،وقد هاله ما آراه فقد كانت حبيبته الصغيره منكمشه علي نفسها وهي تنظر بهلع ،فأنب نفسه بشده علي قسوته معها ،فقال بهدوء:

_اطلعي يا حلا هاتي ايدك يلا.


نفت حلا برأسها وهي تنكمش علي نفسها اكثر ،فابتسم عاصم ليطمنها قائلا بحنان:

_ماتخافيش هاتي ايدك ،انا مش هعملك حاجه .


ابتسمت عليا علي طفوليتتها وشبهتها بابنتها التي تبلغ السادسه ،فحثتها ايضا بحنان:

_ما تخافيش يا حبيبتي هو مش هيعملك حاجه ،بس ما ينفعش قعدتك دي .


نظرت حلا الي عاصم ،فابتسم هو لها ثم مد يده اليها ليخرجها فترددت هي قليلا لكن بالنهايه امسكت بكفه الكبير ثم اخرجها عاصم برقه حتي اوقفها علي قدمها امامها وهو يبعد شعرها عن وجهها قائلا بندم:

_انا اسف خوفتك مني اوي النهارده ،ماتزعليش غصب عني ضغط في الشغل .


تطلعت اليه حلا بعدم تصديق مما يقوله ،فقبل عاصم جبينها ثم طلب منها بهدوء:

_يلا روحي البسي انا هعملك رحله زي ما قولتلك هاخدت علي اليخت بتاعي ؛يلا ما تتأخريش.


اومأت حلا برأسها فزهبت بخطوات شبه راكضه الي غرفتها ،فابعدت غرتها عن وجهها بضيق وهي تفكر في تبديل حاله منذ دقائق ،فهمت ان تذهب للمرحاض ولكن انتبهت الي هاتفه الموضوع علي الطاوله ،فذهبت اليه مسرعه وفتحته ،وابتسمت بسعاده انها لم يوجد به كلمه سر ،فحاولت ان تتذكر رقم والدها او اي احد ولكن لم تتذكر ،فاخذت تقلب في جهات الاتصال حتي وجدت اسم مازن الصيرفي ،فبدون تفكير اجرت اتصالا به 


انتظرت ثواني ثم رد مازن بفظاظه ظنا منه انه عاصم الذي تسبب في القبض علي والده :

_ايه حضرتك متصل تشمت فيا..اا..

_لا انا حلا


قالتها حلا بصوتها الرقيق الذي جعلته يقطع باقي حديثه ثم هتف بعدم تصديق :

_حلا 


ردت عليه حلا بنبره باكيه :

_ايوه حلا فاكرني ،ارجوك عاوزاك تساعدني .


اعتدل مازن في جلسته وهو يقول بابتسامه :

_ازاي مش فاكرك هو انتي تتنسي ابدا 


قلقت حلا منه ولكن لم يوجد حلا امامها سواه ،فردت ببكاء:

_عاصم خاطفني من زمان هنا ومش عاوز يرجعني لاهلي ،ارجوك ساعدني يا مازن.


نسي مازن نفسه وهي تهتف اسمه بصوتها الرقيق ،فقال مسرعا :

_اكيد هساعدك ،انا هجيب رجالتي وانا بنفسي هسافر معاكي مصر وهرجعك لاهلك .


ابتسمت حلا من بين دموعها ثم ردت عليه بفرح:

_اوكي هو هياخدني دلوقتي علي اليخت بتاعه ،تعال انت هناك.


رد عليه مازن بابتسامه :

_تمام ،ما تقلقيش بس حاولي تحطيله مخدر او حاجه 

اومأت حلا براسها ثم قالت بخوف:

_اوكي يلا سلام دلوقتي لاحسن يجي .


اغلقت حلا الهاتف ثم مسحت المكالمه من السجل ووضعته امامها وهي تقول بخوف:

_يارب ارجع لاهلي يارب.

الفصل السابع والعشرون من هنا

تعليقات



×