رواية ما وراء الشمس الفصل السادس و العشرون 26بقلم ياسمينا


 رواية ما وراء الشمس الفصل السادس و العشرون بقلم ياسمينا

هنا تسارعت احدى الوصيفات تقتطع المسافه الطويله راكضه نحو جناحه عسى ان تنقذها ...وصلت الى هناك بأنفاس لاهثه طلبت من الحارس ندء الوزير لامر عاجلا ..

كان شركا بداخل يسمع صوت عاليا نسبيا وما ان استمع الى اسم توالين حتى اقتضب جبينه وتشنجت قسماته وفتح الباب على مصرعيه

الوصيفه.. سيدى انقذ الاميرة توالين .محتجزة بالحمام والدماء تخرج من عقبى الباب ...والحرس ينتظر الاذن بالسماح بدخول وحماية الاميرة

لم يتردد شركان فى الركض نحو توالين ..بسرعة البرق حتى وصل الى باب الحمام ورأى المياة المختلطه بالدماء المسربه وتملأ الارضيه ففزع قلبه وامر الحرس بكسر الباب على الفور ...

فى الداخل تأوهت توالين بصوت عالى وهى تتحرك على الماء الساخن بألم اما خزيله فقد تتحرك بسهولة لانها ترتى نعالا... وبدءت تتحرك نحوها 

رافعت الخنجر عاليا 

حتى فتح الباب على مصرعيه وظهرا المشهد واضحااا للجميع ...اتسعت عيناى شركان فور رؤيته توالين ...بهذا الشكل ..

وصاح بحدة فى الحرس ...ان يتوقفوا ويستديروا

فانصاع الحرس لأومره ..واولو الاميرة ظهورهم ...اما شركان فلمح الغدر فى عين خزيلة فدلف الى الداخل غالقا الباب من ورائه ...غير ابها بما سوف يحدث كل ما يعنيه هو خروج توالين سالمه ....

تحرك بخطوتين فقط كان امام توالين ...وحدق الى عينيها مباشراااً وخلفها وراء ظهره مواجها هو خزيلة بوجه غاضب محتد تندلع من عينيه شرارة خطره ...عرفت وقتها خزيلة انها هالكة لا محاله وبرغم من ادركها خطورة الامر الا انها لم تتخلى عن اشهارها الخنجر فى وجهه ...

شركان ...حاول تأمين توالين الذى يستمع الى تأوهاتها من خلفه و خلف يده على خصرها حضنها بقوة ...

شركان ...هدر بعنف ...من دفعك على فعل هذا 

خزيلة ...بصوت لم يخفى منه الوقاحه ...من دفع اكثر 

شركان ..علم انها الان خطر وانها ستهدر بما ليس فى صالحه 

وفى مهارة وخفه هجمه عليها وامسك يدها والتى حاولت التملص بأى ثمن لكى لا تذهب الى الجحيم وحدها ...فغرست الخنجر فى يد شركان الذى لم يبالى والتقطه من يدها من خلفها وثبت كتفيها

**************************

بعد ان ثبت شركان كتف خزيلة من وراء ظهرها نحرها وهو جامد التعبير غير مبالى سوى بالنظر الى توالين بوجه غائم يصعب تفسيره ..وتركها تسقط بلا مبلاه.ّ....جعلت توالين ترهرع الى الخلف 

متراقصت فى عينايها الدموع الى ان تتداركت سخونة الارض من تحتها و انها لا يسترها سوى شرشف ...وما هى الاثوانى حتى دارت الارض من حوالها وسقطت مغشيا عليها ...التقطها بسرعه شركان بين ذراعيه وسرعان ما رفعها بين يديه ..وتفحص وجهها الشاحب والمبلل بقلق ...للحظات توقف به الزمن وهى واقعه بين احضانه الاميرةالغالية العالية التى لم يستطيع لمسها الا فى خياله غمراته احاسيس الامتلاك وضمها بقوة الى صدره وصار يلتقط انفاسه بصعوبه ..ومسح كل خلية بوجهها بعينيه ليمتع ناظريه برؤيتها عن كثب ...وهمس بخفوت ...سوف تكونينى ملكى ..وما اردته حتما..سيكون

حرر يده عنها قليلا حتى يبدوا طبيعيا ...وقبل ان يخرج من وسط المكان الذى عج بالكثير من الفوضى والدماء ..والقى عليها اخيراا نظرة جريئة متفحصه ثم فتح الباب بهدوء ...وتظهر بالجمود...

شركان ...بلهجة امرة... ااتوا بالطبيبه على الفور 

اتجهه الى غرفتها ..ومن ورائه وصيفتها

************

فى الاسطبل 

غاص صفي فى احلامه الورديه مع فرحة قلبه وسعادته روهان الصة الصغيرة التى قلبت ميزان حياته فما استطاع مفارقتها فى صحوه او منامه ...

وتملكت كل خلجه من خلاجاته 

*************

تاكد شركان من التخلص من الجثث ودقق جيدا حتى تأكدت شكوكه بأن خزيلة كانت مأجورة من قبل كشمار وخنيضر ..لازهاق روح توالين ..تاخر الوقت وقاربت الشمس على الظهور ..فتحرك نحو جناح توالين ليطمئن قلبه ..

وقف امام غرفتها الخاصه ..ودق الحارس له الباب فخرجت له الوصيفه ..

فأتت التحيه ..برضاء بعد..موقفه الشجاع فى انقاذ الاميرة 

شركان ..سألها بجمود..كيف حال الاميره الان 

وصيفتها.... الطبيبه قد اعطتها شرابا يهدئ اعصابها وقد اغفلت عيناها 

حرك شركان رأسه بهدوء .....والتف عائدة جناحه لينعم بقسط من الراحه بعد كل هذا التوتر.. 

فى جناحه 

تمطع شركان فى فراش الملك واخذا يذكرما حدث ويتذكر وقتما كانت بين احضانه مازالت رائحة المسك عالقه فى انفه وصورتها شعرها المبلل وقطرات الماء على وجهها جسدها المنعم..بشرتها الصافيه تجسدت امامه ....وخيايلاته تذهب به لاشياء اخرى يطمع بها ويريد ا ن يفعهلها معاها....تركزت كل حواسه ليتخيل بلحظه واحده انه يلثمها بين شفتيه... فزفر انفاسه الحاره

وتمتم بصوت هامس .....

حبيبتي لا أجدْ لِوصفَها احَداً يُرام

فلِمثل جمَالها خُلق الغَرامْ

رددي أَحرُفَ الهوى فَكِلانا 

في هواهُ معذبُ مقتولُ

لا تَقولي سَينتهي فهوانا

اختيارٌ و قدرٌ فَلنْ يَردهُ المستحيلُ .

**************************

اما سيدار فلا منقذ له سوى نفسة اذا مكث فى هذا المكان فسيفقد عقله او سيموت ...وان كان قد تسالل الى عقلة بعض الافكار ...بأن ما يحدث له بسب ماهية البيئه المحيطه به ...وعليه المغادة ..على الفور ..، فتوالى جمع اغراضه 

وتهيئ جواده وهم بربط سرجه ولجأمه وبدء فعليا فى تنفيذ ما يفكر ....الا نه توقف فجأة عندما سمع صوت نحيب يأتى من بعيد وبفضل خلاء المكان وصل الى اذانه ...اذا دار بعقبيه يبحث عن مصدره ...وظل يتحرك فى المكان بقدمه وببصره ...واخيراا وقع نظره على ...امرأة يبدوا على وجهها علامات الزمن تجلس على احد التلال وتنحب بصوت مسموع .... وقف سيدار لوهلة يحاول التميز ما بين الحقيقه والخيال ..فهو قد ادركه نفسه مبكراا وعرف قدر نفسه فلا حتى الخيال اوالواقع سيجمعه بتوالين ..من الصعب نتج السهل كم كان ذلك ممتعا عندما مرح معها ولكن كان ايضا ناقوس دق فى قرارة نفسه انه مجرد خيااااااال لا اكثر....

اغمض عينيه لوهلة وراح يعود الى جواده غير مبايلا بما يسمعه ..الا ان هذة المرأة ذادت فى النحيب بشكل هستيرى ....يدمى القلوب ..

دار مرة اخرى بوجهه فقط دون جسده وحاول تجاهل الامر ولكنه لم يستطيع ..يصعب على قلبه الرحيم ترك من يستطيع انقاذه ...فهذه المرة استدار بجسدة كاملا وترك ما فى يده بغضب من نفسه .....واخذا وجهته ناحيته 

بحذر تام ...كلما اقترب منها ..اتضحت هيئتها ..الرثاء ..كان تخفى وجهها بيدها المتكئه على احدى ركبتها المثينى .....ثم هدر بصوت متحشرج ...ماذا اصابك 

صمتت لوهله وكأنه تستمع له ...وبحركة بطيئه ازاحت يدها ...وبدء وجهها كاملا ..نصب عيناى سيدار ...والذى اتسعت حدقيته فى عمقهما دهشة 

فذه المرأة تمحل نفس ملامح سيدار ...تشاركة نفس درجة لون البشرة نفس لون العينان الانف الطويل والشفه الرفيعه ...اضافة الى المشاعر التى نبضت داخله ...بشبيهت صورة قديمة محفوره فى ذاكرته ..لم تغيب عنه للحظه هى امة ....وبعد فترة من الصمت 

حرك شفتيه هذا الوهم ...بصوت ناعم مليئ بحنو...ابقى الى جانبى يا سيدار.....

★★★★★★★★★★★★★★★★★★

سيدار وقف صامتا ليستوعب ما يراه ...فما يستطيع تميزه وهما ام حقيقه 

..الا ان تلك المرأة نادته مرة اخرى .بحنو ...بنى ..سيدار ..ابقى بجانبى احتاجك 

لوهله ..رق قلبه ..ومد يده المرتعشه ليدها الممدوده ..وقبل ان تتلامس يداهما تذكر كلمتها الاخيرة .الا وهى ....سيدار 

فأمه لم تطلق عليه اسما فمن اطلقه عليه صفي وليس امه ..فالو قابل امة ما عرفت ابد اسم سيدار قط ..فقطع الشك باليقين ..ورفع يده بإتجاه اذنيه واغلقهما فأحال دونه ودون صوتها الذى يسيطر على عقله ..وتوجه نحو وهج بخطوات اشبه بالركض واسرع فى حزم امتعته ..وما عدده من زاد من خير البحر وبخفه قفز فوق جواده ..وسار يركض بعيدا سابقا الرياح وذاهبا للمجهول..

********

انتهت الحرب بعد عام من استمرارها بفوز الملك جنجار اخيرا وتقهقر الملك كشمار وخينضر بعد ان هزهمهم شر هزيمة وتواروا فى جحورا تاركين الجيوش لجيش ميكا يسحقه والان هو عائد الى مملكته برايات النصر التى تعانقها الرياح بسعاده وبغنيمة ستغدق على رعايا ميكا ....

تأهب القصر للاحتفال بالنصر واستعدت توالين لاستقبال ابيها بسعادة والشوق بعد الفراق ستروى عينيها المشتاقه برؤيت ابيها واظهرت زينتها ..كما لو تتزين للحفل زفافها الذى فاتها العام الماضى بسبب الحرب ...

توجهت للاسفل كى تقف فى الصفوف الاولى المستقبلة لابيها .، الا ان سعادتها تنقصها شفاء امها التى اشتد عليها المرض ولم تحضر معاها هذا الاحتفال... انتهت الطرقة المفروشه بالسجاد الاعجمى النادر وبدءت فى نزول الدرج ...حتى التقيت مع شركان الذى هو ايضايتأخذ نفس الجهه... وتحرك معا ...قفز الى وجهه ابتسامة واسعه وغزاها بنظرات جريئة متفحصه كل جسدها 

اما توالين ..فما كانت تريد نزع فرحتها ..او التأثر بوجوده بعدما اثارت السلام وشكرته على موقفه الشجاع فى انقاذه لها من يد الفانيه خزيله بعدان نوت من قبل ان تكيد له وتزيحه من طريقها ولا يعكر صفو مزاجها مرة اخرى 

شركان ...تحدث بنعومه خبيثه ...حمد لله رجوع الملك جنجار بالسلامه 

توالين ..حركت رأسها ..مغتصبه ..ابتسامه على وجهها 

شركان ...اريد ان اخبركى سرا

توالين رمقته باستفسار ..

شركان ..امال رأسه نحوها وتحدث بصوت يشبه الفحيح ... اقتربت من زوج معشوقتى 

توالين ..وقد سرت بداخلها رعشة طفيفه ..وتظاهرت بالا مبالاه 

بينما هو كان يتفحصها ليرى تأثير ما القى على مسامعه لتو ..ثم استرسل بخبث ..اقسم لكى انها لن تكون الا لى ولن يمسسها بشر سواى ....قال جملته ببطء شديد مفعم بالثقه ..وكأنه يضمن استيعاهبها كل حرف يخرج من بين شفتيه 

فارتبكت ونظرات له بنظرات متقلبه فقد بث الذعر داخلها عن قصد ...

وقبل ان تجد الرد المناسب ...حرك رأسه بالتحيه ..وغادر المكان بخطوات ثابته مملوئة بالثقه ...

**********

استطاع سيدر النفاذ من بحر الاوهام ايضا ولا يعلم وجهته القادمه وما بإنتظاره وكان اليل ارخى سوادله لكن القمر الساطع استطاع اضأت موضع اقدمه على الدرب... وامتد زحفه فى البلاد ومضى من عمره ثلاث اعوام بعيدة عن موطنه واشتاق الى صديقه صفي...فمهما قابل من بشر لم يجد انقى منه

وتسائل بتوجيه لجواده ...ترى كيف الوضع هناك يا وهج ..

ترى هل تزوجت الاميرة ...ترى هل مازل صفي يفتقدنى ..كيف حال احصنتى ..وتحررت من عينه دمعه الم على حاله ..فهو كان يرضى بالقليل وبرغم انه ينعم بالحريه الا انه يفتقد السعادة التى نالها بجوار صفي ...

*******

اما صفي فما كان ينسى صديقه الذى نشأ معه وقاسمه الهموم ولكن لا بأس استطاعت روهان التخفيف عنه واصبحت تشاركه الهموم ...

*******

بعد مدة ليست بقصيرة ...

وتوالين تزور والدها....فى جناحه الخاص ...استأذنه الحراس فى ولوج وزيرة شركان ...فأذن لها بالدخول .....وبعد وهلة دخل شركان وتفأجئ بوجود توالين والتى لم يرها منذوا يوم الاحتفال فادا التحيه لكلا منهما ...

جنجار ..هتف بإبتسامه ..كنت اريدك فى امر مهم 

شركان ...بقلق ..امرك يا مولاى 

جنجار ..نظر لتوالين نظرة باسمه اثارت تعجبها ...نريد ان نقيم هذا العام حفل ثانوى لزواج توالين ...التى تبدلت ابتسامتها بقضب جبينه ...وقالت بتعلثم ابى ..لكن ...اااا ..امى ..مريضه لا يجوز 

شركان ..وقد قضبه جبهته وصك اسنانه 

جنجار ...سوف تشفى قريبا لا تقلقى يا عزيزتى 

شركان ..مولاى ..هذا صحيح لايمكنا ..

جنجار ..فى حدة سوف تشفى بفرحتها بتوالين ...ثم قاطع توالين بنظرات ثاقبه ...ماذا نتظر اكثر قد فات ثلاث اعوام وهذا العام الرابع وهذا سن الزوج المناسب كان شركان ...يريد ان ينطق بما داخلة فى رغبته بالزواج منها وينهى العاصفة التى نشأت بداخلة وليكن ما يكون ...ولكن وقبل ان ينبث بكلمة واحدة 

تحدث جنجار ..ابدء التجهيزات ...من الان وحتى الربيع اريد زفافا اسطوريا لم يكن له مثيل .

اغمضت توالين عيناها فهذة الزكرى تولمها 

اجاب شركان ..بهدوء امرك يا مولاى

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏


البارت الخامس وعشرون (اعتراف بالحب)

كان سيدار تعود على الحياة البريه واستطاع التأقلم معها وسار يتدبر امره بنفسه ويأكل من كد يده ..ومازال يهيم فى الطرقات هو وجواده ... ولا جديد فى حياته سوى انه يبحث عن وجهته بكل وسيلة تذكر وكلما سئل شخصا نعته بالجنون ...

*******

اما فى القصر 

وقبل ان تفتح البوابات لاستقبال الامراء للعرض السنوى للزواج توفت مينمار ورحلت عن عالمهم وتركت من خلفها قلب توالين يتمزق ومعها ابيها فى عاما تبدلت افراحهم احزان وتغيرت بهم الاحداث وصار فقد الغم والكدر ينبشان فى صدورهم .....اما شركان فما كان حزينا بل كان كل همه هو ان يحصل على غايته مهما كلفه الامر ومهما كانت الوسيلة ومهما مات من بشر ...

مرت شهور بلا نور او ضياء ...كان فيها جنجار اتعس التعساء ..يدفن نفسه فى حزن عميق ..ولا يتواصل مع اى احد ...حتى توالين التى حال جمالها لذبول وتبدلت نظرات الناس من الاعجاب الى الشفقه ..فما عادت تخرج من القصر ابداا وتفضل التجول فى حديقة القصر فقط بشرود ...

رائها شركان اخيرا بعدما فاض به من فراقها فإقترب منها ...وحراسه يتبعونه فأشار لهم بأن يتوقفهوا واكمل طريقه اليها وحيد ...

حبس انفاسه وهو يقترب من تلك الزهرة التى تشتم الزهرة بشرود تام ...

اشار بيده الى الوصيفات ان يبتعدنا بحركه خفيفه من يده ...استجبنا له

شركان ..بصوت هادئ...كيف حالك يا اميرتى 

افاقت توالين من شرودها ..والتفت لمصدر الصوت ..وما ان رأت شركان حتى قفز على وجهها نظرة الازدراء ...

شركان ..بلد مشاعرة تماما ليتعامل معها ...فقط يريد الحصول عليها ..وفيما بعد سيعلمها من السيد ...لا تحزنى يا اميرتى فمثل وجهك لم يخلق للحزن ابدا ...

وساد الصمت لبره وهو يرمقها بنظرات مفعمه بالجرأه...ثم تحدث بصوت هامس

نَبضِى الان مُتَسارعْ 

و دَقاتُُ لربي تتضارعْ

بأن الشمس شَارقةََ 

و بأن نُورُك سَاطِع

لما تَأخرتِ يا شمسى 

و قلبي فى أسيََ خاشع

أرجوكِ لا تَلومينى 

فحبكِ وحدهُ الدافع

لِما بقلبي مِن فَرْحِِ

و جرحِِ مؤلمِِ رادعْ

إذا ما كنتِ مشغولةْ 

أَهِّلى بِطِيبِكِ الناصعْ

أنيرى كل حَاضرة 

أبهِجى كَونى الواسعْ

إذا ما حِرتِ فذا شِعري 

به ماضيك و مضارع

لكنه حار فى وصفِِ 

يشملُ حسنُكِ الرائع 😍

ضيقت توالين عيناها اثر سماعها كلماته ..بغضب شديد يتعاظم بداخلها ..

ثم تظاهرت بالهدوء ..ماذا تريد بهذا الشعر ..لما تلقيه الي 

شركان ..بادلها الهدوء هدوئا ..وقال ..اريد ان ازيح عنك الالم ..

توالين ..فى نفسها ..ايها الملعون ..الداهيه ..اقسم انى سأزيحك من طريقى بأى ثمن ...زفرت بهدوء برغم النيران المتأججه بداخلها ..ياليتنى اجد من يعشقنى الى هذا الحد ..مثلك انت ..قالتها بليون ..لتغريه بالافصاح عن مشاعره 

شركان ..لم يقع ابدا فى فخها ولكنه قال بثقه اكبر ..ومن لا يعشقك ..

ثم صمت قليلا واكمل ...فالو تطلعتى الى قلبى ستعلمين مدى عشقى لكى 

توالين ..ابتسمت من داخلها ...ورفعت يدها عاليا ..اخير ستطيع لطمه بحق ...

ولكن هيهات انه الماكر شركان ..امسك يدها على الفور وكأنه كان فى انتظار هذة الحظه وقربها من فمه فى دهشة من توالين وعلى غرارا طبع قبلة خفيفه وهو ينظر لعيناها ..

سحبت يدها بإشمئزاز ..وقالت .بنبرة غاضبه.ايها النكره ..سألقنك درس قاس لم تتعلمه من قبل ...على تجرأك على اسيادك ..

شركان ..وهو يجول فى ملامحها الرقيقة الغاضبه ...سأكون اسعد مخلوق ان اتعلمت شيئا على يدك ..

توالين ..وقد ضاقت من واقحته التى لم تقابل مثلها يوما ..سوف اخبر ابي 

شركان ..قهقه بسخريه..هههه ..الا تعلمين انى من ادير البلاد وان والدك فى عزلة ..وانا انوب عنه فى كل الاعمال ....استرسل بثقه ..فالتفعلى ما شئتى فإنك لى ...

توالين ..بصلابة متهجمه ..هذا بعيدا عن احلامك 

شركان ..بإستهزاء واضح ..احلامى ستتحقق ..وانتى لا تعلمى بماذا احلم 

توالين ..ايها الوغد الحقير ..سوف اجذ عنقك ..فإنتظر حينما يعود ابى ..سوف اكيل لك العذاب المحقق

شركان .بنعومه خبيثه ...العذاب من يدك شهدا ...وتركها وهو يعلق بصره 

بنظراتها الغاضبه ....فمثلها ما يفعل وهى غصن نايع فى مهب الرياح

********

اقترب سيدار من مدينه جديدة عليه ان يجتازها ليصل الى الا منتهى ولكنه قد غزاه خاطره شعورا بالخوف خوفا من تكرار نفس المصير الذى لاقه فى رجوادوا 

ولا يستطيع تخليص نفسه منه فهو يريد العودة التى لا يعلم لها زمان ولا يعرف كيف ولكن اذا كان الامر يخص توالين فا سيمضى من وسط النيران والحديد ..وحفز نفسه بأنه كم نجى من محن ...كانت مستحيله ..فيكمل شجاعته ويعبر هذه المدينه الاخرى لعل يجد ضالته هناك ..وطمئن نفسه بأنه اليوم اقوى من يوم وجولوجه للرجوادوا ..وانه اذا عادا عبدا لن يتوارع ان يفتك بالمدينه بأكملها.ّ...فقد اكتسب ..فقوة مظهره المخيف عضلات قويه بارزه ..

بدء بالاقتراب ..بقلب شجاع خالى من الخوف 

بارت ٢٥

كانت مدينه هادئه وبسيطة للغايه ..وبمجرد ما خطا خطوات عدة داخل المدينه 

صار يتفحصونه بشئ من الجزع رجل اسود عريض المنكبين مفتول العضلات طويل القامه عارى الصدر ويعمم رأسه بعمامة بيضاء يتدالى منها شعره الذى نما بإهمال وكذالك لحيته وبيده حصانا اسود فاذدات هيئته رعبا ..ّ..ولكن شعب بولبيا لم يكن سيئ

فهم متعودون على الخوف والقبح ايضا فهم مبتلون بما هو اشد منه قبحا ورعبا ....وسنعرفه لاحقا ..واستقطعته احدى السكان سألا ....من انت؟! 

اجاب سيدار ..فى هدوء ..انا سيدار !

عاوده السؤال ...من اين اتيت ؟

سيدار..من مشرق الارض !

....ولما

سيدار..ابحث عن طريقا للشمس 

علات الدهشه وجه الرجل واستنكر فكرة انه كان يهابه من قليلا ..ودعا الناس من حوله ليروا ذللك المخبول معه ..

فإقترب منه رجل عجوز وقور افسحت له الجموع المكان فى هدوء 

تفحصه ايضا ثم سئله 

..ماذا تريد من الشمس 

اجاب سيدار ..دون اهتزاز ..اريد ان اسئل حارسها سؤالا ..ارسلنى له الملك 

صمت الرجل قليلا 

واعتلا وجه علاملات غامضه ..كم من مدة تسير 

سيدار ..صار لى اربعة اعوام ..فى الطرقات 

عاودة الكلام..بإستعطاف ..تعال يا بنى ...فملكك يريد التخلص منك 

صمت سيدار برهه يريد استيعاب ما قاله لاول مرة يقع على مسامعه هذا القول 

...ونظر الى الرجل الذى امامه ..والذى يوحى على هيئته انه رزين لا يسخر منه مظهرة يوحى بالوقار ...

قاطع نظراته الرجل بكلمات دافئه ...اهلا بك فى بولبيا ..ارض الخيرات والمعادن 

وفى محاولة سيدار الاستيعاب ...فاق من شرده قائلا..لا اريد المكوث هنا ..اريد الرحيل ..لقد انتهت مؤنى وزادى وجئت اتزود ..من عمل يدى وارحل 

سئله الرجل الذى يوحى له بأنه ذو شأنه هنا لصمت من حوله والاستماع له دون مقاطعه اضافة انه يظهر على اعينهم نظرات الاحترام .....تعال يا بنى وخذ ماشئت من الخيرات 

طول هذه المدة سيدار لم يقابل احد يعامله بهذا الشكل فكانت المعامله له اما منبوذا او مخبولا او نذير شؤم او عبد ...فلم يبدى قلقه ..فهو متطمئن نسبيا الى هذا الرجل ..

*********"

فى القصر 

حاوط صفي كتف روهان بحنو ..وهى استكانت بين احضانه الدافئه ..وسارت تسئله ..فيما تفكر 

صفي .اطلق العنان لتنهيدة حارة ....افكر فى فى كيفية اسعادك ...كما تسعدينى 

روهان..ابتسمت ابتسامه صغيره ..وكيف اسعدك 

صفي ...نظر الى عيناها مباشرا ...وبنبره عاشقه ..وجودك الى جوارى يسعدنى 

روهان ..كف عن هذا الحديث فأنا سعيدة ايضا الى جوارك 

صفي ..تعمق فى عينيها البندقيه الساحره .....اشعر بما فى قلبك يا غاليتى اقرء عينيكى ..واستمع لقلبك 

روهان...التمعت عيناها بدموع ..تريد حبسها داخلها لمحها صفي بسهوله 

صفي..وضع يده على وجنتيها ....بحنو ..لا لا تبكى ارجوكى ..اعاهدك انى سأفعل ما بوسعى حتى لا ارى دموعك ...سأفعل المستحيل كى اخلصك من عذابك ..وارفعه عنكى ...اقسم لكى حتى وان اضررت ان اقاتل جيشا بأكمله ولا ارى دموعك هذه ...سأفعل ..ولكن لا تفعلى روهان ارجوكى ..

روهان ..حاولت ابتلاع دمواعها دخلها ..صفي انت نعمة ااتنى بعد مشاقه انت مكأفأة من الله الي ..انت سبب صبرى على البقاء هنا ...ليتنا تقابلنا فى زمن اخر وفى مكانا اخر وما ..ترددت ان اعيش ما تبقى من عمرى معك ...اعشقك يا صفي ..قالت كلماتها بتلاحق وهدوء معا وهى تنظر الى عمق عينه الساحره 

صفي ...احتضنها اكثر وكأنه يدفنها بين ضلوعه ...انا اعشقى يا نور حياتى ...يا شمسى يا صبحى ..فما تمنيت من الدنيا ..سوى ان يجمعنا بيت معا ويكون لى اولاد منكى ..كى اعطيهم حبى لكى الذى لا يسعه قلبى وحده 

....ثم ارخى يده قليلا ..وامسك وجهها بطرف اصبعه ورفعه الى حيث يرى عينها 

.....ولكننى لا بد ان ادفع عنكى ما يعكر صفو عينك وما يثقل قلبك بالهموم ..

وهمت بالكلام ..ولكنه وضعه اصبعه على فمها بهدوء ....واسترسل ..هوش .. 

حتى وان تأذيا قلبى انا ...ولمعت عيناه بالدموع

*******

اما فى جناح توالين قد كانت فى قمة التوتر وغدت جناحها الكبير ذهابا وإيابا وبحركات عصبيه فما تشعر به الان انها حبيسة وحش لا يرحم ولا احد يستطيع ان يخلصها من بين يده ..بل اصبحت بين اسنانه الان فأبيها فى قصر العزلة بعيد عن هنا لا تعرف متى يعود ربما نسيها ...فإلى من تلجأ ليخلصها من هذا الوحش ذو النفوذ والسيطرة ...والذى حكم المملكه بيد من حديد ويد من نار واصبح الجميع يهابه حتى سماع اسمه ....يالها من تعيسة الحظ ويا اسفى على عالم جعل اميرة البلاد في قبضة وحش ...

************

قصر العزله 

سمى هذا القصر بهذا الاسم لانه فى مكان هادئ للغايه يقع على منحدر شلالات فى طرف المملكة 

***********

اما شركان ...فقد زاد بطشه فى المدينه واصبحت المملكه كلها خاضعة له ولا يرحم كبيرا او صغيرا ولا فتاة او شيخا من يخطئ يعاقب وكأنه يرى الوجه السئ للتوالين حتى ترضح هى ايضا لاومره دون تردد او كبرياء ...


البارت السادس وعشرون (وجه الجديد )

عمل سيدار فى بولبيا تحت امارت الرجل الوقور الذى حدثه من قبل كان هذا هو حاكم المدينه وكان ابسط ما يكون يمشى فى الاسواق ويعمل بيدة ويتحرك دون حراسه وبيته ابسط ما يكون اعطه قطعة ارض ليزرعها واستأجره عليها عامافى مقابل طعامه وايوائه كانت بولبيا هادئه هدوء حذر فالجميع يزرع القليل كان دائما يشعر ان هناك شئ يخفونه ولا يعلمه سيدر ومع ذلك فقد كدا فى زراعة الارض بكل طاقة واخلاص ....انهى عملة الشاق اليوم بمنتهى التعب وجلس تحت شجرة يستظل بها ...وما ان اغمض عينه للحظات شعر بأعين تنظر اليه ..ففتح عينايه ببطء ..وثقل ..ليرى قدم مزينه بخلخال نحاسى يلمع ...وعلى ما يبدوا هى من فى خاطرته ...

*******

وعلى الطرف الاخر 

كانت توالين ....لا تخرج البته من جناحها الخاص وقد اشعلت بذلك النيران فى قلب شركان ظننا منه انها تتعالى عليه وتعتبره نكرة كما قالت واخذا يزداد بطشا وظلما للخلائق حتى انه سار يعذبهم فى ميدان المدينه على مرئ ومسمع الجميع ولكن الجميع لا يعرف ان السلطان ليس هنا هم يظنون شركان يفعل هكذا بأمر من الملك جنجار ...ذلك اليوم تعالت الصرخات بين النساء فى ترجى ان يرحم اباهم الشيخ الكبير من الجلد وعامت فى المملكه بالفوضى وسار الجميع يصرخ ومنهم من ذهب يستنجد بشفقة الاميره توالين ...والتى ما ان سمعت بالخبر حتى خرجت مسرعة نحو الميدان لايقاف بطش هذا الظالم ...

وصولت الى الساحة فى الوقت المناسب فقد كان الشيخ على وشك ان يموت 

ما ان لمح طيفها فى المكان حتى توقفت الاسواط الجالدة واعتدل شركان فوق جيادة والذى كان يشاهد بتسليه ما يحدث .....نزلت من عربتها المغطاه ...والقوا الناس عليها الكثير من نظرات الاستنجاد ...حتى وقعت عينها على شركان وعلا الغضب على ملامحه الرقيقه ..ورمقته بنظرة تحدى محتداه ..

دون اى شك هى من لها السلطة ولكن هذا الماكر يريد فرض نفسه و السيطرة على المملكة وعليها رفعت يدها بأشارة امره ...للجلادون ان يزيلوا اغلال الشيخ 

فأحتدت نظرة شركان ...وقال ..اميرة ..

توالين ...نظرت له نظرة المعرفه ..اى اعتراض 

شركان ..تمالك نفسه ..،واجاب ...ولكنه مذنب 

توالين ...حتى وان كان ..هناك عقوبه اقل رحمة بالناس لا بالاذلال والمهانه ...هذا شيخا كبيرا ولا يجوز معاقبته بهذا العقاب المهين ...والتفت دون اهتمام لشركان ...الى الحراس ...طيبوا جراحه فى القصر 

سار شركان يحدجها بنظرات غيظ مكتومه ..واقترب منها بجيادة ...ونزل عنه 

وقف فى وجهها ...كان يفوقها فى الطول بخمسة عشر سنتى مترات مما جعلها ترفع رأسها لتتواجه نظراته الغاضبه بتحديا تام ...

شركان ..تحدث بنبرة هادئة عكس ما يدور بداخله ...فعلتى ما اردى ...ارجوكى اميرة عودى الى القصر 

توالين ...لم تهتز لوهلة من كلماته ..دارات على عقبيها نحو العربه واتجهت نحو قصر ابيها مباشرا فى نية واضحة منها ان ترد لشركان الصاع صاعين وان تذيقه مر ما اذاقه للرعايا فى الايام الخاليه ....

******

بولبيا 

كانت من تقف امام سيدار ابنت الحاكم بيان ...هى سمراء مثل القهوة تكحل عينيها بأسود زاد روعتهما لونهما العسلى الفاتح انف منحوت وشفاه ممتلئه ترترى سرولا كاالرجال وما يغطى صدرها بنصف كتفها وتضع على رأسها عمامه يتتلى منها حبات لائلى ..براقه كما يوجد عقد طويل من نفس الائلى حول عنقها يصل الى خصرها .....تركيبه متفردة...فهى انثى جميلة لا تعتمد على جمالها..تتصرف برجوليه ..وببساطة للغايه ...والان هى واقعه فى غرام سيدار ..ولا ول مرة تعرف الحب...

بيان ...كيف حالك ..كانت تمسك بوجبة الغداء فى سلة من الخوص 

سيدار ...اعتدل فى نومته ..والتقت ما بيدها ...بخير 

بيان...جلست بمواجهته ..هيا ..اتم غدائك كى نتبارز 

سيدار ...وهو يزيح غطاء السله ...بإبتسامه ...اليس لديكى مرح اجمل من هذا 

بيان ..لا ...لا احد هنا ..يفوز امامى ..انت الوحيد الذى فعلت ...

سيدار ...قهقه بصوت عالى ...لذا ترين ..مبارزتى ...تريدنا الفوز على 

بيان ...وهى تهيم بإبتسامه ...نعم سوف تظل تبارزنى حتى اكسبك 

سيدار...بإسطناع ضيق ..اااه كفى ..لنا شهور تفعلى ذلك ..ولا تفوزين ابدا 

بيان ..بإصرار ..لن اتركك حتى ..انتصر عليك ...واتفتضت من امامه وهى تلوح بيدها ...هيا هيا ...انهى طعامك سريعا ..انا اليوم يصعب عليك هزيمتى 

سيدار ..ابتسم ..لها وبدء فى تناول ما امامه وهو يراقبها وهى تحرك سيفها الامع فى الهواء ....وراح يتذكر كيف كان لقاؤهم الاول ......

*******

بعد انطلاق توالين نحو عزلت ابيها شعرت بوخز فى قلبها ...لانه لا يجب ان تكون هناك دون اذن مباشر من ابيها ...ومن الممكن جدا بل مؤكد ان يعاقبها ابيها دون السماع لها...ولكن راحت تطمئن نفسها بأنها على طريق الصواب 

وان اسوء ما يمكنه الحدوث حدث ...وبعد مسيرة يوم وانقضاء اليل والنهار عليها فى الطريق اااخيرراا وصلت للقصر

نزلت من العربه وترددت فى الدخول مازال بإمكانها الرجوع عن هذا والعودة دون اثارة غضب والدها ...ولكنها قد عزمت على الدخول ضاربة بكل القوانين والاوامر عرض الحائط فلن تترك البلاد تحت امارة هذا للقيط ....

تجاوزت البوابه الرئيسيه بخطوات واسعه لتطمس افكارها فى الرجوع ....حتى اخيرا التصقت بصدر ابيها الذى كانت لا تره بسبب تشويش افكارها ... 

رفعت رأسها واطلقت العنان لدموعها واحتضنته بشدة دون ونطق كلمة واحدة ..الان الشعور المسيطر هو الشوق والحنين ...وبادلها اياه والدها الشوق وصمتت الالسنه فى حرم الشوق ..

*******

كانت تتعتلى ملامحها الشرسه وجها الجميل وهى ممسكة بسيف لامع وتبارز رجلا اضخم منها بمرتين وتصيح بصوت جهور ...هاااا ...هاااا 

وفى تجميع ومن الناس ... فيدخل سيدار ...ويحك يا رجل اتبارز امراة 

وتناول عنها السيف ...اما هى فظلت ترمقه بنظرات دهشه ...

ولم تسطتيع حتى النطق حتى بارز الرجل الذى كان همه الدفاع عن نفسه...وسيدار يبارزه بكل قوة وشجاعه جعلت بيان تتأمل عضلاته كتفه وهى تنبسط وتنقبض .. ...تعالت الاصوات بالهتاف ...حتى اطاح سيدار عنه سيفه ..واسقطه ارضا .. ووضع السيف على عنقه ...قا ئلا ...اعتذر منها ...

افاقت بيان من شرودها ...وسارعت اليه ...هاااااى ... انت .

استدار بوجه نحوها ....سيدار 

بيان وقد تطلتعت لوجه الذى ما لقتطه الا الان ...وعلقت بعيونه الزيتونيه ..فى عالم اخررر زادها اعجابا وسحرااا ...

سيدار ....انتى ماذا اصابك ..

بيان...ااااا للمرة الاولى التى يحدث معها ذلك ...بتعلثم شديد ..ااا اا انه ليس كما تظن ...اننا ..نتسابق فقط 

ازاح سيدار ...السيف من فوق عنق الرجل ... ..واتجها نحوها بغضب ...اتهزئين ..ااهذه تساليه ...من انتى رجلا ام امراة ...

بيان ..وقد قفز على وجهها علامات الضيق ..فى حدة اجابت ...ايها المعتوه من انت لتحدثنى بهذة اللهجه ..انى بيان ابنت ..شيخ وحاكم المدينه ..

هنا عاد سيدار لرشده وفاق من شروده ..

....عندما نادته بيان.وهى تلوح بسيفها....هيااااا ..

نهض وهو يبتسم الى تلك القطة البريه التى لا تعرف الاستسلام .والتقطت السيف ..وبدؤا التبارز ..وكالعادة بازت بيان بمهارة ولكن تفوق سيدار بمهارته 

******

وعلى الطرف الاخر قطع والد توالين الشوق بنظرة ثاقبه وكأنها مستنكر وجودها وافاق من نوبة حنانه ...

جنجار ...ما الذى ات بكى الى هنا ...

توالين ..بحذر لا اريدك ان تغضب منى يا ابى ..اريدك ان تفهم سبب وجودى ومن ثم ...اغضب منى كما تشاء حتى .ولو قررت حبسى هنا 

جنجار ...استمع لها بوجه غامض ..وبدا كأنه مستعد لسماعها ...

توالين ...والدى ...اااا...تعلثمت فهى لاتعرف عاقبة ما ستقوله .فستخبره عن خيانه من استئمنه ...ولكنها تشبثت بقرارها ...شركاااان ..

وقبل ان تنطق بكلمه اخرى دخل حارس يلهث ...وقال بكلمات متلاحقه ...مولاى هناك انقلاب فى المملكه ...

**********

ما بين سيدار وبيان ليس مبارزه بل عشق تام من قبل بيان يستطيع سيدار ..تميزه بسهوله برغم انه لم يعيشه قط ولكنه اكتسب خبرة وازداد فطانه على مر السنين ....وكان يتغاضا عن ذلك .... للحظات اشتبكت سيوفهم واعينهم ببعض وعلقت عيون بيان بسيدار وكأنها فى بحر من العسل ..وللحظات نسيت انها تبارزه ..وخيل لها انها تعانقه ..من اثر اقتراب وجهوجهم ببعض ...استغل سيدار هذه الحظه التى تدق نا قوس الخطر ...وازاح سيفها عنها ...

وتمالك سيدار نفسه..وقال بنبره ساخره ..كم مرة الى الان تهزمى 

بيان ..امسكت ذرعه واقتربت منه وكأنها متعلقه بيه كشعب متسلق ...ونظرت فى عنيه ...اعشقكك سيدار...وقد افصحت ما تكنه فى صدرها ...ظننا منها انه كان لا يعلمها .

التف سيدار واولها ظهره كأنه لم يسمعها 

نادته بيان...احبك يا سيدار لم تسمعها 

سيدار ..ومازل محدقا للفراغ ..ماذا تعشقين فى ؟...انتى بيان ابنت حاكم المدينه .وانا اجير لديكم ..من اكون بجوارك وانتى ابنت الحاكم وانا عبدا !

سارعت بيان بلهفه ...وهى تمسك بذراعه لتديره لها ....انت لست عبد انت ملك فى نظرى سنتزوج وستصبح هنا امير عظيما ...ولك ما شئت 

سيدار ..زفر ..بعمق ..بيان انا لست عبد ابيكى انا عبد الملك جنجار ..ومازلت فى مهمه تحت ولايته ..

بيان ..بحدة واستنكار معا ..جنجار ..من ...الذى تخلص منك بمهمه واهميه وبأعذار واهيه ..لمجرد انه رأى رؤياه فارغه ..ولم يعلمك محتواها ...وهنا استنكرت ...انت هكذا تريد حقا العبوديه ..انت عبد لاافكارك ..

سيدار...وقد ابتلع اهانتها ...بيان ..حتما سأجد طريقا لاتمام مهمتى وعندما اعود سأصبح حرااا طليقا ..لا يحكمنى احد ..لقد قطعت وعد بالعودة وسأحافظ عليه ..ما دمت حيا ...

بيان ...وتوالت الدموع على وجنتيها ...ايها الاحمق ..سوف يرغمك على المكوث فى القصر فور عودتك ولن تستطيع رؤيت نور الشمس مرة اخرى ..ستصبح عبداا ..ما حييت ...

سيدار..فى اسئ وحزن ..اذا كان فهو قدرى

الفصل السابع والعشرون من هنا

تعليقات



×