رواية زوجتي من الجن الفصل الخامس و العشرون بقلم اسماعيل موسي
التصقت بى زوجتى تسنيم ولم تسمح لى بتركها، طالبتنى بالرحيل عن أرض الجان
قلت ووالدتك؟ والبشر المعذبين فى سجون بطران؟
لن يمس فالكون والدتى بسوء طالما اننى غير موجودة، لازال فالكون يحب والدتى، فالحب لا يمكنه ان يموت فى قلب عاشق متيم، انا أشكل عائق امام سعادتها، دعنا نرحل الليلة يا محمود ارجوك!! لم اعد قادرة على العيش فى أرض الجان
ثم لماذا نبقى هنا؟
نلت ما اتيت من آجلة وكل لحظه نقضيها هنا تشكل خطر داهم علينا
انت لن تصلح العالم، حروب الجان لا تنتهى، الشوامل قادرين على الاعتناء بأنفسهم
همست، لقد لعننى الملك ارشهمير اذا تركت ارضه دون أن أحقق حلمه ولعنة ملوك الجان لا فرار منها
انت حققت حلمه يا محمود، اعدت لسلانديرا ارضها، لقد اديت جانبك من الصفقه
محمود انت بتحبنى ولا لا؟
قلت هذا سؤال يا تسنيم، انا ضحيت بحياتى وقاسيت الاهوال من اجلك
لكن شرف الرجل فى كلمته، وانا لست خائن وعدت البرين ان انصبة ملك للجان قبل رحيلى
صرخت تسنيم بحزن، ماذا تظن نفسك؟ انت لست جنى ولست قوى مثلهم ثم قبلتنى على خدى بحنان دعنا نرحل ارجوك، انطفأت انوار الحجرة وأخذت تسنيم فى حضنى
كنت أعلم انها قاست الكثير فى سجون بطران وانها تستحق السعاده، ربما من الأفضل أن ارحل عن هذا العالم برمته
منحتنى تسنيم نفسها تلك الليه وعندما إستيقظت كانت واقفه على باب الحجره تنظر نحو ماء البحر الهائج وشعرها الطويل سابح خلفها مثل شريط ليس له نهايه
__قلت سنرحل
استدارت تسنيم بوجه مبتسم مشرق مثل القمر واختفت داخل حضنى، شعرت بدفيء جسدها وملمسها الناعم
طرقت سلانديرا باب الغرفه، طلبتنى لمناقشة امر ما
قبلت تسنيم وهمست فى اذنها سوف أخبرها بقرارى ونرحل
___لم يظهر اى أثر للجان منذ رحيلهم خاطبتنى سلانديرا بنبره قلقة يبدو أنها كانت غارة من أجل قتلك انت
بطران فالكون يعرفون ان بمقتلك ستتشتت مملكة الشوامل
ثم شردت تسنيم إلى حيث تسبح رخوية صغيره من حجر إلى حجر
_يقول حراسنا انهم سمعو صوت مدوى قادم من البحر الميت لم يتوقف طوال الليله الماضيه
هناك أسماك متعفنه تحملها التيارات البحريه قادمه من هناك
غبار وعفره واعشاب مقلوعه كأن بركان انفجر داخل البحر الميت
_همست اوزار !!
سألت سلانديرا اوزار من؟
__قلت لا شيء، اعتنى بتسنيم من اجلى، لن اتأخر سأعود بعد قليل
__انطلقت سابحآ نحو البحر الميت وقابلتنى ميريت وميلاديسيا يتدربون على رشق السهام فى الأغراض المتحركه
كانو يصوبون على احجار تحملها جنيات صغيره تتحرك بسرعة كبيرة
إلى اين؟ صرخت ميريت وهى تقفز من فوق الصخره بجسدها الرشيق على قاع البحر
__قلت لزيارة صديق
__ صديق ام صديقه؟ همست ميلاديسيا وهى تسبح ملتفه حول عنقى بيدها
/ قلت صديق
_قالت ميريت ، هذا يعنى ان لا مشكله ان ترافقك اميرتين جميلتين من نساء الجان ؟
_قلت افضل ان اذهب بمفردى، قد يكون الوضع خطير
__خطير؟ انت تحمسنى يا بشرى همست ميريت وهى تقفز لبعيد
__ان اى مكان يشكل خطورة هو انسب مكان لميريت المحاربة الجبارة ورشقت سهم متفجر أحدث صوت صاخب
_انطلقنا سباحه نحو البحر الميت واستخدمت ميريت اجنحتها التى نبتت فى ظهرها بعد أن إرتدت قرط مدبب سحرى
صادفتنا حيوانات ضخمه ميته، قشريات وطحالب بحر
سحالف واخطابيط واسماك كثيره نافقة
ميلاديسيا __ان الذى فعل كل ذلك بلا شك شيء غير عادى
_قالت ميريت اشتم رائحة شيء مرعب قريب منا
_استللت سيفى ولمست التميمه حول عنقى، صفعنا تيار بارد على أول البحر الميت، وتعكرت المياه حاجبه الرؤية
أخرجت ميريت قنديل سحري مضيء انار الطريق امامنا
__إلى أين سألتنى
_قلت الأخدود البحرى
__انها منطقه ميتة يا بشرى؟
__أعلم يا ميريت ونظرت إلى ميلاديسيا القلقه هناك يعيش صديقنا
لم نكن بحاجه للصراخ على اوزار كان ممدد هناك على الأرض بحجمه الهائل الطويل وازرعه المقطوعة ملقاه إلى جواره
وكان رأسه الرخوى مدهوس كأن صخرة ضخمه دعسته عدت مرات
صرخت اوزار صديقى وسبحت نحوه
__كانت احشائة خارج معدته وبها بقايا طعام غير مهضوم
فتح اوزار عين مفقوءة وهمس
__صديقى البشرى!
قلت اوزار من فعل ذلك بك؟
__همس اوزار، حدثنى عن انتصارك، افضل قبل موتى ان استمع كلمات جيده
__قلت لن تموت
__قال اوزار، كل شيء يموت يا صديقى البشرى، عندما يحين وقتك ستموت أيضآ لكن ليس هنا ربما فى مكان أفضل
_ارجوك اوزار اخبرنى من فعل ذلك بك وبللت الدموع عينى
__صدقنى يا محمود الكثير من المعرفه يعنى الكثير من المشاكل
حاول اوزار ان يتحرك ورمى نظره على ميلاديسيا الدامعه
لقد فقدتى زوج لن تعثرى عليه مره اخرى يا جنية
__انت أقوى مخلوق على وجه الأرض من فعل بك ذلك
تألم اوزار وهو يستجمع الكلمات، انتصرت اليس كذلك؟
قلت نعم، بفضلك انتصرت
لكن تعرضت لخيانه
__قال اوزار واحد من الذين تثق بهم خانك بالفعل
قلت بربك انطق من فعل ذلك بك؟
لا وقت للكلام الان يا بشرى اقترب منى كي أوصيك
__وضعت اذنى داخل فم اوزار واستمعت وانا ابكي لأخر كلماته، مضى وقت طويل وهو يهمس ويهمس ثم ارتفع صوته هى ارحل واتركنى كى اتعفن بسلام
كدت اصرخ سوف ادفنك لكنه مات بالفعل
___أمرت ميريت وميلاديسيا ان يحفرو له قبر
ثم غصت واختفيت وسط العكار وصلت كهف اوزار واغراضة التى جمعها خلال رحلة حياته التى استمرت لالاف الأعوام
فكل شيء مصيره النهايه
وجدت القوارير التى اخبرنى عنها، فتحتها جميعا وشربت من كل واحده منها مقدار قطره قبل أن اهشمها
ابتعلت عشبه كان يربيها داخل الكهف البحرى وكان طعمها امر من العلقم
حملت البلورة التى اوصانى بها ثم حطمت الكهف عن آخرة وعدت
كان القبر لم يحفر بعد، امسكت بسيفى وغرزته فى الأرض وشققت الأرض شقآ ثم القيت بالحصى والتراب لبعيد
لم استغرق وقت طويل حتى حفرت القبر ثم حملت اوزار بجسده الضخم بمفردى ووضعته داخل الحفرة وردمت التراب عليه
قالت ميريت، محمود انت لا ترى نفسك؟
_قلت كيف؟
__قالت لقد حملت المخلوق بمفردك انه يزن ااطنان كثيرة
قلت __لا أعرف وانزويت ابكى وانوح على صديقى
ثم صرخت من فعل ذلك؟
همست ميريت مخلوق أقوى من صديقك
__صرخت من؟ اوزار أقوى مخلوق اعرفه
__ قالت ميريت لا، باندهيار أقوى منه