رواية اسيرة قلبي الفصل الخامس و العشرون بقلم ريهام حلمى
في فيلا احمد مهران
ذهب فارس الي فيلا خاله احمد بعدما اوصل فرح الي منزلها وسط بكائها الذي لم ينتهي وعنجهيته وتحكماته بها ،سار فارس بخطوات واثقه نخو مدخل الفيلا حتي وصل امام الباب الرئيسي ،ثم ضغط علي الجرس ففتحت له العامله الذي رحبت به ثم دلف الي الداخل فرجد حسن ينزل من الدرج ،فنظر اليه فارس نظرات ثاقبه ،بينما بادله حسن بنظره بارده وهو يدرك ان الماكره الصغيره قصت لشقيقها كل شئ فعله معها ،فتقدم منه بخطوات واثقه ثم قال باستهزاء:
_اهلا اهلا بحضره الظابط ،ده البيت نور مش كنت تقول كنا استقبلناك باحسن من كده!!
رفع فارس حاجبه لنبرته المتغيره ،فرد عليه فارس ببرود :
_بقولك ايه حسن بلاش تريقه في الكلام واتكلم دوغري علي طول !!
قهقه حسن بدون مرح من حديثه ثم اختفت بسمته فجأه وهو يقول بحده :
_اذا كان كده يا فارس ،حاضر هكلمك دوغري يا صاحبي ،بقا تطلعني ندل وسافل قدام ابويا وامي وعيلتك كلها ،وانت عارف ان الهانم اختك بتكدب !!
وضع فارس يديه بجيب بنطاله ثم رد عليه ببرود :
_كان لازم اعمل كده عشان مفيش حد هيقدر عليها غيرك وخصوصا ان هي بتحبك وهتسمع كلامك .
اغتاظ حسن بشده من حديثه فهتف بعصبيه :
_اقدر علي مين يا بابا دي اختك العيله دي ترميني البحر وتجبني عطشان وتقولي اقدر عليها !
ضحك فارس بشده من حديثه ،بينما نظر اليه حسن بتعجب فهو لاول مره يري صديقه يضحك هكذا من سنين مضت ،فسأله حسن بتعجب:
_ يعني شايفك مبسوط وبتضحك اهو !
قطب فارس جبينه بعدم فهم ثم سريعا ما تدارك نفسه وعاد لجديته سريعا وهو يرد بجمود :
_عادي يعني ،وبعدين ما ان كلامك اللي يضحك ،بقا يا دكتور عيله زي رنيم تفقدك اعصابك وتخليك تضربها بالشكل ده!!
تنهد حسن بغضب وهو يرد عليه بضيق :
_اختك دي عاوزه علقه تفوقها مش بس قلم واحد ،انا مش عارف جابت المكر ده من فين!!!
هز فارس رأسه بنفاذ صبر ثم قال بجديه :
_انا هحاول قبل جوازك منها اني اعدلها شويه ،والباقي عليك انت ،بس ده اخر مره يا حسن تمد ايدك عليها ،رنيم مش متعوده علي كده ،لا انا ولا بابا استخدمنا اسلوب الضرب قبل كده معاها مهما عملت .
هز حسن كتفه بلا مبالاه وهو يقول ببرود:
_اسلوبك معاها حاجه ،واسلوبي انا حاجه تانيه والنتيجه اهو سايقه العوج ومفيش حد بتخاف منه !!
تنهد فارس مطولا ثم قال له بهدوء :
_هنفضل واقفين كده كتير والا ايه يا دكتور؟!!
انتبه حسن انهم لا زالوا يقفون فاخذه حسن وجلسوا علي مقعدين بالحديقه ،ثم سأله حسن بجديه :
_ما تعرفش اخبار عن موضوع حلا بنت عمك ؟!
نظر اليه فارس ثم اجاب بنفس النبره :
_اللواء سامي بيقول انها مخطوفه في تركيا بس لسه مش محددين فين بالظبط!!
هز حسن رأسه باسف ثم رد بانزعاج :
_ده عمك سيف الحزن باين عليه اوي .
ابتسم فارس ساخرا ثم قال بتهكم :
_سيف بس ده كمان مراته فقدت النطق ،وجوز المجرمين اولادهم اللي مش كانوا مش بيبطلوا ضحك طول النهار ،دلوقتي مبوزين اربعه وعشرين ساعه .
تنهد فارس بضيق ثم اضاف بغضب :
_ده اللي معاه بنت ربنا يعينه ،ده انا رنيم ومستحملها دلعها وقرفها بالعافيه ،فما بالك بقا اللي معاه خمسه ولا سته !!
رفع حسن حاجبه مندهشا من صديقه ثم سأله بتعجب :
_نفسي اعرف بتكره البنات ليه ،يكونش واحده علمت عليك وانا معرفش.
ضحك فارس بسخريه ثم اجاب بنزق :
_مين دى اللي تعلم عليا ،ده انا اقتلها قبل ما تفكر تعمل كده ،انا كده لوحدي بكرههم لا بتحمل دلعهم الماسخ ده ولا بكاهم علي اتفه الاسباب ،دي فرح هانم ما..ااا..
قطع فارس باقي كلماته عندما انتبه لنفسه انه ذكر اسمها بحديثه ،فتنحنح بخشونه وهو يمسح علي شعره بعنف ،بينما رفع حسن حاجبيه بتسليه وهو يسأله بفضول :
_وقعت بلسانك يا فارس باشا ،تطلع مين فرح دي ؟!!
ادعي فارس عدم الفهم وهو يقول بحديه :
_انا ما قولتش كده وما جبتش سيره اي افراح انت بس شكلك كده بتتوهم يا دكتور!!
اغتاظ حسن مما قاله ،فلم يتركه وهو يصر عليه بالحاح:
_ولا !!مش عليا الكلام ده ،حالا عاوزه اعرف حكايه فرح دي بالتفصيل الملل.
ضاق فارس زرعا منه وهو يلح عليه ،فقص عليه كل شئ من البدايه حتي هتف حسن بزهول :
_يا نهارك اسود يا فارس انت تعمل كده ؟!!
______________
في منزل فرح عبد الحميد،،،،
تمددت فرح علي فراشها بتعب بعدما ساعدتها والدتها في تغير ملابسها ،ثم رأت والدتها تتناول علاجها وقالت بحنان :
_يلا يا حبيبتي قومي عشان تاخدي العلاح بتاعك!
تقلبت فرح في فراشهاوهي تقول بتعب :
_لا مش هاخد حاجه يا ماما ،انا كويسه
ضاقت وفاء زرعا منها فهتفت بعصبيه :
_وبعدين معاكي يا فرح ،يلا اخلصي قوي خدي علاجك انتي مش شايفه نفسك بقيتي ازاي ،ده منظر واحده كتب كتابها بعد يومين!!
ما ان سمعت فرح جمله والدتها حتي هبت جالسه وهي تسألها بخوف :
_ايه يومين ؟!!
انتهزت وفاء فرصه انشغالها بالحديث ووضعت القرص في فمها ثم ناولتها المياه ،وهي تقول بهدوء:
_ايوه با حبيبتي يومين ،يلا بقا خدي العلاج عشان تخفى بسرعه .
ابتلعت فرح القرص بصعوبه بالغه بعدما سمعته وقالت بالم:
_مش عاوزه اخف يارب اموت عشان ارتاح.
توسعت عينا والدتها بغضب مما تقوله ،فوكزتها في كتفها بقوه جعلتها تمدد مره اخري نائمه علي الفراش وهي ترد بغضب :
_اخرسي بابت اللي كلام اللي بتقوليه ده ،انا عرفاكي فقريه طول عمرك ،عملك ايه الراجل ده كتر خيره خدك للدكتور ووصلك لغايه البيت عاوزه ايه تاني!
بكت فرح بصوت مسموع ،فتعجبت والدتها بشده منها ،فسألتها بقلق :
_مالك يا بت فيكي ايه ،بتعيطي كتير ليه اليومين دول؟!!
ازداد بكاء فرح وهي ترد عليها بشهقات متتاليه :
_انا هقولك علي كل حاجه يا ماما ،هو.هدد.اا..
وقبل ان تتم فرح حديثها قاطعها صوت الهاتف الذي يتعالي برنينه ،فذهبت وفاء لتجيب عليه وجدته زوجها ،فاستمعت اليه ،ولكن سريعا ما هتفت بانفعال:
_يعني ايه يا عبد الحميد ما وافقوش علي السلفه ،امال هندفع الدروس الخصوصيه بتاعه ولادك من فين ،ومصاريف كليه فرح ؟
استمعت وفاء له جيدا ثم زفرت بغضب ،قائله بحزن:
_طيب حاول معاهم تاني يا عبد الحميد ،مع السلامه.
اغلقت وفاء مع زوجها وكانت فرح تستمع جيدا لتلك الكلمات فاغمضت عينيها بالم اذا كان والدها وهو يعمل بالكاد يغطي مصاريفهم ،فماذا لو نفذ فارس تهديده ورفده من وظيفته،بينما اقتربت والدتها منها اخري قائله بحنان :
_ها يا حبيبتي كنتي بتقولي ايه؟!
ابتسمت فرح غصبا من بين دموعها ،وردت عليها بهدوء:
_اه انا كنت عاوزه قولك ان هو عصبي شويه وده اللي مخوفني منه !
ضمتها اليها وفاء بحنان وقالت وهي تمسد علي شعرها الاملس :
_ما تخافيش يا حبيبتي ،عصبيته هتخف لما يبص في وشك وعنيك الحلويين دول.
ابتسمت فرح بسخريه ،فهو لم ولن يهتم ابدا لجمالها بل يريد الانتقام منها بسبب صفعتها له بالتأكيد هو ذلك السبب الذي جعله يفعل كل هذه الافعال المشينه
________________
في فيلا سيف الصاوي،،،
قص حسام علي سيف ان فارس يريد ان يعقد قرانه بعد يومين ،فقد كان حسام يشعر بالحرج انهم سيأخذون تلك الخطوه وابنته مازالت مفقوده ،ولكن كان سيف حكيما عندما رد عليه بتعقل :
_ايه الكلام ده يا حسام ،مفيش تأجيل فارس كمان ابني وانا كمان هشهد علي عقد جوازه.
ابتسم حسام لتفهم سيف ،ثم سأله بجديه :
_طيب مفيش اخبار عن حلا ؟!!
اراح سيف رأسه علي المقعد ثم اجابه بتعب :
_سامي بيقول في تركيا ووصي ابن اخوه ادم هيدور عليها هناك .
قطب حسام جبينه بتذكر ثم رد عليه بهدوء:
_يااه انت فاكر ادم ده هو اللي انقذ حلا يوم ماكانت هتقع من فوق ،الواد ده لا يمكن يتنسي.
اغمض سيف عينيه متذكر ذلك الموقف بكل تفاصيله
في الماضي قبل عشر سنوات :
كان سيف يأخذ منه وحلا الذي كان يبلغ عمرها في ذلك الوقت عشر سنوات ،والتوامين الرضيعين الي احدي المطاعم الشهيره ولكن كان هذا المطعم بالطابق الخامس ،وكان معهم في ذلك اليوم حسام وحياه وولديهم بناء علي طلب منه لتلتقي بصديقتها حياه …
جلس الجميع سويا وبعدما تناولوا غدائهم انشغل كل منهم بالحديث مع الاخر ولم ينتبهوا الي حلا ورنيم الذين تسللوا خفيه من ورائهم ليتسلقوا علي السور ليروا الناس اسفلهم ،وكانت البدايه من نصيب حلا الذي ساعدتها رنيم في التسلق ،وفي نفس الوقت كان ادم قريب منهم وكان يبلع عمره حين ذاك عشرون عاما ولما راعي انتباهه ما يغعلون حتي توسعت عينيه بغضب وذهب باتجاههم ليزجرهم ولكن مع خوف حلا انزلقت قدمها وصرخت صرخه هزت ارجاء المكان وكادت ان تقع لولا زراع ادم التي امتدت سريعا ليمسك بزراعها الصغير ،بينما تمسكت به حلا قائله ببكاء:
_انا هقع ما تسبنيش !
رد عليها ادم بجديه :
_امسكي في ايدي كويس !
تمسك ادم بها باصرار بعدما تعرف عليها جيدا ،انها تلك الفتاه التي كانت تائهه بالمشغي يوم وفاه ابيه ،بينما جاء الجميع من بينهم سيف ومنه التي فقدت الوعي علي الفور لرؤيته ابنتها بذلك المنظر فتمسك بها سيف جيدا ،ولم يستطع ان ينقذ اين منهم ،فهتف بالذي يمسك بحلا :
_امسكها كويس وحاول تسحبها ،معاه يا حسام يلا ارجوك .
ركض حسام وسحب حلا هو وادم الذي كان يتمسك بها باصرار الا ان وقفت امامهم ،بينما ربت سيف علي وجه منه بخفه ،محاولا تهدأتها :
_منه حبيبتي قومي ما حصلش حاجه ،حلا كويسه اهو قدامك.
فتحت منه عينيها بوهن وما ان رأتها امامها حتي وقفت بتعب واحتضنتها ،بينما غضب سيف من حلا كثيرا وتقدم منها بعصبيه ورفع يده ليهوي علي وجنتها بصفعه مؤلمه ،فاغمضت حلا عينيها منتظره صفعته القويه ،لكن لم يحدث شى ،ففتحت عينيها وجدت والدها يده معلقه بالهواء عندما رأي ادم يقف امام حلا مرحبا بتلقي الصفعه عنها ،لكن انتبه سيف له قبل ان يهوي بكفه علي خده فقال ادم بجديه :
_بلاش يا بشمهندس ،هي لسه صغيره ومعرفتش تتصرف والحمد لله انها بخير ،بس من فضلك بلاش تضربها !
انزل سيف يده بعدما شاهد زعرها واكتفي فقط من ان جذبها من زراعها بقوه قائلا بغضب :
_ده عمله تهببيها انا معرفش كان عقلك فين وانتي بتعملي كده ،يلا اتفضلي قدامي من غير ولا كلمه،بعد كده مفيش خروج ايكي تاني.
انزلت حلا رأسها ببكاء وهي لا تستطيع النظر الي عيون والدها ،ثم شكره سيف بشده وقبل ان يذهب جاء اللواء سامي لادم وعندما رأي سيف احتضنه بشده فهو صديقه منذ القدم ،فقال سامي بترحيب:
_ازيك يا سيف عامل ايه ،وحشتني والله فين ايامك.
رد عليه سيف بصوت حاول ان يبدو فيه هادئا:
_انت عارف مشاغل الدنيا يا سامي،قولي انت اخبارك ايه ؟!!
ابتسم سامي ثم نظر للطفله الباكيه في حضن والدتها ،فسأله سامي بابتستامه :
_انا الحمد لله تمام قولي البنوته الحلوه دي بنتك يا سيف !
نظر سيف الي حلا بحده ثم رد علي سامي بجديه:
_ايوه حلا بنتي ،ودول زياد ويزيد ولادي توأم .
ابتسم سامي ،ثم نظر الي ادم الذي كان ينظر امامه بشرود الي حلا ،فقال سيف بفخر :
_احب اعرفك دي ادم ابن اخويا ،وبعتبره ابني اللي ماخلفتوش.
صدم سيف من كونه ابن شقيق صديقه ،فرحب سيف به بشده ثم قال لادم بامتنان :
_انا معرفش اقدر اشكرك ازاي ،بس بجد انت راجل يعتمد عليه .
ابتسم له ادم بحزن وسريعا ما تذكور والده المترفي فاستأذن منهم ليغادر وهو يودع حلا الباكيه بنظراته ..
عوده للوقت الخالي :
استفاق سيف من شروده علي صوت حسام وهو يهتف باسمه عاليا:
_سيف انت روحت فين انا بقالي ساعه بنادي عليك.
انتبه سيف لنفسه ثم قال بجديه :
_معاك يا حسام ،ان شاء الله كلنا هنحضر كتب الكتاب .
_________________
في فيلا عاصم بتركيا ،،،،
اخذت حلا تجوب الغرفه ذهابا وايابا محاوله البحث عن حلا لتعود به لاهلها مره اخري ،ذاك المجرم بعدما وعدها بعودتها يخلف وعده معاها الان ..
تأفف حلا بملل ثم جلست تقلب في قنوات التلفاز بملل واضح ،وفي نفس الوقت دلفت الي الغرفه الخادمه ومعها طاوله الطعام المتحركه ،ووضعتها امامها وهي تقول بلكنه غربيه :
_هيا لتتناولي طعامك يا سيدتي الصغيره !!
ضيقت حلا عينيها ثم جالت بخاطرها فكره ان تضرب عن الطعام ربما وقتها يخرجها من هنا ؛ولكن قبلها تعجبت من غياب رانيا منذ ايام ،فسألتها بحيره :
_اين هي رانيا ،لماذا لم تأتي منذ ايام؟!
اجابتها الخادمه بتلقائيه :
_ان السيد عاصم يحتجزها بالمخزن القديم .
توسعت عينا حلا بتعجب ،وسألتها بقلق :
_لماذا يحتجزها ؟!
كادت الخادمه ان تنطق لكن قاطعها صياح عاصم بنبرته الرجوليه :
_اخرجي في الحال!
انتفضت الخادمه من صياحه وخرجت خائفه ،بينما استقامت حلا حتي وقفت امامه وهي تقول بغضب :
_انت حابس رانيا ليه ،عملت ايه عشان تعمل فيها كده!!
رفع عاصم حاجبه لسذاجتها ،ثم قال ببرود :
_مالكيش دعوه ،خليكي في نفسك وبس وما تدخليش في حاجه مش تخصك.
اغتاظت حلا منه وردت عليه بغضب اكثر :
_لا تخصني ،رانيا صحبتي وانا بحبها .
ابتسم عاصم بسخريه عليها ،ثم قال بتهكم :
_بأماره ايه ان شاء الله ،لا انتوا في سن بعض ولا تعرفوا بعض
عقدت حلا زاعيها ،وهي تقلده باستفزاز :
_حاجه مش تخصك !
قهقه عاصم عليها بشده فاجفلت هي من ضحكته الرجوليه التي تسللت الي قلبها رغما عنها ،بينما انتهي عاصم من ضحكه وهي يقول بابتسامه :
_لسانك محتاج يتقص ،بس ما تهونيش عليا يا حبيبتي ،يلا عشان تاكلي .
اغمضت حلا عينيها عند استمعت لكلمه 'حبيبتي’منه ،ثم فتحتهما وهي تقبض علي كفها بقوه ولم تدري ماذا يحدث معها اليوم ،فتلك ليست المره الاولي التي يقول لها تلك الكلمه ،ولكن تشعر اليوم انها لها مذاق مختلف عن قبل
اخرجها من شرودها ،فرقعت اصابعه امام وجهها وهو يقول بمرخ :
_سرحانه في ايه يا حلايا ،خليكي معايا هنا احسن.
تعصبت حلا من كلماته تلك ،فهتفت بحده :
_بطل تقولي الكلام ده تاني ،واحترم نفسك شويه!!
قطب عاصم جبينه بعدم رضا ،وبعدما كان يبتسم عاد للجموده وهي يهتف بها بحده :
_بت انتي اياكي تتعدي حدودك معايا ،انا اقول واعمل اللي انا عايزه فيكى ،ولا نسيتي انك مراتي دلوقتي.
ابتسمت حلا بسخريه بجانب شفتيها وهي ترد عليه بتهكم:
_ده في احلامك يا عاصم بيه ،انا عمري ما هبقي مراتك ،والورق اللي مضيت عليه تبله وتشرب ميته ،اصلا بابا مش هيسمحلك بكده ابدا .
كان عاصم يستمع لها بجمود ،بينما هي اكملت بنبره احتقار:
_انت مين عشان انا اتجوزك ،انت واحد مجرم ومصيرك في السجن مع المجرمين اللي زيك.
غضب عاصم من حديثها بشده ،فتقدم منها ولم يفصله عنها الا خطوه واحده ثم همس بنبره مرعبه بجانب اذنها:
_اظاهر القطه طلعلها ضوافر وبقت بتخربش ،اممم بس انا هكون سعيد وانا بقصلك الظوافر دي .
ابتعد عاصم عنها ثم جذبها من زراعيها الاثنين وارجعهما خلف ظهرها بقوه تأوهت علي اثرها ،ولكن قطع صوت تأوهها شفتيه القاسيه التي اطبقت علي شفتيها الورديه الناعمه ،فحاولت حلا التملص من بين يديه ولكن كان محكم قبضته عليها ،بينما هو استمر يقبلها بشراسه عقابا علي حديثها ولم يتركها الا عندما شعر بحاجتها للتنفس ،فدفعها عنه بحده متجاهلا اياها ثم ادار ظهره لها محاولا السيطره علي نفسه بعدما تذوق شفتيها الناعمه التي افقدته صوابه ،لكن هي لم تستطع قول او فعل شئ بل تسمرت مكانها ،فقد استباح لنفسه عزريه شفتيها بوقاحه ،كما انها لم تتحمل ما مرت به بتلك الثواني ففقدت وعيها علي الفور ،بينما التفت اليها عاصم عندما سمع صوت ارتطامها بالارضيه ،فاتجه اليها مسرعا فوضع سريعا زراع اسفل ركبتيها والاخر اسفل ظهرها وحملها بخفه ثم ممدها علي فراشها برفق..
استقام عاصم واتجه ناحيه التسريحه واتي بزجاجه العطر الخاصه به ثم نثر بعضا منها علي كفه وقربها من انفها لتفيق ،وبالفعل تململت حلا بتعب ،ما ان رأته حتي انتفضت خوفا منه ،ثم اعتدلت جالسه وهي تصرخ ببكاء حاد :
_اطلع بره انا بكرهك ،انت حيوان وحقير واا..اا
قطع عاصم باقي كلماتها عندما امتدت يده ومزقت بلوزتها من الامام بحده ،فشهقت بخوف وهي تلف يديها علي نفسها ،لتستر ما ظهر منها ببكاء يقطع نياط القلب ،بينما هو تحدث بجمود بعدما استقام وهو يضع يده بجيب بنطاله:
_لو عاوز اكمل هكمل ،ومفيش حد هيخلصك من تحت ايدي فتأدبي كده ومش عاوز طوله لسان عشان انا ماسك نفسي بالعافيه اني اديكي قلمين بعد الشتايم وطوله اللسان ده ،بس كفايه عليكي اللي عملته ده يخليكي تفكري قبل ما تتكلمي ..
بكت حلا كثيرا بعد حديثه ااقاسي معها ،بينما تابع عاصم حديثه متجاهلا دموعها بعمد:
_وبعد كده هي كلمه هقولها ومش هتكرر تاني والعوج وطوله اللسان اللي اتعلمتيهم اليومين دول اياكي تكرريهم تاني ،سامعه انا بقول ايه ؟!!
لم ترد عليه حلا وهي مازالت تمسك بثيابها الممزقه ،فهتف عاصم بنبره قويه جعلتها تنتفض مزعوره في مكانها :
_انا بقول سامعه ولا لأ !
رددت حلا بشفتين مرتعشتين من اثر البكاء:
_سامعه ،سامعه.
تحرك عاصم مبتعدا منها وهو يقول بجمود:
_طيب كويس انك سامعه ،يلا عشان تاكلي وبعدين نامي ومش عاوز اسمعك بتسألي علي رانيا تاني ،ولا المح طيفك تحت ،تفضلي هنا في الاوضه ده ،ويارب كلامي مش ينفذ ساعتها هتشوفي الحيوان هيعمل فيكي ايه!
انتفضت حلا وارتعبت من تهديده ،بينما انتظر عاصم ان تنفذ كلامه ولكنها لم تفعل فقال بعصبيه :
_قاعده ليه ،قومي نفذي اللي قولت عليه .
ابتلعت حلا ريقها بخوف ثم نهضت من فراشها وهي مازالت تستر جسدها بكفيها الاثنين وذهبت باتجاه الطاوله وجلست ،ولم تدري كيف تأكل وهي تستر بكفيها الاثنين ما مزقه هو من ثيابها ،فاستكملت نحيبها ،فلاحظ عاصم ذلك ،فتقدم منها ثم جلس امامها علي المقعد واضعا ساق فوق الاخري ،قائلا بأمر حازم:
_قومي غيري هدومك وارجعي كلي ،دلعك زاد عن حده ،يلا معاكي خمس دقايق بس.
نهضت حلا مسرعه تنتقي شيئا من الثياب في ضلفه الدولاب تحت نظراته الجامده،ثم ركضت الي المرحاض لتبدل ثيابها ،وما ان اغلقت الباب حتي اخذت تبكي بشده وهي تمسح شفتيها بعنف واشمئزاز من قبلته العنيفه لها ….