رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الرابع و العشرون بقلم لادو غنيم
تركها تنوح بـصرخات باكيه متمرده على هذا القرار الضار لـكيانها'
ثمَ أتجها إلى حـجرة "فارس" حيث يغفوا أخيه'و'بجوارهِ "كريم'و'على الإريكه يجلس" مرعى"الذي لم يبدل ملابسهِ بـعد'و'فـور أن دخلا إليهم "جواد" بـسروالهِ فقط:
قطب"مرعى" جبهتهِ بـستفسار:
هـو الجو حر للدرجادي بره'!
"جواد" حانقاً تزمناً معا جـلوسهِ على التخت الفارغ:
"مرعى" اتمسا و قول يا مسا'
أدرك الأمر فقاله بـصوتاً منخفض:
قول كدا بقا مطرود من الأوضه'يا عينى عليك يا زمن بقا "جواد" باشا اللى كانت بتتهزله شنبات يطرد و بـى الباس من حتت شبر و نص حقيقي عجبت لك يا زمن'
رجعنا لبرطمة النسوان تانى يا "مرعى"
إستيقظ "فارس" على صياحهِ فـجلس بـستياء:
إستغفر الله العظيم يارب يا ناس عايز أنام شويه حرام عليكم'
"مرعى" بستياء:
و هـو دا بيت حد يعرف ينام فيه داحنا لو بنام فـى ئلب المعتئل مش هنصحا كل يوم على المصايب اللي بتحصل هنا'دأنا كلها يومين كمان و هحس أنى نايم فـى قلب معسكر اللي ميتسموش'
"فارس" بتائيد:
عندك حق و الله'
"جواد" بـصرامه:
بقولك ايه منك ليه ناموا و كفياكم كلام أنا مش ناقص صداع'؟
ناظرهُ أخيه بستيعاب:
ايه دا يا "جواد" أنتَ قاعد بـى البـوكسر كدا ليه؟!
"جواد" بـصرامه:
مزاجى جابنى أنى قعد كدا خلاص بقا خلصنا'!
"فارس" بستفسار:
هـو أنتَ مطرود من أوضتك و الا ايه'؟
فـزع من مجلسهِ بـزمجره:
مين دا اللي مطرود يالا أنتَ أتجننت و الا إيه'!!
تراجحت نظراتهِ بين الإثنين فـتلبك "مرعى" بـانكار:
أنتَ بتبصلى ليه هـو اللي قال مش أنا'
"فارس" بتصحيح:
أنا قصدي يعنى سايب أوضتك و قاعد بـالمنظر، دا ليه'
نام يا "فارس" و تمسا أنتَ و هـو'
هتفٕ حانقاً'و أخذ بنطال و تيشرت من الخزانه'و'رتداهم 'و'ترك الغرفه'فقاله أخيه:
شكلك مطرود يابن رضوان'
"مرعى" بتاكيد:
دا أكيد'يـخسارتك يا باشا تتطرد هقول ايه بس ربنا قوي علي كل قوي'
"فارس" بـسؤال:
بتقول حاجه يا "مرعى"
"مرعى" بـبسمه مرتبكه:
بقول ربنا ميطردلكم و لايه'
ــــــــــــــــ📌
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "🌿للتذكره»
"
بذات الوقت بـغرفة "ريحانه" كانت تجلس برفقة"نسمه"التى تعانقها'لتخفف عنها'
"ريحانه" ببكاء:
دي كل حكايتى من أول ما تـجوزت ياسر الحد لما رجعت البيت النهارده:
أفصحت بكل ما بقلبها لـتفرغ قصتها بـفرحها و حزنها لنسمه'كم كانت تود أن يشاركها أحدهم هذا الحمل المرهق لـقلبها: و'بـعد أن إستمعت إليها بصدر رحب'ربتت علي ظهرها بـهدؤ:
أولاً شكراً من قلبى على ثقتك الغاليه دي'و'أوعدك أن سرك فى بير'
"ريحانه" بـتاكيد:
أنا متاكده من كدا و الا مكنتش هحكيلك كل حاجه'
عارفه يا حبيبتى و أن شاء الله مش هخذلك: خلينا بقا نتكلم فـى المهم أولاً "ياسر"اللى طلع أسمه" البارون"واحد حقير و ميستهلش يتقال عليه راجل أصلاً'و'خساره حتى أنك تفكري فيه'و'جوازك منه باطل لأنك بتقولى أنك ممضتيش على القسيمه'اما بـقى بـى النسبه "لجواد"مش هنكر أنه كان غلطان لما خدك طُعم عشان يوصل" للبارون" بس بردو حقيقى يعنى طلع جدع و شهم كفايه أنُه أتجوزك بجد و مقبلش انُه يعيشك معاه فـى الحرام'و'أثبت أنُه صريح لما جالك و حكالك كل حاجه بتفسه أحسن ما كنتِ تعرفيها من حد تانى'اما بـقى حوار الحيزبونه مرات أبوكِ دى فـى دا واحده أحقر من "البارون" مينفعش تسمعلها أصلاً لانها مش مصدر ثقه'و'اديكِ شوفتى بنفسك لما صدقتيها قـتلتى "جواد" دا لوله ستر الرب ليه كانَ زمانه ميت و كنتِ هتفضلى عايشه بذنبُه'؟
خرجت من عناقها تجفف دموعها بـجرح صوتى:
أنا معرفش عملت كدا أزي'أنا مقدرتش أمسك نفسى لما شوفت" نهى "على سريرى و سمعت منها الكلام اللى قالته'حسيت أن الدنيا أسودت و شوفت جواد هوَ السواد حسيت انُه سبب وجعى فى كل حاجه موت أبويا و خيانته ليا و حسيت بـى الوجع أكتر لما لقيتهُ مسالش عنى و سابنى مرميه فـى المستشفى'عشان كدا محستش بنفسى غير و أنا بـقتله'
ضيقت الأخري مقلتيهَ بـبتسامه:
طب بينى و بينك كدا من جواكِ مكنتيش خايفه عليه'؟
تنهدة بـحزناً مـغمور بـفيضان تدفق بمطر الشتاء'تناثرة نبضاتها بـتمرد فياض' يـمُطر عليها بـكلماتناً كـالنار بـ لليالى الشتاء القارصه:
لما ضربته بـالمقص حسيت بروحى بتتسحب منى'لما شوفت الدم كنت حسه أن قلبِ بيقتلنى'لـو كان جراله حاجه مكنتش هـقدر أكمل من غيرهِ'جواد'مش بس جوزي'لاء أنا بتعبره الأمير بتاعى الفارس اللى جالى و خدنى على حصانه بيرمح بيا لبعيد'تقدري تقولى كدا الحارس بتاعتى اللى متاكده أن لو حد فكر يقربلى هيكون مطلع روحه فـى أيدهُ'
جواد" بحس معاه بـخوف الأب اللى أتحرمت منهُ بحس أنى بنته دايما بيوجهنى و خايف عليا حتى لو بيحاول يخبئ'بحس معاه بحنان رهيب'أنا مش بس بشوفه "جوزي" لاء أنا بشوفه أبويا شعور غريب جميل عمرى ما حسيته معا أبويا اللى بجد:
تنهدة "نسمه" بـستحسان لكلماتها:
يخربيت مشاعرك يا "ريحانه" أنتِ دايبه دوب فى أبن خالى'أنتِ بتحبى "جواد"
كست الحُمره وجنتيها بـلون قرمزي بدموعً ممزوجه بكامل أوجاعها:
أنا معرفش إيه الحب يا "نسمه" بـس لو اللى حساه دا معناه إنى بـحبه فـ أنا عمرى ما هخليه يسبنى عشان متحرمش من الحاجه الحلوه اللى حساها دى'
و هـو مش هيسيبك يا حبيبتى'جواد'لو مش عاوزك بجد كانَ هيطلقك و مش هيهمه مهمه و الا غيرهُ'؟
طب موضوع "نهى" أنا مش، طيقاها'
مطقهاش المهم أنها غارت أنا قولتلك إنى شوفت "جواد" و هـو بيطلقها و بيضربها'يعنى خلاص ملهاش علاقه بيه تانى"جواد"لـريحانه و بس'
تـبسمت بنكسار:
ليا أيه بـقولك قالى أنى متحرمه عليه و على قلبهُ'؟
هـو قالك كدا لإنك عصبتيه أنما لـو غيرتى طريقتك معاه و تمسكتِ بيه صدقينى مش هيسببك و هيواجه قلبهُ و هيحبك بجد'
أصبحت ترتعد بـجبالاً ثلاجيه تـجلد بـقلبها الباكى بـحصار الفراق العليل لمخابئ قدرها'و'باحت بـنكسراً صوتى:
أنا مش هسيبُه لأنى من غيرهُ هبقى يتيمه بجد و أنا مش عاوزه أبقى يتيمه تانى'
لمست أوجاعها فكانت العون لها بـعناقاً أحتوئ رعدتها مربتَ عليها بـصوتاً متحشرج بـالبكاء تدعمها بـعطفاً:
أنتِ مش يتيمه أحنا كلنا معاكِ و ماما تبقى مامتك و خالو فوزي يبقى باباكِ أحنا كلنا معاكِ'
وجدت السلام بعناق قبطيه فـشددة من ذلك العناق الدافئ لتخمد ثورة أحزانها:
ـــــــــــــــ📌
يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شانى كله و الا تكلنى إلى نفسي طرفة عين«للتذكره🌿»
"
مرآ الوقت'و'عاده "جواد" للغرفه بـعدما هدآت ثورتهِ فـوجدها تغفوا على تختها فـ صارهَ إلى الإريكه'و'ممد جسدهِ لـياخذ قسطاً من الراحه'و'أغلق جفونهِ ليستقبل النوم'لكنهِ سمعها تـقول لهِ:
أنا أسفه'
قالتها'و'هـى تدفن رأسها بصدرهِ بعدما نـهضت من فوق تختها'و'آتت إليه تغفوا بـجوارهِ على الإريكه التى بـالكاد إتسعت لحملهُما'
لـم يُلبى نداء قلبهِ الذي يطالبهِ بـعناق خصرها و'الأجابه عليها'فـشعرت بـالحزن أكثر'و'عانقة صدرهِ بتمسك ذائد تزمناً معا كلماتها ذات البحه المكسوه بـغيمة البكاء:
عارفه إنى قولتلك كلام وحش بس قولت كدا لما فكرتك فعلاً قتلت أبويا و خونتنى معا"نهى"
أرجعى نامى مكانك يا "ريحانه"
حدثها بـهدؤ مغمض مقلتيهِ'فـشددة من التصاقها بهِ:
لاء أنا مكانى جانبك'
عارضها بذات الهدؤ المنافى لما يشعر بهِ من غضباً:
أسمعى الكلام'و'رجعى علي سريرك'أنا دراعى وجعنى و مش عارف أتحرك منك المكان ضيق'
طب تعالى نام جنبي علي السرير'
لاء مرتاح هنا'
و أنا راحتى معاك'و'مش هنام غير فى حضنك'
تنهدا بمحاربتاً لـنبضاتهِ التى ترهقهِ:
بلاش، مناهده و أسمعى الكلام قولتلك المكان ضيق و مش هيشيلك'
لو المكان مش هيشلنى شلنى أنتَ'
هـتفت ببحه منكسره من الخذلان'تجفف دموعها'و'لم تمضى سوا ثانيه و أعتلت فوقهِ تغفوا فـوق جسدهِ: ففتحَ جفونهِ بـتعجب ذادهِ أرهاقاً من ذلك القرب المحارب لهِ'فلم يكن يصدق ما فعلته فقد أطاحت ببرقع الحياء من عليها'و'صعدة فـوقهِ تغفوا فـاصبحَ جسداً واحد: و: قـبل أن يستوعب هذا الوضع النابش بصناديق شوقهِ إليها: سمعها تـقول ببحه ذادته أرهاقاً:
بما أن الكنبه مكنتش شلينى فـجسمك كفانى'و على فكره أنا عاوزه أبقى مراتك بجد'حتى لو أنتَ مش عاوزنى فـ أنا عوزاك'و'أول ما تخف عاوزاك تتمم جوازك منى أنتَ حقى'و'أنا عاوزه الحق دا'أنتَ قولت أنك شايفنى عفيفه و شايف نفسك مدنس عشان كدا محرمنى عليك'بس أنا شيفاك غير ما أنتَ شايف نفسك أنتَ طاهر و نقى حتى لو ملوث بشويه عيوب فـبقربى منك همحى كل التلوث و هظهر طهارتك بلاش تبعدنا و تحرمنا على بعض:'
ختمت جملتها برفع رأسها على صدرهِ'و'أبصرت بخضرويتيه التى تـهتز بـارهاق القلب و الجسد من حديثها الذي نشرا السرور و الشوق بكيانهِ'
مقابلة عينيهما مثل التقاء الشمس بـالقمر كونا هجين يجمع بين النيران و دفئ الليل هجيناً أوحى الكمال بـكيانهم و برز الشوق منهما'هجيناً أعطا الأنتعاش للقلب'و'الحاجه للجسد:
صدورهما إتحدت بنبضاً متبادل فوق بعضهما'و'أشارة العيون أتجاه رعدة الشفاه التى تسعى لتذوق هذا الشوق الجارف:
فكان الأقتحام حليف"جواد"الذي عانق وجنتها بيدهِ المتعافيه و حذبا وجهها إليه بـرفقاً لـيقبض على ورديتيها بـقبضان لوعتهِ بها: