رواية لم تكن خطيئتي الفصل الرابع و العشرون بقلم سهام صادق
دفعته عنها تركض نحو غرفتها تبتسم بمكر لقد القت كلماتها وتركته يقف يستعب ما سمعه منها ليصرخ بجنون
عهد -
دفع باب الغرفه بقدمه يراها وهي تقف أمام المرآة تفرد خصلات شعرها
والله كان عيل عسل منك الله يا ادهم ضيعت مني - فرصتي
والكلام ضاع من حلقها وهي تلتف نحوه تنظر لعينيه المظلمة من الغضب وقد أدركت انها وصلت لأقصى درجه معه ولم يعد لمكرها مكاناً
أدهم انا بهزر... انا -
ولم تشعر الا وهو يُلقيها فوق الفراش ينظر اليها بوعيد
ماشي يا عهد عايز اشوف مين بقى الراجل اللي -
عجبك
ضربته ودفعته وهو كان ينتقم منها بطريقته
الخاصه
وانتهت الليله وحل الصباح لتجد نفسها بين ذراعيه ينام براحه
التمعت عينيها ترد له ما فعله بها تضربه فوق
صدره تصرخ به
انا مش عايزة اعيش معاك تاني -
والذهول كان يرتسم فوق شفتيه فمن التي تتحدث الآن وطيلة الليل تنام فوق صدره تتمسح به كالقطة بوداعة
اسبوع مر وهي بعيده عنه لم يعد يشعر بطعم الحياه ولا دفئ منزله حتى فراشه هجره وعاد آله عمل.. اليوم عرف معنى أن تكون المرأة وطن ليست كل النساء وطن ولكن بعضهن منحهم الله تلك الميزة
شهاب العزيزي بكل ما يملك أصبح كالطفل وهي بعيده عنه ولكنه يعطيها كل المساحه كي ترتاح ولكن اكتفي ولم يعد يحتمل
أغلق حاسوبه يُخبره سكرتيرته ان تلغي كل مواعيده... كاد ان يتحرك ويُغادر مكتبه ولكن رنين هاتفه اوقفه لينظر لرقم المتصل بقلق أيوه يا استاذ منير -
تعالا خد مراتك معندناش ستات بتبعد عن بيت
... جوزها وطالع قدر الباكية بنظرات خبيثه يغمز لها وسميره تقف تضع بيدها فوق فمها حتى لا تطلق زغروطتها
واه عرفنا خلاص سبب تمرد مراتك ... وربنا
يصبرك عليها الشهور اللي جايه
قطب شهاب حاجبيه والحيرة ارتسمت فوق ملامحه وهو يدلف للمصعد
قصدك ايه يا استاذ منير -
عد الشهور من دلوقتي سبع شهور ويشرف ليكم عزيزي صغير
صدمة وسعاده ملئت قلبه ... ارتعشت يده فوق الهاتف وهو لا يُصدق ما سمعه... دمعت عيناه يحمد الله على نعمته
كان يعلم أن الله مدام منحه السعاده دون أن يسعى سيتم نعمته عليه
ابتسم بسعاده وهو يسطحها فوق الفراش ينظر إليها بحب تأكد منه بعد هجرها
البيت كان مضلم من غيرك -
ارتفعت عيناها نحوه تستنكر كلمته فلو كان اشتاق إليها ماكان تركها تلك المده
ما هو واضح ... سبتني اسبوع -
اتسعت مقلتيه ذهولاً وهو لا يصدق انها في النهايه جعلته حتى في هذا مخطئ.. تنهد بيأس مقترباً منها
قدر انا كل يوم بجيلك عند خالك... وفي الآخر تقوليلي سبتني اسبوع
لو كنت عايز تاخدني كنت هتجبني غصب عني - فرك جبهته بكفه والارق ينهش جسده
یعنی نسيبكم على راحتكم مش نافع نستخدم - العنف مش نافع
اشاحت عيناها عنه ليطلق أنفاسه متنهداً
متعرفيش انا سعيد ازاي ... اه ياقدر لو اقولك على فرحتي وسعادتي
ذكرها بفرحتها التي سجدت الله شكراً عليها ولكن لا تعلم لما احبت ان تنكد عليه فرحته
التفت بعينيها نحوه لتجد ماصدمها شهاب يبكي
انت بتعيط باشهاب -
بعيط من الفرحه .. حياتي اتغيرت في سنه ... - اتغيرت من ساعه مدخلتيها ياقدر ندمت على سوء ظنها به... ندمت لأنها للحظة فقدت الأمل خفت يا شهاب... خفت منك ترميني لو مخلفتش.. وجعوني .. وانت كمان حسستني اني في حياتك على الهامش ليا وقت وهينتهي حضنها بقوه يخرج فيه اشتياقه
مش عايز ادمجك في العالم بتاعي عايزك في عالم ليا لوحدي ياقدر ... عارف انها أنانية مني بس انتي السبب حنانك وحبك خلاني كده وابتعد عنها ينظر إليها يمسح عنها دموعها التي باتت تحزنه
والله بحبك وحتى لو مكناش خلفنا مكنتش - هسيبك ... الغبي اللي يسيب السعادة تروح من ايده عشان طمعان في حاجه زياده وناسي يشكر ربنا على اللي في ايده وانا غرقان في نعم ربنا مكنتش هبص لحاجه مش ليا وانسى اللي عندي القت بجسدها عليه تحتضنه بقوه
انت ازاي كده -
ابعدها عنه يُطالعها بأبتسامه متسعه يميل برأسه يميناً ويساراً يمازحها
كده ولا كده -
**
سارت بين الأراضي جواره لا تصدق انه من اقترح عليها هذا بعدما وجدها تجلس حزينة في
غرفتها
الجو جميل اوي يا عاصم -
التف نحوها ينظر لعينيها التي تشع سعاده
بقيتي كويسه دلوقتي -
اماءت برأسها والسعاده تملئ قلبها من اهتمامه حتى لو كان بسيطاً
صدح صوت خلفهم وصاحبه يلهث يا عاصم بيه يا عاصم بيه -
ولم يكن صاحب الصوت الا صاحب الأرض هذا الرجل الذي اشفقت عليه وهي ترى نظرته الكسيرة وتعلقه بأرضه
شكراً يابيه على اللي عملته معايا - وقفت تتابع المشهد بأعين متسعه وقلبها يدق سعادة ... فعاصم لم يأخذ ارضه بل ودفع دينه
والخبر الذي تلقاه الحج محمود كان اسعد خبر يسمعه ... اقترب منه عاصم بعدما علم الخبر مبروك ياحج جالك حفيد ينضم لعيلة العزيزي - دمعت عيني الحج محمود يرفع يديه يحمد الله على نعمه... شهاب بشره بخبر حمل قدر والان يبشره عاصم بأنجاب لبنى عايز اسافر لاختك يا عاصم... عايز اشوف بنتي - وارتفعت عيني الحج محمود وهو يسمع ما لم يُصدقه... بكى وتلك المره كان بكائه سعاده
كلنا هنسافر ليها ياحج... انا وانت ورحمه -
طالعت قدر صورة الصغير تنظر لملامحه بسعاده
عشر ليال من العمر أو النيزك -
اقترب منها يُحاوطها بذراعيه سعيداً لسعادتها
بس انا شايف انه شبهك انتي -
التمعت عيناها وهي تنظر للصغير مجدداً
هو انا حلوه كده -
طبعا يا حببتي
تعلقت عيناها به ونظرة واحدة كانت تحمل كل ما انبته بقلبها رجلاً أمات داخلها ما سمعت عنه في الحكايات
ليأتي اخر يعلمها كيف يكون الحب اغمضت عينيها تشعر بيديه تداعب وجنتيها ثم بعدها لم تعرف كيف أصبحت بين ذراعيه وهذا هو شهاب يخطف أنفاسها دون شعور منها لتسلمه
مفاتيح حصونها
أتت للبلدة مرغمة بعدما انتهت امتحاناتها ولكن لم
تكن تظن ان ارغامها سيجلب لها تلك السعاده.... حامد يفتح لها ذراعيه يهز لها رأسه بأن تقترب
منه
حدقت به تخشي ان تكون تحلم من شدة توقها لحضنه
ابتلع ريقه بألم وهو يراها تارة تقترب خطوة وتارة أخرى تتراجع
مخزون صادق
تعالي يا عهد -
وكأنها كانت تنتظر سماع صوته نظرت لادهم الذي
طالعها بحنان يحثها على الذهاب اليه ولم تشعر
بتحرك قدميها الا عندما أصبحت أمامه
احتضنها بقوه
سامحيني يا عهد... انا عمري ماكرهتك بس
غصب عني... القسوة اتزرعت جوايا وقلبي كان
ضلمة
بكت كما بكى هو لتبتعد عنه ترفع عيناها نحوه
انا كنت بدعي ربنا كتير انك تحبني... كان
نفسي تحضني من زمان اوي
واردفت وهي تمسح دموعها بأكمامها كالاطفال
بيقولوا حضن الأخ حلو اوي -
وعادت تحتضنه ليبسم وهو يعمرها بين ذراعيه
عندي ليكي مفاجأة هتفرحك - ابعدها عنه يسحبها خلفه ... والصدم كانت من نصيب كلتاهما
عبلة رحمة -
ركضت نحو رحمه التي ضمتها بحب تمسح فوق وجهها وقد اشتاقت اليها
أنتي كويسه ياحببتي... عملوا فيكي ايه -
ورحمه القديمة تعود فشرارتها لم تنطفئ الا مع
... واحداً
اطرقت عهد رأسها بخجل لا تعرف ما تخبرها به فالتقطت عيني رحمه رجلاً يقف خلف حامد
هو ده جوزك -
ارتفعت عيني عهد نحوه ترمقه بخجل لتندفع رحمه نحوه تمسكه من قميصه خلاص عهد رجعت لبيتها وحضن اخوها طلقها ... وشكراً لخدماتك
نعم... انا جايب مراتي هنا عشان تخدوها.... انطق يا حامد
وقف حامد يشاهدهم.. يضحك على أفعال زوجته... احتقن وجهه يجذب تلك التي وقفت جوار شقيقها مستمتعه
هو انا مقولتلكيش يا ابله عهد حامل -
وشهقه طويله خرجت من بين شفتي رحمه .... لتخفض عهد عيناها تسبه بسرها .. لقد احرجها وانتهى الامر رغم وعده لها بأن يبقى الأمر بينهما
حامل ازاي -
خد مراتك من قدامي يا حامد ... اقولها ايه ديه -
واجتذب عهد خلفه رغم اعتراضها يرمق رحمه بنظرات مستنكره ... وحامد يقف لا يفعل شئ إلا
الضحك
اختك وشوفتها ... ابقى تعالى لينا عند بيت عمك الحج محمود
**
نظرتها اليه اوجعته تظن انه احضرها للندن حتى تخضع لعملية التجميل ... ارتجفت شفتيها تنظر له لدرجادي مش حابب شكلي يا عاصم - ضمها اليه يفهم مشاعرها
لو مش عايزه نبدء المشوار مش هجبرك بس اوعي تفتكري اني بعمل كده عشان ارضى نفسي... انا بعمل ده عشانك انتي... انتي كامله في عيني وهتفضلي كامله طول عمرك